منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 هل هناك قصة كبرى في الشرق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

هل هناك قصة كبرى في الشرق  Empty
مُساهمةموضوع: هل هناك قصة كبرى في الشرق    هل هناك قصة كبرى في الشرق  Emptyالإثنين 26 فبراير 2018, 10:08 am

هل هناك قصة كبرى في الشرق 

مأمون فندي
المجتمعات الصغيرة وكذلك التجمعات الأكبر دائماً ما تربطها قصة كبرى أو سرد كبير (Master Narrative) وهو في الغالب مجموعة أفكار متماسكة تعطي المجتمع والإقليم وربما العالم سبباً للاستمرار والتقدم أو البقاء، وغالباً ما يكون السرد المهيمن دنيوياً يدفع إلى التقدم، أو على الأقل يعكس قصة كفاح الإنسان في التغلب على الطبيعة المحيطة. وفِي غياب السرد الدنيوي الذي يدفع بالمجتمعات إلى عالم الإنجازات والتقدم يلجأ الأفراد والمجتمعات إلى السرد الماورائي والغيبي، وأحياناً الشعوذة لتفسير ظواهر دنيوية تبدو غير مفهومة أو من الصعب التغلب عليها.
كانت القصة الكبرى في فترة ما بعد الاستعمار (الخمسينات والستينات من القرن الماضي) هي قصة الوحدة العربية، ودعم حركات التحرر في العالم الثالث. مع هزيمة المشروع الناصري، دخل الشرق الأوسط العربي والإسلامي في التفكير الماورائي، الذي أدى إلى ظهور الحركات الإسلامية السنية وإلى ثورة دينية شيعية في إيران. وساد هذا السرد في فترة التنافس الرأسمالي الشيوعي، وربما كان استمراره إلى استناده إلى هذين العكازين (الرأسمالية والشيوعية) ومع انهيار الشيوعية (العكاز) انهار معها السرد المهيمن للمشروع الإسلامي الذي كان يتوكأ عليه. دخل المشروع الإسلامي من قصة السرد المتماسك إلى حالة من التشظي، وأسلم السرد الإسلامي نفسه إلى الحركات الأصغر مثل الجهادات الصغيرة، كل جهاد صغير في بلده وإلى الحركات الجهادية العابرة للحدود مثل «القاعدة» ومن بعدها «داعش» إلى أنصار بيت المقدس إلى آخر القائمة. الفكرة أن حتى هذا المشروع فقد وهجه وانكفأ على داخله.
أما السرد شبه الدائم في المنطقة بذراعيه القبلي والطائفي، فيكاد يمر بما تمر به الهويات الصغيرة في سياقات مثل أفريقيا وأوروبا الشرقية، إذ بدأ في الانشطار إلى مستوياته الأدنى من ملل ونحل على المستوى الطائفي إلى أفخاذ وعائلات على المستوى القبلي.
النقطة الرئيسية هي غياب السرد المهيمن أو القصة الكبرى في حالة الشرق الأوسط. حتى قصة الربيع العربي أصبحت مجرد شباك انفتح في تاريخنا ثم تم إغلاقه.
كل ما نحن أمامه اليوم هي قصص تبدو إخبارية في طبيعتها ولكنها متفرقة، وكل من هو جزء من قصة صغيرة فيها يظنها مهيمنة مع أنها لا تحظى باهتمام خارج حدود أصحابها، ولذلك تفسيرات كثيرة ليس مجالها هنا.
لدينا حرب لاستعادة الشرعية والاستقرار في اليمن بما تحمل من تبعات، ولدينا كارثة إنسانية في سوريا، وكذلك قصة التدخلات الإيرانية في كليهما، كما أن لدينا قصة مصر بانسداداتها السياسية وقصص النجاحات المتقطعة فيها، كذلك هناك قصة التحول الاجتماعي والاقتصادي في السعودية، وقصة الأزمة الخليجية، ومن الصعب أن نطلق على أي منها لقب القصة الكبرى في الشرق الأوسط، فجميعها تفاصيل محلية داخل كل دولة دون تبعات إقليمية كبرى.
المشكلة الأخرى هي أنه لم يعد بإمكاننا الكتابة بموضوعية حسبما تعلمناه في مدارس العلوم السياسية بما يفيد الجميع، في ظل حساسيات جديدة تجعل من الكتابة كالمشي على الزجاج، وما تعلمناه على مدى أربعين عاماً يمكن أن يكون مفيداً، ولكن المنطقة أطلقت لنفسها العنان في الاحتفاء بالأفكار البسيطة والشعارات التي تشبه لوحات الإعلانات، فلم يعد هناك مكان لا للفكر الجاد أو التحليل الجاد.
لا أذكر فترة منذ بدأت الكتابة بالعربية اقتربت من موت الكتابة مثل الفترة الحالية، وليس موت الكتابة وحسب، وإنما انحسار مساحات الخيال الفكري الذي يؤدي إلى توليد الأفكار بعضها من بعض، ومع ذلك أنا لست متأكداً إن كانت تلك حالة عامة كما ألاحظ، أم أنها انعكاس لحالتي الشخصية، وأتمنى أن تكون الثانية، لذلك قد يحتاج الأمر إلى وقفة مع النفس قبل الانخراط في تلوين حقائق لا تقبل التلوين، أو هي خيانة لأربعين عاماً من التعليم الجاد. وللإجابة عن سؤال العنوان: هل هناك قصة كبرى في الشرق الأوسط فيما هو مكتوب أو موجود على أرض الواقع: الإجابة القصيرة هي «لا».
عن الشرق الأوسط
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
هل هناك قصة كبرى في الشرق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إثيوبيا.. قصة نهضة كبرى في إفريقيا
»  5 فرص كبرى أمام الأمة الإسلامية لن تتكرر
» عزة الدوري: دخول الكويت كان «خطيئة كبرى»…
» النظام العالمي: تحولات كبرى وتغييرات حاسمة
» تركيا تحقق نسبة دين عام أقل من كبرى اقتصادات أوروبا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات :: مقالات في السياسة الدولية-
انتقل الى: