الفهد الصياد
إن أسرع حيوان بري رباعي الأرجل هو تشيتا الفهد الصياد ( Acinonyx Jubatus)
وهو أغرب السنانير جميعها ويصنف كجنس منفصل خاص به .
وحتى أن بعض علماء الحيوان يصنفونه بعائلة خاصة به .
والفهد ذو مخالب ممتدة على كفوفها بشكل دائم ، وتتوضع عند نهاية أرجلها الطويلة .
وتطارد فريستها خلسة التي غالباً ما تكون غزالاً عندما تصبح قريبة بما فيه الكفاية تقفز
بسرعة 100كم/ساعة تقريباً ، لتوقع الفريسة .
ومهما يكن فإن استطاع الحيوان الرشيق أن يناور الفهد تشيتا ، إلى أكثر 400م
فباستطاعته الهروب والنجاة حيث أن النمر يتوقف لتعبه الشديد ولا يستطيع الصمود بهذه
السرعة لمسافة طويلة .
وتكون للفهود الصغيرة حتى يصبح عمرها 10 أسابيع أعراف فضية جميلة إلى اسفل
ظهورها .
وتلد عادة في البطن الواحد من 2-5 صغار .
ذكر ما قيل في الفهد
يقال للذكر : الفهد ، وللأنثى : فهده " وهما البنة ، ولذلك يكنى ابابنة (1) " ، وجروه الهوبر ،
والأنثى هبيرة (2) ، قال ارسطو : إن الفهد متولد بين أسد ونمرة ، او لبؤة ونمر ، ويقال : إن
الفهد إذا حملت وثقل حملها حنا عليها كل ذكر يراها من الفهود ، ويواسيها في صيده ، فإذا
أرادت الولادة هربت إلى موضع قد أعدته لنفسها ، حتى إذا علمت أولادها الصيد تركتها ،
وبالفهد يضرب المثل في شدة النوم ، قال بعض الشعراء
^رقدت مقلي وقلبي يقظا *ن يحس الأمور حساً شديداً ^
^يحمد النوم في الجواد كمالا *يمنع الفهد (3) نومه أن يصيدا^
وقال الجاحظ : قال صاحب (4) المنطق : والفهد إذا اعتراه الداء الذي يقال له :
( خانقة الفهود ) أكل العذرة فبرأ منه ، قال : والسباع تشتهي رائحة الفهود ، والفهد
يتغيب عنها (5) ، وربما قرب بعضها من بعضـها فيطمع الفهـد في نفـسه ، فإذا اراده
الفهد (1) وثب عليه السبع (1) فأكله ، قالوا : وليس شيء في الحيوان في جرم الفهد إلا
والفهد أثقل منه وأحطم لظهر الدابة ، والإناث أصعب خلقاً وأكثر جراءة وإقداماً من
الذكور، ومن خلق الفهد الحياء ، وذلك بأن الرّجل يمر بيده على سائر جسده فيسكن
لذلك ، فإذا وصلت يده إلى مكان الثفر (2) قلق حينئذ وغضب ، ويقال : أول من صاد
بالفهد كليب وائل ، وقيل : همام بن مرة – وكان صاحب لهو وطرب : وأول من حمله
على الخيل يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، وأكثر من اشتهر باللعب بها أبو مسلم
الخراساني صاحب الدعوة العباسية، وأول من استسن حلقة (3) الصيد المعتضد بالله ،
والمواضع التي توجد فيها الفهود ما يلي بلاد الحجاز إلى اليمن ، وما بلى الحجاز إلى
العراق ، وما يلي بلاد الهند إلى تبت (4) ، وتوجد أيضاً في برية عيذاب من أعمال قوص
من الديار المصرية .
ما قيل في وصف الفهود من النظم والنثر
وقد ولع الشعراء والفضلاء ، بوصف الفهود نظماً ونثراً ، فمن ذلك قول أبي إسحاق
الصابي في رسالةطردية (5) جاء منها : ومعنا فهود أخطف من البروق