منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  Empty
مُساهمةموضوع: الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي    الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  Emptyالجمعة 26 يوليو 2013, 1:19 am



الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  13401254_1051714464913994_991200134_n



ركزوا معي كان رحمه الله :


قاض شرعي، ومدرس، وصحفي، ومجاهد، وأمير، ورئيس دولة. 


نعم، هذه الصفات اجتمعت كلها في شخصية فريدة هيشخصية الأمير الكبير عبد الكريم الخطابي يرحمه الله تعالى. ولئن سألت الناس عنه في زماننا هذا لما عرفه إلا القليل، وهذه مصيبة كبرى من مصائبنا؛ إذ كم للإسلام من أبطال عميت سيرتهم على أكثر أهل زماننا هذا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.ولد في بلدة "أجدير" في الريف المغربي بين "مليلية" و"تطوان" سنة 1301هـ/ 1883م، ودرس القرآن والعربية، وذهب لإكمال دراسته إلى "مليلية" وجامعة القرويين بـ"فاس"، وعاد منها ليُعيَّن نائبًا للقاضي في "مليلية"، ثم قاضيًا، ثم صار أقضى القضاة (قاضي القضاة) وعمره آنذاك لم يتجاوز الثالثة والثلاثين، وهذا دليل على نبوغ مبكر، وكتب في الصحف، ودرس في بعض المدارس، وكان أبوه أميرًا على البربر الذين في الريف المغربي، وجاهد مع أبيه في الحرب العالمية الأولى مع الدولة العثمانية، وذلك سنة 1334هـ/ 1915م.


اعتقاله


واعتقله الإسبان الذين كانت بأيديهم "سبتة" و"مليلية" وهي إلى الآن بأيديهم، وهذه من المصائب التي لا يعرفها أكثر المسلمين، لمدة 4 أشهر ليضغطوا على أبيه حتى يكف عن الجهاد، وذلك أن الإسبان كانوا يريدون أن يتوسعوا، ويخرجوا من "سبتة" و"مليلية" ليحتلوا باقي مناطق المغرب الأقصى الشمالية؛ لكنهم لما حققوا مع الابن فاجأهم بألوان من العزة والثبات، وأخبرهم أنه لا مناص له، ولا لأبيه إلا أن يقاتلوا مع الدولة العثمانية، فاضطروا لسجنه؛ لكنه تدلى بحبل من السجن ليفر؛ إلا أن الحبل كان قصيرًا فتأرجح في الهواء فرمى بنفسه، فانكسرت ساقه، وأغمي عليه من الألم، فعثر عليه الإسبان فأعادوه إلى السجن، حيث مكث أربعة أشهر، ثم أطلقوا سراحه.



بداية المعارك


قتل والده في معركة مع الإسبان سنة 1920م وقيل مات مسمومًا، فالله أعلم، وابتدأ الأمير محمد سلسلة المعارك مع الإسبان وكان معه أخوه الذي نُفي معه فيما بعد، وعمه عبد السلام، حيث ابتدأهم بمناوشات أسفرت عن انتصاره وطرد الإسبان من حاميتين مهمتين؛ بل كانت إحداهما ذات موقع استراتيجي فريد، فغضب الإسبان وأرسلوا له جيشًا من ستين ألف جندي وطائرات وعتاد ضخم؛ لكنهم حذروا القائد العام للحملة من قوة الخطابي وبأسه، فاستهزأ قائلاً: أنا ذاهب لأمسح حذائي في الريف، وإسبانيا آنذاك ثالث قوة أوربية، وهي وسائر حليفاتها الأوربيات قد انتصرت في الحرب العالمية الأولى؛ مما جعل زهوها وغرورها يتضاعف.


نصر مؤزر


ولما اقتربت الحملة من بلدة "أنوال" بالريف، كمن لها الخطابي في قوة من ثلاثة آلاف، فمزّق جيش الإسبان تمزيقًا مدهشًا، حيث قتل منهم ما يزيد على ثمانية عشر ألفًا، وأسر الباقي حتى لم يسلم من الجيش سوى ستمائة فقط، وغنم عشرين ألف بندقية، وأربعمائة رشاش، ومليون طلقة، وطائرتين، وتفرق القتلى على مساحة خمسة أميال، ونصر الله عبده "الخطابي" نصرًا عجيبًا في وقت غريب، في زمنٍ لا يتوقع فيه أحد أن ينتصر المسلمون على جيش أوربي مسلح بسلاح حديث، لكن الحماسة الإيمانية الدافقة التي كانت في قلب الخطابي وجيشه، ونَصْر الله -تعالى- له أولاً وآخرًا قَلََب كل المعادلات، وأخرس كل الألسنة، وكان وقع الهزيمة في أوربا مدويًا، واستغل الخطابي الفرصة، فطهّر الريف المغربي من الإسبان، وحصرهم في "سبتة" و"مليلية" فقط، وهذا باقٍ إلى يوم الناس هذا.



إمارة إسلامية


وأقام إمارة إسلامية مساحتها 20.000 كم2، وسكانها قرابة نصف المليون، وطبق فيها أحكام الإسلام، ووطد دعائم الأمن، وأنشأ المدارس والمستشفيات، وأرسل البعثات إلى أوربا، وقلل جدًّا من حوادث الثأر بين القبائل حتى إن الرجل كان يلقى قاتل أبيه وأخيه في المعارك مع إسبانيا فلا يمسه بسوء؛ وذلك لأن الخطابي عمل مجلس شورى لإدارة الإمارة من ثمانين من رجال القبائل، وأوكل إليه إدارة الأموال الجزيلة التي حصل عليها من فداء أسرى الإسبان، ومن الزكاة الشرعية التي يجمعها من رعيته، وكان يحاول إفهام رؤساء القبائل مؤامرات إسبانيا وفرنسا، وأنهما سبب كبير من أسباب تجهيل المغاربة، وهذا حديث يسمعه أولئك للمرة الأولى، فإنهم كانوا مشغولين بالثارات والقتال من أجل سفاسف الأمور ودناياها، فتركوا الثأر بهذه الطريقة.


وعمل نظام تجنيد فريد، حيث أوجب على كل الذكور من سن 16 إلى 55 أن يتجندوا كل شهر خمسة عشر يومًا، ويعودوا إلى وظائفهم وأهليهم خمسة عشر يومًا، وهكذا دواليك كل شهر، فضمن وجود الجند، وضمن أيضًا حسن سير الإمارة واطمئنان الناس على أهليهم وأولادهم.


هذا كله عمله الخطابي في وقت كان المسلمون فيه في غاية من الضعف والهوان ليس بعده هوان، لكنه استطاع -وهو قاضٍ شرعي- أن يفاجئ الإسبان بطرق عجيبة في القتال، فكان يحفر الخنادق، ويباغتهم في جبال الريف حتى إن "هوشي منه" الشيوعي المشهور الفيتنامي الذي قاوم أمريكا مقاومة ضارية في الثمانينيات الهجرية وأوائل التسعينيات (الستينيات والسبعينيات الميلادية) كان "هوشي منه" يقول إنه استفاد من طريقة الخطابي.



تحالف أوربا ضده

وهنا اجتمعت أوربا لتجهض الإمارة الناشئة التي لو بقيت لغيرت مسار التاريخ، وسبب هذا أن الإسبان توجهوا سنة 1924م/ 1343هـ إلى "أجدير" عاصمة الخطابي في مائة ألف وحاصروه ثلاثة أسابيع، فأظهر الخطابي ومن معه بطولات رائعة جدًّا ونادرة في وقت عزت فيه البطولة وانعدم النصر أمام الغرب في العصر الحديث، واستطاع الخطابي ومن معه أن يقتلوا من الإسبان أربعة آلاف في أقل الروايات، واضطر الجيش الإسباني للانسحاب ذليلاً إلى مدريد.



وهذه وقائع جرت في العصر الحاضر، وهي لا تكاد تصدق؛ لأن كل المعارك التي دخلناها مع الأوربيين آنذاك كنا ننهزم فيها على وجه مهين، أما أن ينهزم الإسبان الذين خرجوا ظافرين من الحرب العالمية الأولى على هذا الوجه فإن هذا يستدعي تحركًا من أوربا، فأرسل المارشال المتجبر المتكبر الفرنسي "ليوتي" الذي كان حاكمًا في الجزائر آنذاك إلى فرنسا يقول لهم: إن انتصار العرب في الريف الإسباني وعلى سواحل البحر المتوسط يعني إنشاء إمبراطورية عربية إسلامية، وفتحًا جديدًا لأوربا من قبل المسلمين، وهذا أمر لا يمكن القبول به، وبهذا التخويف دخلت فرنسا الحرب ضد الخطابي على رغم أنف البرلمان الذي كان معارضًا، فاجتمعت إسبانيا وفرنسا عليه في جيش عدده زهاء نصف المليون، وحاصر الأسطول الفرنسي الخطابي، (والأسطول الفرنسي كان أعظم أسطول بحري في العالم آنذاك) وكانت الطائرات التي حاربته منتظمة في أربعة وأربعين سربًا، وصارت تقذفه وجنده بأنواع القنابل وهو صابر محتسب في خندقه، وأوقع بهم في أوقات خسائر جسيمة.



