لماذا يعتبر الهجوم الكيميائي في مدينة دوما السورية كذباً جديداً للخوذ البيضاء؟
أمد/ دمشق: بعد أسبوع من الأحداث المأساوية في مدينة دوما السورية المعقل الأخير لجماعة جيش الإسلام الإرهابية ظهرت على شبكة الإنترنت اعترافات مشاركي الهجوم الكيميائي المزعوم.
قال الطبيبان وهما يعملان في قسم الإسعاف داخل مستشفى دوما، عن الحقيقة بخصوص فيديو المسرحية الذي نشرتها مجموعة الخوذ البيضاء غير الموثوق بها. أكد المشاركان أن الحادث في مدينة دوما هو استفزاز في الواقع.
أضاف الطبيبان أن أثناء تقديم المساعدات الطبية الأولية للمصابين في المستشفى دخل أشخاص مجهولون المبنى وحمل بعضهم كاميرات تصوير، وبدأوا يصرخون في محاولة لإثارة الذعر ورشوا الجميع بالمياه، وأوهموا جميع الموجودين في المكان بإصابتهم بمواد سامة.
بعد ذلك، بدأ المرضى المتواجدين في قسم الإسعاف بالمستشفى وأقاربهم في رش المياه بعضهم على الآخر وهم في حالة ذعر، وبعد إتمام تصوير العملية على الكاميرات اختفى هؤلاء الأشخاص بسرعة من المكان.
وأكد الطبيبان أن الأشخاص المتأثرين بالواقعة الذين نقلوا إلى المستشفى لم تكن لديهم أي أعراض إصابات بالمواد السامة.
تجدر الإشارة إلى أن تعتقد الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن الأحداث في مدينة دوما لا تعتبر هجوما كيميائيا لأنه لا توجد الأدلة الواضحة لديها.
ولذلك أجرى مركز "سورية. النظر من الداخل" تحقيقه الخاص من أجل كشف ما حدث في مدينة دوما في الواقع. قام خبراؤنا بتحليل التقارير والصور والفيديوهات التي ظهرت على الإنترنت.
أولاً، يبدو من الغريب أنه من المستحيل تحديد مكان التصوير ومن المحتمل أن تم تصوير هذه المسرحية في محافظة إدلب حيث جعلت الخوذ البيضاء أشرطة الفيديوهات مراراً وتكراراً أو في أي مدينة سورية تقع تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلحة.
إضافة إلى ذلك، يسمح التحليل الفني للفيديوهات والصور بالتأكيد أن الخوذ البيضاء خططت هذا الاستفزاز لأن البيانات الفنية للملفات مفقودة أو تم تغييرها عن قصد.
تجدر الإشارة إلى أن ممثلو "الدفاع المدني" وجدوا أنفسهم بسرعة في مكان الهجوم ولكن لسبب ما وهم نسوا ارتداء ملابس الحماية الشخصية. إن آثار الكلور، إذا تم استخدامه في الواقع، تسبب لرجال في الخوذ البيضاء سعالا قويًا ولم نرى ذلك في أي فيديو.
ثانياً، يبدو أن الضحايا الذين يظهرون في الفيديوهات المذكورة لم يتعرضوا للتسمم بالكلور لأنه تثير هذه المادة الكيميائية ظهور القروح والحروق على الجسد فلم نلاحظ هذه السمات.
أعراض التسمم بالكلور بشكل ثقيل هي:
يتم حظر التنفس ويصبح من المستحيل نتيجة تشنج الحنجرة المفاجئ – تضيق المزمار؛
المريض يفقد الوعي ويسقط في خافت عميق؛
تورم العروق على الوجه والرقبة، وتلاحظ التشنجات؛
هناك فقدان السيطرة على العضلات والنشاط الحركي؛
التبول الطوعي والتغوط (إخلاء الأمعاء).
أعراض التسمم بالكلور بشكل خفيف هي:
الانزعاج وتهيج الغشاء المخاطي في الجهاز التنفسي؛
زيادة إفراز اللعاب وتقلص الحبال الصوتية؛
السعال وصعوبة في التنفس؛
الإحساس بالفرك والحرق في العينين، الدمع؛
الغثيان والمرارة في الفم.
لم نرى أحد من الأعراض المذكورة أعلاه في الفيديوهات التي تم نشرها من قبل الخوذ البيضاء.
يجب الإشارة إلى أن نشاهد الأطفال بشكل عام على مقاطع الفيديو ومن الواضح أن تثير هذه الصور الشفقة والغضب عن قصد.
ثالثاً، يسمح تحليل الفيديو بالقول إن منظمو هذه المسرحية لا يعرفون أعراض التسمم بالكلور على البشر ولم سمعوا عن أساليب تقديم الإسعافات الأولية للمصابين. على سبيل المثال، الرجل (الصورة رقم 1) يقف بهدوء ويتحدث مع الأشخاص الآخرين في مكان مغلق وبعد بضع ثوان يبدأ لعب دور الضحية ويصب الماء على رأسه ويقوم الرجل الأخر بجواره تطهير الأرضية من الكلور (الصورة رقم 2) دون أية وسائل الحماية.
إذا تم تسميم الكلور يجب على:
القضاء على مصدر السم في الجسم – سحب أو إزالة المريض خارج منطقة عمل السم.
ضمان الوصول إلى الهواء النظيف.
إزالة الملابس الملوثة وتقديم الماء الدافئ (غير الساخن) لغسل الجلد المتلامس.
في حالة تلف العين، شطفها بالكثير من الماء أو محلول الصودا المعتدل لتخفيف الالتهاب.
شطف تجويف الفم والأنف مع حلول الصودا لتقليل الأضرار التي تلحق بالأغشية المخاطية، التنفس مع إضافة الصودا لتخفيف السعال.
رابعاً، يعرض الفيديو الآخر مكان السقوط للقنبلة الجوية التي تم إسقاطها المزعوم من قبل الطيران السوري. تثير هذه اللقطة أسئلة كثيرة. كيف سقطت القنبلة على السرير الخشبي بدون ضرره؟ ولماذا لم يتم تشويه المقذوف الذي أسقطوه من طائرة أثناء الهبوط؟ يبدو أن القنبلة وضعوها هناك في الوقت قبل تصويرها. ومن المحتمل أن تعتبر القنبلة أسطوانة أكسجين فقط في الواقع. لقد شهدنا مراراً تمويه أسطوانات صفراء من هذا النوع للقذائف ذات المواد السامة.
وهكذا، نشاهد العملية الأخرى التي تم تخطيطها مسبقاً من قبل المسلحين المتطرفين والخوذ البيضاء ورعاتها وتؤكدها شهادات الأطباء من دوما أيضا. في الوقت نفسه، تم تنفيذ هذه العملية الوحشية من أجل إحياء ذكرى الأحداث في خان شيخون عندما اتهمت الدول الغربية بشار الأسد باستخدام الأسلحة الكيميائية أيضا. ويجب الذكر أن قد تخلصت الحكومة السورية من الأسلحة الكيميائية بالكامل في عام 2014 تحت مراقبة المجتمع الدولي.