عجائب الدنيا في الأردن
طلعت شناعة
عندما تذهب الى المقاهي، تشعر كأن «كل الاردن» تجلس فيها، وعندما تذهب الى المستشفى وترى الزحام، تظنّ ان الناس كلهم «مرضى» جاءوا للعلاج او لاجراء عمليات جراحية.
وحين تذهب الى اي «عُرس» وترى المشاكل والصّخب، واللي بينطّ واللي بيرقص واللي بيصيّح، تظن ان سكان الاردن كلهم «معزومون» على «الفرح».
وعندما تذهب الى دور السينما في « المولات» الراقية، تلتفت حولك، فتحسّ ان جيرانكم وجيران جيرانكم حاضرون لمشاهدة الفيلم.
وعندما كنا نذهب لتغطية مهرجان «جرش» و» الفحيص» خاصة فعاليات النجوم، كنا نشعر ان اهل العاصمة والمحافظات كلهم سيحضرون الحفلات.
وحين تذهب الى « سوق الجمعة» تجد الناس من كل الفئات والطّبقات، بعضهم جاء من «عبدون» وبعضهم من «الصويفية» واللي من جبال عمّان الشرقيّة...الكل مشغول بالشراء.
امس كنتُ اعبر «شارع المدينة»، فوجدتُ المئات يقفون «طوابير» وقت الظهيرة امام محال بيع» الشورما» و»الوجبات الجاهزة».
وفي الصباح كانت الايدي تتهافت في السوبر ماركت المجاور لبيتنا والذي احتسي فيه « الكابتشينو» كل صباح وانمّ مع صديقي صاحب» المحل»، على علب السجائر واحيانا يأتي مَنْ يطلب عدة «باكيتات» له ولزوجته وربما «صاحبته».
الأخ،خايف «ينقطع» ..!!
وفي الطريق الى «الرصيفة» مررتُ بمنطقة» المدينة الرياضية» وعلى امتداد الشارع كان الزحام عند «الحراجات ومعارض» بيع السيارات.
وفي مجمع»رغدان»، كان المئات يقفون طوابير بانتظار»دورهم» بالتوجه كل الى مكان سُكناه.
ويوم «الجمعة» تمتلىء اماكن الترفيه من «مدن ملاهي» و»حدائق الاطفال والكبار» بالناس، وتبدو على الجميع البهجة والحبور والانبساط..
وفي الشوارع، تتابع «سيْل» السيارات، اشكالا والوانا،اللي ملتزم باداب المرور والطّايش المستعجل والمتهوّر واللي بيسوق وهو بيحكي تلفون واللي بشرب القهوة واللي بيعاكس البنات الواقفات على الرصيف واللي ماشي سارح بيفكّر باللي طالبته «زوجته»..
الجميع، يتزاحمون وتراهم في كل الاماكن.. والجميع «دائم» الشكوى» من الغلاء وقلّة الفلوس وهمّ الاولاد والفواتير والاقساط.
إذن،أين المشكلة ؟
هل نحن شعب»سعيد» أم « تعيس» أم أننا « ندّعي» الهموم أم هي «ثقافة التذمّر « والاّ «كل ما ذُكِر « ..؟؟