منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية Empty
مُساهمةموضوع: الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية   الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية Emptyالأحد 18 فبراير 2018, 6:45 am

الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية 17r098



بعد إخطار موسكو: إسرائيل تدمر ثلث الدفاعات الجوية للنظام السوري
Feb 17, 2018

منهل باريش: اعترضت مروحية هجومية من نوع أباتشي طائرة الاستطلاع الإيرانية «سيمرغ» بعد دخولها الأجواء الإسرائيلية لمدة 90 ثانية، وتمكنت من إسقاطها بأقل الأضرار دون تحطيمها، وهو ما سيسمح بفحص تقنياتها عن قرب دون الحاجة إلى جهد استخباراتي كبير من جهاز الموساد الإسرائيلي داخل إيران.
وليس من المفاجئ أن الطائرة دون طيار «سيمرغ» (طائر الفينيق في اللغة الإيرانية) هي النسخة الإيرانية من طائرة «أر كيو 130» الأمريكية، والتي فقدها جهاز المخابرات الأمريكية في كانون الأول (ديسمبر) عام 2011، وأعلن سلاح الفضاء في الحرس الثوري الإيراني إسقاطها عبر اختراقها إلكترونيا وهي تطير في مثلث الحدود الأفغانية الباكستانية شرق البلاد، قادمة من قاعدة شيندند ثالث أكبر قاعدة أمريكية في ولاية هراة جنوب أفغانستان، والتي تعتبر أهم محطات التجسس لجهاز المخابرات الأمريكية على شرق إيران وباكستان أيضاً.
وحاول البنتاغون سحب حطام الطائرة في عملية كومندوس إلا أن الحرس الثوري الإيراني سحبها بعيدا عن الحدود الأفغانية إلى أحد مقرات مؤسسة جهاد الاكتفاء الذاتي والبحوث في الحرس السوري الإيراني، وهي المؤسسة التي تقوم بتطوير التقنيات العلمية وتشرف على برنامج التطوير الصاروخي في إيران.
بعد عام من إسقاطها حاولت المخابرات الأمريكية عرقلة طهران في فك تقنية طائرة «أر كيو 130»، ونجحت في اغتيال المقدم المهندس حسن طهراني مسؤول البرنامج الصاروخي في الحرس الثوري، والذي يعتبر الأب الروحي لبرنامج التطوير الصاروخي في إيران. ألا أن سلاح الجو الإيراني أعلن في عام 2014عن تصنيعه طائرة «أر كيو «130 بتقنية الهندسة العكسية بعد تحديد مقدراتها التقنية وخصوصا تلك المتعلقة بعدم كشفها على الرادارات، وقام مكتب العلاقات العامة في الحرس الثوري بحملة دعائية كبيرة طلب فيها من المواطنين الإيرانيين اقتراح اسم فارسي للطائرة، ليقع الاختيار على اسمها الجديد «سيمرغ».
اعتراض طائرة التجسس الإيرانية «سيمرغ» من قبل طائرة أباتشي وعدم اسقاطها بمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية يرجح أن الطائرة كانت في طور المراقبة منذ إقلاعها من مطار التياس العسكري والمعروف باسم «تي 4»، وتركت تدخل المجال الجوي الإسرائيلي لتسقط برشقة من طلقات مدفع طائرة الأباتشي الهجومية في أحد جناحيها وهي تطير على ارتفاع منخفض، ما حال دون احتراقها.
رد فعل جيش الدفاع الإسرائيلي لم يتأخر أبدا بعد إسقاط طائرة التجسس الإيرانية، فتم استهداف المطار بواسطة ثماني طائرات إسرائيلية نوع «إف 16» قامت بقصف المدرج وبرج المراقبة الجوي ومقرات القيادة والمبيت والمستودعات ومحطة الوقود في المطار. هذا دفع النظام السوري إلى التصدي لسرب الطائرات الإسرائيلية بإطلاق عدة صواريخ مضادة للطيران نوع «سام -5»، ما أدى إلى سقوط أحد الطائرات بسبب «سوء اتخاذ تدابير المراوغة» من الطيارين كما تحدثت مصادر عسكرية إسرائيلية للصحافة في تل أبيب، مع ترجيح كبير لفرضية أن الطائرة لم تصب بشكل مباشر وإنما قفز الطياران بعد دخولهما في موجة الرادار التابعة للدفاعات الجوية السورية.
ومع التصريحات الرسمية بعدم الرغبة في المواجهة مع النظام استمر سلاح الجو الإسرائيلي بقصف الدفاعات الجوية للنظام السوري طوال يوم السبت، 10 شباط (فبراير)، وتركزت على 12 هدفا أغلبها تتبع للقوى الجوية والدفاع الجوي. وقام الطيران الإسرائيلي إضافة إلى ذلك بقصف مطارات التياس (تي 4)، والسين، وخلخلة والنيرب والمزة العسكري. كما استهدف عددا من مقرات القيادة التي تتركز فيها القوات الإيرانية، وأهمها جبل المانع وتل أبو ثعلب في منطقة الكسوة جنوب دمشق ويتبعان إلى فوج الدفاع الجوي 165 ويعتبران بمثابة خط متقدم للدفاع عن مطار المزة العسكري من أي اعتداء من الجهة الجنوبية. كذلك قُصف الفوج 16 دفاع جوي والذي يقوم بحماية مطار الضمير العسكري وينتشر في القرب منه، وهو أكبر الأفواج المستقلة التابعة لإدارة الدفاع الجوي. كما تعرض للقصف اللواء 104 أشهر ألوية الحرس الجمهوري والذي كان يقوده اللواء مناف طلاس ابن وزير الدفاع السوري. وقُصفت أيضا منطقة الديماس بالقرب من المطار الشراعي، إضافة إلى سهل الزبداني، واستمرت الغارات في اليوم الثاني وطالت مطار خلخلة ومعامل الدفاع في منطقة السفيرة ومطار السين، وعدة نقاط في اللواء 156 في بلدة غباغب، والفوج 175بالقرب من بلدة إزرع في محافظة درعا جنوباً.
ورغم إعلانه العكس، يبدو أن النظام السوري لم يتخذ قرار الرد على القصف الإسرائيلي بنفسه، ومن الواضح أن القرار كان إيرانيا وبدأ بمحاولة اختراق الأجواء الإسرائيلية بطائرة التجسس الإيرانية. لكن في المقابل كانت إيران على علم مسبق بأن الدفاعات الجوية الإسرائيلية ستقوم بإسقاطها بمجرد اقترابها من الحدود مع الجولان المحتل. ومن السهل أيضا أن ينفي أي متابع هدف التجسس والمعلومات الاستخباراتية بإرسال طائرة دون طيار، فالوضع من جانب الحدود الإسرائيلية ـ السورية لا يشابه الحدود مع لبنان، والذي يسيطر عليه حزب الله. فالجزء الكبير من الحدود تسيطر عليه المعارضة السورية ولا حدود إيرانية مباشرة، وميليشيا حزب الله والعناصر الإيرانية هم أقرب إلى مدينة القنيطرة وتحصيناتهم العسكرية ونشاطهم يتركز فيها وفي مناطقها الشمالية، وبدأت نشاطا متأخرا وبحذر كبير منذ أيام قليلة بعد إخراج المعارضة من بيت جن شمال بلدة حضر.
رئيس أركان سلاح الجو الإسرائيلي أشار إلى أن الهجوم على الأهداف السورية والإيرانية تم بعد إعلام القوات الروسية في سوريا تجنبا لأي خطأ. وأشار إلى أن الدفاعات الجوية الروسية لم تشارك في أي اعتراض لطائراته.
إيران حاولت تسخين الأجواء مع تركيا بعد اعتراضها الرتل التركي والقصف غير المباشر عليه في محاولة إعاقة الانتشار التركي في نقطة المراقبة الرابعة في تل العيس جنوب حلب، والتحرش بالقوات الحليفة لأمريكا شرق الفرات، ومحاولة تجاوز النهر والسيطرة على عدة قرى شرق الفرات، والاقتراب إلى حقلي خشام النفطي وكونيكو الغازي. وانتهت سلسلة الاستفزازات الإيرانية هذه بمحاولة تصعيد كبيرة مع إسرائيل.
الرد الإسرائيلي العنيف وعدم ارتكاب أخطاء جديدة من قبل طياريه أخرج عن العمل، بشكل نهائي، ما يزيد عن 30 في المئة من الدفاعات الجوية للنظام السوري، والتي تعتبر أساساً متخلفة جدا لم تُطور منذ بداية الثمانينات إبان حرب لبنان والاشتباك السوري ـ الإسرائيلي هناك.
السؤال الأهم في الاستفزازات الإيرانية، ما رد فعل إسرائيل على نظام بشار الأسد، وهل ستسمح بإضعافه أكثر وهي التي دافعت كثيرا عن بقائه في السلطة منذ موت والده، ومنعت إسقاطه بالقوة منذ انطلاق الثورة السورية؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية   الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية Emptyالأحد 18 فبراير 2018, 6:46 am

الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية 17qpt986


حرب الأجواء السورية: وقف إطلاق نار مؤقت بين إيران وإسرائيل ولا مواجهة طالما بقيت روسيا مسيطرة
إبراهيم درويش
Feb 17, 2018

لم تستمر المعركة سوى ست ساعات ولو طالت أكثر من هذا لأدخلت المنطقة في حرب شاملة مضيفة إلى المزيج المتفجر في الحرب الأهلية السورية مكونا جديدا وهو إسرائيل ضد إيران إضافة للمكونات الأخرى بين تركيا والأكراد وروسيا والولايات المتحدة والنظام الحاكم ضد المعارضة. وفي داخل كل مكون من هذه المكونات لاعبون وجماعات وكيلة تجعل من التسوية السلمية أمرا بعيد المنال في الوقت الحالي ومن الخطأ أو التمادي به مدعاة لحرب أوسع. ففرص التصعيد قائمة خاصة أن الروس والأمريكيين لديهم قوات على الأرض بالإضافة لتركيا وإيران وميليشياتها المتعددة إلا أن دخول إسرائيل وبشكل واضح في اللعبة السورية كان واضحا في الساعات الأولى من 10 شباط (فبراير) عندما ردت على دخول طائرة إيرانية بدون طيار المجال الجوي وردها الانتقامي بضرب قاعدة التيفور أو الطياس الجوية التي انطلقت منها الطائرة داخل العمق السوري. وتم ضرب واحدة من الطائرات المهاجمة بصاروخ سوري مضاد للطائرات حيث تحطمت المقاتلة داخل إسرائيل. وكان سقوطها الذي يعتبر الأول بالنسبة لإسرائيل منذ غزو لبنان في عام 1982 كافيا لهجمات انتقامية أوسع وشملت بطاريات دفاع جوي سورية وأهدافا إيرانية على التراب السوري.
وبحلول المساء انتهى كل شيء حيث كان طرف يلعق جراحه وتوقف عن التصعيد بعد رسالة تصالحية مررها الروس لإسرائيل والسوريين. وهناك سبب آخر لعدم المضي قدما في حرب دموية جديدة هي أن هذه الأطراف لا تريد المواجهة في الوقت الحالي. فنظام الأسد منشغل بتعزيز مكتسباته وسيطرته على سوريا أو ما تبقى له منها وإيران تريد وقتا أطول لكي تقيم وجودها العسكري الدائم على الأرض السورية.
فيما تريد إسرائيل تحديد هذا الوجود ومنع وصول شحنات السلاح إلى حزب الله المشارك في الجبهة السورية والذي يسيطر على لبنان. ومن هنا تريد إسرائيل أن تحتفظ بحرية الضربات الجوية في سوريا والتي تقوم بها منذ عام 2013 حيث شنت أكثر من 100 غارة على مواقع إيرانية وحزب الله وشحنات عسكرية. أما روسيا التي تملك مفاتيح اللعبة فتقوم باللعب على الطرفين من خلال السماح لهما بالتدخل في سوريا. ومنذ تدخل موسكو في إيلول (سبتمبر) 2015 فقد غضت الطرف عن الغارات الإسرائيلية مع أنها تدخلت لدعم نظام بشار الأسد وتتحالف تكتيكيا مع إيران الداعم الآخر لنظام دمشق. وفتحت موسكو المجال لتركيا بالتدخل في شمال سوريا ضد الأكراد وتساعد في الوقت نفسه جيش النظام بدك آخر معاقل المعارضة السورية في محافظة إدلب.
وترى مجلة «إيكونوميست» (15/2/2018) أنه كلما سمحت روسيا بدخول لاعبين جدد للساحة السورية كلما ضعفت سيطرتها على النزاع. وتشير إلى محاولة ميليشيات مدعومة من إيران ضرب موقع تحميه الولايات المتحدة في دير الزور، شرقي سوريا حيث ردت أمريكا بغارات جوية أدت لمقتل العشرات عدد منهم مرتزقة روس. وتقول المجلة إن المواجهة يوم السبت الماضي هي تذكير للوضع الهش الذي تشرف عليه روسيا. فلو سقطت المقاتلة الإسرائيلية على التراب السوري وأرسلت فرقة إنقاذ لهما لحدث تصعيد في النزاع وسقط العديد من الضحايا. ومن هنا فستجد روسيا نفسها أمام وضع صعب للسيطرة على النزاع حالة قرر واحد من الأطراف المضي قدما وتجاوز حدود ما هو مسموح له.

عملية واسعة

وبالتأكيد فقد كانت إسرائيل تخطط لعملية واسعة. وفي هذا السياق كتب رونين بيرغمان في صحيفة «نيويورك تايمز» (12/2/2018) قائلا إن الرد الإسرائيلي على إسقاط الطائرة كان يقصد منه ان يكون أوسع وأعنف. فلطالما احتفظ الإسرائيليون بخطط طوارئ لعملية موسعة في داخل الأراضي السورية و«يوم السبت أخرجها الجنرالات من الأدراج». ومع أن السوريين والإيرانيين وحزب الله أكدوا أنهم سيردون على أي هجوم إلا أن الإسرائيليين قرروا شن الحرب ولكنهم اكتشفوا مع البقية من يملك مفاتيح اللعبة السورية. فقد كانت الضربات الجوية قريبا من قاعدة يعمل فيها الروس. وبعد مكالمة غاضبة من فلاديمير بوتين قرر بنيامين نتنياهو إلغاء الخطط. ويقول بيرغمان إن الروس شجبوا علنا الانتهاك الأسرائيلي ولم يذكروا الطائرة الإيرانية. وفي الوقت الحالي تم تجنيب المنطقة حربا دموية مع أن عناصر التفجير لا تزال قائمة وتنتظر الشرارة.
ويقول رونين إن أحداث السبت كشفت عن أمرين مهمين. الأول هو أن إسرائيل لن تتصرف بضبط نفس، لأن القوات التي تعارضها في سوريا ستتجمع وترد بقوة. أما الثاني فهو أن روسيا لمن لم يكن يعرف، هي القوة المهيمنة في المنطقة. ويرى أن المواجهة الجوية بين إسرائيل وإيران كانت مفتوحة بدرجة كادت ان تودي إلى دخول المنطقة مرحلة أكثر خطرا. ويرى أن مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي برفقة مدير الموساد يوسي كوهين في مؤتمر ميونخ الأمني هو محاولة للضغط والتأكيد على أن الوضع المتعدد الأطراف في سوريا غير مقبول. وفي حالة لم يتم الأخذ على يد إيران هناك فستقوم إسرائيل بضرب قواعدها. وتحدث رونين عن العلاقة الروسية – الإسرائيلية بعد التدخل عام 2015 عندما أقام نتنياهو شبكة اتصالات سرية مع بوتين وتواصل بين المخابرات الروسية والإسرائيلية لمنع أي تصادم بين الطرفين في سوريا. إلا ان التعاون التكتيكي لم يكن كافيا لتأمين مصالح إسرائيل الإستراتيجية.

طرد إيران

ومع اقتراب نصر الأسد، ضغطت على روسيا لضمان رحيل إيران عن سوريا بعد نهاية الحرب. إلا ان المطالب لم تتم الإستجابة لها خاصة أن روسيا راغبة في بناء قوة لها في الشرق الأوسط وهي بحاجة لعلاقات مع إيران. كما وطلبت إسرائيل من إدارة ترامب عمل شيء بشأن الوضع وأرسلت في آب (أغسطس) 2017 وفدا عالي المستوى إلى واشنطن ضم كوهين وهرزل هاليفي، مدير الإستخبارات العسكرية وقدما لأتش أر ماكمستر، مستشار الأمن القومي معلومات «حساسة ودقيقة» حول خطط إيران وحزب الله ضرب إسرائيل. وقالا إن حزب الله يخطط لبناء قاعدة عسكرية في سوريا، وإيران قاعدة بحرية في ميناء طرطوس. وحسب مشارك في اللقاء فقد طلب الوفد الإسرائيلي خروج حزب الله والحرس الثوري من سوريا في أي خطة سلام. ولكن الأمريكيين لم يقدموا ما يشي أنهم يريدون تحقيق شيء خاصة انهم لا يعرفون ماذا يريدون أو ماذا أخبرهم الرئيس بضرورة تحقيقه «فالجو العام هو واحد من التشوش والفوضى».

قواعد

ومن هنا يشعر قادة إسرائيل أن لديهم المبرر للضرب بحرية، ويرى عاموس يالدين الجنرال الإسرائيلي المتقاعد في سلاح الجو والذي عمل مديرا للاستخبارات العسكرية ويعمل حاليا مدير معهد دراسات الأمن القومي بمقال كتبه مع آري هيستين، المساعد الخاص لمدير معهد الأمن القومي نشره موقع «فورين بوليسي» (13/2/2018) أن إسقاط طائرة إسرائيلية بنيران «العدو» لا يعني «مرحلة إستراتيجية جديدة». فحالة واحدة لا تغير ميزان اللعبة عندما يتعلق الأمر بالتفوق الجوي، لأن الحسابات تتعلق دائما بمستوى الضربات لا حادثة بعينها. وأكد الكاتبان أن «قواعد اللعبة» لم تتغير رغم المحاولة الإيرانية فرض شروط جديدة لها. وكان هذا واضحا من الطريقة التي أعلنت فيها إسرائيل عن حقها في مواصلة الغارات ومباشرة بعد سقوط مقاتلتها و«الطريقة الوحيدة لإعادة تأكيد (الحق) هو ممارسته. وبعملها هذا، قام سلاح الجو الإسرائيلي بوضع طياريه في مجال الخطر إلا أن غياب المقاومة أعطى فكرة أن الجيش السوري ليس لديه استعداد لتصعيد الهجمات إلى نزاع أوسع لا يريد أو يستطيع الانتصار فيه». وكان الرد الواسع والمتعدد رسالة واضحة للأسد وحلفائه الإيرانيين أن هناك ثمنا يدفع حالة تحدي قواعد اللعبة وتغييرها و «اظهرت أنها (إسرائيل) تستطيع تدمير كل القوات السورية إن اقتضى الأمر للحفاظ على التفوق في الجو، ولكنها لم تفعل حيث أعطت دمشق حافزا ان لا تحاول تكرار الأمر ثانية». ويعتقد الكاتبان أن الهجوم الجوي ترك أثره على «محور المقاومة» الذي بدا متراجعا. ويعطي البيان الروسي الذي دعا كل الأطراف لضبط النفس فكرة أن موسكو لم تكن داعمة لخطوة إيران الاستفزازية التي تعرض «مشروع» الكرملين لحماية الأسد للخطر. فنظام الأسد لم يخرج بعد من سبعة أعوام من الحرب الأهلية ولا فرصة لديه للوقوف أمام «القوات العسكرية المتقدمة والحرفية». وبناء على هذا فالنظام السوري في حالة يرثى لها، والأسد راغب بإعادة بناء بلده المدمرة بدلا من مواجهة الضربات الإسرائيلية ردا على الاستفزازات الإيرانية. وربما زاد حزب الله من ترسانته العسكرية إلا أنه ليس مهتما بمواجهة مدمرة مع إسرائيل قد تنتشر إلى لبنان.

