عدد المساهمات : 75517 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: بهجة المطر الثلاثاء 20 فبراير 2018, 12:40 pm
بهجة المطر
لا شيء يبعث على الأمل في نفوس الأردنيين أكثر من المطر. يستقبله غالبية الناس بكثير من الفرح والترحيب ويحرص البعض على السير او التعرض لحباته لتلامس وجوههم وأبدانهم. في ثقافتنا يعتبر نزول المطر أجمل وعود السماء بالخير والبركة حيث تنبعث الحياة في الاماكن المقفرة وتخضرّ الارض ويستبشر الزرع والضرع. في الأردن حيث شحّ المياه ومحدودية مصادرها السطحية والجوفية يعلق الناس اهمية كبيرة على معدلات الهطول المطري وكميات الحصاد المائي ونسب التخزين. فما إن يحل الشتاء حتى يتعدل مزاج الناس ويتوجه اهتمامهم الى متابعة التنبؤات الجوية وحالة الطقس ويستعيد خبراء الارصاد مكانتهم كمصادر مهمة للمعلومات التي يرقبها الجمهور باهتمام بالغ. بالرغم من إجماع الأردنيين على خطورة الوضع المائي وضرورة التحرك السريع لايجاد مصادر جديدة لتلبية الطلب المتزايد على ماهو متوفر منها، إلا أن حجم الجهود المبذولة في هذا الاتجاه ما تزال غير كافية. الأردن الذي ينشغل كثيرا في قضايا عالمية وواجبات إقليمية وتحديات محلية قد يواجه فيما لو انحبست الامطار وتناقص منسوب التغذية والتزويد للمصادر السطحية والجوفية أزمة تؤثر على قدرته على تلبية المطالب المتزايدة على المياه لأغراض الشرب والري والصناعة. البهجة التي يبديها الكثير من الناس عندما يشتد هطول المطر عائدة لأسباب متعددة بعضها يتعلق بخصوبة الموسم والآخر مرتبط بتأخر تفاقم أزمات الشح المائي التي يخشاها الناس وتشكل القنبلة الموقوتة التي يخشى الجميع انفجارها. في كل يوم من أيام الشتاء أتصفح مواقع الطقس العالمية بحثا عن ما إذا كانت التنبؤات تحمل بشرى المطر في قادم الأيام، وما إن يأتي موعد المنخفض حتى نخصص وقتا لمراقبته والتأكد من إفراغه لحمولته المطرية المتوقعة. في الحالات التي لا تصدق فيها النبؤات الجوية او لا تتساقط الامطار المتوقعة يتحول الامل الى خيبة وقد يتوجه شيء من العتب واللوم الى المتنبئ الجوي. الحصاد المائي والاستمطار وتحلية مياه البحر وترشيد استخدام المياه وسائل متاحة لنا وينبغي الإسراع في إدماجها جميعا في استراتيجية مائية يصار الى تطبيقها دون تأخير. الطاقة التخزينية لكافة السدود والحفائر المنتشرة على اراضي المملكة لا تتجاوز 400 مليون متر مكعب من المياه في الوقت الذي يصل فيه معدل الهطل السنوي الى ما يزيد على 8 مليارات متر مكعب سنويا. صحيح ان مستوى تخزين السدود لم يصل الى اقصى طاقتها الاستيعابية منذ سنوات وان الرصيد الكلي لكميات المياه المتحصلة هذا العام والاعوام السابقة اقل من 50 % من الطاقة التخزينية لها، لكن بعض هذه السدود امتلأ منذ الايام الاولى لشتوية هذا العام وجرى تفريغه مرارا. في قريتنا الصغيرة الواقعة في جنوب المملكة والمحاطة بالجبال التي ترتفع مئات الامتار فوق مستوى القرية تجري السيول من الجبال المحيطة خلال دقائق من بدء الهطل اذا ما كان غزيرا وتنحدر بعيدا عن القرية واراضيها دون اية فائدة تذكر منها. هذه القرية وعشرات القرى المشابهة تحتاج الى حفائر وبرك على غرار البرك العثمانية والرومانية لجمع مياه الامطار وتحسين نوعية البيئة والزراعات للوقوف في وجه البطالة والتصحر والهجرة التي اصبحت اهم سمات الريف الاردني. الكثير من الأردنيين يتساءلون عن مصير قناة البحرين وتوسيع اوجه الاستخدام للديسي ومشاريع التخضير التي انتظرها الناس طويلا لتحسين المناخ ورفع احتمالية سقوط الامطار وغيرها من التحديات التي اعتقدنا أن وزارة البيئة ستسهم فيها. ندرك جيدا عمق الأزمة الاقتصادية ونقص الموارد والمخصصات، لكننا نعي ان هذه الاجراءات مهمة لتقديم حلول اقتصادية وتنموية وبيئية تنعكس على نوعية حياة الإنسان والاستثمار وعلاقة الدولة بالمجتمع
