هل داود وسليمان وموسى أنبياؤنا أم أنبياؤهم؟
علاقتنا بأتباع موسى وداود وسليمان عليهم السلام:
يعتقد البعض أننا كمسلمين لا تربطنا بأتباع الأنبياء السابقين أية علاقة، وبناءً على هذا يعتقد البعض أن اليهود اليوم هم أقرب إلى موسى وأتباعه من المسلمين وهذا غير صحيح بل إننا أحق بموسى من اليهود. فإن الإسلام هو دين جميع الأنبياء منذ آدم عليه السلام وحتى محمد بن عبد الله خاتم النبيين وإن اختلفت شرائعهم.هذا يعني أن صحابة موسى عليه السلام الذين آمنوا به ونصروه واتبعوه هم من المسلمين ونحن نحبهم. وكذلك أتباع داود وسليمان وهارون وجميع الأنبياء هم من المسلمين الذين نحبهم وتربطنا بهم علاقة وطيدة وهي عبادة الله وحده واتباع رسوله الذي أرسله.
ولكن هناك فئات كثيرة من قوم موسى عليه السلام ومن بني إسرائيل عموماً قتلوا الأنبياء وعصوا رسله وعاثوا بالأرض فساداً كما أخبرنا القرآن فهؤلاء هم الذين لا نحبهم ولا نرتبط بهم … ولكننا نرتبط ونحب من تبع موسى وهارون بحق ونحب ونرتبط بالفئة المؤمنة ولو كانت قليلة من بني إسرائيل الذين اتبعوا رسلهم ونصروهم وعبدوا الله وحده كما أننا نحب أنصار عيسى عليه السلام الذين اتبعوه ونصروه وعبدوا الله وحده لا شريك له.
ديانة جميع الأنبياء الإسلام
يقول الدكتور محسن صالح في كتابه “الحقائق الأربعون عن القضية الفلسطينية”:
يؤمن المسلمون أنهم الورثة الحقيقيون الجديرون بميراث داود وسليمان وأنبياء بني إسرائيل وصالحيهم، ممن حكموا فلسطين ردحاً من الزمن تحت راية التوحيد، وأن شرعية حكمها تحولت إلى المسلمين لأنهم رافعو راية التوحيد من بعد هؤلاء الرسل، والسائرون على درب الأنبياء. ويعتقد المسلمون أن اليهود تنكبوا عن طريق الحق، وحرفوا كتبهم، وقتلوا أنبياءهم، وباؤوا بسخط الله سبحانه وغضبه. انتهى النقل
الإسلام هو دين الأنبياء جميعاً:
فالإسلام في لغة القرآن ليس اسماً لدين خاص وإنما هو اسم للدين المشترك الذي هتف به كل الأنبياء، وانتسب إليه كل أتباع الأنبياء.
هكذا نرى نوحاً يقول لقومه : {وَأُمِرتُ أَن أَكونَ مِنَ المُسلِمينَ} (يونس:72)
ويشهد الله أن ابراهيم كان مسلماً : {مَا كَانَ إِبرَاهِيمُ يَهُودِيًا وَلاَ نَصرَانِيًا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُسلمًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشرِكِينَ } (آل عمران:67)
ويدعو ابراهيم واسماعيل فيقولان: {رَبَنا وَاجعَلنا مُسلِمَينِ لَكَ وَمِن ذُرِيَتنا أُمَةً مُسلِمَةً لَكَ} (البقرة:128)
ويعقوب (إسرائيل) يوصي بنيه فيقول : {يَا بَنِيَ إِنَ اللهَ اصطَفَى لَكُمُ الدِينَ فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } (البقرة: 132)
وأبناء يعقوب (بنو إسرائيل) يجيبون أباهم : {قالوا نَعبُدُ إِلٰهَكَ وَإِلٰهَ آبائِكَ إِبراهيمَ وَإِسماعيلَ وَإِسحاقَ إِلٰهًا واحِدًا وَنَحنُ لَهُ مُسلِمونَ} (البقرة:133)
ويوسف عليه السلام يقول: {تَوَفَني مُسلِمًا وَأَلحِقني بِالصالِحينَ} (يوسف:101)
ووصف سبحانه وتعالى بيت لوط بالإسلام، فقال فيهم: {فما وَجَدنَا فِيهَا غَيرَ’بيتٍ مِنَ المُسلِمِينَ} (الذاريات:36)
وموسى يقول لقومه : {وَقالَ موسىٰ يا قَومِ إِن كُنتُم آمَنتُم بِاللَـهِ فَعَلَيهِ تَوَكَلوا إِن كُنتُم مُسلِمينَ} (يونس:84)
ويقول قوم موسى عليه السلام : {رَبَنا أَفرِغ عَلَينا صَبرًا وَتَوَفَنا مُسلِمينَ} (الأعراف:126)
وقال سليمان عليه السلام في رسالته لسبأ: {إِنهُ مِن سُلَيمَانَ وَإِنَهُ بِسمِ اللَهِ الرَحمَنِ الرَحِيمِ* أَلَا تَعلُوا عَلَيَ وَأتُونِيمُسلِمِينَ} (النمل:30-31)
وقالت ملكة سبأ : {قَالَت رَبِ إِنِي ظَلَمتُ نَفسِي وَأَسلَمتُ مَعَ سُلَيمَانَ لِلَهِ رَبِ العَالَمِينَ} (النمل:44)
والحواريون يقولون للمسيح عيسى : {قَالَ الحَوَارِيُونَ نَحنُ أَنصَارُ اللهِ آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون} (آل عمران:52)
جاء الإسلام مصححاً للرسالات التي حرفت:
إن ما جاء به الإسلام لم يكن جديداً بقدر ما كان تصحيحاً للرسالات التي سبقته أي أن الاسلام كان مجدداً بالدرجة الأولى لما أوحاه الله على أول الانبياء.
إن الإسلام الذي جاء به محمد بن عبد الله لم يزد الأديان ديناً جديداً ، بل هو رد الأديان المحرفة إلى أصولها يقول الله تبارك وتعالى : {إِنَ الدينَ عِندَ اللَـهِ الإِسلامُ وَمَا اختَلَفَ الَذينَ أوتُوا الكِتابَ إِلا مِن بَعدِ ما جاءَهُمُ العِلمُ بَغيًا بَينَهُم} (سورة آل عمران:19)
ونذكر هنا أن النبي صل الله عليه وآله وسلم قد صلى إماماً بالأنبياء جميعاً في الصلاة في رحلة الإسراء والمعراج في بيت المقدس (
المسجد الأقصى)، وهذه دلالة أخرى على أن أنبياء الله كلهم مسلمون.
الرسل رسالتهم واحدة
وبهذا يُعلم أن الإسلام وهو الاستسلام لأمر الله تعالى وعبادته وحده هو دين الأنبياء جميعاً، فقد اتفقت كلمتهم على الدعوة إلى عبادة الله وحده، ولكن اختلفت الشرائع فقد يباح لقوم ما يحرم على آخرين والعكس، ويباح في زمان ما يحرم في آخر لما يعلمه سبحانه من مصالح العباد، والإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم امتداد لدين اللهالذي شرعه للبشر من قديم الزمان وناسخ لما قبله من الشرائع، فلا يقبل من أحد دين غيره بعد بعثة محمد صل الله عليه وسلم.
نحن أحق بموسى من اليهود
قدم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المدينة، فرأى اليهود تصوم عاشوراء، فقال: “ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح نجى الله فيه موسى وبنى إسرائيل من عدوهم، فصامه. فقال – صلى الله عليه وسلم -: “أنا أحق بموسى منكم”، فصامه صل الله عليه وسلم وأمر بصيامه. [رواه البخاري ومسلم].
وفي رواية: فقال لهم: “ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ قالوا: هذا يوم عظيم، أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرق فيه فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: فنحن أحق وأولى بموسى منكم”. فصامه – صل الله عليه وسلم – وأمر بصيامه.
وقد أتى اليهود واحتلوا أرض فلسطين بحجة وبكذبة أنها أرض الميعاد التي وعدهم إياها الرب سبحانه وتعالى والآن ينقبون تحت المسجد الأقصى ليروا آثار للهيكل المزعوم حتى يثبتوا للعالم أنه آثار يهودية ولكن الحقيقة أن المسلمين هم أولى وأحق بموسى من اليهود الحاليين. وكل هذه شبهات يرميها اليهود بوجه الأمة العربية والإسلامية وباقي العالم حتى يبرروا احتلالهم الغاشم لأرض فلسطين ويعطونه الشرعية.
يقول الدكتور راغب السرجاني في برنامجه خط الزمن حلقة 2:
نحن المسلمون أحق بموسى نبى اليهود من اليهود لأنهم أرهقوه كثيرا فى حياته وبعد مماته بكلمات كثيرة وتحريفات كثيرة وبشذوذ كبير فى كل الأخلاق الفاضلة… خرجوا عن كل ذلك ولم يتبعوا نبياً من أنبيائهم بل وقتلوا أنبياءهم ونحن نعظم ونبجل ونقدر كل أنبياء الله عز وجل مع أنبياء اليهود وأنبياء النصارى. كل من بعث الله من أنبيائه نعزه ونقدره وقال عليه الصلاة والسلام نفس الكلمه فى حق عيسى عليه السلام وقال أنا أولى بعيسى بن مريم. المسلمون أولى بعيسى بن مريم من النصارى هذه حقائق فى تاريخنا وفي ديننا.