شهادة صحفي أمريكي

وصبر الخطابي صبرًا جميلاً حتى إن صحفيًّا أمريكيًّا كان موجودًا آنذاك في ساحة المعارك يتابعها وهو "فانسن شين" قال: دخلت على "عبد الكريم" في خندق أمامي، والطائرات الإسبانية والفرنسية تقذف المنطقة بحمم هائلة فوجدته متبسمًا مرحًا مقبلاً -الله أكبر ما أجمل وأحسن نفوس الصالحين- يضرب ببندقيته الطائرات، فتعجبت من هذا الرجل الذي استطاع أن يحافظ على إيمانه وعقيدته في خضم الظروف المحيطة به، وكنت أتمنى أن أمكث أكثر فأكثر مع هذا الرجل العظيم الذي تحيطه هالة من الوقار والجلال، وأقارن به ساسة أوربا التافهين المشغولين بأمور تافهة فلا أكاد أجد وجهًا للمقارنة، وتمنيت أن أظل أكثر مما ظللت مع هذه الظاهرة البشرية الفريدة التي تأثرت بها أيما تأثر، أرأيتم كيف يؤثر المسلمون الصادقون في الناس عامة، وفي أعدائهم خاصة؟



خطر عظيم

ويقول "كورتي" عضو مجلس العموم البريطاني: إن هذا الرجل الذي ينادي باسمه أهل آسيا وإفريقيا والهند، ويتغنون باسمه.. إن هذا الرجل الذي يزعم هؤلاء أنه يقاتل باسم الإسلام ويعيد إمارة المؤمنين والخلافة الإسلامية، إنه لخطر عظيم على البلاد الأوربية. هكذا كان يؤثر فيهم الخطابي الذي لا يعرفه، ولم يسمع باسمه أكثر المسلمين اليوم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.


وكان المسلمون يستقبلون انتصارات الخطابي بدموع الفرح والاستبشار الشديد في الهند وعموم آسيا وإفريقيا؛ وذلك أنه كان يجاهد أثناء وبعد إلغاء الخلافة العثمانية، فكانوا يأملون عودتها على يديه.


لكن الكثرة الكاثرة تغلب الشجاعة، فجيش عبد الكريم كان عشرين ألفًا فقط، وهؤلاء مئات الآلاف ومعهم الطائرات وكل الأسلحة التي هزموا بها ألمانيا وإيطاليا والدولة العثمانية، وخانت بعض الطرق الصوفية الخطابي، حيث كانوا يوزعون منشورات تقول إن القتال معه ليس من الجهاد، وخانه بعض رؤساء القبائل الذين اشتراهم الفرنسيون، وكانوا ينهون شبابهم عن القتال مع الخطابي.



ولم يجد الخطابي الدعم من الدول العربية والإسلامية، حيث كانت أكثر الدول العربية والإسلامية قد سقطت في قبضة الصليبيين أو الشيوعيين أو عملائهما فلم يجد مفرًّا من التسليم بعد أن بقي في مائتين فقط، لكن كان التسليم تسليم الأبطال، فقد بقي يفاوض للصلح زمانًا طويلاً من منتصف سنة 1925 إلى منتصف سنة 1926ميلادية تقريبًا 1345 هجرية، أي سنة تقريبًا وكان يرفض الاستسلام رفضًا باتًّا؛ لكنه لما استشار المائتين ممن بقوا معه أشاروا عليه بحقن الدماء، فالطائرات كانت تقذف بالغازات السامة والقنابل، وتقتل الرجال والنساء والأطفال، فأشاروا عليه بعقد صلح مشرف، والبقاء في البلد والاستعداد للقتال في أقرب فرصة.



الاستسلام


وهنا لم يجد بدًّا من إمضاء الصلح، لكن الفرنسيين واصلوا قذف القرى بالطائرات بعد التسليم، فقال لهم عبد الكريم: سيكون من المدهش أن تصيب طائراتكم الرجال في هذه المرة، إذ كانت العادة ألا تقتل إلا النساء، إن حضارتكم حضارة نيران، فأنتم تملكون قنابل كبيرة إذًا أنتم متحضرون، أما أنا فليس لدي سوى رصاصات بنادق، وإذًا فأنا متوحش. وكان بهذا يستهزئ بهم، ويقيم الحجة عليهم؛ لأنهم كانوا يتهمونه بالبربرية والتوحش.


سبحان الله ما أشبه الليلة بالبارحة! فدعاة الإسلام اليوم يتّهمون بالإرهاب قلبًا للحقائق، وتخذيلاً للمسلمين.


غدر فرنسي


أوصى أتباعه بالاستمساك بالدين وعدم الركون إلى المستخربين المحتلين، ولما سلَّم نفسه للفرنسيين بعد كتاب موثق للصلح وإبقائه في الريف، خانوا عهدهم معه كعادتهم وكعادة كل (المستخربين) الذين سموا زورًا وبهتانًا بـ(المستعمرين)، فنفوه إلى جزيرة "رينيون" في المحيط الهادي شرق مدغشقر لمدة إحدى وعشرين سنة.

وكانوا قد منعوا عنه في السنوات العشر الأولى كل وسيلة اتصال بالعالم الخارجي، فحرموه من الجرايد والمجلات ومن كتبه التي أتى بها معه، ثم سمحوا له بعد ذلك بها، فقضى هذه المدة الطويلة في التأمل والذكر والدعاء والصلاة، فسبحان الله كم يُصبّر عباده؛ إذ لو كان غيره لأصابه الجنون أو أمراض نفسية مزمنة، لكنه الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب فيصنع حينئذٍ ما يشبه المعجزات.



فرج بعد شدة



ثم بدا لدولة الطغيان الفرنسية أن تعيده إلى فرنسا، فأتت به سفينة من الجزيرة ومرت بعدن للتزود، فتسامع الصالحون من اليمنيين والعراقيين والفلسطينيين في عدن بمرور سفينة الخطابي فأبرقوا لمصر، وطلبوا من المكتب المغربي فيها أن يحتالوا لإنزال الخطابي من السفينة، وكانت سفينة تجارية، فدبر الأستاذ عبد الرحمن عزام الأمر وهو أول رئيس للجامعة العربية -ومن العاملين نحسبه كذلك والله حسيبه- دبّره مع "الملك فاروق"، وكان ذلك سنة 1947م، وصعد برجال إلى السفينة وطلبوا من قائدها أن ينزل الخطابي لمقابلة الملك، والسلام عليه هو وأخوه وعمه عبد السلام، فانطلت الحيلة على القبطان، وسمح بنزول الخطابي، فأبقته مصر عندها، وهنا قامت قيامة فرنسا وثارت لكن بعد فوات الأوان، ومن الطريف أن فرنسا اتهمت مصر بالخيانة والغدر، سبحان الله! هم أهل الخيانة والغدر الذين نكثوا عهدهم مع الخطابي ونفوه إحدى وعشرين سنة.



علاقته بحسن البنا


واتصل الخطابي بدعاة مصر وفضلائها وكبارها، وعلى رأسهم الأستاذ الإمام حسن البنا -يرحمه الله- وأعجب به وبدعوته، وداوم على الحضور إلى المقر العام للإخوان والصلاة خلف الإمام حسن البنا، ولما وصله خبر اغتياله بكى وقال: يا ويح مصر والمصريين، مما سيأتيهم من قتل البنا، قتلوا وليًّا من أولياء الله، وإن لم يكن البنا وليًّا فليس لله ولي.


واتصل بمكتب المغرب العربي في القاهرة حيث عيّنوه رئيسًا له، وأخوه كان نائبًا له، وعمل مع أعضائه لتخليص بلادهم من الاستخراب الأجنبي البغيض، وهكذا الداعية لا يفتر ولا يقعد، فبعد إحدى وعشرين سنة من النفي والعزل عاد الأسد إلى عرينه، واتقدت الشعلة التي أطفأها الطغيان، واتصل بالمغاربة، وبالحاج أمين الحسيني وجمعية الشبان المسلمين وجماعة الإخوان المسلمين.


وفاته

ولما جاء الطاغية الهالك في انقلاب يوليو المشئوم سنة 1952م بمصر فترت العلاقة بين الخطابي والثائرين، وكيف يلتقيان وهؤلاء منهجهم الارتزاق من موائد الشيوعية والرأسمالية، وطريقهم هو القهر والاستبداد، وعملهم هو إفساد البلاد والعباد، وهذا طريقه الجهاد في سبيل الله، ومنهجه الإسلام، وعمله دعوة في سبيل الله؟ فكانت النتيجة أن أهمله المسئولون المصريون وضيقوا عليه الخناق، فمات يوم مات في 1 من رمضان 1382هـ/ 6 من فبراير 1963م، ولم تذكره وسائل الإعلام بكلمة، ولم يؤبّن التأبين اللائق به.


لكن هكذا كل عظيم من الرجال يموت في هذا الزمان، فقلما ينال ما يستحقه من إبراز لعمله، وإظهار لمآثره، وبيان لجهاده ودعوته، لكن لا يضره أن العبيد أهملوه وملائكة السماء -إن شاء الله- استقبلوه، ولا يؤثر فيه إهمال سيرته إذا كانت مكتوبة في الملأ الأعلى بحروف من نور بإذن العزيز الغفور.


ونحن لن نيئس أبدًا إن شاء الله تعالى؛ ففي الإسلام عشرات الآلاف من الأبطال من أمثال الخطابي، وسيكون للإسلام دولة بإذنه تعالى على أيدي هؤلاء الأبطال {وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا} [الإسراء: 51].


د. محمد موسى الشريف


المصدر: موقع التاريخ.