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75517 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: بهجة المطر الثلاثاء 20 فبراير 2018, 12:52 pm
أغنيات «المطر» من فيروز الى كاظم الساهر ومارسيل خليفة
عندما يأتي الشتاء وتُمطر السماء، يبحث الناس عن الدفء.. والكلام الذي يثير في النّفس الشجَن. هنا تلعب الاغنيات دورا في تغيير المزاج العام من «الكآبة» التي يجلبها بردُ الشتاء الى «الحنين» بفضل اغنية تنقلنا من عالم الى عالم آخر. واول ما يخطر ببالنا من اغنيات/ الشتاء، ما قدّمته فيروز من مجموعة اغنيات باتت «لازمة» لنا وللاذاعات والفضائيات كلما حلّ فصل المطر مثل اغنية « شتّي يا دنيتنا» وغيرها. وليس تجاوزا ان نعتبر فيروز صاحبة فضل لكثير منّا في «عشق المطر والشتاء» لروعة اغنياتها ودفئها. حيث تقول في احدى اغانيها: «قرب الموعد و الشوق اكتمل.. نضج بأيامنا الصيف صار المطر ع الشبابيك واللى ناطرينو راح يدق الباب». ومثل «شتي يا دنيي» و»حبيتك بالصيف وحبيتك بالشتي» و»قديش كان في ناس عالمفرق تنطر ناس وتشتّي الدنيي ويحملو شمسية».
أنشودة «محمد عبده» ومن المطر الفيروزي إلى المطر الممزوج بروح الوطن الذي كتبه الشاعر العراقي بدر شاكر السياب، في «أنشودة المطر» والتي كتبها في الخمسينيات ثم قام فنان العرب محمد عبده بتلحينها وغنائها، ووحد المطر في القصيدة بين هموم الحب والوطن، «كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم..قطرة ً فقطرة ً تذوب في المطر.. أتعلمين..أي حزن يبعث المطر.. وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع..كأن طفلا بات يهذي قبل ان ينام.. بأن أمه التي أفاق منذ عام فلم يجدها.
«فالمطر مع المرأة يصبح له طعم آخر حنون ورقيق؛ لكن دون تلك الأنثى يتحول الشتاء إلى برد قارص بأمطار تلسع وربما تجلد ذلك العاشق الوحيد فيتكون لديه عقدة المطر كما غنى كاظم الساهر: «أخاف أن تمطر الدنيا ولستِ معي.. فمنذ رحتِ وعندي عقدة المطر..كان الشتاء يغطيني بمعطفه.. فلا أفكر في برد ولا ضجر..كانت الريح تعوي خلف نافذتي.. فتهمسين تمسك ها هنا شعري.. الآن أجلس والأمطار تجلدني على ذراعي على وجهي على ظهري».
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75517 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: بهجة المطر الثلاثاء 20 فبراير 2018, 1:01 pm
مارسيل خليفة اما الموسيقار مارسبل خليفة، فقد استعان بكلمات الشاعر محمود درويش ليُمسِكَ برذاذ المطر.حيث يقول: «لم يعرفوني في الظلال ..التي تمتصّ لوني في جواز السفر..لأن الشجر يعرفني ..تعرفني كل أغاني المطر ..لا تتركيني شاحبا كالقمر»
كلمات ..ماجدة الرومي اما « الماجدة» كما يسميها اللبنانيون،الفنانة ماجدة الرومي، فللمطر فضاء مُتاح للرقص: «يُسمعني حـينَ يراقصُني كلماتٍ ليست كالكلمات يأخذني من تحـتِ ذراعي يزرعني في إحدى الغيمات والمطـرُ الأسـودُ في عيني يتساقـط زخات زخات.. يحملـني معـهُ يحملـني لمسـاءٍ ورديِ الشُـرفـات»
مطر/ منير ومع كلمات الشاعر / الخال، عبد الرحمن الأبنودي وصوت محمد منير تحول المطر إلى «معنى آخر يثير شعورا بالخوف والقلق عندما تغيب الشمس وتتلبد السماء بالغيوم وتتساقط حبات المطر فيشعر الإنسان بالخطر والترقب الذي جسده منير في أغنية «تحت المطر الخطر يمشي في السكة.. تحت الغيوم الهموم بتقتل الضحكة .. والشمس آه من الشمس لما تغيب.. تحت المطر والخطر تحن الغيوم والهموم».