الحرب السورية

وتظل المواجهة الإسرائيلية- الإيرانية، التركية- الكردية، التركية- الأمريكية والأمريكية- الروسية أثر من آثار نهاية تنظيم «الدولة» حيث يجري الآن التكالب على مناطق سيطرته ويعتقد كل طرف أن السيطرة تعطيه القدرة على تشكيل مسار سوريا بعد الحرب. ولكن المرحلة الجديدة ليست عن السوريين ومستقبلهم رغم أنهم الوقود الحالي، وانظر لتصريحات مسؤولي الأمم المتحدة، فقد بدأ عام 2018 داميا بكل المعايير. ولكن الحرب لم تعد «سورية» بل هي «الحرب السورية» التي تتنازع فيها إرادات ومصالح دول إقليمية وقوى عظمى. وحسب كريستوفر فيليبس الباحث في سوريا بكلية كوين ماري في لندن «تدار الحرب من خلال مصادر خارجية الآن» و «صناع القرار لم يعودوا سوريين، باستثناء الأسد، ربما». وأضاف في تصريحات نقلتها مجلة «ذا أتلانتك» (14/2/2018): «في البداية اتخذ التدخل الأجنبي في الحرب الأهلية شكل الدعم الدبلوماسي ومن ثم الاقتصادي وبعدها الدعم المادي للمقاتلين وبعدها التدخل المباشر، ولا أجد سببا لعدم استمرار الوضع». ومن بين الجبهات التي ترى المجلة أنها الأكثر تفجرا هي الجبهة بين إيران وإسرائيل. فمن المستبعد مثلا أن تواجه أمريكا تركيا وروسيا على التراب السوري كما يقول الباحث أندرو تابلر. لكن المواجهة على الحدود الجنوبية هي الأكثر حتمية. فلو حدثت على الحدود اللبنانية فستكون على شكل حرب صواريخ أرض- أرض وإن اندلعت في سوريا فستكون حربا جوية وبرية. وربما حاولت إسرائيل التي لم تعد تثق بالروس السيطرة على مناطق داخل سوريا وبناء منطقة حزام أمني كما فعلت في جنوب لبنان. وقد تستمر في الغارات الجوية التي تقوم بها منذ سنوات لتدمير البنية العسكرية السورية والإيرانية وفي الخيار الثالث قد تقوم بدفع طرف لاحتلال مناطق نيابة عنها لمنع الجيش السوري وحلفائه الإيرانيين العمل قريبا من حدودها. ويقولون إن الحروب الأهلية عادة ما تكون في أعنف مراحلها عند اقترابها من نهايتها، كما حصل في العام الأخير من الحرب الأهلية اللبنانية عام 1989. وسوريا معقدة، خلافا للبنان الذي تم فيه إنهاء الوجود الفلسطيني ودخلت فيه سوريا كلاعب مهم عام 1976. ووجه التعقيد في سوريا أن الدول الأجنبية قسمتها إلى مناطق نفوذ وهي دول قوية وبعضها لديه حدود مع سوريا. والمشكلة أن هذه الدول وضعت رهانات لا تتطابق مع أهداف الدول الأخرى، فما تريده إيران من سوريا يتناقض مع إسرائيل فيما تعارض تركيا أي دويلة كردية على حدودها. وتقول أمريكا أنها ستظل في سوريا لمنع عودة تنظيم «الدولة» أي حرب طويلة بلا نهاية. وفوق كل هذا يريد بشار الأسد العودة إلى ما قبل عام 2011 واستعادة السيطرة على كل البلاد، وهذا مستحيل في الوضع الحالي. ويرى فيليبس أنه لا يجد مثالا تاريخيا مقاربا للوضع الحالي في سوريا بسبب كثرة المشاركين في الحرب. ويتوقع نزاعات جديدة لكن لا أحد يجادل أن من سيتحكم في النهاية هم الروس والإيرانيون لأنهم من استثمروا أكثر «ولن يتخلوا عن كل هذا» ما يعني ان الحرب ستطول لسنوات أخرى، ونهايتها مرتبط بتعب اللاعبين وزيادة كلفتها المالية والبشرية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية   الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية Emptyالأحد 18 فبراير 2018, 6:47 am

الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية 17qpt991


إيران وإسرائيل: الصدام المطلوب
نجاح محمد علي
Feb 17, 2018

وضع قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني النقاط على الحروف وقال بعيداً عن العبارات الدبلوماسية خلال مؤتمر تكريم القائد الأمني والعسكري في حزب الله عماد مغنية: «قصاص الكيان الصهيوني على اغتياله سيكون اجتثاثه من الوجود».
تصريحات سليماني جاءت بعد أيام فقط من إسقاط الجيش السوري طائرة عسكرية إسرائيلية (وتمكن ثانية من الإفلات)، إذ حمّلت تل أبيب طهران المسؤولية وتجاهلت سوريا التي شهدت العام الماضي تزايداً في الرد على الغارات الإسرائيلية عبر دفاعاتها الجوية بعد أن كانت دمشق تكتفي بإعلانها الاحتفاظ بحق الرد على الغارات الإسرائيلية. واعترف محللون عسكريون إسرائيليون مطلع العام الجاري أن هذه الدفاعات باتت تهدد الطائرات الإسرائيلية، وربطوا ذلك بتعزيز إيران وجودها على الحدود مع الجولان المحتل، إذ جاء إسقاط الطائرة على وقع تصعيد تشهده الجبهة الشمالية الإسرائيلية مع كل من سوريا ولبنان (بناء جدار أمني فاصل على الحدود مع لبنان ما فاقم التوتر هناك، ودفع القيادة اللبنانية إلى إعلان أنها سترد على أي أعمال تخترق حدود البلاد الجنوبية)، إضافة للمخاوف المعلنة من جانب إسرائيل من اقتراب إيران من حدود الجولان السوري المحتل بعد أن نجحت في تحقيق الارتباط بين قواتها وقوات الحشد الشعبي الحليفة على طرفي الحدود السورية مع العراق عبر خطها البري الذي تريده لتكون جارة مؤذية لإسرائيل.

فيلق القدس

أثناء الحرب العراقية الإيرانية، تم إنشاء فيلق القدس التابع للحرس الثوري، الذي سيصبح قاسم سليماني قائده فيما بعد، وكان هدفه العقائدي الرئيسي هو تحقيق مقولة الإمام الخميني الراحل «إسرائيل يجب أن تمحى من الوجود»، وتحرير القدس وكامل فلسطين. وقام في بداية تأسيسه بتدريب المقاتلين الكرد العراقيين وتسليحهم، ودعم عملياتهم العسكرية ضد نظام صدام حسين أثناء الحرب، كما كان لفيلق القدس دور مهم في دعم تأسيس حزب الله، وتدريب عناصر المقاومة اللبنانية ضد اجتياح الجيش الإسرائيلي جنوبَ لبنان عام 1982.
ومع توقف الحرب بين إيران والعراق، وتفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991، لعب فيلق القدس، دوراً بارزاً في دعم حركات التحرر العالمية والعربية والتركيز على الفصائل والمنظمات الفلسطينية عملاً بالمادة 154 من دستور الجمهورية الإسلامية وتنص على أن «جمهورية إيران الإسلامية تقوم بدعم النضال المشروع للمستضعفين ضد المستكبرين في أية نقطة من العالم، وفي الوقت نفسه لا تتدخل في الشؤون الداخلية للشعوب الأخرى».
وفي هذا الواقع كانت مهمة فيلق القدس الأساسية هي تقديم الدعم اللوجيستي لكل العمليات القتالية ضد ما تعتبرهم إيران قوى سلطوية متغطرسة تنتهك حقوق الشعوب في معادلة صعبة يجب أن توفق بين نصرة المستضعفين واحترام سيادة الدول.
قام فيلق القدس بدعم وتدريب المقاتلين الأفغان وشمل ذلك الفصائل الأفغانية المتناحرة، قبل وبعد انسحاب القوات السوفييتية من أفغانستان. كما قام بتدريب المقاتلين المسلمين في البوسنة أثناء القتال ضد الصرب في حرب البلقان في النصف الأول من التسعينيات، وفي العام 1998، جاء الحدث الأهم في حياة سليماني، حينما عُيِّن قائدًا لفيلق القدس خلفاً لأحمد وحيدي.