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الثلاثاء 02 نوفمبر 2021, 6:58 pm عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي    الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  Emptyالإثنين 10 يوليو 2017, 12:21 pm

الزعيم الخطابي .. من المنفى إلى تحضير الاستقلال الكامل للمغرب
الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  KhattabiM5_459408287


د.علي الإدريسي
الثلاثاء 04 يوليوز 2017 

الصورة: الاحتفال في الريف بعودة محمد الخامس من المنفى

تنويه
أود أن أذكّر من يهمه أمر الوطن المغربي، شعبا وأرضا وأمجادا ورموزا، من خلال سلسلة هذه المقالات ببعض الوقائع والأحداث التي رسمت جوانب من العلاقات بين المخزن أو السلطة أو الحكومة أو الدولة (أسماء متعددة لمسمى واحد) مع منطقة الريف وساكنته بصفة خاصة، وساكنة منطقة الشمال بصفة عامة، منذ بداية حركة مقاومة الغزو الاستعماري التي انطلقت مع حركة محمد الشريف أمزيان في 1909 في الريف الشرقي، وحرب التحرير الكبرى التي قادها محمد بن عبد الكريم الخطابي ورفاقه ما بين 1921 – 1926 في كامل شمال المغرب، مع إلصاق تهمة الانفصال بالريفيين التي أملتها فرنسا على حزبها في المغرب، ومرورا بمرحلة الاستقلال، أو قيام ما أطلق عليها "الدولة الوطنية"، التي عرف فيها الشمال والريف، بصفة خاصة، تهميشا وإقصاء واتهامات بمعاداة الحركة الوطنية، وتهديد سلامة الدولة الداخلية والخارجية، والتآمر على الملك.
لا أحد من الشمال والريف ومن أحرار الوطن يعرف، إلى الآن، حقيقة مصدر هذه التهم وأهدافها، ووصولا إلى اليوم بأحداثه ووقائعه التي أدت إلى القمع غير المبرر لساكنة الريف، المطالبين بحقوقهم الوطنية والدستورية، ونعتهم بأبشع النعوت، واعتقال المحتجين السلميين واتهامهم بكل أنواع التهم.
الجزء الأول: الريف والاستعمار .. وابتداء الحركات الوطنية السياسية
يتذكر المغاربة، وخاصة المهتمون بالمسار السياسي للمغرب الجديد، أي مغرب ما بعد الغزو الاستعماري إلى اليوم (مغرب الاحتلال ومغرب ما بعد الاستعمار) أن الريف كان فاعلا في "صناعة" التاريخ المعاصر والراهن للمغرب، بل كان عنصرا فاعلا كذلك في دفع القصر والأحزاب لرسم سياساتهم نحو الريف.
هب الريف، كما هو معلوم، بقيادة الشريف محمد أمزيان في 1909 لمقاومة محاولات الاحتلال الإسباني لشرق الريف إلى أن استشهد في 1912. وفي وقت سانده الريفيون جميعا في مقاومته المشروعة للإسبان، كانت تقارير المبعوث السلطاني البشير ابن السناح إلى مدينة مليلة تصف الشريف أمزيان بـ"الفتان"، وبنعوت أخرى حاطة من قيمة عمله الوطني التحرري الذي كان يِقوم به. (انظر تفاصيل أكثر حول الموضوع، على سبيل المثال، في كتاب "الكشف والبيان..." للقاضي الورياشي، وكتاب "الشريف أمزيان شهيد الوعي الوطني" لحسن الفكيكي، وكتاب "إسبانيا والريف والشريف محمد أمزيان" لرشيد يشوتي، وكتابي "إسبانيا والريف.. أحداث تاريخ شبه منسي" و"خندق الذئب، حروب المغرب" للمؤرخة الإسبانية ماريا روسا ديمدرياغا).
الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  Files.php?file=aliidrissi_197551226
وفي 1920 بدأت حركة المقاومة الثانية بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي، لمواجهة الاستعمار الإسباني؛ هذه الحركة التي اشتهرت بانتصار أنوال في شهر يوليو 1921، وانتصار عين الحمراء بالشاون سنة 1924، وانتصار البيبان على فرنسا ربيع 1925، الذي نتج عنه طرد المارشال ليوطي من المغرب، على حد تعبير زكية داود في كتابها "ملحمة الذهب والدم".
والمارشال ليوطي، الذي احتل المغرب بعد توقيع السلطان مولاي عبد الحفيظ على وثيقة الاحتلال، الموصوفة بـ"معاهدة الحماية"، من قبل الاستعماريين الفرنسيين ومن قبل المغاربة الفرنكوفينيين، كان يوصف من طرف هؤلاء بأنه المؤسس للمغرب الجديد العصري والحداثي، كما أسس عقبة ابن نافع المغرب الإسلامي ذات يوم.
ونعلم أن توالي انتصارات الريفيين على الاستعمار الإسباني واعتزام إسبانيا الرحيل النهائي عن المغرب أدى إلى تحالف فرنسا مع الإسبان لمنع رحيلها عن شمال المغرب، نجدة لـ"هيبة الاستعمار"، قبل أن ينضم إليهما تحالف إمبريالي موسع، زائد تحالف المخزن المغربي، الذي نعت الخطابي في رسائله بالفتان والروغي. وقد "تطوع" فقهاء السلطان في المغرب المحتل من الفرنسيين لحث المسلمين من على منابر المساجد على محاربة الفتان عبد الكريم ومن معه. كما "تطوع" فقهاء الاستعمار في كل من الجزائر وتونس إلى دعوة شعوبهما إلى الاستجابة بالتجنيد في الجيش الفرنسي لمحاربة الريفيين الخارجين على فرنسا بقيادة الفتان عبد الكريم الخطابي.
وقد نجم عن ذلك أن تجند في المغرب الفرنسي 400000 (أربع مائة ألف) مغربي بأمر من التهامي لكَلاوي.. وتجاوبا مع فتاوى فقهاء السلطان مولاي يوسف، ومن أنصار الاستعمار، إضافة إلى جلب آلاف من المجندين الجزائريين والتونسيين والسنغاليين لمحاربة الريفيين مع الجيشين الفرنسي والإسباني، زائد ألف من عساكر السلطان مولاي يوسف، وإضافة إلى الطيارين الأمريكيين المنضمين إلى الطيارين الفرنسيين والإسبان، تحت لواء السلطان، لقصف كل ما يتحرك في الريف، بما في ذلك المزروعات والحيوانات والوديان والآبار، باستعمال الغازات السامة التي أقامت ألمانيا مصانع إنتاجها في إسبانيا وفي منطقة مليلية المحتلة.
وكانت التهمة الموجهة للريفيين من قبل فرنسا والمخزن المأمور من فرنسا على أغلب الظن أن الريفيين كانوا يسعون إلى الانفصال عن الإمبراطورية المغربية الشريفية، في وقت كان الريفيون يكافحون من أجل دحر الاستعمار عن وطنهم المغرب، وإلغاء وثيقة الاحتلال، التي تسميها الأدبيات الاستعمارية وأنصارها من المغاربة "معاهدة الحماية". ولم يخبرنا أحد ما المقصود بكلمة الحماية، أو حماية من مِن من..
فعلا، كان المقاومون الريفيون يريدون استقلال وطنهم والانفصال عن الاستعمار. هذا صحيح، وقد دفعوا ثمنا باهظا من أجل ذلك، ولازالوا يدفعونه من خلال تهميش منطقتهم بأمر من فرنسا ومن الفرانكفونيين المغاربة، وحرمان الخطابي، قائد المقاومة، حتى من قبر في وطنه، فهو لازال رفاته مدفونا في مقبرة الشهداء بالعباسية في القاهرة.
