طارق رمضان
طارق سعيد رمضان هو مفكر سويسري من أصل مصري، وهو حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا من أمه، ونجل الدكتور سعيد رمضان سكرتير البنا. أخوه هو هاني رمضان أستاذ وإسلامي سويسري ومدير مركز جنيف الإسلامي. ويكيبيديا
الزوج/الزوجة: إيمان رمضان (متزوج ١٩٨٦) متداول
الميلاد: ٢٦ أغسطس ١٩٦٢ (العمر 55)، جنيف، سويسرا
الوالدان: سعيد رمضان، وفاء البنا
التعليم: جامعة جنيف، جامعة الأزهر
الأشقاء: هاني رمضان، أروى رمضان
طارق رمضان.. مفكر إسلامي مواقفه تثير الجدل
مفكر وأكاديمي إسلامي سويسري، هو حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر، يحظى بحضور فكري وإعلامي واسع في الغرب، لكنه يثير الجدل في أوساط المسلمين بسبب رؤيته التجديدية للإسلام.
المولد والنشأة
ولد طارق سعيد رمضان يوم 26 أغسطس/آب 1962 في جنيف بـ سويسرا، والدته هي وفاء البنا، ابنة حسن البنا، ووالده هو سعيد رمضان الذي كان من الإخوان وطارده الأمن المصري ليهاجر رفقة عائلته إلى سويسرا عام 1954 بعد اغتيال البنا عام 1949.
تزوج رمضان وهو في سن الـ 24 من فرنسية اعتنقت الإسلام، ولهما أربعة أبناء.
الدراسة والتكوين
تلقى رمضان تعليمه الأول في مدارس جنيف الفرنسية وجامعاتها، ونال درجة ماجستير الفلسفة والأدب الفرنسي، والدكتوراه في الدراسات العربية والإسلامية من جامعة جنيف.
كما حصل على سبع إجازات في العلوم الإسلامية من علماء الأزهر في مصر.
الوظائف والمسؤوليات
بدأ العمل في تدريس الأدب الفرنسي في مدارس جنيف لعدة سنوات، وخلال تلك الفترة عمل عميدا لمؤسسة ثانوية، وكان في سن الـ 25.
وقام أيضا بإلقاء محاضرات حول العلوم الإسلامية في جامعات فرنسية بين عامي 1992 و1994.
وبالإضافة إلى عمله الأكاديمي، عمل رمضان في منظمات إغاثة ومنها "أطباء بلا حدود" و"جمعية أرض البشر" جاب من خلالها أفريقيا وأميركا الجنوبية والهند.
ويشغل المفكر السويسري طارق رمضان منصب أستاذ الدراسات الإسلامية المعاصرة بجامعة أكسفورد (معهد الدراسات الشرقية، كلية القديس أنتوني) وأستاذ الأديان في كلية الدراسات اللاهوتية في أوكسفورد.
كما يعمل أستاذا زائرا بكلية الدراسات الإسلامية بقطر، وباحثا أول في جامعة دوشيشا بـ اليابان، علاوة على منصبه كمدير لمركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق في دولة قطر.
ويشغل أيضا منصب رئيس المركز الأوروبي للأبحاث (الشبكة الإسلامية الأوروبيّة) في بروكسل.
التجربة الفكرية
يعتبر طارق رمضان شخصية فاعلة على المستويين الأكاديمي والفكري في أوروبا خاصة، وهو يسجل حضوره الدائم في مختلف الفعاليات والنقاشات الدائرة بأوروبا والغرب عموما حول قضايا المسلمين.
غير أن هذا المفكر السويسري الجنسية طارق رمضان غالبا ما يثير الجدل بسبب أفكاره ورؤيته التجديدية للإسلام والتي يطرحها في كتبه ومحاضراته، حيث ينظر إليه البعض كمجرد إسلامي متعصّب، بينما يعتبره آخرون مفكرا إسلاميا معاصرا يحاول تقريب وجهات النظر بين الغرب والإسلام.
ومن المواقف التي أثارت الكثير من الجدل تلك المتعلقة بالحدود الشرعية، حيث وجه عام 2005 من جنيف "دعوة عالمية من أجل تعليق العمل بالعقوبات الجسدية وعقوبة الرجم والحكم بـ الإعدام في العالم الإسلامي".
وقال رمضان حينها إن الهدف من تلك الدعوة "الملحة" يكمن في فتح النقاش النقدي والجاد والعقلاني داخل المجتمعات الإسلامية بين العلماء والمفكرين والقادة وعموم المسلمين حول تطبيق الحدود.
وجوبهت دعوة طارق رمضان الخاصة بتعليق العمل بالحدود الشرعية برفض الفقهاء والعلماء بالعالم الإسلامي، ووصفها بعضهم بأنها لا تستند لأي أسس فقهية ولا أي أسس تتعلق بالتفسير القرآني.