الطريق إلى القدس

وبشأن إسقاط الطائرة الإسرائيلية أف16 داخل الأراضي الفلسطينية من قبل الدفاعات السورية، يشير الإيرانيون إلى أنهم لم يكونوا خلف عملية الإسقاط رغم أنهم لا يخجلون من ذلك وسيعلنون ذلك على الملأ لو فعلوها، لكن المصدر المقرب من سليماني يشرح لـ «القدس العربي» أن قرار التصدي المباشر لإسرائيل في سوريا اتخذ بالتنسيق بين الأطراف المباشرة المتحالفة موضحاً «في كل عمل عدائي إسرائيلي ضد سوريا كانت القيادة السورية والمقاومة تؤكدان حق الرد في الزمان والمكان الذي تختاره القيادة السورية، وفعلاً بعدما انتصرت سوريا، وانتصرت معها المقاومة على الوكيل جاء تصفية الحساب مع الأصيل وهي إسرائيل».
وأضاف نقلاً عن قاسم سليماني، «لقد اتخذ القرار من القيادة السورية بالرد على أي اعتداء من قبل العدو الصهيوني، وهذا القرار سياسي عسكري سيادي سوري بامتياز بأن أي تدخل أو اعتداء صهيوني سيتم الرد عليه مباشرة من القيادة العسكرية دون الرجوع إلى أي أحد».
ويختم «لذا نحن كمحور مقاومة على علم بأن المواجهة العسكرية الميدانية قادمة لا محالة وهي ستحصل حتما ونحن على جهوزية تامة لذلك ونتوقعه عن قريب، بل بأي لحظة، ولدرجة أن الوضع ينذر بحرب سيفتحها العدو الصهيوني إذا فتحها، ولكن لا يعرف كيف ومتى ستنتهي».

حرب الديجيتال

لكن يبدو أن تراجع إسرائيل عن التصعيد العسكري مع إيران وحلفائها في سوريا، ولجوء رئيس الحكومة المتورط في قضايا فساد داخلية بنيامين نتنياهو إلى روسيا لنزع فتيل حرب كانت وشيكة في سوريا لن توفر لبنان، سمح بظهور معادلة ردع ثانية فرضتها هذه المرة على إسرائيل سوريا ومعها حلفاؤها، بعد معادلة الردع التي فرضها حزب الله على إسرائيل في الميدان بلبنان في الأسابيع الماضية بعد تسريب الحزب سلة أهداف جاهزة ستطالها صواريخ حزب الله رداً إذا تعرضت مواقعه في لبنان لاعتداء كانت السعودية تحرض إسرائيل لضربها .
وفي هذا السياق، يشن الإيرانيون وحزب الله حرباً نفسية عبر شبكات التواصل الاجتماعي برز أثرها واضحاً في إسرائيل، خصوصاً بعد إغلاق مطار بن غوريون ثلاث ساعات، وتأهب مئات الشاحنات لنقل المستوطنين من شمال فلسطين، ما يشير إلى قدرة إيران وحزب الله على التأثير بشكل كبير على الجبهة الداخلية الإسرائيلية. إذ قال أحد مذيعي القناة «العاشرة» الإسرائيلية، إنّ حزب الله تقدم خطوة في اجتياح حياتنا الشخصية عبر شبكات التواصل، وهو موضوع غير محبذ أمنياً!
وحسب محلل الشؤون العربية في القناة الإسرائيلية تسفي يحزكيلي، فإنّه خلال الأسابيع الأخيرة طرأ تحسن ملحوظ وتام في قدرات حزب الله في العالم «الديجيتالي» والافتراضي وشبكات التواصل الاجتماعي وإعلانات واتس آب التي ترسل على أنواعها ضد الإسرائيليين.
وأوضح يحزكيلي أنّ ما يحصل هو أمر مهم جداً، ومختلف عما إعتاد عليه الإسرائيليون مع «العدو» العربي، وذلك لن يحصل لولا الدعم الهائل الذي يحصل عليه الحزب من إيران .
ويلفت إلى أنّ حسن نصر الله يعرف جيداً أهمية الإعلام، ولذلك فهو يستثمر بشكل كبير للموارد في الإعلام الجديد في حزب الله، وفي الوصول إلى الإعلاميين ومنحهم مواد فورية، عبر واتس آب وتويتر وانستغرام ومن المذهل أنّ لا مثيل لذلك في أيّ دولة عربية.
ويعقب أحد مذيعي القناة العاشرة على كلام يحزكيلي، أنّ اقتراب حزب الله من شبكات واتس آب ووسائل التواصل الاجتماعي في إسرائيل وباللغة العبرية خصوصاً، هو حقيقة يمكن القول عنها أنّها تمس بالجبهة الداخلية.
وحسب بعض المعلقين الإسرائيليين، فإنّه بعد كل ما تقدم، سيكون من الصعب على إسرائيل التغلب على حزب الله وتحقيق صورة النصر في أي صدام قادم تكون إيران طرفاً مباشراً فيه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية   الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية Emptyالأحد 18 فبراير 2018, 6:47 am

الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية 17qpt992



الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية
وديع عواودة
Feb 17, 2018

الناصرة ـ «القدس العربي»: شهد العاشر من شباط/ فبراير 2018 نقطة تحول في الأوضاع الأمنية الإقليمية بعدما تعدت طائرة إيرانية مسيرة الأجواء الإسرائيلية وتم إسقاطها. وردت إسرائيل بإطلاق طائرات مقاتلة لضرب أهداف في سوريا، بما فيها قاعدة طياس الجوية (مطار التيفور) بالقرب من تدمر، وهو المكان الذي عُلم أن الطائرة الإيرانية انطلقت منه. ردت الأنظمة الدفاعية السورية المضادة للطائرات، وضربت طائرة 16-F إسرائيلية، والتي تحطمت بعد أن تمكنت من العودة إلى الأجواء الإسرائيلية. حفز هذا إسرائيل على ضرب ثمانية أهداف سورية وأربعة مواقع إيرانية، وذلك حسب الجيش الإسرائيلي. يبدو أن معركة الكلمات والوكالات قد تحولت إلى حرب مباشرة بين الدول. حتى الآن خسرت إسرائيل وروسيا وتركيا طائرات عسكرية لها خلال العمليات في سوريا الأسبوع الماضي، والمشهد الإسرائيلي الإيراني يتجاوز إسرائيل وإيران، فهو يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية التي تتبارز مع بعضها على صياغة سوريا بعد تفتتها.
لقد أصبحت الحرب في سوريا أكثر من مجرد حرب داخلية، بل هي اليوم دولية تضم إسرائيل وإيران وروسيا وتركيا والولايات المتحدة. وضمن التجاذبات على الأرض تبرز محاولة إيران الاستيلاء على سوريا وهذا أكثر ما يزعج إسرائيل التي تخشى تشكيل جنوب لبناني جديد في الجولان ويضع إسرائيل أمام تحديات جديدة. وفيما كانت تركيا تتكلم، كانت إيران تفعل، فمنذ بداية الحرب في سوريا في أعقاب محاولات القمع الوحشي للثورة عام 2011، كانت إيران تقوم بإيفاد الجنود والمسلحين والمال والأسلحة لدعم نظام الأسد.
ولم تكتف إيران بتحويل سوريا من دكتاتورية عسكرية سلطوية صديقة لها بل تريدها إلى وكالة إيرانية في حاجة ماسة للدعم الإيراني كي تحافظ على وجودها. يمثل ذلك بالنسبة لإيران فرصة استراتيجية هائلة: فهذا يجعل استمرار دعمها لبشار الأسد مشروطًا بسماح الأسد لإيران بصنع ما يحلو لها في بلاده وما تريده إيران هو قاعدة التقدم والتمدد أكثر في المشرق بعدما استولت على لبنان والعراق.
لذلك تبدو إسرائيل متوترة جدًا، فبالرغم من كل الحالة الخطابية، إلا أن إسرائيل وإيران لم تتقاتلا في حرب ضد بعضهما البعض لأنه لا توجد طريقة لخوض حرب بين البلدين، فهما بعيدتان جدًا عن بعضهما البعض. لكن لن يعود هكذا هو الواقع اليوم إذا تمكنت إيران من جعل سوريا كنقطة انطلاق للهجمات الإيرانية على إسرائيل. لقد كان هناك الوكيل الإيراني المتمثل بحزب الله، إلا أنه ذو عدد محدود من المقاتلين، وهو ما ينطبق على مسألة إطلاق الصواريخ على إسرائيل من لبنان وهناك محاولات شبيهة في غزة. لكن الأمر يختلف الآن بالنسبة لإيران عندما تبدأ ببناء الصواريخ والقوات الأرضية وتحضير الطائرات في سوريا حول الحدود الإسرائيلية فقط. وكي يزداد الأمر سوءًا على إسرائيل، فهي لا تمتلك موقعًا قابلا للمقارنة على الحدود الإيرانية. حتى لو كانت تمتلك، لا يمكن لإسرائيل استهلاك الجنود بالطريقة التي تستطيع فيها إيران القيام به ضمن صراع طويل. فبالنسبة لإسرائيل، يعد البرنامج النووي الإيراني أمرًا مقلقًا، ولكن تحول سوريا إلى قاعدة للعمليات الإيرانية هو تهديد مصيري.
ثمة القليل من الأشياء التي تسير لصالح إسرائيل. إن نظام الأسد لا يعتمد على إيران وحسب بل روسيا أيضًا، ولا تمتلك موسكو أي مصلحة في تحول سوريا إلى محمية إيرانية. تريد روسيا الحفاظ على سوريا كفاعل مستقبلي وكحليف روسي، لا كجزء من خطة إيران لإظهار القوة عبر أرجاء المنطقة. وتمتلك روسيا وإسرائيل علاقات قوية- كان نتنياهو في روسيا في الشهر الماضي للمرة السابعة خلال عامين ليعبر عن مخاوف إسرائيل إلى موسكو- وروسيا لا تبحث عن معركة مع إسرائيل. قد لا تتمكن إسرائيل من خوض حرب مثيرة للجدل ضد إيران، ولكن القوات الجوية الإسرائيلية قوية وهذا يؤثر على الحضور الجوي لروسيا. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك إسرائيل دعما أمريكيا في هذه القضية، فهي لا تريد وجود إيران في سوريا أكثر من إسرائيل. إن التوافق الإيراني الروسي سوف ينكسر مع تقدم الطموحات الإيرانية لاسيما ان تركيا لن ترضى بتمدد إيران على تخومها داعمة نظام الأسد الذي لا تعترف أنقرة بشرعيته. اللافت هي ان أغلبية القوى في المنطقة تقف في عداء مع إيران فيما الطرف الغائب بشكل واضح في التطورات الأخيرة. السعوديون يرقبون المشهد السوري في صمت عميق، والذين كانوا يهددون في شهر تشرين الثاني/نوفمبر بشن حرب شاملة. إلى ذلك كشفت القناة الإسرائيلية العاشرة ان إسرائيل بعثت رسالة تهديد ووعيد لدول أجنبية مركزية تحذر فيها من انها لن تقبل بتكرار حادثة الطائرة الإيرانية المسيرة ومن احتمالات نشوب حرب واسعة في الشمال.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية   الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية Emptyالأحد 18 فبراير 2018, 6:48 am

