قراءة وإضاءة حول المعيار الشرعي رقم 6 بشأن تحويل البنك التقليدي إلى مصرف إسلامي-1
د. عبدالباري مشعل
1- صدر هذا المعيار في 16/5/2002، وهو ليس من المعايير المعدلة طبقًا لنسخة المعايير الشرعية الصادرة في 2015. وأعلنت أمانة الأيوفي بأنه يجري تعديله، وقد انتهت اللجان الشرعية من مراجعة الدراسة الأولية، وتم الانتقال إلى الخطوات التالية في إعداد مشروع المعيار المعدل. ولعل هذا المقال يسهم في هذا التعديل.
2. يشمل المعيار 12 بندًا بما فيها تاريخ إصدار المعيار عدا مستند الأحكام الشرعية، وهي: نطاق المعيار، المدى الزمني للتحول، الإجراءات اللازمة للتحول، التعامل مع البنوك، وتقديم الخدمات المصرفية بالطرق المشروعة، الأموال التي تلقاها البنك بفائدة، توظيف الأموال، معالجة الحقوق غير المشروعة، معالجة الالتزامات غير المشروعة، كيفية التخلص من الكسب غير المشروع، الزكاة الواجبة على البنك قبل التحول، وفيما يلي سيتم تناول هذه البنود قراءة وإضاءة.
3. نطاق المعيار: طبقا للنص: "يتناول هذا المعيار مقومات تحول البنك التقليدي إلى مصرف إسلامي بموجب قرار بالتحول الكلي الفوري في تاريخ محدد يتم إعلانه".
4. الإضاءة: بهذا النص لا يشمل المعيار: التحول التدريجي، والنوافذ الإسلامية في البنوك التقليدية. وطبقًا للمعيار: "لا يعد البنك متحولاً ولا يدرج ضمن البنوك الإسلامية إلا بعد إتماما عملية التحول، ويجب على مالكي البنك الإسراع في التحول للتخلص من إثم الاستمرار في الأنشطة المحرمة".
5. المدى الزمني للتحول: "يجب تنفيذ ما تتطلبه الشريعة ... في جميع العمليات عقب التحول. أما العمليات غير المشروعة المبرمة قبل قرار التحول فالأصل التخلص منها فورًا، ولا يجوز التأخير إلا فما تقتضيه الضرورة أو الحاجة مراعاة للظروف الواقعية للبنك، لتجنب خطر الانهيار أو حالات التعثر، على أن يتم التخلص من آثارها وفقًا لهذا المعيار".
6. الإضاءة: الأصل في المعيار أن تكون جميع أعمال البنك في تاريخ التحول طبقا للشريعة، واستثناءً يجوز تأجيل تحويل بعض العمليات مع تجنيب آثارها غير المشروعة، وهذه مسألة واجهتنا في تحويل إحدى الشركات والتزاماً بالأصل لم يوافق فضيلة الدكتور عبدالستار أبوغدة على إعلان الشركة إسلامية إلا بعد استكمال تحويل كل العمليات.
7. الإجراءات اللازمة للتحول: إعداد البدائل، إعداد نماذج العقود والمستندات، تصحيح وضع الحسابات في الداخل والخارج ومع البنوك التقليدية، تأهيل الطاقات، مراعاة الإجراءات النظامية بتعديل الترخيص وعقد التأسيس والنظام الأساسي، إعادة بناء الهيكل التنظيمي ولوائح العمل وشروط التوظيف، تكوين هيئة رقابة شرعية، تأسيس رقابة شرعية داخلية، تطبيق معايير المحاسبة، والمراجعة، والحوكمة والأخلاقيات الصادرة عن أيوفي.
8. الإضاءة: تختصر إجراءات التحول السابقة بإجراءات قانونية أو نظامية، وإجراءات تنظيمية على مستوى الهيكل التنظيمي، وإجراءات تشغيلية على مستوى العمليات.
9. التعامل مع البنوك: التعامل مع البنك المركزي والبنوك التقليدية على أساس غير ربوي، والتوسع في التعامل مع البنوك الإسلامية. ومن المقترحات للتعامل مع المركزي: إيداع المستندات المتعلقة بالمدينين بدلا عن الاحتياطي القانوني، إجراء تمويلات مشروعة للحكومة، الاقتصاد على الحسابات الجارية بدون فوائد، والتخلص من الفوائد إن وجدت، وفتح حسابات استثمارية للمركزي لدى المصرف الإسلامي. 10. الإضاءة: في التعامل مع المركزي والبنوك التقليدية يمكن إضافة التعامل بالمثل في الحسابات الجارية على أساس النمر الدائنة والمدينة، والقروض المتبادلة على أساس غير الفائدة بضوابطها، والوكالة في الاستثمار في السلع الدولية وبورصة زيت النخيل في ماليزيا.
11. تقديم الخدمات المصرفية بالطرق المشروعة: مثل معالجة الاعتمادات المستندية غير المغطاة بالمرابحة، أو المشاركة أو المضاربة، ولا يجوز أخذ عمولة عن مجرد التسهيلات.
12. الإضاءة: بالإضافة للاعتمادات المستندية، توجد خدمات التحصيل المستندي، وبطاقات الائتمان، وغيرها، وقد صدر معيار 28 بشأن الخدمات المصرفية، ويستحسن الإحالة إليه في المعيار المعدل.
13. توظيف الأموال: يجب إيقاف توظيف الأموال بالإقراض بفائدة، وإحلال صيغ الاستثمار والتمويل المشروعة. والسعي ما أمكن إلى إنهاء القروض الربوية التي أقرضها البنك للغير قبل قرار التحول، وما لم يستطع المصرف إنهاءه فإنه يتخلص من فوائده.
14. يتبقى من مسائل التحول ما يتعلق بالالتزامات والحقوق ومعالجة آثارها غير الشرعية، وسيتم إكمالها في المقال القادم.