من هم الإنجيليون في أمريكا.. وعقيدتهم بظهور الدجال وعودة المسيح؟!
الأميركيتان ـ الكوثر: إن الطائفة الإنجيلية أو المسيحية الإنجيلية (evangelists) هي واحدة من الانقسامات الفرعية للمسيحية البروتستانتية. وقد تأسست هذه الطائفة في احضان الأمريكيين البيض بين اعوام 1820 إلى 1830 وهي الآن واحدة من أهم فروع المسيحية المتطرفة للبيض في الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من عدم وجود احصائيات دقيقة عن سكان الانجيليين في الولايات المتحدة، لكن التقديرات تشير إلى أن ما بين 15٪ و20٪ من المسيحيين الأمريكيين هم من الطائفة الإنجيلية. في البداية، كانت الطائفة الانجيلية تقتصر على الولايات المتحدة فقط ولكنها توسعت في وقت لاحق لتصل الى كندا وبعض الدول الاخرى في أوروبا.
ويُعرف هذا المذهب أيضا بالمسيحية اليهودية أو المسيحية الصهيونية، وأتباع هذه الطائفة لهم علاقات وثيقة جدا مع اليهود بالإضافة إلى التقارب الديني والعقائدي الذي يربطهم.
ويُمكن الاشارة الى أهم العقائد التي تتميز بها الطائفة الانجيلية على النحو التالي:
الإيمان بظهور السيد المسيح مرة ثانية
في كل حين من العالم، تحدث حرب بين الخير والشر، حيث سينتصر الخير بظهور السيد المسيح، ويكون الفلاح للإنجيليين فقط.
الإيمان بالحرب في آخر الزمان أو الـ "ارمجدون" وانتصار المسيح في هذه الحرب واستتباب السلام في العالم.
الإيمان بوجود جثمان النبي سليمان تحت مسجد الاقصى. ويعتقد الإنجيليون أن المسجد الاقصى هو محكمة السيد المسيح ويجب اعادة بناءه.
الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى انشأ البيت المقدس لليهود وان حكومة السيد المسيح سوف تكون في البيت المقدس. بالإضافة إلى ذلك، يعتقدون أن "إسرائيل" والصهيونية هي مخطط من الله تعالى للشرق الأوسط والعالم.
يعتقد الانجيليون أنه مع ظهور الدجال (شخصية شريرة في الطوائف المسيحية والإسلامية)، سيؤمن اليهوديون بالمسيح وسيهاجر جميع اليهوديين إلى فلسطين في آخر الزمان.
ووفقا لمعتقدات هذه الطائفة، يمكن ان نفهم سبب أهمية فلسطين المحتلة وخاصة البيت المقدس المحورية لهذه الطائفة. في الحقيقة أن هذه الطائفة تؤمن بأن البيت المقدس والأراضي الفلسطينية المحتلة ستكون عاصمة حكومة السيد المسيح في آخر الزمان.
نهج الطائفة الإنجيلية في سياسات الولايات المتحدة الداخلية
تُعرف الطائفة الانجيلية في الولايات المتحدة بكونهم تياراً دينياً متطرفاً ويمينياً، وبالتالي، فإنهم غالبا ما يدعمون التيارات المتطرفة والراديكالية للحزب الجمهوري.
وكانت واحدة من أكثر ردود الفعل انتشارا واثارة لهذه الطائفة، هو ما حدث في عهد رئاسة باراك أوباما الرئيس السابق للولايات المتحدة، حيث عارضوا بشدة وبقوة مشروع أوباما للرعاية الصحية أو ما يُسمى بـ " أوباما كير"، حيث أن إحدى فقرات هذا المشروع تنص على دفع الحكومة الامريكية تكاليف إجهاض الجنين.
إن الإنجيليين يتبنون فيما يخص الشأن السياسي والاجتماعي، قيم المُحافظين ويعارضون بشدة مؤيدوي إسقاط الجنين، النسويات المسلمات والهيبيين.