واشنطن تروج لفكرة القيام بعمل عسكري أمريكي ضد الإيرانيين في سوريا
وسط صمت رسمي مريب في البيت الأبيض:
رائد صالحة
Feb 17, 2018

واشنطن ـ «القدس العربي»: تحليق الطائرة الإيرانية بدون طيار في أجواء الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل كان اختبارا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وليس إسرائيل فقط، وفقا لاستنتاجات العديد من المحللين الأمريكيين الذين ناقشوا موقف واشنطن من الاشتباكات الإسرائيلية ـ الإيرانية الأخيرة على الرغم من ردة الفعل غير المألوفة في البيت الأبيض إذ امتنع ترامب من التغريد مهددا ولم تصدر عن الإدارة تصريحات عدوانية ردا على الحادث. المحللون والسياسيون الأمريكيون الذين تدافعوا لمناقشة الحدث كانت دوافعهم غير طيبة، إذ انصب تركيزهم على تحريض إدارة ترامب ضد طهران ومعاقبتها عسكريا مع إشارات غير ودية إلى عهد الرئيس السابق باراك اوباما الذي منع إسرائيل من شن ضربات جوية على المنشآت النووية الإيرانية، وهي مزاعم لا تستند إلى أدلة فعلية.
واستنتج محللون ان قادة طهران قد لاحظوا الضعف الأمريكي وردوا على ذلك بتكثيف محاولات الهيمنة الإقليمية من المال الذي تم الحصول عليه من اتفاق النووي، وعلى الرغم من حرص ترامب منذ الأيام الأولى على استلامه السلطات الرئاسية على توجيه خطابات عدوانية تجاه إيران وتعهده بتمزيق الصفقة النووية، إلا ان طهران تتصرف وكانها لا تعرف حقيقة الرجل وما ينوي فعله على أرض الواقع بعيدا عن التغريد والتعليق. إذ قرر ترامب فرض عقوبات ضد فيلق الحرس الثوري وأدان طبيعة النظام الإيراني وأعلن استعداده في مناسبات منفصلة للانخراط في حرب ايديولوجية واقتصادية ولكن من ناحية أخرى، الاتفاق النووي ما زال قائما ولم تفعل إدارته الكثير لوقف توسع النفوذ الإيراني في المنطقة.
وحرض مسؤولون أمريكيون سابقون إدارة ترامب على إعادة انشاء رادع عسكري قوي ضد التوسع الإيراني بالتعاون مع الحلفاء الإقليميين وقالوا ان الإدارة قد أعلنت الحرس الثوري كيانا إرهابيا ولذلك يجب استهداف قواعده في سوريا، وقالوا ان هذا النهج الوحيد لمنع نشوب نزاع أوسع نطاقا.
وقال خبراء أمريكيون من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، ومن بينهم ريتشارد غولدبرغ، ان ترامب بحاجة إلى الاستعداد لمجموعة من الردود المحتملة من إيران، وخاصة عن طريق الوكلاء في العراق وسوريا ولبنان ولكنهم قالوا ان التهديدات بالوكالة ليست جديدة وان الفوائد تفوق بكثير التكاليف المحتملة، وضربوا على ذلك أمثلة من بينها ان حسابات إيران ستتغير جذريا وستقوم بعد ذلك على عدم المخاطرة في المنطقة، كما ان الرادع العسكري الأمريكي سيلغي ما يسمى بالجسر البري الذي يعطي إيران خطا متواصلا من النفوذ إلى البحر الأبيض المتوسط. وأوضح محللون أمريكيون ان الرادع العسكري الأمريكي سيساعد على استعادة الولايات المتحدة لنفوذها الدبلوماسي على روسيا في سوريا، إذ سيضطر بوتين إلى عدم دعم القوات الإيرانية إذا أراد الحفاظ على وجود طويل الأجل والربح من عملية إعادة إعمار سوريا.
الطموحات الإسرائيلية واضحة في توريط الولايات المتحدة في حرب ضد إيران، ولكن اهتمامات واشنطن لا تتركز في الوقت الحاضر على القضاء على أهم مخاوف إسرائيل، وفقا لآراء صف آخر من المحللين، وقد أعربت إدارة ترامب عن تأييدها لدولة الاحتلال في الرد ولكنها لم تقدم أي مساعدة بشأن إيران حتى الآن، وقد لاحظ الإسرائيليون ذلك وهم يبعثون بكثافة رسائل إلى البيت الأبيض تحت عنوان تنسيق السياسة والاستراتيجية ناهيك عن تصريحات رسمية من نوعية «الولايات المتحدة لن تخذلنا».
وقال دينس روس من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ان إيران تجاوزت عتبة في محاولة شن هجوم مباشر من سوريا على إسرائيل باستخدام قاعدتها الجوية تي ـ 4 في محافظة حمص، وهي قاعدة تستخدمها قوة القدس للحرس الثوري الإيراني ورئيسها قاسم سليماني، وزعم روس ان المفاجأة لم تكن فقط في اعتراض إسرائيل للطائرة بدون طيار وانما في الهجوم الإسرائيلي السريع على القاعدة وتدمير مركز القاعدة ومركبة الإطلاق المحمولة وما تبعه من رد سوري بواسطة صواريخ أرض- جو وفرتها روسيا ما أسفر عن اسقاط طائرة إسرائيلية. 
وحذر دينس من الهدوء الحالي قائلا بان صفارة الانذار قد انطلقت بالفعل حول الامكانيات التصعيدية لاشتباكات ولكنه حمل طهران المسؤولية بالقول ان إيران تحاول دائما رعاية هجمات ضد إسرائيل والولايات المتحدة منذ التسعينات ولكنها لا تريد ان تفعل ذلك مباشرة ولكن من المحتمل ان تكون الأحداث الأخيرة قد غيرت مسار اللعبة لأنها كانت تهدف إلى المساعدة على عدم ترك الشك بان الإيرانيين يلعبون بالنار. 
ودعا دينس إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الاستيقاظ قائلا ان ارساء التوسع المستمر للوجود العسكري الإيراني في سوريا سيؤدى عاجلا أو آجلا إلى نشوب نزاع واسع بين الإسرائيليين والإيرانيين والميليشيات الشيعية كما طالب ترامب بالضغط على الروس لتغيير موقفهم حيث قال ان الروس، وعلى الرغم من دعوتهم إلى ضبط النفس بعد المناوشات، هم الذين حرضوا على انتشار الوجود العسكري الإيراني في سوريا وانه يمكن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان يوعز لأصدقائه ان محاولاتهم الهجوم على إسرائيل قد تعرض القوات الروسية للخطر.
ولاحظ روس ان تواجد قوة القدس وحزب الله سيكون ضعيفا جدا في سوريا إذا لم يكن هنالك أي غطاء روسي لتوسع الميليشيات المدعومة من إيران، وقال ان الولايات المتحدة يجب ان تطلب من بوتين فعل ذلك من خلال نقل رسالة طال انتظارها: إذا لم تتصرف روسيا لاحتواء الوجود الإيراني فان الولايات المتحدة لن تجلس على الهامش. 
ومن غير المرجح ان لا يتحدث ترامب صراحة مع بوتين بمثل هذه اللغة ولكن إدارة ترامب، وفقا لآراء العديد من المحللين الأمريكيين، يجب ان تعثر على أساليب توحي ان بوتين يجب ان يغير من موقفه الحالي وان عدم فعل ذلك سؤدي إلى ردود أمريكية وليست إسرائيلية فقط، وان التصعيد في سوريا قد يؤدي إلى نشوب نزاع غير مرغوب فيه وقالوا ان ترك إيران بدون رقابة سيعني تصاعد الخطر.
ولاحظ المحللون الأمريكيون ان من الممكن ان يكون الهجوم الإيراني من فعل سليماني والحرس الثوري وليس من جانب الرئيس حسن روحاني وقالوا ان من الصعب أحيانا الحصول على بلورات سحرية لتجنب الأخطار ولكن من الحكمة حشد استجابة دبلوماسية قبل وقوع حادث جديد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية   الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية Emptyالأحد 18 فبراير 2018, 6:48 am

«الحرب الباردة» في سوريا ومخاطر «الخطأ القاتل»
رلى موفّق
Feb 17, 2018

إلى أي مدى يمكن القول إن إسقاط المقاتلة الإسرائيلية من طراز «إف 16» بالدفاعات الجوية السورية في العاشر من شباط/فبراير يشكل تحولاً استراتيجياً على الساحة السورية وفي المنطقة؟ 
الأكيد أن الكل بات موجوداً في الملعب السوري: الأمريكيون والروس والإسرائيليون والأتراك والإيرانيون. اللاعبون الدوليون الكبار والإقليميون والمحليون يتصارعون على رقعة «الشطرنج» هناك. «خطوط حمر» مرسومة ومناطق نفوذ موزعة بين شرق نهر الفرات وغربه مع بعض الخروقات، وقواعد اشتباك هي العنوان الأهم في المعركة الدائرة اليوم. ففي أسبوع واحد، شهدت الخطوط الحمر والمعادلات الاستراتيجية وقواعد الاشتباك اهتزازاً إن لم يكن اختلالاً: سقوط مقاتلة سوخوي روسية ومروحية تركية ومقاتلة إسرائيلية وطائرة مسيرة إيرانية وضربة جوية أمريكية أوقعت قتلى روس. ما جرى ليس سوى نموذج لما قد تشهده الساحة السورية وربما الساحات المرتبطة بها وفي مقدمها لبنان، إذا خرجت الأمور عن السيطرة بفعل «خطأ ما» أو «فخ ما» قد يؤدي إلى حرب كبيرة وشاملة! 
المحور السوري – الإيراني يصف إسقاط الـ إف 16» من الجيل الرابع المتطور بـ «الإنجاز النوعي». وهو كذلك بمقياس أنها المرة الأولى التي يتم فيها إسقاط طائرة حربية إسرائيلية بدفاعات جوية سورية منذ عدة عقود، في ظل تفوق سلاح الجو الإسرائيلي واقتناع تل أبيب بالقدرة على خرق طيرانها الحربي الأجواء ولاسيما اللبنانية والسورية من دون خشــية التعرض للرد أو الاستهداف القاتل.
فمنذ اندلاع الثورة السورية في العام 2011، حاول النظام حماية وسائل الدفاع الجوي ذات الطبيعة الاستراتيجية بالقدر الممكن، ولم يعمد إلى استخدامها في وجه الغارات الإسرائيلية التي بلغت وفق إحصاءات إسرائيل 115 غارة استهدفت مخازن وشحنات أسلحة لـ«حزب الله» تتضمن أسلحة كاسرة للتوازن. كانت أولويات الأسد القضاء على التحدي الداخلي، وشكّل في حينها الموقف الإسرائيلي الداعم لبقائه عاملا أساسياً في حماية نظامه من السقوط، بوصفه نظاماً أمنّ الاستقرار على الحدود الإسرائيلية – السورية منذ حرب 1973 واتفاق فض الاشتباك حول الجزء المحتل من هضبة الجولان.
وفي المعلومات أن النظام السوري وحليفه الإيراني اتخذا منذ أيلول/سبتمبر 2016، بعدما سقط خطر الإطاحة بالأسد ورجحت كفة الميزان لمصلحته، قراراً بالعمل على كسر قواعد الاشتباك التي فرضها واقع سنوات النزاع وباتت مكرسة بفعل تلك الظروف. هذا الأمر تطلب الاستعداد التقني العالي المستوى من أجل أن تُشكّل المنظومة الدفاعية السورية عامل تهديد وردع للسلاح الجوي الإسرائيلي. الموجود لدى النظام السوري هي صواريخ الـ»إس 200»التي تعرف بالـ»سام 5» وهي صواريخ بعيدة المدى روسية الصنع صممت لكي تعترض الأهداف المتوسطة إلى المرتفعة، وقد حصلت عليها دمشق في زمن الزعيم السوفييتي يوري أندروبوف في العام 1982 على وقع الاجتياح الإسرائيلي للبنان والاشتباك الإسرائيلي- السوري. تمّ العمل خلال السنتين الماضيتين على تطوير منظومة الصواريخ والرادار، وجرت محاولات تصدي عدة باءت بالفشل، وكادت محاولة واحدة أن تنجح إلاّ أن المقاتلة الإسرائيلية أفلتت من شباك الصاروخ في اللحظة الأخيرة، إلى أن سجَّل يوم العاشر من شباط/فبراير النجاح الموعود. 
ماذا تغيّر؟ الذي تغيّر هو التأسيس لاحتمال فرض قواعد اشتباك جديدة. لا يزال من المبكر الجزم بإمكانية ذلك، إذ أن الأمر يحتاج إلى ما هو أكثر من نجاح عملية واحدة، حسب قراءة مراقبين من قلب التحالف الإيراني- السوري، المتماهين عقلاً وروحاً مع مشروع «حزب الله»، والذي سعى أمينه العام حسن نصرالله إلى التأكيد أن النظام السوري هو صاحب الإنجاز النوعي. المسألة تحتاج إلى تكريس ما جرى كواقع جديد. وتثبيت معادلة الردع الجوي ليست بالأمر السهل والمضمون، إذ أن الظروف التي ساعدت في إسقاط الطائرة قد لا تتكرر ثانية، مع اليقين أن إسرائيل ستدرس جيداً أسباب إخفاقها وستحاول تجنب «الخطأ» الذي اقترفه طياروها. الرواية من أرض الحدث تقول ان مقاتلة كانت تقصف أهدافاً محددة وأخرى كانت تدقق في مدى إصابتها، وكانتا على علو شاهق ولم تعمدا إلى المناورة الحركية تحسباً لإمكانية الاستهداف، ما وفر تلك «الفرصة الثمينة». الأمر الآخر يعود إلى عدم القدرة على استخدام هذا الكم من الصواريخ، ذلك أن بطاريتين على الأقل قد أطلقتا بما يُشكّل 12 صاروخاً كحد أدنى، وهو رقم مرتفع جداً، حيث أن المعدل المعتمد يتراوح بين صاروخ وصاروخين في عملية التصدي للطائرة الواحدة. ولن يكون بإمكان سوريا وحلفائها من ممارسة هذا «الترف» الصاروخي.
ما حصل لم يكن من دون ضوء أخضر روسي. فالروس قد أصيبوا باسقاط الـ»سوخوي 25» في سماء إدلب، بضربة موجعة نالت من هيبة فلاديمير بوتين على أبواب الانتخابات الرئاسية. هم يدركون أن الطائرة كانت على علو منخفض ما سمح باستهدافها بسهولة بصاروخ محمول على الكتف لكنه ليس من صواريخ أرض- جو التي تتجاوز الخطوط الحمر القائمة، والتي تمنع الولايات المتحدة تزويد المعارضة بها. أمنت موسكو الضوء الأخضر لـ«عملية رد الاعتبار» برسالة «غالية الثمن» على واشنطن، من دون أن تخرق هي الأخرى الخطوط الحمر بشكل فاضح. 
في لعبة تكريس وقائع جديد، قد تكون كلفة الخطأ باهظة. المرحلة المقبلة الممتدة من شهرين إلى ثلاثة ستكون مثقلة بوقائع غير مألوفة يحوطها خطر الانزلاق أو الخطوات غير المحسوبة النتائج. هذا ما ترمي إليه إيران بواجهة النظام وبواسطة ذراعها الأقوى المتمثل بـ«حزب الله»، والهدف إحداث التغيير في المعادلة الاستراتيجية وتكريس قواعد اشتباك جديدة في ظلال الروس. وبالتأكيد، فإن أولئك على المقلب الآخر يتحضرون هم أيضا. إسرائيل تقف اليوم بين خيارات عدة، قد يكون أبعدها القبول بسياسة الحد من الخسائر التي لحقت بصورتها، وأفضلها إعادة تكريس معادلة ما قبل 10 شباط/فبراير، وأكثرها جنوناً الذهاب إلى حرب كبرى. الخيار الأخير يبدو إلى الآن الخيار الذي يعمل جميع اللاعبين على تفاديه، رغم المواقف العالية النبرة التي أطلقها وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون في زيارته للمنطقة ضد دور إيران و«حزب الله» التخريبي في سوريا وضرورة خروجهما منها، ورغم التجهيز المستمر لـ«محور الممانعة» لما يسميه «الحرب الأخيرة»، التي لن تكون سوريا مسرحها فقط – إذا وقعت – بل لبنان أيضاً، وذلك في عملية ربط المسارات.
الاقتناع السائد راهناً أن جميع اللاعبين منخرطون في «حرب غير معلنة» هي فعلياً البديل عن الحرب الكبرى المعلنة! إنها «حرب باردة جديدة محدودة» في نسختها المعدلة عن تلك التي عرفناها في زمن القطبين، الذين عادا بنسختهما المعدلة أيضاً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية   الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية Emptyالأحد 18 فبراير 2018, 6:48 am

