رصاص الفيتو الأمريكي بمساعدة عربية وبعض فلسطينية!
كتب حسن عصفور/ نعم صدقت الحكمة الشعبية التي نطقت، بـ"أن الصدفة خير من ألف ميعاد"، قول يستحق أن يكون حاضرا فيما حدث يوم الجمعة في الأول من يونيو 2018، وربما يصبح أحد معالم الشهادة الدولية لمطادرة مجرمي الحرب في أمريكا والكيان..
في يوم الجمعة، أطلقت قوات الاحتلال نيرانها لتغتال الشابة رزان النجار، مسعفة جرحى نيران العدو، ومسعفة روح من يقدمون ما يملكون لحرية وطن وشعب، رزان تلبس زيها الطبي بشعاره الشهير، لم تكن تمسك أي من "أسلحة الدمار الشامل" التي تهدد كيان مصاب برعش دائم من غضب فلسطيني، بات قطاع غزة موطنه الراهن..
إغتيال رزان كان الرد الشعبي على كل ما قالته تلك القبيحة روحا نيكي هايلي مندوبة دولة الشر المطلق، أمريكا، التي باتت تتصرف بكراهية لأي مظهر إنساني من أجل أن تبق أداتها المباشرة أقوى..
أمريكا، وعبر أحد أكثر بني الشر نطقا بالحقد والعنصرية، رفعت يدها لتسقط قرارا يدعو الى توفير الحماية للشعب الفلسطيني، قرار لا يوجد به ما يمكن أن يمثل "تهديدا إستراتيجيا" للكيان الإسرائيلي، لكنه يمثل "جدارا واقيا" للشعب الفلسطيني من جرائم ذلك الكيان..
الصدقة الأهم، ان تصرخ هايلي كيف للقرار الا يدين صواريخ غزة، التي لم تجرح أي كائن حي، إنسانا أو حيوانا رغم الرقم الكبير الذي ذكرته تلك القبيحة، لكنها لم ترمش بل لم تتذكر أن هناك مئات من الذين سقطوا قتلى برصاص قوات كيانها، خلال أسابيع وآخر"عنقود الشهداء" كان يوم الأول من يونيو يوم الفيتو الأمريكي لتشجيع الجريمة وحماية المجرم..
وبلا أي بحث عن أسباب ذلك، لن نجد سوى أن الرد العربي أو القوة العربية باتت خارج أي فعل حقيقي للرد على الموقف الأمريكي، الذي يجسد قمة الإحتقار للمنظومة العربية، رسميا وشعبيا، لم تعد تقيم وزنا لأي من عناصر الوجود العرب، لأنها باتت تدرك تمام الإدراك أن أي بيان ينتقدها لا قيمة له، ما دامت كل مصالحها مصانة، بل تتعاظم حركة السيطرة لها على قرار المنظومة العربية، وتفرض "نمطا من خاوة سياسية - أمنية" على بعض أنظمة العرب..
إستسلام سياسي رسمي عربي هو القوة الداعمة بالكامل للموقف الأمريكي، ومعه المشهد الفلسطيني، الذي لم يعد موحدا، ولا حاضرا بما يجب أن يكون، ومع غياب كلي للقبضة الفلسسطينية والتي كانت فاعلة، الضفة مصابة بسكون لم يسبق ان كان، منذ الاحتلال عام 1967، هدوء يصاحبه حالة "إسترخاء كفاحي" نادرة، لم تعد تهتز أي من مناطق الضفة المحتلة، وما أن يحدث خروج على النص حتى تستنفر أجهزة امن محمود عباس بالشراكة مع أمن المحتلين للمطادرة الساخنة حتى يصلوا الى من خرج عن السكون المتفق عليه..
إفتخر الإعلام المحلي بحضور 250 ألف فلسطيني الصلاة في المسجد الأقصى في ثالث جمعة رمضانية، وإعتبرت "تحديا وطنيا"، لكنها ما أن أنتهت صلاة الجمعة حتى ساد السكون المكان بلا اي أثر يسجل، مفارقة نادرة قلما كانت تمر مرورا كما كان..خاصة وأنها تزامنت مع جمعة غضب غزية عنوانها مصير مشترك، وتوافقت مع ذكرى رحيل القائد فيصل الحسيني، أمير القدس..
حالة السكون الكفاحية في الضفة والقدس هي رسالة سياسية، انه لن يكون هناك تكلفة حقيقية لجرائم دولة الكيان، وبالقطع من يحمي ذلك الكيان، بل الأكثر كارثية، ان تكون تلك الجرائم بغطاء التنسيق الأمني المشترك لأجهزة عباس مع أجهزة المحتل..
سلوك زمرة يمثل ذريعة للخنوع الرسمي العام..
رصاص الفيتو الأمريكي ينتظر القبضة الفلسطينية، كي تجبر الآخرين ان يتذكروا هناك من يقول ويفعل..
فيتو أمريكا ضد قرار حماية الضحايا من المجرمين يجب أن يكون نقطة فصل سياسي كبير في المسار الوطني!
ملاحظة: حضور صائب عريقات اللقاء الثلاثي في القاهرة، ومعه مدير مخابرات عباس يثير أسئلة عدة، خاصة وأن الآخرين وزراء خارجية، هل هناك "طبخة سياسية"..لا يوجد حضور عفوي مش هيك يا دوك!
تنويه خاص: في جلسة مجلس الأمن حضرت دموع مندوب فلسطين لكنه أضاع ما كان أبلغ اثرا لو انه قام برفع صورة رزان ..صورة كان لها ان تبقى حاضرة في أي إشارة للجريمة..خسارتك رياض!