الزمان والمكان يتواجدان بشكل مستقل عن العقل . وفي جميع المدارس الفلسفية متّفقون على أن المكان لا يتأثر بالزمان فهو باق من دون إعتبار لحركة الزمن ، كما ان الزمان يمر ويطوي بشكل منفضل عن المكان وإن كانا متلازمان . فلا مكان من دون زمان ولا زمان خارج المكان .
فلسطين مكان .. كانت وستبقى ، وبعد فناء الأجيال ستبقى . هي كذلك . مكان مستقل عن الزمان ولا تتأثر به ، كانت فلسطين وسستبقى فلسطين .
أمّا إسرائيل فهي ظرف زماني متحرك ، يسير من بداية الى نهاية .
في الفلسفة المادية التاريخية إجابات قاطعة على نظريات الحضارة .. عاشت البشرية ( الانسان المجتمعي ) حضارات عدة منها الفرعيونية والصينية ، والاغريقية ، وعصر القرون الوسطى والعربية الاسلامية والتنوير الاوروبي ثم الغربية الصناعية الرأسمالية .. وكل هذا حدث في مكان ما في زمان ما .
الحضارات سادت ثم بادت ، وظل المكان لا يتغير . لم تنتقل البحار من مكانها ولا سلاسل الجبال هربت الى أصقاع أخرى . الانهار ظلّت تصب في البحار ، وظل الزرع على هذه الكوكب الأخضر من دون إنسان أو بحضور الإنسان . حياة النباتات مستمرة بزراعة أو من دون زراعة وتدخل الإنسان . تستمر الحياة والأمطار وحركة الأرض و....
جدليا لا يوجد مشكلة في المكان ، ولا يوجد مشكلة في حركة الزمان .. المشكلة فقط في الوقت .
الفرق بين الزمان والوقت فرق كبير وهائل . الزمان لا إرادي يتحرك ذاتيا اما الوقت فهو عملية عقلية تعتمد على حساب البشر لحركة الزمان . الزمان لا يعرف عيد الاستقلال ويوم الشجرة وعيد ميلاد السيدة الأولى وذكرى إستشهاد الخليفة . ولكن الناس صنعوا " الوقت " ليوهموا انفسهم بقدرتهم على فهم حركة الزمان وإستخدامه .
السياسي المحترف لا يقلق من حركة التاريخ " أ ي الوقت . لانّه يفهم الفرق بين الزمان والمكان . والفرق بين الزمان والوقت .
والأيام ليست طويلة إلا عند الذي ينتظرها . وهي سريعة في عيون الواثق .
يبقى المكان . ويمر الزمان بحركة إبداعية في هذا الكون .
( هذا الوقت سيمضي )