حرب إسرائيلية ضد إيران في سوريا «بعيدة»
حسام محمد
Feb 17, 2018

نفذ سلاح الجو الإسرائيلي خلال الأعوام الستة الأخيرة عشرات الغارات الجوية ضد مواقع للنظام السوري وأخرى إيرانية، كما شملت ضرباته شحنات أسلحة تتبع لحزب الله اللبناني، إلا أن تلك الهجمات لم تلق رداً عسكرياً واحداً من الأطراف المستهدفة رغم تجاوزها عتبة المئة غارة، لتتحول الهجمات تدريجياً إلى حدث عابر، غابت في الكثير من حالاته حتى بيانات الإدانة.
العاشر من شهر شباط/ فبراير الحالي، شهد انقلاباً كبيراً في قواعد الاشتباك التي كانت معدومة كلياً لعقود في سوريا، لتتفاجئ المقاتلات الإسرائيلية بوابل من صواريخ الدفاع الجوي تطاردها من الداخل السوري للداخل الإسرائيلي.
تطور نتج عنه إسقاط مقاتلة إسرائيلية من طراز أف 16 بعد إصابتها بنيران الدفاعات الجوية للنظام السوري أثناء هجوم داخل سوريا، لتسقط المقاتلة داخل الأراضي الإسرائيلية، وأصيب طياران كانا على متنها، وأعلنت السلطات في إسرائيل أن إصابة أحدهما خطيرة.
هذا وسبق إسقاط المقاتلة الإسرائيلية، اعتراض الجيش الإسرائيلي لطائرة إيرانية دون طيار اخترقت المجال الجوي الإسرائيلي.
صواريخ النظام السوري، نسفت مع إسقاط إحداها لمقاتلة إسرائيلية من طراز «أفـ 16» حالة الأمن والأمان التي كانت تنعم بها الطائرات الإسرائيلية منذ 35 عاماً على التوالي في سوريا، وتعنون نتائجها مرحلة جديدة من التطورات في سوريا.
المحلل السياسي والعسكري المقرب من النظام السوري صلاح قيراطة يرى أن إسقاط المقاتلة الإسرائيلية «افـ 16» من قبل دفاعات الأسد، حمل العديد من العنوانين الهامة التي يجب أخذها إسرائيلياً بعين الإعتبار، أبرزها، أن «قيادة النظام السوري اتخذت قرارها الإستراتيجي بالتصدي الكامل للهجمات الإسرائيلية وتحمل تبعات ونتائج ذلك».

رسائل صاروخية

إسقاط المقاتلة الإسرائيلية من قبل الدفاعات الجوية، جاء ضمن ظروف استثنائية «عسكرياً وسياسياً» وفق ما قال قيراطة لـ«القدس العربي» معتبراً إسقاط المقاتلة الإسرائيلية ليس وحده الحدث، بل هنالك رسائل صاروخية أخرى، منها «أن الصواريخ التي لاحقت الطائرات الإسرائيلية، فأسقطت مقاتلة وأصابت أخرى، قد عبرت سماء تل أبيب، وهذا يعني انعدام الاستعدادات الإسرائيلية لمثل هذه الحوادث».
كما نوه إلى إن الغارات الإسرائيلية في عمق الجغرافيا السورية كانت بمثابة رسالة واضحة المعالم، فحواها أن الجيش الإسرائيلي قرّر التدخل في الواقع السوري، وغايته في ذلك هي وقف اندفاعات قوات النظام السوري، ومنعه من استكمال الإجهاز على تنظيم «الدولة» وفق قوله.
وأشار المصدر المقرب من النظام السوري، إلى إن «السماء السوري لم تعد آمنة أمام الطائرات الإسرائيلية، وهذا يضع المنطقة أمام وضع جديد، رسمت خطوطه العريضة الدفاعات الجوية التي أسقطت المقاتلة».
واعتبر أن «غد سوريا بالنسبة لهجمات الجيش الإسرائيلي ليس كأمسه»، مشيراً إلى ان الهجمات الأمريكية السابقة والإسرائيلية الأخيرة، تتعدى أهدافها المجال العسكري، إلى مشروع «منع الإستقرار» في سوريا.
وتوعد مساعد وزير خارجية النظام السوري أيمن سوسان، خلال مؤتمر صحافي عقده في دمشق، الجيش الإسرائيلي بمفاجآت أكثر، وقال وفق ما نقلته «رويترز»: «ثقوا تماما أن المعتدي سيتفاجأ كثيرا لأنه ظن أن هذه الحرب التي تتعرض لها سوريا لسنوات، قد جعلتها غير قادرة على مواجهة أي اعتداءات» وأضاف «سيرون مفاجآت أكثر كلما حاولوا الاعتداء على سوريا».
فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن القوات الإسرائيلية ستواصل العمليات في سوريا رغم إسقاط طائرة حربية إسرائيلية متطورة لأول مرة منذ 36 عاما.
وعقب إسقاط المقاتلة الإسرائيلية، هاجم سلاح الجو الإسرائيلي 12 هدفا منها 3 بطاريات دفاع جوي سورية و4 أهداف إيرانية قرب دمشق، كما اتهم إيران بالوقوف وراء عملية إسقاط المقاتلة.
الوقائع الميدانية، وفق ما يراه صلاح قيراطة، جعلت القوات الأمريكية الإسرائيلية أقرب للهزيمة أكثر من أي وقت مضى، وأن إسقاط المقاتلة الإسرائيلية والتطورات الميدانية يجعل خيار تلك القوات محصورا ما بين «النزول إلى الحرب المباشرة، أو البحث عن مخرج يحفظ ماء الوجه».
أما القيادي العسكري في المعارضة السورية، والذي يشغل منصب القائد العام لحركة تحرير الوطن، العقيد فاتح حسون، فاستبعد قيام الجيش الإسرائيلي بشن حرب قريبة ضد إيران في سوريا، إلا إن الولايات المتحدة الأمريكية أعطت إسرائيل الضوء الأخضر لذلك.
وقال العقيد حسون، «يبدو أن خيار الحرب القريبة ضد إيران غير وارد بسبب التواجد الروسي الفاعل على الأراضي السورية، وتداخل الملفات ما بين الدول، وعدم عقلانية الإيراني بالتعاطي مع الملف السوري، فهو ممكن أن يضحي بلبنان مقابل تواجده في سوريا».
إسقاط الطائرة الإسرائيلية، كان وفق القيادي العسكري المعارض من قبل وسائط الدفاع الجوي المحيطة بقاعدة إيرانية مستهدفة بالغارات الإسرائيلية، وبأوامر من قائد القاعدة الإيرانية دون الرجوع لقيادة القوة الجوية والدفاع الجوي التابعة للنظام.
وأضاف «لم يكن هناك الوقت لأخذ الإذن في حينها من قيادة القوات الروسية في سوريا، الأمر الذي بات يدل بوضوح على أن لكل دولة داعمة للنظام السوري قرارها المنفصل».

تنافر روسي إيراني

وقال القائد العام لحركة تحرير وطن: «الخلافات الروسية الإيرانية باتت تظهر بوضوح في سوريا، ومن دلائلها الهجوم الإعلامي الإيراني المتكرر على النظام والروس، وكذلك إسقاط الطائرة الإسرائيلية والتصريحات الإيرانية الرسمية التي تلتها. وهذا يحمل مؤشرات على غلبة القرار العسكري للإيرانيين على حساب الروس في سوريا».
وأشار المصدر العسكري، إلى إن جرائم النظام بحق السوريين لا يمكن لدولة في عالم أن تعفيه منها، فهي جرائم ضد الإنسانية سيلاحق مرتكبوها حتى بعد موتهم، وأن كلاً من روسيا وإيران وإسرائيل لا يستطيعون حماية مجرمي النظام من المحاسبة.

مصالح متبادلة

أما المحلل السياسي السوري محمد العطار، فكانت له وجهة نظر مختلفة، إذ اعتبر حدث إسقاط المقاتلة الإسرائيلية، يتناغم مع مصلحة روسية إيرانية مشتركة مع النظام السوري.
وقال لـ «القدس العربي»: المصلحة الروسية من إسقاط المقاتلة الإسرائيلية تتمحور حول ردها على إسقاط مقاتلتها الحربية في إدلب مؤخراً ومقتل قائد المقاتلة، أما المصلحة الإيرانية من إسقاط المقاتلة، فهي تحوم حول مساعيها لتنظيف مسميات تشكيلاتها العسكرية التي تتناغم مع تحرير القدس ظاهراً وعلى الواقع تتوغل في الأراضي العربية، وإعادة الترويج لمصطلح المقاومة والممانعة مجدداً بهدف الحصول على بعض المكاسب السياسية.
أما مصلحة النظام من العملية، فهي محاولة إعادة تكريره بعد تنفيذ الجيش الإسرائيلي لأكثر من مئة هجوم جوي، دون أن يصدر عن قيادة الأسد أي ردود أفعال سوى عبارة سنرد في الزمان والمكان المناسبين».
ورأى العطار أن إسقاط المقاتلة الإسرائيلية، أعطى فرصة ذهبية لإسرائيل في القطاع الشمالي الجولان، وهذه الحادثة ستمنح الجيش الإسرائيلي إعادة تجهيز من جديد بمعسكرات أضخم وأكثر فعالية، وتقوية القوة الحديدية، وقد تنتهي هذه الحادثة باعتبار الجولان أرضا إسرائيلية، وأي أحاديث مستقبلية ستكون عناوينها هي «ما بعد الجولان». 
ودعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي، لتجنب كل الخطوات التي قد تسفر عن تصعيد الوضع في المنطقة، فيما أعلنت الدفاع الأمريكية عن تأييد واشنطن التام لـ«حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها أمام التهديدات على أراضيها وشعبها».
أما الرئيس الإيراني، حسن روحاني، فقد حذر بدوره إسرائيل من «قصف دول الجوار»، فيما راح حزب الله اللبناني إلى اعتبار إسقاط المقاتلة الإسرائيلية مؤشرا على سقوط المعادلات القديمة وبداية مرحلة استراتيجية جديدة تضع حدا لاستباحة الأجواء والأراضي السورية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية   الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية Emptyالأحد 18 فبراير 2018, 6:49 am