أما ما يروج له البعض عن وجود نزعة "الانفصال "عن المغرب عند حركة المقاومة الريفية وعند قائدها، فذلك ترويج غريب لا يخص إلا صاحبه دون غيره، وقد يعبر عن رأي الداعمين للاستعمار. ونستحضر هنا بالمناسبة شهادة الزعيم علال الفاسي في الموضوع. ولا نعتقد أن السيد علال الفاسي الذي أدلى بشهادته في كتابه "الحركات الاستقلالية في المغرب العربي" كانت له ميول لمحاباة الريف أو ابن عبد الكريم الخطابي. قال علال الفاسي: "إن الفرنسيين حاولوا في دعايتهم أن يجعلوا من زعيم الريف مجرد ثائر، راغب في الملك، أو ناقم يطالب بالسلطان. لكن الأمير لم يتأخر بالتصريح في الوقت المناسب بأنه لا يرغب إلا في تحرير البلاد، وأنه لم يثر ولن يثور على العرش المغربي". (الحركات الاستقلالية ص 137 و138).
على الرغم من هذه الشهادة وغيرها كثير لا يحصى، فإن بعض المغاربة "الفرنسيي الهوى"، أو المغاربة المستغفلين إعلاميا، مازالوا يصرون على اتهام الريف والريفيين بتهمة الانفصال، وهم لا يعرفون، وبعضهم يتجاهل عن قصد، أن التهمة الاستعمارية الفرنسية للريف بالانفصال أوجدتها الحرب النفسية الاستعمارية المستهدفة، في ذلك الوقت، المغاربة الآخرين، كي لا ينضموا إلى حرب التحرير، وحتى لا تفقد فرنسا كل المغرب، بل كل الشمال الإفريقي، كما تؤكده التقارير الاستعمارية الفرنسية التي كانت ترفع إلى الحكومة الفرنسية في باريس..
وهم، للأسف، بقدر ما يعرفون أن تلك الحرب قد انتهت بانتصار التحالف الاستعماري عسكريا، فإنهم لازالوا يحقدون على الخطابي والريفيين الذين خدشوا هيبة الاستعمار في مقتل، كما سيؤكد التاريخ اللاحق ذلك؛ لأن الريفيين لم يكونوا يقبلون أن يروا وطنهم محتلا من الاستعمار، أو مملوكا لغيرهم..
فهل هذا هو الانفصال؟ أم أن جريمة أهل الريف هي جرأتهم في محاربة الاستعمار الفرنسي بالذات، الذي سلم له المخزن المغربي سيادة الوطن دون أدنى مقاومة؟ وهل ما أشار إليه الملك الراحل في كتابه "التحدي" من أن المغرب لم يعش ظروفا استعمارية قاسية إلا بعد حرب الريف، كان يرغب من وراء ذلك تحميل الريفيين مسؤولية قسوة الاستعمار على المغاربة؟ وأن الاستعمار كان رحيما قبل ذلك؟! أو أنه أراد، ربما، أن يبرر برأيه هذا موقفه من تهميشه للريف وساكنته طيلة سنوات حكمه؟ أم أن رأيه كان مقدمة لموقفه من تلك الحرب، الذي ذهب فيه إلى أن ما حدث في الريف ضد الاحتلال الاستعماري ليس إلا مجرد مظاهرة عكست روح الكراهية للأجانب، وأنها (أي مقاومة الريفيين للاستعمار) ليست إلا لعبة لم تكن تدار لا من قبل المغاربة ولا من قبل الإسبان أو الفرنسيين؟ (ص 19 و 20)، أم أن رؤيته تلك كانت تبريرا لمواقف جده المولى يوسف، الذي وصف بن عبد الكريم الخطابي بالفتان والروغي وجرثومة العصيان، كما تؤكده الوثائق المحفوظة والمنشورة كذلك، وترجمة لقناعته السياسية، بما جاء في خطاب جده في باريس، يوم 14 يوليو 1926، وهو يشارك الرئيس الفرنسي والملك الإسباني العرض العسكري المقام هناك احتفاء بالانتصار العسكري للحلفاء على المقاومة في شمال المغرب، والذي جاء فيه بعد تعبيره عن سعادته الشخصية بحضور هذا العرض العسكري قوله: "قدمنا إلى هذه الديار عقب الانتصار الباهر الذي أحرزه الجنود الفرنساوية والمغاربة، الذين يرجع إليهم الفضل في قطع جرثومة العصيان من ولايتنا (ولايتنا هكذا)، وتدعيم النظام والسلام...وإننا لنجد نوعا من الارتياح في الإعراب لفخامتكم عن التأثر الذي خامر نفسنا حين شاهدنا..أولئك الشجعان الأشداء الذين أظهروا في ميادين أيالتنا آيات ومعجزات من البطولة والصبر والثبات ..."؟ (انظر نص خطاب مولاي يوسف في جريدة السعادة، عدد 20 يوليو 1926).
وتزخر المكتبة الورقية والإلكترونية بمئات الكتب التي تتكلم وتحلل ظاهرة مقاومة الاستعمار في الريف وعلاقة المخزن بها وبقائدها محمد بن عبد الكريم الخطابي. كما يوجد من يعتقد جازما أن آراء الحسن الثاني في مقاومة الريفيين للاستعمار كانت تعلل المكانة الهامشية جدا التي خصصت لها في الكتب التاريخية الموجهة للتلاميذ والطلبة المغاربة في برامج المدرسة المغربية، مقارنة مع ما خصص لليوطي و"مناقب" الاستعمار الفرنسي في برامج المدرسية المغربية نفسها إلى اليوم.
الجواب نجده عند أولئك الذين لازالوا يرددون بأن الخطابي ورفاقه كانوا يسعون إلى الانفصال عن المغرب!!!!
لكن، في مقابل السياسة المخزنية الرسمية من مقاومة الريفيين للغزو الاستعماري، فإن "الفكرة الوطنية السياسية" انبثقت عن حركة التحرير الريفية بقيادة الخطابي، كما هو معروف، قبل أن تتطور إلى "كتلة العمل الوطني" في الثلاثينيات من القرن نفسه، ثم إلى أحزاب سياسية لاحقا. وهذا ما تؤكده أدبيات التأريخ لظهور الأحزاب السياسية في المغرب، ومن بينها كتاب علال الفاسي عن "الحركات الاستقلالية في المغرب العربي،" وكتاب "تاريخ الحركة الوطنية" لعبد الكريم غلاب.
ونتج عن حرب التحرير من الاستعمار في الريف وعي جديد وقوي للتخلص من الاستعمار مشرقا ومغربا، بوصفه عاهة أخلاقية، كما كان يصرح الخطابي. ففي وقت كان السلطان مولاي يوسف يمجد الجيش الفرنسي ويشرب الأنخاب مع رئيس فرنسا وملك إسبانيا، كان عمال شمال إفريقيا في فرنسا يؤسسون حزب "نجم شمال إفريقيا" كأول حركة مغاربية سياسية تطالب برحيل الاستعمار عن كل الشمال الإفريقي، تجاوبا مع نداءات الخطابي ومنشوراته إلى الجزائريين والتونسيين للوقوف سويا في جبهة محاربة الاستعمار.
فهل يعرف أولئك الذين راحوا يرددون مقولات فرنسية بالية، أكل عليها الدهر وشرب، حقيقة ما يخرج من أفواههم في حق إخوانهم في الوطن، وفي حق أحفاد من دافع عن الوطن في لحظة ضعف فيها آخرون واستسلموا لسلطة الاستعمار الغاشمة؟؟.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي    الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  Emptyالإثنين 10 يوليو 2017, 12:21 pm

د.علي الإدريسي
الخميس 06 يوليوز 2017 - 
تنويه
أود أن أذكّر من يهمه أمر الوطن المغربي، شعبا وأرضا وأمجادا ورموزا، من خلال سلسلة هذه المقالات ببعض الوقائع والأحداث التي رسمت جوانب من العلاقات بين المخزن أو السلطة أو الحكومة أو الدولة (أسماء متعددة لمسمى واحد) مع منطقة الريف وساكنته بصفة خاصة، وساكنة منطقة الشمال بصفة عامة، منذ بداية حركة مقاومة الغزو الاستعماري التي انطلقت مع حركة محمد الشريف أمزيان في 1909 في الريف الشرقي، وحرب التحرير الكبرى التي قادها محمد بن عبد الكريم الخطابي ورفاقه ما بين 1921 – 1926 في كامل شمال المغرب، مع إلصاق تهمة الانفصال بالريفيين التي أملتها فرنسا على حزبها في المغرب، ومرورا بمرحلة الاستقلال، أو قيام ما أطلق عليها "الدولة الوطنية"، التي عرف فيها الشمال والريف، بصفة خاصة، تهميشا وإقصاء واتهامات بمعاداة الحركة الوطنية، وتهديد سلامة الدولة الداخلية والخارجية، والتآمر على الملك.
الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  Draliidrissi_745666968
لا أحد من الشمال والريف ومن أحرار الوطن يعرف، إلى الآن، حقيقة مصدر هذه التهم وأهدافها، ووصولا إلى اليوم بأحداثه ووقائعه التي أدت إلى القمع غير المبرر لساكنة الريف، المطالبين بحقوقهم الوطنية والدستورية، ونعتهم بأبشع النعوت، واعتقال المحتجين السلميين واتهامهم بكل أنواع التهم.
الجزء الثاني: الخطابي من المنفى إلى الإعداد لاستعادة الاستقلال الكامل للمغرب
بعد التحالف الاستعماري المدعوم بتأييد السلطان مولاي يوسف المعنوي والديني، ومن المغاربة المؤيدين للتحالف الاستعماري ضد الريف، ولجوء الاستعمار إلى استعمال كل أنواع الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة المحرمة دوليا، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في الجزء الأول من هذه المقالات. قرر عبد الكريم أن يستسلم لفرنسا في 27 مايو 1926. لقد فضّل أن يسلم نفسه لفرنسا لكي يبقى الشعب حيا، خاصة إذا علمنا أن عدد الجيش الاستعماري والمجندين المغاربة والمغاربيين المحارب في الريف كان يقدر بمليون و50 ألف جندي. ولم يكن سكان الريف يتجاوز 700000 نسمة. (انظر "موسوعة المقاومة وجيش التحرير"، الجزء الأول، وكتابنا "عبد الكريم الخطابي، التاريخ المحاصر".
نفت فرنسا الخطابي وعائلته إلى جزيرة لارينيون بالمحيط الهندي، ولم يزره أي مغربي طيلة فترة نفيه. واستمر نفيه هناك 21 سنة، إلى أن قررت نقله إلى منفى جديد في جنوب فرنسا سنة 1947؛ إلا أن ظروفا متعددة، غير معروفة كلها بدقة، ساعدت على نزوله في بور سعيد بمصر في 29 مايو 1947، وقد تكرّم الملك فاروق منحه حق اللجوء السياسي في مصر.
تجدد عقب ذلك دور الخطابي، وهو على أرض شمال إفريقيا بمصر، في التوجهات السياسية والتحررية في المغرب، بل في المنطقة المغاربية كلها، بعد أن تأكد أن مصر لن تسلمه إلى فرنسا؛ فرأس بعد 8 شهور من استقراره في القاهرة "لجنة تحرير المغرب العربي"، التي أسسها إلى جانب زعماء الحركات الوطنية المغربية والجزائرية والتونسية في 5 فبراير 1948.
وبدأ فور هذا التأسيس بالتكوين العسكري والتدريب لنواة جيوش تحرير المغرب العربي في المدارس المصرية والعراقية والسورية. ويمكن العودة من أجل معرفة تفاصيل أكثر في الموضوع إلى: محاضر الجمعية الوطنية الفرنسية في الإبان، وكتاب Abd-el-krim - origine de la rebellion nord-africaine
الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  Rif_3_596329007
إضافة إلى الكتب التالية: "جيوش تحرير المغرب العربي" لحمادي العزيز، و"جيش التحرير المغاربي" لمنوّر مرّوش، وكتابنا "عبد الكريم الخطابي، التاريخ المحاصر" من أجل الاطلاع على تفاصيل أكثر.
ويعلم المغاربة الأحرار أن تسريع فرنسا إعادة محمد الخامس من منفاه الذي فرضته عليه في جزيرة مدغشقر سنة 1953 إلى عرشه، و"منح الاستقلال" المنقوص للمغرب كان وراءه الخوف من جيش التحرير الذي انطلق مجددا في جبال الريف، وقطع الطريق على خطط الخطابي ومنهجه في تحرير الأوطان، ومواجهة مكانته في العالم.
بالمناسبة، نشير إلى ما ذكره المهدي بنونة في كتابه "المغرب، السنوات الحرجة" أن شخصية الأمير الخطابي ومنهجيته في التحرر ورمزيته في العالم كانت وراء التعاطف الدبلوماسي العالمي في الأمم المتحدة وفي أمريكا مع الحركات المغاربية المطالبة بالاستقلال (كان بنونة ممثلا لمنطقة المغرب في الهيأة الأممية قبل الاستقلال)؛ غير أن منهجية الأحزاب السياسية المغاربية كانت تعتبر نفسها أحزابا دستورية وشرعية ضمن الاحتلال الفرنسي لبلادها.
وكانت منهجيتها تقوم على أنه ليس من الضروري القيام بعمل مباشر ضد فرنسا، أي إعلان الحرب ضدها بهدف الحصول على الاستقلال، وإنما يمكن الحصول عليه من خلال النضال السياسي "الشرعي" في المقام الأول. وكان هذا موقف مصالي الحاج، زعيم حزب الشعب الجزائري، وعلال الفاسي، زعيم حزب الاستقلال المغربي، والحبيب بورقيبة، زعيم حزب الدستور الجديد التونسي. في الوقت الذي كانت فيه منهجية الخطابي تقوم على قاعدة "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".
ولذا، بادر إلى تكوين نواة جيوش التحرير عسكريا في مدارس متخصصة، وكان يشرف بنفسه على مركز تكوين الضباط المغاربة والمغاربيين في القاهرة المعروف بـ"أنشاص".
علل الزعيم الحبيب بورقيبة اختلاف الأحزاب المغاربية مع الخطابي، الذي وصل حد الخلاف والقطيعة، في تصريح له سنة 1973 لملتقى باريس، الذي نظمه عبد الرحمان اليوسفي، في يناير من تلك السنة لتقييم تجربة الخطابي التحررية، بأن المشكلة بينهما (بين الخطابي والأحزاب) كانت تخص منهجية التعامل مع مسألة تحرير الأوطان من الاستعمار.
وأوضح الزعيم التونسي أن الاستقبال الحماسي لقادة تلك الأحزاب للخطابي، ودعمهم إياه في الحصول على اللجوء السياسي في مصر، وتأسيس لجنة تحرير المغرب العربي، التي تولّى فيها بورقيبة أمانتها العامة، قائلا: "كنا بحاجة إلى شهرة عبد الكريم في العالم وليس إلى منهجه في العمل المباشر" (انظر كتاب abdelkrim et la republique du rif; paris 1973).
كما تطور اختلاف عبد الكريم مع حزب الاستقلال إلى خلاف عميق بينهما أثّر، ولا يزال يؤثّر إلى يوم المغاربة هذا، في نقاشات المغاربة حول استقلال المغرب، متسائلين هل كان استقلالا كاملا أم كان استقلالا ناقصا؟ وقد حوّل المؤرخ المغربي زكي مبارك هذا السؤال إلى عنوان لأحد كتبه عن الموضوع.
وكان رأي الخطابي في الاستقلال واضحا لا لبس فيه؛ فقد رفض ما قبلت به الأحزاب في مفاوضات "إيكس ليبان".، إذ اعتبر استقلال المغرب ناقصا من أطرافه في الشمال (سبتة ومليلة والجزر التابعة لهما)، وفي الجنوب بقاء منطقة أيت بعمران والساقية الحمراء ووادي الذهب تحت الاحتلال الإسباني، وبقيت أطراف أخرى عند الفرنسيين، في مستعمرتهم الجزائر، الذين كانوا يعتقدون جازمين بأن الجزائر أرض فرنسية إلى الأبد.
ومعلوم أن القصر المغربي، في السنوات الأولى من الاستقلال، منع جيش التحرير المغربي في الشمال من التوجه إلى الجنوب بهدف استرجاع السيادة المغربية على الأقاليم الصحراوية المحتلة من إسبانيا؛ هذا المنع الذي دفع المغاربة ثمنه غاليا، ولا نزال نحن المغاربة مستمرين في دفع هذا الثمن، ولا ندري متى ينتهي هذا الاستنزاف.
وبالمناسبة، فإن جيش التحرير المغربي كان مشروعه يرمي إلى استرجاع الاستقلال الوطني كاملا، وفقا لما ذكره الغالي العراقي، أحد قادة جيش التحرير، في كتابه "ذاكرة نضال وجهاد" ص 178، وأشار إليه كذلك الفقيه البصري في مذكرات "العبرة والوفاء" ص 83. ولا يزال بن سعيد أيت يدر، أطال الله في عمره، لطالما ذكّر ويذكّر أجيال الاستقلال بهذا المنع من قبل المخزن؛ وهو ما أدى إلى ملاحقة قادات جيش التحرير المغربي، فسجن البعض وهرب البعض إلى المنافي، ومنها الجزائر.
ومن المعروف أن الخطابي كذلك كان ينادي بأعلى صوته من القاهرة، التي أصبحت بمثابة منفاه الثاني في عهد استقلال المغرب، بأن المغرب لا يستطيع أن يعيش بدون صحرائه، وأن الشعب المغربي لا يزال يحمل من روح الثورة ما يكفيه لمواجهة رواسب وبقايا الاستعمار في بلاده. (تم هذا التصريح أمام عبد الخالق الطريس، سفير المغرب في القاهرة، سنة 1957)؛ إلاّ أن لا أحد من أصحاب القرار في المغرب "المستقل" استمع وتجاوب مع تلك النداءات والبيانات، بما فيها تلك التي كانت تستنجد بالملك محمد الخامس وولي عهده.
يعلل السيد الغالي العراقي الأسباب التي أدت إلى منع جيش التحرير المغربي في الشمال من إنجاز مهمته في استرجاع باقي الأقاليم المحتلة، برفض محمد الخامس وولي عهده مولاي الحسن، بصفة خاصة، أن يقوم جيش التحرير بالتوجه إلى الجنوب، تجنبا للفوضى، ومن أجل أن "يتيقن الرأي العام الخارجي أننا ملتزمون أمام الشرعية الدولية بالمحافظة على الأرواح والممتلكات لكافة سكان قطرنا المحرر". (ص 235). أما تعليله الثاني فيلخصه في نوازع الذين استفادوا من الاستقلال الناقص حين قال: "إن الجميع كان منغمسا في نشوة النصر، يتذوق طعم ما تحقق، ويخطط لمستقبل غامض ومصالح ضيقة" (.ص 243).
أما الفقيه محمد البصري، أحد قادة المقاومة المغربية، فأكد في حوار له مع جريدة "الصحيفة" الأسبوعية المغربية بتاريخ 14 مارس 2003، أن اتفاقا حدث في باريس بين الأحزاب المغربية وبين محمد الخامس بعد عودته من المنفى، كان هدفه "محاصرة المقاومة وجيش التحرير، وقطع الطريق على عبد الكريم الخطابي". وأوضح البصري في العدد نفسه من جريدة "الصحيفة" أنه استقى هذه المعلومة من زعيم الاتحاد الاشتراكي عبد الرحيم بوعبيد. والسيد بوعبيد كانت لديه مواقف واضحة من جيش التحرير أوردها إدغار فوور، رئيس الحكومة الفرنسية، والمفاوض للأحزاب المغربية في إيكس ليبان. يخاطب السيد بوعبيد رئيس الحكومة الفرنسي موجها انتباهه إلى أن الخطر موجود في البادية وليس في المدن المتحكم فيها بطريقة أو بأخرى، قائلا: "انتبهوا إلى البادية... سيكون من الصعب ضبط الغرائز هناك (... حيث يوجد) الفرسان المهرة البدائيون" (مذكرات إدغار فوور "الخبايا السرية لإيكس ليبان"، (ص 63 و 64). كما يذكر الفقيه البصري في مذكراته "العبرة والوفاء" ص 86: ".. وكثر الإيحاء آنذاك (السنوات الأولى من الاستقلال) بأن من يطرح موضوع إعادة ومسألة الدستور، إنما يحركه عبد الكريم الخطابي "الجمهوري"، أو يخدم مصالح الاستعمار، أو يحاول التآمر على حياة الملك".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي    الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  Emptyالإثنين 10 يوليو 2017, 12:24 pm

