لجنة أمريكية إسرائيلية مصرية مشتركة لإدارة «استقرار غزة»
رام الله- وكالات
كشف مسؤول فلسطيني رفيع المستوى لـ"العربي الجديد"، أمس السبت، عن إنشاء الإدارة الأمريكية ومصر وإسرائيل لجنة مشتركة للقيام بمهام "إنسانية وإغاثية" في قطاع غزة، تتجاوز السلطة الفلسطينية، وتنسق ميدانياً مع مؤسسات أمريكية ذات علاقة مع مؤسسات أهلية في القطاع.
وقال المسؤول، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، إنّ إدارة الرئيس دونالد ترمب رتبت لإنشاء لجنة مشتركة تديرها ميدانياً مصر بالتنسيق مع "إسرائيل"، لإقامة مشاريع إنسانية وإغاثية فقط في القطاع الساحلي المحاصر، لضمان استمرار الهدوء في غزة وتجنب كارثة إنسانية محققة.
وستشرف مصر على تنفيذ مقررات اللجنة، التي من أهم أهدافها "تخفيف حدة التوتر في الأراضي الفلسطينية وخاصة قطاع غزة، ومنع انهيار الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والمعيشية، لأنّ ذلك سيدفع حركة حماس المسيطرة على الأرض لخوض غمار حرب جديدة مع إسرائيل"، وفق المسؤول ذاته.
ولفت المسؤول الفلسطيني إلى أنّ اللجنة المشكلة تعمل بالأساس على تحجيم دور قطر الإنساني والإغاثي في قطاع غزة، والذي بات هاجساً لمصر التي تريد العودة بقوة للملف الفلسطيني بعد ما تسرب عن تجاهل ترامب لها في ملف "صفقة القرن".
وكانت الإدارة الأميركية نظمت الثلاثاء الماضي مؤتمراً عن الوضع الإنساني في قطاع غزة شارك فيه جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي ومستشاره الخاص للشرق الأوسط، ورفضت السلطة الفلسطينية المشاركة فيه لـ"أهدافه المشبوهة".
وفي حينه، وصف القائم بأعمال وزارة الإعلام، القيادي في حركة "فتح"، فايز أبو عيطة المؤتمر بـ"مسرحية رديئة الفكرة والشخصيات والحوار، ومحاولة مكشوفة من الإدارة الأميركية لترميم صورتها المشوهة بعد القرار الظالم والمنحاز للاحتلال، وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل".
وقال أبو عيطة في تصريح صحافي "إن من يتباكي اليوم على غزة بدموع تماسيح واضحة للعيان، هو ذاته الذي أعلن بالأمس الحرب على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ويسعى لشطب الوكالة من القاموس الدولي، ويمارس الابتزاز السياسي".
إلى ذلك، كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة أن الولايات المتحدة الأمريكية، حددت الخطوط العريضة لـ"صفقة القرن"، وارتأت أن تتريث قليلا قبل إعلانها رسميا، وأن تعمل بمعزل عن السلطة الفلسطينية وحركة حماس.
وذكرت صحيفة الحياة اللندنية، أن الإدارة الأميركية تتأنّى في إطلاق خطتها السياسية (صفقة القرن)، لأنها تستعد لمرحلة ما بعد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول فلسطيني، وصفته برفيع المستوى: أن "الأميركيين يعرفون أن الرئيس عباس لن يقبل هذه الخطة، لذلك يراهنون على عامل الوقت، ويحضّرون ليوم تكون فيه قيادات محلية للسلطة في الضفة وأخرى في غزة غير قادرة على رفض المشروع، وتضطر للتعامل معه بصورة تدريجية"