ممارسات نتنياهو في سوريا بدأت تثير قلق موسكو
فالح الحمراني
Feb 17, 2018

تشير الدلائل إلى ان ممارسات إسرائيل في سوريا بدأت تثير قلق موسكو بعد ان كانت تلتزم على الأغلب الحياد في المواجهة الإيرانية الإسرائيلية في سوريا، واشتدت مخاوف الكرملين بعد المواجهات الأخيرة. وقالت بعض التقارير الصحافية ان إسرائيل اختلقت عددا من التهديدات عليها في سوريا لتحقيق أهداف سياسية داخلية والتواطؤ مع سياسية الولايات المتحدة في المنطقة. وتتمحور المخاوف الروسية من التداعيات الكارثية على الوضع السوري في حال نشوب نزاع إسرائيلي/ إيراني ونسف الانجازات التي تحققت في التوصل إلى تسوية هناك، والأكثر انه يهدد حياة وسلامة الجنود الروس المرابطين في سوريا.
وتلقت موسكو، بقلق بالغ الهجمات الإسرائيلية على سوريا، وما أثار قلها بوجه خاص، كما جاء في بيان خارجيتها، هو خطر تصاعد التوتر داخل مناطق تخفيف التصعيد وحولها في سوريا، التي أصبح خلقها عاملا مهما في الحد من العنف على الأراضي السورية. وفي رأيها أن قوات الحكومة السورية تلتزم بالاتفاقات القائمة لضمان التشغيل المستدام لمنطقة تخفيف التصعيد في جنوب غرب البلاد. وضمن هذا السياق حثت الخارجية الروسية جميع الأطراف المعنية على ممارسة ضبط النفس وتجنب أي أعمال يمكن أن تؤدي إلى تعقيد أكبر للحالة. ورأت أن من الضروري احترام سيادة وسلامة أراضي سوريا وغيرها من بلدان المنطقة دون قيد أو شرط. وبيد ان الأهم انها قالت «من غير المقبول تهديد أرواح وأمن الجنود الروس المتواجدين بناء على دعوة من حكومة سوريا الشرعية للمساعدة في مكافحة الإرهابيين».
وبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ممارسات القوات الجوية الإسرائيلية بشن ضربات صاروخية ضد أهداف في سوريا، ذكرت ذلك خدمة الصحافة في الكرملين السبت 10 شباط/فبراير الجاري. وأضافت، ان «الجانب الروسي أكد ضرورة تلافي أي خطوات قد تؤدي إلى دورة جديدة من المواجهة الخطيرة في المنطقة».
وحسب ما ذكر المكتب الصحافي لنتنياهو، ان رئيس وزراء إسرائيل اتفق خلال المحادثات مع بوتين على استمرار «التنسيق بين جيشي البلدين». وقال نتنياهو «لقد أشرت أثناء الحديث مع بوتين إلى حقنا وواجبنا في الدفاع عن أنفسنا ضد الهجمات من الأراضي السورية». ورصد مراقبون في موسكو ان نتنياهو يتلاعب بالكلمات ويتحدث عن «الدفاع» وليس عن «الهجوم» الذي قامت به مقاتلاته.
وقالت مصادر صحافية ان الجانب الروسي كان قد حذر نتنياهو من التداعيات الخطيرة التي يمكن ان تنجم عن استمرار الهجمات الإسرائيلية «غير المبررة والتي لا داعي لها، على المنشآت العسكرية السورية». وذكرت «لقد حذروه من ذلك خلال زيارته لموسكو قبل أسبوعين، عندما زار العاصمة الروسية، أيضا بسبب المعلومات التي أثارت قلق تل أبيب البالغ، حول رغبة سوريا في الحصول على أنظمة صواريخ مضادة للطائرات من طراز S-400 من روسيا». والمعروف ان دمشق كانت قد قدمت منذ وقت طويل مثل هذه الطلبات إلى موسكو. ولا يستبعد مراقبون في هذا الصدد، ان إيران أيضا قد تستجيب لهذه الطلبات، وإذا لم تبع مثل تلك الصواريخ لدمشق، فيمكنها نقل واحدة من أنظمة S-400 إلى سوريا، ويمكن للسوريين أيضا شراء أنظمة «بوكي» أو «بانتسيري». ولفت آخرون إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي عندما تحدث عن الهجمات من سوريا والهجمات الجوية ضد الأهداف العسكرية السورية والإيرانية «تناسى» انتهاك طائراته المجال الجوي اللبناني. وان «الإسرائيليين في غمرة الخطاب المناهض لإيران انتهكوا الاتفاقات السابقة مع موسكو بشأن حدود ضرباتهم الوقائية». وترى موسكو ان تدمير أهداف بالقرب من دمشق لا يخدم الطريق الصحيح لعملية تصفية الجيب الإسلامي شرق الغوطة.
وعلى وفق تقييم موسكو في هذا الصدد، من الضروري أن نميز بوضوح بين الضربات الوقائية في أعماق الأراضي السورية التي أسفرت عن خسائر مادية وبشرية فادحة وبين الدخول في المجال الجوي الإسرائيلي الذي لم يلحق أي خسائر بها. 
وقال تقرير صحافي: إذا لم يرغب الإسرائيليون في تمييز ذلك، فإن موسكو لن تعيق السوريين أو الإيرانيين مستقبلا في سعيهم لاستخدام المضادات الجوية بكامل طاقتها. وفي واقع الأمر، ان الأحداث الأخيرة أظهرت ذلك». وانطلاقا من الكلام عن ان «الاتصالات بين الجيشين الروسي والإسرائيلي قد استعيدت، فان رئيس الوزراء الإسرائيلي أدرك إشارة موسكو. ولو ان إسرائيل التزمت فعلا بالتعاون المتبادل مع روسيا فإنها لن تتعرض لأي تهديدات».
وقيمت قراءة صحافية تصريحات تل أبيب عن ان الهجمات الإسرائيلية جاءت بسبب «تزويد» حزب الله «بأسلحة إيرانية»، وبوجود «مصانع صواريخ» باعتبارها «مجرد ذريعة». وقالت «ان الهجمات لا تنطوي على وزن عسكري محض، وفي هذه الحالة يعمل رئيس الوزراء الإسرائيلي على تحسين صورته السياسية الداخلية والخارجية. فداخليا الضربة موجهة للناخبين، وخارجيا إلى واشنطن كجزء من استراتيجيتها المعادية لإيران». وأوضحت: إذا كان من الضروري نقل صواريخ لحزب الله، فسيتم توصيلها مباشرة إلى لبنان لان الشيعة هناك يحكمون سيطرتهم على مطار بيروت. كما ان إسرائيل قلقة من ان يجري تنفيذ سيناريو «التجربة اليمنية» في سوريا، حينها ستصل للبلاد مكونات صواريخ، وهناك سيجري داخليا تجميع و«إنتاج» طائرات من دون طيار. لكن اليمن ليس سوريا، والقوات الإسرائيلية لا تقاتل في سوريا مثل السعودية في اليمن فلماذا تبدي القلق وتأزم الوضع؟ واستبعدت القراءة وقوف موسكو أو دمشق وراء إطلاق الهجمات الصاروخية من الأراضي السورية على إسرائيل. ولا حتى إيران ليست بحاجة أبدا للتحرش الآن بإسرائيل وإطلاق الصواريخ على أراضيها من سوريا، إذ ان طهران تركز الآن جهودها الدبلوماسية على اقناع الاتحاد الأوروبي برفض أفكار واشنطن بصدد إعادة النظر في اتفاقية البرنامج النووي، وفي هذا الصدد فإنها تتجنب أي مجازفات على صعيد السياسة الخارجية مثل استخدام مبدأ الضربة الصاروخية الاستباقية على إسرائيل. والوضع في اليمن مختلف، فهناك فهم عام بما في ذلك من قبل الاتحاد الأوروبي من ان أعمال الحوثيين هي ردود فعل على دخول دول مجاورة لليمن في شأنها الداخلي ولهذا السبب تجاهل الاتحاد الأوروبي كل الجهود التي يبذلها الأمريكيون «لتضخيم الهجمات الصاروخية على الأراضي السعودية».
ولاحظ مراقبون ان التصعيد الجديد جاء من قبل إسرائيل برغم أن القيادة الإيرانية تخلت الآن تماما عن خطاب «ضرورة تدمير إسرائيل» (وهذه الحجة بالذات كانت دائما تروج لتبرير الضربات الاستباقية) ولكن «الملف الإيراني» أصبح بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي نقطة رئيسية وتحول إلى «بدعة». كما أشار تقرير لمعهد الشرق الأوسط.
وأضاف التقرير: من الواضح أن الملف الإيراني «انتعش» الآن في إطار موقف واشنطن من إيران، ولكن تقديم واشنطن الدعم اللفظي لعمليات الجيش الإسرائيلي، هو الحد الأقصى الذي يمكن ان يحصل في ظل الوضع الحالي. ان الولايات المتحدة لن تقاتل من أجل إسرائيل. وأنها لن تحارب أبدا في أي مكان من أجل أحد، وينصب تركيزها الآن على الشؤون الداخلية، وليس على الدفاع عن «أساسيات» العالم «الديمقراطي» الواقع خارج حدودها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الصراع بين إسرائيل وإيران في سوريا يمثل جانبًا من حرب أكبر بين القوى الدولية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث عسكريه-
انتقل الى: