منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 لماذا يكذب القادة؟!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

لماذا يكذب القادة؟! Empty
مُساهمةموضوع: لماذا يكذب القادة؟!   لماذا يكذب القادة؟! Emptyالخميس 08 مارس 2018, 9:32 pm

د. إبراهيم المنسي

لماذا يكذب القادة؟!

وانت تقرأ كتاب "Why Leaders Lie?: the truth lying and international politics" "لماذا يكذب القادة؟:حقيقة الكذب و السياسة الدولية" لمؤلفه John J.Mearsheimer ينتابك شعور وكأن ساسة العرب لم يتعلموا الا هذا الجانب الشرير في السياسة! وأن ذكاءهم تنامى في ذلك فقط!! وأنهم ألفوا ذلك لدرجة العجز عن القنطرة نحو القيادة الأخلاقية Ethical Leadership، وبات حالهم كحال اللصوص والمحتالين الذين تفوقوا بذكائهم المبهر في الجانب الخاطيء من الحياة.

لقد أثبت فنانو الخداع البصري The illusion قدرتهم على إظهار الواقع بصورة ادراكية مختلفة، ولكم أن تطالعوا ابداعات فناني ذلك اللون  مثل كيم سكوت Scott Kim و موريتي Guido Moretti و ريكس ويستلر Rex Wistler و  غونسالفيز Rob Gonsalves وغيرهم، وبعد التركيز الذي هو بمثابة الوعي يتكشف لك انك لم تكن تدرك الحقيقة، هذا هو الحال حينما تكتشف الشعوب كذب ساستها وذلك بعد تعبئة وعيها بحقيقة الحقيقة.

تحدث الكتاب بطريقة متسقة ونادرة عن ستة أساليب وممارسات للكذب، أثر تلك الأساليب لا يختلف عن أثر الخداع البصري، والتي لا تنطلي إلا على من غيب البصيرة، لكن المدرك الذي أحاط بكلية الصورة وتفاصيلها يعلم يقينا ماوراء الصورة، يقول ابن تيمية رحمه الله: " الفتنة اذا اقبلت أدركها العلماء واذا ادبرت أدركها العامة".

أول تلك الأساليب أسلوب "إثارة الذعر" وهو كذب القائد على أتباعه او شعبه بتضخيم قضية خارجية تشكل تهديدا لبلده، وذلك لتعظيم الجدية وزيادة وتيرة اهتمام الشعب بها، يبدأ هذا الأسلوب بنية موجبة لتحقيق مصلحة وطنية، لكن سرعان مايتسلل الفاسدون لبث سمومهم محليا...هذا الأسلوب لا يعمل في ظلال بيئة محلية فاسدة! بل هو عين المفسدة.

هناك اسلوب يسمى "التغطيات الاستراتيجية" والهدف منها إخفاء قرارات وسياسات فاشلة تمس الشعب مباشرة، عبر تسليط الضوء على قضايا جاذبة خارج إطار الدولة وإشغال الشعب بها عن الفشل الذريع، والهدف حماية الفاشلين وضمان استمرارهم في السلطة، وهو ما نسميه في علم الإدارة "الإدارة بالأزمات" Management by Crises.

أسلوب آخر هو ما يتعلق ب "صناعة الأساطير القومية" عبر تمجيد الماضي التليد وغير المؤكد باستفزاز العواطف لمحاولة الحفاظ على الهوية حينما تتعرض للتهشيم.

بينما اسلوب تصميم "الأكاذيب الليبرالية" يستند إلى اساس التغطية على ممارسات تتناقض مع منظومة  المباديء المتعارف عليها بشكل واسع في مجتمع الدولة، وتبريرها عبر الإعلام المسيطر عليه ليبراليا.

اسلوب آخر هو "الإمبريالية الاجتماعية" ويتمثل بإطلاق الأكاذيب على دولة أخرى بهدف ضرب اقتصادها لصالح اقتصاديات الدولة او لصالح فئة صغيرة متنفذة، أو ضرب وتشويه فئة مجتمعية او سياسية معارضة لفئة صغيرة متنفذة داخل الدولة، ويتعاظم استخدام هذا الاسلوب حينما تدار الدولة عبر فئة صغيرة متنفذة باتت سياساتها تظهر عفنها، فيأتي ذلك الاسلوب مثابة المشاغلة الحسية عن تلك الممارسات الفاسدة المتجذرة، ليعكس ذلك التفافا شعبيا حول تلك الفئة المتنفذة.

واخيرا هناك اسلوب "التغطيات الشنيعة" وهي كذب القادة حينما تظهر شناعة تخبطهم وفشلهم، فيسلطون الضوء على فشل الآخرين للتغطية على فشلهم الشنيع، والهدف حماية انفسهم واعوانهم الفاشلين.

تلك الأساليب الستة التي يتشكل منها عالم الكذب في السياسات المحلية والدولية والضحية دوما المصلحة العامة، واترك لكم فلسفة الاسقاطات الواقعية واستدعاء الأمثلة الحية لكل أسلوب.

وكما يقول جون جي ميرشيمر:" من الصعب تصور استمرارية الحكم الديموقراطي لزمن طويل اذا فقد الشعب احترامه لقادته، رآهم مجرد حفنة من الكذابين؛وإذا فقد احترامه لمؤسساته لأنها موغلة في الفساد"

ولهذا يكذب القادة لتغطية كذبهم وفسادهم!





Why Leaders Lie: The Truth about Lying in International Politics
by John J. Mearsheimer

For more than two decades, John J. Mearsheimer has been regarded as one of the foremost realist thinkers on foreign policy. Clear and incisive as well as a fearlessly honest analyst, his coauthored 2007 New York Times bestseller, The Israel Lobby and U.S. Foreign Policy, aroused a firestorm with its unflinching look at the making of America's Middle East policy. Now he takes a look at another controversial but understudied aspect of international relations: lying.
In Why Leaders Lie, Mearsheimer provides the first systematic analysis of lying as a tool of statecraft, identifying the varieties, the reasons, and the potential costs and benefits. Drawing on a wealth of examples, he argues that leaders often lie for good strategic reasons, so a blanket condemnation is unrealistic and unwise. Yet there are other kinds of deception besides lying, including concealment and spinning. Perhaps no distinction is more important than that between lying to another state and lying to one's own people. Mearsheimer was amazed to discover how unusual interstate lying has been; given the atmosphere of distrust among the great powers, he found that outright deceit is difficult to pull off and thus rarely worth the effort. Moreover, it sometimes backfires when it does occur. Khrushchev lied about the size of the Soviet missile force, sparking an American build-up. Eisenhower was caught lying about U-2 spy flights in 1960, which scuttled an upcoming summit with Krushchev. Leaders are more likely to mislead their own publics than other states, sometimes with damaging consequences. Though the reasons may be noble--Franklin Roosevelt, for example, lied to the American people about German U-boats attacking the destroyer USS Greer in 1940, to build a case for war against Hitler-they can easily lead to disaster, as with the Bush administration's falsehoods about Iraq's weapons of mass destruction.

There has never been a sharp analysis of international lying. Now a leading expert provides a richly informed and powerfully argued work that will change our understanding of why leaders lie.





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

لماذا يكذب القادة؟! Empty
مُساهمةموضوع: رد: لماذا يكذب القادة؟!   لماذا يكذب القادة؟! Emptyالخميس 08 مارس 2018, 9:32 pm

حقيقة الكذب في السياسة الدولية
لماذا يكذب القادة؟ (1/2)

حسن العطار

عنوان هذه المقالة، هو عنوان الكتاب الذي قام بتأليفه البروفيسور "جون ميرشيمر"، أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو الامريكية، وأحد ابرز الباحثين الأمريكيين في السياسة الخارجية. العنوان الأصلي هو: “Why Leaders Lie – The Truth about Lying and International Politics”.

يقال ان السياسي لا يكذب، ولكنه "يقتصد في قول الحقيقة"، ولأن السياسة هي فن الممكن فإنها اكثر عرضة للكذب كسلوك انساني موجود بكثرة في الممارسة السياسية العادية.

يقول المؤلف في مقدمة الكتاب: على الرغم من ان الكذب يعد عملا مشينا في الحياة العادية، يبقى سلوكا مقبولا في السياسة الدولية، حيث تظهر في بعض الحالات مبررات استراتيجية لكي يكذب القادة على دول أخرى، او على شعوبهم. ومع ذلك لا يمارس الكذب بكثرة بين الدول. إضافة الى ذلك، يبدو ان القادة اكثر ميلا الى الكذب على شعوبهم في شؤون السياسة الخارجية من كذبهم على الدول الأخرى. ويبدو ان هذا صحيح في الدول الديمقراطية والتي لديها سياسات خارجية طموحة، وتميل الى شن الحروب باختيارها، أي عندما لا يكون هناك خطر واضح يهدد مصالح البلد، ولا يمكن التعامل معه إلا بالقوة، وينطبق هذا الوصف على الولايات المتحدة في السبعين سنة الأخيرة.

في هذه العجالة، سوف نتطرق لموضوع "لماذا تكذب الدول بعضها على بعض"، وأنواع الكذب. يقول المؤلف: يعود السبب الرئيس في كذب القادة على جمهور اجنبي الى كسب تفوق استراتيجي عليه. ولأن الدول تعيش في عالم فوضوي، حيث لا احد يحرسها من الأخطار، فليس امامها سوى خيار توفير الحماية الذاتية. وتتمثل أفضل الطرق التي تعزز بها الدول فرصها في البقاء في اكتسابالقوة للتفوق على قريناتها من الدول. بإمكانها أيضا ان تلجأ الى أسلوب الخديعة، الذي من ضمنه الكذب، لكي تكون لها الأفضلية على عدو محتمل.

من واقع الممارسة، يتخذ الكذب بين الدول أشكالا مختلفة، ويتبع منطقا مختلفا. اليكم بعضا من تلك الأساليب/الأنواع التي تكذب فيها الدول بعضها على بعض:

النوع الأول: يحدث عندما يبالغ القادة أحيانا في تصوير قدرات دولهم بقصد ردع العدو، او حتى اخضاعه. على سبيل المثال، كذب "هتلر" بشأن قدرات جيشه في الثلاثينيات. فقد حاول تضخيم قوة الدفاع الألمانية لتثبيط همم بريطانيا وفرنسا في التدخل لإعاقةتسليح المانيا، بالإضافة الى تحركات سياسته الخارجية العدوانية.

النوع الثاني: هو عندما يكذب القائد للتقليل من قدرات جيشه الحربية، او التقليل من سلاح حربي معين، او حتى اخفائه تماما عن الدول المنافسة. وقد يهدف من ذلك الخداع الى تحاشي استفزاز أي هجوم قد يهدف الى تدمير تلك القدرات. على سبيل المثال، كذبت إسرائيل على الولايات المتحدة في الستينيات عن مشروعها النووي الناشئ خوفا من ان تجبر واشنطن الدولة اليهودية على إيقاف ذلك المشروع اذا عرفت ما كان يجري في مفاعل ديمونا النووي. وقد كتب "هنري كيسنجر" في العام 1969م "إن هذا هو احد البرامج التي ظلت إسرائيل تخدعنا به بإصرار مستمر.

النوع الثالث: عندما يخفي زعماء بلد ما نواياهم العدوانية تجاه دولة ما، للتمويه على نوياها في الهجوم. افضل مثال على ذلك، يخص اليابان والاتحاد السوفيتي في آخر سنة من الحرب العالمية الثانية. كانت بين البلدين اتفاقية حياد اغلب سنوات الحرب، ولكن في يالطا في فبراير 1945م، عاهد ستالين كل من تشرشل وروزفلت على ان الجيش الأحمر سوف يهاجم اليابان في غضون ثلاثة شهور بعد هزيمة المانيا النازية. وقد خالج اليابانيين الشك بأن ثمة ما يجري في يالطا، فسألوا نظرائهم في موسكو عن ذلك فاكدوا لهم ان "علاقاتهم عادية وثابتة ومستندة الى اتفاقية الحياد". بيد انه في الثامن من أغسطس من العام 1945م شن السوفييت هجوما على اليابان.

النوع الرابع: يمكن للدولة فيه ان تكذب لتتستر على نواياها العدائية تجاه دولة أخرى منافسة، ليس بغرض تسهيل عملية الهجوم، بل لتتحاشى استفزاز تلك الدولة. وقد برز هذا المنطق عندما عقدت دول أوروبا الغربية معاهدتين للدفاع المشترك، وهما معاهدة دنكرك في العام 1947م، ومعاهدة بروكسل في العام 1948م. ويقال ان كلتا المعاهدتين كانتا بمنزلة كوابح لطموح المانيا المتعافية. ولكن حقيقة الامر، فإن الاتفاقيتين كانتا قد أبرمتا أساسا لاحتواء التوسع السوفيتي في أوروبا. وقد كذب القادة البريطانيون والفرنسيون بخصوص هذه التحالفات لأنهم لا يريدون استفزاز الاتحاد السوفيتي - الذي كانوا يرون فيه تهديدا خطيرا لهم – إن كان بالإمكان تجنبه.

النوع الخامس: هو عندما تحاول الدولة ان تؤثر في تصرفات ونشاط دولة أخرى منافسة، وذلك عن طريق التهديد بالهجوم عليها، حتى إن لم تكن هناك نية حقيقة بشن الحرب. والغرض من هذا التهديد الوهمي هو اخضاع واجبار العدو على القيام بشيء لم يكن في الأساس يريد ان يقدم عليه. على سبيل المثال، شعرت حكومة الرئيس "ريغان" في أغسطس 1986م بالقلق من نوايا إرهابية محتملة من الرئيس الليبي "معمر القذافي". ولمنع تحققها نشر البيت الأبيض تقارير كاذبة بشأن ضربة أخرى سوف توجه الى "القذافي"، وربما تدبير انقلاب عسكري لإقصائه عن الحكم.

النوع السادس: من المحتمل ان يسعى القادة الى الكذب لكي يستفزوا دولة أخرى حتى تهاجمهم، او تهاجم غيرهم. وقد فعلها المستشار البروسي "بسمارك" في العام 1870م. كان "بسمارك" ملتزما بتوحيد المانيا، وكان يعلم ان استفزاز فرنسا حتى تعلن الحرب على بروسيا، او حتى اختلاق ازمة كبيرة لدفع فرنسا الى حالة فوضى، سيساعد في تحقيق هدفه. ولذلك سعى سعيا حثيثا في ربيع العام 1870م الى تنصيب أمير من بروسيا على عرش الحكم في إسبانيا، مدركا ان ذلك سيثير غضبا عارما في فرنسا. ومع ذلك أنكر أي دور له في تلك المؤامرة، وكان انكاره ذاك كذبا.

النوع السابع: هو عندما يؤدي قلق دولة ما من ان حلفاءها لن يأخذوا خطر الدولة المنافسة لها مأخذ الجد، الى الكذب عبر المبالغة في إمكانيات تلك الدولة الحربية، او سلوكها العدواني، حتى تثير انتباه حلفائها الى الخطر. وقد لجأت حكومة "بوش الابن" الى هذا النوع من الكذب في العام 2005م، عندما شعرت بأن الصين واليابان وكوريا الجنوبية لم يقدروا جدية الخطورة التي تشكلها كوريا الشمالية. ولكي تستثير انتباههم إدًعت بأن كوريا الشمالية قد باعت ليبيا مادة اليورانيوم (يورانيوم هيكسافلورايد)، وهو مكون أساس لصناعة اسلحة نووية. بيد ان ذلك لم يكن صحيحا، فقد كانت باكستان وليست كوريا الشمالية هي التي باعت المادة الي ليبيا.

النوع الثامن: هو عندما يحاول الزعماء التضليل لتسهيل عمليات التجسس او التخريب في وقت السلم، وكذلك للتخفيف من مغبة السقوط دوليا في حالة اكتشاف فعلتهم في التجسس والتخريب. وتمثل فضيحة وزير الدفاع الإسرائيلي "بنحاس لافون" المشينة، المتورطة فيها إسرائيل مثالا على هذا النوع من أنواع الكذب بين الدول. ففي العام 1954م سعت إسرائيل الى تخريب علاقة مصر مع بريطانيا والولايات المتحدة، وذلك بزرع شبكة جاسوسية إسرائيلية داخل مصر لهدم المنشئات البريطانية والأمريكية وجعلها تبدو وكأن المصريين هم المسؤولين عن ذلك التخريب. وبعد تفجير مكتبي مركز المعلومات الأمريكي في الإسكندرية والقاهرة وضرب بعض الأهداف الأخرى في أماكن متعددة، انفرط عقد الخطة التآمرية، وجرى القبض على المخربين. ولم يكن من المستغرب ان يصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي "موشي شاريت" كذبا بأن المسألة برمتها مكيدة دنيئة دبرت في الإسكندرية، وان محكمة صورية عقدت لمحاكمة مجموعة من اليهود الذين سقطوا ضحية لاتهامات كاذبة.

