منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الملائكة في الإسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75866
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الملائكة في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: الملائكة في الإسلام   الملائكة في الإسلام Emptyالإثنين 07 مايو 2018, 11:46 am

الملائكة في الإسلام

الملائكة في الإسلام هم خلق من خلق الله، خلقهم الله من نور، وهم مربوبون مسخرون، عباد مكرمون، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، لا يوصوفون بالذكورة ولا بالأنوثة، لا يأكلون ولا يشربون، ولا يملون ولا يتعبون ولا يتناكحون ولا يعلم عددهم إلا الله. والإيمان بهم ركن من أركان الإيمان، فمن أنكرهم ولم يؤمن بهم فقد كفر لما نزل في القرآن:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا  .
[الآية 1]
ولهم أعمال ومهمات معينة وكلفهم بها الله ينفذونها، مثل تبليغ الوحي والنفخ في الصور، ونزع أرواح العباد.
يؤمن المسلمون بأن الملائكة لهم صفات وقدرات وهبها لهم الله، فهم لهم أجنحة، وقادرين على التشكل، وسرعتهم وتنظيمهم، ولهم صفات خُلقية عديدة كاستحيائهم وقد وصفهم القرآن بأنهم كرام بررة. وبحسب اعتقاد المسلمين فإن لهم مكانة رفيعة وعظيمة وعالية عند الله. فقد قال الله في جبريل:  إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ  ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ  مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ  .
[الآية 2]
 والملائكة بحسب اعتقاد المسلمين يعبدون الله بعبادات مختلفة، كالتسبيح والاصطفاف، والحج، وخشية الله.
والملائكة لهم أعمال خاصة تجاه المؤمنين، مثل تأمين دعائهم ومحبتهم لهم، ولهم أعمال خاصة للكفرة، مثل لعنهم وإنزال العذاب بهم. وقد اختلف العلماء في مسألة المفاضلة بين الملائكة والبشر، فقد اتفق بعض العلماء أن صالحي البشر أفضل من الملائكة وقدموا العديد من الحجج والأدلة، واتفق آخرون أن الملائكة أفضل وأيضاً قدموا أدلتهم وأحاجيجهم
[1]
.
ويؤمن المسلمون بأن أعداد الملائكة لا يحصيها إلا الله، فهم كثيرون جداً، حيث أن كل يوم يدخل منهم سبعون ألفاً للبيت المعمور ولا يعودون إليه، وكل إنسان له ملكين يكتبان أعماله، وكل نطفة لها ملك موكل بها، وهذا مايدل على كثرتهم. ويؤمن المسلمون أيضاً بأن الملائكة عظيمي الخلقة، مثال على ذلك ما قال رسول الإسلام محمد عن حملة العرش: «أذن لي أن أتحدث عن ملك من حملة العرش رجلاه في الأرض السفلى، وعلى قرنه العرش، ومن شحمة أذنه وعاتقه خفقان الطير، سبعمائة عام، فيقول ذلك الملك: سبحانك حيث كنت».


الملائكة في العقيدة الإسلامية



يؤمن كل المسلمين بأنّ الملائكة إنّما هم عباد الله المكرمون، وهم الرسل بين الله وبين رسله وأنبيائه، وأنها مخلوقات قائمة بنفسها، ويؤمنون بأن الإيمان إيماناً جازماً بلا شك ولا ريب بهم واجب، لما ورد عن ابن عمر عن النبي حينما سئل عن الإيمان: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله»، فمن لم يؤمن بوجودهم فقد أسقط ركناً من أركان الإيمان الستة وكفر لقوله تعالى  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا  .
[الآية 3]
 وذكر البيهقي في كتاب له أن الإيمان بالملائكة يتضمن التصديق بوجودهم، وإنزالهم منازلهم، وإثبات أنهم عباد الله وخلقه كالإنس والجن مأمورون مكلفون لا يقدرون إلا ما أقدرهم الله عليه، والموت عليهم جائز، ولكن الله جعل لهم أمداً بعيداً فلا يتوفاهم حتى يبلغوه، ولا يوصفون بشيء يؤدي وصفهم به إلى إشراكهم بالله. ولا يُدعون آلهة كما دعتهم الأوائل. والاعتراف بأن منهم رسلاً يرسلهم الله إلى من يشاء من البشر، وقد يجوز أن يرسل بعضهم إلى بعض، ويتبع ذلك الاعتراف بأن منهم حملة العرش، ومنهم الصافون، ومنهم خزنة الجنة ومنهم خزنة النار، ومنهم كتبة الأعمال ومنهم الذين يسوقون السحاب فقد ورد القرآن بذلك كله أو بأكثره.
[2]


[3]
 والإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور:
[4]


[5]

الأول : الإيمان بوجودهم.
الثاني : الإيمان بمن عُلم اسمه منهم باسمه (كجبريل) ومن لم يُعلم أسماءهم يُؤمن بهم إجمالاً.
الثالث : الإيمان بما عُلم من صفاتهم.
الرابع : الإيمان بما عُلم من أعمالهم التي يقومون بها بأمر الله تعالى؛ كتسبيحه، والتعبد له ليلاً ونهارًا بدون ملل، ولا فُتُور.



وهناك عدة واجبات يجب على المسلم أن يفعلها تجاه الملائكة،
[6]
، أولها عدم إيذاء الملائكة، سواء بالسب أو بعيبهم، والبعد عن الذنوب والمعاصي، لأنها تؤذي الملائكة، فلذلك هي لا تدخل بيت فيه كلب أو صورة، وعدم البصاق عن اليمين في الصلاة، فعن أبي هريرة أن النبي قال: «إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلاةِ ، فَلا يَبْصُقْ أَمَامَهُ , فَإِنَّهُ يُنَاجِي اللَّهَ مَا دَامَ فِي مُصَلاهُ، وَلا عَنْ يَمِينِهِ، فَإِنَّ عَنْ يَمِينِهِ مَلَكًا، وَلَكِنْ لِيَبْصُقْ عَنْ شِمَالِهِ أَوْ تَحْتَ رِجْلِهِ، فَيَدْفِنُهُ».
[7]
 وموالاة الملائكة كلهم، أي لا يفرق بين ملك وآخر، فلا يوالي هذا ويعادي ذاك لسبب ما، كما فعلت اليهود التي والت ميكائيل وعادت جبريل.
[8]



