.... تابع
القصة وأثرها على الطلاقة اللغوية عند أطفال ما قبل المرحلة الابتدائية
دعاء بنت نافذ البشيتي
أثر القصة ودورها في تنمية الطلاقة اللغوية عند الأطفال:
تعمل القصة على تنمية ثروة الطفل اللغوية، وتساعد على نموه اللغوي، بما تحتويه من مفردات جديدة وعبارات جيدة، قد يحفظ بعضها، كما أنها تقوٍم أسلوبه وتصحح ما لديه من أخطاء لغوية، وتؤدي إلى اتساع معجمه اللغوي وتقوي قدرته على التعبير والتحدث، فالقصة من أهم مصادر الحصول على المفردات وزيادتها فهي تعرض الطفل للكلمة مباشرة من خلال رؤيتها وسماعها ونطقها، كما أنها تصحح ما علق بذهنه من كلمات عامية وتجعله يبدلها بكلمات فصيحة تناسب حصيلته اللغوية، وكلما ازداد تعلق الطفل بالقصة وتمسكه بها كلما أصبح لديه رصيد لغوي أكبر، لأن القصة تعود الطفل على القراءة وتحببه بها فيصبح الطفل شغوفاً بالقراءة يقرأ كل ما يقع بين يديه.
إن لغة الطفل تنمو من خلال التقليد، فإنا إذا قدمنا للطفل النماذج الجيدة من القصص فسوف يقلدها في حياته اليومية وتزداد الحصيلة اللغوية للطفل من خلال كلمات القصة وعبارات اللغة العربية وتعويده النطق السليم.
والكتاب الذي يقرؤه الطفل مصدر هام من مصادر اللغة، بالإضافة إلى المعلومات والخبرات والمتعة، وهو عالم جديد بالنسبة له، فاللغة كما هو معلوم أداة أو وسيلة تعبير واتصال وإدراك لكثير من الأشياء لهذا نرى الطفل يلتقط الكلمات الجديدة ويرددها، لذلك نرى غالبية المربين والنفسيين يعتقدون أنه من الأفضل للطفل أن نقدم في القصة المطبوعة مزيداً من الألفاظ الجديدة تفوق مستواه الفعلي، حتى يستطيع أن يثري حصيلته اللغوية وينميها. الكيلاني (1411: ص 145).
لذلك فإنه من الضروري عند كتابة قصص الأطفال أن تراعي سهولة الألفاظ، وقربها من مستواه العقلي، وليس معنى أن تفوق مستواه العقلي أن تكون صعبة لا يفهمها الطفل ولا تثري حصيلته اللغوية فيصاب بالإحباط فيحجب عن قراءة القصة.
فالطفل في البداية يريد ألفاظاً تحمل دلالات محسوسة يراها أو يسمعها أو يلمسها، ويصعب عليه فهم الألفاظ المجردة، فالقصة تخرج الألفاظ من صفتها المجردة إلى صفتها المحسوسة فهي تجسد الألفاظ في صورة حكايات وأحداث يفهمها الطفل فتصبح محببة إلى نفسه فتنال إعجابه ويتفاعل معها ويضيفها إلى محصوله اللغوي، فالقصة هي الحياة في شكلها اللغوي، واللغة والألفاظ في وجودها الاجتماعي.
لذلك فالقصة نص يضج بالمعنى بالنسبة للطفل فهي كالغذاء له الذي يمده بالمفردات والجمل التي يضيفها إلى قاموسه اللغوي فتزداد حصيلته وتتطور لغته، وبالتالي يزداد تواصله مع الآخرين ويتفاعل مع البيئة المحيطة به تفاعلاً إيجابياً يستطيع من خلاله أن يوظف تلك الكلمات والألفاظ التي اكتسبها، فتزداد ثقته بنفسه ويكبر مفهومه لذاته من خلال فهم الآخرين له وتلبية حاجاته ورغباته.
