أغنى رجل في العالم يرأس دولة عظمى
أمد/ بغضِّ النظر عن بيل غيتس وجيف بيزوس، يبدو أن مكانة أغنى رجل في العالم، الذي تقدر ثروته، وفقاً لخبير مالي، بقرابة 200 مليار دولار، قد حظي بها فلاديمير بوتين، الذي يتجه نحو إعادة انتخابه من جديد على رأس هرم السلطة الروسية.
في الحقيقة، لم تقترب قيمة ثروة كل من بيل غيتس وجيف بيزوس ووارن بافت من ثروة بوتين، وفق تقرير صحيفة Capital الفرنسية، إذ إننا نعتقد أن ثروة كل من الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، ومؤسس شركة مايكروسوفت، وثروة المستثمر في الجمعيات الخيرية، تمثل أكبر ثلاث ثروات في العالم (بحسب ترتيب مجلة فوربس).
رغم أن ثرواتهم تقدر على التوالي بقرابة 112 مليار دولار، و90 مليار دولار، و84 مليار دولار، إلا أنها لا تعادل ثروة شخصية أخرى غير متوقعة، ألا وهي فلاديمير بوتين، الذي يستعد للتمديد في فترة حكمه لروسيا، مع توقع فوزه بولاية جديدة لست سنوات أخرى، نهاية هذا الأسبوع، خاصة مع غياب منافس له يحظى بالثقة.
صرَّح بأنه لا يمتلك سوى شقة متواضعة
رسمياً، لا تعد ثروة وأرباح أقوى رجل في البلاد أمراً يثير الانتباه، نظراً لأنه صرَّح بأنه لا يمتلك سوى شقة متواضعة في موسكو وبضع سيارات، كما أنه يتقاضى أجراً سنوياً يبلغ 133 ألف دولار. في المقابل، وخلال سنة 2012، أكَّد النائب الروسي السابق، بوريس نيمتسوف، في تقرير له، أن الرئيس الروسي يعيش حياة رغدة، مقارنة بأرباحه المالية وفق ما جاء في تقرير صحيفة Capital الفرنسية. وبحسب نيمتسوف، يمتلك بوتين على الأقل 20 منزلاً وقصراً فاخراً، إضافة إلى 15 طائرة مروحية، و43 طائرة خاصة، وأسطولاً من اليخوت ومجموعة من الساعات (مع العلم أن هذه الثروة يصعب التأكد من مصداقيتها).
ووفقاً لما أفاد به المدير التنفيذي لشركة "هيرميتدج كابيتال ماندجمنت"، بيل براودر، فمن الممكن أن بوتين يقوم بتكديس ثروة تبلغ قيمتها 200 مليار دولار. وقد كشف رجل الأعمال البريطاني الأميركي عن ذلك خلال الإدلاء بشهادته أمام مجلس الشيوخ الأميركي، خلال شهر يوليو/تموز الماضي، في إطار قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية سنة 2016.
بوتين أقام نظاماً فاسداً بعد إيقاف أغنى رجل في روسيا
خلال التسعينات، وفي خضم الاضطرابات التي جدَّت بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، كان براودر مستثمراً أجنبياً هاماً في روسيا، علاوة على أنه كان صاحب أسهم في شركة الغاز العملاقة "غازبروم"، إضافة إلى شركات أخرى خاضعة لرقابة الدولة. لذلك ينسب إليه الفضل في الاطلاع أكثر على شؤون فلاديمير بوتين، نظراً لأنه تعاون معه لمدة، قبل أن يعتبره بوتين بمثابة تهديد للأمن القومي ويجبره على مغادرة البلاد.
نقلت مجلة "نيوزويك"، على لسان رجل الأعمال، أن فلاديمير بوتين أقام نظاماً فاسداً بعد إيقاف وسجن الشخصية المؤثرة وأغنى رجل في روسيا، ميخائيل خودوركوفسكي، الذي تعرَّض لانتقادات من قبل النظام. بعد ذلك، ابتزَّ الرئيس الروسي باقي أفراد الطبقة الأوليغارشية في البلاد، وأجبرهم على منحه نصيباً في الشركات الروسية الكبرى، أو أن يكونوا عرضة لمصير خودوركوفسكي. وبحسب بيل براودر، الذي أجرت معه شبكة "سي إن إن" حواراً خلال سنة 2015، يكنز فلاديمير بوتين أمواله في شكل "عقارات، وفي حسابات بنكية في سويسرا، وفي شكل أسهم في محفظة وقائية يديرها لحسابه أو لحساب أصدقائه".