صفاتهم



الصفات الخُلقية

وصف الله في القرآن بأن الملائكة كرام بررة، حيث قال  بِأَيْدِي سَفَرَةٍ  كِرَامٍ بَرَرَةٍ  
[الآية 4]
 أي أن القرآن بأيدي سفرة وهم الملائكة حيث أن الملائكة سفراء الله إلى رسله بحسب اعتقاد المسلمين. ووصفهم بأنهم كرام بررة أي أن خلقهم حسن شريف وأخلاقهم وأفعالهم بارة طاهرة كاملة.
[9]


ومن صفات الملائكة الحياء،
[10]
 مثل ما قال الرسول عن عثمان: «ألا استحيي من رجل تستحيي منه الملائكة».
[11]


الصفات الخَلقية



يؤمن المسلمون بأن مادة خلق الملائكة هي النور،
[12]


[13]


[14]
 فعن عائشة أن الرسول قال: «خُلقت الملائكة من نور ..».
[15]
 ولم يبين أي نور الذي خُلقوا منه. ولم تُحدد المدة الزمنية التي خُلقوا فيها، فليست هناك نصوص شرعية دلت على ذلك، ولكن خلقهم كان سابقاً على البشر،
[12]
 ودليل العلماء في ذلك:  وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ  ،
[الآية 5]
 فقد أخبر الله ملائكته بأنه سيخلق خليفة يسكن الأرض، والخليفة هو آدم فذلك يدل على أنهم مخلوقون قبل النبي آدم أبو البشر.
لا يستطيع البشر رؤية الملائكة بهيئتهم الخلقية، لأنهم ليس لديهم القدرة على ذلك،
[12]
 ولم يرَ الملائكة في صورتهم الحقيقية أحد إلا الرسول محمد، فهو قد رأى جبريل في هيئته الخلقية مرتين: المرة الأولى كانت عندما أوحي إليه لأول مرة فيغار حراء، والمرة الثانية هي في رحلة الإسراء والمعراج، ومايدل على ذلك قول الله:  وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى  .
[الآية 6]
 ولكن يمكن رؤية البشر للملائكة إذا تشكلت في صورة بشر كما جاء في بعض النصوص.
يؤمن المسلمون بأن الملائكة عظيمي الخلقة،
[12]


[14]


[16]
 لا يتصور عظم خلقتهم أحد، ولكن النصوص قد لمحت بشيء من أبعاد بعض الملائكة. ومثل ذلك قول الرسول : «أُذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله، من حملة العرش، إن مابين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام».
[17]
 أما عن عظم خلقة جبريل، فقد سألت عائشة النبي عن الآية الثالثة والعشرين من سورة التكوير والآية الثالثة عشر والرابعة عشر والخامسة عشر من سورة النجم، فقال: «إنما هو جبريل لم أره على صورته التي خُلق عليها غير هاتين المرتين. رأيته منهبطاً من السماء ساداً عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض».
[18]
 ومن عظم خلقتهم تعدد أجنحتهم. فالملائكة لديها أجنحة، منهم من لديه جناح ومنهم من لديه اثنان أو ثلاثة، أو أربعة، أو حتى أكثر من ذلك:  الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ  .
[الآية 7]
 وملك الوحي جبريل نفسه له ستمائة جناح، فعن عبد الله بن مسعود أنه قال: «رأى محمد  جبريل له ستمائة جناح».
[19]
 والملائكة متفاوتون في الخلق والمقدار، فهم مختلفين في عدد الأجنحة، ومقاماتهم متفاوتة ومعلومة عند الله:  وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ  .
[الآية 8]
 وقال في جبريل  إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ  ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ  .
[الآية 9]
 أي له مكانة ومنزلة رفيعة عند الله. وأفضل الملائكة هم الذين شهدوا غزوة بدر حيث جاء جبريل إلى النبي فقال: «ما تعدون أهل بدر فيكم؟» قال: «من أفضل المسلمين» قال: «وكذلك من شهد بدراً من الملائكة».
[20]


ويؤمن المسلمون بأن الملائكة خلقهم الله في صورة جميلة وكريمة.
[12]
 فقد قال الله في جبريل:  عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى  ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى  . قال ابن عباس: ذو مرة أي ذو منظر حسن، وقال قتاده: ذو خلق طويل حسن. وقيل ذو مرة أي ذو قوة. ولا منافاة بين الأقوال فهو قوي وحسن المنظر. وقد تقرر عند الناس وصف الملائكة بالجمال، كما تقرر عندهم وصف الشياطين بالقبح،
[21]
 ولذلك فهم يشبهون الجميل من البشر بالملك، مثل ما قال الله على لسان النسوة في النبي يوسف: فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ  .
[الآية 10]


وليست هناك نصوص تدل على أن هناك شبه بين الملائكة والبشر في الصورة، إلا ماذكره الرسول: « .. ورأيت جبريل ، فإذا أقرب من رأيت به شبهاً دحية بن خليفة»،
[22]
 وتشبيهه بالصحابي دحية إما أن يكون دحية يشبه جبريل في صورته الحقيقية، أو يشبهه عندما يكون جبريل في صورة بشر. والرأي الآخر هو الأرجح لما ذُكر أن جبريل كان يتمثل في هيئة دحية كثيراً.
[21]


وللملائكة ثلاثة صفات أساسية يتميزون بها عن البشر: لا يوصفون بالذكورة أو الأنوثة، ولا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون، ولا يملون ولا يتعبون.
[12]