النوع التاسع: تكذب الدول لتحسين وضعها العسكري في اثناء تجهيزها للعمليات العسكرية في زمن الحرب. مثلا، في الحرب العالمية الثانية، أطلق البريطانيون حملة تضليل واسعة ضد المانيا النازية كان الكذب فيها امرا عاديا. في هذا السياق، قال "تشرشل" كلمته الشهيرة: "في زمن الحرب يصبح الصدق شيئا ثمينا لا بد ان يحاط بسياج من الأكاذيب". كما أكد الرئيس الأمريكي "روزفلت" في العام 1942م انه "على استعداد ان يضلل ولا يقول الصدق إذا كان ذلك يساعده في كسب الحرب".

النوع العاشر: يحدث حين يلجأ القادة الى الكذب للخروج بأفضل النتائج لمصلحة دولهم في اثناء التفاوض بشأن الاتفاقيات والمعاهدات الرسمية الأخرى. ولربما يكذبون على نظرائهم في التفاوض بخصوص املاكهم او قدراتهم. وأكثر من ذلك، ربمايخادعون بشأن السعر التحفظي الذي فوقه او تحته لا يمكن ان يتم أي اتفاق. وكثيرا ما نجد هذا النوع من الكذب في مواقع عديدة، منها: حظر السلاح، ومفاوضات وقف الحرب على الصعيد الأمني، والديون العالمية، والتعاملات التجارية في الجانب الاقتصادي. في هذا السياق، كذبت اليونان بشأن عجز ميزانيتها للسنوات المطلوبة حتى يتسنى لها الدخول في منطقة اليورو، مدعية ان عجزها اقل من 3%، في حين انه لم يكن كذلك. وقد نجحت كذبتها، واستطاعت ان تستخدم اليورو كعملة لها في العام 2001م.

تعود نزعة "كذب الدول بعضها على بعض" الى القيمة العالية التي تضعها الدولة لبقائها، فالدول التي تعيش في مناطق النزاع يتولد لديها شعور بعدم الأمان والاطمئنان، وأنها دائما معرضة ومكشوفةامام العدو، ولذلك تلجأ الى كل الطرق والاستراتيجيات المتاحة لتقوية سبل الامن.

في المقالة القادمة بمشيئة الله، سوف نعرض الجزء الاخر من كذب القادة، وهو "الكذب على شعوبهم".

آخر الكلام: شكرا للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت الشقيقة لترجمته هذا الكتاب القيم الى اللغة العربية، واصداره في شهر ديسمبر 2016م ضمن سلسلة كتب عالم المعرفة (العدد 443).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

لماذا يكذب القادة؟! Empty
مُساهمةموضوع: رد: لماذا يكذب القادة؟!   لماذا يكذب القادة؟! Emptyالخميس 08 مارس 2018, 9:33 pm

لماذا يكذب القادة (2/2)؟
حسن العطار

عنوان هذه المقالة، هو عنوان الكتاب الذي قام بتأليفه البروفيسور "جون ميرشيمر"، أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو الامريكية، وأحد أبرز الباحثين الأمريكيين في السياسة الخارجية. العنوان الأصلي هو: “Why Leaders Lie – The Truth about Lying and International Politics”.

يقال ان السياسي لا يكذب، ولكنه "يقتصد في قول الحقيقة"، ولأن السياسة هي فن الممكن فإنها أكثر عرضة للكذب كسلوك انساني موجود بكثرة في الممارسة السياسية العادية.

في مقالة الأسبوع الماضي، تطرقنا لموضوع "لماذا تكذب الدول بعضها على البعض" وأنواع الكذب، مدعوما بأمثلة حدثت على ارض الواقع. وفي هذه المقالة، سوف نعرض الوجه الآخر من كذب القادة، وهو "الكذب على شعوبهم".

من واقع الممارسة، يتخذ كذب القادة على شعوبهم أساليب أربعة، هي: إثارة الذعر، التغطيات الاستراتيجية، الاساطير القومية، والاكاذيب الليبرالية.

