يديعوت عن تسلل الشبان الفلسطينيين : فشل اسرائيلي ذريع
أثارت عملية اختراق ثلاثة شبان فلسطينيين غزيين للسياج الحدودي، والتجول بحرية لعدة ساعات في منطقة الجنوب، واجتياز مسافة وصلت إلى نحو 20 كيلومترا الكثير من الأسئلة الأمنية الإسرائيلية.
وأظهرت تحقيقات أولية إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أن الفلسطينيين الغزيين الثلاثة الذين عبروا السياج الحدودي إلى إسرائيل قد تجولوا لعدة ساعات في المنطقة، وساروا مسافة تقدر بنحو 20 كيلومترا، وهم مسلحون بالقنابل والسكاكين.
وبحسب موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت فإن ثلاثتهم خرجوا، صباح اليوم، من منطقة السياج الحدودي، ووصل إلى قاعدة "تسيئيليم" العسكرية، وعبروا عشرات البلدات الإسرائيلية، وكان بإمكانهم أن ينفذوا عملية في أي لحظة.
وأضافت أن الحادثة تثير أسئلة خطيرة، خاصة في ظل حقيقة أنه حصل في الأسبوع الذي قام فيه الجيش بنشر قوات بشكل لم يسبق له مثيل في محيط قطاع غزة، استعدادات لمسيرات العودة المخطط لها. كما استعد الجيش لمحاولات فلسطينية لاقتحام السياج الحدودي أو الدخول إلى إسرائيل عشية ما يسمى "عيد الفصح العبري"، كما نصبت حول قطاع غزة وسائل تكنولوجية متطورة بهف منع "التسلل"، ولكن "الفلسطينيين أثبتوا أن الأمر ممكن"، بحسب الصحيفة.
وفي حديثه مع الصحيفة، قال عضو الكنيست ورئيس "المجلس الإقليمي أشكول" سابقا، وعضو لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست حاليا، حاييم يلين، من كتلة "يش عتيد"، إن الحديث عن "خلل جدي جدا".
وأضاف إنه "حصلت أحداث أكثر من اللازم في الأسبوع الأخير. وهناك شعور بأن الجيش يشدد على الأمور الكبيرة، الأنفاق والمسيرة المليونية، دون أن ينتبه للأمور الصغيرة".
وتابع يلين أن "الفلسطينيين الثلاثة دخلوا عميقا، فليس الحديث عن كيلومتر أو اثنين، وإنما عن عدة ساعات من السير، وليس الركض". وأضاف أنه يأمل بأن يتم استخلاص العبر.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، رونين منليس، اليوم، إنه تمت معاينة مساس بالسياج الحدودي في المنطقة التي دخل منها الشبان الفلسطينيون الثلاثة. وبحسبه فإن قوة من قصاصي الأثر اكتشفت ثغرة في السياج في الساعة 09:00 من صباح اليوم. وفي الساعة 10:35 تم اعتقال الشبان الثلاثة على بعد 200 متر من قاعدة "تسيئيليم".
وتبين أن قصاصي الأثر قد اكتشفوا آثارا على الأرض قرب السياج الحدودي، جنوب قطاع غزة.
وجاء أن الشبان الثلاثة من رفح، ومن نفس العائلة، وكان بحوزتهم ثلاث قنابل، وسكين وقطاعتان.
وأضاف منليس أنه من غير المعروف الهدف الذين سعوا إليه، لكونهم لم يستخدموا الوسائل القتالية التي كانت بحوزتهم.
وأضاف أن "هذا حادث ما كان يجب أن يحصل. وقد انتهى بنجاح ودون وقوع إصابات"، مشيرا إلى أنه من غير الواضح لماذا لم ينته بضبطهم فور تجاوزهم السياج.
وعلى صلة، تطرق منليس إلى مسيرة العودة المقررة ليوم الجمعة، وقال إن الجيش لن يسمح بعبور السياج.
وقال رئيس المجلس الإقليمي "أشكول"، غادي يركوني، إنه يجب على الجيش أن يحقق في الحادث للتيقن من عدم تكراره مرة أخرى. وأضاف أنه كان من الممكن أن ينتهي بطريقة أخرى.
وأشار إلى أن الشبان الثلاثة عبروا السياج ومعهم أسلحة دون أي مقاومة، وتجولوا على مسافة 20 كيلومترا من السياج وهم مسلحون.
من جهته ادعى المحلل العسكري لموقع الصحيفة، رون بن يشاي، أن تجاوز السياج الحدودي ينبع "من عقلية بموجبها ستحل المشاكل مع الانتهاء من بناء السياج تحت الأرض وفوق الأرض". وأضاف أنه يجب فحص طريقة الحراسة مجددا إلى حين استكمال السياج الجنوبي.
كما ادعى أن هناك فرقا بين الرد الإسرائيلي على "عملية" أو "اختراق الحدود".
من جهتها كتبت صحيفة "هآرتس" أن التحقيقات الأولية أشارت إلى أنه حصل مساس بالسياج الحدودي خلال ساعات الليل. ولم تتمكن القوة التي وصلت إلى المكان من تشخيص أي عملية اختراق للحدود من قطاع غزة. ولم يتم اكتشاف ذلك إلا بعيد التاسعة صباحا.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في الأجهزة الأمنية تقديراتها أن "الفلسطينيين أدركوا، مؤخرا، أنه من السهل الوصول إلى السياج الحدودي مقارنة مع ما كان عليه في السابق، وذلك في أعقاب الحادثة التي اقترب فيها الجنود من علم فلسطيني علق على السياج، وتم تفجير عبوة ناسفة في المكان، ما أدى إلى إصابة أربعة جنود"