أم معبد ووصفها لرسول الله صلّ ياربّ عليه و آله وبارك وسلّم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين
اللّهمّ صلّ على سيدّنا محّمد وعلى آله وأزواجه وذريّته وأصحابه وأصهاره وأنصاره وأحبته و محبيه وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين والصدّيقين والشهداء والصّالحين وبارك وسلّم كما تحبه وترضاه . ( آمين )
أخي الفاضل وأختي الفاضلة تفضلوا معي للوقوف على الوصف الجميل للسيدة أم معبد الخزاعية رضي الله تعالى عنها عندما شرفت بقدوم أشرف خلق الله تعالى سيدّنا رسول الله صلّ ياربّ عليه وعلى آله وبارك وسلّم في خيمتها أثناء هجرته المباركة من مكة إلى يثرب
فعن حزام بن هشام عن أبيه هشام بن حبيش بن خويلد صاحب رسول الله صلّ ياربّ عليه وعلى آله وبارك وسلّم أن رسول الله صلّ ياربّ عليه وعلى آله وبارك وسلّم خرج من مكة مهاجرا إلى المدينة وأبو بكر رضي الله عنه ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهما الليثي عبد الله بن أريقط 0 مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت امرأة برزة (برزة قيل كبيرة السن تبرز للناس ولا تستتر منهم) جلدة ( أي عاقلة ) تحتبي (أي تجلس وتضم يديها إحداهما إلى الأخرى على ركبتيها وتلك جلسة الأعراب ) بفناء الخيمة ثم تسقي وتطعم فسألوها لحما وتمرا ليشتروا منها فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك وكان القوم مرملين مسنتين فنظر رسول الله صلّ ياربّ عليه وعلى آله وبارك وسلّم إلى شاة في كسر الخيمة فقال ما هذه الشاة يا أم معبد ؟ قالت شاة خلفها الجهد عن الغنم 0 قال هل بها من لبن ؟ قالت هي أجهد من ذلك 0 قال أتأذنين لي أن أحلبها 0 قالت بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلبا فاحلبها 0 فدعا بها رسول الله صلّ ياربّ عليه وعلى آله وبارك وسلّم فمسح بيده ضرعها وسمى الله تعالى ودعا لها في شاتها فتفاجت عليه (أي حسنة ما بين رجليها ) ودرت (أرسلت اللبن ) فاجترت (من الجرة وهي ما تخرجها البهيمة من كرشها بمضغها) فدعا بإناء يربض (أي يروي)الرهط (والرهط حتى يربضوا أي يقعوا على الأرض للنوم والاستراحة) فحلب فيه ثجا (الثج السيلان ومنه ماء ثجاجا) حتى علاه البهاء (والبهاء وبيص رغوة اللبن) ثم سقاها حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا وشرب آخرهم حتى أراضوا (أراضوا قيل رووا قال أهل اللغة أراض الوادي إذا استنقع فيه الماء) ثم حلب فيه الثانية على هدة حتى ملأ الإناء ثم غادره عندها ثم بايعها وارتحلوا عنها فقلّ ما لبثت حتى جاءها زوجها أبو معبد ليسوق أعنزا عجافا (العجاف ضد السمان) يتساوكن(تساوكن أي تمايلن من الضعف) هزالا مخهنّ قليل فلما رأى أبو معبد اللبن أعجبه قال من أين لك هذا يا أم معبد ؟ والشاء عازب (أي بعيد عن المرعى) حائل ( أي لم تحمل ) ولا حلوب في البيت !! قالت لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا قال
صفيه لي يا أم معبد
قالت رأيت رجلا
ظاهر الوضاءة
(الوضاءة الحسن والجمال)
أبلج الوجه (مشرق الوجه)
حسن الخلق لم تعبه ثجلة
(من رواه بالنون والحاء قال من نحل جسمه نحولا ومن رواه بالثاء والجيم قال هو من قولهم رجل أثجل أي عظيم البطن)
ولم تزريه صعلة
وسيم قسيم
(قسيم وسيم جميعا من الوسامة والقسامة وهما الحسن)
في عينيه دعج
(والدعج شدة يخلو العين في شدة بياضها)
وفي أشفاره وطف
(وطف وهو الطول أيضا)
وفي صوته صهل
( وفي رواية الصحل بالحاء وهو كالبحة في الصوت)
وفي عنقه سطع
(والسطع طول العنق)
وفي لحيته كثاثة أزج أقرن
إن صمت فعليه الوقار
وإن تكلم سماه وعلاه البهاء
أجمل الناس وأبهاه من بعيد
وأحسنه وأجمله من قريب
حلو المنطق فصلا لا نزر ولا هذر كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن
ربعة لا تشنأه من طول
ولا تقتحمه عين من قصر
غصن بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا
له رفقاء يحفون به إن قال سمعوا لقوله وإن أمر تبادروا إلى أمره محفود محشود لا عابس ولا مفند
اللهمّ صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وأزواجه وذريّته وأصحابه كما تحبه وترضاه آمين
قال أبو معبد هذا والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر ولقد هممت أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ( المستدرك على الصحيحين أي صحيح مسلم وصحيح البخاري رحمهما الله تعالى ) ويستدل على صحته وصدق رواته بدلائل فمنها أن الذين ساقوا الحديث على وجهه أهل الخيمتين من الأعاريب الذين لا يتهمون بوضع الحديث والزيادة والنقصان وقد أخذوه لفظا بعد لفظ عن أبي معبد وأم معبد ومنها أن له أسانيد كالأخذ باليد أخذ الولد عن أبيه والأب عن جده لا إرسال ولا وهن في الرواة ومنها أن الحر النخعي أخذه عن أبي معبد كما أخذه ولده عنه فأما الإسناد الذي رويناه بسياقة الحديث عن الكعبيين فإنه إسناد صحيح عال للعرب الأعاربة
وقد سمع حسان رضي الله عنه هاتف الشعر الذي سمع بأعالي مكة ولا يدرون من صاحبه وهو يقول
جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلاها بالهدى واهتدت به فقد فاز من أمسى رفيق محّمد فيا آل قصي ما زوى الله عنكم به من فعال لا تجازى وسؤدد ليهنأ أبا بكر سعادة جده بصحبته من يسعد الله يسعد
وليهنأ بني كعب مقام فتاتهم ومقعدها للمؤمنين بمرصد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فتحلبت عليه صريحا ضرة الشاة مزبد فغادره رهنا لديها لحالب يرددها في مصدر بعد مورد
فلما سمع حسان الهاتف قال
لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم وقدسّ من يسري إليهم ويغتدي ترحلّ عن قوم فضلت عقولهم وحل على قوم بنور مجدد
هداهم به بعد الضلالة ربهم فأرشدهم من يتبع الحق يرشد وهل يستوي ضلال قوم تسفهوا عمى وهداة يهتدون بمهند
وقد نزلت منه على أهل يثرب ركاب هدى حلت عليهم بأسعد نبي يرى ما لا يرى الناس حوله ويتلو كتاب الله في كل مشهد
وإن قال في يوم مقالة غائب فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد
والحمد لله ربّ العالمين
اللّهمّ صلّ على سيدّنا محّمد وعلى آله وأزواجه وذريّته وأصحابه وأصهاره وأنصاره وأحبته و محبيه وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين والصدّيقين والشهداء والصّالحين وبارك وسلّم كما تحبه وترضاه . ( آمين )
عبدك ورسولك وخليلك وصفوتك من خلقك الذي قلت فيه قولك الحقّ
{ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى } النجم3 زكاتك للسانه الشريف
{ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى } النجم17 زكاتك لبصره الشريف
{ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى } النجم11زكاتك لقلبه الشريف
{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } القلم4 زكاتك له بالكليّة
{ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ } الحجر72 أقسمت به
{ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى } الضحى5 أعطيته بلا حدود
{ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ } الطور48 بمرأى منا نراك ونحفظك
{ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً }الفتح2 إنها عصمة العصمة
{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ 0 فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ 0 إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ } الكوثر الآيات 1-3 حوض الكوثر والعطاء الكثير
{ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } الفتح29ما أجملها من شهادة