الإمارات قدمت “رشاوى” للتحريض ضد قطر في الكونغرس… ودورها تحت مجهر تحقيق مولر
Mar 26, 2018
محمد بن سلمان ولي عهد أبوظبي و مستشاره جورج نادر
“القدس العربي”:
كشفت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية للأنباء، اليوم، في تحقيق لها أن رجل الأعمال إليوت برويدي المقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تلقى ملايين الدولارات من الأمريكي اللبناني الأصل جورج نادر مستشار ولي عهد أبو ظبي، ثم قام بتوزيع تبرعات كبيرة منها على أعضاء بالكونغرس، الذين كانوا يدرسون تشريعا يستهدف قطر.
وأكدت الوكالة نقلاً عن مصدرين مطلعين أن نادر قام بتحويل 2.5 مليون دولار إلى برويدي عبر شركة كندية في أبريل/نيسان 2017، لتمويل مساعٍ لإقناع الولايات المتحدة باتخاذ موقف متشدد ضد قطر.
وأضافت أنه بعد شهر من ذلك قام برويدي برعاية مؤتمر في واشنطن لمحاولة ربط قطر بالإرهاب، وخلال المؤتمر تحدث النائب الجمهوري إد رويس رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب وأعلن أنه بصدد تقديم تشريع سيؤدي إلى تصنيف قطر دولة داعمة للإرهاب.
وذكرت “أسوشيتد برس″ أنه في يوليو/تموز 2017، أي بعد شهرين من تقديم رويس هذا التشريع المقترح، أعطى برويدي النائب رويس 5400 دولار كمنحة دعائية، وهو الحد الأقصى الذي يجيزه القانون.
وكان ذلك المبلغ جزءً من نحو 600 ألف دولار وزعها برويدي على أعضاء جمهوريين في الكونغرس ولجان سياسية من الحزب الجمهوري، منذ أن بدأ حملته لاستصدار تشريع يستهدف قطر، وذلك بحسب تحليل أسوشيتد برس لتقارير الإفصاح المالي.
وبحسب الوكالة فإن التبرعات السياسية من مختلف أنواع جماعات المصالح والأفراد ليست أمرا غريبا في واشنطن، لكن هناك قيودا شديدة على التبرعات الأجنبية للنشاط السياسي، في إشارة على ما يبدو إلى أن هذا التمويل الإماراتي قد يكون مخالفا للقوانين الأمريكية.
وأشارت إلى أن برويدي أثار في أكتوبر/تشرين الأول 2017 أيضا مسألة قطر في اجتماعات مع ترامب ومساعدين كبار داخل البيت الأبيض، واعتمدت لجنة رويس مشروع قانون معاقبة قطر في أواخر 2017، ولا يزال المشروع حيًّا داخل مجلس النواب في انتظار مراجعة من قبل لجنة الخدمات المالية بالمجلس.
الإمارات و تحقيق مولر في تواطؤ محتمل بين حملة ترامب وجهات خارجية
وبحسب “أسوشيتد برس″ فإن توقيت الأموال التي منحها نادر، مستشار محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، والحاكم الفعلي للإمارات، كما وصفته، قد يوفر عناصر أخرى للمحق المحقق الخاص روبرت مولر في تواطؤ محتمل بين حملة ترامب الانتخابية وجهات خارجية، خاصة و أن جورج نادر أصبح شاهدا في التحقيق الذي يجريه.
وكانت صحيفة “دايلي مايل” البريطانية كشفت مؤخراً أن جورج نادر فر من الولايات المتحدة إلى الإمارات العربية المتحدة.
أكدت الصحيفة نقلا عن مصدرين مطلعين أن جورج نادر”البيدوفيلي”، الذي أدين في قضايا اعتداء جنسي على الأطفال، وعمل مستشارا لما أسمته الحاكم الفعلي للإمارات، ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، وأقام علاقة قريبة مع مسؤولي البيت الأبيض، فرّ من الولايات المتحدة إلى الإمارات المتحدة بعد الكشف عن تاريخه الأسود في الاعتداء والتحرش الجنسي بالأطفال.
“البيدوفيلي” نادر رجل الإمارات والسعودية في واشنطن
ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من بن زايد قوله “إن نادر هرب إلى الإمارات العربية المتحدة، بعدما ضغط ولي أبو ظبي، واستخدم علاقاته مع المسؤولين الأمريكيين لتأمين خروجه”.
كما نقلت عن مصدر ثان مقرب من العائلة الحاكمة في أبوظبي، قوله إن بن زايد كان يريد معرفة طبيعة الأسئلة التي سألها مولر لمستشاره.
وذكرت أن نادر التقى مع مستشار وصهر ترامب، جاريد كوشنر ومدير شؤونه الاستراتيجية السابق ستيفن بانون، قبل حفل تنصيب ترامب رئيسا، وذلك في لقاء حضره الحاكم الفعلي للإمارات الشيخ محمد بم زايد.
كما أن محمد بن زايد التقى مع كوشنر وبانون في برج ترامب بنيويورك، وهو القاء الذي أثار قلقا، حينها، لدى إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، لأنه تم دون إعلام المسؤولين الأمريكيين، وهو زما اعتبرته وزارة الخارجية خرقا للبرتوكول المعمول به لدى زيارة المسؤولين الأجانب للبلاد. وذكرت الصحيفة أن زيارة بن زايد كانت سرية، وأن المسؤولين “لم يعلموا بوجوده في أمريكا إلا عندما رأوا اسمه على قائمة المسافرين”.
وكشفت الصحيفة أن المحقق مولر يركز على هذين اللقائين.
وأشارت أن الشرطة الأمريكية أوقفت نادر، المولود في لبنان، في كانون الثاني/ يناير 2017، عندما وصل إلى واشنطن في طريقه للمشاركة في احتفال نظمه دونالد ترامب في منتجعه بـ “مار-إي- لاغو”، وصادر المحققون هاتفه النقال، وقدم أمام فريق مولر، حيث قال محاميه إنه يتعاون معهم.
وذكرت أن فريق محققي مولر استجوبوا نادر مرتين، وأنهم دققوا كثيراً في لقاء يناير 2017، تم في اللقاء الذي ساعد نادر في تنظيمه في جزر السيشل في المحيط الهندي، والذي حضره مسؤولان كبيران من الإمارات، مؤسس شركة المرتزقة سيئة السمعة “بلاكووتر” إريك برينس، والمصرفي الروسي كريل ديمتريف المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين.
وقالت الصحيفة إنه “يعتقد أن نادر أخبر المحقق الخاص مولر أن اللقاء رتبه الإماراتيون لفتح قناة اتصال بين ترامب وبوتين، غير أن محامي نادر أبلغ “دايلي مايل” في رده على استفسارها أن القصة “مفبركة وكاذبة وغير صحيحة”، إلا أن الصحيفة ذكرت أن المحامي والمتحدثة باسمه رفضا التعليق على الجانب غير الصحيح في القصة”.
ولفتت إلى أن برينس أبلغ “الكونغرس أنه التقى مع ديمتريف بالصدفة”، وزعم أن “لقاء السيشل عقد لمناقشة مكافحة الإرهاب مع الإماراتيين، رغم أن برينس يعيش في أبو ظبي قرب ابن زايد ووزرائه ومستشاريه”.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز″ كشفت قبل أيام أن نادر عمل ولمدة عام على التأثير على أحد المقربين والممولين لحملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتحويله لأداة ضغط عليه لصالح السعودية والإمارات. وأكدت إن مئاتٍ من الصفحات عن المراسلات التي تمت بينهما تكشف عن الجهود الحثيثة التي قام بها جورج نادر للتأثير على ترامب عبر إليوت برويدي بالنيابة عن الدولتين الغنيتين بالنفط. وقالت الصحيفة إن على رأس أجندة نادر، المستشار السياسي لولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد وبرويدي، نائب رئيس المالية في اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري كان الإطاحة بوزير الخارجية ريكس تيلرسون وإقناع ترامب بعزله بالإضافة للحصول على تأييد الرئيس في المواجهة السعودية – الإماراتية مع قطر والضغط على الرئيس مراراً وتكرار الموافقة على لقاء ولي عهد أبو ظبي والحاكم الفعلي للإمارات خارج البيت الأبيض وبدون رسميات.