إثارة الذعر: يستخدم هذا الأسلوب عندما يرى قادة الدولة خطرا محدقا بهم، ولا يتمكنون من اقناع الشعب برؤية الذئب الماثل امام ابوابهم، ومن دون اللجوء الى حملات الخديعة. ولم يكن الهدف من ذلك هو خداع رجل الشارع البسيط فقط، بل رجال الطبقة المتعلمة المستنيرة، بمن فيهم الخبراء في الشؤون الخارجية الذين ربما يميلون الى تقليل أهمية التهديد بأساليب خطيرة. ومن الممكن أيضا توجيه حملات اثارة الرعب الى موظفي الدولة الذين – ربما – يميلون أيضا الى تلطيف الامر وتهوين الخطر، على عكس ما يرى قادة الدولة.

من الأمثلة على "اثارة الذعر"، هو حين زعم مهندسو الحرب على العراق بأن الولايات المتحدة تملك الدليل القاطع وعن يقين، على ان "صدام حسين" يمتلك أسلحة دمار شامل، في حين ان ذلك لم يكن صحيحا. وقد اكد ذلك كل من "دونالد رامسفيلد" والجنرال "تومي فرانكس" خلال لقائمها الرئيس "بوش الابن" ليعطياه تقرير عن الوضع في 6 سبتمبر 2002م.

التغطيات الاستراتيجية: هناك نوعان من التغطية الاستراتيجية، فالقادة قد يكذبون عندما تفشل سياسة ما فشلا ذريعا، ويكون دافعهم الأساسي الى الكذب هو حماية مصلحة البلاد، وليس حماية الافراد الذين كانوا وراء هذا الفشل، وان جاءت حماية أولئك المسؤولين كنتيجة غير مقصودة. ويكذب القادة أيضا لإخفاءاستراتيجية جيدة ولكنها مثيرة للجدل، خشية ان تواجه برفض جماهيري حقيقي يمنع تبنيها.

من الأمثلة على "التغطيات الاستراتيجية"، هو جهود الرئيس الأمريكي "جون كنيدي" المضنية لحسم ازمة "الصواريخ الكوبية" بطريقة سلمية. لكي ينهي الازمة قبل ان تتصاعد الى حرب بين القوتين العظميين، وافق "كنيدي" على طلب ان تسحب الولايات المتحدة منظومة صواريخها النووية "جوبيتر" من تركيا، مقابل سحب السوفييت صواريخهم أيضا من كوبا. وكان "كنيدي" يعلم تماما ان هذا التنازل قد لا يقبله الرأي العام الأمريكي، وكذلك اليمين السياسي، ويمكن ان يؤثر سلبا على علاقة الولايات المتحدة بحلفائها في حلف الناتو، وبالأخص تركيا. وذلك اشترط على السوفييت الا يتحدثوا عن هذا الاتفاق علنا، وإلا فإنه سينكره ويتراجع عنه نهائيا.

الأساطير القومية: مع ظهور القومية الوطنية في القرنين الماضيين، سعت عرقيات ومجموعة قوميات وطنية عديدة حول العالم نحو تأسيس دولها، التي عرفت بـ "الدول القومية". وفي اثناء عملية البناء هذه، حاولت كل مجموعة ان تخلق اساطيرها الخاصة المقدسة عن ماضيها، تصورها بشكل أفضل، وتصور خصومها من المجموعات القومية الأخرى بصورة سلبية. تتحمل النخبة التي تسيطر على مسارات التفكير في دولة ما مسؤولية كبيرة عن خلق هذه الأساطير، وهم يفعلون ذلك لسببين أساسيين. (1) تساعد هذه القصص الكاذبة في تعضيد التضامن الجماعي. (2) وكذلك تساعد في خلق شعور قوي بالوطنية، وهو عنصر أساس في بناء الدولة والمحافظة عليها. هذه القصص الخيالية تضفي على المجموعة العرقية او القومية الإحساس بالانتماء الى مشروع نبيل، الذي لا يستدعي الفخر به فحسب، بل يستحق تحمل المصاعب لأجله، والقتال والموت في سبيله.

