منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 ادب الاطفال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

ادب الاطفال Empty
مُساهمةموضوع: ادب الاطفال   ادب الاطفال Emptyالخميس 05 يوليو 2018, 2:06 pm

قراءة في صفات أدب الأطفال
قراءة في صفات أدب الأطفال
د. أحمد الخاني


احظنا من خلال النماذج الشعرية والنثرية، بأقلام أدباء الطفولة كافة البساطة في الشكل والبساطة في المضمون. ولنبسط الكلام في هذين النوعين:

البساطة في الشكل:

الحروف:

أدب الطفولة، يشبه الطفولة؛ حروف الكلمة الواحدة قليلة تخلو من الحروف الصعبة اللثوية (ث - ذ - ظ) وما في حكمها من تكلف النطق بها، وتأليفها مع بعضها فيما بينها، مثل كلمة (بعثر) حرف العين حلقي، ونطقه يصعب على الطفل فأدب الطفولة يجب أن يتجنب هذه اللفظة إلى لفظة (نثر) بدل (بعثر) فهي أسهل وأسلس في النطق.

 

حرف الثاء أخف من الحرفين الباقيين؛ لأن الطفل في الطفولة المبكرة ينطق الثاء في حروف غير هذا الحرف كلفظة (عسل- اشرب- وصل) ينطق السين والشين والصاد، كل هذه الحروف ينطقها بالثاء، فيقول: عثل، (بدِّي إثرب) وثل.. والزاي ينطقه ذالاً.. فآلية نطق الطفل لم تكتمل لتلفظ الحروف بشكلها الصحيح، لذلك يقدم للطفل الألفاظ قليلة الحروف لكي يتمكن من نطقها دون أن يتعب، وهي حروف سهلة ما أمكن إلى ذلك سبيلاً.

 

وللسيطرة على الحروف؛ شكلها ونطقها فإن بعض طرائق التدريس في أوربا تجعل الحروف على شكل قالب، وهذا القالب يملأ بالحلوى، فيلتهمه الطفل عاشق الحلوى بحكم بنيته التي هي بحاجة للسكريات لتمده بالطاقة وهي ضرورية للنمو.

 

هذه الطريقة، الحرف قالب حلوى، ربما كان من أهدافها كسر الحاجز النفسي في تعلم الحروف، وهو أساس التعليم.

 

إن تعلم الحروف؛ حفظها ونطقها وكتابتها لهو أساس التعليم كله،إذا أتقنه الطفل انفسح أمامه مجال التعليم كماً ونوعاً.

 

الألفاظ:

الألفاظ لها صفات الحروف، من البساطة، والبعد عن الصعب، لكن الحرف مفرد؛ أما اللفظة فإنها مركبة من مجموعة حروف، هذه الحروف يجب أن تكون سهلة، وقليلة، فلا تقدم اللفظة الرباعية الحروف إذا كانت الثلاثية تفي بالغرض...

 

ويجب أن يكون إيقاع اللفظة موسيقياً، إذا كان النص نشيداً، موسيقياً في إيقاعه الداخلي والخارجي، والنشيد الناجح هو ما غنَّاه المؤلف وطرب له ودندن وفي هذه الحال يفيض اللحن عذباً من داخل النفس كأنه جدول ينبع ويسيل، وهذا هو النشيد الوجداني، وهو يختلف عن النشيد العقلي حيث يأتي هذا النشيد من المنطقة الباردة منطقة العقل، بينما النشيد الوجداني يأتي من المنطقة الحارة منطقة القلب.

 

الجمل: أما التراكيب والجمل؛ فهي من معطيات الحروف السهلة، والألفاظ البسيطة، فيجب ألا يكون الناتج (التركيب أو الجملة) معقداً، مثال:

قال أبو الطيب المتنبي:
عش ابق اسم سد جد قد
مر انه اثر فه تُسل

 

جرب أن تلفظ هذا الشطر أمام الكبار فضلاً عن الصغار، فهل يفهمون معنى ما تقول؟ ولكنك لو لفظت كل كلمة على حده لوضح معناها:

عش: حق الحياة.

ابق: حق البقاء، بالذكر الحسن.

اسم: من السمو والرفعة.

سد: من السيادة.

جد: من الجود.

قد: كن قائداً.

مر: كن آمراً.

انه: كن ناهياً.

فه: تفوه، كن خطيباً.

تسل: تصبح مسؤولاً.. عظيماً.

 

يجب أن تكون الجملة بسيطة وقليلة الكلمات تناسب نفس الطفل، ليسهل عليه حفظها وتمثلها وأداؤها وتصبح مما يترنم به في نفسه بنشوة غامرة، والألفاظ المقدمة في أدب الطفولة يحسن أن تكون مما يقول أو يسمع في الاستعمال اليومي ما أمكن.

 

البساطة في المضمون:

تناول المحسوس:

من السهولة في المضمون، تناول المعنى المحسوس مما يشاهده الطفل، ويسمع اسمه كالكرة والمدرسة والأم والأب... كقول الشاعر:
كُرتي كرتي
طب طب طب طب

 

ثم الانتقال إلى المجرد، كالعلم والنظافة والصدق والأمانة...

 

الكلي والجزئي:

نظريتان تناوبتا على أدب الطفولة بين النظرية التراثية والحديثة؛ هل ننتقل في تعليم الطفل من الكلي إلى الجزئي، أم العكس؟

 

في النظرية القديمة التي عشناها نحن في التعليم الانتقال من الكلي إلى الجزئي، كنا نحفظ قصار السور من القرآن الكريم، ثم ننتقل بعد مرحلة عمرية إلى فهم الجزئي.

 

وكأن نتعرف مثلاً على النخلة، إنها كبيرة عالية....

 

تتكون من أغصان، وقد كانت هذه النخلة الكبيرة نبتة صغيرة، والنبتة كانت نواة.

 

أما التربية الحديثة فعلى العكس، يبدأ التعليم من الجزئي إلى الكلي، تقول:

هذه إصبع، هذه أصابع....

هذه كف... هذه يد...

هذا رأس.... هذا طفل، هذه بنت..

وليس بين هاتين الطريقتين حواجز تمنع من تداخل الطريقتين معاً.

 

وفي كل الأحوال في المبنى والمعنى يجب أن يكون النص باللغة العربية الفصيحة السهلة، يجب البعد عن الألفاظ الصعبة، كما يجب البعد عن الألفاظ العامية.

 

الأدب القائد:

ثمة نظرية للكبار صدرت في كتاب بعنوان:

(نظرية الأدب القائد) [1]

ومفاد هذه النظرية؛ أن أدبنا الإسلامي أدب قائد يقود النفس الإنسانية إلى الحق والخير، ويبعث فيها الإحساس بالطمأنينة والجمال.

 

وأدب الطفولة؛ يجب أن يدخل إليه العنصر القيادي بشكل غير مباشر سواء في النثر أو في النشيد أوفي المسرحية؛ وبعض الأناشيد التي قدمت في هذه الأوراق تحتوي على ومضات من هذا الأدب القيادي.

 

ولا يخفى على القارئ معرفة هذا اللون من أدب الطفولة فيما مر بنا من نماذج.

 

استشراف الآتي:

من خلال الاستقراء المستفيض لنصوص أدب الطفولة على اختلاف مستوياتها يخرج الباحث بانطباعين.

الأول:

أن كثراً من هذه النصوص ذات الهدف التربوي، يكثر فيها النظم لأداء الفكرة المناسبة للموضوع، كالحديث عن النظام اليومي والمسلك الاجتماعي وأدوات المدرسة.... مما لا تجود القريحة بمثله، فتكون الفكرة على حساب المشاعر، ويكون الإحساس ضامراً في الانفعال الوجداني، فيأتي النشيد من المنطقة الباردة يفتقر إلى الانفعال اللازم للشعر.

 

والثاني:

أن الأناشيد التي تركز على العقيدة الإسلامية قليلة بالنسبة إلى باقي الأناشيد، مما يوحي بأن هذا العنصر الأساسي، ذو أهمية ثانوية في نظر الكثير من شعراء النشيد.

 

أما النشيد الذي يعلم الطفل المواقف المختلفة، كالشجاعة والصبر والجد والتعامل بانسجام مع البيئة وبقية محاسن الأخلاق فهذا مما يحسن التوجه إليه بأريحية وشفافية.

 

أذكر أسماء بعض المبدعين، الذين قدموا للطفل العربي المسلم زاداً روحياً وجدانياً فكرياً اجتماعياً ثقافياً ممن يستفيد منهم طفلنا المعاصر.

 

من مصر: أحمد شوقي وكامل الكيلاني وعبد التواب يوسف وأحمد بهجت..

 

ومن القطر السوري: الشاعر مصطفى عكرمة والدكتور محمد وليد، ومحمد موفق سليمة وأحمد صوان.

 

ومن العراق: الشاعر وليد الأعظمي.

 

ومن المملكة العربية السعودية: الشاعر طاهر زمخشري والدكتور إبراهيم أبو عباة.

 

هذا ومن الضروري أن يؤلف معجم لشعراء الأطفال في العالم العربي.

 

الخاتمة

بعد هذه الرحلة المجنحة مع أدب الطفولة في شتى مراحلها وفنونها النثرية والشعرية نلاحظ أنه ينقسم إلى قسمين:

القسم الأول: ذاتي:

القسم الثاني: الموضوعي.

 

والقسم الذاتي ينقسم إلى قسمين:

الأول: هو ما كان من الكبار موجهاً في التعبير عن عواطف الحب والحنان إلى الصغار.

 

وهذا اللون الأكثر لدى شعرائنا العرب.

 

والثاني؛ هو الموجه من الصغار إلى الكبار والشاعر يقف وراء طفولته، وهذا النوع قليل نسبياً ولكنه يتمتع بشحنات هائلة من الانفعال الوجداني.

 

أما القسم الثاني: الموضوعي:

فهو ما يكون الشاعر فيه راوياً على لسان الطفل وكأنه إنسان مستقل، ليس مستقبلاً ولا متلقياً كما في هذه المقطوعة للشاعر مصطفى عكرمة[2]:
للسيف خلقت وللقلم
كُونت وحبهما بدمي

 

وأخيراً: هل أدب الأطفال يناسب طفلنا؟ وهل يرويه كماً ونوعاً؟.

 

إن أهم صفات هذا الأدب؛ البساطة في الشكل والبساطة في المضمون، هذا هو المتعارف عليه، فهل نظرتنا هذه صحيحة؟

 

لقد عثر(تشارلز ديكنز) وهو طفل، على مجموعة كتب للكبار، قرأها فكانت كالخبز اليابس تحت أسنان لبنية، وهذا ما جعل اسم هذا الطفل في سجل الخالدين.

 

فهل الشفقة على الطفل في تقديم النص السهل تكون دوماً في صالحه؟

 

لقد نظر الشاعر العربي قديماً إلى أب يقسو على أولاده فعبر عن هذا الموقف بقوله:
فقسا ليزدجروا ومن يك حازماً
فليقسُ أحياناً على من يرحمُ

 

والأم حينما تضرب طفلها لتؤدبه...

 

فإذا كان هذا هو دأب أدب السلوك، أدب النفس، فلماذا لا يكون كذلك أدب الدرس؟

وحل المشكلة عندي: أن البدايات تكون غاية في السهولة؛ أناشيد الروضة والطفولة المبكرة تكون سهلة للغاية، ولكن أناشيد الطفولة ما بعد هذه المرحلة أرى ألا تسير على تلك الوتيرة من السهولة والدلال الثقافي خشية الترهل الفكري لدى الطفل، أرى أن يعطى الطفل عينات من عيون الشعر في الأدب العربي، مما يقدر أن يهضمه ويتمثله، حتى ينشأ طفلنا على أساس متين من الفكر والوجدان.

 

أختم هذه الأوراق المعطرة بعطر أدب الطفل وبراءة الطفولة بهذه المقطوعة للشاعر مصطفى عكرمة[3]:
أنا في الدين إنسانُ
له الأكوان أوطانُ
ولي في الناس معتقد
يميزني وإيمانُ
لأسمى العيش ينقلني
بأسنى الفكر قرآنُ
ويجمعني بأجداد
لهم في الدهر سلطانُ
لمجد الدين قد ضحوا
وما ذلوا وما هانوا
إليهم ينتهي نسبي
وتتلو الجذر أغصانُ


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الخميس 05 يوليو 2018, 2:10 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

ادب الاطفال Empty
مُساهمةموضوع: رد: ادب الاطفال   ادب الاطفال Emptyالخميس 05 يوليو 2018, 2:06 pm

ما يريده الصغار من المبدعين

تُرى هل يعرف المبدعون جمهورهم من الجيل الصغير؟

وهل يعرفون ماذا يريد ذلك الجمهور منهم؟

ذلك الجيل الذي وُلِد على رنَّات هواتف الجوَّال المُتنقِّل المختلفة من جهاز لآخر، والذي يُمكنه من أن يَخترق حماية الحواسيب المغلقة بكلِّ براعة وإتقانٍ، حتى دون أن يتدرَّب عليه في أي مدرسة، والذي يُمكنه من أن يتعرَّف على معظم نجوم الغناء والفن في أوروبا وأمريكا، مع ترديد أُغنياتهم المفضَّلة، دون أن نُقدِّمها لهم نحن الكبار، والذين يعرفون كيف يَطَّلعون على أسرار الآخرين ومكنوناتهم، من خلال برامجهم الحاسوبيَّة، دون تدريبٍ أو تمرين مُسبق!

تُرى ما الذي يريده هذا الجيل الجديد من المبدعين الذين يعتبرهم من الجيل القديم جدًّا؟

هل يريدون منهم أن يُقدِّموا لهم برامج التكنولوجيا على الورق المُطرَّز بالألوان المرسومة بصدق وبَراءة؟

أو يريدون أن يُقدِّموا لهم رؤيتهم القادمة إلى الغد والمستقبل، دون تشويهٍ أو تحريف؟

ومن ذا الذي يُمكنه أن يعرفَ المستقبل والغيب سوى الله تعالى؟

إذًا؛ وسط تلك الحشود الكثيرة من البرامج الفضائية المُغرية، والتكنولوجيا المُطلعة على كلِّ الإصدارات العالميَّة، جديدها وقديمها، وتلك الإغراءات الكثيرة على صفحات الإنترنت، والتي تُقدِّم لهم كلَّ ما يرغبون في مشاهدته على صفحة مَلساء متحرِّكة ناطقة، لا تشكو ولا تَئِنُّ، ولا تعرف التعب ولا الكسل ولا الخمول، والتي يُمكنهم من خلالها شراء كلِّ الأصناف والمُنتجات الحديثة من كلِّ متاجر العالم المشهورة، دون أن يتحرَّكوا من أماكنهم؟

 
فهل هذا العصر هو الذي سيَشهد انحسار الورق ودَور الكِتاب في إثراء ثقافة الطفل ومعلوماته؟!

هل هذا هو العهد الذي سنَشهد فيه احتضار كلِّ الكلمات المكتوبة بين سطور الكتب المركونة فوق الأرفُف القديمة والحديثة؛ لتحلَّ محلَّها الكلمات الإلكترونية والكتاب الإلكتروني، والعقل الإلكتروني؟

حتى هذه اللحظة التي تنتقل فيها الحروف بين أصابعي لتتوقَّف فوق الأسطر البيضاء، أجد نفسي عاجزة عن إدراك الأحداث المتتابعة من حولي، والتي تقول لي وبكل سخرية: انتهى عهد الكتاب الورقي، فهل هذا صحيح؟

وهل أثق بكل الأصوات التي تنتقل من هنا وهناك؛ لتُقلق وقت راحتي وهي تحاول قطْعَ طريقتي الوحيدة للتواصل مع هذا الجيل المُتفتِّح حديثًا، والمُقبل نحو الغد بكل ثقة واعتزازٍ، مُتطلعًا إلينا من خلف كَتِفه وكأنه يقول: لا مكان لكم في عالمي الجديد؟!

ربما تلك مجرَّد افتراضات لا صحةَ لها من الواقع، ولكن ما أشهَده أمام عيني من محاولة تخلُّص البشر صغارًا وكبارًا من مجموعاتهم من الكتب والمطبوعات، وإلقائها في حاويات القمامة، دون أدنى إحساس بما تَكَبَّده المبدعون والكُتَّاب من مُعاناة وسهرٍ وبحثٍ، وهم يحاولون إيصال تلك المادة المكتوبة والمطبوعة إلى كلِّ البشر في كلِّ مكانٍ.

وهل ستنقطع الصِّلة بين المُبدعين والأجيال القادمة، بانقطاع متابعة ما يدور في أذهان هؤلاء المُبدعين من فكرٍ وتجربة وأحداث، يُمكنها أن تخلقَ المزيد والمزيد من الوعي والإرشاد بين أبناء الجيل الواحد؟

إذًا ما الذي يريده حقًّا هؤلاء الصِّغار من المبدعين الآن، وهم مستغرقون في عالَمهم المشحون بالتكنولوجيا والألعاب الإلكترونيَّة، والأجهزة المحمولة والمختلفة الأدوار والمُعطيات؟

هل يريدون تحويل كلِّ تلك الأوراق والمخطوطات الورقيَّة إلى لغات إلكترونيَّة؛ ليتمَّ التعامل معها بيُسر وسهولة؟

أو تظلُّ الكتب والمخطوطات على حالها، فرُبَّما يأتي اليوم الذي يعود فيه المجد للكتاب وامتلاكه وقراءته، ومُداولته بين الأصدقاء؟

أسئلة كثيرة.. لا أدري متى وأين يُمكننا أن نجدَ لها الأجوبة الكاملة دون بحثٍ أو عناءٍ؟!









 أدب الأطفال بين الواقع والتَّطلُّع
قحطان بيرقدار

باستقراء سريع لواقع أدب الأطفال نلاحظ بسهولة أن ما يقدم إلى الأطفال من أدب، سواء أكان شعراً أم قصصاً أم مسرحيات، يعيش في غربة شبه تامة، فهل ستأتي حقبة من الزمن يغدو فيها أدب الأطفال منعزلاً أو حتى معدوماً فلا نكاد نحس بوجوده ولا نكاد نشعر بأثره؟

تَجاهُل .. !
إن من أكثر ما يعانيه أدب الأطفال أنه لا يلاقي التفاتاً إلى مقوماته الجديدة، فلا يزال المهتمون بشأنه واقفين على أطلال الماضي، ونراهم يتوقفون فقط عند بعض التجارب الأدبية في الغرب وينسون ما أبدعه أصحاب الأقلام العربية من نتاج في هذا المجال سواء منهم من قصروا كتابتهم على أدب الأطفال فقط أو الذين أبدعوا في الكتابة للكبار وكتبوا بجدية وموهبة كبيرة للأطفال، ويبدو ذلك جلياً حين نستعرض الإصدارات الخاصة بأدب الطفل في المؤسسات الثقافية العامة أو دور النشر الخاصة.

مع النقاد ..
وقد وصل الأمر ببعض الدارسين إلى أن يقرروا أنه ما ثم أدب أطفال في العصر الراهن، وقد اكتفى بعض الدارسين الآخرين بالاهتمام بالطفل من ناحية تربوية ونفسية دون أن يواكبوا بالدراسة ما يُنْتَجُ للأطفالِ من أدبٍ متنوع، كما نلاحظ أيضاً مسافة كبيرة بين الطفل وما يقدم إليه من نصوص أدبية وبعداً شاسعاً بين النصوص الأدبية المقدمة للأطفال وبين المثقفين، إضافة إلى قلة الندوات التي تعالج أدب الطفل وتمنحه مقداراً من الاهتمام نقداً ومُتابعةً.

الكَمّ الوفير ..!
أما عن النتاج الأدبي الذي يُقَدَّمُ للأطفال فهو كثير ومتنوع، وتكفي متابعة بعض المجلات المختصة بأدب الأطفال في مختلف أقطار الوطن العربي المطبوعة منها والإلكترونية وما يظهر على الساحة من إصدارات خاصة من دور النشر والمؤسسات الثقافية لنعرف أنه لدينا محصول وفير من أدب الأطفال يحتاج إلى متابعة واهتمام من النقاد من أجل تمحيصه وتقويمه ومحاولة وضع نظرية عامة له.

المضمون .. والنوعيّة ..
وفيما يخص ماهيةَ ما يقدم للأطفال من نتاج أدبي فهو ورغم كل ما يقال من مدح وذم، ورغم وجود عدد كبير من الإصدارات التجارية المحضة التي لا تهتم بالمضمون ولا تعي ما تقدم والتي نستطيع أن نميزها بسهولة.. فهذه تُباعُ عن آخرها في الخليج، وتلك تُروَّجُ بسهولة في مدارس رياض الأطفال، كما نلاحظ في هذه الإصدارات كيف تتدنَّى اللغة وتُحْشَرُ المعلومات من كل حدب وصوب لِتُحمِّلَ الطفلَ الذي يعاني من كثافة المناهج الدراسية وحقيبته المليئة بالكتب تشهد على ذلك لتحمله مزيداً من الأعباء ولتزيد ذائقته التي هشمتها مناهج المدرسة تهشيماً.. رغم كل ذلك هناك إصدارات أدبية متنوعة بين شعر وقصص ومسرحيات يتجلى من خلالها الأدبُ الخالص البعيدُ عن المباشرة والتوجيه الفج.. أدبٌ يستلهم التراث والأصالة ويطرح نفسه ضمن رؤىً جديدة تواكب العصر وتظهر من خلالها تطلعات جديدة وأساليبُ مبتكرةٌ تغني الأدب العربي والثقافة العربية بوجه عام ولا يعوزها إلا أن يتكرم النقاد بالبحث عنها ومحاولة دراستها وتقييمها وبلورتها وأن يكفوا عن دراساتهم المكررة لأسماء قديمة شبعت من النقد والدراسة ولم يعد ينقصها أن يواكبها أحد.

دورنا تجاه أدب الأطفال ..
واجبنا نحو أدب الأطفال أن يأخذ حظه في الظهور للجميع والوصول إليهم، وأن تشرع له منابر النقد والدراسة.. فلا توجد دراسات بالمعنى الحقيقي لأدب الطفل المعاصر، وأن يخصص له اهتمام إعلامي عريض يبرز دوره المهم في رصد وجدان الطفل وتهذيبه وإعداده للحياة في عالم أكثر رحابة وأمناً.
كما ينبغي تشجيع المبدعين الحقيقيين على ممارسة الإبداع الفعَّال في مجال أدب الطفل.

وحبذا لو يلتفت الأدباء الذين يكتبون للأطفال إلى محاولة الاستفادة من التقنيات الأدبية المستخدمة في أدب الكبار وتوظيفها في أدب الطفل؛ وهي كثيرة: اللغة الشاعرية، أسلوب العرض، التكثيف، تداخل الأجناس الأدبية، حداثة الرؤية، الدخول إلى قلب الحدث، الإيقاع الداخلي للكلمات... وغيرها كثير.

إن أدب الأطفال كغيره من أنواع الأدب الأخرى لم ينتج ليكون للتلقي فقط بل من حقه أن يرصد من عيون النقاد، بحيث يدرس دراسة وافية، وتُقيَّمُ فنونُهُ، وتُقوَّمُ عيوبُهُ، ومن واجبنا أن نبتهجَ ونحن نرى لوهلة أن هذا الأدب قد طرأ عليه تطورٌ مزهرٌ من حيث لغتُهُ وأساليبُه وجمالياتُه ومضامينُه.







ما لم يكتب في أدب الأطفال
د. وفاء إبراهيم السبيل

أظنُّ أننا في مرحلة تجاوَزنا فيها التعريف بأدب الأطفال، أو الحديث عن أهميَّته ودوره في تنشئة الأطفال؛ لهذا فضَّلت الكتابة عمَّا لَم يكتب في أدب الأطفال، مُستحثة هِمَم المبدعين من كُتَّاب ورسَّامين؛ لسدِّ تلك الثغرات (الواسعة) في بناء أدب الطفل العربي.

غياب الفكاهة:

تكاد تغيب الفكاهة في أدب الأطفال اليوم؛ فقليل من الكُتَّاب مَن يوظِّفها فيما يَكتب، والمقصود بالفكاهة ما يدعو إلى الضحك، فيضحك الطفل ويستمتع، وهو لا يشعر أنه يتلقَّى أفكارًا وقِيَمًا، وأطفالنا بحاجة ماسَّة إلى أن يضحكوا ويستمتعوا وهم يَقرؤون الأدب، ويمكن أن تدخل الفكاهة في قَصص الحياة اليوميَّة، أو في القصص المستمدَّة من التراث القديم أو الشعبي، والمُبدع لا تُعجِزه الحِيلة في ابتكار شخصيَّات أو أحداث فكاهية، فهل من مُستجيب؟

 

أين قَصص الأعلام؟:

تاريخنا القديم والجديد مَليء بالشخصيَّات المُلهمة التي يُمكن أن تكون موضوعًا لأدب الأطفال؛ إذ يستطيع الأدباء أن يَبعثوا تلك الشخصيَّات من جديد بالكتابة عنها، والتاريخ العربي الجاهلي، والتاريخ الإسلامي على امتداد أربعة عشر قرنًا، والتاريخ الوطني القريب - مادة ثريَّة لِمَن أراد أن يكتب، كما أنَّ الصحابة والتابعين والعلماء والأمراء والأبطال، بل حتى الناس العاديين الذين كتَب عنهم التاريخ، كلُّ هؤلاء أطفالنا بحاجة إلى أن يقرؤوا قصصًا أو شعرًا يروي حكاياتهم، ويشاهدوا مسرحًا يُجسِّدهم، ومن المؤسف أنَّ كثيرًا من كُتَّابنا توقَّفوا عند الصحابة فقط، وكتَبوا عنهم أيضًا بلغة وأسلوب لا يراعي حاجات الأطفال، فأخذوها من مصدرها وأعادوا كتابتها مع تبسيط للغة، وظنُّوا أنهم بذلك كتَبوا قصة للطفل!

 

لا بدَّ أن نقدِّم أعلامنا - رجالاً ونساءً - بطريقة جذَّابة تتناسب مع المرحلة العمرية التي نَقصدها، وأذكر في هذا المقام كتاب "حياة محمد في عشرين قصة"؛ لعبدالتواب يوسف، الذي يقدِّم سيرة الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - بطريقة جديدة ومختلفة، واستطاعَ هذا الكتاب أن يفوز بجائزة "الآفاق الجديدة New Horizon Award" في معرض بولونيا العالَمي لكتب الأطفال عام 2000م من بين 1400 كتاب من 30 دولة، وتُرجِم إلى الإنجليزية ولغات أخرى، وطُبِع منه أكثر من سبعة ملايين نسخة.

 

الخيال العلمي:

قَصص الخيال العلمي توظِّف العلم والقوانين والافتراضات العلمية في سبيل خَلْق عالَم خيالي مستقبلي، يتصارع فيه الخير والشر، وتتَّخذ بيئتها في أماكن غير تقليديَّة، كالكواكب وأعماق البحار، وتكمُن أهميَّتها في جمْعها بين العلم والخيال، فالطفل يستمتع بقراءة قصة، وفي الوقت نفسه يَنفتح عقله على العلم ونظريَّاته، ويَسبح خياله في عوالِم جديدة متخيَّلة، تدفعه للتفكير والتأمُّل، وهذا النوع الأدبي على أهميَّته قليلٌ فيما يُقدم لأطفالنا، بل إنَّ الموجود منه ليس بالمستوى المطلوب، فيا ليت الكُتَّاب يتواصلون مع العلم والعلماء؛ ليُبدعوا لنا خيالاً علميًّا جديدًا.

 

غياب أنواع أدبيَّة:

تقلُّ بعض الأنواع الأدبية - وأحيانًا تَنعدم - في الإنتاج الموجَّه للأطفال، ولا نجد إلاَّ الأعمال المترجَمة المنقولة من ثقافات أخرى، والتي قد تكون بعيدة جدًّا عن ثقافة أطفالنا، ولا تتناسب مع ميولهم واهتماماتهم، فالرواية مثلاً الموجَّهة لفئة 10- 12 قليلة جدًّا، ومعظمها من المترجَم؛ لذا فعلى المبدعين الالتفات إلى هذا النوع والكتابة فيه بموضوعات تتناسب مع هذه المرحلة. والقَصص المسلسلة المصورة (comics) نوع آخر يكاد يَنعدم وتسوده المترجمات، وقد تنبَّهت جائزة "زايد" لذلك، فمنَحت جائزتها لعام 2011م في مجال أدب الأطفال لقصة "سوار الذهب" لقيس صدقي التي جاءَت من هذا النوع.

 

الأدب والدين:

ديننا الإسلامي لا يَنفصل عن حياتنا، ومن ثَمَّ فإنه يمتزج في أدبنا خاصة الموجَّه للأطفال. واللافت لِمَن يتابع الأدب الديني الموجه لأطفالنا، يَلمس تدنِّي المستوى الفني؛ سواء للنصوص، أو الشكل الخارجي للعمل: "كتاب، أو شريط، أو مجلة، وغيرها"، وقليلة هي الأعمال التي أبدَع مؤلِّفوها في إدخال القِيَم الإسلاميَّة أو القَصص الديني، وإبرازها في صورة جميلة، وعلى الرغم من غنى الموضوعات الدينية وثرائها، فإنها ما زالت تنتظر عقلاً نيِّرًا، وخيالاً خِصبًا، وموهبة متجدِّدة؛ لتقدِّمها لأطفالنا، فهل يطول الانتظار؟

 

اللغة، اللغة:

اللغة: هي الوسيط الأساس الذي يَعْبُر فيه الأدب شعرًا أو نثرًا إلى عقول وقلوب أطفالنا، وهي أحد أسرار انجذاب الأطفال للعمل الأدبي أو انصرافهم عنه، ومن العجيب أن يُهملها كثير ممن يكتبون للأطفال، ولا يبذلون جهدًا يُذكَر في مراجعتها وتنقيحها، ويغيب الجرس اللفظي والإيقاع الموسيقي في لغة النصوص الطفليَّة، خاصة تلك الموجَّهة لفئات عُمرية صغيرة، يَجذبها التلاعب باللغة، ويُطربها الإيقاع أيًّا كان مصدره، وكاتب الأطفال بحاجة ماسَّة إلى تدريب لغته وتطويعها؛ لتتناسب مع ذوْق الأطفال، ومما يدعو للعجب أنه في الوقت الذي نُهمل فيه هذا الجانب - ونحن نَملِك لغة غنيَّة بألفاظها وثريَّة بمترادفاتها - نجد في الآداب الأخرى قَصصًا وأناشيدَ يُعنى فيها بالإيقاع اللغوي الموجَّه للأطفال، بل إن الأطفال يتدرَّبون عليه في مدارسهم، في رياض الأطفال والمراحل الدراسية الأولى.

 

الألغاز:

أتساءَل دائمًا: ما السرُّ في نجاح قصص الألغاز، كالقَصص البوليسيَّة التي أصدَرتها دار المعارف في مصر، وإعجاب الأطفال واندماجهم مع شخصيَّات "محب، ولوزة، ونوسة، وعاطف، وتختخ"، بل استمرار مَقْرُوئيَّتها في أجيال متعاقبة حتى وقتنا الحاضر؟

 

أظنُّ أنها ظاهرة تستحق الدراسة والبحث، وهذه دعوة للباحثين؛ لينظروا في سبب نجاحها؛ لعلَّ هذه الظاهرة تتكرَّر من جديد.

 

تحرَّروا أيها الكُتَّاب والرسَّامون:

نعم تحرَّروا، وفكِّروا خارج الصندوق، فلم يَعُد أطفال اليوم هم أطفال الأمس، أطفال اليوم انفتحوا على عوالِم أخرى، ورَؤوا وسَمِعوا ما عند الآخرين، ولا يُثيرهم أو يَلفت انتباههم ما كنا نكتبه سابقًا، فلا بدَّ أن يتطوَّر الكُتَّاب والرسامون، ويُحرِّروا عقولهم وخيالهم؛ ليَنطلقوا في عوالِم جديدة، ويفتحوا أبوابًا جديدة يُمكن أن يُقبل عليها صغارنا، وأقرب مثال على التحرُّر الذي أقصده ما قامَت به كاتبة "هاري بوتر"، وبالرغم من تحفُّظي على الموضوع، فإنها قد استطاعت أن تَخلق عوالم جديدة بعيدة عن الواقع، ويتصارع فيها الخير والشر؛ لتكون الغَلَبة في الآخر للخير، وفي غضون سبع سنوات أمسَكت هذه السلسلة القصصيَّة بأنفاس ملايين الأطفال والكبار، ليس في بريطانيا وحسب، بل في العالَم كله.

 

ختامًا:

يحقُّ لي ولغيري أن نتساءل: ماذا كُتِب في أدب الأطفال مقابل ما لَم يُكتب؟ أظنُّه قليلاً جدًّا، فهل يعي ذلك المهتمون؟!





 قراءة في صفات أدب الأطفال
قراءة في صفات أدب الأطفال
د. أحمد الخاني

لاحظنا من خلال النماذج الشعرية والنثرية، بأقلام أدباء الطفولة كافة البساطة في الشكل والبساطة في المضمون. ولنبسط الكلام في هذين النوعين:

البساطة في الشكل:

الحروف:

أدب الطفولة، يشبه الطفولة؛ حروف الكلمة الواحدة قليلة تخلو من الحروف الصعبة اللثوية (ث - ذ - ظ) وما في حكمها من تكلف النطق بها، وتأليفها مع بعضها فيما بينها، مثل كلمة (بعثر) حرف العين حلقي، ونطقه يصعب على الطفل فأدب الطفولة يجب أن يتجنب هذه اللفظة إلى لفظة (نثر) بدل (بعثر) فهي أسهل وأسلس في النطق.

 

حرف الثاء أخف من الحرفين الباقيين؛ لأن الطفل في الطفولة المبكرة ينطق الثاء في حروف غير هذا الحرف كلفظة (عسل- اشرب- وصل) ينطق السين والشين والصاد، كل هذه الحروف ينطقها بالثاء، فيقول: عثل، (بدِّي إثرب) وثل.. والزاي ينطقه ذالاً.. فآلية نطق الطفل لم تكتمل لتلفظ الحروف بشكلها الصحيح، لذلك يقدم للطفل الألفاظ قليلة الحروف لكي يتمكن من نطقها دون أن يتعب، وهي حروف سهلة ما أمكن إلى ذلك سبيلاً.

 

وللسيطرة على الحروف؛ شكلها ونطقها فإن بعض طرائق التدريس في أوربا تجعل الحروف على شكل قالب، وهذا القالب يملأ بالحلوى، فيلتهمه الطفل عاشق الحلوى بحكم بنيته التي هي بحاجة للسكريات لتمده بالطاقة وهي ضرورية للنمو.

 

هذه الطريقة، الحرف قالب حلوى، ربما كان من أهدافها كسر الحاجز النفسي في تعلم الحروف، وهو أساس التعليم.

 

إن تعلم الحروف؛ حفظها ونطقها وكتابتها لهو أساس التعليم كله،إذا أتقنه الطفل انفسح أمامه مجال التعليم كماً ونوعاً.

 

الألفاظ:

الألفاظ لها صفات الحروف، من البساطة، والبعد عن الصعب، لكن الحرف مفرد؛ أما اللفظة فإنها مركبة من مجموعة حروف، هذه الحروف يجب أن تكون سهلة، وقليلة، فلا تقدم اللفظة الرباعية الحروف إذا كانت الثلاثية تفي بالغرض...

 

ويجب أن يكون إيقاع اللفظة موسيقياً، إذا كان النص نشيداً، موسيقياً في إيقاعه الداخلي والخارجي، والنشيد الناجح هو ما غنَّاه المؤلف وطرب له ودندن وفي هذه الحال يفيض اللحن عذباً من داخل النفس كأنه جدول ينبع ويسيل، وهذا هو النشيد الوجداني، وهو يختلف عن النشيد العقلي حيث يأتي هذا النشيد من المنطقة الباردة منطقة العقل، بينما النشيد الوجداني يأتي من المنطقة الحارة منطقة القلب.

 

الجمل: أما التراكيب والجمل؛ فهي من معطيات الحروف السهلة، والألفاظ البسيطة، فيجب ألا يكون الناتج (التركيب أو الجملة) معقداً، مثال:

قال أبو الطيب المتنبي:
عش ابق اسم سد جد قد
مر انه اثر فه تُسل

 

جرب أن تلفظ هذا الشطر أمام الكبار فضلاً عن الصغار، فهل يفهمون معنى ما تقول؟ ولكنك لو لفظت كل كلمة على حده لوضح معناها:

عش: حق الحياة.

ابق: حق البقاء، بالذكر الحسن.

اسم: من السمو والرفعة.

سد: من السيادة.

جد: من الجود.

قد: كن قائداً.

مر: كن آمراً.

انه: كن ناهياً.

فه: تفوه، كن خطيباً.

تسل: تصبح مسؤولاً.. عظيماً.

 

يجب أن تكون الجملة بسيطة وقليلة الكلمات تناسب نفس الطفل، ليسهل عليه حفظها وتمثلها وأداؤها وتصبح مما يترنم به في نفسه بنشوة غامرة، والألفاظ المقدمة في أدب الطفولة يحسن أن تكون مما يقول أو يسمع في الاستعمال اليومي ما أمكن.

 

البساطة في المضمون:

تناول المحسوس:

من السهولة في المضمون، تناول المعنى المحسوس مما يشاهده الطفل، ويسمع اسمه كالكرة والمدرسة والأم والأب... كقول الشاعر:
كُرتي كرتي
طب طب طب طب

 

ثم الانتقال إلى المجرد، كالعلم والنظافة والصدق والأمانة...

 

الكلي والجزئي:

نظريتان تناوبتا على أدب الطفولة بين النظرية التراثية والحديثة؛ هل ننتقل في تعليم الطفل من الكلي إلى الجزئي، أم العكس؟

 

في النظرية القديمة التي عشناها نحن في التعليم الانتقال من الكلي إلى الجزئي، كنا نحفظ قصار السور من القرآن الكريم، ثم ننتقل بعد مرحلة عمرية إلى فهم الجزئي.

 

وكأن نتعرف مثلاً على النخلة، إنها كبيرة عالية....

 

تتكون من أغصان، وقد كانت هذه النخلة الكبيرة نبتة صغيرة، والنبتة كانت نواة.

 

أما التربية الحديثة فعلى العكس، يبدأ التعليم من الجزئي إلى الكلي، تقول:

هذه إصبع، هذه أصابع....

هذه كف... هذه يد...

هذا رأس.... هذا طفل، هذه بنت..

وليس بين هاتين الطريقتين حواجز تمنع من تداخل الطريقتين معاً.

 

وفي كل الأحوال في المبنى والمعنى يجب أن يكون النص باللغة العربية الفصيحة السهلة، يجب البعد عن الألفاظ الصعبة، كما يجب البعد عن الألفاظ العامية.

 

الأدب القائد:

ثمة نظرية للكبار صدرت في كتاب بعنوان:

(نظرية الأدب القائد) [1]

ومفاد هذه النظرية؛ أن أدبنا الإسلامي أدب قائد يقود النفس الإنسانية إلى الحق والخير، ويبعث فيها الإحساس بالطمأنينة والجمال.

 

وأدب الطفولة؛ يجب أن يدخل إليه العنصر القيادي بشكل غير مباشر سواء في النثر أو في النشيد أوفي المسرحية؛ وبعض الأناشيد التي قدمت في هذه الأوراق تحتوي على ومضات من هذا الأدب القيادي.

 

ولا يخفى على القارئ معرفة هذا اللون من أدب الطفولة فيما مر بنا من نماذج.

 

استشراف الآتي:

من خلال الاستقراء المستفيض لنصوص أدب الطفولة على اختلاف مستوياتها يخرج الباحث بانطباعين.

الأول:

أن كثراً من هذه النصوص ذات الهدف التربوي، يكثر فيها النظم لأداء الفكرة المناسبة للموضوع، كالحديث عن النظام اليومي والمسلك الاجتماعي وأدوات المدرسة.... مما لا تجود القريحة بمثله، فتكون الفكرة على حساب المشاعر، ويكون الإحساس ضامراً في الانفعال الوجداني، فيأتي النشيد من المنطقة الباردة يفتقر إلى الانفعال اللازم للشعر.

 

والثاني:

أن الأناشيد التي تركز على العقيدة الإسلامية قليلة بالنسبة إلى باقي الأناشيد، مما يوحي بأن هذا العنصر الأساسي، ذو أهمية ثانوية في نظر الكثير من شعراء النشيد.

 

أما النشيد الذي يعلم الطفل المواقف المختلفة، كالشجاعة والصبر والجد والتعامل بانسجام مع البيئة وبقية محاسن الأخلاق فهذا مما يحسن التوجه إليه بأريحية وشفافية.

 

أذكر أسماء بعض المبدعين، الذين قدموا للطفل العربي المسلم زاداً روحياً وجدانياً فكرياً اجتماعياً ثقافياً ممن يستفيد منهم طفلنا المعاصر.

 

من مصر: أحمد شوقي وكامل الكيلاني وعبد التواب يوسف وأحمد بهجت..

 

ومن القطر السوري: الشاعر مصطفى عكرمة والدكتور محمد وليد، ومحمد موفق سليمة وأحمد صوان.

 

ومن العراق: الشاعر وليد الأعظمي.

 

ومن المملكة العربية السعودية: الشاعر طاهر زمخشري والدكتور إبراهيم أبو عباة.

 

هذا ومن الضروري أن يؤلف معجم لشعراء الأطفال في العالم العربي.

 

الخاتمة

بعد هذه الرحلة المجنحة مع أدب الطفولة في شتى مراحلها وفنونها النثرية والشعرية نلاحظ أنه ينقسم إلى قسمين:

القسم الأول: ذاتي:

القسم الثاني: الموضوعي.

 

والقسم الذاتي ينقسم إلى قسمين:

الأول: هو ما كان من الكبار موجهاً في التعبير عن عواطف الحب والحنان إلى الصغار.

 

وهذا اللون الأكثر لدى شعرائنا العرب.

 

والثاني؛ هو الموجه من الصغار إلى الكبار والشاعر يقف وراء طفولته، وهذا النوع قليل نسبياً ولكنه يتمتع بشحنات هائلة من الانفعال الوجداني.

 

أما القسم الثاني: الموضوعي:

فهو ما يكون الشاعر فيه راوياً على لسان الطفل وكأنه إنسان مستقل، ليس مستقبلاً ولا متلقياً كما في هذه المقطوعة للشاعر مصطفى عكرمة[2]:
للسيف خلقت وللقلم
كُونت وحبهما بدمي

 

وأخيراً: هل أدب الأطفال يناسب طفلنا؟ وهل يرويه كماً ونوعاً؟.

 

إن أهم صفات هذا الأدب؛ البساطة في الشكل والبساطة في المضمون، هذا هو المتعارف عليه، فهل نظرتنا هذه صحيحة؟

 

لقد عثر(تشارلز ديكنز) وهو طفل، على مجموعة كتب للكبار، قرأها فكانت كالخبز اليابس تحت أسنان لبنية، وهذا ما جعل اسم هذا الطفل في سجل الخالدين.

 

فهل الشفقة على الطفل في تقديم النص السهل تكون دوماً في صالحه؟

 

لقد نظر الشاعر العربي قديماً إلى أب يقسو على أولاده فعبر عن هذا الموقف بقوله:
فقسا ليزدجروا ومن يك حازماً
فليقسُ أحياناً على من يرحمُ

 

والأم حينما تضرب طفلها لتؤدبه...

 

فإذا كان هذا هو دأب أدب السلوك، أدب النفس، فلماذا لا يكون كذلك أدب الدرس؟

وحل المشكلة عندي: أن البدايات تكون غاية في السهولة؛ أناشيد الروضة والطفولة المبكرة تكون سهلة للغاية، ولكن أناشيد الطفولة ما بعد هذه المرحلة أرى ألا تسير على تلك الوتيرة من السهولة والدلال الثقافي خشية الترهل الفكري لدى الطفل، أرى أن يعطى الطفل عينات من عيون الشعر في الأدب العربي، مما يقدر أن يهضمه ويتمثله، حتى ينشأ طفلنا على أساس متين من الفكر والوجدان.

 

أختم هذه الأوراق المعطرة بعطر أدب الطفل وبراءة الطفولة بهذه المقطوعة للشاعر مصطفى عكرمة[3]:
أنا في الدين إنسانُ
له الأكوان أوطانُ
ولي في الناس معتقد
يميزني وإيمانُ
لأسمى العيش ينقلني
بأسنى الفكر قرآنُ
ويجمعني بأجداد
لهم في الدهر سلطانُ
لمجد الدين قد ضحوا
وما ذلوا وما هانوا
إليهم ينتهي نسبي
وتتلو الجذر أغصانُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

ادب الاطفال Empty
مُساهمةموضوع: رد: ادب الاطفال   ادب الاطفال Emptyالخميس 05 يوليو 2018, 2:12 pm

القصة والحكاية في أدب الأطفال
القصة والحكاية في أدب الأطفال
د. أحمد الخاني





الإنسانُ قصةُ كلِّ قِصَّة، سواء أكانت نثرية أم شعرية، للكبار أم للصغار، نشأت مع الإنسان ليعبر بها عن حياته في صراعه مع عدوه، سواء أكان وحشًا أم إنسانًا....

 

وهي الفن العريق لصيق الروح بالإنسان في كل لغة، في كل زمان ومكان فما تعريف القصة؟.

 

تعريف القصة:

(القصة أسلوب إبداعي من أساليب البيان، ينهج فيه القاص تتبع الأثر، معتمدًا على جملة عناصر أهمها: الموضوع والشخوص والحبكة والهدف[1].

 

وقصص أدب الطفولة، وإن كانت تشترك مع قصص الكبار ببعض الصفات، إلا أنها تفترق عنها في صفات أخرى.

 

عناصر القصة في أدب الأطفال:

عناصر القصة عند الدكتور علي الحديدي:

يحدد الدكتور علي الحديدي عناصر القصة للأطفال بقوله: (وأهم عناصر القصة التي يجب أن تراعى عند التأليف للأطفال يمكن تلخيصها فيما يلي:

الحبكة- بيئة القصة الزمانية والمكانية- الموضوع- الشخوص- الأسلوب- الشكل والحجم)[2].

 

عناصر القصة عند أحمد نجيب:

ويحدد أحمد نجيب المقومات الأساسية في القصة بما يلي[3]:

1- الفكرة الرئيسية التي تجري الأحداث في إطارها

2- البناء والحبكة وتشمل المقدمة والعقدة والحل

3- أسلوب كتابة القصة

4- الشخصيات

5- مجموعة أخرى من الاعتبارات.

 

يقدم الدكتور علي الحديدي (الحبكة) على كل عناصر القصة، بينما نرى أحمد نجيب يقدم (الفكرة أو الموضوع) على جميع العناصر المكونة للقصة.

 

إنني أستبعد تقديم الحبكة؛ لأن الأديب الذي يتهيأ لكتابة القصة؛ للكبار أو للصغار سيدور في ذهنه موضوعان رئيسيان لا ثالث لهما هما:

الموضوع والشخوص، أيهما يقدم على الآخر.

أما الحبكة فإنها ستكون تالية لهذين العنصرين، وتكون في القصة في مسارها... بأسلوبها المشوق.

فأيهما نقدم؛ الموضوع على الشخوص؟ أم الشخوص على الموضوع؟.

 

نعود بذاكرتنا إلى القصة العالمية، نجدها في الملاحم القديمة: جلجامش، المهابهارتا، الإلياذة والأوديسة لهوميروس، وهما أشهر الملاحم، نتعرف إلى العنصر الأول الأهم في كلتا الملحمتين فماذا نجد؟ يقول هوميروس في مطلع الإلياذة: (غن ربة الشعر، غن غضبة آخيل الوبيلة، تلك الغضبة التي جرَّت على اليونان آلامًا لا حصر لها).

 

وفي مطلع الأوديسة يقول: (الرجل الذي احتال على طروادة وحطمها، ما صفاته)[4]؟.

 

الإلياذة تروي ذهاب جيش أثينا إلى طروادة ومحاصرته لها عشر سنين، بدأت بالموضوع.

 

أما الأوديسة؛ فإنها تروي عودة أوليس المحتال صاحب فكرة الحصان الخشبي، بدأت بالشخوص.

 

وفي الأدب المعاصر؛ الأجنبي والعربي يتناوب هذان العنصران الأولية في كتابة القصة.

 

تقول آجاثا كريستي في مطلع قصتها: بصمات الأصابع: (لا زلت أذكر تلك الليلة الرهيبة التي اكتُشف فيها جثتا القتيلين، وهي ليلة شديدة القيظ من شهر يونيه لعدة أعوام خلت، فقد اقترن ذلك الحدث المروع بمأساة أخرى لا تقل هولًا، إذ بينما كانت ترتكب في نيو يورك هذه الجريمة المزدوجة الفظيعة، كانت الباخرة (أوكسجين) تغرق تجاه ساحل فلوريدا)[5].

هنا قدمت الموضوع.

 

أما نجيب محفوظ، وهو الحائز على جائزة نوبل في القصة؛ فإنه يقول في قصته: قلب الليل (قلت وأنا أتفحصه باهتمام ومودة: إنني أتذكرك جيدًا، انحنى قليلًا فوق مكتبي وأحدَّ بصره الغائم، وضح لي من القرب ضعف بصره، نظرته المتسولة، محاولته المرهقة لالتقاط المنظور، وقال بصوت خشن عالي النبرة، يتجاهل قصر المسافة بين وجهينا، وصغر حجم الغرفة الغارقة في الهدوء..)[6] فهنا قدم الشخوص على الموضوع.

 

وهذان العنصران؛ الموضوع والشخوص، يتناوبان الأولية بين أديب وأديب، بل قد يتناوبان الأولية في إنتاج الأديب نفسه.

