تعتبر المقبرة اليهودية الواقعة في جبل الزيتون بالقدس المحتلة الأهم والأكبر بالنسبة للإسرائيليين واليهود عامة. يزورونها من مختلف أرجاء العالم، ويدفعون أموالاً طائلة لشراء قبور فيها. [rtl] مقبرة جبل الزيتون، أو مقبرة الملوك، تقع على أرض وقف إسلامية مساحتها 250 دونماً، كان استأجرها اليهود في عهد العثمانيين لتسعة وتسعين عاماً. انتهت مدة الإيجار عام 1970، لكنهم لم يعيدوا الأرض لأصحابها. [/rtl]وقال مصطفى أبو زهرة، رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس المحتلة، لمراسل معاً، إن "مقبرة الملوك قائمة على أرض وقف إسلامية منذ عهد العثمانيين، وتحديداً منذ عام 1870، بعد تحكيرها لإحدى المؤسسات اليهودية لمدة 99 عاماً، لدفن موتاهم فيها". وأضاف أبو زهرة، أن "مدة التأجير انتهت، ويوجد وثائق في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس تؤكد على ذلك".
في مقبرة الملوك، دفن حاخامات وشخصيات إسرائيلية كبيرة، أبرزها مناحيم بيجن رئيس وزراء إسرائيل الأسبق. الاحتلال صادر أرض المقبرة لأسباب سياسية، تعززها أساطير دينية. اليهود يزعمون أن موتاهم سيقومون من هذا المكان، وهي ذات الذريعة التي صادر باسمها الاحتلال 36 دونماً من أراضي سلوان، وزرع فيها قبوراً وهمية.
وقال فخري أبو دياب، رئيس لجنة الدفاع عن سلوان، لمراسل معاً، إن "الاحتلال يقوم بعمليات تزييف للجغرافيا والتاريخ، في سبيل شرعنة القبور اليهودية الوهمية، واصطناع تاريخ مزيف لهم".
وأكد أبو دياب على أن " الاحتلال يسعى إلى تهويد كامل محيط المسجد الاقصى، والسيطرة الكاملة على الأراضي الوقفية، وتحويلها إلى مقابر ومستوطنات وحدائق توراتية وقومية".
ويقول أبو زهرة في هذا السياق، إن "تداعيات مسلسل القبور الوهمية، هو الاستيلاء على الأراضي الوقفية في القدس المحتلة، ومن ثم طمس وتزييف التاريخ والهوية وتزييف الحقيقة في هذه المدينة، والادعاء بأنها يهودية، لكنها ستبقى مدينة فلسطينية عربية".
على بعد عشرات الأمتار من مقبر الملوك، شرق المسجد الأقصى، يواصل الاحتلال، اعتداءاته على المقابر الفلسطينية، خصوصاً مقبرتي الشهداء والرحمة، ناهيك عن اعتداءات الاحتلال على مقبرة مأمن الله. وقول مصطفى أبو زهرة، إن "المقابر الفلسطينية في القدس المحتلة، تتعرض لاعتداءات حقيقية منظمة من قبل الاحتلال".
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي وما تسمى بـ "سلطة الطبيعة"، هدمت قبل عدة أشهر، 20 قبراً لعائلات مقدسية في مقبرة الشهداء، قرب مقبرة اليوسفية في منطقة باب الأسباط، والملاصقة لجدار المسجد الأقصى الشرقي، بذريعة أنها موجودة على أرضٍ مصادرة لصالحها.
وأشار أبو زهرة، إلى أن "المقبرة تاريخية ومدفون فيها مئات الشهداء".
|