[14]
 فهم منزوعي الشهوة، لذلك لا تشتهي أنفسهم الطعام والشراب أو النكاح. وقد وصف المشركون الملائكة بأنهم إناثاً بنات الله، فاستنكرت العديد من الآيات هذا الوصف وجعل الله لقولهم شهادة ليحاسبهم عليه، قال الله تعالى:  وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ  .
[الآية 11]
 وأما عند عدم شربهم وأكلهم فهم لا يحتاجون الطعام ولا يشتهونه، ومن ما ورد أنهم عندما جاؤوا النبي إبراهيم في صورة بشر وقدم إليهم الطعام لم تمتد إليهم، جاء في القرآن:  هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ  إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ  فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ  فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ  فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ  .
[الآية 12]
. قال الفخر الرازي: «العلماء اتفقوا على أن الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون».
[23]
 والصفة الثالثة لا يملون ولا يتعبون، حيث أنهم يقومون بعبادة الله وطاعته وتنفيذ أوامره من دون ملل أو كلل، ولا يدركهم ما يدرك البشر من تعب، قال تعالى  يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ  .
[الآية 13]
 وفي آية أخرى  فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ  .
[الآية 14]
 ولا يفترون أي لا ينامون ولا يسئمون أي لا يملون.
يؤمن المسلمون بأن الملائكة تسكن السماء،
[12]


[24]
 وتتخذها منزلاً، وأنهم أحياناً ينزلون للأرض لتنفيذ مهمات وُكلت إليهم، مثل مقاتلتهم في غزوة بدر، وأحياناً ينزلون في مناسبات خاصة، مثل ليلة القدر. قال الله:  لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ  تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ  .
[الآية 15]


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الإثنين 07 مايو 2018, 11:54 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75866
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الملائكة في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الملائكة في الإسلام   الملائكة في الإسلام Emptyالإثنين 07 مايو 2018, 11:47 am

الملائكة في الإسلام


القدرات




التشكل: يؤمن المسلمون بأن الله أعطى الملائكة القدرة على التشكل في هيئة غير هيئتهم وصورتهم.
[12]




[14]




 فقد جاء جبريل لمريم بنت عمران في صورة بشر، والنبي إبراهيم جاءته الملائكة في صورة بشر، والنبي لوط جاؤوا إليه في صورة شباب حسن الوجوه. وقد أتى جبريل النبي محمد في صور متعددة، كصورة دحية أو صورة أعرابي، وشاهدوه الصحابة كذلك عندما أتى النبي في صورة أعرابي سائلاً عن الإيمان والإحسان والساعة وأمارتها ليُعلم المسلمين بدينهم. وأرسل الله ملكاً في صورة آدمي للملائكة المختصمين في أمر الرجل الذي قتل تسعاً وتسعين نفساً فحكم بينهم. وقد رأت عائشة النبي وهو واضع يده على معرفة فرس دحية بن خليفة ويكلمه، فلما سألته عن ذلك قال: «ذلك جبريل، وهو يقرئك السلام».
[25]




السرعة: يؤمن المسلمون بأن الملائكة عظيمي السرعة، وسرعتهم فوق كل سرعة، ولا تقاس بمقاييس البشر، فهم يؤمنون أنه إذا أحد سأل النبي عن شيء يأتي له جبريل من السماء في لحظات بسرعة قصوى ويجيبه، فيجيب السائل.
[26]




العلم: يؤمن المسلمون بأن الملائكة لديهم العلم الوفير علمهم الله إياه، ولكن ليس لديهم القدرة على التعرف على الأشياء، كما يقدر الإنسان، فلا يميزون أو يعرفون شيئاً إلا إذا علمهم الله بذلك. قال الله:  وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ  قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ  .
[الآية 16]


 ولكن الذي علمهم الله إياه أكثر مما يعرفه الإنسان. والملائكة تهتم بالعلم وتتحاور وتتناقش فيما بينها، عن بعض الأشياء، قال الرسول محمد: «أتَاني الليلةَ ربِّي  في أحسنِ صورةٍ فَقَالَ يا مُحمَّدُ هل تدري فيمَ يختصمُ الملأ الأعْلَى؟ قَالَ: قُلْتُ: لا، قَالَ فوضَعَ يدَهُ بيَن كَتِفَيَّ حتَّى وجدْتُ بَردَهَا بيَن ثديَيَّ أَوْ قَالَ في نَحْري فعلمتُ ما في السَّمَاوات وما في الأَرْضِ. قَالَ يا مُحمَّد هلْ تدري فيمَ يختصم الملأ الأعلى؟ قُلت نعم في الكفَّارات، والدَّرجاتُ ..».
[27]




التنظيم: الملائكة منظمون في كل شؤونهم، وفي عبادتهم. وحث الرسول المسلمين على الاقتداء بهم في التنظيم حين قال: «ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟» قيل يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: «يتمون الصفوف ويتراصون في الصف».
[28]


 وتأتي الملائكة يوم القيامة في صفوف منتظمة:  وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا  ،
[الآية 17]


 وفي آية أخرى  يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا  .
[الآية 18]


 وهم دقيقون حتى في تنفيذ الأوامر، قال النبي: «آتي باب الجنة فأستفتح فيقول: من أنت، فأقول محمد، فيقول بك أُمرت لا أفتح لأحد قبلك»، 
[29]


 ومثال آخر على دقتهم وتنظيمهم، هو في رحلة الإسراء والمعراج، عندما يقترب جبريل من كل سماء فيستأذن عند كل سماء ولا يُفتح له باب السماء إلا بعد الاستفسار.
العصمة: يؤمن المسلمون بعصمة الملائكة، جميعهم من دون استثناء، لأن ليس لهم القدرة على معصية الله، فهم مجبولون على الطاعة،
[30]




[31]


 ومن ما دل على ذلك قول الله:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ  
[الآية 19]




 و لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ  .
[الآية 20]




أعداد الملائكة




يؤمن المسلمون بأن الملائكة خلق كثير لا يعلم عددهم إلا الله،
[32]
 وهم كثيرون جداً، وهناك أمثلة دلت على كثرتهم، ففي كل يوم يحج سبعون ألفاً للبيت المعمور ولا يعودون إليه، وهناك 4,900,000,000 ملك فقط لجر النار يوم القيامة لقول الرسول محمد: «يؤتى بجهنم يوم القيامة يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها».
[33]
 ولكل نطفة فهناك ملك موكل بها، ولكل إنسان ملكين يكتبان أعماله، وملائكة تحفظه، وهذا مايدل على كثرتهم.
[34]




أعمال الملائكة




تنقسم أعمال الملائكة لأربعة أقسام، أعمالهم مع الناس عامة، وأعمالهم مع المؤمنين والصالحين خاصة، وأعمالهم مع الكفرة والفساق والعصاة خاصة، وأعمالهم مع بقية المخلوقات من غير البشر.
والملائكة لهم عدة أعمال تجاه الناس عامة. فهم لهم دور في تكوين الإنسان، فعن أبي ذر الغفاري أن الرسول محمد قال: «إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً، فصورها، وخلق سمعها وبصرها، وجلدها ولحمها وعظامها، ثم قال: أي رب: أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك مايشاء ويكتب الملك».
[35]
 وهناك ملائكة موكلة بحراسة ابن آدم. قال الله:  لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِن وَالٍ   .
[الآية 21]
 وقد بين المفسرون أن المعقبات هي الملائكة.
[36]
 وقد وُكل الملائكة أيضاً بأن يكونوا سفراء ورسل الله لرسله وأنبيائه، واختص بهذه المهمة جبريل. ولكن ليس كل من أتاه ملك فهو نبي، فقد أُرسل جبريل لمريم، ولأم إسماعيل عندما نفد منها الطعام والماء. ومن مهام الملائكة تحريك بواعث الخير في نفوس العباد، فكل إنسان حسب اعتقاد المسلمين وُكل به قرين من الملائكة وقرين من الجن، الأول يأمره بالخير ويرغبه فيه، والآخر يأمره بالشر ويرغبه فيه. قال الرسول محمد: «ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة». ومن مهام الملائكة تسجيل صالح أعمال بني آدم وسيئها. فكل إنسان وُكل به ملكين، حاضرين لا يفارقانه يحصيان عليه أعماله وأقواله. قال تعالى:  إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ  مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ  .
[الآية 22]
 ومن مهام الملائكة ابتلاء بني آدم، عن أبي هريرة أن الرسول قال: «إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى بدا لله  أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرص فقال أي شيء أحب إليك قال لون حسن وجلد حسن قد قذرني الناس قال فمسحه فذهب عنه فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا فقال أي المال أحب إليك قال الإبل أو قال البقر هو شك في ذلك إن الأبرص والأقرع قال أحدهما الإبل وقال الآخر البقر فأعطي ناقة عشراء فقال يبارك لك فيها وأتى الأقرع فقال أي شيء أحب إليك قال شعر حسن ويذهب عني هذا قد قذرني الناس قال فمسحه فذهب وأعطي شعرا حسنا قال فأي المال أحب إليك قال البقر قال فأعطاه بقرة حاملا وقال يبارك لك فيها وأتى الأعمى فقال أي شيء أحب إليك قال يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس قال فمسحه فرد الله إليه بصره قال فأي المال أحب إليك قال الغنم فأعطاه شاة والدا فأنتج هذان وولد هذا فكان لهذا واد من إبل ولهذا واد من بقر ولهذا واد من غنم ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال رجل مسكين تقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيراً أتبلغ عليه في سفري فقال له إن الحقوق كثيرة فقال له كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله فقال لقد ورثت لكابر عن كابر فقال إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت وأتى الأقرع في صورته وهيئته فقال له مثل ما قال لهذا فرد عليه مثل ما رد عليه هذا فقال إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت وأتى الأعمى في صورته فقال رجل مسكين وابن سبيل وتقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري فقال قد كنت أعمى فرد الله بصري وفقيراً فقد أغناني فخذ ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله فقال أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك».
[37]


[38]
 ومن مهام الملائكة هي نزع أرواح العباد عندما تنتهي آجالهم، فقد اختص الله بعض ملائكته بنزع أرواح العباد، قال تعالى:  قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ  ،
[الآية 23]
 وهم أكثر من ملك، وتنزع أرواح الكفرة والمجرمين نزعاً شديداً، بينما تنزع أرواح المؤمنين تنزع أرواحهم نزعاً رفيقاً وتبشرهم عند النزع.
هناك عدة أدوار واجبة على الملائكة تجاه المؤمنين،
[39]
 ومكلفون بها، أولها محبتهم للمؤمنين الذين يحبهم الله، فعن أبي هريرة أن الرسول محمد قال: «إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ».
[40]
 ومن مهامهم تجاه المؤمنين تسديد المؤمنين، والصلاة على المؤمنين، وهناك عدة أعمال تصلي الملائكة على صاحبها، مثل معلم الناس الخير، و الذين ينتظرون صلاة الجماعة، والذين يصلون في الصف الأول، والذين يسدون الفرج بين الصفوف، والذين يتسحرون، والذين يصلون على النبي، والذين يعودون المرضى.
[41]
 ومن مهامهم تأمين دعاء المؤمنين، عن أم سلمة أن الرسول محمد قال: «لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون».
[42]
 ومن مهامهم استغفارهم للمؤمنين،
[43]
 وشهودهم مجالس العلم وحلق الذكر وحفهم أهلها بأجنحتهم، وتسجيلهم الذين يحضرون الجمعة، فعن أبي هريرة أن الرسول محمد قال: «إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على باب المسجد يكتبون الأول فالأول فإذا خرج الإمام طووا صحفهم ويستمعون الذكر».
[44]
 ومن مهامهم تعاقبهم في المؤمنين وتنزلهم عندما يقرؤون القرآن، وتبليغ الرسول عن أمته السلام، وتبشيرهم المؤمنين، ومقاتلتهم مع المؤمنين وتثبيتهم في حروبهم، عن ابن عباس عن الرسول محمد أنه قال: «هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة حرب».
[45]
 ومن مهامهم حمايتهم للرسول محمد، ونصرتهم لصالحي العباد وتفريج كربهم. وشهودهم لجنازة الصالحين، وإظلالهم للشهيد بأجنحتهم. ومن مهامهم حمايتهم للمدينة ومكة من الدجال، حيث قال الرسول: «على أنقاب المدينة ملائكة، لا يدخلها الطاعون ولا الدجال».
[46]


