ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: وداعا قاسم سليماني بطل «الكاميرا الخفية» الخميس 24 مايو 2018, 9:45 am | |
| وداعا قاسم سليماني بطل «الكاميرا الخفية»
لينا أبو بكرشواربه سينمائية، وعوده رنان! ولكنه يكره الكاميرا أو ربما يخافها، عضلاته من دخان، وعمامته العسكرية تحمل نجمة الشيطان، كان فقيرا معدما وعامل بناء بسيطا بكاريزما عالية، كدح في عمر بكر، ليسدد دينا لحكومة الشاه، لا تتجاوز قيمته المئة دولار، لم يكن عالم دين، ولا تلقى أية دراسات دينية، ولم يشارك في الثورة الإسلامية حتى، لكنه انضم لفيلق القدس، ولعب دورا بارزا في الفتنة بين الأكراد وصدام، ثم في الحرب العراقية – الإيرانية، طلب من قوات مقتدى الصدر أن توقف هجماتها على الاحتلال الأمريكي في العراق، بالاتفاق مع أمريكا، وهو من سلم الأمريكان مخططات قواعد طالبان، التي ساعدتهم في غزو أفغانستان، أما الآن فحلفاؤه الأكراد ينقلبون عليه بأوامر أمريكية، وترفض قيادات الجيش السوري تنفيذ أوامره فيستشيط منها غضبا و يشكو أمرها لأحد القوى التابعة للحرس الثوري الإيراني، على ذمة «هآرتس» في عددها الصادر يوم 13 مايو/ آيار، مهددا: «أستطيع غزو سوريا بين ليلة وضحاها بفرقة واحد من قوات الباسيج»! إنه قاسم سليماني، الذي يرفض التعاطي مع الإعلام الإيراني، لأنه ساحة لا تشرفه، بل يتنازل عنها للساسة الذين يحتقرهم، فإن كان الجنرال هو رجل الظل، الذي يسلط العالم كله الأضواء عليه، فمن هو رجل الضوء إذن؟كاميرات خفية في حرب سوريااقترب المشهد الأخير من حفلة الكاميرات الخفية، في الحرب السورية، السرية، التي يشتعل أوارها بين الأسد وإيران من وراء ستار، فقريبا جدا سيأتي اليوم الذي نشاهد فيه بيانا رئاسيا يلقيه الأسد على الأمة مطالبا بإنهاء الاحتلال الإيراني لسوريا! لأنه لم يتبق ما يمكن انتظاره بعد أن فضحت هآرتس ما يلمح به بوتن، متولية الجانب الإعلاني لكل ما يضمره الرئيس الروسي، وهو يؤكده ضمن الحيز التنفيذي، ولا داعي بعد كل هذا أن نتساءل من الذي ينتصر في لعبة الرهان على البقاء والزوال: اسرائيل أم إيران؟ بدك الصراحة، الاثنان سيبقيان إلى الأبد، والعرب وحدهم سيختفون من المشهد، وأما المنتصر الوحيد في هذه الحرب فهو بوتن، الذي يبرع باختطاف الأضواء ليظل اللاعب الأمهر في زاوية الظل، ليس لأنه يعلن للميديا ما يضمره، بل لأنه يفعل ما لا يعلنه، وهذا وحده كاف للخوف على إيران من المشاهد المخبأة في الصناديق، والتي لم يسمح بعد بإخراجها للإعلام، بما أن بوتن ينحدر من ختم الوحمة على جبهة غورباتشوف، التي سلمت الكرة الأرضية على صلعته لأمريكا، وإن لم تكن تصدق هذا أيها المشاهد، فعليك أن تعود للكاتب يوستاس مولينز، الذي حدثتك عنه مرة ليجيبك عن السؤال الأهم: أين يقع مقر الإمبراطورية الشيوعية؟ أربط الحزام أيها المشاهد، فالجواب هو: واشنطن! كيف؟ يذكرك مولينز بحملة السيناتور مكارثي، التي فضح بها التأثير الشيوعي على السياسة الخارجية الأمريكية، وزعم بوجود شخصيات شيوعية مرموقة تدير الحكومة الفدرالية ومراكز أمنية واستيراتيجية وقيادات في الجيش الأمريكي، لا بل إنه اتهم إدارة آيزنهاور نفسه بالشيوعية، علما بأن ريغان مهندس الحرب العالمية الثالثة والذي أقيمت له جنازة الفرعون، دخل واشنطن مظفرا، لأنه كان محاطا بمستشارين من جامعة ستانفورد، التي تولت تنظيم هيئة استشارية خاصة لحملة بوش الانتخابية وحربه على العراق، وكلهم يدينون بالولاء للشيوعية، فهل ستنجو سوريا منهم أم من بوتن؟فنون الظل عند عائلة روتشليديقول مولينز، إن المصرفيين الأذكياء ونبلاء عائلة روتشليد، أدركوا خطر الانكشاف على الإعلام وفضح دورهم في الحرب العالمية الأولى، فقاموا باستئجار 400 من ضباط الجيش الأمريكي، الذين تم تسريحهم من الخدمة مؤخرا، ليسافروا إلى أوروبا، وبحذر تام يقومون بجمع الوثائق التي تدين دورهم الإجرامي في الحرب، هذه الوثائق الآن مخبأة في جامعة ستانفورد، ولم يكن اسم أول رئيس لمركز التحقيقات الفيدرالي الأمريكي «جون هوفر» قد ظهر ضمن ترسانة التخطيط، ولكن لقب القديس المخلص والمنقذ للشيوعية، مع رواية إنجيلية سرعان ما انتشرت تفيد بأن الرجل كان من ألد أعداء الشيوعية! حسنا إذن؟ ماذا عن معهد هوفر للحرب؟ إنه استراحة للتروتسكية الشيوعية، كما يطلق عليها مولينز، برعاية سيدني هوك ورفاقه، وكل هذا الدعاية التي تم ترسيخها لهذا المعهد، تركز على كونه يضم فرقة العداء المطلق للشيوعية بينما، هم في حقيقة الأمر سدنة أو كلاء ستالين، كما أسماهم! الكاتب أماط اللثام عن «آلجر هيس» أحد أهم من أوجدوا الأمم المتحدة، بصفته جاسوسا لموسكو، متحسفا على العالم: «سيأتي علينا يوم يتقاضى فيه البشر الأموال بكوبونات الغذاء، التي سيحرم منها من لم يحمل علامة الوحش»! ثم بعد ذلك يسألونك من الذي احتل العراق ومن الذي سيحرر سوريا؟ إنها كائنات الظل، التي لا نراها، وتثبت فعليا أنها الأخطر من ترامب وشلته، ومن بوش وشبيحته ومن أوباما وفرقة «حسب الله»، التي تزفه بالطبل البلدي وخلاخيل الصقور الدجاجية في الإعلام، أي التي لم تنضج بعد، ولم تزل تتحسر على الدمى، وهي لا تعلم أبدا، أن الشيوعية ضد العالم، والسماء، والأرض والإنسانية والفضاء والعرب والغيب والطبيعة والذي منو!مبارزة مُقَنّعَة و«غميضة» فضائيةهناك مبارزة إعلامية ترتدي أقنعة أو براقع شفافة، ليس الهدف منها الوقاية من ضربات الخصم، بقدر ما هي تحد سافر، بمن سينتصر أولا بلعبة الاختباء من المشاهد، فكلهم يلعبون الغميضة معك، ووحدك فقط، الأعمى الوحيد، الذي تغطي عينيه شاشة سوداء، تخفي وراءها أبطال الظل، بحقيقتهم البشعة التي لا تريد أنت أن تراها، لأنك تصر على كونهم مخلصين لك، فكيف يحررونك من وهمك وأنت نفسك لا تريد أن تتحرر منه؟ راحت القدس، وسليماني على بعد أمتار من مآذنها، ولم يحرك ولو شاربيه قبل صواريخه، اختبأ، متناسيا أن فقدان الشجاعة ليس أبشع من الصبر على العدو، ولم يتبق لك سوى اللعب مع عشاقك، الذين يلمعونك على طريقة البويَهْجِيّة، «ماسحي الأحذية»، لعبة الكاميرا الخفية، فلا تحزن أيها الجنرال، معلش نقدر صدمتك بالمقلب الترامبي، ولكننا نؤكد لك ما تؤمن به، فالقدس لم تضع بسبب الخونة فقط، ولا الجبناء، ضاعت بسبب الأغبياء قبل غيرهم!كاتبة فلسطينية تقيم في لندن |
|