«مسيرة العودة» تقلق جيش الاحتلال ويستنفر لقمع الأفواج البشرية المتدفقة من حدود غزة
إسرائيل تخشى من انتقاد دولي حال سقوط ضحايا
Mar 09, 2018
غزة ـ «القدس العربي»: بما يشير إلى حالة الخوف لدى قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي من تبعات قرار اتخذه نشطاء في قطاع غزة، لتنظيم «مسيرة العودة الكبرى» انطلاقا من الحدود الفاصلة تجاه الداخل الفلسطيني المحتل، كشف النقاب عن شروع قوات الجيش بتعزيز قدراتها، خشية من اندلاع مواجهات مع كتل بشرية، مخطط لها أن تقيم مخيما للعودة.
وبعد 24 ساعة على إعلان القائمين على «مسيرة العودة الكبرى» نهاية الشهر الحالي، الذي يصادف إحياء ذكرى «يوم الأرض» عند الفلسطينيين، أعلن في إسرائيل عن شروع الجيش بأخذ كل الاستعدادات اللازمة، ومن ضمنها تعزيز قواته وقدراته على حدود القطاع، تحسبا من اندلاع مواجهات، عندما يبدأ التحرك العملي تجاه الحدود، من قبل المشاركين في «مخيم العودة» بغية اختراقها وفرض قرار «حق العودة» للاجئين الذين شردوا قبل 70 عاما قسرا عن أراضيهم، وتحديا للقرارات الأمريكية والإسرائيلية الهادفة لإلغاء وكالة «الأونروا» للاجئين الفلسطينيين.
وفي تقرير لها ذكرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» أن جيش الاحتلال يتخوف من مشاركة الآلاف من سكان غزة في «مخيم العودة» بمن فيهم كبار السن والنساء والأطفال، الذين سينطلقون من المخيم حسب الخطة لاختراق الحدود الفاصلة في «مسيرة العودة الكبرى».
وزعمت الصحيفة التي تحدثت عن التخوف الإسرائيلي، أن حركة حماس تخطط لبناء المخيم خلال الفترة المقبلة، كمبادرة من قبل المواطنين للتعبير عن حالة الاحتجاج الرافضة للمحاولة الأمريكية لتدمير وكالة «الأونروا»، وما يتلوه من مخططات لشطب «حق العودة» للاجئين الفلسطينيين.
ويذكر التقرير أن قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال التي تشرف على «جبهة غزة» تستعد للتهديد المتوقع، في حين أن إحدى المشاكل الأساسية التي تواجه الجيش هي احتمال مشاركة النساء والأولاد في المسيرات، وذكرت أن ذلك الأمر يشعر الجيش بالقلق، عند محاولاته صد المتظاهرين بالقوة، لأن العملية ستلحق ضررا بالغا بسمعة إسرائيل دوليا، حال سقوط ضحايا فلسطينيين خلال المواجهات، الذي من شأنه، حسب تقديرات الاحتلال، أن يدفع نحو مواجهات مسلحة عنيفة مع الفلسطينيين.
وحسب ما جرى ذكره أيضا فإن حماس تخطط لتنظيم «رحلات بحرية جماعية» لقوارب الصيد إلى الحدود البحرية مع إسرائيل، وأن هذه الأعمال من المتوقع أن ترتفع وتيرتها تدريجيا لتصل إلى ذروتها في الذكرى الـ 70 لنكبة الشعب الفلسطيني.
ويعيش قطاع غزة حاليا في دوامة أزمات إنسانية واجتماعية وصحية بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 11 عاما، وعدم التوصل إلى إنهاء كامل للانقسام الفلسطيني.
وزعمت الصحيفة في تقريرها نقلا عن مصادر، وجود تزايد في الانتقادات من داخل حماس لرئيسها في غزة يحيى السنوار، في ضوء قراراته السياسية التي أدت إلى «تفاقم عزلة حماس في العالم العربي».
وحاولت بذلك إسرائيل إلقاء مسؤولية تردي وضع غزة عن كاهلها، والدفع بها تجاه قيادة حركة حماس.
وكان القائمون على «مسيرة العودة الكبرى» قد أعلنوا يوم 30 مارس/ آذار الحالي، موعدا لانطلاق الاعتصام الجماهيري المفتوح على حدود غزة، وصولا إلى هذه المسيرة التي يخطط لها أن تتجاوز الحدود الفاصلة عن إسرائيل، والوصول إلى المناطق التي هجر منها اللاجئون الفلسطينيون قسرا عام 1948.
وأكدت اللجنة التنسيقية الدولية لـ «مسيرة العودة الكبرى» على استمرار الترتيبات اللازمة لإنجاح هذه الفعالية، لافتة في ذات الوقت إلى أنها توافقت مع العديد من قوى المجتمع المدني والحركات الشبابية والنسائية في قطاع غزة لـ «الانخراط في هذا المشروع الوطني الذي يعتمد المقاومة الشعبية السلمية طريقاً جديداً لانتزاع الحقوق، وعلى رأسها حق العودة.