قصة شتا ..دنيا سمير غانم نعود إلى الرومانسية مع كلمات أمير طعيمة ولكنها هذه المرة قصة حزينة شهدها الشتاء بأمطاره وبرودته اللذين لم تشعر بهما بطلة القصة عندما كان قلبها دافئا بالحب وتبحث عن حبيبها المختفي ولكنها مع نهاية القصة وفراغ قلبها وصدمتها في هذا الحب «مشيت أوام كانت ضعيفة متشتتة.. مشيت أوام وساعتها حست بالشتاء.. بس المطر أدام دموعها كان أقل».
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75517 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: بهجة المطر الثلاثاء 20 فبراير 2018, 1:14 pm
مطر / الحجّار في مصر نادرة أغنيات المطر، بسبب قلّة الامطار اذا ما قورنت بالبلاد العربية في بلاد الشام تحديدا. وهو/ المطر إذ يحضر، يكون ذلك لإشعال نار الذكريات وبثّ الشوق، كما في أغنية لعلي الحجار: «لما الشتا يدقّ البيبان ألقاني باشتقلك ساعات واحتاجلك ساعات»... بينما يحضر بقوة مشهد النيل الذي يعوّض المصريين عن الأمطار.
بحث وفي أرشيف الغناء العربي الكثير من هذا، تحديداً الشامي، وليس دقيقاً أنّ علاقة المطر بأغنيات الحبّ امتياز أوروبي، فقد واكب المطرُ الأدب والفنون الأوروبية؛ لأنّه ببساطة الموسم الأطول في العام، ولا يكاد نصّ غنائي يخلو من مفردات الشتاء كالبرد والغيوم والمطر والعواصف.
ولكنّ العرب، المتوزّعين على مساحات شاسعة جرداء وقاحلة بين صحارى شمال أفريقيا إلى شبه الجزيرة العربية، لم ينتظروا أحداً ليبرز لهم الخيوط السرية وتلك المعلنة التي تربط المطر بالحبّ وأحواله وأحوال المحبّين أيضاً.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75517 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: بهجة المطر الثلاثاء 20 فبراير 2018, 1:22 pm
كتب الشاعر العراقي بدر شاكر السيّاب في ستينيات القرن الماضي قصيدة «أنشودة المطر» لتصبح أحد أشهر أناشيد المطر العربية، وقد لحّنت وغنّيت لاحقاً، ويحلو لنا أن نتخيل أن الشاعر كتبها من وحي أمطار البصرة، التي يعرف عنها لطفها وبعدها عن الثلوج. وقد لاحق السيّاب في شعره إيقاع المطر المتهادي والرقيق، ولا يبدو أنّ أمطار العواصف كانت في باله قط.
إذا اقتربنا من سواحل المتوسط الشرقية، حضرت الأمطار والشتاء والليالي الباردة بقوّة.
[rtl]حبيبتي والمطر..كاظم الساهر[/rtl] [rtl]الأنثى والحبيبة هي ذلك الحضن والدفء الذي طالما تغني به نزار قباني، فالمطر مع المرأة يصبح له طعما آخر حنونا ورقيقا لكن بدون تلك الأنثى يتحول الشتاء إلى برد قارص بأمطار تلسع وربما تجلد ذلك العاشق الوحيد فيتكون لديه عقدة المطر كما غنى كاظم الساهر: “أخاف أن تمطر الدنيا ولستِ معي.. فمنذ رحتي وعندي عقدة المطر..كان الشتاء يغطيني بمعطفه.. فلا أفكر في برد ولا ضجر..كانت الريح تعوي خلف نافذتي.. فتهمسين تمسك ها هنا شعري.. الآن أجلس والأمطار تجلدني … على ذراعي على وجهي على ظهري”.[/rtl]
كان للمدرسة الرحبانية دور كبير في إشباع مخزون الغناء العربي وريّه بالكثير من أمطار جبال لبنان وثلوجه في الكثير من أغنيات تغنّت بها فيروز ولكن هذا المطر القاسي وهذه الأمواج العاتية والعاصفة المدمّرة، أياً كان اسمها، ليست في قاموسنا الغنائي ولن تكون، بعد أرواح الأطفال التي حصدتها، وتلك المآسي التي خلّفتها في خيامٍ يكاد العراء يكون أرحم منها. أتصوّر أن نكهة تلك الأغنيات القديمة الجميلة في طريقها إلى الزوال، وأنّ ذكراها الرومنسية ستتحول للنقيض. أما إطلاق أسماء أنثوية على العواصف، مثل «جنى» و»هدى» فليس، على الأرجح، انتقاماً ذكورياً، بل هو لتلطيف وقع العاصفة على السمع، وهو سيرتدّ سمعة سيئة على الأغنيات التي تتغنى بفاتنات أسماؤهن هدى وزينة وغيرهما. يجب أن يحلّ الصيف حتى نتمكن من استساغة أغنية مثل «زينة لبست خلخالها وصارت تتباهى بحالها» أو «زينة والله زينة غالية علينا»