حكاية قناة سلوى السعودية التي ستحول قطر من شبه جزيرة لجزيرة
برز مقترح شق قناة "سلوى" على طول الحدود السعودية القطرية ليمثل الحلقة الأخيرة في المواجهة الدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين.
ففي أوائل يونيو/حزيران عام 2017 كانت السعودية واحدة من 4 دول (إضافة للبحرين والإمارات ومصر) تفرض مقاطعة تجارية وتقطع طرق المواصلات مع قطر على خلفية اتهامها بالتدخل في شؤونهم الداخلية ودعم الجماعات الإرهابية والتقارب مع إيران، وهي الاتهامات التي تنفيها قطر.
ورغم المقاطعة نجحت قطر في إقامة علاقات تجارية جديدة مع سلطنة عمان وإيران وتركيا لدرجة دفعت صندوق النقد الدولي لأن يشير في أوائل مارس/آذار إلى أن الآثار المالية والدبلوماسية للمقاطعة تخفت، وذلك بحسب مجلة فوربس.
وسيطرت مؤخرا عبارة "قناة سلوى البحرية" على مواقع التواصل في الخليج بعد إعلان صحيفة "سبق" السعودية عن مشروع سعودي قالت إنه يهدف إلى "عزل قطر جغرافيا" عن المنطقة بحسب الصحيفة.
وأشارت عدة صحف سعودية إلى أن "مشروعا سياحيا" لشق قناة بحرية على طول الحدود السعودية القطرية، سيمتد من منطقة سلوى إلى خور العديد، بغرض الإسهام في "التنشيط السياحي" بين دول الخليج عبر الرحلات البحرية.
وأثار المشروع جدلا ساخنا على تويتر، إذ رأى المغردون القطريون فيه تصعيدا غير مسبوق للأزمة الخليجية ووصفوا الخطوة بأنها تظهر "أسلوب الترهيب" السعودي.
ومن جهة أخرى، انقسمت التغريدات من الدول المقاطعة لقطر بين الساخرة والجادة، إذ رأى البعض في الخطوة "حماية لحدود المملكة" بينما غرد آخرون بتهكم عن "تَحوّل قطر لجزيرة معزولة" على حد تعبيرهم.
وأكدت صحيفة "سبق" السعودية على أن المشروع في انتظار الموافقة الرسمية عليه والترخيص له ليكتمل خلال سنة واحدة فقط.
والآن يبدو أن البعض في السعودية يريد خط حدود عازل ودائم مع قطر يحولها من شبه جزيرة إلى جزيرة.
ولكن هل يمكن أن تنعش بالفعل هذه القناة المنطقة التي ستشق فيها؟
بافتراض أن الحدود مع قطر ستظل مغلقة فإن سوقا رئيسيا لأي نشاط تجاري أو سياحي سيكون مغلقا في هذه المنطقة قليلة السكان والبعيدة عن المراكز الصناعية.
كما أنه من المستبعد تحول سفن الشحن من الشمال إلى الجنوب عبر هذا الممر الضيق بعيدا عن الخليج نفسه بحسب مجلة فوربس.
ووفقا للتقارير الصحفية فإن هذه القناة ستمتد 60 كيلومترا بعرض 200 متر وعمق 20 مترا لتسمح بمرور سفن طولها 295 مترا بسعة 33 مترا وتشير التقديرات الأولية للتكلفة لنحو 747 مليون دولار.
وتقول مجلة فوربس إن طول القناة قد يزيد عن رقم 60 كيلومترا المقترح.
ومع استبعاد العوامل الاقتصادية قد تكون الدواعي الأمنية وراء قيام الرياض بإعطاء الضوء الأخضر لهذا المشروع.
فقد كانت الحدود السعودية القطرية مسرحا لاشتباكات عنيفة في الماضي من بينها إطلاق نار عام 1992 لقى خلاله 3 أشخاص مصرعهم.
وانتهى البلدان من ترسيم الحدود عام 2001. وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي أغلقت السعودية نهائيا منفذها الحدودي مع قطر في سلوى.
وتشير التقارير الصحفية إلى أنه في حالة موافقة المسؤولين السعوديين على المشروع فإنه قد يكتمل في غضون 12 شهرا وهي فترة قد تبدو صغيرة بالمقارنة بآخر قناة كبيرة أقيمت في المنطقة وهي قناة السويس الثانية التي بلغ طولها 72 كيلومترا واستغرقت 12 شهرا نصفها كان في الحفر وبقية المدة في توسيع وتعميق الممر المائي.
ووفقًا لمعلومات نشرتها وسائل اعلام سعودية امس ، فمن المقرر أن يموَّل مشروع القناة بالكامل من جهات سعودية وإماراتية استثمارية من القطاع الخاص، على أن تكون السيادة سعودية كاملة، فيما ستتولى شركات مصرية رائدة في مجال الحفر مهام حفر القناة المائية؛ وذلك رغبة من "التحالف الاستثماري" المنفِّذ للمشروع في الاستفادة من الخبرات المصرية في حفر قناة السويس.
وبحسب المصادر، سيتم إنشاء قاعدة عسكرية سعودية في جزء من الكيلومتر الفاصل بين الحدود القطرية وقناة سلوى البحرية، بينما سيتم تحويل الجزء المتبقي إلى مدفن نفايات للمفاعل النووي السعودي الذي تخطط السعودية لإنشائه وفق أفضل الممارسات والاشتراطات البيئية العالمية، فيما سيكون محيط المفاعل النووي الإماراتي ومدفنه في أقصى نقطة على الحدود الإماراتية القريبة من قطر.
أول تعليق من مسؤول سعودي كبير حول تحويل قطر لجزيرة
علق المستشار في الديوان الملكي السعودي، سعود القحطاني، على عزم الرياض شق قناة بحرية على طول الحدود البرية بين السعودية وقطر، وبذلك يتم تحويل الأخيرة من شبه جزيرة إلى جزيرة.
وقال القحطاني في تغريدة عبر حسابه الرسمي الموثق بالعلامة الزرقاء في موقع "تويتر" اليوم الثلاثاء: "بتحليل الأخبار المتواترة عن
#قناة_سلوى_البحرية فإن قطر ستتحول لجزء من
#جزيرة_سلوي التي تشمل # قاعدة_عسكرية_سعودية_في_سلوى بالقرب من القواعد العسكرية الأخرى التي جلبها الصغير لأرضه. وسيذكر التاريخ أنه كانت هناك في تلك الأرض دولة! قلت في بداية الأزمة:
#تونا_مابدينا #هي_الرياضويعتبر حديث القحطاني أول رد سعودي رسمي على مشروع القناة، بعد المعلومات التي نشرتها صحيفة "سبق" السعودية منذ يومين عن عزم المملكة تمويل مشروع قناة سلوى بمساعدة إماراتية، على أن تكون السيادة سعودية بالكامل.
كما أشارت الصحيفة إلى أن شركات مصرية رائدة في مجال الحفر ستتولى مهام شق القناة المائية، وذلك رغبة من التحالف الاستثماري المنفذ للمشروع في الاستفادة من الخبرات المصرية في حفر قناة السويس.