وبالنظر إلى الأصول البروتستانتية لهذه الطائفة، فإن لأتباع الانجيليين تركيزاً خاصاً على المال والثروة. وطبقا لآراء البروتستانتيين، فإن مصير البشر قبل مجيئهم إلى هذا العالم كان مُعيناً، والدليل على ذلك في هذه الدنيا، هو أن أولئك الذين سيدخلون الجنة بعناية من الله، سيكونون اغنياء وناجحين في هذا العالم. ولهذا السبب، كان ومازال معظم البروتستانت يسعون إلى كسب الثروات والاموال، ومن خلال تخزين ثرواتهم، سيديرون الدولة الرأسمالية الأكثر أهمية وذات الثقافة الرأسمالية في العالم.
ومع أخذ هذه النقطة بعين الاعتبار، يظهر ان الإنجيليين يدعمون الرأسمالية، ويدعمون تقليل ضرائب الاثرياء وكذلك خفض ميزانيات المساعدة الاجتماعية. لذلك، بسبب ثروة دونالد ترامب وخططه للحد من الخدمات الاجتماعية وخفض الضرائب على الأغنياء، قدمت هذه الطائفة دعهما للرئيس ترامب.
اسباب دعم الانجيليين لترامب
وفقا لسوابق ترامب، نفهم بانه ليس مسيحياً يمينياً فقط، بل انه أيضا ليس شخصية مؤمنة ومُتدينة، بالإضافة إلى كونه مسيحياً بروتستانتياً.
وفقا للأصول البروتستانتية للإنجيليين، فإن بروتستانتية ترامب هي واحدة من الأسباب وراء دعم الطائفة الانجيلية له. وعلاوة على ذلك، وكما ذُكر سابقا، يتضح ان الإنجيليين ايضا يشجعون على الثراء كالبروتستانتيين، وللأثرياء مكانة خاصة لديهم حيث ان ترامب يتمتع بهذه الميزة ايضا. ولكن أهم سبب في دعم الإنجيليين لترامب يجب أن يُبحث عنه في التقارب الموجود بين مخططات ومناهج ترامب السياسية وبين معتقدات هذه الطائفة.
وطبقا لشعارات ترامب الانتخابية، فإن معظم القضايا الرئيسية التي تناولها، مثل مكافحة الإسلام، وخفض ميزانيات الخدمات الاجتماعية، وتخفيض الضرائب على الأغنياء، فضلا عن الدعم الشامل للكيان الإسرائيلي، تُظهر ان ترامب هو الخيار الرئيسي للنهوض بأهداف الإنجيليين. لهذا السبب، صوت معظم الإنجيليين له وكان لتصويتهم دور هام في فوز ترامب الوثيق على المُرشحة الاخرى كلينتون.
وفي ذات السياق، يبذل دونالد ترامب قصارى جهده في فترة تسنمه لرئاسة الجمهورية في الولايات المتحدة كي يستحوذ نوعا ما على آراء الانجيليين وضمها لسلته، وذلك من خلال إجراءات مثل الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الاسرائيلي.
مخاوف ترامب من فقدان دعم هذه الطائفة جعلته أكثر تصميما على قرار نقل السفارة الأمريكية في الکيان الإسرائيلي الى القدس، على الرغم من خطورة هذه الخطوة. في الحقيقة أن اجراءاته ادت الى أن يكون أكثر من 80٪ من الإنجيليين راضين عن اداء حكومة ترامب.
وفي السياق نفسه، وبعد قرار ترامب بالإعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي ونقل السفارة اليها، أخذ الإنجيليون في قنواتهم التلفزيونية يتحدثون عن ترامب على أنه مُبارك من الله تعالى، في حين أن ترامب مُبارك اكثر من قبل الصهيونيين، ولهذا السبب يُعتبر هو إحدى الاوراق الرابحة للمخططات الصهيونية الشريرة في المنطقة.