معركة وادي المخازن : معركة الملوك الثلاثة


معركة وادي المخازن أو معركة الملوك الثلاثة هي معركة قامت بين بلاد المغرب الأقصى والبرتغال في 30 جمادى الآخرة 986 هـ، 4 أغسطس 1578م.
تربع سبستيان عام 1557م على عرش الإمبراطورية البرتغالية التي يمتد نفوذها على سواحل إفريقية وآسيا والأمريكيتان (العالم الجديد)، فاتصل بخاله فيليب الثاني ملك إسبانيا يدعوه للمشاركة في حملة صليبية جديدة على الدولة السعدية كي لا تعيد الكرّة، بمعاونة العثمانيين، على الأندلس.
ما حكام المغرب الأشراف السعديون فهم من نسل محمد بن انفس الزكية من آل البيت النبوي ، فبعد دولة المرابطين قامت دولة الموحدين ثم دولة بني مرين ثم دولة وطاس ، ثم قامت دولة الأشراف السعديين.
كان الخلاف في البداية داخل الأسرة الحاكمة بالمغرب على الحكم بين أبي عبد الله محمد المتوكل وعمه السلطان عبد الملك، فانقلب الخلاف إلى حرب مع البرتغال بقيادة الملك سبستيان، الذي حاول القيام بحملة صليبية للسيطرة على جميع شواطئ المغرب، وكي لا تعيد الدولة السعدية بمعاونة العثمانيين الكرة على الأندلس.
وتحكى الروايات التاريخية أن «السلطان المخلوع أبا عبد الله محمد بن عبد الله السعدي، لما دخل طنجة قصد طاغية البرتغال واسمه سبستيان (بكسر السين وفتح الباء والسين وسكون التاء القريبة من الطاء) وهو طاغيتهم الأعظم وليس قائد الجيش فقط على ما هو المحقق في تواريخهم وتطارح عليه وشكا إليه ما ناله من عمه أبي مروان المعتصم بالله، وطلب منه الإعانة عليه كي يسترجع ملكه وينتزع منه حقه فلبى الطاغية دعوته وصادف منه شرها إلى تملك سواحل المغرب وأمصاره، فشرط عليه أن يكون للنصارى سائر السواحل وله هو ما وراء ذلك فقبل أبو عبه الله ذلك والتزمه وللحين جمع الطاغية جموعه واستوعب كبراء جيشه ووجوه دولته وعزم على الخروج إلى بلاد الإسلام، ومن المتواتر في تواريخ الإفرنج أن كبار دولته حذروه عاقبة هذا الخروج ونهوه عن التغرير ببيضة البرتغال وتوريطها في بلاد المغرب وقبائله فصم عن سماع قولهم ولج في رأيه وملك الطمع قلبه و أبى إلا الخروج».
وقيل إن أبا عبد الله محمد بن عبد الله السعدي كتب رسالة إلى أعيان المغرب من العلماء والشرفاء يعاتبهم فيها على نكث بيعته ومبايعة عمه بدون موجب شرعي، وقال لهم إنه لم يلجأ إلى النصارى إلا مكرها وبعدما خذله المسلمون و برر التوجه إلى النصارى بأنه «يجوز للإنسان أن يستعين على من غصبه حقه بكل ما أمكنه».
استعان سبستيان بخاله ملك إسبانيا فوعده بأن يمده بالمراكب والعساكر، فأمده بعشرين ألفا من عسكر الإسبان. وكان سبستيان قد عبأ معه اثني عشر ألفاً من البرتغال، كما أرسل إليه الإيطاليون ثلاثة آلاف، ومثلهما من الألمان وغيرهم، وبعث إليه البابا بأربعة آلاف أخرى، وبألف وخمسمائة من الخيل، واثني عشر مدفعا، وجمع سبستيان نحو ألف مركب ليحمل هذه الجموع إلى الأراضي المغربية.
انطلقت السفن البرتغالية من ميناء لشبونة باتجاه المغرب يوم 24 يونيو 1578، وأقامت في ليكسوس بضعة أيام، ثم فيما بعد توجهت إلى قادس وأقامت أسبوعاً كاملا، ثم رست بطنجة حيث التقى هناك بحليفه المتوكل، ثم تابعت السفن سيرها إلى أصيلة، وأقام سبستيان بطنجة يوما واحدا ثم لحق بجيشه. وقد كتب عبد الملك من مراكش رسالة إلى سبستيان يتوعده فيها، ومما جاء في الرسالة «إن سطوتك قد ظهرت في خروجك من أرضك، وجوازك العدوة، فإن ثبت إلى أن نقدم عليك، فأنت نصراني حقيقي شجاع، وإلا فأنت كلب بن كلب».
ولما وصلت سبستيان الرسالة استشار رفاقه و أصدقاءه حول مضمونها وأشاروا عليه بالتقدم، وبالفعل تقدم و استطاع الاستيلاء على تطوان والعرائش والقصر الكبير. وقيل إنه لما عزم على اقتحام المغرب تشفعت إليه جدته و أرباب دولته وشيوخ دينه في الرجوع فصم عنهم، وحذره خاله فيليب أيضا عاقبة التوغل في أرض المغرب، لكنه رفض النصيحة. والتقى الجيشان المغربي و البرتغالي في منطقة قريبة من القصر الكبير.

قوى الطرفين :
الجيش البرتغالي : 125000 مقاتل وما يلزمهم من المعدات ، وأقل ما قيل في عددهم ثمانون ألفاً ، وكان منهم 20000 أسباني ،3000 ألماني ، 7000 إيطالي ، مع ألوف الخيل ، وأكثر من أربعين مدفعاً ، بقيادة الملك الشاب سبستيان ، وكان معهم المتوكل بشرذمة تتراوح ما بين 300-6000على الأكثر .
الجيش المغربي : بقيادة عبد الملك المعتصم بالله ، المغاربة المسلمون 40000مجاهد ، يملكون تفوقاً في الخيل ، مدافعهم أربعة وثلاثون مدفعاً فقط ، لكن معنوياتهم عالية ؛ لأنهم غلبوا البرتغاليين من قبل وانتزعوا منهم ثغوراً ، وهم يعلمون أن نتيجة المعركة يتوقف عليها مصير بلادهم ، ولأن القوى الشعبية كانت موجودة في المعركة وكان لها أثرها في شحذ الهمم ورفع المعنويات متمثلة في الشيوخ والعلماء .
قبيل المعركة :
اختار عبد الملك القصر الكبير مقراً لقيادته ، وخصص من يراقب سبستيان وجيشه بدقة ، ثم كتب إلى سبستيان مستدرجاً له : ( إني قد قطعت للمجيء إليك ست عشرة مرحلة ، فهلا قطعت أنت مرحلة واحدة لملاقاتي ) فنصحه المتوكل ورجاله أن لا يترك أصيلا الساحلية ليبقى على اتصال بالمؤن والعتاد والبحر ، ولكنه رفض النصيحة فتحرك قاصدا ًالقصر الكبير حتى وصل جسر وادي المخازن حيث خيم قبالة الجيش المغربي ، وفي جنح الليل أمر عبد الملك أخاه أحمد المنصور في كتيبة من الجيش أن ينسف قنطرة جسر وادي المخازن ، فالوادي لا معبر له سوى هذه القنطرة .
وتواجه الجيشان بالمدفعيتين ، وبعدهما الرماة المشاة ، وعلى المجنبتين الفرسان ، ولدى الجيش المسلم قوى شعبية متطوعة بالإضافة لكوكبة احتياطية من الفرسان ستنقض في الوقت المناسب .
المعركة :
في صباح الاثنين 30 جمادى الآخرة 986هـ الموافق 4 أغسطس 1578م وقف السلطان عبد الملك يحرض الجيش على القتال ، ولم يأل القسس والرهبان جهداً في إثارة حماس جند أوروبا مذكرين أن البابا أحل من الأوزار والخطايا أرواح من يلقون حتفهم في هذه الحروب .
وانطلقت عشرات الطلقات النارية من الطرفين كليهما إيذاناً ببدء المعركة ، وبرغم تدهور صحة السلطان عبد الملك الذي رافقه المرض وهو في طريقه من مراكش إلى القصر الكبير خرج بنفسه ليرد الهجوم الأول ، ولكن المرض غالبه فغلبه فعاد إلى محفته، وما هي إلا لحظات حتى لفظ أنفاسه الأخيرة ، ومات وهو واضع سبابته على فمه مشيراً أن يكتموا الأمر حتى يتم النصر ، ولا يضطربوا ، وكذلك كان فلم يطلع على وفاته إلا حاجبه وأخوه أحمد المنصور ، وصار حاجبه يقول للجند :
( السلطان يأمر فلاناً أن يذهب إلى موضع كذا ، وفلاناً أن يلزم الراية ، وفلاناً يتقدم ، وفلاناً يتأخر ) ، وفي رواية : إن المتوكل دس السم لعمه عبد الملك قبل اللقاء ليموت في المعركة فتقنع الفتنة في معسكر المغاربة .
ومال أحمد المنصور بمقدمة الجيش على مؤخرة البرتغاليين وأوقدت النار في بارود البرتغاليين ، واتجهت موجة مهاجمة ضد رماتهم أيضاً فلم يقف البرتغاليون لقوة الصدمة ، فتهالك قسم منهم صرعى ، وولى الباقون الأدبار قاصدين قنطرة نهر وادي المخازن ، فإذا هي أثر بعد عين ، نسفها المسلمون ، فارتموا بالنهر ، فغرق من غرق ، وأسر من أسر ، وقتل من قتل .
وصرع سبستيان وألوف من حوله بعد أن أبدى صموداً وشجاعة تذكر ، وحاول المتوكل الخائن الفرار شمالاً فوقع غريقاً في نهر وادي المخازن ، ووجدت جثته طافية على الماء ، فسلخ وملئ تبناً وطيف به في أرجاء المغرب حتى تمزق وتفسخ .
دامت المعركة أربع ساعات وثلث الساعة ، ولم يكن النصر فيها مصادفة ، بل لمعنويات عالية ، ونفوس شعرت بالمسؤولية ، ولخطة مدروسة مقررة محكمة .
وتنجلي المعركة عن نصر خالد في تاريخ الإسلام ، وعن موت ثلاثة ملوك : صليبي مجندل وهو سبستيان ملك أعظم إمبراطورية على الأرض آنذاك ، وخائن غريق مسلوخ وهو محمد المتوكل ، وشهيد بطل وهو عبد الملك المعتصم بالله فاضت روحه ، وسيذكره التاريخ يفخر بإخلاصه وحكمته وشجاعته وفروسيته .

نتائج المعركة
إنهارت البرتغال عسكريا، سياسيا واقتصاديا بعد موت سبستيان, ملك البرتغال وجل النبلاء البرتغاليين وقادتهم ومن ثم ضم الإسبان البرتغال لبلادهم بعد انهزام بقايا السلالة البرتغالية الحاكمة في معركة القنطارة قرب لشبون.
وبدأ البرتغاليون يقولون أن سبستيان لم يمت وسيعود للحكم وستستقل البرتغال، وتحول أمل عودته لظاهرة مرضية (السبستيانيزم)، ومع مر السنين بدأ العديد يأتون للبرتغال والكل يقول أنا سبستيان . من النتائج الأخرى التأكيد على الوجود السياسي والعسكري القوي لدولة السعديين في شمال أفريقيا في الساحة الدولية آنذاك وفرَّ مولاي الناصر أخ محمد المتوكل إلى لشبونة وكذلك ابن أخيه مولاي الشيخ الذي كان بمازاغان، ومنها إلى قرمونة، حيث استضافهم ملك إسبانيا.