أما عن دور الملائكة تجاه الكفار والفساق، فإن هناك بضعة مهام تؤديها الملائكة تجاه الكفار، أبرزها إنزال العذاب بالكفار، كإهلاك قوم لوط، ولعن الكفرة، قال الله:  إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ  ،
[الآية 24]
 وقد تلعن الملائكة بعض من فعلوا ذنوباً معينة حتى لو كانوا مسلمين، مثل المرأة التي لا تستجيب لزوجها،
[47]
 والذي يشير لأخيه بحديدة،
[48]
 ومن سب أصحاب الرسول وفق تفاسير عُلماء أهل السُنَّة، ومن يحولون دون تنفيذ شرع الله والذي يؤوي محدثاً.
هناك ملائكة، وعددهم ثمانية، موكلون بحمل العرش، والله مستو عليه، قال تعالى:  وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ  .
[الآية 25]
 وللجبال ملك موكل بها، وللقطر والنبات ملك موكل بهما، ويُظن أنه ميكائيل. وللسحاب ملك موكل بها وهو الرعد، حيث قال الرسول محمد: «الرعد ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار، يسوق بها السحاب حيث شاء الله».
[49]




عبادة الملائكة




يؤمن المسلمون إيماناً تاماً، بأن الملائكة مخلوقون، ومفطورون، ومجبولون، ومطبوعون على طاعة الله وعبادته، أي يعجزون عجزاً تاماً على معصية الله، ولكنه لا يكلفهم مجاهدة كما عند الإنسان، لأنه لا شهوة لهم، وتركهم للمعصية وطاعتهم لله جبلة.
[30]


[31]


وهناك عدة عبادات يفعلها الملائكة، غير طاعتهم لله في تنفيذ المهمات الموكلة إليهم، أولها التسبيح، فالملائكة يسبحون الله ويذكرونه، فيسبحه حملة عرشه  الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ  ،
[الآية 26]
 ويسبحه عموم ملائكته  تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ  .
[الآية 27]
 وهم دائمو التسبيح لا ينقطع ليلاً أو نهاراً حيث قال الله:  يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ  .
[الآية 28]
 ويفخرون بكثرة تسبيحهم حيث قال الله على لسانهم:  وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ  .
[الآية 29]
 والعبادة الثانية التي يقوم بها الملائكة هي عبادة الاصطفاف، فاصطفاف الملائكة عند الله عبادة، وويفخرون بإنهم هم الصافون حيث قال الله على لسانهم:  وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ  
[الآية 30]
 وهم يركعون ويسجدون ويقومون إلى جانب اصطفافهم، فعن حكيم بن حزام أن الرسول محمد قال: «أتسمعون ما أسمع؟» قالوا: ما نسمع من شيء. قال: «إني لأسمع أطيط السماء وما تلام أن تئط، مافيها موضع شبر إلا عليه ملك ساجد أو قائم».
[50]
 ومن عبادة الملائكة الحج، فللملائكة كعبة في السماء تسمى البيت المعمور، أقسم الله بها في كتابه حين قال:  وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ  ،
[الآية 31]
 يدخله كل يوم 70 ألف ملك فيتعبدون فيه ويطوفون حوله ولايعودون إليه مرة أخرى، قال الرسول: « .. ثم رُفع بي إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعين ألفاً لا يعودون إليه آخر ما عليهم».
[51]


[52]
 ويقع البيت المعمور في السماء السابعة بحيال البيت، أي فوق كعبة الأرض. ومن عبادة الملائكة أيضاً خوفهم من الله وخشيتهم، فهم يخشون الله بدليل قوله  يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ  
[الآية 32]
 وأيضاً قول الرسول: «مررت ليلة أُسري بي بالملأ الأعلى وجبريل كالحلس البالي من خشية الله».
[53]




وفاة الملائكة




أُجمع على أن الملائكة يموتون كما يموت الإنس والجن، واستدلوا بقول الله تعالى:  وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ  
[الآية 33]
 وبما أن الملائكة تسكن السماء فتشملها الآية، ولكن لا يُعلم إذا كان هناك ملائكة يموتون قبل نفخة الصور.
[54]




من ذُكر منهم


جبريل: الملك جبريل ذكر أكثر من مرة في القرآن باسمه صراحة أو باسم الروح، وهو الملك المتكفل بالوحي، وله مكانة رفيعة عند الله حسب اعتقاد المسلمين، فقد أرسله الله لأنبيائه ورسله ليبلغهم الوحي، ولا تقتصر مهمته على تبليغ الوحي، فقد كان ينزل في ليالي رمضان ليدارس النبي محمد القرآن. وقد أمّه صلاةً ليعلمه كيف يؤدي الصلاة، ورقاه، وحارب معه في غزوة بدر وغزوة الخندق.
ميكائيل: ذُكر في القرآن باسمه صراحة، وبحسب ابن كثير فإنه هو الملك الموكل بالقطر والنبات.
إسرافيل: وهو الملك الذي ينفخ في الصور عند قرب القيامة بحسب اعتقاد المسلمين، وكان هؤلاء الثلاثة (جبريل وميكائيل وإسرافيل) يستفتح بهم النبي محمد صلاته في الليل ويذكرهم في دعائه.
مالك ورضوان: ومالك هو خازن النار جاء اسمه صريحاً في القرآن، ورضوان هو خازن الجنة وجاء اسمه صريحاً في بعض الأحاديث.
منكر ونكير: هما ملكان موكلان بسؤال الإنسان عند موته في قبره عن دينه وإلهه ونبيه، وقد جاء اسمهما صريحاً في بعض الأحاديث
هاروت وماروت: ملكان ذُكر اسمهما في القرآن وقصتهما، فهما الملكين اللذين تساءلا عن كيفية عصيان الإنسان لله بحسب ماهو مذكور في القرآن.
ملك الموت: هو الملك الموكل بنزع أرواح العباد، وجاء ذكر اسم "ملك الموت" في القرآن، ولكن لم يُذكر اسمه الحقيقي، إلا أنه بعض المسلمين يسمونه عزرائيل، وهو اسم لم يُذكر في النصوص الشرعية في الإسلام.
حملة العرش: هم ملائكة موكلون بحمل العرش وعددهم ثمانية، وجائ ذكرهم في القرآن.
الرعد: هو ملك موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوقها حيث شاء الله وقد ذُكر في بعض الأحاديث.
ملك الجبال: هو ملك موكل بالجبال وذُكرت له قصة مع النبي محمد في بعض الأحاديث.


