[rtl]د. "محمد خير" النمرات[/rtl][rtl]"قراءة في أحداث الأردن"[/rtl][rtl]التاريخ:7/6/2018 - الوقت: 6:22م[/rtl]إذن فقد أسقط الشعب الحكومة.. وها هو قاب قوسين أو أدنى من إسقاط قانون الضريبة؛ حيث سيكون سحب مشروع هذا القانون المشؤوم بعد تأدية اليمين من قبل الحكومة الجديدة بحسب ما صرّح به دولة الدكتور المحترم عمر الرّزاز.
وهنا لا بد من نظرة رشيدة ووازنة للأمور، بحيث نؤكد المرة تلو المرة - وبأساليب متنوعة - على أن الهدف الأسمى الذي يجب خلق الوعي الشعبي تجاهه، والعمل الدؤوب من أجل الوصول إليه هو《تغيير النهج》وليس أي شيء آخر.
ولكن، بذات الوقت لا ينبغي التقليل - إطلاقاً - من أهمية ما تم إنجازه عبر الحراك، من إسقاطٍ للحكومة، وسحب للقانون، وإنما لا بد من تثميره والبناء عليه.
لقد "كبَّر الحراك الأردني حجره" إبان الربيع العربي بمطالبَ "مشروعة" ولكنها "حالمة"، الأمر الذي جعله "يخرج من المولد بلا حمص" صفر اليدين، والأخطر من ذلك أن فشل الحراك الأردني - في أوج ذروته - من تحقيق أي شيء يذكر آنذاك، قد تسبب في مشكلتين مترابطتين، لا تقل أحداهما أهمية عن الأخرى:
أما الأولى، فهي أن هذا الفشل الذريع قد أغرى صنّاع القرار لإحكام قبضتهم على جميع مفاصل الحكم لضمان عدم تكرار هذا الربيع مجدداً، فبادروا لسد جميع الثغرات - القليلة - التي قد يلج منها الشعب مستقبلاً نحو الإصلاح الحقيقي الشامل، الذي يبدأ - بالتأكيد - بالإصلاح السياسي، فطفقوا يجرون تعديلات دستورية ترسّخ حكم الفرد المطلق، وتلتهم جميع مساحات الشراكة الحقيقية مع الشعب.
وأما الثانية، فهي أن هذا الفشل الذريع، بعد كل هذا العناء الطويل، قد أصاب النفسية الجمعية للحراك الأردني - بل للشعب الأردني - في مقتل، وأشعرنا بعدم الثقة، وباللاجدوى من الحراك، بل من أي شيء، حتى من مجرد الكلام أو الاعتراض، فغدا الشارع الأردني - ولمدة خمس سنوات خلت - جثةً هامدة تنتظر "التشليح" والتشريح، وهو ما جرى بالفعل، حيث تم تمرير الكثير الكثير من القرارات والصفقات الكارثية، والتي لم يكن أولها قانون الانتخاب المتخلف، واتفاقية الغاز مع الصهاينة، وتعديل المناهج، والخطبة الموحدة، ولا آخرها قانون الخدمة المدنية، والرفعات الخيالية للأسعار، وكارثة الصوامع، والتي كان الشارع المهزوم يتعامل معها - بالغالب - على سبيل النكات والسخرية، وكأنّ الأمر لا يعنيه، من مبدأ :《إذا كثرت همومك غنيلها》.
الخلاصة..
أرى بأنه لا بد من قفلة حكيمة للمشهد تُظهر الشعب على أنه منتصر في هذه الجولة - وهو كذلك بالفعل - كي نحافظ على حياته، وحيويته، وثقته بنفسه، ونضمن تيقظة واستعداده ولياقته النفسية للمشاركة - بكثافة - في الجولات الإصلاحية القادمة، مع التأكيد على أنها جولة واحدة فقط وصولاً - عبر الوعي والسعي - إلى تغيير النهج.
والله من وراء القصد.