إن الطفل الذي يصبح صديقاً للكتب والقصص منذ نعومة أظفاره ينمي معارفه ويصقل لغته ويبرع في القراءة الصحيحة ويتمكن من تنمية مهاراتها المختلفة، فيصبح بارعاً في اللغة، ومتحدثاً ومستمعاً جيداً، فالقصة تنمي مهارتي الاستماع والتحدث عند الطفل، فيستمع الطفل للقصة وينصت إليها بكل شغفٍ واهتمام محاولة منه لفهم مضمونها والتقاط الألفاظ التي يستحسنها ليضيفها إلى محصوله اللغوي، ثم يبدأ بتركيب هذه الألفاظ والكلمات ليستخدمها في تفاعله مع الآخرين وبذلك تكون القصة قد طورت الطفل من جوانب متعددة ومهمة في حياته فنمت لغته وزادت حصيلته وتطورت مهارتي الاستماع والتحدث لديه وأصبح شغوفاً بالقراءة.
إن ازدياد حصيلة الطفل من الثروة اللغوية، يتناسب طردياً مع تحصيله الثقافي والعلمي ومع خبرته وإنماء الثروة اللغوية لديه. الكيلاني (1461: ص 147 ــ 148).
ومن المعروف أن القصة لا يقتصر دورها على تنمية اللغة عند الطفل، بل تتعدى ذلك إلى أن يصبح عند الطفل طلاقة لغوية من خلال شغفه بالقراءة وإقباله عليها، فالقصة بألفاظها السهلة وكلماتها البسيطة ومضامينها الرائعة ومخاطبتها لعقل الطفل تجعله يقبل عليها بكل شغف ويعتقد أن كل مايقع بين يديه يشبه القصة فيقرؤه بحماس، فتنمو لغته وتتطور لديه مهارات الكتابة لأنه يريد أن يوظف هذه العبارات والكلمات التي اكتسبها فيصبح كاتباً بارعاً في المستقبل.
لذلك يجب علينا كمربيين أن نحسن اختيار مضمون القصة أولاً، ونتحرى اختيار الألفاظ التي تناسب عقل الطفل والمرحلة العمرية التي يمر بها فمضمون القصة واللغة التي صيغت بها سواءً كانت بالفصحى أم العامية تؤثر على لغة الطفل، فمن الواضح أن اللغة العربية الفصحى إذا تم استخدامها بكثرة في قصص الأطفال فإنها تؤدي إلى أثر طيب وواضح على لغة الأطفال في اكتسابهم للغة وفي تركيبهم للعبارات والجمل فيصبح الطفل أكثر دقة وإتقاناً لمهارات اللغة، بعكس اللغة العامية أو المحلية فإنها تنمي مهارة الاستماع أكثر من تنميتها لمهارة التحدث، وهي لا تثري محصوله اللغوي ولا تزيد من مفرداته بالقدر الكافي الذي يؤهله لتكون لديه طلاقة لغوية، فالطفل العربي يعيش في ازدواجية لغوية وهي الفصحى والعامية وتختلف الآراء في معالجة هذه النقطة، ولكن أغلب الباحثين يتفقون على استخدام لغة مبسطة تجمع بين الفصحى والعامية ولا تطغى العامية عليها وإدخال المأثور الشعبي والطرائف في النص، الهرفي (1417: ص 52).
كما أن مضمون القصة له أثر كبير على تطوير لغة الطفل وإثرائها، فالمضمون عندما يكون قريباً من واقع الطفل محبباً إلى نفسه، جميل الصياغة بسيط الألفاظ قريب من عقله وتفكيره، فإن الطفل يعمد إلى اقتباس تلك الألفاظ وإدراجها في قاموسه اللغوي، فتصبح ضمن حصيلته اللغوية التي تنمو وتتطور شيئاً فشيئاً كلما ازداد في القراءة.
كما يجب أن نفهم نفسية الطفل وحاجاته ومتطلباته والطرق السليمة لإشباع تلك الحاجات لنستطيع كتابة قصص هادفة موجهة إلى الأطفال بشكلٍ جيد.
وهكذا نرى أن احتياجنا إلى قاموس لغوي للأطفال، لا يقل عن احتياجنا إلى منهج تعليمي تربوي يلبي حاجات أطفالنا الفطرية ولا يتصادم مع قيمنا الدينية وتقاليدنا وأعرافنا الإسلامية. الكيلاني (1411:ص 149).
كيف نختار القصة المناسبة للأطفال؟!
بعض الناس يعتقد أن القصة الجيد هي القصة التي تعجب الوالدين وبعضهم يعتقد أنها القصة التي يحبها الأطفال، والواقع أن كلا الرأيين صواب وليس بينهما تناقض، فيجب أن نلاحظ عند الشراء، ظاهر القصة ومحتواها.
أما القصة من حيث الظاهر فيجب أن تراعى فيها عدة مسائل هي:
1- أن يكون حجم القصة مناسب لأعمار الأطفال، من حيث عدد صفحاتها و ترتيبها وتنسيقها مع الإهتمام بإخراج القصة بالصور المناسبة للأطفال.
2- أن تكون حروف الطباعة واضحة، وحجم القصة مناسب، مع توضيح الألوان وانسجامها سواء في العناوين الرئيسية والجانبية، وكذلك تنسيق الفقرات مع مراعاة المسافات وعلامات التشكيل والترقيم والتنقيط وكذلك طول السطر.
3- ملائمة التصميم الفني للغلاف وموضوع الكتاب، وأن يلفت هذا التصميم انتباه الأطفال على أن يتضمن الغلاف، عنوان الكتاب، أسماء المؤلفين، الطبعة وتاريخها، والجهة التي أصدرته، وأن لا يتمزق الغلاف بسرعة.
4- اختيار ورق الكتاب من النوع الجيد مع الاهتمام بالتجليد والتلوين.
أما الكتاب من حيث المحتوى، فيجب ان يكون ملائم لسن الطفل من حيث:
1- أن تكون القصة بسيطة.
2- أن تلاءم القصة واقع الطفل وخبرته.
3- أن تكون ألفاظها سهلة ليستطيع الطفل حفظها بسهولة.
4- أن تتناسب مع الجو الاجتماعي للطفل.
5- تتوافق مع التعاليم الدينية والإسلامية.
6- أن تكون متسلسلة الحوادث.
7- ألا تتضمن القصة المواقف المزعجة والمخيفة.
8- أن يكون الموضوع ضمن دائرة اهتمام الطفل.
طريقة رواية القصة للطفل:
إن كانت رواية القصة تعتمد على السرد الشفهي، إلا أن لغة السرد أو التواصل المستخدمة هنا تتجاوز اللغة المنطوقة العادية إلى لغة خاصة لها خصوصيتها تنحصر في الفعل السردي والذي هو جوهر العملية الإبداعية لفن رواية القصة، والفعل السردي لا يكون مجرد سرد لكلمات، بل لابد في هذا الفعل أن "تكتسي الكلمات بسماتها الصوتية الكاملة"، أي لابد وأن تشمل الكلمة الشفهية هذا التنغيم أو ذاك، كأن تكون الكلمة ذات حيوية، أو مثيرة، أو هادئة، ساخطة، أو مذعنة، فمن المحال نطق كلمة شفهية دون أي تنغيم، خاصة في مجال الحكي القصصي الذي لابد فيه من التنغيم الإيقاعي، والتغاير الصوتي المصحوب بتعبيرات الوجه وحركات الجسد، مما يقوي أثر التعبير في عملية التبليغ القصصي، (حسين، 2003م-36).
ولكي تحقق لغة الرواية الهدف المرجو منها في التأثير على المستمعين، لابد وأن تمتاز بثلاث صفات أو خصائص، يحاول الراوي دائماً استخدامها وهى:
1- أن تكون اللغة وصفية:
فكلمات القصة المروية تكون بالنسبة للراوي كاللون بالنسبة للرسام قادرة على تلوين المعاني وإثارة الأحاسيس والمشاعر والانفعالات وتغيير كلمة واحدة يكسب اللغة ثراء في المعنى ويثرى من خيال المستمع، على سبيل المثال: هناك بعض الجمل التي قد تخلو من الوصفية. مثل "وسار الرجل في الطريق" عندما نروى هذه الجملة ونضيف بعض الكلمات التي تصف مشاعر هذا الرجل ونقول مثلاً: "وسار الرجل العجوز المنهك في الطريق المترب الملتهب بحرارة الجو"، فستجد أن التأثير هنا قد اختلف والصورة أصبحت أكثر وضوحاً بالنسبة للمستمع.
2- إضافة الحوار:
حقاً أن راوي القصة هو "راوي لقصة" ولكن حتى لا يشعر المستمع بالملل، ومن أجل الاحتفاظ بانتباه المستمع، فقد يكون من الممتع أن يسمح الراوي لنفسه بأن يحاكى الشخصيات في القصة ويعبر عن الأحداث بواسطة الحوار، فعلى سبيل المثال بدل من أن يقول "كان النقاش مرتفعاً" يكون من الأفضل لو أضاف بعض أسطر قليلة لكل شخصية، ويحيل القصة إلى مسرحية لفترة محدودة كما في بعض الأشكال الأدبية: "وانطلق صارخا " أو " أشار بعنف "، كل هذا يساعد على تحديد شخصية المتكلم.
وبالتالي يجب أن يعتمد هنا على تنويعات الصوت الذي يجسد كل شخصية ويميزها عن شخصية الراوي، فالتنوع الصوتي في الطبقة والإيقاع كل هذا قد يكون مؤثراً وجاذباً لانتباه المستمع.
3- الارتجال:
والارتجال يعنى التأليف الفوري أو اللحظي، أو التأليف غير الملتزم بالنص الأصلي، لكنه في نفس الوقت يحافظ على الخط العام للحدث وتسلسله، وأجزاء الحدث وتسلسله يشكلان الهيكل الأعظم للقصة وهى ما يجب أن يعرفه الراوي.
أما الارتجال فهو إضافة التفاصيل والشخصيات، والحوار التي تساعد على تكوين الصور الذهنية لدى المستمع، هذا الارتجال يعتمد على شخصية وثقافة وخبرة الراوي، وهذا ما يجعل هناك أكثر من نص يصاغ حول حدث واحد. حسين (2003، 26 – 35).
وهناك عدد من الأمور الهامة التي يجب أن نتبعها عند رواية القصة للطفل حتى تشد انتباهه وتستحوذ على تفكيره:
1- عدم إجبار الطفل على سماع القصة.
2- إشراك جميع الأطفال أثناء قراءة القصة.
3- التركيز على كل جزئية في القصة واستخلاص الدروس المستفادة.
4- التأكد من تركيزهم أثناء قراءة القصة وعدم شرودهم.
5- سؤال الأطفال عما استفادوه من القصة.
6- إثارة انتباه الأطفال وشدهم من خلال التغيير في نبرات الصوت.
7- اختيار مـكان مناسب ومحبب للأطفال.
8- إشراك الأطفال في اختيار القصة التي يريدون قراءتها.
9- عرض صور القصة عند قراءتها حتى يستطيعوا ربط الألفاظ بالصور.
10- تمثيل أدوار الشخصيات في القصة.
إجراءات الدراسة وتحليل النتائج:
أولاً: منهجية الدراسة:
أ- أهداف الدراسة:
تتلخص أهداف الدراسة الحالية في الآتي:
1- التعرف على مفهوم القصة وأنواعها.
2- التعرف على أهمية قراءة القصة لأطفال ما قبل المرحلة الابتدائية.
3- التعرف على دور أسلوب الراوي في شد انتباه الطفل وتحمسه لسماعها.
4- التعرف على أثر القصة ودورها في تنمية الطلاقة اللغوية عند أطفال ما قبل المحلة الابتدائية.
ب- عينة الدراسة:
تتكون عينة الدراسة من معلمات رياض الأطفال الحكومية والأهلية بمدينة الرياض، وقد تم اختيار العينة بطريقة عشوائية، وحدد حجم عينة الدراسة كحد أدنى بنحو (30) معلمة من معلمات الروضة بمدارس الرياض، حيث يتم تطبيق أداة الدراسة عليهن وهي (الاستبيان) ومن ثم تحليل النتائج وتفسيرها ومناقشتاها في ضوء فرضيات الدراسة، لقياس مدى تأثير القصة على الطلاقة اللغوية عند أطفال ما قبل المرحلة الابتدائية.
جـ- أداة الدراسة:
الأداة المستخدمة في هذه الدراسة هي الاستبيان، وقد تم الحصول عليها من الدراسات السابقة والمراجع العلمية التي استخدمت في كتابة وتوثيق الإطار النظري للدراسة، كانت الأداة تحتوي على أربعة محاور وهي: المحور الأول (أهمية القصة)، كان يتضمن سبعة عبارات، والمحور الثاني (أثر القصة في التربية وتنمية الجوانب المختلفة)، كان يتضمن تسعة عبارات، والمحور الثالث (دور القصة في تنمية مهارتي التحدث والاستماع عند الطفل)، كان يتضمن سبع عبارات، والمحور الرابع (أثر القصة في زيادة الطلاقة اللغوية عند أطفال ما قبل المرحلة الابتدائية)، كان يتضمن ثلاثة عشر عبارة.
تم التعديل على الأداة فأصبحت تتضمن أربعة محاور، المحور الأول يحتوي على ستة عبارات بعد أن تم حذف العبارة الخامسة، وتم إضافة المحور الثاني وهو (طريقة سرد القصة للطفل)، ويحتوي على سبع عبارات بعد أن تم دمج العبارة السابعة مع العبارة الثامنة فأصبحت عبارة واحدة، كما دمج المحور الثالث مع المحور الرابع وحذف العبارة السابعة من المحور الثالث، فأصبح يحتوي على تسعة عشر عبارة.
درجة الموافقة كانت تحتوي على (نعم – لا – أحيانا)، تم تعديلها إلى (أوافق – لا أوافق – أحياناً)، أيضاً العبارات جميعها كانت تبدأ بـ (هل) تم إزالة (هل) لتصبح عبرة وليس سؤالاً.
كما تم إضافة مقدمة للأداة وهي (الرجاء وضع إشارة صح أما درجة الموافقة التي تعبر عن رأيك في كل عبارة مما يلي).
هذه هي التعديلات التي تمت على أداة الدراسة الحالية، لتظهر بالشكل النهائي.
ثانياً: خصائص العينة:
تم اختيار عينة الدراسة الحالية وعددهم (30) معلمة من معلمات رياض الأطفال وفق عدة خصائص ومنها، تمايزهم في المستوى العلمي أو المؤهل الدراسي، وكذلك سنوات الخبرة والعمل في رياض الأطفال، وكذلك كثافة الفصول والمرحلة العمرية التي تدرسها، وكذلك الإمكانات المتاحة.
وقد تحددت حدود الدراسة وفق الحدود التالية:
الحدود المكانية: جرت الدراسة السابقة في دور رياض الأطفال بمدينة الرياض.
الحدود البشرية: معلمات رياض الأطفال بمدينة الرياض.
الحدود الزمانية: تم جمع البيانات للدراسة السابقة خلال الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي 1431 / 1432هـ.
ثالثاً: نتائج العينة:
بعد جمع المعلومات قامت الباحثة بتحليل النتائج باستخدام النسب المئوية وفيما يلي استعراض لتلك النتائج:
جدول رقم (1) يوضح موقف العينة من أهمية القصة.
العبـــــــــــارات | أحياناً | لا أوافق | أوافق |
النسبة | التكرار | النسبة | النسبة | التكرار | النسبة |
1- تعتبر القصة أحد المقومات الأساسية في حياة الطفل. | 6% | 2 | 0% | 0 | 93% | 28 |
2- تعتبر القصة مصدر المتعة والتسلية للطفل. | 56% | 17 | 0% | 0 | 43% | 13 |
3- القصة تزيد من إقبال الطفل على القراءة. | 90% | 27 | 0% | 0 | 10% | 3 |
4- تعمل القصة على تقديم حلول للمشكلات التي يواجهها الطفل. | 60% | 18 | 0% | 0 | 40% | 12 |
5- يؤثر مضمون القصة واللغة المستخدمة في إقبال الأطفال عليها. | 33% | 10 | 0% | 0 | 66% | 20 |
6- بإمكان الطفل أن يعبر عن مشاعره من خلال القصة. | 26% | 8 | 0% | 0 | 73% | 22 |
في العبارة الأولى تبين للباحث أن 93% من أفراد العينة أجابوا بـ (أوافق)، 6% من أفراد العينة أجابوا بـ (أحياناً)، ويدل ذلك أن معظم أفراد العينة يعتبرون أن القصة أحد المقومات الأساسية في حياة الطفل، وذلك لأهميتها ودورها البالغ في جميع الجوانب الحياتية للطفل.
في العبارة الثانية تبين أن من إجابات العينة أن القصة لا تعتبر هي المصدر الرئيسي للمتعة والتسلية للطفل حيث أن 43% أجابوا بـ (أوافق)، و56% أجابوا بـ (أحياناً)، وهذا يدل على أنه يوجد مصدر أخر يعد مصدر للمتعة والتسلية للطفل كالفيديو وأفلام الكرتون مثلاً.
أيضاً في العبارة الثالثة تبين أن القصة لا تزيد من إقبال الطفل على القراءة حيث أن 10% أجابوا بـ (أوافق)، 90% أجابوا بـ (أحياناً)، حيث كان هناك فرق كبير بين الذين أجابوا بـ (أوافق) وبين الذين أجابوا بـ (أحياناً)، وهذا يدل على أن القصة لا تزيد بشكل فعال من إقبال الطفل على القراءة، وذلك ربما لوجود مصادر أخرى تعمل على زيادة إقبال الطفل على قراءة يكون فيها جذب أكثر للطفل وشد لانتباهه.
أما في العبارة الرابعة فقد تبن أن 60% أجابوا بـ (أحياناً)، و 40% أجابوا بـ (أوافق)، حيث أنه لا يوجد فروق كبيرة بين النسبتين، ولكن الأغلبية العظمى من أفراد العينة اعتبرت أن القصة قد تعمل في بعض الأحيان على تقديم حلول للمشكلات التي يواجهها الطفل، وفي أحيان أخرى لا تقدم حلول للمشكلات التي يواجهها الطفل خصوصاً إذا كانت معقدة.
في العبارة الخامسة تبين أن معظم أفراد العينة يؤكدون على أن مضمون القصة واللغة المستخدمة فيها تؤثر على إقبال الطفل عليها، حيث أن 66% كانت أجابتهم بـ (أوافق)، و33% كانت إجابتهم بـ (أحياناً)، ويدل ذلك على أن مضمون القصة ولغتها تجعل الطفل يقبل عليها وينسجم أثناء قراءتها أو سماعها، واتضح ذلك من خلال نتائج العينة.
في العبارة السادسة اتفق معظم أفراد العينة على أن الطفل يستطيع من خلال القصة أن يعبر عن مشاعره حيث أن نسبة الذين أجابوا بـ (أوافق) كانت 73%، أما الذين أجابوا بـ (أحياناً) كانت نسبتهم 26%، ليتبين أن هناك فارق كبير بين النسبتين، وهذا يدل على أن للقصة دور كبير في التنفيس عن مشاعر الطفل، وجعله قادراً على التعبير عن مشاعره من خلال أحداثها.
من خلال النظرة العامة لإجابات العينة نلاحظ أن (لا أوافق) لم تمثل أي نسبة، بينما تراوحت إجاباتهم بين (أوافق) و (أحياناً)، وهذا يدل على أن للقصة أهمية في حياة الطفل، حيث أن نتائج هذه الدراسة تتفق مع ما توصل إليه (أحمد، 1429هـ: 127 – 128) في دراسته حول المرجع في أدب الأطفال، حيث وجد أن للقصة أهمية في حياة الطفل ولا يمكن الاستغناء عنها أو إزالتها من حياته.
..... يتبع