المرأة القوية بقلم: ريم وفيق زنداح
سر قوة المرأة بضعفها وحنانها وعطفها ، وسر قوة المرأة بثقافتها وعلمها وخبراتها المتراكمة ، وبما تتميز به من سمات وصفات شخصية، وبما تراكمه من علوم وخبرات بحكم الاطلاع الدائم والمستمر .
المرأة القوية تقاس بمدى قدراتها ومميزاتها وسماتها الشخصية ، ومنهجية فكرها، والتي تصنع من خلاله قوة التأثير فيمن حولها داخل أسرتها ، وبمكان عملها ، وبما تؤدي من مهنة متخصصة بحسب علمها وخبراتها واضطلاعها.
قد يتساءل القارئ العزيز والبعض من المنشدين إلى حالة التخلف القديم بحكم الزمان والمكان ،حول عنوان المقال، والذي يحمل مصطلح القوة على عكس ضعف المرأة من الناحية السيكولوجية والفسيولوجية والبيولوجية، وما تتميز به من حنان متدفق وعواطف جياشة ، تغلب العاطفة على الكثير من العقل والمنطق والموضوعية . إلا أن حقيقة القوة المستمدة بفعل السمات الشخصية والمنهجية الفكرية والعلوم المتخصصة والثقافة الواعية والخبرات المتراكمة، لا تتناقض بالمطلق مع شخصية المرأة وضرورة قوتها بمنطق عقلها ،كما حنان عواطفها وأحاسيسها ودورها داخل الأسرة ، لأن المرأة القوية التي نقصدها بهذا المقام و المقال المرأة القادرة على صيانة نفسها ...والدفاع عن حقوقها ،وعدم القبول بانتهاك كرامتها وكبريائها وأنوثتها ،المرأة التي تطالب بالإنصاف والعدل .
المرأة القوية التي تخطط لنفسها ،وتصون حقوقها ولا تساوم عليها ولا تقبل بالتنازل عنها .
المرأة القوية التي تخطط لحياتها لواقعها ومستقبلها ، ولا يخطط لها ،والتي تعمل بجد واجتهاد لإستثمار وقتها بصورة مثلى، لأجل الوصول إلى أهدافها وطموحها على المستوى الأسري، وعلى المستوى الاجتماعي والعملي والمهني .
المرأة القوية التي لا تقبل بالمطلق بانتهاك انسانيتها، وسلب حريتها وحقوقها الكاملة، وعلى كافة المستويات وبكافة الأماكن والأزمنة .
المرأة القوية تعني الأسرة القوية ...والأجيال القوية ...والمجتمع الأقوى والأكثر تماسكا ،والأقدر على مواجهة تحدياته ومصاعبه ،المجتمع الخالي من العقد والأمراض المزمنة والسلوكيات الشاذة ، المجتمع الذي يتابع بصورة حثيثة كافة الأجيال ، ظروفهم المعيشية ، ومناهجهم الدراسية ، والأساليب التربوية المتبعة ، واتخاذ ما يلزم من وقفات تقييمية موضوعية محكومة بحسابات دقيقة أساسها العلوم المتخصصة ووسائل التدريب المتعددة والتي تعمل على تطوير القدرات واكتشاف المهارات ، وحتى تكون الأسرة على اضطلاع دائم ، وتابعة حثيثة ، وأن لا تترك الأجيال حتى تتمكن منها العيوب والسلبيات ، وعندها يصعب العلاج ، وتكون الخسارة ، وهذا ما يحتاج الى تضافر كافة الجهود ، وأن تسخر كافة الإمكانيات لأجل بناء الإنسان الإيجابي، حتى نتمكن من التعايش مع مجتمع ايجابي قادر على صيانة واقعه ، والعمل من أجل مستقبله.
لذا يجب أن تتوفر كافة الظروف ...وأن يعمل الجميع لأجل المساهمة بصناعة المرأة القوية، وليس بهذا القول إلا في إطار التسهيل والمساعدة وافساح المجال واختراق كافة التقاليد والعوائق الاجتماعية السلبية ، والعمل على تشريع القوانين التي تساعد وتصوب طريق المرأة ، وتصون حقوقها الكاملة ، وبكافة المجالات والمستويات.
لأن المرأة القوية تحتاج إلى مساعدة الجميع ...لكنها بالأساس تصنع لنفسها عوامل قوتها وثباتها وتطورها، ومدى قدرتها على انجاز مشروع حياتها ،ومشروع اسرتها ، وحتى طموحها الشخصي في مجال العمل والإبداع والإبتكار ، والوصول الى أهدافها ، واثبات ذاتها .
المدربة الدولية والإعلامية : ريم وفيق زنداح