وأحسن مثال لهذه الظاهرة هو إسرائيل والجالية اليهودية في أمريكا. فلم يكن للصهاينة ان يؤسسوا دولة يهودية في فلسطين من دون إبادة عرقية واسعة لسكانها العرب الموجودون هناك منذ قرون. وقد أدرك قادة الصهاينة هذه النقطة على نطاق واسع قبل تأسيس الدولة الإسرائيلية. وجاءت الفرصة المواتية لطرد الفلسطينيين في أوائل العام 1948م، عندما نشبت الحرب بين الفلسطينيين والصهاينة بعد قرار الأمم المتحدة تقسيم فلسطين الى دولتين. أجلىالصهاينة عرقيا نحو سبعمائة ألف فلسطيني من ارضهم التي أصبحت لاحقا إسرائيل، ورفضوا بإصرار السماح لهم بالعودة الى منازلهم حتى بعد ان توقفت الحرب. هذه القصة (الجريمة) تضع إسرائيل في دور المعتدي، مما يجعل من الصعب على هذه الدولة الغاصبة ان تكسب الأصدقاء، وتخلق اثرا في العالم، وعلى الأخص في الولايات المتحدة.

الأكاذيب الليبرالية: تشكلت عبر التاريخ منظومة من الأعراف السائدة التي تبين اشكال السلوك المقبول وغير المقبول بين الدول، سواء في حالة الحرب او السلم. وترتبط هذه الأعراف ارتباطا وثيقا بنظرية "الحرب العادلة" والأيدلوجية الليبرالية بصورة عامة، واغلبها صار مصنفا ضمن القانون الدولي. ويقر معظم رجالات الدولة بمعظم هذه الأعراف الليبرالية، ويقبلون ويؤكدون التزامهم بسيادة القانون. وعلى الرغم من ذلك يرى القادة أحيانا ان مصلحة بلادهم تضطرهم الى ما يخالف تلك الأعراف. ويتضمن هذا السلوك غزو الدول الأخرى من اجل مكاسب استراتيجية وشن حروب وقائية، إضافة الى شن حروب بأسلوب وحشي، ينتهك نظرية الحرب العادلة. كما ان الدول الديمقراطية هي الأكثر احتمالا في ان تستهدف المواطنين المدنيين من الدول غير الديمقراطية.

ومن الأمثلة على "الأكاذيب الليبرالية"، هو ما فعلته الولايات المتحدة في اليابان خلال الأشهر الخمسة الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، حيث قتلت عمدا نحو 900 الف مواطن مدني ياباني، لا لخوفها من الهزيمة في الحرب، بل لأنها ارادت ان تكسب الحرب من دون غزو الأراضي اليابانية. ولا يقتصر هذا السلوك الوحشي للدول على زمن الحرب فقط، فالولايات المتحدة مارست دورا أساسيا في دفع الأمم المتحدة الى فرض عقوبات اقتصادية على العراق من أغسطس 1990م حتى مايو 2003م. وقد أدى ذلك الحظر الاقتصادي والتجاري الى كارثة إنسانية، راح ضحيتها قرابة 500 الف مدني عراقي وفق تقديرات منظمة اليونيسيف.

لم يتطرق مؤلف الكتاب الى أكاذيب حكام دول العالم الثالث (الذي من ضمنه دول العالم العربي) على شعوبهم، لعلمه المسبق ان هؤلاء الحكام يعتبرون أنفسهم وكلاء عن الله في بلدانهم، وان ما يتخذونه من قرارات هي إلهام إلهي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وان من تسول له نفسه انتقادهم فمصيره معروف، إما القتل او السجن او التشرد في اصقاع ارض الله الواسعة.

يخلص مؤلف الكتاب الى حقيقة مؤداها: أن تفشي الكذب في دولة ديمقراطية قد يجعل المواطنين يشعرون بالاغتراب الى درجة فقدان الثقة بحكومتهم الديمقراطية، مما قد يدفعهم الى تأييد شكل من اشكال الحكم التسلطي. فمن الصعب تصور استمرارية الحكم الديمقراطي زمنا طويلا إذا فقد الشعب احترامه لقادته، ورآهم مجرد حفنة من الكذابين، وإذا فقد احترامه لمؤسساته لأنها موغلة في الفساد. وخلاصة القول، فإن الكذب الكثير يسبب اضرارا جسيمة لأي جهاز سياسي.

آخر الكلام: شكرا للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت الشقيقة لترجمته هذا الكتاب القيم الى اللغة العربية، واصداره في شهر ديسمبر 2016م ضمن سلسلة كتب عالم المعرفة (العدد 443).


المصدر ايلاف 

http://elaph.com/Web/Opinion/2017/3/1136554.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
لماذا يكذب القادة؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات :: مقالات في السياسة الدولية-
انتقل الى: