الغزيون يجربون المرايا والكاوتشوك كـ «سلاح شعبي» جديد لمقارعة الاحتلال الجمعة المقبلة
أشرف الهور:
Apr 04, 2018
غزة – «القدس العربي» : بشكل عملي جرب عدد من الشبان المشاركين في فعاليات «مسيرة العودة الكبرى» ما يريدون استخدامه من «سلاح شعبي» جديد، خلال الفعاليات التي ستشهدها مناطق «التخييم» الخمس يوم الجمعة المقبلة، والمتمثلة بشكل أساسي بـ «المرايا العاكسة»، ومن ثم إشعال النيران بعدد كبير جداً من إطارات السيارات، على الرغم من التحذيرات التي خرجت للابتعاد عن «السلاح الثاني».
وعلى أكثر من نقطة حدودية شرق قطاع غزة، حمل شبان خلال اليومين الماضيين «مرايا» كبيرة الحجم، عكسوا من خلالها أشعة الشمس تجاه الجنود الإسرائيليين المتمركزين خلف تلال رملية وابراج عسكرية، في مسعى لتشتيت انتباههم، وإفقادهم السيطرة على أسلحتهم القناصة، التي أدى استخدامها يوم الجمعة الماضية إلى استشهاد 16 شابا فلسطينيا، وإصابة المئات بجراح، بينهم من أصيبوا بحراج خطرة.
وتتمركز الفكرة، حسب ما قال ناشط شبابي يدعى حسام، يحرص على المشاركة في التظاهرات الحدودية لـ «القدس العربي»، على حمل عدد من الشبان «المرايا» بشكل وزاوية محددة، تمكنهم من عكس أشعة الشمس تجاه اعين جنود الاحتلال.
ويقول أن صفاء الأجواء وخلو السماء من الغيوم، يساعد كثيرا في نجاح هذه الفكرة، وحسب هذا الناشط وهو في منتصف العشرينيات، فإنه ورفاق كثر جربوا «السلاح الشعبي» الجديد.
وقد تواردت الفكرة باستخدام هذا السلاح، من خلال تبادل الأفكار والمقترحات من قبل المشاركين في «مسيرات العودة»، عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وخلال تواجد الشبان عند مناطق الحدود، هكذا قال الشاب، لافتا إلى أن هناك مقترحات أخرى لابتكار أساليب نضالية شعبية جديدة، ستشهدها مناطق الحدود خلال الأيام القادمة.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صور لشبان على حدود غزة الشرقية، وهم يحملون بين أيديهم «مرايا» يعكسون من خلالها أشعة الشمس صوب الجنود الإسرائيليين، وقد انتشرت صورة لشاب وهو يعمل على تثبيت مرايا ذات حجم معين بعصا خشبية، لحملها وتحريكها من مكان يبعد عن جسده، لتفادي الإصابة. ويلاحظ أن المشاركين في تلك المسيرات لا يعرفون بعضهم البعض، وأن ما يدفعهم للمشاركة، هو تحمسهم لفكرة «مسيرة العودة»، التي تأخذ طابع «النضال الشعبي السلمي»، والمقرر أن يتطور كثيرا حتى الوصول إلى «يوم الزحف» المقرر منتصف الشهر القادم، والذي ينوي خلاله المتظاهرون اجتياز الحدود الفاصلة، وتطبيق «حق العودة» بشكل عملي.
وقد أطلق نشطاء من المقاومة الشعبية، على وسائل التواصل الاجتماعي، وسماً سمّوه «
#جمعة المرايا والكاوتشوك»، لاقى الكثير من التعليقات، حيث كتب الشاب مسلم سالم تحت هذا الوسم «ينصح بإحضار أكبر عدد وأكبر قطع من المرايا العاكسة».
وإلى جانب هذه الفكرة التي جربت بشكل عملي، يتم حاليا تبادل الآراء حول تجميع كميات كبيرة من إطارات السيارات البالية «الكاوتشوك» لإحراقها على مقربة من الحدود، في مسعى من النشطاء أولا لتشكيل كتلة كبيرة من الدخان الأسود، بهدف حجب الرؤية أمام جنود القناصة، وحرمانهم من رؤية الأهداف بدقة.
وفي هذا السياق، تجري حاليا عمليات تجميع هذه الكميات الكبيرة من إطارات السيارات. وحسب الدعوة على مواقع التواصل الاجتماعي لأصحاب الفكرة، فإنهم يريدون تجميع عشرة آلاف إطار، وتوزيعها على كل مناطق المواجهات الخمس جنوب ووسط وشمال قطاع غزة، لإحراقها هناك.
ونشر القائمون على الحملة صوراً لشبان خلال عمليات تجميع هذه الإطارات، فيما نشرت صور خضعت لعملية مونتاج، على موقع «فيسبوك»، تظهر أحد مناطق الحدود وقد غطيت بإطارات السيارات «الكاوتشوك» في مشهد تعبيري عما سيحدث الجمعة القادمة، فيما كتب خالد أحمد على موقع «فيس بوك» يقول «جمعة الكاوتشوك للتغطية على نيران القناصة».
غير أن هذه «السلاح» قوبل بمطالبات تدعو لتجنب استخدامه، لما له من آثار سلبية على الصحة، وعبر النائب في المجلس التشريعي أشرف جمعة، عن خشيته من فكرة حرق الإطارات، التي ينتج عنها «أدخنة سوداء» مما قد يعطي فرصة للاحتلال لاستغلالها وإلقاء قنابل مسيلة للدموع من النوع الخطير المعروف باسم «غاز الادمسايت» الذي ينتج دخانا بلون دخان الاطارات نفسه عند اشتعالها، لافتا إلى أنه «يسبب نتائج وخيمة علي حياة ابناءنا».
وأشار إلى أن هذا النوع من الغاز السام، استخدمته قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 2001 في مدينة غزة، وقال أنه سلاح «محرم دوليا».
في المقابل هناك خشية من تأثر المتظاهرين بالأدخنة السوداء التي تتصاعد عند احتراق «الكاوتشوك»، خاصة إذا ما كانت الرياح وقت العملية تأتي من جهة الشرق، حيث ستحمل هذه الأدخنة إلى جهة المتظاهرين.
يشار إلى أن المشاركات في أماكن «التخييم» الخمس، التي وضعت على حدود غزة، استمرت وبأشكال مختلفة، بهدف الحفاظ على استمرار الفعاليات حتى الوصول إلى «يوم الزحف».
وقرر المحاضر في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية الدكتور وائل عبد العال نقل محاضرات طلبته إلى أحدى المناطق الحدودية.
ووضعت الهيئة التنسيقة لمسيرة العودة، صوراً لهذا المحاضر، وقد وضع لوح في منطقة الحدود، شرح فيه أحد الدروس لطالباته اللواتي افترشن الأرض، من دون وجود أي مقاعد.
ومن المقرر كذلك أن تنظم اليوم أطول «سلسلة قراءة» ضمن فعاليات لجنة المسيرة، في مكان «التخييم» المقام على الحدود الشرقية لمدينة رفح جنوب القطاع.
وأكدت اللجنة أن الهدف من الفعالية هو «الحفاظ على سلمية المسيرات لتحقيق أهدافها»، ولتشجيع عادة القراءة في المجتمع.