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الإثنين 07 مايو 2018, 11:57 am عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75866
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الملائكة في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الملائكة في الإسلام   الملائكة في الإسلام Emptyالإثنين 07 مايو 2018, 11:49 am

مراجع
^ كتاب عالم الملائكة الأبرار، ص 99، 100، 101، 102.
^ كتاب شعب الإيمان للبيهقي 1\405-406.
^ كتاب الحبائك في أخبار الملائك للسيوطي ص 10.
^ المقروءة لمحمد العثيمين، الإيمان بالملائكة.
^ أسس العقيدة الإسلامية،موقع وذكر.
^ كتاب عالم الملائكة الأبرار لعمر الأشقر، ص 82، 83، 84، 85، 86
^ صحيح البخاري: 1\512 ورقمه:416
^ إسلام ويب: تفسير القرطبي لآية (قل من كان عدواً لجبريل..) نسخة محفوظة 29 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
^ كتاب عالم الملائكة الأبرار، ص 24
^ كتاب عالم الملائكة الأبرار، ص 25
^ رواه مسلم: 4\1866 ورقمه:2401
^ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث ج ح خ د مقاتل من الصحراء،وصف الملائكة. نسخة محفوظة 03 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
^ l موقع الشيخ بن جبرين، مادة خلق الملائكة. نسخة محفوظة 16 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
^ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث الألوكة الشرعية، الإيمان بالملائكة. نسخة محفوظة 03 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
^ صحيح مسلم: 4\2294 ورقمه:2996
^ كتاب عالم الملائكة الأبرار، ص 11
^ صحيح سنن أبي داود: 3\895 ورقمه 9353
^ صحيح مسلم: 1\159 ورقمه:177
^ صحيح البخاري: 8\610 ورقمه:4856، 4857
^ رواه البخاري: 7\312 ورقمه:3992
^ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب كتاب عالم الملائكة الأبرا ص 15
^ صحيح مسلم: 1\153 ورقمه 167
^ كتاب الحبائك في أخبار الملائك، ص 264
^ عالم الملائكة الأبرار، ص 19
^ أخرجه أحمد في مسنده
^ كتاب عالم الملائكة الأبرار، ص 28,29
^ صحيح سنن الترمذي، 3\9 ورقمه: 2580 و2581
^ صحيح مسلم: 1\322 ورقمه: 430
^ صحيح مسلم: 1\188 ورقمه: 197
^ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب نداء الإيمان، عصمة الملائكة.
^ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب البحر المحيط، عصمة الملائكة. نسخة محفوظة 20 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
^ نداء الإيمان، الإيمان بالملائكة.
^ صحيح مسلم: 4\2842 ورقمه: 2842
^ كتاب عالم الملائكة الأبرار، ص 19,20
^ صحيح مسلم: 4\2037 ورقمه: 2645
^ التفسير الكبير، سورة الرعد. نسخة محفوظة 26 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
^ صحيح البخاري، 6\500 ورقمه: 3464
^ رواه مسلم: 4\2275 ورقمه:2964
^ كتاب عالم الملائكة الأبرار، ص 63 إلى 81
^ صحيح البخاري: 6\303 ورقمه: 3209
^ صيد الفوائد، من تصلي عليهم الملائكة. نسخة محفوظة 24 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
^ صحيح مسلم: 2\634 ورقمه: 920
^ صيد الفوائد، الاستغفار للمؤمنين. نسخة محفوظة 24 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
^ مشكاة المصابيح: 1\436 ورقمه: 1384
^ صحيح البخاري: 7\312 ورقمه: 3995
^ صحيح البخاري: 13\101 ورقمه: 7123
^ موقع الشيخ محمد بن عثيمين، باب حق الزوج على المرأة.[وصلة مكسورة]
^ إسلام ويب، باب النهي عن الإشارة بالسلاح إلى مسلم. نسخة محفوظة 15 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
^ صحيح سنن الترمذي: 3\64 ورقمه: 2492
^ سلسلة الأحاديث الصحيحة: حديث رقم 852
^ صحيح مسلم: 1\146 ورقمه: 162
^ صحيح البخاري: 6\103 ورقمه: 3207
^ صحيح الجامع: 5\206
^ كتاب عالم الملائكة الأبرار، ص 23


الآيات
^ سورة النساء، الآية 136
^ سورة التكوير، الآيات 19، 20، 21
^ سورة النساء، الآية 136
^ سورة عبس، الآيتين 15، 16
^ سورة البقرة، الآية 30
^ سورة النجم، الآية 13
^ سورة النجم، الآية الأولى
^ سورة الصافات، الآية 164
^ سورة النجم، الآية 19، 20
^ سورة النجم، الآية 31
^ سورة الزخرف، الآية 19
^ سورة الذارايات، الآيات 24، 25، 26، 27، 28
^ سورة الأنبياء، الآية 20
^ سورة فصلت، الآية 38
^ سورة القدر، الآية 3، 4
^ سورة البقرة، الآيتين 32، 32
^ سورة الفجر، الآية 22
^ سورة النبأ، الآية 38
^ سورة التحريم، الآية 6
^ سورة الأنبياء، الآية 27
^ سورة الرعد، الآية 11
^ سورة ق، الآيتان 17، 18
^ سورة السجد، الآية 11
^ سورة البقرة، الآية 161
^ سورة الحاقة، الآية 17
^ سورة غافر، الآية 7
^ سورة الشورى، الآية 5
^ سورة الأنبياء، الآية 20
^ سورة الصافات، الآية 166
^ سورة الصافات، الآية 165
^ سورة الطور، الآية 4
^ سورة الأنبياء، الآية 28
^ سورة الزمر، الآية 68
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75866
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الملائكة في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الملائكة في الإسلام   الملائكة في الإسلام Emptyالخميس 03 يناير 2019, 9:12 pm

من أسماء الملائكة وأعمالهم



يجب الإقرار والتصديق الجازم بأن الله تعالى وكَّل الملائكة بوظائف ومهام عظيمة:

فمنهم الموكل بالوحي، وهو جبريل عليه السلام.

قال الله تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 97]

وقال الله تعالى: ﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴾ [الشعراء: 193].



ومنهم الموكل بالقَطْر، وهو ميكائيل عليه السلام.

قال ابن كثير: «أما ميكائيل فموكل بالقَطْر، والنبات، وهو ذو مكانة من ربه عز وجل، ومن أشراف الملائكة المقربين»[1].



وقال أيضاً: «ميكائيل موكل بالقطر والنبات اللذين يُخلق منهما الأرزاق في هذه الدار، وله أعوان يفعلون ما يأمرهم به بأمر ربه يصرفون الرياح والسحاب كما يشاء الرب جل جلاله»[2].



ومنهم الموكل بالنفخ في الصور، وهو إسرافيل عليه السلام.

فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ القَرْنِ قَدِ التَقَمَ القَرْنَ وَاسْتَمَعَ الإِذْنَ مَتَى يُؤْمَرُ بِالنَّفْخِ فَيَنْفُخُ»، فَكَأَنَّ ذَلِكَ ثَقُلَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صل الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُمْ: «قُولُوا: حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنَا»[3].



قال ابن كثير: «إسرافيل موكل بالنفخ في الصور للقيام من القبور، والحضور يوم البعث والنشور»[4].



ومنهم الموكل بقبض الأرواح، وهو ملك الموت.

قال الله تعالى: ﴿ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴾ [السجدة: 11].



قال ابن كثير: «أما ملك الموت فليس بمصرَّح باسمه في القرآن، ولا في الأحاديث الصحاح... وله أعوان يستخرجون روح العبد من جثته حتى تبلغ الحلقوم»[5].



ومنهم المعقبات الذين يحفظون العبد في جميع أحواله.

قال الله تعالى: ﴿ سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ * لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ﴾ [الرعد: 10، 11]



قال ابن عباس رضي الله عنهما: «ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه، فإذا جاء قدره خَلَّوا عنه»[6].

وقال مجاهد: «ما من عبد إلا له ملك موكل بحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام، فيما يأتيه منها شيء إلا قال له: وراءك»[7].



ومنهم الموكلون بالنطفة في الرحم:

فعن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صل الله عليه وسلم وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوقُ، قَالَ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً[8] مِثْلَ ذَلِكَ[9]، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً[10] مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، وَيُقَالُ لَهُ: اكْتُبْ عَمَلَهُ، وَرِزْقَهُ، وَأَجَلَهُ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ، فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجَنَّةِ إِلَّا ذِرَاعٌ[11]، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ كِتَابُهُ[12]، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، وَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ»[13].



ومنهم الحفظة الذين يكتبون أعمال العباد، وهم الكرام الكاتبون.

قال الله تعالى فيهم: ﴿ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ﴾ [الزخرف: 80]

وقال الله تعالى: ﴿ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 17، 18]



قال البغوي في تفسير الآية: «أي أحدهما عن يمينه، والآخر عن شماله، فالذي عن اليمين يكتب الحسنات، والذي عن الشمال يكتب السيئات»[14].



ومنهم حملة العرش:

قال الله تعالى فيهم: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾ [غافر: 7].



وقال الله تعالى: ﴿ وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 17].



وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صل الله عليه وسلم قَالَ: «أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللهِ مِنْ حَمَلَةِ العَرْشِ، إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ[15] إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ»[16].



ومنهم الموكلون بفتنة القبر، وهم المنكر والنكير.

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صل الله عليه وسلم: «إِذَا قُبِرَ المَيِّتُ - أَوْ قَالَ: أَحَدُكُمْ- أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ، يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا: المُنْكَرُ، وَلِلْآخَرِ: النَّكِيرُ»[17].



ومنهم خزنة الجنة.

قال الله تعالى: ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾ [الزمر: 73].



وقال الله تعالى: ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 23، 24].



ومنهم المبشرون بالجنة.

قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾ [فصلت: 30، 31].



ومنهم خزنة جهنم، ومقدمهم مالك عليه السلام.

قال الله تعالى: ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [الزمر: 71].



وقال الله تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ * قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴾ [غافر: 49-50]



وقال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].



ومنهم الموكل بالجبال:

فعَنِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ، قَالَ: «لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ، وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ العَقَبَةِ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي فَقَالَ: إِنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ، فَنَادَانِي مَلَكُ الجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ، ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صل الله عليه وسلم: بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ، لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا»[18].



ومنهم الراكعون الساجدون لله سبحانه وتعالى:

فعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قال رَسُولُ اللهِ صل الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَلَا تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ المَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟» فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ تَصُفُّ المَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ قَالَ: «يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الأُوَلَ وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ»[19].



ومنهم السياحون الذين يتتبعون مجالس الذكر:

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صل الله عليه وسلم: «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ»[20].



ومنهم زوار البيت المعمور:

فعَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا في حديثِ المعراجِ أنَّ الرسولَ صل الله عليه وسلم قالَ: «هَذَا البَيْتُ المَعْمُورُ يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ»[21].



قوله: «وأعطاهم القدرة على تأديتها»: أي أعطى الله عز وجل الملائكة القدرة والقوة على تأدية ما وكَّلهم به من وظائف ومهام، ومنها:

1-القوة والشدة:

أعطى الله سبحانه وتعالى ملائكته قوة وشدة كبيرة؛ ليقوموا بما وكَّلهم به.

قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].



وقال الله تعالىفي وصف جـبريل عليه السلام: ﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ﴾ [النجم: 5].



2- عظم الأجسام والخلق:

جعل الله أجساد الملائكة عظيمة، ليقوموا بما أمرهم الله به.

فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صل الله عليه وسلم قَالَ: «أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللهِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ، إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ»[22].



عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «قَدْ رَأَى رَسُولُ اللهِ صل الله عليه وسلم جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ وَخَلْقُهُ سَادٌّ مَا بَيْنَ الأُفُقِ»[23].



وهم ليسوا على صفة واحدة، فمنهم من له جناحان، ومنهم من له ثلاثة، ومنهم من لـه أربعـة، ومنهم من له ستمائة جناح.