خسائر الطرفين
الجيش البرتغالي: 12,000 قتيل بالإضافة إلى 16,000 أسير.
جيش المغرب: 1,500 شهيد.
البرتغاليين
تناولت المصادر والوثائق البرتغالية المعركة من زاوية دينية تشاؤمية، فرأى البرتغاليون في انهزامهم فيها عقابًا من الله، وحمَّلوا المسؤولية للنُّبلاء ولرجال الدين الذين لم يعرفوا كيف يَحدُّون من اندفاعِ الملك سيباستيان الناتج عن صغر سنِّه وقلة تجربته، وبالرغم من ذلك قدَّس البرتغاليون هذا الأمير، ونزَّهوه وجعلوا منه مثيرًا للمهدي المنتظر، فالملِك حسب الرواية الشعبية لم يَمُت في معركة وادي المخازن، وسيعود ليحرر شعبه. وخلد الشاعر "فرناندو بْسُوَا" اسم "دون سيباستيان" بقصيدة في هذا المعنى سماها باسمه.


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الثلاثاء 02 نوفمبر 2021, 7:00 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي    الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  Emptyالإثنين 10 يوليو 2017, 12:29 pm

معركة أنوال الشهيرة، وكيف عاد الإسلام ليفتح أوربا ؟

نستعرض حديثنا بنبذة موجزة عن عن الأمير “محمد بن عبد الكريم الخطابي”، ولد عام 1982 في أجدير في منطقة الريف الأمازيغية شمال شرق المغرب، كان والده قاضياً ورئيس القبيلة الريفية، نشأ الخطابي وترعرع على حفظ القرآن ثم درس الشريعة وبعدها انتقل إلى إسبانيا فنال فيها شهادة البكالوريوس الإسبانية، وبهذا أصبح ملماً بالثقافة الإسبانية إضافة إلى العربية والأمازيغية، عمل مدرساً للساكنة المسلمة ثم تعين قاضياً في الريف ثم قاضي القضاة وعمل أيضاً صحفياً أثناء عمله بالقضاء، وبعد وفاة والده استلم زعامة القبيلة في الريف المغربي.

نقطة التحول


لقد كانت في البداية العلاقات جيدة بين الريفيين والإسبان وكان شمال المغرب هو منطقة نفوذ إسبانيا، فقد كان الخطابي يدعم ويشجع فتح الإسبان للمدارس وتعليم السكان المسلمين الدين واللغة العربية والأمازيغية، وبدأت نقطة التحول في حياته على أثر حادثين، الأول هو اعتقال الخطابي وسجنه ما يقارب أحد عشر شهراً؛ نتيجة تعاطفه مع ألمانيا فاتهم بالتخابر مع ألمانيا، فأحس وقتها بالاضطهاد والذل السياسي والاجتماعي الذي يمارسه الاحتلال ويولده الاستعمار في نفوس المغاربة، وحاول مراراً أن يهرب من السجن لكن دون جدوى وأصيب بكسر في رجله.
أما نقطة التحول الثانية هي بدأ الاستعمار إلى مرحلة التغلغل العميق في المغرب وسعي إسبانيا إلى بسط سيطرتها وتوسيع نفوذها في المغرب، فكان عبد الكريم الخطابي -الأب- أول من نظم المقاومة الريفية بمساعدة ولديه.

بدأ المقاومة والحرب والتوغل:-


بدأت إسبانيا بتنفيذ توغلها والتوسع في مناطق المغرب، فاستطاعت أن تقيم 100 نقطة مراقبة لها، وعرضت على الخطابي أن تجهز الريف بعدة وأسلحة و20 مليون مقابل الاصطفاف معها في محاربة فرنسا إلا أنه رفضها.
قام الخطابي بمهاجمة النقطة بشكل مفاجئ بـ 300 مقاتل وكانت هذه البداية، فقضى على نصف الحامية العسكرية الإسبانية إضافة إلى اغتنام الريفيين لقطع مدفعية ومعدات حربية، وكانت هذه البداية واعتبرها الإسبان أول هزيمة وخسارة فادحة للجيش الإسباني، وهبطت عزيمتهم وإرادتهم.)
مباشرة بعد هذا الانتصار تقاطرت المقاومة إلى مركز الثوار وتوسع جيش المقاومة مع الأمير الخطابي ووصل إلى 1000 مقاتل، وحقق بعدها انتصار ثاني خسر فيه الإسبان 314 جندي.

معركة أنوال الشهيرة


بدأ زحف الإسبان نحو مليلة واحتل بعض المناطق دون مقاومة تذكر، واحتل أنوال وسار بعدها اثني عشر ميلاً، فظن أن القبائل قد خضعت له، ولم يدر أن الأمير يستدرجه إلى المناطق الجبلية ليقضي عليه تماماً، وأنه ادخر رجاله لمعركة فاصلة. كانت نقطة التجمع لجيش الإسبان في منطقة أنوال وعندما عرف الأمير بنواياهم جهز جيشه رغم قلة العدة والعتاد، لكن كان الأهم التوكل على الله والتخطيط الصحيح والإعداد، فقد كان الخطابي مثالاً في الشجاعة والبطولة والعدل والتشبع بالقيم الإسلامية، فاتخذه الريفيون بطلاً جماهيرياً يقود ثورة شعبية من الجبليين والفلاحين للدفاع عنهم وعن أغراضهم وأعراضهم وأرضهم وممتلكاتهم باسم الجهاد والحق المبين.
بلغ قوام الجيش الإسباني 24 ألف، استطاع أن يصل إلى جبل وعران قرب أجدير، وعندها قام الخطابي بشن هجوم معاكس وكانت خطته أن يهاجم الريفيون الإسبان في وقت واحد في جميع المواقع حتى لا يغيث بعضهم بعضاً، كما وزع عدداً كبيراً من رجاله في أماكن يمكنهم من خلالها اصطياد الجنود الفارين، وكانت خطة الأمازيغ أقوى رغم بساطة أسلحتهم الخفيفة، واستخدم الأمير خطة حرب العصابات الغير نظامية واستدرج الإسبان إلى فخ محاط بتضاريس وعرة، فوجد الإسبان أنفسهم محاصرين، واستطاع الخطابي بهجومه أن يخرج الإسبان من أنوال وهربوا ولم يتبقى لهم سوى مليلة، وقتل وأسر الكثير من الجيش الإسباني، واعترف الإسبان أنهم خسروا أكثر من 10 آلاف قتيل بما فيهم ضباط كبار، وانتحر جنرال هروباً من الهزيمة، وأيضاً ما يقرب الـ 500 أسير، واستولى المجاهدون على 130 موقع من المواقع التي احتلها الإسبان، وحوالي 30 ألف بندقية وأكثر من 100 مدفع ميدان و392 مدفعاً رشاشاً، وانتهت المعركة بانتصار ساحق للمجاهدين الريفيين وتركت أثراً في نفوس الإسبان إلى الآن، ومازال اسم الأمير الخطابي يشكل رعباً لهم وما زالت تذكر في كتبهم تلك الهزيمة التي ألحقت بهم على يد هؤلاء الفلاحين والبسطاء.

الخطة المحكمة


لقد كان الأثر كبير لهذه الهزيمة الساحقة في جيش الإسبان، وكانت صدمة بالنسبة لهم كيف لقوة بسيطة بعتاد بسيط أن تلحق هذه الهزيمة بهذا الجيش، هذه قصة حقيقة وليست من وحي الخيال عن شعب الريف الذي حارب إسبانيا الطامعة بأرضه بواسطة سلاح يكسبه منها في ميادين القتال فينزل بها بهزائم. يشهد المؤرخون أن أية دولة استعمارية لم تمن بمثلها قط.
لقد اعتمد الأمير الخطابي على حرب العصابات بقوة شعبية باغتنامهم لسلاح العدو واستدراجهم ومحاربتهم بأسلحتهم، كان يحتفظ بالأسلحة في الكهوف، رغم كل ذلك إلا أن مقاومتهم عرفت وامتازت بالقوة والتنظيم المحكم، وعرف بأنه أول من استخدم حرب العصابات حتى إن الغرب كانوا يتعلمون من طريقته ومنه أخذت هذه الطريقة وأدرجت عندهم في معاركهم.

نهاية الحرب


انتهت المعركة وانتصر الريفيين بفضل الله وعرفت المعركة باسم أنوال الشهيرة وذاع سيطها إلى كل أنحاء أوروبا عن المعركة وعن قائدها العظيم الأمير الخطابي، وبعد الهزيمة المحكمة التي آلت بالجيش الإسباني بدأوا بنشر الإشاعات حول الأمير بأنه يطمع للسلطة والحكم، فحدث نوع من الانقسام في جيشه وحدثت بعض الخيانات وتحالف البعض مع الإسبان والإستعماريين، وبعد تشديد الخناق من الفرنسيين والإسبان وبمشاركة آلاف الخونة للقضاء على المقاومة المغربية وعندما رأى الخطابي ذلك وأنه سيؤثر سلباً على الشعب قرر تسليم نفسه للسلطات الإسبانية، فتم نفيه خارج البلاد ما قرب العشرين عاماً، ثم تقرر بعدها نقله إلى فرنسا وفي طريقه مرت الباخرة في مصر فطلب اللجوء إليها وتم القبول على طلبه من حكومة مصر، فأكمل ما تبقى من عمره فيها وتوفي في مصر بعد استقلال المغرب عن إسبانيا وفرنسا، ودفن في مقبرة الشهداء.
رحمه الله رحمة واسعة وتقبله وأسكنه منازل الشهداء.

