إسرائيل أعدّت مخططًا لتهجير 27 قريّة عربيّة فلسطينيّة خلال العدوان الثلاثيّ ضدّ مصر.. كتابٌ إسرائيليٌّ:”في النكبة وعقبها نفذّت الصهيونيّة أكبر عملية سطوٍ مٌسلّحٍ في التاريخ”.. بن غوريون:”معظم اليهود لصوص”
كشف الباحث والمؤرّخ الإسرائيليّ آدام راز النقاب عن أنّ كيان الاحتلال كان قد أعّد خطةً لترحيل سكان 27 قرية في المثلث إلى الأردن إذا ما شاركت الأردن في العدوان الثلاثيّ الذي شنّته إسرائيل وبريطانيا وفرنسا ضدّ مصر عقب إعلان الرئيس المصريّ الراحِل، جمال عبد الناصر عن تأميم قناة السويس، مُشدّدًا على أنّ المخطط الإسرائيليّ الجهنميّ كان سيتّم إخراجه إلى حيِّز التنفيذ في حال مُشاركة الأردن بالحرب المذكورة.
ومؤخرًا أصدر المؤرخ راز كتابًا جديدًا تحت عنوان “نهب أملاك العرب خلال حرب الاستقلال” كشف فيه النقاب عن جرائم السلب والنهب لكلّ الممتلكات المتنقلة في فلسطين خلال وبعد نكبة 1948.
واستعرض الكتاب مشاهد أكبر سطو مسلح على مرّ العصور، ويقدم اعترافات تاريخية عن الفضيحة التي عقب عليها الرئيس الوزراء الإسرائيليّ الأول دافيد بن غوريون حيث قال:”أظهرت هذه الأفعال أنّ معظم اليهود لصوص”، بحسب ما كشفته إحدى الوثائق الأرشيفيّة التي اعتمد عليها الكتاب.
وتعتمِد دراسة المؤرخ الإسرائيليّ على وثائق من عشرات الأرشيفات ومقاطع من الصحف العبرية، حيثُ أكّد في حديثٍ لصحيفة (هآرتس) العبريّة أنّ الحديث يجري عن حدثٍ نادرٍ ما زالت تداعياته وآثاره تستشعر حتى يومنا هذا.
وفي حديثه للصحيفة العبريّة قال مؤلِّف الكتاب:”السارق الذي نهب أملاك جاره لم يكن يعي عملية إشراكه في خط سياسي سعى إلى منع عودة العرب إلى البلاد، لكن عندما تدخل إلى مبنى الجار وتخرج أملاك العائلة العربية التي سكنت هناك حتى الأمس، فإنه لديك على الأقل محفز بألّا يعودوا بعد شهر أو سنة. وكان لهذه الشراكة الخاملة بين الخط السياسي الكبير وبين السارق الفرد، تأثير للأمد البعيد: لقد عززت الخط السياسي الذي دفع نحو فصل بين الشعبين في السنوات التي أعقبت الحرب”، على حدّ قوله.
علاوة على ما ذُكِر آنفًا، أكّد راز في معرض ردّه على سؤال الصحيفة أنّ “أجزاء كثيرة من الجمهور الإسرائيلي، مواطنون ومقاتلون على سواء، كانوا ضالعين في نهب أملاك الجمهور العربي. وانتشر النهب كالنار في الهشيم في أوساط الجمهور اليهودي”.
وقال إنّ أعمال النهب هذه شملت محتويات عشرات آلاف البيوت والحوانيت، ومعدات ميكانيكية، ومصانع، ومنتجات زراعية وغير ذلك. كما شملت آلات بيانو، وكتبا، وملابس، ومجوهرات، وطاولات، وأدوات كهربائية، ومحركات وسيارات، على حدّ تعبيره.
وفي الشهر الماضي نشر راز مقالاً في صحيفة (هآرتس) العبريّة، كشف فيه النقاب عن أنّ رئيس حجهاز الأمن العّام (الشاباك)، قال في العام 1960، أيْ عندما كان عرب الـ48 يرزحون تحت الحكم العسكريّ، قال إنّ مُستوى حياة العرب في إسرائيل سيرتفع، وهذا الأمر سيُشكِّل علينا خطرًا كبيرًا علينا، ولذا لا مفر من مواصلة التنكيل بهم، على حدّ تعبيره.
كما كشف المؤرّخ الإسرائيليّ في المقال ذاته أنّ القائد العّام لشرطة الاحتلال الإسرائيليّة كان قال في العام نفسه إنّ دولة إسرائيل لم تستنفِذ جميع الطرق والوسائل لظلم العرب، لكي نمنعهم من “فتح شهيتهم”، كما قال. وأكّد المؤرِّخ الإسرائيليّ أنّ اعتمد في كشفه على وثائق حكوميّةٍ رسميّةٍ تمّ رفع التحفظ عنها من قبل الرقابة العسكريّة.