د. إبراهيم المنسي
لماذا يكذب القادة؟!
وانت تقرأ كتاب "Why Leaders Lie?: the truth lying and international politics" "لماذا يكذب القادة؟:حقيقة الكذب و السياسة الدولية" لمؤلفه John J.Mearsheimer ينتابك شعور وكأن ساسة العرب لم يتعلموا الا هذا الجانب الشرير في السياسة! وأن ذكاءهم تنامى في ذلك فقط!! وأنهم ألفوا ذلك لدرجة العجز عن القنطرة نحو القيادة الأخلاقية Ethical Leadership، وبات حالهم كحال اللصوص والمحتالين الذين تفوقوا بذكائهم المبهر في الجانب الخاطيء من الحياة.
لقد أثبت فنانو الخداع البصري The illusion قدرتهم على إظهار الواقع بصورة ادراكية مختلفة، ولكم أن تطالعوا ابداعات فناني ذلك اللون مثل كيم سكوت Scott Kim و موريتي Guido Moretti و ريكس ويستلر Rex Wistler و غونسالفيز Rob Gonsalves وغيرهم، وبعد التركيز الذي هو بمثابة الوعي يتكشف لك انك لم تكن تدرك الحقيقة، هذا هو الحال حينما تكتشف الشعوب كذب ساستها وذلك بعد تعبئة وعيها بحقيقة الحقيقة.
تحدث الكتاب بطريقة متسقة ونادرة عن ستة أساليب وممارسات للكذب، أثر تلك الأساليب لا يختلف عن أثر الخداع البصري، والتي لا تنطلي إلا على من غيب البصيرة، لكن المدرك الذي أحاط بكلية الصورة وتفاصيلها يعلم يقينا ماوراء الصورة، يقول ابن تيمية رحمه الله: " الفتنة اذا اقبلت أدركها العلماء واذا ادبرت أدركها العامة".
أول تلك الأساليب أسلوب "إثارة الذعر" وهو كذب القائد على أتباعه او شعبه بتضخيم قضية خارجية تشكل تهديدا لبلده، وذلك لتعظيم الجدية وزيادة وتيرة اهتمام الشعب بها، يبدأ هذا الأسلوب بنية موجبة لتحقيق مصلحة وطنية، لكن سرعان مايتسلل الفاسدون لبث سمومهم محليا...هذا الأسلوب لا يعمل في ظلال بيئة محلية فاسدة! بل هو عين المفسدة.
هناك اسلوب يسمى "التغطيات الاستراتيجية" والهدف منها إخفاء قرارات وسياسات فاشلة تمس الشعب مباشرة، عبر تسليط الضوء على قضايا جاذبة خارج إطار الدولة وإشغال الشعب بها عن الفشل الذريع، والهدف حماية الفاشلين وضمان استمرارهم في السلطة، وهو ما نسميه في علم الإدارة "الإدارة بالأزمات" Management by Crises.
أسلوب آخر هو ما يتعلق ب "صناعة الأساطير القومية" عبر تمجيد الماضي التليد وغير المؤكد باستفزاز العواطف لمحاولة الحفاظ على الهوية حينما تتعرض للتهشيم.
بينما اسلوب تصميم "الأكاذيب الليبرالية" يستند إلى اساس التغطية على ممارسات تتناقض مع منظومة المباديء المتعارف عليها بشكل واسع في مجتمع الدولة، وتبريرها عبر الإعلام المسيطر عليه ليبراليا.
اسلوب آخر هو "الإمبريالية الاجتماعية" ويتمثل بإطلاق الأكاذيب على دولة أخرى بهدف ضرب اقتصادها لصالح اقتصاديات الدولة او لصالح فئة صغيرة متنفذة، أو ضرب وتشويه فئة مجتمعية او سياسية معارضة لفئة صغيرة متنفذة داخل الدولة، ويتعاظم استخدام هذا الاسلوب حينما تدار الدولة عبر فئة صغيرة متنفذة باتت سياساتها تظهر عفنها، فيأتي ذلك الاسلوب مثابة المشاغلة الحسية عن تلك الممارسات الفاسدة المتجذرة، ليعكس ذلك التفافا شعبيا حول تلك الفئة المتنفذة.
واخيرا هناك اسلوب "التغطيات الشنيعة" وهي كذب القادة حينما تظهر شناعة تخبطهم وفشلهم، فيسلطون الضوء على فشل الآخرين للتغطية على فشلهم الشنيع، والهدف حماية انفسهم واعوانهم الفاشلين.
تلك الأساليب الستة التي يتشكل منها عالم الكذب في السياسات المحلية والدولية والضحية دوما المصلحة العامة، واترك لكم فلسفة الاسقاطات الواقعية واستدعاء الأمثلة الحية لكل أسلوب.
وكما يقول جون جي ميرشيمر:" من الصعب تصور استمرارية الحكم الديموقراطي لزمن طويل اذا فقد الشعب احترامه لقادته، رآهم مجرد حفنة من الكذابين؛وإذا فقد احترامه لمؤسساته لأنها موغلة في الفساد"
ولهذا يكذب القادة لتغطية كذبهم وفسادهم!
Why Leaders Lie: The Truth about Lying in International Politics
by John J. Mearsheimer
For more than two decades, John J. Mearsheimer has been regarded as one of the foremost realist thinkers on foreign policy. Clear and incisive as well as a fearlessly honest analyst, his coauthored 2007 New York Times bestseller, The Israel Lobby and U.S. Foreign Policy, aroused a firestorm with its unflinching look at the making of America's Middle East policy. Now he takes a look at another controversial but understudied aspect of international relations: lying.
In Why Leaders Lie, Mearsheimer provides the first systematic analysis of lying as a tool of statecraft, identifying the varieties, the reasons, and the potential costs and benefits. Drawing on a wealth of examples, he argues that leaders often lie for good strategic reasons, so a blanket condemnation is unrealistic and unwise. Yet there are other kinds of deception besides lying, including concealment and spinning. Perhaps no distinction is more important than that between lying to another state and lying to one's own people. Mearsheimer was amazed to discover how unusual interstate lying has been; given the atmosphere of distrust among the great powers, he found that outright deceit is difficult to pull off and thus rarely worth the effort. Moreover, it sometimes backfires when it does occur. Khrushchev lied about the size of the Soviet missile force, sparking an American build-up. Eisenhower was caught lying about U-2 spy flights in 1960, which scuttled an upcoming summit with Krushchev. Leaders are more likely to mislead their own publics than other states, sometimes with damaging consequences. Though the reasons may be noble--Franklin Roosevelt, for example, lied to the American people about German U-boats attacking the destroyer USS Greer in 1940, to build a case for war against Hitler-they can easily lead to disaster, as with the Bush administration's falsehoods about Iraq's weapons of mass destruction.
There has never been a sharp analysis of international lying. Now a leading expert provides a richly informed and powerfully argued work that will change our understanding of why leaders lie.