صفاته وأقواله


لم يقبل الأمير الأموال ولا المنح ولا المناصب، ورصد له البرلمان الهندي منحة خاصة لمساندة الحركات التحررية ولكنه رفض الحصول عليها.
عندما ترأس لجنة نسبها إلى المغرب العربي جاء في بندها الأول: “المغرب العربي بالإسلام كان، وللإسلام عاش، وعلى الإسلام سيسير في كل حياته المستقبلية”.
• ليس في قضية الحرية حل وسط .
• لا أرى في هذا الوجود إلا الحرية، وكل ما سواها باطل.
• لا أدري بأي منطق يستنكرون استعباد الفرد، ويستسيغون استبعاد الشعوب.
• الحرية حق مشاع لبني الإنسان وغاصبها مجرم.
• نحن في عصر يضيع فيه الحق إذا لم تسنده قوة.
• فكر بهدوء وأضرب بقوة.
• الاستعمار يموت بتحطيم أسواقه الاقتصادية، ويدفن بسلاح المجاهدين.
• عدم الإحساس بالمسؤولية هو السبب في الفشل. فكل واحد ينتظر أن يبدأ غيره.
• الكفاح الحقيقي هو الذي ينبثق من وجدان الشعب. لأنه لا يتوقف حتى النصر.
• سلاح المجاهدين هو الذي ينتزعونه من العدو لأنه ذو حدين؛ يقتلون به العدو ويحرمونه منه.
• السلاح الحقيقي لا يُستورد من هنا أو هناك، ولكن من هنا “يشير إلى العقل” ومن هنا ” يشير إلى القلب”.
• لقد قتلنا الاستعمار في الريف وما على الشعوب إلا دفنه، وإذا لم تستطع فلا عزاء لها.
• من لم يحمل السلاح ليدافع به عن نفسه، حمله ليدافع به عن غيره.
• ليس هناك نجاح أو فشل، انتصار أو هزيمة، بل شيء اسمه الواجب، وأنا قمت به قدر استطاعتي.
• انتصار الاستعمار ولو في أقصى الأرض هزيمة لنا، وانتصار الحرية في أي مكان هو انتصار لنا.
• الاستعمار وهم وخيال يتلاشى أمام عزيمة الرجال، لا أشباه الرجال
تلك أيضا تصميمات لبعض أقواله أن أردت مشاركتها:
الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  IMG_20160512_125855-300x225 الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  IMG_20160512_125838-300x225 الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  IMG_20160512_125818-300x225 الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  IMG_20160512_125804-300x225 الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  IMG_20160512_125745-300x225 الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  IMG_20160512_125725-300x225 الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  IMG_20160512_125700-300x225 الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  IMG_20160512_125504-300x225 الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  IMG_20160512_125243-300x225 الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  IMG_20160512_125227-300x225 الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  IMG_20160512_125210-300x225 الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  IMG_20160512_125155-300x225 الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  IMG_20160512_125138-300x225 الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  IMG_20160512_125038-300x225 الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  IMG_20160512_125015-300x225

مرتبط

الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  Downloadfile-6-620x414

معركة أنوال الشهيرة، وكيف عاد الإسلام ليفتح أوربا ؟

7 مارس,2016
في "التاريخ الإسلامي"
الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  Add3aec413b5c7ce08acd24130b0dbc7

كل ما تحتاج معرفته عن حراك الريف المغربي

5 يونيو,2017
في "تقارير"
الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  %D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8%D9%8A-2

الخطابي أسطورة المغرب وأعظم أساتذة العسكريين في حروب العصابات


..........
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي    الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي  Emptyالثلاثاء 02 نوفمبر 2021, 6:51 pm

باحث يرصد ثنائية الحرب والسلم في فكر محمد بن عبد الكريم الخطابي‬

خلصت ورقة بحثية منشورة في “مجلة الذاكرة” المعنية بتاريخ الريف إلى أن “معركة أنوال شكلت نقلة نوعية على مستوى القيم التي ينبغي اعتمادها والسير عليها”، مبرزة أن “الدول الأوروبية اصطدمت بشمال المغرب مع أحد رواد النهضة المغربية الحديثة؛ ليشكل امتدادا قويا لحركة الفكر التجديدي قوامه القيم الإنسانية الطبيعية، وعدم الانخداع بالشعارات الأوروبية”.

وأوردت الورقة، التي أعدها إلياس الهاني، أن “حركة محمد بن عبد الكريم الخطابي، وهي تشق طريقها نحو العالمية، لم تكن لتنحبس في الإستراتيجيات الحربية، وإنما تجاوزت ذلك إلى تأسيس براديغم جديد للقيم، أساسه السلام، وطريقه الحرية، وهدفه بناء المشترك الإنساني والإقرار بالاختلاف العقدي والديني بين الشعوب”.

وأشارت الورقة، المعنونة بـ”ثنائية الحرب والسلم في فكر محمد بن عبد الكريم الخطابي وتجلياتها في معركة أنوال”، إلى أن “الاستعمار الأوروبي للدول والشعوب مبناه على استغلال واستنزاف ثرواته، وليس تمدينه وتحديثه كما ادعته دوائر الاستعمار. كما أن تجربة محمد بن عبد الكريم الخطابي ثرية بالرؤى والتصورات التي تجعلها جديرة بالدراسة والاهتمام”.

وتابعت المقالة، المنشورة في “مجلة الذاكرة” التي يصدرها مركز الريف للتراث والدراسات والأبحاث بالناظور، بأن خوض الخطابي لـ”الحروب مبناه على الاضطرار وليس الاختيار، وهو ما تواتر تأكيده في تصريحاته وأقواله؛ وهو ما تجلى في معركة أنوال الخالدة التي بقيت نموذجا لتغيير حركية القيم القائمة لما حادت عن الجادة والصواب، وبما أفرزت من تغيرات، جعلت منها درسا ألهمت دوال وشعوبا لتنال استقلالها وحريتها”.

وأكد إلياس الهاني أن “العدد والعدة الإستراتيجية الحربية ليست السبيل الوحيد للنصر والهزيمة، وإنما توجد معايير أخرى غير القوة المادية التي اعتمدها الإسبان؛ منها الاستنهاض الذاتي وبناء المجتمعات المحلية والحركة العمرانية الكفيلة بهزيمة أعتى المعدات والدول”، ثم زاد: “تتمثل مركزية القيم الإنسانية عند الخطابي في الحرية والسلم والتحديث وبناء المشترك الإنساني”.

ولفت الباحث في سلك الدكتوراه بجامعة محمد الأول في وجدة، ضمن الورقة، إلى أن “معركة أنوال كانت لها أبعاد إصلاحية في مجالات سياسية وعسكرية ودينية واقتصادية واجتماعية وتربوية وصحية؛ بل وكانت لها آثار تجسدت في العديد من الثورات العالمية كالفيتنامية والصينية وغيرها، يقف الدارس أمامها بكل إعجاب ليستلهم قواعد في فن الحرب والتحرير، وقيم التنوير والحضارة”.

وأمام التوسع الإسباني بمنطقة الشمال خلال مطلع القرن العشرين، برزت حركة مقاومة مسلحة للاحتلال العسكري الإسباني في إقليم الريف، وفق الكاتب الذي أشار إلى تركزها في الأرياف، وتميزها بالطابع العفوي المقترن في بعض الأحيان بالجهد المنظم، إلى جانب الاندفاع العام للمواجهة والارتفاع فوق النزاعات المحلية إلى الالتحام.

وفي ظل الانتصارات التي حققتها حرب الريف التحريرية، أصبحت معركة أنوال تجسيدا لكل “أنواع معاني التغيير والنزوع نحو التحرر”؛ بل اعتبرها الباحث “صيحة ضمير ستغير الكثير من ملامح العالم، وستوقف نظريات المركزية الأوروبية لتعيد تقويم تجربتها الحضارية؛ فأضحت تمثل عنصر هوية، وليس مجرد إفراز غريزي، أو تعبيرا عن روح قتالية تمليها ظرفية معينة”.

واستطرد الباحث عينه: “سجلت نمطا جديدا وطفرة نوعية من الكفاح، أدت إلى بلورة أسلوب متطور من الفكر السياسي والإستراتيجي، أصبح فيما بعد مرجعا معتمدا لدى الحركات التحريرية في العالم. ومما لا شك فيه أن الفضل في هذا التوجه الجديد الذي عرفته المقاومة الريفية يعود أساسا إلى الشخصية القوية والمتزنة لمحمد بن عبد الكريم الخطابي الذي رفض كل مساومة، وترك جانبا كل الاعتبارات والحسابات التي لا تخدم هدف الاستقلال الشامل”.

ومن جملة مظاهر ملحمة أنوال، وفق الورقة، “نزوع الخطابي نحو السلم وعدم الانجرار للحرب إلا لضرورة قصوى، ودعوة الاحتلال إلى الاحتكام للقيم الإنسانية التي يدعو إليها وإعطاء الشعوب الأخرى حق تقرير مصيرها، ودعوة الغرب للتعاون التعايش الإنساني المشترك، وتفعيل دور الدبلوماسية الأممية، وبناء نهضة ريفية”.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» محمد بن عبد الكريم الخطابي.. أسد الريف المغربي الذي قاوم استعمارين
» وثيقة تاريخية .. رسالة "الأمير الخطابي" إلى الرئيس عبد الناصر
» مودود بن التونتكين .. الأمير المجاهد
» نمر إندونيسيا الثائر الأمير المجاهد ترونوجويو
»  الأمير المجاهد عقبة بن نافع فاتح بلاد المغرب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: شخصيات :: شخصيات صنعت لها تاريخ-
انتقل الى: