لماذا يعتبر فيلم Fight Club واحداً من أعظم الأفلام على الإطلاق!
على الرغم من أنّ هذا الفيلم قد صدر منذ ما يقارب 19 عاماً اليوم إلّا أنّه ما زال واحداً من أفضل الأفلام التي صدرت حتى اليوم، وهو الفيلم الذي أضعه شخصياً في قمة قائمتي للأفلام التي لا يمكن أن أشعر بالملل بسبب مُشاهدتها مرّةً تلو الأخرى، يعود جزءٌ لهذا الحب الشديد الذي أكنّه لهذا الفيلم إلى الإبداع في إخراج الفيلم وكثرة الرسائل المبطّنة التي وضعها (ديفيد فينشر) في كثير من المشاهد، ولكن هناك أسباباً أخرى تشدّني إليه في كلِّ مرة.
مشاهدة الأفلام يمكن أن تكون مجرد وسيلة لقتل ساعتين من الوقت بالنسبة للعديد من الأشخاص، ولكن ما لا يمكننا إنكاره أنّ الأفلام قد تغيّر من حياة الناس في بعض الأحيان، وعند النظر إلى هذا الفيلم فهو يتضمّن العديد من العبر والدروس التي يمكن أن تتعلمها منه، ولهذا فإنّني ما زلت حتى اليوم أصاب بصدمةٍ كبيرة عندما أسمع أيّ شخصٍ يقول أنّ هذا الفيلم لا يستحق المشاهدة أو أنّ مشاهدته تُعتبر هدراً للوقت لا أكثر.
لكن قبل أن تبدأ بالقراءة يجب أن أنوّه أنّ هذا المقال يتضمن حرقاً للعديد من الأحداث المهمة لذلك لا يُفضّل أن تتابع القراءة إن كنت لم تشاهده بعد.
1. نقد الحياة الاستهلاكية
في البداية وعندما نريد الحديث عن فيلم
Fight Club يجب أن نتحدّث عن كونه يهدف في الأساس إلى انتقاد أسلوب الحياة الاستهلاكي والذي بات مُنتشراً بشكلٍ كبيرٍ في كثيرٍ من المجتمعات، حيث أصبح الاستهلاك هو الثقافة السائدة بين البشر فغدى الحصول على هاتفٍ جديد أهمّ من الطعام والشراب في بعض الأحيان، بحيث أصبح أمراً عادياً أن تشاهد شخصاً يكاد يتضوّر من الجوع ولكنّه يرتدي ملابس من أفخم الماركات وآخر ليس لديه منزلٌ خاصٌ به ولكنه يقتني سيارة حديثةً باهظة الثمن.
في بداية الفيلم يظهر لنا هوس الراوي الشديد بأثاث منزله والذي يجعله يقوم بشراء العديد من الأشياء التي لا يحتاجها وتكديسها في المنزل حتى أنّه يتحدّث عن كونه يُعبّر عن نفسه باستخدام هذه الأشياء، وهذا هو أحد الأسباب التي تدفعه لاحقاً إلى خلق شخصية (تايلر) المتمرد والثائر الذي يختار العيش في منزلٍ يبدو وكأنّه على وشك الانهيار.
خلال أحد المشاهد في الفيلم يظهر لنا (تايلر) وهو يلقي خطابه الشهير قائلاً:
“أنت لست وظيفتك، أنت لست النقود التي تملكها في المصرف، أنت لست السيارة التي تقودها، أنت لست محتويات محفظتك، أنت لست زيّك اللعين ذو اللون الكاكي”.
في الحقيقة هذه الفكرة وبالرغم من كونها صحيحة إلا أنّها تقود إلى نوعٍ من الجدل، فهل يجب علينا أن نعود إلى الحياة كما كانت في الماضي ساكنين في الكهوف وعلى الأشجار ونتخلّى عن كافة الرفاهيات؟ وهل يجب أن نعتبر أنّ الحاجة الأساسية الضرورية للبقاء هي كلّ ما يهم؟ أم أنّنا بحاجة إلى تضمين المزيد من الأشياء إلى قائمة الحاجات الأساسية للبقاء بشكلٍ مستمر بحيث تتناسب مع العصر؟
شخصياً أميل نحو الخيار الثاني ولكنّي أعتقد أنّنا بحاجةٍ لوضع حدود معينة، فعلى الرغم من اعتباري للهاتف مثلاً أحد الحاجات الأساسية لا أعتقد أنّ هذه الحاجة يجب أن تكون في المقدّمة، أي بكلماتٍ أخرى يجب أن نختار أولوياتنا بشكلٍ صحيح.
2. هدر القدرات
قد تكون هذه النقطة غير واضحة للجميع، لكنّ الفيلم يتحدّث عن القدرات والإمكانيات التي نقوم بتضييعها وهدرها لمختلف الأسباب سواء كان الخوف أو غيره، إذ يركّز الفيلم على هذه النقطة في مشهدين أساسيين.
عندما يقوم (تايلر) بإلقاء خطابٍ على أعضاء النادي، يقول أنّه يرى أفضل الرجال في نادي القتال ويتحدّث عن الكيفية التي قام نمط الحياة الجديد بتغييرهم فيها فقد قام بتشتيت إمكانياتهم وقدراتهم الدفينة من خلال دفعهم إلى العمل لساعاتٍ طويلة في وظائف كريهة من أجل الحصول على مزيد من المال.
وأيضاً هناك المشهد الذي يقوم فيه بِجر أحد الشبان من المتجر ووضع فوهة المسدس على رأسه، في هذا المشهد يُفتّش في محفظته ويجد بطاقةً قديمة للجامعة التي كان يدرس فيها ويسأله لماذا ترك الدراسة؟ فيجيبه لأنّ الجامعة صعبة وتتضمّن الكثير من ساعات الدراسة.
هنا يُظهر لنا الفيلم الصنف من البشر الذي يستسلم فور ظهور المصاعب ويقرر اختيار أسهل الطرق مضيّعاً على نفسه العديد من الفرص على الرغم من قدرته على النجاح وذلك لأنّه يرى الانسحاب أكثر سهولةً ببساطة.
3. لا يجب أن تخشى من طلب المساعدة
عندما يعود الراوي من المطار يخرج من سيارة الأجرة ليجد رجال الإطفاء يقومون بإخماد حريقٍ في بنايته ليدرك بعدها أنّ ما كان يحترق هو شقته الصغيرة وأنّه بات الآن كالمشردين ليس لديه مأوى، يتجه الراوي نحو هاتفٍ عمومي ويقوم بالاتصال بـِ (تايلر) ليطلب منه أن يبيت في منزله، ولكن بعد الاتصال الهاتفي يتوجهان إلى إحدى الحانات لاحتساء عدة أقداحٍ من البيرة ومن ثمّ يخبره الراوي أنّه سيتجه الآن إلى أحد الفنادق، في هذه الأثناء نجد أنّ (تايلر) قد أدرك بذكائه السبب الذي دفع الراوي للاتصال به وهو الحاجة إلى مكانٍ يقضي فيه ليلته ويخبره أنّ كلّ ما عليه أن يقوم به هو الطلب.
أيضاً هناك تفصيل آخر لا يجب إغفاله فالراوي أغلق الخط في وجه (مارلا) التي يعرفها منذ مدة وفضّل الحديث إلى (تايلر) الذي تعرّف عليه في تلك الليلة، أي أنّه فضّل الحديث إلى شخصٍ غريبٍ كلياً على طلب المساعدة من شخصٍ يعرفه مسبقاً، هذا النوع من المواقف يمرُّ في حياتنا بشكلٍ متكرر، فنحن نخشى طلب المساعدة دوماً مخافة التعرّض للرفض ويزيد هذا الخوف بشكلٍ كبيرٍ عندما نتعامل مع الأشخاص الذين نعرفهم، وقد يكون السبب لذلك لأنّنا نخشى أنّ طلباً كهذا قد يكشف لنا أنّهم في الحقيقة لا يكترثون بشأننا.
ويحاول الفيلم إخبارنا أنّ علينا ألّا نخاف من طلب المساعدة عندما نحتاجها حتى لو اضطررنا إلى طلبها من شخصٍ غريب، بل وخاصةً عندما نقوم بطلبها من شخصٍ غريب! فما هو أسوأ ما قد يحدث أن تكتشف أنّ هذا الغريب لا يكترث بشأنك؟
4. ماذا تعني لك الحياة؟
يقوم هذا الفيلم أيضاً بمناقشة معنى الحياة، فهو يصوّر الراوي على أنّه شخصٌ ناجحٌ في عمله، يتقاضى الكثير من المال ويعمل في وظيفةٍ محترمة، ويمتلك شقةً مليئة بالأشياء الأنيقة والعصرية، وهو ما يمكن أن نعتبره الحلم الذي يطمح الكثير من البشر لتحقيقه، ولكن هذا لم يكن كافياً لإسعاده! فعلى الرغم من كافة الأمور السابقة كان تعيساً ومحبطاً ويشعر بأنّه يموت من الداخل وكأنّه يعيش في عالمٍ لا ينتمي إليه، وهو ما كان أيضاً دافعاً لتأسيس نادي القتال.
بعد أن يتعارك مع (تايلر) لأوّل مرة يظهران معاً جالسين على الرصيف والدماء تغطي وجهيهما ولكن علامات السعادة تبدو على وجهه للمرة الأولى في الفيلم ليقوم بإخبار (تايلر) بأنّ عليهما أن يكررا هذا الأمر مجدداً.
في الحقيقة فإنّ هذه الفكرة تُعتبر مهمةً للغاية، فكثيراً ما نصادف في حياتنا أشخاصاً يملكون كلّ ما نحلم به بيد أنّهم يعيشون في كآبةٍ مظلمة، وهذا ينجم عن عدم إحساسهم بالانتماء غالباً أو عن كونهم يسعون جاهدين لتحقيق معايير السعادة للغير ما يجعلهم غير مدركين للأشياء التي تجعلهم سعداء حقاً، وفي حالة الراوي نجدُ أنّ التحرر من المفاهيم التي فُرضَت عليه كان كفيلاً بتخليصه من تعاسته وإعادة الروح إليه من جديد.
5. هل تحيا حياتك الخاصة حقاً؟
إن كنتم قد لاحظتم فالفيلم يطرح فكرةً مهمة تتعلق بالأهل، فعندما يتحدث (تايلر) عن حياته يُخبر الراوي أنّ والده كان يُملي عليه دوماً ما يجب عليه فعله، إذ أنّ والده أرسله إلى الجامعة لأنّه لم يذهب إليها في شبابه، وبعد التخرّج يُخبره والده بأنّ عليه أن يتزوّج الآن وهو ما لم يتمكن من قبوله، إذ لا يمكن أن يكون خيارٌ كالزواج أمراً بسيطاً كاختيار طعام الغداء، علماً أنّ اختيار الطعام بحدّ ذاته قد يكون خياراً محيّراً.
حينها يدرك بأنّه كان يعيش حياةً لا تعني لهُ أيّ شيء، فهذه الحياة التي يعيشها لم تعد حياته أو ربما من الأصح أن نقول لم تكن حياته فهو كان يعيش حياة والده وبالتحديد الحياة التي كان يحلم والده أن يعيشها.
يتكرر هذا الأمر بشكلٍ كبير في الواقع وهو ما نراه كثيراً في عدد لا يستهان به من المجتمعات، وأنا واثقٌ بأنّك الآن تستطيع التفكير بالعديد من الأمثلة المشابهة من حياتك الشخصية، حيث يقوم الوالدان بنوايا طيبة غالباً بدفع أطفالهم إلى تحقيق أهدافهم التي لم تساعدهم الحياة في الوصول إليها، متناسيين أنّهم يعبثون بخياراتٍ من المفترض أن ينتقيها أبناؤهم، لتتكرّر السلسة من جديد جيلاً بعد جيل ما يخلق أناساً لا تستطيع معرفة ما ترغب به على الاطلاق.
6. الدفاع عن الرجولة
لا يمكننا أن ننسى الحديث عن الرجولة والتي تُعدّ أحد أهم عناصر الفيلم، فالراوي يتحدّث بشكلٍ أساسي عنها طوال الوقت، إذ أنّه يرى بأنّ المجتمع الاستهلاكي الذي يعيشون فيه يهاجم رجولتهم، ففي اجتماعات الرجال المصابين بسرطان الخصية -والذي يتضمّن بعض الرجال الذين فقدوا الخصيتين بشكلٍ كامل- نرى (توماس) يتحدّث عن زوجته السابقة والتي حظيت تواً بطفلةٍ صغيرة من رجلٍ آخر، الابنة التي لم يتمكّنا من إنجابها معاً لينهار بعدها باكياً وهو ما ينظر إليه الراوي على أنّه تحويلٌ لهم إلى مجموعةٍ من الفتيات.
كردٍّ على هذا الاعتداء الصارخ على الرجولة يقوم بالذهاب إلى أبعد الحدود واستخدام أبرز الصفات الذكورية وهي العنف والعدائية كوسيلةٍ لاستعادة رجولته، إذا فكرّنا في الموضوع جيداً فالعنف هو الأساس الذي بُني عليه نادي القتال حيث يتعارك الأعضاء لمجرد إظهار العنف على بعضهم البعض فكما يُقال وأقتبس قوله:
“خلال المعركة لم يكن أيُّ شيء يُحل ولكن أيَّ شيء آخر لم يكن مهماً”.
في هذه النقطة بالذات لا أستطيع أن أختار أحد الخيارين، فمن ناحية العنف لا يمكن أن يكون حلّاً لكل شيءٍ، ومن ناحية أخرى فجميعنا نشعر بين الحين والآخر بالرغبة في تحطيم شيءٍ ما أو خلق عراك مع أحدهم حتى وإن كان هذا العراك لفظياً، وهذا ما يتجلّى بوضوحٍ تام لدى الذكور بشكلٍ خاص، فمن المعروف أنّ هرمون التستوستيرون يزيد من عدائيتنا لنجد أنفسنا عالقين بين رغباتنا الدفينة البدائية وتعاليم المجتمع الحضري التي تنبذ العنف.
7. استغلال قضية مُحقّة للوصول لغاياتك
لا يمكننا أن ننسى الحديث عن الرجولة والتي تُعدّ أحد أهم عناصر الفيلم، فالراوي يتحدّث بشكلٍ أساسي عنها طوال الوقت، إذ أنّه يرى بأنّ المجتمع الاستهلاكي الذي يعيشون فيه يهاجم رجولتهم، ففي اجتماعات الرجال المصابين بسرطان الخصية -والذي يتضمّن بعض الرجال الذين فقدوا الخصيتين بشكلٍ كامل- نرى (توماس) يتحدّث عن زوجته السابقة والتي حظيت تواً بطفلةٍ صغيرة من رجلٍ آخر، الابنة التي لم يتمكّنا من إنجابها معاً لينهار بعدها باكياً وهو ما ينظر إليه الراوي على أنّه تحويلٌ لهم إلى مجموعةٍ من الفتيات.
كردٍّ على هذا الاعتداء الصارخ على الرجولة يقوم بالذهاب إلى أبعد الحدود واستخدام أبرز الصفات الذكورية وهي العنف والعدائية كوسيلةٍ لاستعادة رجولته، إذا فكرّنا في الموضوع جيداً فالعنف هو الأساس الذي بُني عليه نادي القتال حيث يتعارك الأعضاء لمجرد إظهار العنف على بعضهم البعض فكما يُقال وأقتبس قوله:
“خلال المعركة لم يكن أيُّ شيء يُحل ولكن أيَّ شيء آخر لم يكن مهماً”.
في هذه النقطة بالذات لا أستطيع أن أختار أحد الخيارين، فمن ناحية العنف لا يمكن أن يكون حلّاً لكل شيءٍ، ومن ناحية أخرى فجميعنا نشعر بين الحين والآخر بالرغبة في تحطيم شيءٍ ما أو خلق عراك مع أحدهم حتى وإن كان هذا العراك لفظياً، وهذا ما يتجلّى بوضوحٍ تام لدى الذكور بشكلٍ خاص، فمن المعروف أنّ هرمون التستوستيرون يزيد من عدائيتنا لنجد أنفسنا عالقين بين رغباتنا الدفينة البدائية وتعاليم المجتمع الحضري التي تنبذ العنف.
7. استغلال قضية مُحقّة للوصول لغاياتك
قد تلاحظ نقطةً مثيرة للاهتمام في المشهد الذي يهرع فيه أعضاء المشروع إلى المنزل حاملين جثة (بوب) معهم، يبدأ الراوي والذي يكون حينها في حالةٍ من الضياع النفسي بسبب اختفاء (تايلر) -خاصةً أنّه لم يكن يُدرك بعد أنّه و (تايلر) الشخص نفسه- بالصراخ عليهم ويرفض أن يسمح لهم بدفن (بوب) في الفناء الخلفي، فهو في هذه النقطة يعدّ هذا الشخص أحد أصدقائه ليحتجّ أحدهم قائلاً:
“ولكننا لا نملك أسماءً في مشروع الفوضى”.
يرد عليه الراوي قائلاً:
“هذا رجل واسمه (روبرت بولسون)”.
في هذه اللحظة يبرز شخص جديد ويعلن أنّه يفهم ما يجري، ويستنتج من الجملة السابقة أنّ الفرد في مشروع الفوضى يحصل على اسمٍ عند وفاته ويكون هذا الاسم (روبرت بولسون).
الطريف في هذا المشهد أنّه يعرض لنا كيفية قيام الأشخاص بخلق كافة التبريرات اللازمة وتحوير الكلمات للحفاظ على سلامة معتقداتهم عند أيِّ اعتداءٍ عليها، وهذا يتضمّن خلق تبريراتٍ تبدو منطقية -في نظرهم- ليقوم آخرون بقبول هذه التبريرات وتبنّيها كمُسلَّمات، وهو ما نشاهده عندما يدخل (الراوي) إلى أحد المطاعم في ولاية أخرى ليشاهد مجموعة من الأشخاص يرددون اسمه (روبرت بولسون).
9. لا حدود لما يمكن أن تفعله من أجل الحصول على فتاة أحلامك
إنّ هذا الفيلم أبعد ما يكون عن الأفلام الرومانسية ولكن هذا لم يمنع من وجود قصة حبٍّ خفية بين كلّ هذا العنف، عند التفكير في الأمر فحياة الراوي انقلبت رأساً على عقب بعد أن تعرّف على (مارلا) التي كانت تشبهه بكرهها للمجتمع وحضورها للعديد من مجموعات الدعم، ولكنّه لا يقوم بالاقتراب منها بشخصيته الحقيقية فكان دور الحبيب دوماً من نصيب (تايلر)، وبعد أن يدرك الراوي حقيقة الأمر يقوم للمرة الأولى بالبحث عنها ومحاولة حمايتها ومنع (تايلر) من التخلّص منها.
هنا تتوضّح لنا العديد من الأمور، فالشخصية التي خلقها الراوي وكلّ الصفات التي يتمتع بها (تايلر) هي بالضبط ما كان يحلم أن يكون هو، طوال الفيلم كان (تايلر) هو المثل الأعلى الذي يُلهم الراوي ويمنحه أفكاره وأحلامه وطموحاته ولكنّه بدأ يرفض الاستماع إليه حين أخبره بضرورة التخلّص من (مارلا) بل حتى أنّه قام بالتخلّص من (تايلر) كلياً لحمايتها وأطلق النار على نفسه في سبيل تحقيق ذلك.
وفي المشهد الختامي من الفيلم يظهر لنا الجانب الرومنسي للراوي، إذا كنت تعتبر أنّ إمساكك بيد حبيبتك أثناء مشاهدة مجموعة من المباني وهي تتحول إلى حطام أمراً شاعرياً، ولكن لنكون منصفين فهذا قد لا يكون أكثر تصرفات الراوي جنوناً في الفيلم.
https://www.rotana.video/download.php?vid=92c6f901b