قال الله تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [فاطر: 1]



3- القدرة على التشكل:

لقد أعطى الله الملائكة القدرة على أن يتشكلوا بغير أشكالهم، في صور كريمة، ومن صور ذلك:

♦️ إرسال جبريل عليه السلام إلى مريم في صورة بشر.

قال الله تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ﴾ [مريم: 16، 17]

أي فتشبه لها في صورة آدميّ سويّ الخلق منهم، يعني في صورة رجل من بني آدم معتدل الخَلق[24].



♦️ إرسال جبريل عليه السلام إلى النبي صل الله عليه وسلم.

فتارة يأتي جبريلُ عليه السلام النبيَّ صل الله عليه وسلم في صورة دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه، وتارة في صورة أعرابي .



كما في حديثِ عمرَ رضي الله عنه أنَّ جبريلَ عليه السلام أتَى النَّبيَّ في صورةِ رَجُلِ شَدِيدِ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدِ سَوَادِ الشَّعَرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، فسَأَل النَّبِيَّ صل الله عليه وسلم عنِ الإِسْلامِ، والإِيمَانِ، والإِحْسَانِ[25].



وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صل الله عليه وسلم وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَعْرَفَةِ فَرَسٍ، وَهُوَ يُكَلِّمُ رَجُلًا، قُلْتُ: رَأَيْتُكَ وَاضِعًا يَدَيْكَ عَلَى مَعْرَفَةِ فَرَسِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ وَأَنْتَ تُكَلِّمُهُ، قَالَ: «وَرَأَيْتِ؟» قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: «ذَاكَ جِبْرِيلُ عليه السلام»[26].



فائدة: لم يثبت من أسماء الملائكة إلا ثمانية:

الأول، والثاني: جبريل، وميكال عليهما السلام، ذكرهما الله جل جلاله في قوله: ﴿ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ * وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴾ [البقرة: 98، 99].



الثالث: إسرافيل عليه السلام، ذكره النبي صل الله عليه وسلم في قولهفي دعائه من صلاة الليل: «اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ»[27].



الرابع، والخامس: هاروت وماروت عليهما السلام، ذكرهما الله جل جلاله في قوله: ﴿ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 102].



السادس: مالك خازن النار عليه السلام، ذكره الله في قوله جل جلاله: ﴿ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ﴾ [الزخرف: 77].



السابع، والثامن: المنكر، والنكير عليهما السلام، ذكرهما النبي صل الله عليه وسلم في قوله: «إِذَا قُبِرَ المَيِّتُ - أَوْ قَالَ: أَحَدُكُمْ- أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ، يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا: المُنْكَرُ، وَلِلْآخَرِ: النَّكِيرُ»[28].



أما غير هذه الأسماء، فإما صفات، كرقيب، وعتيد.

وإما ورد باسم وظيفته، كملك الموت، وملك الجبال.

وإما ورد في أحاديث ضعيفة، وموضوعة، كعزرائيل، وكرضوان[29].

************
[1] انظر: البداية والنهاية، لابن كثير (1/ 105).

[2] انظر: البداية والنهاية، لابن كثير (1/ 105).

[3] صحيح: رواه الترمذي (3431)، وحسنه، وأحمد (3010)، وصححه أحمد شاكر، والألباني.

[4] انظر: البداية والنهاية، لابن كثير (1/ 105-106).

[5] انظر: البداية والنهاية، لابن كثير (1/ 106).

[6] انظر: تفسير الطبري (16/ 371).

[7] انظر: الهداية إلى بلوغ النهاية، لمكي بن أبي طالب (5/ 3694).

[8] علقة: أي دمًا غليظًا جامدًا. [انظر: إرشاد الساري، للقسطلاني (5/ 267)].

[9] مثل ذلك: أي الزمان. [انظر: إرشاد الساري، للقسطلاني (5/ 267)].

[10] مضغة: أي قطعة لحم قدر ما يمضغ. [انظر: النهاية في غريب الحديث (4/ 339)].

[11] إلا ذراع: المراد بالذراع التمثيل والقرب إلى الدخول، أي: ما يبقى بينه وبين أن يصلها إلا كمن بقي بينه وبين موضع من الأرض ذراع. [انظر: عمدة القاري (5/ 131-132)].

[12] فيسبق عليه كتابه: أي: يغلب عليه كتابه، وما قُدر عليه سبقا بلا مهلة، فعند ذلك يعمل بعمل أهل الجنة أو أهل النار. [انظر: عمدة القاري (5/ 132)].

[13] متفق عليه: رواه البخاري (3208)، ومسلم (2643).

[14] انظر: تفسير البغوي (4/ 272).

[15] شحمة أذنه: شحمة الأذن: موضع خرق القرط، وهو مالان من أسفلها. [انظر: النهاية في غريب الحديث (2/ 449)].

[16] صحيح: رواه أبو داود (4727)، وصححه الألباني.

[17] حسن: رواه الترمذي (1071)، وحسنه الألباني.

[18] متفق عليه: رواه البخاري (3231)، ومسلم (1795).

[19] صحيح: رواه مسلم (430).

[20] صحيح: رواه مسلم (2699).

[21] متفق عليه: رواه البخاري (3207)، ومسلم (162).

[22] صحيح: رواه أبو داود (4727)، وصححه الألباني.

[23] متفق عليه: رواه البخاري (3234)، واللفظ له، ومسلم (174)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.

[24] انظر: تفسير الطبري (18/ 163).

[25] صحيح: رواه مسلم (Cool.

[26] حسن: رواه أحمد (24462)، وحسن إسناده الألباني في الصحيحة (3/ 105).

[27] صحيح: رواه مسلم (770)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

[28] حسن: رواه الترمذي (1071)، عن أبي هريرة رضي الله عنه، وحسنه الألباني.

[29] ورد ذكره في حديث موضوع. [انظر: السلسلة الضعيفة (12/ 791-792)].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الملائكة في الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  بيوت لا تدخلها الملائكة
» البيوت التي لاتدخلها الملائكة؟؟
»  التواضع فى الإسلام
»  مراحل خلق الإنسان في القرآن , وهل إبليس من الملائكة ؟
»  الإسلام الليبرالي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه-
انتقل الى: