ذهول في واشنطن من توقيت إقالة وزير الخارجية… ولا تأجيل لاجتماع ترامب مع زعيم كوريا الشمالية
مسؤول: تيلرسون «لا يعلم» سبب إقالته
رائد صالحة
Mar 14, 2018
واشنطن ـ «القدس العربي»: أقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزير الخارجية ريكس تيلرسون واستبدله بمدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو في خطوة أذهلت واشنطن بتوقيتها اذ قال ترامب بعد ان تسربت الأنباء ان مايك سيصبح الوزير الجديد للخارجية وانه سيقوم بعمل رائع مع الشكر لتيلرسون لخدمته، وستصبح جينا هاسبيل المدير الجديد للسي آي أيه لتكون أول أمراة في هذا المنصب، وفقا لما أعلنه ترامب قائلا : مبروك للجميع.
وكانت العلاقة بين ترامب وتيلرسون مشحونة، لذلك لم تكن الاقالة صادمة بشكل كبير ولكن توقيت الإقالة كان مفاجئا بسبب عبء العمل السياسي في الوقت الحاضر اذ صدم ترامب العالم، الخميس الماضي، بقبوله دعوة زعيم كوريا الشمالية الامر الذى سيجعله أول رئيس أمريكي يتلقى الزعيم الكوري.
وقد اشتبك ترامب وتيلرسون مرارا وتكرارا، ومن الاشتباكات الشهيرة التي لفتت أنظار الخبراء إشارة وزير الخارجية إلى ترامب سرا بأنه معتوه مما أثار غضب الرئيس الأمريكي إلى درجة انه تحدى وزير خارجيته بعمل اختبار للذكاء.
ولوحظ، أيضا، اختلافات في لغة الخطابة بين ترامب وتيلرسون اذ وجه وزير الخارجية المقال أصابع الاتهمام إلى موسكو بسبب تسميم عميل مزدوج وابنته في لندن ولكن البيت الأبيض لم يلق اللوم على موسكو في لحادث على الرغم من ادعاءات رئيس وزراء بريطانيا.
وقد تصاعدت التكهنات برحيل تيلرسون منذ أواخر العام الماضي مع تقارير تفيد بأن بومبيو يمكن ان يكون بديلا عنه، وهذا ما حدث بالفعل، وكان تيلرسون واحدا من القلائل الذين تم تعيينهم في إدارة ترامب بدون اعتراضات ولكن فترة حكمه القصيرة تعرضت للنقد مع علامات واشارات مستمرة تدل على انخفاض المعنوية في وزارة الخارجية، وقد كان ينظر إليه في كثير من الأحيان على انه زعيم غائب.
وواجه تيلرسون عملية تدقيق من المشرعين الجمهوريين حينما أشرف على محاولة لإعادة ترتيب البيت في وزارة الخارجية وكانت خطواته غير شعبية، وخرج العديد من المسؤولين من قيادته، وورد ان تيلرسون قد اشتبك مع العديد من مسؤولي البيت الأبيض بشأن التعديلات الرئيسية.
وينظر إلى بومبيو كواحد من أكثر أعضاء الحكومة ثقة عند ترامب إذ قالت تقارير بانه يقابل الرئيس الأمريكي بشكل يومي لاطلاعه على شؤون الأمن القومي، مما يتطلب من السفر من مقر وكالة المخابرات المركزية في فيرجينيا إلى البيت الأبيض.
واتخذ بومبيو موقفا أكثر تشددا من تيلرسون في أمور مثل كوريا الشمالية وبرنامج إيران النووي.
من جهة أخرى، قال البيت الأبيض انه يتوقع عقد اجتماع تم الإعلان عنه في الأسبوع الماضي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون اذ اجابت سارة هاكابي ساندرز المتحدثة الصحافية للإدارة الأمريكية عندما سئلت اذ كانت هناك فرصة لهذا الاجتماع بأنه من المتوقع ان يحدث ذلك.
واضافت «لقد تم تقديم العرض، وقبلنا به، قدمت كوريا الشمالية عدة وعود، ونأمل ان تلتزم بتلك الوعود، وإذا كان الأمر كذلك فإن الاجتماع سيستمر كما هو مخطط له».
وتأتي تعليقات ساندرز بعد ان لاحظ العديد من المراقبين بانها منحت مساحة للتفكير بأن ترامب قد لا يحظر الاجتماع إذ قالت ساندرز في مناسبة سابقة بان الاجتماع لن يحدث إلى ان «نرى اجراءات ملموسة تتوافق مع كلمات وخطابات كوريا الشمالية» بدون توضيح الإجراءات التي كانت تشير إليها كما أوضح راج شاه، نائب السكرتير الإعلامي للبيت الأبيض بأنه يتعين على كوريا الشمالية الوفاء بالوعود التي قطعتها لكوريا الجنوبية لحضور الاجتماع.
وردا على سؤال حول الاستعدادات للاجتماع، أكدت ساندرز بأنها عملية مستمرة ولكنها رفضت تقديم تفاصيل، وقالت «لن أتقدم بأي تفاصيل حول مكان أو وقت أو أي شيء هذا اليوم»، ورفضت ساندرز مناقشة ما إذا كان يتم التواصل هناك تواصل بين ترامب وكيم عبر مبعوث.
وصرح مسؤول أمريكي بارز ان وزير الخارجية الأمريكي المقال ريكس تيلرسون لم يتحدث إلى الرئيس دونالد ترامب قبل إقالته أمس الثلاثاء، كما لم يتم له توضيح اسباب إقالته. وقال مساعد وزير الخارجية للشؤون الدبلوماسية ستيف غولدشتاين في سلسلة تغريدات «الوزير لم يتحدث إلى الرئيس صباح اليوم (أمس) لا يعلم سبب (اقالته)، الا انه يبدي امتنانا لحصوله على فرصة للخدمة، ولا يزال يؤمن بقوة بان الخدمة العامة أمر نبيل لا يندم عليه».
وعاد تيلرسون إلى واشنطن قبيل فجر الثلاثاء بعد جولة في عدد من الدول الافريقية، وبعد ساعات قليلة أعلن ترامب فجأة على تويتر إقالة وزير الخارجية وتعيين مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) مايك بومبيو مكانه.
واضاف غولدشتاين، «نتمنى للوزير المعين (مايك) بومبيو كل التوفيق».
وأكد ان تيلرسون «كان يعتزم البقاء بسبب التقدم الملموس الذي تم احرازه في قضايا الامن القومي الحساسة. وقد أقام علاقات مع نظرائه».
وتابع أن الوزير «سيفتقد زملائه في وزارة الخارجية، واستمتع بالعمل مع وزارة الدفاع التي أقام معها علاقة قوية استثنائية»، في إشارة إلى العلاقات الوثيقة بين تيلرسون ووزير الدفاع جيم ماتيس.