كما يدعو رمضان مسلمي أوروبا إلى العيش باستقلالية ماديا وفكريا عن مسلمي الشرق، وعندما سألته مسلمة محجبة بأحد المؤتمرات في كندا: كيف تتغلب على شعور العزلة الذي يطغى عليها بكندا، قال لها "اخرجوا من غيتوهاتكم الثقافية وافتحوا فضاءات ثقة مع الآخرين. لا تكونوا ضحايا لكن مواطنين كاملي الحقوق..".
ومن جهة أخرى، فقد أثارت أفكار هذا الرجل الجدل بين حكومات أوروبا ذاتها, ففي الوقت الذي قررت فيه الحكومة البريطانية اللجوء إلى استشارته في علاقاتها مع الجالية المسلمة بعد هجمات لندن عام 2005، فإن الولايات المتحدة حظرت دخوله في وقت سابق بدعوى الخطر الإرهابي ذاته الذي كان يسارع كل مرة إلى التنديد به.
وفي فرنسا على وجه الخصوص، يبرز رمضان كشخصية مسلمة تثير الجدل المتواصل على وسائل الإعلام وبين السياسيين، وذلك بفعل حضوره المستمر والمناظرات الفكرية التي يجريها مع مفكرين فرنسيين وغربيين حول الإسلام.
ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2003 تناظر مع وزير الداخلية الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي حول الحجاب، كما دخل في مناظرة قوية مع عدد من المثقفين اليهود الفرنسيين واتهمهم فيها بدعمهم المطلق للسياسة الإسرائيلية بالشرق الأوسط، وهو ما اعتبره "رمضان" انحيازًا مطلقًا للجانب الإسرائيلي.
وعاد إلى الواجهة الإعلامية في أكتوبر/تشرين الأول 2017 على خلفية اتهامه من قبل ناشطة فرنسية بالاغتصاب، وهو ما نفاه محاميه في بيان رسمي مؤكدا أنه بصدد رفع دعوى قضائية على هذه الناشطة بتهمة "الافتراء" أمام مدعي عام الجمهورية بمدينة روان شمال غربي فرنسا.
لكن القضية شهدت تحولا نوعيا يوم 31 يناير/كانون الثاني 2018 عندما اعتقلت الشرطة الفرنسية طارق رمضان للتحقيق معه بشأن قضيتي اغتصاب رفعتهما ضده امرأتان.
ووجهت النيابة العامة في فرنسا الجمعة تهمة الاغتصاب لرمضان، حيث عُين ثلاثة قضاة للنظر في القضية مما يدل على تشعبها واتساع التحقيقات المتصلة بها.
ويوم 6 فبراير/شباط 2018، كشفت صحيفة لوباريزيان الفرنسية عن عنصر مهم في القضية، ويتعلق الأمر بتذكرة للطيران، ما يناقض تصريحات إحدى المدعيات التي اتهمت رمضان بالاغتصاب، حيث يشير الدليل إلى أن رمضان حجز تذكرة الطيران بين لندن وليون بتاريخ التاسع من أكتوبر/تشرين الأول 2009، وهو التاريخ الذي زعمت فيه إحدى المدعيات الاعتداء عليها من قبل رمضان.
ونقل طارق رمضان يوم 15 فبراير/شباط 2018 إلى محكمة الاستئناف في فرنسا بسبب حالته الصحية الحرجة جدا، حيث ثبت أنه مصاب بداء التصلب المتعدد منذ سنوات، وأثر الاعتقال سلبا على صحته.
المؤلفات
طوال مسيرته الفكرية، أصدر طارق رمضان عشرات الكتب، من بينها "الإسلام، الحضارات وجها لوجه، أي مشروع لأي حداثة؟" (2000)، و"بين المرء وقلبه" (2001)، و"مسلمو الغرب ومستقبل الإسلام" (2003)، و"مسلمو الغرب: البناء والمشاركة" (2004)، و"محمد.. حياة الرسول" (2008)، وأصدر أيضا كتاب "الإصلاح الجذري.. الأخلاقيات الإسلامية والتحرر" (2008).
ومن كتب طارق رمضان "البحث عن المعنى وتطوير فلسفة التعدد " وصدر عام 2010، و"الإسلام والصحوة العربية" الصادر في سبتمبر/أيلول 2012، و"الصحوة العربية.. الإسلام والشرق الأوسط الجديد" الصادر في أبريل /نيسان 2012.
كما صدر له أيضا "عن الإسلام والمسلمين" (2016)، و"عبقرية الإسلام" (2017).
الجوائز والأوسمة
صنفت صحيفتان أميركية وإنجليزية عام 2008 رمضان في استفتاء أجرته باعتباره ثامن أعظم مفكري العالم، واعتبرته صحيفة "تايمز" المجدد الأكثر أهمية بالقرن الـ 21، كما منحته "واشنطن بوست" لقب "مارتن لوثر الإسلام".