أمير سعودي منشق يدعو أعمامه للإطاحة بالملك سلمان
لندن – “القدس العربي”: نشرت صحيفة “ميدل إيست آي” البريطانية، مقابلة مع الأمير خالد بن فرحان وهو أمير سعودي منشق، منح اللجوء السياسي في ألمانيا في عام 2013.
وينتمي الأمير خالد إلى فرع الفرحان من العائلة السعودية الحاكمة، وتعود أصولها إلى القرن الثامن عشر، حينما كان فرحان واحداً من ثلاثة أشقاء لمحمد بن سعود الذي من نسله جاء عبد العزيز الذي شكل الفرع المتنفذ داخل العائلة. ودب الخلاف مع النظام الحاكم حينما بدأ والد خالد، والذي كان يلقب بالأمير الأحمر، يطالب بملكية دستورية.
وقال الأمير خالد بن فرحان موجهاً نداءه الى الأمير أحمد بن عبد العزيز والأمير مقرن بن عبد العزيز، ” إن الضرر الذي يلحق بالعائلة السعودية الحاكمة وبالمملكة بسبب حكم سلمان الذي وصفه بـ”الأرعن والمزاجي” تجاوزت كل الحدود. “
وأضاف الأمير إن حديثة لممدوح بن عبد العزيز، أحد أكبر أشقاء الملك سلمان ممن لا يزالون على قيد الحياة، يفهم منها وجود حالة من الامتعاض واسع النطاق داخل العائلة ككل.
وزاد الامير: “هناك غضب شديد داخل العائلة الحاكمة. وبناء على هذه المعلومة فإنني أتوجه إلى عمي أحمد وعمي مقرن، وهما أبناء عبد العزيز وعلى مستوى عال من الثقافة والتعليم، ولديهما خبرة وقدرة على تغيير الأمور نحو الأحسن، وبإمكاني أن أقول لهم إننا جميعاً نقف وراءهما وندعمهما”.
وقال الأمير إن أحمد بن عبد العزيز، الذي شغل في السابق منصب نائب وزير الداخلية ثم وزير الداخلية، ما زال يحظى بدعم قطاعات مهمة داخل قوات الأمن وبين القبائل.
أما مقرن بن عبد العزيز فكان في البداية قد عين من قبل شقيقه سلمان ولياً للعهد، ثم ما لبث في إبريل/ نيسان 2015 أن استبدل به محمد بن نايف، الذي استبدل فيما بعد ليأتي العهد الحالي محمد بن سلمان، وذلك في شهر يونيو/ حزيران 2017.
وأوضح الأمير خالد إنه تلقى عدداً ضخماً من الرسائل من أناس يعملون داخل الشرطة والجيش يؤيدونه فيما دعا إليه، وقال: “شعرت منهم أنهم يناشدون الأمير أحمد بن عبد العزيز أن يبادر إلى تغيير الوضع الحالي”.
وحذر من أنه إذا استمر محمد بن سلمان في الحكم فإن حالة من الفوضى ستعم، وأضاف: “أود أن أقول للأوروبيين إن الوضع في المملكة العربية السعودية يشبه البركان الذي يوشك أن ينفجر، وإذا ما انفجر فإنه سيؤثر ليس فقط على الوضع داخل السعودية أو في المنطقة العربية فحسب ولكنه سيؤثر عليكم أيضاً”.
وقال إنه يوجد في المملكة العربية السعودية مزيج تتداخل فيه الأجيال والقبائل والمناطق المختلفة مع الوهابية، وإذا ما حصل انقلاب من خارج العائلة الحاكمة، فإن من الممكن أن تصبح المملكة بما هي قائمة عليه من تفسير وهابي صارم للإسلام إلى مركز للإرهاب الدولي.
وصعد محمد بن سلمان إلى قمة هرم السلطة بسرعة فائقة خلال العام الفائت، إلا أن الأمير خالد يقول إنه كان قبل ذلك ولسنوات طويلة مجرد عضو عادي داخل العائلة وإنه كان يعاني في سن المراهقة من مشاكل نفسية.
وأوضح أن السعودية ربما هي واحدة من أكبر الدول في الشرق الأوسط حيث يزيد تعداد سكانها على الثلاثين مليوناً، وقد تكون عضواً في مجموعة العشرين الكبار، وقد تكون أكبر مصدر للنفط في العالم، وقد تكون صاحبة ثاني أكبر احتياطي نفطي على ظهر هذا الكوكب، وقد يكون لديها حق النقض داخل صندوق النقد الدولي، إلا أن الدولة نفسها لا تزيد على كونها تجسيداً لإرادة الملك الجالس على العرش.
وأبدى الأمير استياءه شخصياً من الملك سلمان لأنه حينما كان أميراً للرياض كان صاحب نفوذ في تسيير شؤون العائلة. ووصف سلمان بالعنصري، وقال إنه أجبر والد الأمير على تطليق زوجته المصرية كما أنه أجبر شقيقة خالد على تطليق زوجها الكويتي.
وقال إنه على الرغم من أن المملكة كانت نظاماً دكتاتورياً حتى قبل أن يصل سلمان إلى العرش، إلا أن مواقع النفوذ والسلطان كانت موزعة. أما اليوم فالسلطة مركزة في يد شخص واحد.