 

القصة وسيكولوجية الطفل:

(الطفل عالم مستقل)[7] والأديب، أو المعلم الذي ينظر إلى طفله أنه رجل صغير، يكون قد أخطأ في حقه خطأ فادحًا، لأنه في هذه الحال يتعامل مع مجهول، لا يفهمه ولا يعرفه.

 

من هنا تنشأ الإساءة غير المقصودة إلى براءة الطفل الذي يتعامل مع (كبار) كثيرًا ما ينظر إليهم شزرًا، وربما يصفهم بالقسوة والظلم.

 

الطفل له عالمه الذي يسبح فيه بخياله، ويفكر فيه، وربما لا يقل تفكيرًا عن الكبار، بل كثيرًا ما تكون القوة الذهنية لدى الصغار أقوى من تفكير الكثير من الكبار، وإن كان هذا التفكير بأسلوب مختلف؛ الحلوى... الكرة.. الدمية.. متطلبات أساسية في عالم الطفل النفسي إذا لم تشبع هذه الرغبات صغيرًا انعكست أثارها على حياته كبيرًا، وتشكلت لديه عقدة قد يصعب حلها، وتترتب عليها آثار سلبية مرهقة.

 

فللطفل عالمه المستقل في تحقيق الرغبات، من الحلوى والألعاب والصداقات... نعم للطفل جوه الملائكي في بيئته بانسجامه معها في اللعب والرياضة... فهل هاتان اللفظتان مترادفتان؟

 

الرياضة واللعب في حياة الطفل:

الرياضة المنظمة:

الرياضة حركة، واللعب حركة، ولكن شتان ما بين الحركتين.

 

الرياضة حركة منظمة محكومة بقانون ونظام معين للحركة والسكون، كما في الحركة البندلية وسائر الحركات السويدية.

 

التمرين الأول:

• واحد: مد اليدين إلى أمام، الإبهام إلى أعلى.

• اثنان: افتح الذراعين مع التنفس إلى أقصى مدى

• ثلاثة: ضم الذراعين مع الزفير.

• أربعة: أنزل الذراعين إلى الجنبين.

 

التمرين الثاني:

• واحد: ارفع الذراعين إلى مستوى الكتفين.

• اثنان: أنزل الذراعين إلى الجنبين.

• ثلاثة: ارفع الذراعين إلى أعلى ما تستطيع.

• أربعة: أنزل الذراعين إلى الجنبين

استعد: واحد، اثنان، فوق، تحت.

واحد اثنان فوق تحت

وقوف.... قف.

فالرياضة حركة مقيدة، أداتها الأمر.

 

اللعب وأهميته في حياة الطفل:

اللعب في حياة الطفل يعني الشيء الكثير من العطاءات غير المحدودة، فهو تحقيق للذات الفاعلة المتصرفة الحرة البعيدة عن الأمر والنهي.

 

اللعب هو الجو الطبيعي للطفل الذي يظل منجذبًا إليه بحكم تكوينه البيولوجي، إنه بحاجة إلى الحركة لينمو، والطفل ينبع من داخله الانجذاب نحو الحركة بحكم تركيبه السيكولوجي أيضًا المنبعث من إحساسه في عالمه الداخلي والخارجي.

 

لو نظرنا إلى طفل يدحرج بقدمه علبة فارغة، يركلها فتندفع أمامه بحركة قدمه، فهو إذًا- في نظره لنفسه- شيء فاعل، وهذه العلبة تحدث ضجيجًا، ربما كان في نظر الطفل الذي يركلها احتجاجًا، أما هذا الصوت في نظر نفسه فهو النغم الجميل المعبر عن سيطرته على هذه الأداة- العلبة- وهو الصوت الصدى المنبعث من أعماق نفسه بصفته الاستجابة المباشرة للدوافع الحركية الكامنة في نفسه كمون النار في الحجر، فالطفل يترنم بضجيجها جذلان طربًا، وتشترك في هذا الطرب كل أحاسيسه؛ الواعية في الشعور وما تحت عتبة الشعور، تمتص تلك الحركة طاقة الجسم الفائضة عن حاجته لها، تلك الطاقة التي فاضت عن حاجة الجسم والنفس على حد سواء.

 

لو نظرنا إلى الأطفال في أثناء الرياضة المنظمة، ونظرنا إليهم وهم يلعبون لعرفنا الفرق بين الرياضة وبين اللعب.

 

المجالات التي تتفتح باللعب:

1- في المجال العضوي: يمكن للطب أن يتكلم عن النشاط الهرموني الفاعل في بناء عضوية الطفل.

2- في المجال النفسي: يمكن أن يتكلم هذا العلم عن تحليل العقد النفسية لدى الطفل، وذلك بإبعاده عن التوحد، والعزلة و الأنانية، ويغرس فيه حب الإيثار والغيرية.

3- وفي المجال الاجتماعي: يعمل اللعب على انسجام الطفل مع الوسط المحيط، ويحببه بالعمل الجماعي وعدم الاستئثار.

4- وفي المجال الجمالي: فإن اللعب يكسب الطفل الانسجام مع الحياة؛فينظر إليها بروح متفائلة، يحقق ذاته ويحب الآخرين، ويحقق التوازن بينه وبين الوسط المحيط، مما يجعل شخصيته إيجابية.

 

اللعب المنظم يكمل اللعب الحر، فهما متكاملان، ولا غنى لكل واحد منهما عن الآخر لبناء الشخصية المتكاملة، فما معنى الشخصية؟

 

الشخصية:

تعريف الشخصية:

يقول أحمد نجيب: (يمكن أن نعرِّف الشخصية ببساطة: إنها مجموع الصفات الاجتماعية والخلقية والمزاجية والعقلية والجسمية التي يتميز بها الشخص وتبدو بصورة واضحة متميزة في علاقته مع الناس)[8].

 

واضح أن هذا التعريف يخص النفسية السوية، إذ نرى الأستاذ أحمد نجيب يعقب على التعريف السابق بقوله: (وعلى هذا- التعريف- فإن الصفات الاجتماعية والخلقية كالتعاون والتعاطف والصدق والأمانة والصفات المزاجية، ونعني بها الصفات التي تميز انفعالات الفرد عن غيره من الناس كسرعة التأثر في المواقف المختلفة، وعمق الأثر أو سطحيته وغلبة المرح أو الانقباض على حالته المزاجية والصفات العقلية، كالتفكير المنظم والملاحظة الدقيقة وحضور البديهة والصفات المتعلقة بصحة الجسم ومظهره العام وخلوه من العاهات، وما إلى ذلك، تدخل في تكوين شخصية الفرد).

 

وينحصر كلام الأستاذ أحمد نجيب حول تكوين الشخصية في جانبين:

الجانب المادي والجانب المعنوي.

وهو يشترط في الجانب المادي خلو الجسم من العاهات لتكوين الشخصية، أو لتكوين الشخصية السوية أو البانية أو العظيمة..

 

وهذا الشرط فيه نظر، فقد حفظ لنا التاريخ أسماء أبطال كان فيهم عاهات ربما ساهمت في بناء شخصياتهم العظيمة، منهم هانيبال قاهر جيش الروم وكان بعين واحدة، وما أكثر هؤلاء في التاريخ من قادة وعلماء فقدوا نظرهم فاقوا المبصرين يضيق بحصر أسمائهم مجلدات، من هؤلاء السهيلي صاحب الروض الأُنُف..

 

تروي لنا ترجمة الأحنف بن قيس، الذي طارد كسرى يزدجرد بعد معركة نهاوند حتى قتل وانقضت إمبراطورية الفرس بمقتله، يصفه الرائي بقوله:

كان الأحنف بن قيس غائر العينين، مائل الذقن، أحنف الرِّجل، تزدريه العيون، ولكنه كان إذا علم أن الماء يفسد مروءته ما شربه، وكان إذا غضب يغضب لغضبه مئة ألف سيف لا يدرون فيم غضب.

 

وكان موسى بن نصير فاتح الأندلس أعرج، وقد لقبه التاريخ ب- (شيخ المجاهدين)[9].

 

ونحن إذا حصرنا الشخصية في البعد عن العاهات نكون قد وقعنا في مغالطة كبيرة، فكثيرًا ما تكون العاهة حافزًا لبناء الشخصية العظيمة ومركب سمو يسد النقص عما فقد من بناء الجسم، وقد تكون قوة الشخصية مستندة أساسًا إلى العاهة، فكم من طفل عيب عليه في صغره في عاهة ما... إذا به ينبغ ويبز الأسوياء بقوة شخصيته، وكم من وسيم يملأ العين منظره، فإذا ضرب على المحك- كما يقال- انكشفت شخصيته عن تافه ساقط الهمة دنيء النفس، ولأمر ما فقد ضربت العرب هذا المثل:

(ترى الفتيان كالنخل وما يدريك ما الدخل)[10].

 

ويشرح الميداني هذا المثل بقوله: (الدخل: العيب الباطن. يضرب لذي المنظر لا خير عنده).

 

فالشخصية: هي الجانب المعنوي في الإنسان، ولا علاقة للجانب العضوي في بناء الشخصية، قوة الفكر، قوة النفس، مجموعة القيم، كالشجاعة والمروءة والصدق، ويكون حظ الإنسان من الشخصية بمقدار ما يحصل من هذه المعاني، ولنتصور أن إنسانًا ذا هيئة ووسامة وطول وعرض... وأنه كذاب جبان خفيف.. فهل يكون ذا شخصية ما في المجتمع؟.

 

جوانب الشخصية:

وقد تأثر الأستاذ أحمد نجيب بفرويد، وهو يتابعه في تقسيم الشخصية إذ يقول تحت عنوان:

جوانب الشخصية:

(إن للشخصية ثلاثة جوانب هي:

أ- الهو: وهو يضم الدوافع والرغبات تسير بوحي اللذة لإشباع الرغبات بلا اعتبار لمعايير الأخلاق.

ب- الأنا: هو جانب الإرادة في الشخصية.

ج- الأنا الأعلى: وهو الضمير أو الرقيب النفسي الذي يمثل جملة المعايير والقيم التي يستخدمها الفرد في الحكم على دوافعه ورغباته.

 

(لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه): هل يعلم الذين ينقلون عن فرويد هذا التقسيم؛ هو-أنا- أنا أعلى، ماذا يقصد بذلك؟ يقصد بذلك إبعاد العقل عن الله تعالى، ومن أين جاء بهذا المصطلح؟ ولماذا لا يكون لدى فرويد أنا أسفل؟ إننا نحن المسلمين يجب علينا ألا تمر لوثة مغرض، لأننا أصحاب رسالة سماوية أكرمنا الله سبحانه وتعالى بها، وجعلنا بها خير أمة أخرجت للناس فهي مصدر عزتنا وكرامتنا ونحن نبني حياتنا على مبادئها وتعاليمها، فيجب أن يكون أول هدف من أهداف التربية في الإسلام هو التمسك بعقيدة التوحيد؛ تلك العقيدة الصافية الخالية من الشوائب والشركيات والبدع والالتجاء إلى غير الله تعالى، وبحسبنا القرآن الكريم والسنة المطهرة، ففيهما الفهم والذكاء ومكارم الأخلاق وهما أساس كل تربية سوية بعيدة عن العقد وما ينتج عنها، ولا بأس بنا أن نستفيد من دراسات الآخرين ومن تجاربهم المفيدة النافعة، أما الدراسات المضللة فما أحرانا أن نبتعد عنها.

 

أثر الطفولة المبكرة في تكوين الشخصية:

للطفولة المبكرة قيمتها، بل أهميتها العظمى في تكوين الشخصية مستقبلًا، وفي إعطائها شكلها النهائي، وهي مرحلة ما قبل المدرسة، كانت هذه المرحلة مهملة في نظر الأسرة بشكل عام، وقد تنبهت المؤسسات التعليمية الأهلية إلى أهمية هذه المرحلة في حياة الطفولة فأشادت له دور الحضانة ورياض الأطفال قبل السن القانونية للتعليم في المدرسة الابتدائية.

 

في المدرسة الابتدائية تنظيم العادات المكتسبة سواء أكانت عادات تعلمها الطفل في دور رياض الأطفال، أو من الأسرة أو البيئة، فالمدرسة لها مهمة إضافية غير التعليم (إنها تعمل على تقويم ما اكتسبه الطفل من عادات واتجاهات سليمة، مع تدعيم العادات والصفات الطيبة)[11].

 

وفي المرحلة الابتدائية تتبلور شخصية الطفل على جملة من المعارف والاتجاهات والهوايات التي تترك بصماتها إلى الأبد، ويولد فيها رشيم الإبداع في سائر العلوم والآداب ويتحدد مساره فيها؛ ولكن يبقى هذا المنحى كامنًا في اللاشعور.

 

في المرحلة المتوسطة من مراحل الطفولة تبدأ هذه الكوامن تعبر عن ذاتها، كحبة القمح التي تحاول أن تخرج رأسها من تحت التراب لترى النور؛فالمرحلة الابتدائية تشكل وجدان الطفل بشكل مبدئي، والمرحلة المتوسطة تعمل على رعاية الوجدان والفكر في تناغم منسجم.

 

ثم تأتي المرحلة الثانوية لتضع اللمسات الأخيرة في تشكيل الطفل بعد تجاوز المرحلة المتوسطة، والإقبال على مرحلة المراهقة، وهي مرحلة الانتقال من الطفولة العليا إلى مرحلة الشباب والرجولة.

 

القصة وأنواعها:

وهي خمسة أنواع:

1- القصة التي تعتمد على الصورة وصوت الطائر أو الحيوان.

وهي قصة لأطفال الحلقة الأولى من الطفولة المبكرة، أعمارهم من 2 سنة إلى 3 سنوات، وهذه القصص على شكل كتاب مربع مثقوب أوسطه، وقد ركِّب فيه جهاز يصدر صوتًا تبين الرسمة على الورقة صورة صاحبه، فالورقة سميكة من النوع المقوى وعليها رسمة بلبل مثلًا، فإذا ضغط الطفل أو أمه على الجهاز أصدر ألحان البلبل، وإذا كانت الرسمة قطة أحدث الصوت مواء... فالطفل يرى قصة متكاملة في هذا الكتاب، وهي كما يلي:

القطة نائمة

القطة استيقظت

القطة تبحث عن الطعام

القطة تأكل.

 

2- القصة ليس فيها إلا الصورة:

وهذه القصة مثل سابقتها، إلا أنها تخلو من الصوت، وليس فيها كتابة، فهي نوع من القصص المصورة لا تعتمد على الكلام، وإنما تعتمد على الصورة فقط، وهي موجهة إلى أطفال ما قبل سن القراءة يقول فهد فيصل الحجي: (في الكتاب المصور حكاية القصة تعتمد على الصورة بشكل رئيسي، وقد يتم استخدام بعض الكلمات للتوضيح فقط، ولكن الدور الرئيسي هو للصورة، ومميزات الكتاب المصور؛ أنه موجه للطفل الذي لم يتعلم القراءة بعد، حيث يقرأ الكتاب بمشاهدة الصورة، ويساعده في ذلك أحد الكبار، أي أن الطفل يشاهد الصورة ويسمع الحكاية من أحد والديه.

 

3- القصة وفيها الكتابة والصورة نادرًا.

وهذا النوع هو الأرقى، وهو للطفولة الواعية، مهمتها غرس المفاهيم وهو مضمون هذه القصص والحكايات ولها مهمة توسيع الخيال وامتداده في الأسلوب، إضافة إلى الثروة اللغوية.

 

في المضمون؛ قد يجد الطفل نفسه، أو يجد مفهومًا كان غائبًا عنه وهو بأمس الحاجة إليه.

 

كما في قصة: صياد السمك.

صياد السمك

(نشأ راضي في أسرة فقيرة، يحمل والده شبكته كل صباح ويتوجه بها إلى البحر فهو قريب من بيته، يصطاد السمك ويبيعه في السوق ويشتري لعائلته ما تحتاجه من خبز وخضار، ثم يعود إلى البيت ومعه سمكة تكون قوتًا له ولعياله في ذلك اليوم.

 

وذات صباح، استيقظ والد راضي فاتر العزم، وشعر بحرارة مرتفعة في جسمه فلم يستطع الذهاب إلى البحر، وصار يتألم، ولم يكن عنده مال ليذهب إلى الطبيب ويشتري دواء.

 

صارت أم راضي تبكي، وجلست بناتها إلى جانبها، وكل واحدة منهن تنظر إلى أمها وتبكي، قال راضي في نفسه: أنا الآن في المرحلة المتوسطة لقد أصبحت شابًا، بل صرت رجلًا، ماذا يفيدنا البكاء إذا جلست إلى جانب أمي وصرت مثلها أبكي؟

 

نهض راضي وحمل شبكة والده وتوجه بها إلى البحر، وألقاها وقال: بسم الله، وانتظر... كما كان يفعل والده، ولما تحرك خيط الشبكة أسرع راضي وسحبه، إذا به يجده ثقيلًا ولما أخرج الشبكة، رأى فيها سمكة كبيرة حمراء، حملها وعاد بها إلى أهله، ولما دخل البيت ورآه والده سالت من عينيه الدموع فرحًا، وفرحت العائلة براضي.

 

تناولت أمه السمكة وصارت تنظفها، ولما شقت بطنها وجدت فيها لؤلؤة كبيرة)[12].

 

فالطفل، حينما يقرأ هذه القصة يجد نفسه في راضي، يتقمص شخصيته للمواقف المشابهة.

 

وهكذا تكون مهمة قصص البطولة، حيث يجد الطفل نفسه في البطل القائد أو البطل الفاتح، فتتشقق مخيلة الطفل على البطولة والإقدام؛ لأن هذه القصص سوف تلقي ظلالها على نفسية الطفل وتصبغه بلونها وتطبعه بطابعها، لذلك تحرص كل أمة من الأمم على أن تدرِّس أبناءها مادة التاريخ، وفيها قصص حياة العظماء. ومن هنا ندرك لماذا يحرص المستعمر على أن يلغي هذه المادة من برامج البلدان التي يستعمرها، بل ويلغي اللغة القومية في تلك البلدان.

 

فالقصة تبني مواقف للطفل، فينشأ محبًا لدينه ووطنه، فتغرس في نفسه العقيدة الراسخة، وحب الخير وأهله، والبعد عن الشر وأهله، كما تعلم القصة البطولة والتضحية والإقدام في مواقف الرعب، فينشأ الطفل على البطولة، وبهذا الجيل تحمي الأمة نفسها وحدودها وتحقق طموحاتها وآمالها وسيادتها.

 

الورد له شوك

بعد أن عاد زاهر من المدرسة، تناول طعام الغداء وقال زاهر في نفسه: قبل أن أدرس سأقطف بعض الأزهار وأضعها في كأس على طاولتي.

 

توجه زاهر إلى حديقة منزله فقال: الله! ما أجمل هذه الزنابق! قطف زنبقة صفراء، وقطف ثانية وثالثة وفي طريقه إلى مكتبه، رأى وردة حمراء فتبسم وتوجه إليها، سمع زاهر صوتًا يقول: يا زاهر لا تقترب مني. قال زاهر: من الذي يخاطبني؟ وما الذي يمنعني؟ أما رأيت الزنابق التي قطفتها؟ وسأقطفك أنت أيضًا، ولما تقدم زاهر نحو الوردة هيأت شوكة من شوكاتها القوية، ولما مد زاهر يده ليقطف الوردة، غرست الوردة شوكتها في إصبعه فصاح، سمع والد زاهر صراخ ابنه فأسرع ليرى ما حدث، ولما جاء إلى الحديقة، رأى الدم يسيل من إصبع زاهر، أسرع الوالد إلى صيدلية البيت وعاد فعقم الجرح في إصبع زاهر وربطه، ونظر إلى الزنابق على الأرض، ورأى الوردة على غصنها، فهز رأسه وقال: الآن فهمت كل شيء يا ولدي؛ لو كان للزنبق شوك يدافع به عن نفسه، لما استطعت أن تقطف زنبقة واحدة منها[13].

 

الشاب الأعرج

يحكى أن رجلًا، كان عنده خيول، يربيها ويدربها ثم يبيعها، وكان له ولد شاب يساعده.

 

وذات يوم، بينما كان هذا الشاب يركب حصانًا يدربه، إذ وقع من فوق ظهره فكسرت ساقه، فأصبح أعرج يمشي على عكازتين.

 

اندلعت نار الحرب في تلك المنطقة، فأمرت الحكومة أن يجند كل من هو قادر على حمل السلاح، فذهب كل رجال القرية وشبابها وبقي الشاب الأعرج.

 

وبعد تدريب هذا الجيش بدأت المعركة، فأحاط الأعداء بهذا الجيش، وقتلوا بعضهم، وأسروا الباقي.

 

ولما سمع أهل القرية ما حل بأهلهم صاروا يبكون، ولكن الشاب الأعرج نفض رأسه وقال في نفسه: سأنتقم وقال: صحيح أنني لست قادرًا على حمل السلاح، ولا التدريب، ولكنني سأدرب أبناء قريتي على حمل السلاح.

 

جمع الشاب أطفال القرية، وصار يعلمهم الأناشيد الحماسية، وحتى الأمهات كانت تغني لأطفالها الأناشيد في حب الوطن وكراهية الأعداء، وهي تهز لهم السرير.

 

كبر الأطفال، وأصبحوا شبابًا، فكان الشاب الأعرج يجلس على كرسيه وهو يشرف على التدريب؛ فالكبير كان يدرب الصغير، والمتعلم يساعد غير المتعلم.

 

ثم جمع المال واشترى السلاح، ووزعه على شباب القرية، وصار يجمع الأخبار عن الأعداء.

 

وفي ليلة شديدة الظلام، علم الشاب الأعرج بمكان جيش الأعداء، فذهب بجيشه مسرعًا وهاجمهم فجأة، فقتل منهم بعضهم وأسر الباقي، وفك أسر شباب قريته ورجالهم.

 

وفي الصباح استيقظ أهل القرية على منظر أفرحهم، لقد رأوا الشاب الأعرج يركب على حصان وهو يتقدم الجيش المنتصر وهم يسوقون أمامهم الأعداء مكتفين[14].

 

أضواء على هذه القصة:

إن هذه القصة وأمثاله ضرورة في أدب الأطفال لترفع من معنوية الطفل، فإذا كانت هذه حال الطفل الأعرج فكيف تكون حال الطفل السليم؟ لا شك أنه سيكون أكثر حماسًا وعطاء لأمته ووطنه..

 

يمكن أن نستخلص من هذه القصة ثلاثة مواقف:

1- الموقف السلبي:

وهو أن يهرب هذا الطفل من واجبه تجاه المصيبة التي حلت بأهله وأهل قريته وبوطنه، بأن يذهب بعيدًا عن القرية، ويتاجر ويصبح غنيًا، وبذلك يلهيه المال عن واجبه، وينسيه الدماء التي روت تراب قريته.. أو يتزوج أحلى الفتيات من فاتنات هوليود وأشباههن... وهذا مضمون ما تفعله بعض وسائل الإعلام، أو القصص المشبوهة.

 

لقد قتل الكاتب الواجب بـ (الحب) أو المال أو الشهرة أو غير ذلك من الاعتبارات، وهذا ما يفعله كثير من شعراء الشعر المشبوه في كثير من دواوينهم، ولكن بشكل مبطن، وهكذا كان دأب كثير من مساحات إعلامنا قبيل حرب عام 1969.

 

2- الموقف الثاني من مواقف الشاب الأعرج وحسب آخر موضة في تسميم فكر الطفل، هو أن ينبت للطفل جناحان، ويحلو لمخرج الفيلم أن يطير هذا الشاب-أي يهرب- إلى جزيرة بعيدة فيها من كل ما تتمناه النفس من متع ولذائذ، وأن هذه المركبة يمكن أن تغوص في البحار ويتعرف الشاب على ما في أعماقها من غريب المشاهد..، ويبدأ الفيلم يضع عقل الطفل في متاهات لا آخر لها، متاهات تزيد فكر الطفل ونفسيته تعقيدًا، وإن لم يكن معقدًا، فبأسلوبهم هذا سوف يعقدونه ويبعدونه عن الواجب.

 

3- الموقف الثاني: وهو الموقف الذي اتخذه الشاب الأعرج، وعمل بكل إخلاص وحماسة على تنفيذه لإنقاذ أهله ووطنه، وقد حقق ما أراد.

 

والقصة أنواع كثيرة؛ منها ما هو إنساني، ومنها ما هو على لسان الحيوان كقصص كليلة ودمنة، ومنها ما هو على لسان الأشياء كقصة رغيف الخبز....

 

والقصة فنون منها القصة الطويلة، وتسمى الرواية ومنها الأقصوصة، وهي القصة القصيرة، ومنها الحكاية، وهي أساس القصة في أدب الطفولة.

 

الحكاية في أدب الطفولة:

تعريف الحكاية:

هي أقصوصة بسيطة، يمتزج فيها الواقع بالخيال أهم عناصرها التشويق.

 

و(الحكاية هي الأساس الأول في تكوين القصة، تستخدم سلاح التشويق لتشد إليها المستمعين أو القراء وتعتمد أساسًا على حب الاستطلاع الذي يجعلهم دائمًا يتساءلون عما حدث بعد ذلك، والحكاية مجموعة من الحوادث مرتبة ترتيبًا زمنيًا. وهي كما يقول فورستر، أدنى وأبسط التراكيب الأدبية ولكنها العامل المشترك الأعظم بين جميع الكائنات المعقدة المعروفة بالروايات[15].

 

وأصل الحكاية شفهي من التراث الشعبي كان يروى على لسان الجدات للأطفال قبل نومهم ولكن انقرض هذا اللون من الأدب الشعبي أو كاد، وحل التلفاز محله.

 

وفي مقابلة تلفزيونية على شكل ندوة[16]طرح فيها هذا السؤال: حتوتة ما قبل النوم للأطفال ما صفاتها؟

 

فكان الجواب الآتي:

حتوتة ما قبل النوم، أو قصة ما قبل النوم، تأتي في المرحلة الثالثة في أدب الطفولة، فلقد سبقتها مرحلتان هما:

المرحلة الجَنينية، والمرحلة السريرية.

 

المرحلة الجنينية: يذكر ابن كثير في موسوعته العظيمة (البداية والنهاية) في أخبار إياس الذكي، هذا الذي ضرب المثل في ذكائه، قال أبو تمام:
إقدام عمرو في سماحة حاتم
في حلم أحنف في ذكاء إياس

يروي خبرًا يتردد العقل في قَبوله أو تصديقه قال إياس لأمه: ما سبب الضجة التي سمعتها لما كنت في بطنك؟ وراحت أمه تتذكر ثم قالت: لما كنت في بطني قبيل مولدك كنت أحمل على رأسي طبق نحاس فوقع فأحدث تلك الضجة.

 

وفي العصر الحديث أثبت علم النفس أن الجنين الذي تقرأ أمه بصوت مسموع يستفيد إن كان قراءة قرآن أو شيء مفيد من مطالعة ونحوها، حيث تتفتح عقليته وتنمو بعد الولادة بشكل أفضل، وذلك في المرحلة السريرية، وهذه المرحلة أساس قصص ما قبل النوم، وخميرتها الأولى، فالطفل الذي ينعم بالهدهدة قبل النوم وأمه تهز له السرير، وتغني له بصوتها الرخيم الحنون تلك الأغاني الشعبية ينام نومًا هادئًا هانئًا، وهذه الإيقاعية في الأغنية بهذه الألحان تغذي عاطفة الطفل، ويكون غنى العاطفة لدى الأطفال بحسب تلقِّي هذه الهدهدة، مع اعتبارات أخرى في النشأة، فيتوزع الغنى العاطفي بين الموروث الجميل وبين الكسب من البيئة.

 

ومع الأسف فقد حرم طفلنا المعاصر هذا الحق الطبيعي الذي كان سلفه يتمتع به، حرم الهدهدة وما فيها من حنان، وحتى المهد أو السرير، فقد تغيرت معالمه، كان يصنعه النجار على هيئة مخصوصة تسهل حركته الاهتزازية، وقد التغى هذا السرير..

 

(حتوتة) ما قبل النوم، كانت تؤدي مهمة عظيمة في أدب الطفولة، كانت الجدة تتولى القيام بهذه المهمة لأطفال تتراوح أعمارهم ما بين السنتين إلى السادسة غالبًا، وهذه القصص كانت بالنسبة إلى الطفل بمثابة الارتقاء من مرحلة إلى مرحلة، في هذه المرحلة كان خيال الطفل يسبح مع الخبر في مسرح الأحداث، كان الطفل يتخيل الحدث، فإذا ذكرت الجدة المغارة، كان خيال الطفل يتصور المغارة، يتصور عمقها، يتصور ليلها الدائم.... وإذا ذكرت الجدة البحر تصور البحر والحوت والجبل الذي طار فوقه العملاق والعفريت..

 

إن الخيال في قصص ما قبل النوم للأطفال كان في معهد (الخيال) ينمو ويتسع ويتنوع ويتلون بألوان الأزهار...

والثروة اللغوية، كانت في نمو مطرد في هذه القصص

وطبعًا ينمو العنصر العقلي المكمل للعنصر الوجداني

ولا بد أن نذكر؛ أن لهذه القصص رسالة، غالبًا ما تغلب الخير على الشر، كأن ينقذ الأميرُ (الست بدور جوا السبع بحور) ويحملها على حصانه ويعيدها إلى قصر أبيها السلطان..

 

السؤال الآن: هل التلفاز يؤدي مهمة قصة ما قبل النوم؟

الجواب: لا. بل قد يكون للتلفاز مهمة عكس مهمة تلك القصص، بعض قصص التلفاز تبعثر الجملة العصبية للطفل بل تمزقها، وبدلًا من أن تعمل على هدوء الطفل واستقراره النفسي، فإنها تغذي عنصر القلق إن كان موجودًا، وتوجده إن لم يكن.

 

والسؤال الأخير: كيف نحيي هذا التراث؟

الجواب: نحيي هذا التراث بأن تخلص الأم لبيتها، لأنها هي التي أسندت إليها مهمة تربية فلذة كبدها، وقد غابت الجدة عن موقعها الذي كان لها في الأسرة أو العائلة، فيجب على الأم أن يكون لديها مكتبة الطفل، فيها القصص المناسبة فتخصص الأم كل يوم عشر دقائق لطفلها وتروي له قصة من الذاكرة في أداء معبر، بالصوت والحركة، حركة اليد أو اليدين، حركة الرأس. وإذا لم تتح الفرص يوميًا لهذه القصص ففي الأسبوع مرة إن لم يكن أكثر.

ومع ذلك، والحق يقال: إن متعة قصص ما قبل النوم

 

على زمن الجدات من الصعب أن تكرر؛ لأن الأطفال كانوا كثرة، ويتزاحمون على الاقتراب من جداتهم، وكان الجو يشبه السحر متعة وسرورًا، وكانت الجدة توزع على أحفادها الجوز واللوز والملبس والتين المجفف...

 

إن إحياء هذا التراث الغالي ممكن إذا نظرت بعض الأمهات إلى أطفالهن نظرة هند إلى معاوية حينما قيل لها: إن ابنك هذا سيسود قومه. فكان جوابها:

ثكلته إن لم يسد قومه.

 

الحكاية الشفهية تناسب سن الطفل من سنتين إلى خمس أو ست سنوات، أما الحكاية المدونة فإنها تناسب الطفل في سن ست سنوات إلى تسع سنوات.

 

وبعض القصص التربوية تحدد المرحلة العمرية للقصص، وفق منهج نفسي وعقلي ولغوي، وقد اتبع هذا المنهج بعض كتاب القصة المتميزين المتخصصين

كالقاص محمد موفق سليمة في كثير مما كتبه للأطفال

وكأحمد نجيب، الحائز على جائزة الملك فيصل العالمية في أدب الأطفال، والأديب الأستاذ أحمد صوان في قصصه المصورة: عنب لذيذ ولكن. وقصة: أين ولدي؟ وقصة: مكبر الصوت، والقرار الأخير...

 

والآن إلى هذه القصة.

حكاية الأرنب سوسو

صحت الأرنب سوسو من النوم، وصارت تتمطى وتتثاءب، وبعد أن تناولت فطورها بعض الأعشاب قالت في نفسها: سأذهب لزيارة خالتي فوفو.

 

سارت سوسو وقالت: ما أجمل صباح الغابة! وفي طريقها رأت شيخ الغابة ديدو يحمل سلة فقال لها: صباح الخير يا سوسو إلى أين أنت ذاهبة هذا الصباح؟

 

قالت سوسو: صباح الخير يا عم ديدو يا شيخ الغابة، أنا ذاهبة لأزور خالتي فوفو.

 

قال شيخ الغابة: إنك تزورين خالتك، إذًا فأنت تصلين الأرحام، خذي هذه قطعة جبن، اقبليها مني هدية لك يا سوسو.

 

أخذت سوسو قطعة الجبن وقالت: شكرًا لك يا شيخ الغابة، وتابعت طريقها.

 

فصاح ديدو: كوني حذرة يا سوسو.

 

وبينما كانت سوسو في طريقها، رآها الثعلب أبو الحصين فهجم على قطعة الجبن وأمسك بها ليخطفها، فأمسكتها سوسو وقالت: إنها جبنتي.

 

كان الببغاء واقفًا على غصن من أغصان شجرة قريبة فسمع صياح سوسو والثعلب فصاح فيهما: هيه، ما لكما تتصايحان؟ اذهبا إلى ميمون قاضي الغابة ليحل الخلاف بينكما. ما رأيكما؟. نظر الثعلب إلى سوسو ومال برأسه وقال: هيا. قالت سوسو: هيا.

 

وصلت سوسو والثعلب إلى قاضي الغابة القرد ميمون، وكان أمامه ميزان، وبعد أن سمع القصة منهما قال لهما: سأقسم قطعة الجبن بينكما بالتساوي هل رضيتما؟ قالت سوسو وقال الثعلب بصوت واحد: نعم رضينا.

 

قسم القرد قطعة الجبن إلى قطعتين، ووضع القطعتين في كفتي الميزان، فانخفضت كفة وارتفعت كفة، قال القرد: هذه القطعة أكبر وأكل منها، وهكذا كان يأكل من الجبن إلى أن بقيت قطعة صغيرة، قالت سوسو: اترك هذه القطعة لي، وقال الثعلب: اترك هذه القطعة لي.

 

نظر القرد إلى سوسو وإلى الثعلب، وصار يضحك ويقول: أنتما ليس لكما أي شيء، ووضع في فمه القطعة الأخيرة من الجبن.

 

سارت سوسو في طريقها وهي تبكي، ورفعت كفيها إلى السماء وقالت: يا رب انتقم لي من الظالم.

 

رآها شيخ الغابة وهي تبكي، ولما أخبرته بقصتها مد يده إلى السلة وناولها قطعتين من الجبن وقال: خذي يا سوسو لأنك تزورين الأرحام.

 

سمعت سوسو صوتًا من على غصن الشجرة يناديها قال الببغاء: هجم النمر على القرد ميمون وأكله، ووقع الثعلب في البئر.

 

وصلت سوسو إلى خالتها، ولما قصت عليها قصتها قالت لها خالتها: إن الله استجاب دعاءك، فأنت مظلومة وقد انتقم لك من الظالم[17].

[1] القصة الشعرية د. أحمد الخاني مخطوط .

[2] في أدب الأطفال د. علي الحديدي ط7 ص 176 .

[3] أدب الأطفال علم وفن أحمد نجيب ط2 ص75 .

[4] في الأدب المقارن د. بدر الدين الرفاعي طبع جامعة دمشق 1976 م .

[5] قصة : بصمات الأصابع أجاثا كريستي ص:5 ط المكتبة الثقافية – بيروت .

[6] قصة قلب الليل .نجيب محفوظ ص3 نشر دار مصر للطباعة .

[7] سيكولوجية الطفل د. فاخر عاقل منشورات جامعة دمشق 1969 .

[8] أدب الطفولة علم وفن .أحمد نجيب ص 64 .

[9] موسى بن نصير اللخمي شيخ المجاهدين . محمد علي قطب نشر بيروت .

[10] مجمع الأمثال للميداني ج1 رقم 658ط3 بتحقيق محمد محي الدين عبد الحميد .

[11] أدب الأطفال علم وفن أحمد نجيب 8 .

[12] صياد السمك . للدكتور أحمد الخاني ط1 نشر دار الوراق سنة 1428 هـ .

[13] نشرت هذه القصة في مجلة الجندي المسلم السعودية عام 1405 هـ .

[14] الشاب الأعرج قصة أحمد الخاني ترجمت إلى اللغة الإنكليزية نشر.دار الوراق 1428هـ .

[15] أدب الأطفال علم وفن ص 75 .

[16] ندوة :في أدب الأطفال التلفزيون السعودي القناة الأولى مع د. أحمد الخاني بتاريخ 14 – 2 – 1431 هـ .

[17] زهرة تروي حكايتها د. أحمد الخاني نشر مدار الوطن 1428هـ .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

ادب الاطفال Empty
مُساهمةموضوع: رد: ادب الاطفال   ادب الاطفال Emptyالخميس 05 يوليو 2018, 2:16 pm

القصة في مجلات الأطفال ودورها في تنشئة الأطفال اجتماعيا
القصة في مجلات الأطفال ودورها في تنشئة الأطفال اجتماعيا
نادية سعد معوض




بيانات الكتاب:

القصة في مجلات الأطفال ودورها في تنشئة الأطفال اجتماعيًّا.


المؤلف: د. أمل حمدي دكاك.


الطبعة: الأولى - 2012م.


عدد الصفحات: 416 صفحة من القطع الكبير.


الناشر: الهيئة العامة السورية للكتاب - دمشق.


عرض: نادية سعد معوض.

 

تعد القصص المنشورة في مجلات الأطفال واحدة من الأساليب الفعالة في عملية التنشئة الاجتماعية، فهي تعمل على إكساب الطفل القارئ مجموعة من: القيم، والاتجاهات، والأفكار، واللغة، وعناصر الثقافة والمعرفة مما يسهم في تكوينه على نحو يختلف تمامًا عن الطفل غير القارئ. وتحتل القصة مكانة متميزة عند الطفل تفوق الأنواع الأدبية الأخرى، بما تمتلكه من قوة تأثير ومتعة لا يملكها غيرها من الأجناس الأدبية الأخرى الموجهة إلى الطفل. ويعود مصدر هذه الأهمية إلى أن القصة تعبر عن حاجة الأطفال إلى الاستطلاع ورغبتهم في معرفة العالم المحيط بهم، وتعكس القصة أسلوب حياة الجماعة التي يهيئها الكبار لعالم الأطفال، لهذا فهي ترمز إلى موقف أعضاء المجتمع من أساليب التنشئة الاجتماعية واتجاهاتهم نحوها.

 

إن القصة -تلك الحكاية القصيرة التي تتضمن غرضًا تربويًّا أو فنيًّا أو أخلاقيًّا أو علميًّا أو لغويًّا أو ترويحيًّا، والتي تعد وسيلة من وسائل نشر الثقافات والمعارف والعلوم والفلسفات- هي من أشد ألوان الأدب تأثيرًا في النفوس، وخاصة الأطفال إذ تتضمن تلك المثيرات الباعثة على تشكيل سلوكهم وتكوين شخصياتهم.

 

ولقد صدر حديثًا في دمشق كتاب تحت عنوان "القصة في مجلات الأطفال ودورها في تنشئة الأطفال اجتماعيًّا" للدكتورة أمل حمدي دكاك.

 

دور القصة في تنشئة الأطفال اجتماعيًّا:

ليس ثمة شك أن للقصة أهمية في تنشئة جيل عربي قادر على صنع مستقبله وتحقيق أهداف أمته المنشودة. ولهذا كله تشكل القصص الموفرة في سورية بما تعكسه من قضايا على الأطفال مسألة مهمة تتطلب بحثًا علميًّا جادًّا للكشف عن الدور الذي تؤديه القصة في التنشئة الاجتماعية، والوقوف على حقيقة تلك المتغيرات المتنوعة الثقافية والظروف البيئية المؤثرة في نوعية تلك القصص.

 

ونظرًا إلى اتساع إطار البحث في ذلك الموضوع وتعدد قصص الأطفال المطبوعة وتنوعها، سواء أكانت رسمية أم غير رسمية، فإن الباحثة تركز على القصص القصيرة المنشورة في مجلات الأطفال المتداولة المحلية؛ السورية: "أسامة"، "الطليعي"، والعربية: "سامر"، "أحمد"، "سمير"، "علاء الدين"، "ماجد".

 

وتطرح الباحثة أمل حمدي دكاك سؤالا، ألا وهو: هل تؤدي القصص المنشورة في مجلات الأطفال دورها في التنشئة الاجتماعية والثقافية للطفل؟

 

وفي ضوء هذا السؤال تم اختيار مشكلة البحث التي تناولها الكتاب وهي "دور القصة في تنشئة الأطفال اجتماعيًّا"، على اعتبار أن الدراسات التي تناولت هذه الإشكالية لم تُولِ اهتمامًا بالمجلات وما تحمله من رسالة ثقافية وتربوية موجهة باستمرار إلى الطفل، وهي بالتالي أكثر تأثيرًا في بناء شخصيته وتنشئته الاجتماعية ورفده بالزاد الثقافي. ولم تبحث تلك الدراسات في الدور الذي يمكن أن تؤديه القصص المنشورة في هذه المجلات في تنشئة الأطفال. لهذا فإن اختيار البحث يأخذ أهميته من ناحيتين:

الأولى: أنه يحاول سد النقص من خلال معرفة الدور الفعلي للقصص المنشورة في مجلات الأطفال في عملية التنشئة.

 

والثانية: محاولة لتلمس الطريق الصحيح من أجل تنشئة سليمة للأطفال.

 

كما تتبعت الباحثة دور القصة في التنشئة الاجتماعية للأطفال من خلال تسعة فصول وفصل ختامي خاص بالنتائج والمقترحات العملية للبحث، وتتوزع هذه الفصول في ثلاثة أبواب.

 

أهمية القصة في تنشئة الأطفال:

يضم الباب الأول فصلين:

يتناول الفصل الأول موضوع أهمية القصة في تنشئة الأطفال، ويشرح أهداف البحث في معرفة العناصر الأساسية لمضمون القصص المنشورة في مجلات الأطفال الموفَّرة في سورية، وواقع الدور الذي تقوم به في تنشئة الطفل اجتماعيًّا، ومدى انسجام ما ينشر من قصص مع أهداف تنشئة الأطفال في محاولة لتكوين وعي علمي للدور الكبير والمهم للقصة في عملية التنشئة التي تعتبر من أهم القضايا التي يتناولها علماء النفس والاجتماع بالدراسة والتحليل، نظرًا إلى أهميتها في عملية التطور بمختلف أشكاله. ويعرض الفصل أهم الدراسات المحلية والعربية والأجنبية في هذا المجال.

 

ويتناول الفصل الثاني المكانة المتميزة للقصة، ويعالج أهمية القصة القصيرة عند الطفل، فلقد بيَّن علماء النفس والتربية أن الكثير من أهداف تنشئة الطفل يمكن أن تتحقق بوساطة القصة نظرًا إلى إقبال الطفل على قراءتها. وتأتي أهميتها من الواقع الذي يعيشه الطفل وتنطلق من خبراته إلى عالم أكثر غنى واتساعًا، مع التعرض إلى خصائص الأطفال وميولهم القرائية في مرحلة الطفولة المتأخرة من سن 9 إلى 12 سنة، والعوامل التي تجعل القصص مناسبة لهم مع ذكر قصة الطفل القصيرة وأنواعها. وتم اعتماد تصنيف جديد للقصص يستند إلى معيار الموضوع، لأن موضوع القصة يثير اهتمام الطفل. وتم بموجب هذا المعيار تصنيف القصص إلى: اجتماعية، وطنية وقومية، تاريخية، معرفية علمية، إنسانية، قصص خيال علمي.

 

قصص الأطفال المنشورة في المجلات المحلية والعربية:

ويتوزع الباب الثاني في ثلاثة فصول:

يشرح أولها الإجراءات المنهجية لدراسة قصص الأطفال المنشورة في المجلات المحلية والعربية من تحديد موضوع الدراسة وأهدافها، والفروض العلمية المعتمدة، وتحديد مجالات البحث الزمانية والمكانية، وعينات البحث وطرق اختيارها، وطرق تحليل النتائج، وكيفية معالجة الافتراضات المسيرة للبحث.

 

ويتناول الفصل الثاني الملامح العامة للقصص المنشورة في مجلات الأطفال المحلية والعربية، فقد تم التمييز بين القصص المكتوبة والمصورة، وبين القصص المترجمة والمؤلفة، وبحسب جنس الكاتب.

 

أما الفصل الثالث فيعرض لنتائج تحليل مضمون القصص وتم تخصيصه لدراسة عينات القصص المنشورة في المجلات المحلية والعربية بطريقة تحليل المضمون على أساس أربعة معايير هي: بيئة القصة، وموضوعاتها الرئيسة، والشخصية الرئيسة، وطريقة عرض أسلوب القصة.

 

أثر قراءة القصص في التنشئة الاجتماعية للأطفال:

أما محتويات الباب الثالث فقد وزعت على أربعة فصول، تناولت نتائج الدراسة الميدانية لأثر قراءة القصص في التنشئة الاجتماعية للأطفال لمعرفة مدى تأثيرها في جوانب شخصية الطفل القارئ، ووجود فروق بين شخصية الأطفال القراء وشخصية الأطفال غير القراء، ومعرفة علاقة الظروف الأسرية بقراءة الأطفال للقصص، والعوامل التي تحد من قراءة الأطفال للقصص. وقد تمت دراسة أثر القراءة في التنشئة الاجتماعية للطفل وأُجريت الدراسة على أطفال المدارس الابتدائية الرسمية والخاصة في مدينة دمشق ممن تتراوح أعمارهم بين الثامنة والثانية عشرة، وهم تلاميذ الصفوف الثالث والرابع والخامس والسادس.

 

كما أجريت الدراسة على أسر التلاميذ للأطفال المشمولين بالدراسة، وعلى معلميهم ومعلماتهم؛ لمعرفة الظروف الأسرية والمدرسية ومواقف الأهل والمعلمين في تشجيع الأطفال على القراءة وإقبالهم على قراءة القصص المنشورة في المجلات.

 

وقد تضمَّن الفصل الأول شرحًا لجملة الإجراءات المنهجية التي اتبعتها الدراسة الميدانية لمعرفة الأثر الفعلي للقراءة في شخصية الطفل القارئ. ويشرح الفصل تحديد موضوع الدراسة، وأهدافها، والفروض العلمية، ومجتمع البحث الميداني، وعينة البحث، وأسس اختيارها والأدوات المستخدمة في جمع البيانات ووسائلها.

 

ويتضمن الفصل الثاني تحليلاً لخصائص الأطفال القراء والشروط الأسرية المحيطة بهم من خلال نتائج الدراسة الميدانية، ويشمل الفصل تعريفًا بخصائص الأطفال الذاتية (العمر، والجنس، والصف الدراسي، وموقع الطفل بين إخوته)، بالإضافة إلى الخصائص التعليمية والعملية للأبوين، والظروف الثقافية في الأسرة، وظروف القراءة، وأوقات القراءة المفضلة بين التلاميذ، وماهية القصص المقروءة من حيث الأنواع والموضوعات وأسباب الاختيار والتفضيل.

 

ويتناول الفصل الثالث المسائل المتعلقة بالقراءة، فيعرض أوقات ممارسة القراءة في: العطل، ساعات القراءة أيام الدوام الرسمي، ساعات القراءة أيام العطل. ويبين الزوايا المفضلة للقراءة، وأنواع القصص المقروءة، وموضوعاتها، وتشمل هذه الموضوعات: القصة المفضلة بين الأطفال، مناقشة القصة، أنواع القصص المقروءة، كما يبين أسباب الإعجاب بالقصص، ولسان القصة المفضل، وشخصية القصة المفضلة.

 

أما الفصل الرابع فيشرح نتائج الدراسة الميدانية المتعلقة بتحليل الفروق الإحصائية بين القراء وغير القراء في مجموعة من السمات والخصائص الاجتماعية المستمدة من افتراضات الدراسة، فيبحث في أثر قراءة القصص في الاتجاهات الاجتماعية بين الأطفال من خلال: معرفة الصفات الاجتماعية المفضل اكتسابها بين الأطفال، ومعرفة المهن المفضلة بينهم، واتجاهات رأيهم نحو مفهومي: "التعاون"، و"السعادة"، ووسائل تحقيق الغايات، والموازنة بين الاتجاهات الوطنية وكل من الاتجاهات العائلية والاتجاهات المادية والاتجاهات العلمية والاتجاهات الذاتية، ومقدار الفرق في الاستعداد للتضحية من أجل الوطن، والعائلة، والمبادئ.

 

المصدر: موقع الإسلام اليوم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

ادب الاطفال Empty
مُساهمةموضوع: رد: ادب الاطفال   ادب الاطفال Emptyالخميس 05 يوليو 2018, 2:33 pm

القصة وأثرها على الطلاقة اللغوية عند أطفال ما قبل المرحلة الابتدائية
دعاء بنت نافذ البشيتي
ولاً: المقدمة:

القصة من أقدر الأساليب الأدبية التي تعمل على تنمية الفضائل في النفس، فهي السبيل للدخول إلى عالم الطفل ويبقى أثرها في نفسه ووجدانه، فالطفل يستمع للقصة بكل حماس وشغف، فهي مصدر للمتعة والتسلية والتربية، فيقضي وقتاً ممتعاً في سماعها ومتابعة أحداثها، وبذلك تكون القصة لها أثر بالغ في حياة الطفل وتربيته، وكما يرى الكيلاني (1411: ص 54) (القصة ذات أثر بالغ في التربية والتنشئة، والقصة الناجحة تزود الطفل بمختلف الخبرات الثقافية والوجدانية ولنفسية والسلوكية).

ولا يخفى علينا دور القصة وأهميتها في تلبية حاجات الأطفال المختلفة، من حاجة إلى التوجيه والحب والحاجة إلى النجاح والحاجة إلى الاستقلال، والحاجة إلى التقدير الاجتماعي، وبناءاً على هذه الحاجات المختلفة تنمي القصة جوانب النمو عند الطفل من الناحية العقلية والاجتماعية والنفسية والمعرفية، وكما يرى الشيخ (1417: ص 79 – 92) (القصة تنمي لديه القدرات العقلية المختلفة مثل، التذكر والتخيل والتفكير والتحليل والنقد والقدرة على حل المشكلات)، (كما أنها تعرف الطفل بمجتمعه ومقومات هذا المجتمع وأهدافه ومؤسساته)، وله أثر بالغ في تنمية الجوانب النفسية عند الطفل في هذه المرحلة لما فيها من الحوار والتأمل في النفس والقدوة الحسنة، كما يرى الشيخ (1417: ص 101) (تسهم في ترقيق العواطف والوجدان وتنمية المشاعر والإحساس، وتخفيف التوترات الانفعالية وتخليص النفس من الانفعالات الضارة وتكوين الميول والاتجاهات).
 

كما أن للقصة دور هام في اكتساب الطفل للمفردات اللغوية السليمة وتصحيح النطق اللغوي فيصبح أكثر تحكماً في مخارج الحروف وأكثر إتقاناً في نطقه للكلمات، كما ترى الحميد (1426: ص 96) (وتزداد الحصيلة اللغوية للطفل من خلال كلمات القصة وعبارات اللغة العربية وتعويده النطق السليم)، فعندما يكتسب الطفل المفردات اللغوية يتكون لديه محصول ويصبح قادراً على تركيب الكلمات والجمل ثم يصبح قادراً اكتساب المهارات اللغوية من قراءة وكتابة ومهارة الاستماع والتحدث، وبذلك يصبح عند الطفل طلاقة لغوية.

ومن هنا نؤكد على أنه لابد من التعرف على القصة وأثرها على الطلاقة اللغوية عند أطفال ما قبل المرحلة الابتدائية لما لها من أثر كبير على الطفل وعالمه وشخصيته ولغته، وهذا هو موضوع الدراسة التي قمنا بها.
 

ثانياً: أهداف الدراسة:

1- التعرف على مفهوم القصة وأنواعها.

2- التعرف على أهمية قراءة القصة للطفل.

3- التعرف على دور أسلوب الراوي في شد انتباه الطفل وتحمسه لسماعها.

4- التعرف على أثر القصة ودورها في تنمية الطلاقة اللغوية عند أطفال ما قبل المرحلة الابتدائية.
 

ثالثاً: مشكلة الدراسة:

تلخصت مشكلة الدراسة السابقة في التعرف على أثر القصة ودورها في تنمية الطلاقة اللغوية عند أطفال ما قبل المرحلة الابتدائية، وذلك عبر الإجابة عن الأسئلة التالية.


رابعاً: أسئلة الدراسة:

1- ماذا نقصد بمفهوم القصة؟!
2- ما أهمية قراءة القصة لأطفال ما قبل المرحلة الابتدائية؟!
3- ما دور أسلوب الراوي في شد انتباه الطفل وتحمسه لسماع القصة؟!
4- ما دور القصة في تنمية الطلاقة اللغوية عند أطفال ما قبل المرحلة الابتدائية؟!
 

خامساً: فرضيات الدراسة:

1- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين قصص الأطفال والطلاقة اللغوية لأطفال ما قبل المرحلة الابتدائية.
2- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين طريقة سرد القصة للأطفال وحماسهم لسماعها.
3- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أنواع القصص المقدمة للأطفال، وتنمية الطلاقة اللغوية عند الأطفال وإقبالهم عليها.
4- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين مضمون القصص المقدمة لأطفال ما قبل المرحلة الابتدائية والطلاقة اللغوية الناتجة عن هذه القصص.
 

سادساً: حدود الدراسة:

تلخصت حدود الدراسة السابقة في الحدود البحثية والزمانية والمكانية، والتي التزمت بها الدراسة واقتصرت عليها:

1-  الحدود الزمانية:

تمت الدراسة في الفصل الثاني من العام الدراسي 1431/ 1432هـ.
 

2-  الحدود المكانية:

اقتصرت الدراسة على معلمات رياض الأطفال في روضة الانطلاق بمدينة الرياض، حيث تم إجراء الدراسة عليها.
 

3-  الحدود البحثية:

1- اقتصرت الدراسة على دراسة أثر القصة على الطلاقة اللغوية عند أطفال ما قبل المرحلة الابتدائية.


2- اقتصرت الدراسة على أطفال الروضة فقط.
 

سابعاً: إجراءات الدراسة:

تلخصت إجراءات الدراسة السابقة في التالي:

1- المنهج المستخدم:

رأت الباحثة أن استخدام المنهج الوصفي هو المنهج المناسب لعمل هذه الدراسة.
 

2-  عينة الدراسة:

شملت عينة الدراسة، معلمات أطفال الروضة فقط من (3 – 6) سنوات ويتم اختيارهن بطريقة عشوائية.
 

3- أدوات الدراسة:

تم استخدام الاستبيان كأداة للدراسة.
 

4- الأساليب الإحصائية:

تم استخدام أسلوب النسب المئوية في هذه الدراسة.
 

ثامناُ: مصطلحات الدراسة:

القصة:

القصة لغة: القصة في اللغة هي الخبر، وهو القصص، وقص علي خبره يقصه قصاً وقصصاً، والقصص: الخبر المقصوص، والقصص: جمع القصة التي تكتب.

أما القصة اصطلاحاً فتعرف بأنها: عمل فني يمنح الشعور بالمتعة والبهجة، كما يتميز بالقدرة على جذب الانتباه والتشويق، وإثارة الخيال، وقد تتضمن غرضاً أخلاقياً أو لغوياً أو ترويحياً، وقد تشمل هذه الأغراض كلها أو بعضها.
 

التعريف الإجرائي للقصة:

عرفت القصة إجرائياً في هذه الدراسة بأنها: كل ما يكتب ويقال للأطفال لتسليتهم وتوجيههم وتنمية قدراتهم وإكسابهم قيم مرغوب فيها وشغل أوقات فراغهم بما هو مفيد وممتع بالنسبة لهم.


اللغة:

هي عبارة عن رموز تعبيرية نتعلم استخدامها كوسيلة للتوصيل الأفكار، فالكتابة والقراءة والإيماءات والكلام جميعها أشكال من اللغة، وهي الجهاز الرمزي الذي يقرن الصوت بالمعنى.

وتعرف اللغة إجرائياً بأنها: كل ما يعبر به الطفل من كلام أو إشارات، ويمكن تنميتها بقراءة القصص الهادفة والتبحر في الأدب بصفة عادة.
 

• الطلاقة اللغوية:

الطلاقة في اللغة: من مادة (طلق) أي فصحٌ ولسان، وطلق: ذلق، كما جاء في الحديث، أي فصيح بليغ.

وفي الاصطلاح الطلاقة اللغوية هي: قدرة المتعلم على استدعاء أكبر عدد من الأفكار أو العادات أو الجمل أو الكلمات، استجابة لموقف ما في أسرع وقت ممكن.

ويتضح أكثر من معنى للطلاقة اللغوية من خلال تجزئتها إلى أجزاء تتمثل في:

(الطلاقة الفكرية): وتعني القدرة على إنتاج أكبر عدد ممكن من الأفكار.


(الطلاقة اللفظية): وتعني القدرة على سرعة إنتاج أو توليد أكبر عدد ممكن من الألفاظ.
 

(الطلاقة الارتباطية): وتعني القدرة على سرعة إنتاج أكبر عدد من الكلمات التي تعبر عن علاقات معينة.
 

(الطلاقة التعبيرية): وتعني القدرة على صياغة أكبر عدد ممكن من الجمل والعبارات التامة ذات المعنى لتعبر عن أفكار مختلفة.


وتعرف الطلاقة اللغوية إجرائياً بأنها: كل نتاج الطفل من تعبيرات وأساليب لغوية كنتيجة تلقي هؤلاء الأطفال القصص الهادفة التي تنمي لغته قبل التحاقه بالمدرسة.
 

الدراسات السابقة:

1- الدراسة الأولى:

1- عنوان الدراسة: فاعلية نشاطات قائمة على عمليات الكتابة في تنمية مهارات كتابة القصة.

2- الباحث: خالد خاطر سعيد العبيدي – كلية التربية – جامعة أمة القرى.

3- السنة: الفصل الدراسي الثاني 1429/1430هـ.


الأهداف:

هدفت الدراسة إلى بيان مدى فاعلية نشاطات قائمة على عمليات الكتابة في تنمية مهارات كتابة القصة وتنمية اللغة التعبيرية والكتابية عند الأطفال.

منهج الدراسة وعينتها:

اتبعت الدراسة المنهج الوصفي، وتكونت عينة الدراسة من (810) معلماً منة المعلمين القائمين بتدريس الرياضيات بالمرحلة الابتدائية في المدارس الحكومية للبنين بمدينة الطائف خلال الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 1428/1429هـ.

أدوات الدراسة:

استخدمت مجموعة من الأدوات العلمية التطبيقية لتطبيق الدراسة، وهي الأدوات التالية:

1- قائمة لتحديد مهارات كتابة القصة.

2- وضع اختيار مكون من ثلاث قصص من عمل الباحث.

3- عمل دليل خاص بالمعلم، ودليل آخر خاص بالتلميذ (المتعلم).

4- إعداد اختبار مكون من ثلاث قصص مقترحة ضمن خمسة محاور (فكرة القصة، وبيئة القصة، وشخصيات القصة، وحبكة القصة، وأسلوب القصة).

نتائج الدراسة:

بعد إجراء التجربة، توصلت الدراسة إلى ظهور فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات المجموعة التجريبية، والمجموعة الضابطة في التحصيل البعدي المتعلق بالمهارات التالية: (تحديد فكرة القصة) ومهارات (تحديد بيئة القصة) وبمهارات (تحديد شخصيات القصة) وبمهارات (تحديد حبكة القصة) لصالح المجموعة التجريبية وكذلك مهارات (تحديد أسلوب القصة) ومهارات (كتابة القصة) لصالح المجموعة التجريبية.

التعقيب على الدراسة:

هدفت دراسة (العبيدي) إلى مدى فاعلية نشاطات قائمة على عمليات الكتابة في تنمية مهارات القصة وتنمية اللغة التعبيرية والكتابية عند الأطفال بشكل عام، في حين أن الدراسة السابقة هدفت إلى بيان أثر القصة على الطلاقة اللغوية عند أطفال ما قبل المرحلة الابتدائية، وهي بذلك تختلف من حيث أهداف الدراسة، كما تتفق الدراسة السابقة مع دراسة (العبيدي) في استخدام المنهج الوصفي في كلتا الدراستين.

2- الدراسة الثانية:

1- عنوان الدراسة: أثر برنامج قائم على القصة في تنمية بعض مهارات القراءة الإبداعية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية.

2- الباحث: سمير يونس صلاح.

3- السنة: 2002 م.


أهداف البحث:

يهدف البحث إلى تنمية مهارات القراءة الإبداعية لدى تلاميذ الصف الرابع الابتدائي.


أدوات البحث:

1- مقياس لقياس أربع من مهارات القراءة الإبداعية.

2- بطاقة لتقدير أداء التلاميذ في كتابة القصة، وهي مهارة التعبير عن المقروء بإنتاج إبداعي.

3- ضبط أداتي البحث وذلك بحساب صدق كل منهما وثباتها.

4- اختيار قصتين طويلتين وصياغتها في شكل موقف تربوي.

5- إجراء القياس القبلي.

6- تطبيق المواقف التربوية الثمانية القائمة على القصة.


عينة الدراسة:

تم اختيار عينة الدراسة من طلاب الصف الرابع بالمدرسة الابتدائية.


نتائج البحث:

برغم وجود فروق دلالة إحصائياً عند (0.05) بين الأدائي القبلي والبعدي في مهارة التعبير عن المقروء بإنتاج إبداعي لصالح الأداء البعدي، فإن تأثير البرنامج في تنمية هذه المهارة كان أقل من تأثيره في تنمية المهارات الأربع السابقة، ويفسر الباحث ذلك بأن تنمية مهارة كتابة القصة كانت تحتاج إلى وقت أطول من الوقت المخصص لتنفيذ البرنامج كما أن جميع المهارات السابقة تعتمد على مهارة التفكير أما مهارة كتابة القصة فهي تحتاج أيضاً لاستعدادات ومهارات أخرى ربما تتوافر لدى بعض التلاميذ دون البعض الآخر (مجلة الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس ص 82: 125).


التعقيب على الدراسة:

اختلفت الدراسة السابقة مع دراسة (يونس صلاح) والتي هدفت إلى التعرف على دور القصة على دور القصة في تنمية القيم الأخلاقية لدى الأطفال، بينما الدراسة السابقة هدفت إلى دور القصة في تنمية الطلاقة اللغوية عند أطفال ما قبل المرحلة الابتدائية، كما اختلفت أيضاً في العينة حيث استخدمت (دراسة يونس صلاح) أطفال الصف الرابع الابتدائي، أما الدراسة السابقة كانت العينة معلمات رياض الأطفال.


3- الدراسة الثالثة:

1- عنوان الدراسة: قصص أطفال دور الحضانة (أسسها، أهدافها، أنواعها، الطرق الخاصة بها).

2- الباحث: عواطف إبراهيم.

3- السنة: 2001 م.


أهداف الدراسة:

هدفت الدراسة إلى التعرف على دور القصة في تربية الأطفال في دور الحضانة.


أدوات الدراسة:

قامت الباحثة بوضع برنامج لتربية طفل ما قبل المدرسة ومن ثم طبقت هذا البرنامج.


عينة الدراسة:

أجريت الدراسة على (220) طفل موزعين على عدة مدارس من رياض الأطفال في ثلاث محافظات.


نتائج الدراسة:

أظهرت الدراسة أن القصة ذات تأثير كبير على تعليم الأطفال في دور الحضانة في مجالات عديدة من أهمها تعليمهم القيم بشكل عام والعادات والتقاليد، كما أظهرت الدراسة أن الطفل يستجيب للقصة ويحاول تقليدها بشكل كبير.


التعقيب على الدراسة:

اختلفت الدراسة السابقة مع دراسة (عواطف إبراهيم) في الأهداف، حيث هدفت دراستها إلى التعرف على أهمية القصة ومدى فاعليتها في تعليم الأطفال، أما الدراسة السابقة فكان هدفها أثر القصة في تنمية الطلاق اللغوية عند أطفال ما قبل المرحلة الابتدائية، كما اختلفت الدراسة السابقة مع دراسة (عواطف إبراهيم)، في الأداة حيت أن الدراسة السابقة استخدمت أداة الاستبيان، بينما دراسة (عواطف إبراهيم) استخدمت برنامجاً في بيان تأثير القصة على أدب الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة الابتدائية، وتتفق الدراسة السابقة مع دراسة (عواطف إبراهيم) في مجتمع الدراسة حيث طبقت أداة الدراستين في رياض الأطفال.


4- الدراسة الرابعة:

1- عنوان الدراسة: دراسة فاعلية استخدام القصة لتنمية مهارتي الطلاقة اللغوية والشكلية لأطفال المستوى الثالث برياض الأطفال.

2- الباحث: الجوهرة الجاهلي.

3- السنة: 2004م.

أهداف الدراسة:

هدفت الدراسة إلى تحديد فاعلية استخدام القصة لتنمية مهارتي الطلاقة اللغوية الشكلية لأطفال المستوى الثالث في الفئة العمرية من (5 – 6) برياض الأطفال.


أدوات الدراسة:

استخدمت المنهج التجريبي ذو صفة الاختبار القبلي والبعدي.


عينة الدراسة:

طبقت الدراسة على عينة قوامها (38) طفل وطفلة في الفئة العمرية (5- 6) سنوات، وذلك بتقسيمهم إلى مجموعتين مجموعة تجريبية وأخرى ضابطة متساويتين في العدد ومتكافئتين في المستوى الاقتصادي والاجتماعي وتم اختيار العينة بالطريقة العشوائية.


نتائج الدراسة:

أظهرت الدراسة تفوق أداء المجموعة التجريبية عن أداء المجموعة الضابطة في مهارتي الطلاقة اللفظية، مما يؤكد على أهمية الأنشطة الشكلية التي يظهر فيها تقدم الأطفال أكثر من الطلاقة اللفظية، وكذلك أهمية الأنشطة التدريبية وتأثيرها على أداء الأطفال في اكتساب مهارات الطلاقة اللفظية والشكلية.

التعقيب على الدراسة:

اتفقت الدراسة السابقة مع دراسة (الجاهلي) والتي تناولت فاعلية استخدام القصة لتنمية مهارتي الطلاقة اللفظية والشكلية لأطفال المستوى الثالث برياض الأطفال، حيث هدفت كلتا الدراستين إلى تحديد فاعلية استخدام القصة لتنمية مهارتي الطلاقة اللفظية والطلاقة اللغوية لأطفال الروضة برياض الأطفال، واختلفت الدراسة السابقة مع دراسة (الجاهلي) في المنهج المستخدم حيث استخدمت الدراسة السابقة المنهج الوصفي واستخدمت دراسة الجاهلي المنهج التجريبي.

 

5- الدراسة الخامسة:

1- عنوان الدراسة: فعالية برنامج تدريبي في تنمية المهارات اللغوية لأطفال ما قبل المدرسة الابتدائية.

2- الباحث :framer

3- السنة: 2000 م.


الأهداف:

هدف الدراسة: التعرف على أثر البرنامج التدريبي القائم على استخدام لعب الأدوار والقصص في تنمية المهارات اللغوية التعبيرية والتي تشتمل على (القدرة اشتقاق الأفعال، والطلاقة في التعبير، ومدى استجابة الأطفال لها) لدى مجموعة من أطفال الروضة.

الأدوات:

استخدمت الدراسة البرنامج المقترح من الباحث، وقد استخدم الباحث إستراتيجية لعب الأدوار والقصص وتقمص الأدوار الموجودة في القصة عند تطبيق البرنامج المقترح.

العينة:

تكونت عينة الدراسة من (23) طفلاً وطفلة تتراوح أعمارهم بين (5- 6) سنوات تم تعريض أطفال المجموعة للبرنامج المقترح القائم على لعب الأدوار الذي استمر ثلاثة أشهر.



نتائج الدراسة:

توصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية في تنمية وتطوير المهارات اللغوية التعبيرية تعزي لتطبيق البرنامج التدريبي القائم على القصص ولعب الأدوار فيها، كما أسفرت الدراسة عن نتائج عدة من أهمها أن الأنشطة المتنوعة تجعل فقرات البرنامج محببة لدى الأطفال من خلال الدمج بين القصة ولعب الأدوار، إضافة إلى استخدام أسلوب المناقشة والمحاورة لدى الأطفال.

التعقيب على الدراسة:

اتفقت الدراستان في المرحلة العمرية لمجتمع الدراسة، كما اتفقتا من حيث الأهداف، حيث هدفت الدراسة السابقة إلى أثر القصة في تنمية الطلاقة اللغوية عند أطفال ما قبل المرحلة الابتدائية، أما دراسة (framer) هدفت إلى أثر البرنامج اللغوي التعبيري في تنمية لغة الطفل، كما اختلفت الدراستان من حيث منهج الدراسة حيث أن الدراسة السابقة استخدمت المنهج الوصفي، في حين أن دراسة (framer) استخدمت إستراتيجية لعب الأدوار وتقمص الأدوار الموجودة في القصة عند تطبيق المنهج المقترح.

6- الدراسة السادسة:

عنوان الدراسة: أثر برنامج لغوي لتنمية المهارات اللغوية التعبيرية لدى أطفال الروضة.

الباحث: Teresa.

السنة: 2002 م.

أهداف الدراسة:

هدفت الدراسة إلى ما يلي:

1- التعرف على أثر وفاعلية البرنامج اللغوي المقترح لتنمية المهارات اللغوية التعبيرية كالقدرة على الطلاقة في التعبير اللغوي السليم لدى أطفال الروضة.

2- التعرف على مدى أهمية رياض الأطفال في اكتساب المهارات اللغوية والتعبيرية وأثرها على الطفل.

3- التعرف على أثر بعض المتغيرات على الدور الذي تلعبه رياض الأطفال في تنشئة أطفال ما قبل المدرسة.

 

عينة الدراسة:

تكونت عينة الدراسة الحالية بحجم (70) طفلا من أطفال الروضة موزعين على قاعتين في كل قاعة عدد (35) طفلا، وتم استبعاد الأطفال المتسرعين في الروضة بلغ عددهم ثمانية أطفال.

أداة الدراسة:

1- مجموعة من الأنشطة المتنوعة كالقصص ولعب الأدوار والأنشطة الحرة التي يقوم بها الطفل داخل الروضة – اختبار رسم الرجل (لجود انف هاريس) لحساب نسبة الذكاء.

2- البرنامج اللغوي المقترح من إعداد الباحث.

 

نتائج الدراسة:

توصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة لصالح المجموعة التجريبية تعزي لتطبيق البرنامج اللغوي المقترح.

 

التعقيب على الدراسة:

اتفقت دراسة (Teresa) من حيث الأهداف، حيث هدفت الدراسة السابقة إلى تنمية الطلاقة اللغوية لأطفال الروضة عن طريق القصة، في حين أن دراسة (Teresa) هدفت إلى تنمية اللغة التعبيرية كالطلاقة اللغوية عن طريق البرنامج اللغوي المقترح، واختلفت الدراسة السابقة عن دراسة (Teresa) في الأداة المستخدمة حيث كانت الأداة في الدراسة السابقة الاستبيان، أما دراسة (Teresa) فكانت العينة مجموعة من النشطة، والبرنامج اللغوي المقترح من قبل الباحث.

مناقشة الدراسات:

من حيث الاتفاق: اتفقت الدراسة السابقة مع دراسة (عواطف إبراهيم 2001م) من حيث الأهداف إذ هدفت دراسة عواطف إبراهيم إلى التعرف على أهمية القصة ومدى فاعلية هذا المنهج في تعليم الأطفال وبالتالي اتفقت مع الدراسة السابقة من حيث الهدف، وتتفق أيضاً الدراسة السابقة مع دراسة (عواطف إبراهيم) في مجتمع الدراسة حيث طبقت أداة الدراستين في رياض الأطفال، كما اتفقت الدراسة السابقة مع دراسة (framer2000) حيث هدفت دراسة(Framer) إلى التعرف على أثر البرنامج اللغوي التعبيري في تنمية اللغة لطفل الروضة، أما الدراسة السابقة فهدفت إلى، أثر القصة في تنمية الطلاقة اللغوية عند أطفال ما قبل المرحلة الابتدائية، وبالتالي اتفقت الدراستان من حيث الهدف، كلتا الدراستين تهدف إلى تنمية اللغة، كما واتفقت الدراسة الحالية مع دراسة(Teresa -2002) من حيث الأهداف؛حيث أن كلتا الدراستين هدفت إلى تنمية اللغة عند الأطفال، كما اتفقت الدراسة السابقة مع دراسة (الجاهلي) في الأهداف، حيث أن كلتا الدراستين هدفت إلى تنمية اللغة عند أطفال الروضة.

ومن حيث الاختلاف فقد اختلفت الدراسة السابقة مع دراسة (إبراهيم 2001) والتي بعنوان، (قصص أطفال دور الحضانة "أسسها، أهدافها، أنواعها، الطرق الخاصة بها") في الأداة حيت أن الدراسة السابقة استخدمت أداة الاستبيان، بينما دراسة (عواطف إبراهيم) استخدمت برنامجاً في بيان تأثير القصة على أدب الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة الابتدائية، كما اختلفت الدراسة السابقة مع دراسة (Teresa -2002) والتي جاءت بعنوان (برنامج تدريبي لغوي لتنمية المهارات اللغوية لدى طفل ما قبل المدرسة) إذ قام الباحث بوضع برنامج لتنمية المهارات اللغوية لطفل ما قبل المدرسة، أما الدراسة السابقة استخدمت القصة لتنمية الطلاقة اللغوية عند أطفال ما قبل المرحلة الابتدائية واختلفت أيضاً في الأداة المستخدمة في الدراسة، كما واختلفت أيضاً مع دراسة (Framer) في المنهج المستخدم في الدراسة، حيث أن الدراسة السابقة استخدمت المنهج الوصفي، في حين أن دراسة (framer) استخدمت إستراتيجية لعب الأدوار وتقمص الأدوار الموجودة في القصة عند تطبيق المنهج المقترح، واختلفت الدراسة السابقة مع دراسة (الجاهلي) في المنهج المستخدم في الدراسة، حيت استخدمت المنهج التجريبي، بينما الدراسة السابقة استخدمت المنهج الوصفي.

الإطار النظري:

نشأة قصص الأطفال وتطورها:

أ- نشأة قصص الأطفال:

تعتبر قصص الأطفال من أهم المصادر الثقافية، وذلك لما تتمتع به من قدرة على جذب انتباه القارئ الصغير، كما تمثل الجزء الأكبر من المادة الثقافية التي تقدم للطفل.

فقصص الأطفال لا تختلف في كثير من الخصائص والسمات عن قصص الكبار، ولكن نظراً لاختلاف خصائص الأطفال عن الكبار أصبحت قصص الأطفال لها قواعدها ومنهجها الخاص بها، لتتوافق مع نمو القاموس اللغوي عند الطفل، وتتلاءم مع المرحلة العمرية التي يمر بها.


وعلى الرغم من أهمية قصص الأطفال وتأثيرها، فإن الاهتمام كان منصباً على قصص الكبار، ولم يحظى الأطفال بعناية ظاهرة إلى العصر الحديث، حيث ازداد إيمان التربويين في مختلف البقاع بأهمية القصة للصغار، لما تحمله من أفكار وخيال وأسلوب ولغة. أحمد (1429: ص 122)، فالأمم السابقة لم تهتم بتسجيل أدب أطفالها.

إذاً، يمكننا القول إن قصص الأطفال وأدبهم كان موجوداً منذ العصور القديمة، ولكنها بدأت بالظهور في العصور الحديثة نظراً لاهتمام التربويين بالطفولة وإيمانهم بأهمية هذه المرحلة وإلمامهم بحاجات الأطفال وتطلعاتهم ولتتناسب مع النمو اللغوي والعقلي.

ب- تطور قصص الأطفال:

إن العناية بأدب الأطفال وقصصهم وثقافتهم يعد مؤشراً لتقدم الدول ورقيها وعاملاً في بناء مستقبلها، والقصة تأتي في المقام الأول من أدب الأطفال، لذلك وبعد أن أدركت المجتمعات أهمية القصة للطفل ودورها في الجوانب المختلفة للنمو، بدؤوا بالاهتمام بها وعكفوا على تطويرها لتتناسب مع المراحل العمرية التي يمر بها الطفل.

فبعد أن كانت القصة مجرد حكاية تلقيها الأمهات أو الجدات على أطفالهم وكان معظمها قصص خيالية، تطورت إلى مرحلة أخرى وهي مرحلة الكتابة، فبدؤوا بالكتابة على أوراق البردي.

وهذا العمل هو أول تسجيل في تاريخ البشرية لأدب الأطفال وقصصهم ولحياة الطفولة ومراحل نموها، ويرجع تاريخه إلى ثلاثة ألاف سنة قبل الميلاد مكتوباً على أوراق البردي ومصوراً على جدران المعابد والمقابر. الظهار (1424: ص 147).

ولم يقف أدب الأطفال وقصصهم عند هذا الحد، بل تعداه إلى الأدب المصور، حيث بدأت تظهر القصص التي تحتوي على الصور ليستطيع الطفل ربط الكلام المقروء بالصورة التي يراها.

وأول قصة مصورة وجدت مكتوبة للأطفال كانت في التراث العربي القديم. الظهار(1424: ص 148).

وعلى الرغم من هذا، يمكن القول بأن جميع الأمم قد عرفت أدب الأطفال لكن عن طريق الأدب الشفوي وعن طريق تبسيط رواية الكبار وجعلها تناسب سن الأطفال.

 ورغم كل هذه الجهود، إلا أن تلك القصص لم تهتم بخصائص الأطفال وسماتهم ولم تبنى على أسس الطفولة وتطلعاتها، فكانت مجرد حكايات للتسلية والترفيه معظمها من نسج الخيال ولم تراعي الناحية التربوية.

والقول الذي لا يتطرق إليه شك، بأن أول أمة اهتمت بالطفل واحتياجاته وأدبه على أسس قوية وسليمة، هي الأمة الإسلامية متمثلة في التربية والتنشئة السليمة، التي هي أساس مصدر أدب الطفل.

مفهوم القصة وأنواعها:

أ - مفهوم القصة:

القصة لغة مأخوذة من "قص الأثر" وقد ورد هذا المعنى في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿ فارتدا على آثارهما قصصا ﴾  [الكهف:64]. إسماعيل (1429: ص 117).

القصة هي: "مجموعة من الأحداث يرويها الكاتب، وهي تتناول حادثة واحدة أو حوادث عدة، تتعلق بشخصيات إنسانية مختلفة، تتباين أساليب عيشها وتصرفها في الحياة، على غرار ما تتباين حياة الناس على وجه الأرض، ويكون نصيبها في القصة متفاوتاً من حيث التأثر والتأثير". الظهار (1422: ص 139).

والقصة هي: " فن أدبي إنساني تتخذ من النثر أسلوباً لها تدور حول أحداث معينة يقوم بها أشخاص في زمان ما ومكان ما، في بناءٍ فني متكامل تهدف إلى بناء الشخصية المتكاملة ". الشيخ (1417: ص 112).

التعريف الإجرائي للقصة في نظر الباحثات: هي كل ما يكتب ويقال للأطفال لتسليتهم وتوجيههم وتنمية قدراتهم المختلفة وشغل أوقات فراغهم بما هو مفيد وممتع بالنسبة لهم.

 ب- أنواع القصة:

تتعدد أنواع القصص التي تقدم للطفل إلى درجة يصعب حصرها، وسبب هذا التعدد هو الاختلاف التي يقوم التصنيف على أساسه.

في هذه الدراسة قامت الباحثات بتصنيف القصة بناءً على مضمونها:

1- القصص الدينية:

هي أهم أنواع قصص الأطفال وأكثرها انتشاراً وتأثيراً في وجدان الطفل، وإذا أحسن كتابتها فمن الممكن أن تسهم في التنشئة الدينية للطفل وإكسابه المفاهيم الدينية الصحيحة، وهي تتناول موضوعات دينية، كالعبادات والعقائد وسير الأنبياء وقصص القرآن الكريم، والأمم السابقة، وحياة الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه، والبطولات والأخلاق وما أعده الله لعباده من ثوابٍ وعقاب.

فهي تعطيهم المثل الأعلى والقدوة الصالحة التي يقتدون بها، وترسخ في نفوسهم العقيدة والوحدانية لله تبارك وتعالى.
 

2- القصص العلمية:

هي القصص التي تدور أحداثها حول حدثٍ علمي أو تتناول اختراعاً من المخترعات العلمية وتسمى أيضاً بقصص الخيال العلمي وهي قصص رائعة تجمع بين الخيال والأدب والعلم في إطارٍ قصصي مشوق وجذاب.

ويلاحظ أن هذه القصص تنتشر بشكلٍ واسع في البلدان الصناعية المتقدمة.

وتأتي أهمية هذه القصص للأطفال لأنها تنمي خيالاتهم وقدراتهم العقلية، فإثارة الخيال وتنميته يؤدي إلى تنمية التفكير لدى الأطفال.

 
3- القصص الخيالية:

حكاية تقوم على افتراض شخصيات وأعمال خارقة لا وجود لها في الواقع، والقصص الخيالية غالباً ما يأتي أبطالها بالمعجزات.

ومن الثابت أن قصص الخيال تنمي عند الأطفال المعرفة بالكون والكائنات الطبيعية ومفرداتها، ومن ثم يتحول الأطفال بالتدريج إلى الاقتراب من الحقيقة، من خلال الانغماس بين صراع الخير والشر، كما أنها تجعل الأطفال أكثر وعياً بالعالم. أحمد (1329: ص 141).
 

4- القصص الفكاهية:

القصة الفكاهية من أحب القصص إلى نفوس الأطفال، حيث إنهم يحبون المرح والسرور، وعادةً ما يطلب الأطفال إعادتها لأنها تدخل السرور والمرح على نفوسهم.

وتكمن أهميتها لأطفالنا في ظل ما يواجهونه من ضغوطٍ في شتى جوانب الحياة، كما أنها تحبب الأطفال في القراءة وتجعلهم يقبلون عليها. إسماعيل (1429هـ: ص 155 ـ 156).
 

5- القصص التاريخية:

هي نوع من أنواع القصص تعتمد على الأحداث التاريخية والغزوات، فهي تعد تسجيلاً لحياة الإنسان وانفعالاته في إطارٍ تاريخي.

وتعتبر القصة التاريخية مهمة للطفل لأنها تعمل على تنمية الشعور بالانتماء والكرامة الوطنية وأيضاً تنمي روح البطولة والفخر عن طريق ما يقرؤونه من سير الأبطال العظام.
 

6- القصص الاجتماعية:

وهي مهمة للأطفال حيث أنهم يعيشون في مجتمع ما ويتعاملون ويتفاعلون مع هذا المجتمع، ومن الضروري أن يتعرفوا على هذا المجتمع وخصائصه ومظاهر الحياة فيه وأنواع الحرف والمهن وعاداته وتقاليده، فهي تتناول الأسرة والروابط الأسرية، والمناسبات المختلفة ومظاهر الحياة في البيئات المختلفة.


7- القصص الواقعية:

هذا النوع من القصص يناسب الأطفال في نهاية مرحلة الطفولة، لأن الأطفال يبدؤون في التحرر من خيالهم نتيجةً لزيادة وكثرة اتصالهم بالمجتمع، فيميلون إلى معرفة حقيقة الحياة المحيطة بهم والطبيعة والحيوانات والرحلات والعلوم المختلفة، ويجب أن تقدم هذه القصص بشيءٍ بسيطٍ من الخيال لتتناسب مع قدرتهم على التفكير والاستيعاب في هذه المرحلة العمرية.


أهداف القصة وأهمية قراءتها للطفل:

أ - أهداف القصة:

تتضمن القصة عدة أهداف نسعى إلى تحقيقها:

1- تنمية لغة الطفل سماعاً وتحدثاً، وقراءةً وكتابة.

2- تزويد الطفل بالمعلومات العامة والحقائق المختلفة.

3- غرس حب الوطن في نفوس الأطفال.

4- تنمية القيم الأخلاقية لديهم.

5- تنمية ثقتهم بأنفسهم عند أدائهم لأدوار القصة وسردها.

6- إدخال المتعة والسرور إلى نفوسهم.

7- تنمية حب القراءة لديهم.

8- تنمية قدرتهم على حل المشكلات والتفكير السليم.

9- التفريق بين الصواب والخطأ.
 

ب- أهمية القصة:

للقصة أهمية كبرى في حياة الطفل لما تحمله من قدرة على شد انتباه الطفل وجذبه، وتقود إلى إثارة العواطف والانفعالات لدى الطفل، إضافةً إلى إثــارتها للعمليات العقلية المعرفية كالإدراك والتخيل والتمييز.

ومن هنا يتضح أن أهمية القصة ليست ثقافية فحسب بل تشتمل كل حياة الطفل بجميع جوانبها.
 

وتكمن أهمية القصة في:

1- تعطي الطفل فرصة لتحويل الكلام المنقول إلى صور ذهنية خيالية، أي أنها تنمي خيال الطفل.

2- أنها خبرة مباشرة يتعلم الطفل من خلالها ما في الحياة من خير وشر وتمييز بين الصواب والخطأ.

3- تساعد في تقريب المفاهيم المجردة إلى ذهن الطفل من خلال الصور.

4- مصدر عام لتعلم القيم والعادات السليمة.

5- تنمي عند الطفل التذوق الفني وحب القراءة لديه وتزيد من الثروة اللغوية.

6- تساعد الطفل على النمو الاجتماعي.

7- لها دور ثقافي كبير في حياة الطفل.

8- تساعد في بناء شخصية الطفل.

9- تقدم الحلول للعديد من المشكلات التي تواجه الطفل في حياته اليومية.

10- الطفل يتفاعل مع القصة ويتوحد مع شخصياتها فمن خلال تفاعله يكتسب العديد من الخبرات والقيم والاتجاهات وتنمي الجوانب المختلفة لديه:

1- الجانب العقلي:

تعمل القصة على إكساب الطفل الكثير من المعلومات وتساعده في غرس القيم والمبادئ الخلقية السليمة التي تساهم في تربيته وتوجيهه.

إن النمو العقلي يخضع لمظاهر تطور العمليات العقلية المختلفة والتي تبدأ بالمستوى الحسي الحركي وتنتهي بالذكاء العام الذي يعتمد على نمو الجهاز العصبي وذلك من خلال:

أ- ازديـاد القدرة على التذكر والحفظ والانتباه والتخيل.

ب- توسيع الخيال والتخيل.

جـ- نمو الوظائف العقلية مثل الذكاء العام والإدراك والتذوق والابتكار.الحميد(1426: ص97).

 

2- الجانب الاجتماعي:

تحتوي القصة على اتجاهات اجتماعية، فهي تعمل على غرس القيم النبيلة عند الطفل وترسيخ القيم الفاضلة وحب الخير، فالقصة من خلال كلماتها ومضمونها تحتوي على أهداف اجتماعية تبرز للطفل القيم الحميدة وتشعره بالانتماء لمجتمعه، كما أنها تنمي العادات الإجتماعية السليمة من كرم وتعاون وحب وإيثار وتضحية وصدق ووفاء، وتكسبه مهارات التواصل مع الآخرين.
 

3- الجانب النفسي:

للقصة دور فعال وإيجابي في النمو الانفعالي للطفل، فمن خلالها ينفس الطفل عن مشاعره المكبوتة وانفعالاته الضارة، ويخفف من حدة القلق والتوتر، و بها يدخل السرور والبهجة على نفسه ويتعلم المشاركة الوجدانية.

كما أنها تنمي مشاعر العطف والحنان عند الطفل من خلال التعاطف مع الضعفاء في أحداث القصة والإحساس بمعاناتهم.


جـ- أهمية قراءة القصة للطفل:

تنبع أهمية القصة للطفل من أهداف القصة ومهمتها التربوية، وتعد قراءة القصة للطفل في سن مبكرة من العوامل المساعدة في النمو اللغوي للطفل وفي تكوين شخصيته والوصول بها إلى درجة من النمو والنضج، وتسمح للطفل أن يعيش حياته مستمتعاً بها ومتفاعلاً مع البيئة التي يعيش فيها بمدخلاتها المتعددة. أحمد (1429: ص 152).

وقد أشارت عدة دراسات إلى أن نقص خبرات القراءة المبكرة قد أدى إلى صعوبات في التعلم بصفة عامة وتعلم القراءة والكتابة بصفة خاصة بالنسبة لبعض الأطفال وقد ظهرت فروق كبيرة بين الأطفال الذين يقرأ لهم باستمرار قبل المدرسة والأطفال الذين لا يقرأ لهم، فأطفال المجموعة الأولى لا يحتاجون إلى شرح طويل للصور والنصوص وأقل عرضة للتشتت أثناء القراءة، أما أطفال المجموعة الثانية فهم أقل قدرة على فهم القصص وأكثر عرضة للتشتت أثناء القراءة، وهم يحتاجون للمساعدة كي يفهموا القصص الجديدة.

كما أن القراءة للطفل تنمي قدرته على الانتباه والتركيز وتدربه على حسن الإصغاء وتنمي لديه التذوق الفني والنقد البناء.
 
كما أنها تلعب دوراً هاماً في تنمية خيال الطفل وحل المشكلات والحوار والمناقشة بشكل هادف وبناء.

أيضاً القراءة للطفل تنمي لديه القدرة على الربط من خلال سماعه للكلام المقروء وربطه بالصورة المناسبة، كما أنها تعزز ثقته بنفسه من خلال لعبه لأدوار القصة بعد الانتهاء من سماعها فيبدأ فوراً بتمثيل ما سمعه ومعايشة أحداثها بكل واقعية.
 

د- الحاجات التي تنميها القصة:

1- حاجة الطفل إلى الحب:

يحتاج الطفل إلى أن يشعر بالحب من جميع المحيطين به سواءً كانوا أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو غيرهم، وذلك من خلال قراءة القصة للطفل فإنه يشعر بالحب والإهتمام.
 

2- الحاجة للنجاح:

وهي من الحاجات التي تشبعها القصة عند الطفل، فقد تتضمن بعض المواقف التي تصف نجاح الطفل في أداء الأعمال التي تسند إليه، أو تقوم القصة على بعض الأعمال التي يقوم بها الطفل ويحقق بها النجاح.
 

3- الحاجة إلى الإستقلال:

وذلك عندما تقوم القصة بقديم مواقف تشجع الطفل على الاستقلال و الاعتماد على النفس عند أداء الأعمال.
 

4- الحاجة إلى التقدير الإجتماعي:

عندما تقدم القصة مواقف تعبر عن احترام الآخرين للطفل وإعجابهم بتصرفاته.

.......  يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

ادب الاطفال Empty
مُساهمةموضوع: رد: ادب الاطفال   ادب الاطفال Emptyالخميس 05 يوليو 2018, 2:44 pm

....  تابع

القصة وأثرها على الطلاقة اللغوية عند أطفال ما قبل المرحلة الابتدائية
دعاء بنت نافذ البشيتي


أثر القصة ودورها في تنمية الطلاقة اللغوية عند الأطفال:

تعمل القصة على تنمية ثروة الطفل اللغوية، وتساعد على نموه اللغوي، بما تحتويه من مفردات جديدة وعبارات جيدة، قد يحفظ بعضها، كما أنها تقوٍم أسلوبه وتصحح ما لديه من أخطاء لغوية، وتؤدي إلى اتساع معجمه اللغوي وتقوي قدرته على التعبير والتحدث، فالقصة من أهم مصادر الحصول على المفردات وزيادتها فهي تعرض الطفل للكلمة مباشرة من خلال رؤيتها وسماعها ونطقها، كما أنها تصحح ما علق بذهنه من كلمات عامية وتجعله يبدلها بكلمات فصيحة تناسب حصيلته اللغوية، وكلما ازداد تعلق الطفل بالقصة وتمسكه بها كلما أصبح لديه رصيد لغوي أكبر، لأن القصة تعود الطفل على القراءة وتحببه بها فيصبح الطفل شغوفاً بالقراءة يقرأ كل ما يقع بين يديه.

 إن لغة الطفل تنمو من خلال التقليد، فإنا إذا قدمنا للطفل النماذج الجيدة من القصص فسوف يقلدها في حياته اليومية وتزداد الحصيلة اللغوية للطفل من خلال كلمات القصة وعبارات اللغة العربية وتعويده النطق السليم.


والكتاب الذي يقرؤه الطفل مصدر هام من مصادر اللغة، بالإضافة إلى المعلومات والخبرات والمتعة، وهو عالم جديد بالنسبة له، فاللغة كما هو معلوم أداة أو وسيلة تعبير واتصال وإدراك لكثير من الأشياء لهذا نرى الطفل يلتقط الكلمات الجديدة ويرددها، لذلك نرى غالبية المربين والنفسيين يعتقدون أنه من الأفضل للطفل أن نقدم في القصة المطبوعة مزيداً من الألفاظ الجديدة تفوق مستواه الفعلي، حتى يستطيع أن يثري حصيلته اللغوية وينميها. الكيلاني (1411: ص 145).


لذلك فإنه من الضروري عند كتابة قصص الأطفال أن تراعي سهولة الألفاظ، وقربها من مستواه العقلي، وليس معنى أن تفوق مستواه العقلي أن تكون صعبة لا يفهمها الطفل ولا تثري حصيلته اللغوية فيصاب بالإحباط فيحجب عن قراءة القصة.
 

فالطفل في البداية يريد ألفاظاً تحمل دلالات محسوسة يراها أو يسمعها أو يلمسها، ويصعب عليه فهم الألفاظ المجردة، فالقصة تخرج الألفاظ من صفتها المجردة إلى صفتها المحسوسة فهي تجسد الألفاظ في صورة حكايات وأحداث يفهمها الطفل فتصبح محببة إلى نفسه فتنال إعجابه ويتفاعل معها ويضيفها إلى محصوله اللغوي، فالقصة هي الحياة في شكلها اللغوي، واللغة والألفاظ في وجودها الاجتماعي.

 
لذلك فالقصة نص يضج بالمعنى بالنسبة للطفل فهي كالغذاء له الذي يمده بالمفردات والجمل التي يضيفها إلى قاموسه اللغوي فتزداد حصيلته وتتطور لغته، وبالتالي يزداد تواصله مع الآخرين ويتفاعل مع البيئة المحيطة به تفاعلاً إيجابياً يستطيع من خلاله أن يوظف تلك الكلمات والألفاظ التي اكتسبها، فتزداد ثقته بنفسه ويكبر مفهومه لذاته من خلال فهم الآخرين له وتلبية حاجاته ورغباته.
 

إن الطفل الذي يصبح صديقاً للكتب والقصص منذ نعومة أظفاره ينمي معارفه ويصقل لغته ويبرع في القراءة الصحيحة ويتمكن من تنمية مهاراتها المختلفة، فيصبح بارعاً في اللغة، ومتحدثاً ومستمعاً جيداً، فالقصة تنمي مهارتي الاستماع والتحدث عند الطفل، فيستمع الطفل للقصة وينصت إليها بكل شغفٍ واهتمام محاولة منه لفهم مضمونها والتقاط الألفاظ التي يستحسنها ليضيفها إلى محصوله اللغوي، ثم يبدأ بتركيب هذه الألفاظ والكلمات ليستخدمها في تفاعله مع الآخرين وبذلك تكون القصة قد طورت الطفل من جوانب متعددة ومهمة في حياته فنمت لغته وزادت حصيلته وتطورت مهارتي الاستماع والتحدث لديه وأصبح شغوفاً بالقراءة.

 
إن ازدياد حصيلة الطفل من الثروة اللغوية، يتناسب طردياً مع تحصيله الثقافي والعلمي ومع خبرته وإنماء الثروة اللغوية لديه. الكيلاني (1461: ص 147 ــ 148).
 

ومن المعروف أن القصة لا يقتصر دورها على تنمية اللغة عند الطفل، بل تتعدى ذلك إلى أن يصبح عند الطفل طلاقة لغوية من خلال شغفه بالقراءة وإقباله عليها، فالقصة بألفاظها السهلة وكلماتها البسيطة ومضامينها الرائعة ومخاطبتها لعقل الطفل تجعله يقبل عليها بكل شغف ويعتقد أن كل مايقع بين يديه يشبه القصة فيقرؤه بحماس، فتنمو لغته وتتطور لديه مهارات الكتابة لأنه يريد أن يوظف هذه العبارات والكلمات التي اكتسبها فيصبح كاتباً بارعاً في المستقبل.
 

لذلك يجب علينا كمربيين أن نحسن اختيار مضمون القصة أولاً، ونتحرى اختيار الألفاظ التي تناسب عقل الطفل والمرحلة العمرية التي يمر بها فمضمون القصة واللغة التي صيغت بها سواءً كانت بالفصحى أم العامية تؤثر على لغة الطفل، فمن الواضح أن اللغة العربية الفصحى إذا تم استخدامها بكثرة في قصص الأطفال فإنها تؤدي إلى أثر طيب وواضح على لغة الأطفال في اكتسابهم للغة وفي تركيبهم للعبارات والجمل فيصبح الطفل أكثر دقة وإتقاناً لمهارات اللغة، بعكس اللغة العامية أو المحلية فإنها تنمي مهارة الاستماع أكثر من تنميتها لمهارة التحدث، وهي لا تثري محصوله اللغوي ولا تزيد من مفرداته بالقدر الكافي الذي يؤهله لتكون لديه طلاقة لغوية، فالطفل العربي يعيش في ازدواجية لغوية وهي الفصحى والعامية وتختلف الآراء في معالجة هذه النقطة، ولكن أغلب الباحثين يتفقون على استخدام لغة مبسطة تجمع بين الفصحى والعامية ولا تطغى العامية عليها وإدخال المأثور الشعبي والطرائف في النص، الهرفي (1417: ص 52).
 

كما أن مضمون القصة له أثر كبير على تطوير لغة الطفل وإثرائها، فالمضمون عندما يكون قريباً من واقع الطفل محبباً إلى نفسه، جميل الصياغة بسيط الألفاظ قريب من عقله وتفكيره، فإن الطفل يعمد إلى اقتباس تلك الألفاظ وإدراجها في قاموسه اللغوي، فتصبح ضمن حصيلته اللغوية التي تنمو وتتطور شيئاً فشيئاً كلما ازداد في القراءة.
 

كما يجب أن نفهم نفسية الطفل وحاجاته ومتطلباته والطرق السليمة لإشباع تلك الحاجات لنستطيع كتابة قصص هادفة موجهة إلى الأطفال بشكلٍ جيد.


وهكذا نرى أن احتياجنا إلى قاموس لغوي للأطفال، لا يقل عن احتياجنا إلى منهج تعليمي تربوي يلبي حاجات أطفالنا الفطرية ولا يتصادم مع قيمنا الدينية وتقاليدنا وأعرافنا الإسلامية. الكيلاني (1411:ص 149).
 

كيف نختار القصة المناسبة للأطفال؟!

بعض الناس يعتقد أن القصة الجيد هي القصة التي تعجب الوالدين وبعضهم يعتقد أنها القصة التي يحبها الأطفال، والواقع أن كلا الرأيين صواب وليس بينهما تناقض، فيجب أن نلاحظ عند الشراء، ظاهر القصة ومحتواها.
 

أما القصة من حيث الظاهر فيجب أن تراعى فيها عدة مسائل هي:

1- أن يكون حجم القصة مناسب لأعمار الأطفال، من حيث عدد صفحاتها و ترتيبها وتنسيقها مع الإهتمام بإخراج القصة بالصور المناسبة للأطفال.

2- أن تكون حروف الطباعة واضحة، وحجم القصة مناسب، مع توضيح الألوان وانسجامها سواء في العناوين الرئيسية والجانبية، وكذلك تنسيق الفقرات مع مراعاة المسافات وعلامات التشكيل والترقيم والتنقيط وكذلك طول السطر.

3- ملائمة التصميم الفني للغلاف وموضوع الكتاب، وأن يلفت هذا التصميم انتباه الأطفال على أن يتضمن الغلاف، عنوان الكتاب، أسماء المؤلفين، الطبعة وتاريخها، والجهة التي أصدرته، وأن لا يتمزق الغلاف بسرعة.

4- اختيار ورق الكتاب من النوع الجيد مع الاهتمام بالتجليد والتلوين.

أما الكتاب من حيث المحتوى، فيجب ان يكون ملائم لسن الطفل من حيث:

1- أن تكون القصة بسيطة.

2- أن تلاءم القصة واقع الطفل وخبرته.

3- أن تكون ألفاظها سهلة ليستطيع الطفل حفظها بسهولة.

4- أن تتناسب مع الجو الاجتماعي للطفل.

5- تتوافق مع التعاليم الدينية والإسلامية.

6- أن تكون متسلسلة الحوادث.

7- ألا تتضمن القصة المواقف المزعجة والمخيفة.

8- أن يكون الموضوع ضمن دائرة اهتمام الطفل.

 

طريقة رواية القصة للطفل:

إن كانت رواية القصة تعتمد على السرد الشفهي، إلا أن لغة السرد أو التواصل المستخدمة هنا تتجاوز اللغة المنطوقة العادية إلى لغة خاصة لها خصوصيتها تنحصر في الفعل السردي والذي هو جوهر العملية الإبداعية لفن رواية القصة، والفعل السردي لا يكون مجرد سرد لكلمات، بل لابد في هذا الفعل أن "تكتسي الكلمات بسماتها الصوتية الكاملة"، أي لابد وأن تشمل الكلمة الشفهية هذا التنغيم أو ذاك، كأن تكون الكلمة ذات حيوية، أو مثيرة، أو هادئة، ساخطة، أو مذعنة، فمن المحال نطق كلمة شفهية دون أي تنغيم، خاصة في مجال الحكي القصصي الذي لابد فيه من التنغيم الإيقاعي، والتغاير الصوتي المصحوب بتعبيرات الوجه وحركات الجسد، مما يقوي أثر التعبير في عملية التبليغ القصصي، (حسين، 2003م-36).


ولكي تحقق لغة الرواية الهدف المرجو منها في التأثير على المستمعين، لابد وأن تمتاز بثلاث صفات أو خصائص، يحاول الراوي دائماً استخدامها وهى:

1- أن تكون اللغة وصفية:

فكلمات القصة المروية تكون بالنسبة للراوي كاللون بالنسبة للرسام قادرة على تلوين المعاني وإثارة الأحاسيس والمشاعر والانفعالات وتغيير كلمة واحدة يكسب اللغة ثراء في المعنى ويثرى من خيال المستمع، على سبيل المثال: هناك بعض الجمل التي قد تخلو من الوصفية. مثل "وسار الرجل في الطريق" عندما نروى هذه الجملة ونضيف بعض الكلمات التي تصف مشاعر هذا الرجل ونقول مثلاً: "وسار الرجل العجوز المنهك في الطريق المترب الملتهب بحرارة الجو"، فستجد أن التأثير هنا قد اختلف والصورة أصبحت أكثر وضوحاً بالنسبة للمستمع.

 
2- إضافة الحوار:
حقاً أن راوي القصة هو "راوي لقصة" ولكن حتى لا يشعر المستمع بالملل، ومن أجل الاحتفاظ بانتباه المستمع، فقد يكون من الممتع أن يسمح الراوي لنفسه بأن يحاكى الشخصيات في القصة ويعبر عن الأحداث بواسطة الحوار، فعلى سبيل المثال بدل من أن يقول "كان النقاش مرتفعاً" يكون من الأفضل لو أضاف بعض أسطر قليلة لكل شخصية، ويحيل القصة إلى مسرحية لفترة محدودة كما في بعض الأشكال الأدبية: "وانطلق صارخا " أو " أشار بعنف "، كل هذا يساعد على تحديد شخصية المتكلم.


وبالتالي يجب أن يعتمد هنا على تنويعات الصوت الذي يجسد كل شخصية ويميزها عن شخصية الراوي، فالتنوع الصوتي في الطبقة والإيقاع كل هذا قد يكون مؤثراً وجاذباً لانتباه المستمع.


3- الارتجال:

والارتجال يعنى التأليف الفوري أو اللحظي، أو التأليف غير الملتزم بالنص الأصلي، لكنه في نفس الوقت يحافظ على الخط العام للحدث وتسلسله، وأجزاء الحدث وتسلسله يشكلان الهيكل الأعظم للقصة وهى ما يجب أن يعرفه الراوي.
 

أما الارتجال فهو إضافة التفاصيل والشخصيات، والحوار التي تساعد على تكوين الصور الذهنية لدى المستمع، هذا الارتجال يعتمد على شخصية وثقافة وخبرة الراوي، وهذا ما يجعل هناك أكثر من نص يصاغ حول حدث واحد. حسين (2003، 26 – 35).
 
وهناك عدد من الأمور الهامة التي يجب أن نتبعها عند رواية القصة للطفل حتى تشد انتباهه وتستحوذ على تفكيره:

1- عدم إجبار الطفل على سماع القصة.

2- إشراك جميع الأطفال أثناء قراءة القصة.

3- التركيز على كل جزئية في القصة واستخلاص الدروس المستفادة.

4- التأكد من تركيزهم أثناء قراءة القصة وعدم شرودهم.

5- سؤال الأطفال عما استفادوه من القصة.

6- إثارة انتباه الأطفال وشدهم من خلال التغيير في نبرات الصوت.

7- اختيار مـكان مناسب ومحبب للأطفال.

8- إشراك الأطفال في اختيار القصة التي يريدون قراءتها.

9- عرض صور القصة عند قراءتها حتى يستطيعوا ربط الألفاظ بالصور.

10- تمثيل أدوار الشخصيات في القصة.

 

إجراءات الدراسة وتحليل النتائج:

أولاً: منهجية الدراسة:

أ- أهداف الدراسة:

تتلخص أهداف الدراسة الحالية في الآتي:

1- التعرف على مفهوم القصة وأنواعها.

2- التعرف على أهمية قراءة القصة لأطفال ما قبل المرحلة الابتدائية.

3- التعرف على دور أسلوب الراوي في شد انتباه الطفل وتحمسه لسماعها.

4- التعرف على أثر القصة ودورها في تنمية الطلاقة اللغوية عند أطفال ما قبل المحلة الابتدائية.

 

ب- عينة الدراسة:

تتكون عينة الدراسة من معلمات رياض الأطفال الحكومية والأهلية بمدينة الرياض، وقد تم اختيار العينة بطريقة عشوائية، وحدد حجم عينة الدراسة كحد أدنى بنحو (30) معلمة من معلمات الروضة بمدارس الرياض، حيث يتم تطبيق أداة الدراسة عليهن وهي (الاستبيان) ومن ثم تحليل النتائج وتفسيرها ومناقشتاها في ضوء فرضيات الدراسة، لقياس مدى تأثير القصة على الطلاقة اللغوية عند أطفال ما قبل المرحلة الابتدائية.

 

جـ- أداة الدراسة:

الأداة المستخدمة في هذه الدراسة هي الاستبيان، وقد تم الحصول عليها من الدراسات السابقة والمراجع العلمية التي استخدمت في كتابة وتوثيق الإطار النظري للدراسة، كانت الأداة تحتوي على أربعة محاور وهي: المحور الأول (أهمية القصة)، كان يتضمن سبعة عبارات، والمحور الثاني (أثر القصة في التربية وتنمية الجوانب المختلفة)، كان يتضمن تسعة عبارات، والمحور الثالث (دور القصة في تنمية مهارتي التحدث والاستماع عند الطفل)، كان يتضمن سبع عبارات، والمحور الرابع (أثر القصة في زيادة الطلاقة اللغوية عند أطفال ما قبل المرحلة الابتدائية)، كان يتضمن ثلاثة عشر عبارة.
 

تم التعديل على الأداة فأصبحت تتضمن أربعة محاور، المحور الأول يحتوي على ستة عبارات بعد أن تم حذف العبارة الخامسة، وتم إضافة المحور الثاني وهو (طريقة سرد القصة للطفل)، ويحتوي على سبع عبارات بعد أن تم دمج العبارة السابعة مع العبارة الثامنة فأصبحت عبارة واحدة، كما دمج المحور الثالث مع المحور الرابع وحذف العبارة السابعة من المحور الثالث، فأصبح يحتوي على تسعة عشر عبارة.

 
درجة الموافقة كانت تحتوي على (نعم – لا – أحيانا)، تم تعديلها إلى (أوافق – لا أوافق – أحياناً)، أيضاً العبارات جميعها كانت تبدأ بـ (هل) تم إزالة (هل) لتصبح عبرة وليس سؤالاً.

كما تم إضافة مقدمة للأداة وهي (الرجاء وضع إشارة صح أما درجة الموافقة التي تعبر عن رأيك في كل عبارة مما يلي).

هذه هي التعديلات التي تمت على أداة الدراسة الحالية، لتظهر بالشكل النهائي.


ثانياً: خصائص العينة:

تم اختيار عينة الدراسة الحالية وعددهم (30) معلمة من معلمات رياض الأطفال وفق عدة خصائص ومنها، تمايزهم في المستوى العلمي أو المؤهل الدراسي، وكذلك سنوات الخبرة والعمل في رياض الأطفال، وكذلك كثافة الفصول والمرحلة العمرية التي تدرسها، وكذلك الإمكانات المتاحة.

وقد تحددت حدود الدراسة وفق الحدود التالية:

الحدود المكانية: جرت الدراسة السابقة في دور رياض الأطفال بمدينة الرياض.

الحدود البشرية: معلمات رياض الأطفال بمدينة الرياض.

الحدود الزمانية: تم جمع البيانات للدراسة السابقة خلال الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي 1431 / 1432هـ.

 

ثالثاً: نتائج العينة:

بعد جمع المعلومات قامت الباحثة بتحليل النتائج باستخدام النسب المئوية وفيما يلي استعراض لتلك النتائج:



جدول رقم (1) يوضح موقف العينة من أهمية القصة.
العبـــــــــــارات
أحياناً
لا أوافق
أوافق
النسبة
التكرار
النسبة
النسبة
التكرار
النسبة
1- تعتبر القصة أحد المقومات الأساسية في حياة الطفل.
6%
2
0%
0
93%
28
2- تعتبر القصة مصدر المتعة والتسلية للطفل.
56%
17
0%
0
43%
13
3- القصة تزيد من إقبال الطفل على القراءة.
90%
27
0%
0
10%
3
4- تعمل القصة على تقديم حلول للمشكلات التي يواجهها الطفل.
60%
18
0%
0
40%
12
5- يؤثر مضمون القصة واللغة المستخدمة في إقبال الأطفال عليها.
33%
10
0%
0
66%
20
6- بإمكان الطفل أن يعبر عن مشاعره من خلال القصة.
26%
8
0%
0
73%
22

 


في العبارة الأولى تبين للباحث أن 93% من أفراد العينة أجابوا بـ (أوافق)، 6% من أفراد العينة أجابوا بـ (أحياناً)، ويدل ذلك أن معظم أفراد العينة يعتبرون أن القصة أحد المقومات الأساسية في حياة الطفل، وذلك لأهميتها ودورها البالغ في جميع الجوانب الحياتية للطفل.

في العبارة الثانية تبين أن من إجابات العينة أن القصة لا تعتبر هي المصدر الرئيسي للمتعة والتسلية للطفل حيث أن 43% أجابوا بـ (أوافق)، و56% أجابوا بـ (أحياناً)، وهذا يدل على أنه يوجد مصدر أخر يعد مصدر للمتعة والتسلية للطفل كالفيديو وأفلام الكرتون مثلاً.


أيضاً في العبارة الثالثة تبين أن القصة لا تزيد من إقبال الطفل على القراءة حيث أن 10% أجابوا بـ (أوافق)، 90% أجابوا بـ (أحياناً)، حيث كان هناك فرق كبير بين الذين أجابوا بـ (أوافق) وبين الذين أجابوا بـ (أحياناً)، وهذا يدل على أن القصة لا تزيد بشكل فعال من إقبال الطفل على القراءة، وذلك ربما لوجود مصادر أخرى تعمل على زيادة إقبال الطفل على قراءة يكون فيها جذب أكثر للطفل وشد لانتباهه.


أما في العبارة الرابعة فقد تبن أن 60% أجابوا بـ (أحياناً)، و 40% أجابوا بـ (أوافق)، حيث أنه لا يوجد فروق كبيرة بين النسبتين، ولكن الأغلبية العظمى من أفراد العينة اعتبرت أن القصة قد تعمل في بعض الأحيان على تقديم حلول للمشكلات التي يواجهها الطفل، وفي أحيان أخرى لا تقدم حلول للمشكلات التي يواجهها الطفل خصوصاً إذا كانت معقدة.


في العبارة الخامسة تبين أن معظم أفراد العينة يؤكدون على أن مضمون القصة واللغة المستخدمة فيها تؤثر على إقبال الطفل عليها، حيث أن 66% كانت أجابتهم بـ (أوافق)، و33% كانت إجابتهم بـ (أحياناً)، ويدل ذلك على أن مضمون القصة ولغتها تجعل الطفل يقبل عليها وينسجم أثناء قراءتها أو سماعها، واتضح ذلك من خلال نتائج العينة.


في العبارة السادسة اتفق معظم أفراد العينة على أن الطفل يستطيع من خلال القصة أن يعبر عن مشاعره حيث أن نسبة الذين أجابوا بـ (أوافق) كانت 73%، أما الذين أجابوا بـ (أحياناً) كانت نسبتهم 26%، ليتبين أن هناك فارق كبير بين النسبتين، وهذا يدل على أن للقصة دور كبير في التنفيس عن مشاعر الطفل، وجعله قادراً على التعبير عن مشاعره من خلال أحداثها.


من خلال النظرة العامة لإجابات العينة نلاحظ أن (لا أوافق) لم تمثل أي نسبة، بينما تراوحت إجاباتهم بين (أوافق) و (أحياناً)، وهذا يدل على أن للقصة أهمية في حياة الطفل، حيث أن نتائج هذه الدراسة تتفق مع ما توصل إليه (أحمد، 1429هـ: 127 – 128) في دراسته حول المرجع في أدب الأطفال، حيث وجد أن للقصة أهمية في حياة الطفل ولا يمكن الاستغناء عنها أو إزالتها من حياته.

..... يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

ادب الاطفال Empty
مُساهمةموضوع: رد: ادب الاطفال   ادب الاطفال Emptyالخميس 05 يوليو 2018, 2:48 pm

....  تابع

القصة وأثرها على الطلاقة اللغوية عند أطفال ما قبل المرحلة الابتدائية
دعاء بنت نافذ البشيتي

جدول رقم (2) يوضح موقف العينة من طريقة سرد القصة للطفل.
العبـــــــــــارات
أحياناً
لا أوافق
أوافق
النسبة
التكرار
النسبة
النسبة
التكرار
النسبة
1- تجبر المعلمة الطفل على سماع القصة.
6
20%
20
66%
4
13%
2- تركز المعلمة على كل جزئية في القصة ونستخلص الدروس المستفادة مع الأطفال.
24
80%
1
3%
5
16%
3- تختار المعلمة مكان مناسب ومحبب للطفل عند قراءة القصة.
28
93%
0
0%
2
6%
4- تتيح المعلمة فرصة للطفل لكي يختار القصة التي يريد قراءتها.
27
90%
0
0%
3
10%
5- تعرض المعلمة صور القصة عند قراءتها للطفل حتى يستطيع الطفل ربط الألفاظ بالصور.
17
56%
0
0%
13
43%
6- على المربي تغيير نبرات الصوت أثناء قراءة القصة.
23
76%
0
0%
7
23%
7- ينظر المربي إلى الطفل أثناء قراءة القصة.
2
6%
0
0%
28
93%

في العبارة الأولى يتضح أن هناك تفاوت بين آراء العينة حيث أن 20% أجابوا بـ (أوافق) و 66% أجابوا بـ (لا أوافق) و 13% أجابوا بـ (أحياناً)، ولكن الأغلبية العظمى اتفقت على أن الطفل لا يجبر على سماع القصة حتى لا ينفر منها، كما تبين أن بعض أفراد العينة يوافقون على إجبار الطفل على سماع القصة والبعض الآخر يرون أنه قد يجبر أحياناً وقد لا يجبر، وهذا يختلف تبعاً لاختلاف الهدف الذين نريد تحقيقه من القصة، والدروس التي نرغب في إعطائها للطفل من خلال القصة.
 
أيضاً في العبارة الثانية تبين للباحث أن هناك تفاوت في آراء العينة حيث أن 80% أجابوا بـ (أوافق) و 3% أجابوا بـ (لا أوافق) و 16% أجابوا بـ (أحياناً)، ولكن معظم العينة يرون أنه يستحب من المربي أن يركز على كل جزئية في القصة ويستخلص الدروس المستفادة، نسبة قليلة من أفراد العينة لا يتفقون مع هذه العبارة ويرون أنه لا يجب على المربي أن يركز على كل جزئية في القصة ويستخلص الدروس المستفادة منها، إما لأنهم لا يدركون الأهمية التربوية للقصة أو لاعتقادهم أن القصة تقوم بشغل وقت فراغ الطفل وتسليته، بعض أفراد العينة يرون أنه في بعض الأحيان يركز المربي على كل جزئية ويستخلص الدروس، وذلك حسبما يتطلب الموقف.
 
في العبارة الثالثة تبين للباحث أن معظم أفراد العينة يتفقون على أنه يجب على المربي أن يختار المكان المناسب والمحبب للطفل عند قراءة القصة حيث أجاب 93% بـ (أوافق) لأن اختيار المكان المناسب يؤثر على انتباه الطفل وتحمسه لسماعها بعكس إذا كان المكان غير مناسب وملائم للطفل كوجود الضوضاء والإضاءة غير جيدة أو اكتظاظ المكان عل سبيل المثال لأنه يؤدي إلى تشتيت الطفل، وأجاب 6% بـ (أحياناً) حيث يرون أن اختيار المكان المناسب والمحبب للطفل قد يكون مهم في بعض الأحيان وفي بعض المواقف.
 
العبارة الرابعة كانت نسبة الذين أجابوا بـ (أوافق) 90% ونسبة الذين أجابوا بـ (أحيانا) 10%، ويوضح ذلك، أن الأغلبية العظمى يؤكدون على ضرورة أن يتيح المربي فرصة للطفل لأن يختار القصة المحببة إلى نفسه وهذا يقوي لديه تأكيد الذات وتحمل مسؤولية اختياره.
 
في العبارة الخامسة تبين للباحث أن هناك تقارب بسيط بين أراء أفراد العينة حيث كانت نسبة الذين أجابوا بـ (أوافق) 56% ونسبة الذين أجابوا بـ (أحياناً) 43% حيث أن بعضهم يرى أهمية عرض الصور أثناء قراءة القصة إذا كانت القصة تحتوي على بعض المفاهيم المجردة، وذلك لأن الطفل في هذه المرحلة لا يعي المجردات فالصور تضفي صفة الحسية على الكلمات المجردة وبذلك يصبح استيعابه للقصة بشكل أسرع، والبعض الآخر يرى أن عرض الصور قد تكون مهماً في بعض الأحيان، ويعتمد ذلك على طبيعة القصة.
 
أما العبارة السادسة، فمعظم أفراد العينة يوافقون أن على المربي أن يغير من نبرات صوته أثناء قراءة القصة ليشعر الطفل بالأحداث وكأنها تقع، وذلك أن نسبة الذين أجابوا بـ (أوافق) 76% ونسبة الذين أجابوا بـ (أحياناً) 23%، وهذا يدل على أهمية أن يكون أسلوب المربي جيداً عند قراءة القصة للطفل.
 
في العبارة السابعة، كانت معظم إجابات العينة بـ (أحياناً) حيث تمثل نسبتهم 93%، ونسبة قليلة جداً كانت إجابتهم بـ (أوافق) حيث تمثل نسبتهم 6%، وهذا يدل على عدم أهمية النظر للطفل أثناء قراءة القصة، وهذا ما أثبتته نتائج العينة.
 
من خلال إجابات العينة نلاحظ أن معظم إجابات العينة كانت (أوافق) و (أحياناً) أما (لا أوافق) فتمثل نسبة بسيطة، حيث تتفق نتائج الدراسة في بعض العبارات إلى ما توصل إليه (أحمد، 1429هـ: 149- 151) في دراسته أدب الأطفال، حيث وجد أن القصة لا تحقق أهدافها المنشودة إلا إذا كانت الطريقة التي تنقل بها جيدة وجذابة وتقوم على التفاعل بين المرسل والمستقبل.
 
جدول رقم (3) يوضح موقف العينة من أثر القصة في تنمية الجوانب المختلفة للطفل
العبـــــــــــارات
أحياناً
لا أوافق
أوافق
النسبة
التكرار
النسبة
النسبة
التكرار
النسبة
1- تعمل القصة على تنمية المهارات المختلفة عند الطفل.
16%
5
0%
0
76%
23
2- تؤدي القصة دوراً بالغاً في صقل شخصية الطفل.
46%
14
0%
0
53%
16
3- تعمل القصة على غرس القيم والمبادئ الإيجابية في نفس الطفل.
26%
8
0%
0
73%
22
4- تسهم القصة في النمو العقلي للطفل.
20%
6
0%
0
80%
24
5- تطور القصة النمو الاجتماعي للطفل.
33%
10
0%
0
66%
20
6- تعتبر القصة خبرة مباشرة يتعلم الطفل من خلالها.
53%
16
0%
0
46%
14
7- تعتبر القصة وسيلة تربوية، ويتقبلها الطفل أكثر من أي أسلوب آخر.
13%
4
0%
0
83%
25
8- تعمل القصة على تنمية مهارة حل المشكلات عند الطفل.
20%
6
0%
0
80%
24
 
في العبارة الأولى تبين للباحث أن 76% من أفراد العينة أجابوا بـ (أوافق) و 16% أجابوا بـ (أحياناً)، حيث تبين أن هناك فرق كبير بين النسبتين، فمعظم أفراد العينة يرون أن للقصة دور مهم في تنمية المهارات المختلفة عند الطفل، كالمهارات الاجتماعية والعقلية والجسمية من خلال تمثيل القصة.
 
أما العبارة الثانية فهناك تقارب في آراء أفراد العينة حيث أجاب 53% بـ (أوافق) و 46% بـ (أحياناً)، أي أن القصة قد تعمل على صقل شخصية الطفل وهذا يتوقف على هدف المربي من القصة وتركيزه عليها باستمرار.
 
في العبارة الثالثة يتبين من إجابات العينة أن هناك اتفاق على أن القصة تعمل على غرس القيم والمبادئ في نفس الطفل، ويتوقف ذلك على طبيعة القصة وموضوعها والمبادئ التي تحتويها، حيث أجاب 73% بـ (أوافق) و 26% بـ (أحياناً)، فهناك فرق كبير بين النسبتين يوضح دور القصة في غرس القيم في نفوس الأطفال، وهذا ما أثبتته نتائج العينة.
 
في العبارة الرابعة كانت نسبة الذين أجابوا بـ (أوافق) 80%، ونسبة الذين أجابوا بـ (أحياناً) 20%، ويتبين أن هناك فارق كبير جداً بين النسبتين، ويرجع السبب في ذلك إلى أن معظم أفراد العينة يؤمنون بأن القصة تسهم في النمو العقلي عند الطفل، من حيث تنمية التخيل والتركيز والربط والتذكر وكل هذه مهارات عقلية تقوم القصة بتنميتها.
 
أما العبارة الخامسة فنسبة الذين أجابوا بـ (أوافق) 66%، ونسبة الذين أجابوا بـ (أحياناً) 33%، فالأغلبية من أفراد العينة يوافقون على أن القصة تسهم في النمو الاجتماعي للطفل، حيث أنه من خلالها يتعرف على عادات المجتمع وتقاليده وقيمه واتجاهاته وما هو الدور مطلوب منه.
 
العبارة السادسة يتبين للباحثات أن نسبة الذين أجابوا بـ (أوافق) 46%، ونسبة الذين أجابوا بـ (أحياناً) 53%، لا يوجد فارق كبير بين النسبتين، ولكن نسبة الذين أجابوا بـ (أحياناً) كانت أكثر بقليل من نسبة الذين أجابوا بـ (أوافق)، فهم يرون أن القصة قد تكون خبرة مباشرة يتعلم الطفل من خلالها إذا كانت تحاكي واقع الطفل الذي يعيش فيه ومستنبطة من الأحداث التي يمر بها.
 
أما العبارة السابعة كانت نسبة الذين أجابوا بـ (أوافق) 83%، ونسبة الذين أجابوا بـ (أحياناً) 13%، ويدل ذلك على أن القصة من أكثر الوسائل التربوية التي يتقبلها الطفل من أي أسلوب آخر، وذلك لبساطة أسلوبها وسهولة عباراتها، وهذا ما أثبتته نتائج العينة.
 
في العبارة الثامنة يتفق معظم أفراد العينة على أن القصة تساعد الطفل على تنمي مهارة حل المشكلات لديه، وذلك لأن القصة تدور حول مشكلة ثم يأتي حلها، وبذلك يتعلم الطفل أن لكل مشكلة حل، فيبدأ بالبحث عن حلول للمشاكل التي تواجهه في حياته، حيث أن 80% من أفراد العينة أجابوا بـ (أوافق)، و 20% أجابوا بـ (أحياناً)، فالنسبة الأكبر اتفقوا مع هذه العبارة.
 
نلاحظ أن جميع الإجابات كانت تمثل نسبة (أوافق) و (أحياناً)، أما (لا أوافق) فلم تمثل أي نسبة حيث كانت 0%، وهذا يدل على أن القصة لها آثار تربوية كبيرة، وتسهم بشكل فعال في تنمية الجوانب المختلفة عند الطفل، حيث أن نتائج الدراسة تتفق مع ما توصلت إليه (عبد الحميد، 1426هـ: من 39 – 89)، في دراستها أدب الأطفال في المرحلة الابتدائية، حيث وجد أن القصة تعمل على تنمية الجوانب المختلفة عند الطفل، وتكوين اتجاهات واضحة وقيم متعددة، وإكسابه مهارة حل المشكلات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

ادب الاطفال Empty
مُساهمةموضوع: رد: ادب الاطفال   ادب الاطفال Emptyالخميس 05 يوليو 2018, 2:54 pm

جدول رقم (4) يوضح موقف العينة من أثر القصة في زيادة الطلاقة اللغوية عند الأطفال.
العبـــــــــــارات
أحياناً
لا أوافق
أوافق
النسبة
التكرار
النسبة
النسبة
التكرار
النسبة
1- تسهم القصة في النمو اللغوي عند الطفل.
16%
5
0%
16%
5
0%
2- تؤدي القصة إلى زيادة الثروة اللغوية عند الطفل.
20%
6
0%
20%
6
0%
3- يستخدم الأطفال بعض ألفاظ القصة في تفاعلهم مع بعضهم.
13%
4
0%
13%
4
0%
4- تسهم القصة في صقل مهارة القراءة عند الطفل.
16%
5
0%
16%
5
0%
5- توجد فروق من الناحية اللغوي لدى الأطفال الذين تقرأ لهم القصص والأطفال الذين لا تقرأ لهم القصص.
56%
17
0%
56%
17
0%
6- تؤدي القصة دور كبير في تطوير مهارات الكتابة عند الأطفال.

53%
16

53%
16
7- تساعد القصة الأطفال في فهم الكلمات المجردة وتحويلها إلى صفتها المحسوسة.

46%
14

46%
14
8- للقصة دور في أن تجعل الطفل متحدثاً جيداً مع الآخرين

13%
4

13%
4
9- للقصة أثر بارز في تصحيح لغة الطفل والأخطاء اللغوية التي يقع فيها.
16%
5
0%
16%
5
0%
10- تعتبر القصة مصدر لغوي هام بالنسبة للطفل.
63%
19
0%
63%
19
0%
11- قصص الأطفال تتلاءم مع واقعهم بشكلها اللغوي.
26%
8
0%
26%
8
0%
12- استخدام اللغة العربية الفصحى في القصة يسهم في زيادة الحصيلة اللغوية للطفل.
43%
13
0%
43%
13
0%
13- استخدام اللغة العامية في القصة ينمي مهارتي التحدث والاستماع أكثر من تنمية اللغة عند الطفل.
40%
12
0%
40%
12
0%
14- يستمتع الأطفال بسماع القصة.
30%
9
0%
30%
9
0%
15- يتساءل الأطفال عما تم قراءته.
10%
3
0%
10%
3
0%
16- يجيب الأطفال على الأسئلة التي تلي القصة.
3%
1
0%
3%
1
0%
17- يعبر الأطفال عن مشاعرهم تجاه القصة.
13%
4
0%
13%
4
0%
18- يروي الأطفال قصص من تأليفهم.
63%
11
0%
63%
11
0%
19- قراءة القصة للطفل يؤدي في نهاية المطاف إلى الطلاقة اللغوية والنبوغ في اللغة وعلومها.
60%
18
3%
60%
18
3%
 
في العبارة الأولى والثانية كانت نسبة الذين أجابوا بـ (أوافق) متقاربة جداً، حيث كانت في الأولى 83%، وفي الثانية 80%، كما أن هناك تقارب أيضاً في نسبة الذين أجابوا بـ (أحياناً)، حيث كانت في الأولى 16% وفي الثانية 20%، حيث أن معظم أفراد العينة يتفقون على أن القصة تسهم في النمو اللغوي عند الأطفال، ذلك لما تحتويه من مفردات وعبارات جديدة يكتسبها الطفل فيتطور النمو اللغوي لديه وبالتالي تزداد لديه الثروة اللغوية ويصبح لديه محصول لغوي جيد زاخر بالمفردات، وهذا ما أثبتته نتائج العينة في العبارتين.
 
أما العبارة الثالثة فقد اتفق معظم أفراد العينة على أن الأطفال يستخدمون عبارات القصة في تفاعلهم مع بعضهم وذلك لسهولة ألفاظها وقدرتهم على فهماها وتوظيفها في حياتهم، حيث كانت نسبة الذين أجابوا بـ (أوافق) 93%، ونسبة الذين أجابوا بـ (أحياناً) 13%، حيث يتبين أن هناك فارق كبير بين النسبتين، وهذا ما يؤكد على أهمية استخدام العبارات المناسبة لسن الطفل في القصة.
 
في العبارة الرابعة 83% أجابوا بـ (أوافق) و 16% أجابوا بـ (حياناً)، وإجابة العينة تدل بالفعل على أن القصة تسهم في صقل مهارة القراءة عند الطفل، لأن الطفل من خلال القصة يطلع على الكلمات ويتعرف عليها فتصبح مألوفة لديه بالإضافة إلى ما تزوده به من مفردات جديدة.
 
والعبارة الخامسة لم يكن هناك فرق كبير بين النسبتين، لكن معظم أفراد العينة كانوا يرون أنه قد توجد فروق وقد لا توجد، حيث أن نسبة الذين أجابوا بـ (أوافق) 43%، ونسبة الذين أجابوا بـ (أحياناً) 53%، وقد يرجع السبب إلى أنه يوجد أطفال لا تقرأ لهم القصص ولديهم محصول لغوي جيد وذلك بسبب اعتمادهم على مصادر أخرى من أدب الطفل.
 
أيضاً في العبارة السادسة النسبة الأكثر من أفراد العينة يرون أن القصة أحياناً تؤدي إلى تنمية مهارة الكتابة عند الطفل وأحياناً لا تؤدي حيث أجاب 46% بـ (أوافق) و 53% بـ (أحياناً)، ويتبين أن هناك فرق بسيط، لكن الأرجح عند أفراد العينة أنها قد تنمي تلك المهارة وقد لا تنميها، لأن القصة تعتمد في مجملها على القراءة أي تنمية مهارة الاستماع.
 
في العبارة السابعة 53% أجابوا بـ (أوافق) و46% بـ (أحيانا)، النسب يوجد بينها تقارب، ولكن النسبة الأكثر بقليل هي الذين أجابوا بـ (أوافق)، فهم يرون أن القصة تساعد الطفل في فهم الكلمات المجردة وتحويلها إلى صفة محسوسة لأن الكلمات تكون في أحداث و هذه الأحداث ممتدة من حياة الطفل.
 
أما في العبارة الثامنة فمعظم أفراد العينة يؤكدون على دور القصة البالغ في جعل الطفل متحدثاً جيداً لأنها تمده بالمفردات وتزيد من حصيلته اللغوية وبذلك يصبح قادراً على تركيب العبارات وقادر على التحدث والتواصل مع الآخرين، حيث أجاب 96% من أفراد العينة بـ (أوافق) و 13% بـ (أحيانا)، ويتضح أن هناك فرق كبير جداً بين النسبتين وهذا ما أثبتته نتائج العينة.
 
العبارة التاسعة تبين للباحثات أن نسبة 83% من أفراد العينة أجابوا بـ (أوافق) و16% أجابوا بـ (أحياناً)، حيث أن معظم أفراد العينة يتفقون مع هذه العبارة، ويرون أن القصة تعمل بشكل كبير في
 
تصحيح لغة الطفل والأخطاء اللغوية التي يقع بها، لأن الطفل يسمع الكلمات بالنطق الصحيح فيتحسن لديه النطق، وهذا يتوقف على اللغة التي كتبت بها القصة.
 
العبارة العاشرة 36% أجابوا بـ (أوافق)، و63% أجابوا بـ (أحياناً)، فهناك فارق كبير بين النسبتين، حيث أن معظم أفراد العينة أجابوا بـ (أحياناً)، فهم يرون أن القصة ليس هي المصدر الرئيسي الذي يستقي الطفل منه لغته، وذلك إما لوجود مصادر أخرى يرون أنها أهم وأكثر ثراءً من القصة، أو بسبب تعدد مصادر أدب الطفل الذي له دور كبير في ثراء لغته، وهذا التحليل كان بناءً على نتائج العينة.
 
العبارة الحادية عشر أظهرت نتائج العينة أن النسبة الأكبر توافق على أن القصة تتلاءم مع واقع الطفل بشكلها اللغوي، وذلك لأنها تقوم بتمثيل أحداث من واقع الطفل ومهمة له على شكل لغة منطوقة وعبارات مسموعة، حيث أجاب 73% من أفراد العينة بـ (أوافق)، و26% بـ (أحياناً).
 
العبارة الثانية والثالثة عشر معظم أفراد العينة كانت إجابتهم تتفق مع العبارتين، حيث أنهم يرون أن استخدام اللغة العربية الفصحى في القصة يؤدي إلى زيادة الحصيلة اللغوية عند الطفل، واستخدام اللغة العامية يؤدي إلى تنمية مهارة الاستماع لديه، وهذا ما أثبتته نتائج العينة، حيث أجاب 56% بـ (أوافق)، و43% بـ (أحياناً) في العبارة الثانية عشر، وأجاب 60% بـ (أوافق)، و 40% بـ (أحياناً) في العبارة الثالثة عشر، حيث أن النتائج تؤكد صحة العبارتين.
 
العبارة الرابعة عشر يتبين من نتائج العينة أن الأطفال فعلاً يستمتعون بسماع القصة، حيث أن نسبة الذين أجابوا بـ (أوافق) 70%، ونسبة الذين أجابوا بـ (أحياناً) 30%، فهناك فارق كبير بين النسبتين، فمعظم أفراد العينة يتفقون مع العبارة وهذا ما يؤكد صحة هذه العبارة.
 
أما العبارة الخامسة عشر 96% أجابوا بـ (أوافق)، و10% أجابوا بـ (أحياناً) حيث يتبين أن هناك فارق كبير جداً بين النسبتين وهذا ما يؤكد صحة العبارة بأن الأطفال يتساءلون عما تم قراءته، وذلك لتتضح فكرة غامضة لهم أو معاني مفردات، أو استنباط دروس معينة.
 
العبارة السادسة عشر كانت نسبة الذين أجابوا بـ (أوافق) 90%، ونسبة الذين أجابوا بـ (أحياناً) 6%، ويدل ذلك على أن معظم أفراد العينة يتفقون على أن الأطفال يجيبون على الأسئلة التي تلي القصة وهذا يتوقف على نوعية القصة، هل تشد انتباه الطفل؟ أو هل هي من المواضيع التي تهم الطفل ويحب السماع عنها؟ أيضاً يتوقف على أسلوب سرد المربي للقصة، فهذا كله يؤثر على انتباه الأطفال وبالتالي الإجابة على الأسئلة التي تلي القصة.
 
العبارة السابعة عشر أجاب 86% من أفراد العينة بـ (أوافق) و 13% بـ (أحياناً)، فكانت معظم الإجابات تتفق مع العبارة في أن الأطفال يعبرون عن مشاعرهم تجاه القصة، وذلك بسبب الفرق الكبير بين النسبتين.
 
العبارة الثامنة عشر أفراد العينة يرون أن الأطفال قد يروون قصص من تأليف وقد لا يروون، وذلك لأن نسبة الذين أجابوا بـ (أوافق) 36% ونسبة الذين أجابوا بـ (أحياناً) 63%، فكانت هي النسبة الأكبر.
 
العبارة التاسعة عشر كان هناك تباين في آراء أفراد العينة، حيث كانت نسبة الذين أجابوا بـ (أوافق) 36%، ونسبة الذين أجابوا بـ (لا أوافق) 3%، وهي نسبة قليلة جداً، وكانت نسبة الذين أجابوا بـ (أحياناً) 60%، حيث مثلت النسبة الأكثر من آراء أفراد العينة، فهم يرون أنها قد تؤدي إلى الطلاقة اللغوية وقد لا تؤدي، لأن القصة ليست هي الوحيد في عالم أدب الطفل، فهناك مصادر ثقافية أخرى تكسبه الطلاقة اللغوية بجانب القصة التي لا ينكر دورها، وهذا ما تبين من وجهة نظر العينة من خلال إجاباتهم.
 
وتتفق نتائج هذه الدراسة في بعض العبارات مع ما توصلت إليه عدة دراسات منها دراسة أدب الأطفال في ضوء الإسلام (الكيلاني، 1411هـ: 145)، أيضاً أدب الأطفال (الهرفي، 1417هـ:52)، حيث وجد أن الأطفال يكون لديهم ميل نحو القصص والأدب بشكل عام، ويكون النمو اللغوي لديه أسرع من غيرهم، حيث يستطيع الطفل أن يحفظ بعض الكلمات الملائمة لعمره قبل أن يتعلم القراءة والكتابة، ومع تكرار وإعادة سرد القصة يحفظ الطفل العديد من الكلمات ويتعود النطق السليم.
 
رابعاً: مناقشة النتائج في ضوء فرضيات الدراسة:
بعد أن قامت الباحثات بتحليل نتائج العينة والتعقيب على آرائهم، قامت الباحثات بمناقشة فرضيات الدراسة في ضوء نتائج العينة وبناءً على آرائهم التي أدلوا بها.
 
الفرضية الأولى:
ظهر من النتائج عدم صحة الفرضية القائلة: توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين قصص الأطفال والطلاقة اللغوية لأطفال ما قبل المرحلة الابتدائية، حيث ظهر أن النسبة الأكبر من أفراد العينة يرون أن القصة أحياناً تؤدي إلى الطلاقة اللغوية وليس دائماً، وبالتالي لم يتحقق هدف هذه الدراسة.
 
الفرضية الثانية:
ظهر من النتائج صحة الفرضية القائلة: توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين طريقة سرد القصة للأطفال وحماسهم لسماعها، حيث أن نسبة الذي أجابوا بـ (أوافق) كانت أكثر من نسبة الذين أجابوا بـ (أحياناً)، وبالتالي تحقق هدف هذه الدراسة.
 
الفرضية الثالثة:
ظهر من النتائج صحة الفرضية القائلة: توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أنواع القصص المقدمة للأطفال، وتنمية الطلاقة اللغوية عند الطفل وإقباله عليها، حيث وجد أن هناك نسبة كبيرة من أفراد العينة اتفقوا على ذلك وقد تبين من خلال آرائهم.
 
الفرضية الرابعة:
ظهر من النتائج صحة الفرضية القائلة: توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين مضمون القصص المقدمة لأطفال ما قبل المرحلة الابتدائية والطلاقة اللغوية الناتجة عن هذه القصص، حيث ظهر أن معظم أفراد العينة يتفقون على أن مضمون القصة يؤثر على اللغة عند الأطفال، من حيث الفصحى أو العامية.
ملخص الدراسة:
1- عنوان الدراسة:
القصة وأثرها في تنميه الطلاقة اللغوية عند أطفال ما قبل المرحلة الابتدائية.

2- أهداف الدراسة:
1-التعرف على مفهوم القصة وأنواعها.
2-التعرف على أهمية قراءة القصة للطفل.
3-التعرف على دور أسلوب الراوي في شد انتباه الطفل وتحمسه لسماعها.
4-التعرف على أثر القصة ودورها في تنمية الطلاقة اللغوية عند أطفال ما قبل المرحلة الابتدائية.

3- عينه الدراسة:
شملت عينه الدراسة السابقة معلمات رياض الأطفال في مدينه الرياض بالمملكة العربية السعودية.


4- أدوات الدراسة:
استخدمت في الدراسة السابقة أداة (الاستبيان).


5- أهم نتائج الدراسة:
أظهرت نتائج الدراسة، أن القصة لا تؤثر بشكل كبير على الطلاقة اللغوية عند أطفال ما قبل المرحلة الابتدائية ولا تعمل على زيادتها بالشكل المطلوب، كما أظهرت أن طريقة رواية القصة للأطفال وأسلوب الراوي يؤثر على حماسهم لسماعها ويجعلهم أكثر انتباهاً لها وتفاعلاً معها، وأظهرت نتائج الدراسة، أن أنواع القصص المقدمة للأطفال من حيث كونها دينية أم اجتماعية أم تاريخية أو غيرها تؤثر على لغة الطفل واكتسابه للمفردات حيث أن لكل نوع مفرداته الخاصة به وبذلك يصبح تنوع في المفردات التي يكتسبها الطفل، وأظهرت النتائج أيضاً، أن مضمون القصة ولغتها، الفصحى كانت أم العامية (المحلية)، تؤثر على لغة الطفل واكتسابه الصحيح ونطقه السليم للمفردات، فمضمون القصة ولغتها إما أن تعمل على تصحيح الأخطاء اللغوية عند الطفل وإما أن تترك هذه الأخطاء بلا تصحيح.


5- التوصيات:
في ضوء نتائج الدراسة توصلت الباحثات إلى التوصيات التالية:
1- الاهتمام بالقصة أكثر وتضمينها في مناهج رياض الأطفال لتؤدي بالأطفال إلى الطلاقة اللغوية.
2- إقامة دورات وورش عمل لتدريب معلمات رياض الأطفال على فن رواية القصة.
3- الاهتمام الكبير باللغة العربية الفصحى البسيطة التي يستطيع الطفل أن يفهمها في قصص الأطفال خصوصاً في هذه المرحلة.
4- التنويع في القصص التي تقرأ للأطفال، ليصبح لديه تنوع في المفردات.
5- الاهتمام بكل ما يؤدي إلى الطلاقة اللغوية عند الأطفال، والحرص على تنميتها.

6- المقترحات:
هناك عدد من البحوث التي تقترحها الباحثات في هذا المجال:
1- فاعلية استخدام القصة في توصيل المفاهيم المجردة لأطفال ما قبل المرحلة الابتدائية.
2- أثر القصة على النمو العقلي لأطفال ما قبل المرحلة الابتدائية.
3- تقديم الدروس للأطفال بشكل قصة وأثرها في فاعلية التعلم.
4- أثر استخدام اللغة العربية الفصحى في إكساب الأطفال الطلاقة اللغوية.
 
قائمة المراجع والمصادر:
1- الحميد، هبة، أدب الطفل في المرحلة الابتدائية. (دار الصفاء للنشر والتوزيع، عمان، 1426هـ).
2- أحمد، سمير، أدب الأطفال قراءات نظرية ونماذج تطبيقية. (دار الميسرة للنشر والتوزيع والطباعة، عمان، 1429هـ).
3- الهرفي، محمد، أدب الأطفال دراسة نظرية وتطبيقية. (دار المعالم الثقافية، الأحساء، 1417هـ)،
4- الظهار، نجاح، أدب الطفل من منظور إسلامي. (دار الحميدي، المملكة العربية السعودية، 1424هـ).
5- الشيخ، محمد، أدب الأطفال وبناء الشخصية. (دار القلم، الإمارات العربية المتحدة،1417هـ).
6- إسماعيل، محمود، المرجع في أدب الأطفال. (دار الفكر العربي، القاهرة، 1429هـ).
7- النواسة، عبير، أدب الأطفال في الأردن الشكل والمضمون. (دار اليازوني للنشر والتوزيع، 2004 م).
8- الكيلاني، نجيب، أدب الطفل في الإسلام. (مؤسسة الرسالة، بيروت، 1411هـ).
9- حسين، كمال الدين، فن رواية القصة. (جامعة القاهرة، كلية رياض الأطفال، 2003 م).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

ادب الاطفال Empty
مُساهمةموضوع: رد: ادب الاطفال   ادب الاطفال Emptyالخميس 05 يوليو 2018, 2:56 pm

الاستبيان:
الرجاء وضع إشارة (صح) أمام درجة الموافقة التي تعبر عن رأيك في كل عبارة مما يلي:
1-  أهمية القصة:
العبـــــــــــارات
أحياناً
أوافق
لا أوافق
أحياناً
1- تعتبر القصة أحد المقومات الأساسية في حياة الطفل.
   
2- تعتبر القصة مصدر المتعة والتسلية للطفل.
   
3- القصة تزيد من إقبال الطفل على القراءة.
   
4- تعمل القصة على تقديم حلول للمشكلات التي يواجهها الطفل.
   
5- يؤثر مضمون القصة واللغة المستخدمة في إقبال الأطفال عليها.
   
6- بإمكان الطفل أن يعبر عن مشاعره من خلال القصة.
   

 

2- طريقة سرد القصة للطفل:
العبـــــــــــارات
أحياناً
أوافق
لا أوافق
أحياناً
1- تجبر المعلمة الطفل على سماع القصة.
   
2- تركز المعلمة على كل جزئية في القصة ونستخلص الدروس المستفادة مع الأطفال.
   
3- تختار المعلمة مكان مناسب ومحبب للطفل عند قراءة القصة.
   
4- تتيح المعلمة فرصة للطفل لكي يختار القصة التي يريد قراءتها.
   
5- تعرض المعلمة صور القصة عند قراءتها للطفل حتى يستطيع الطفل ربط الألفاظ بالصور.
   
6- على المربي تغيير نبرات الصوت أثناء قراءة القصة.
   
7- ينظر المربي إلى الطفل أثناء قراءة القصة.
   

 

3- أثر القصة في تنمية الجوانب المختلفة للطفل:

العبـــــــــــارات
أحياناً
أوافق
لا أوافق
أحياناً
1- تعمل القصة على تنمية المهارات المختلفة عند الطفل.
   
2- تؤدي القصة دوراً بالغاً في صقل شخصية الطفل.
   
3- تعمل القصة على غرس القيم والمبادئ الإيجابية في نفس الطفل.
   
4- تسهم القصة في النمو العقلي للطفل.
   
5- تطور القصة النمو الاجتماعي للطفل.
   
6- تعتبر القصة خبرة مباشرة يتعلم الطفل من خلالها.
   
7- تعتبر القصة وسيلة تربوية، ويتقبلها الطفل أكثر من أي أسلوب آخر.
   
9- تعمل القصة على تنمية مهارة حل المشكلات عند الطفل.
   

 

4- أثر القصة في زيادة الطلاقة اللغوية عند الأطفال:

العبـــــــــــارات
أحياناً
أوافق
لا أوافق
أحياناً
1- تسهم القصة في النمو اللغوي عند الطفل.
   
2- تؤدي القصة إلى زيادة الثروة اللغوية عند الطفل.
   
3- يستخدم الأطفال بعض ألفاظ القصة في تفاعلهم مع بعضهم.
   
5- تسهم القصة في صقل مهارة القراءة عند الطفل.
   
6- توجد فروق من الناحية اللغوي لدى الأطفال الذين تقرأ لهم القصص والأطفال الذين لا تقرأ لهم القصص.
   
7- تؤدي القصة دور كبير في تطوير مهارات الكتابة عند الأطفال.
   
8- تساعد القصة الأطفال في فهم الكلمات المجردة وتحويلها إلى صفتها المحسوسة.
   
9- للقصة دور في أن تجعل الطفل متحدثاً جيداً مع الآخرين.
   
10- للقصة أثر بارز في تصحيح لغة الطفل والأخطاء اللغوية التي يقع فيها.
   
11- تعتبر القصة مصدر لغوي هام بالنسبة للطفل.
   
12- قصص الأطفال تتلاءم مع واقعهم بشكلها اللغوي.
   
14- استخدام اللغة العربية الفصحى في القصة يسهم في زيادة الحصيلة اللغوية للطفل.
   
15- استخدام اللغة العامية في القصة ينمي مهارتي التحدث والاستماع أكثر من تنمية اللغة عند الطفل.
   
16- يستمتع الأطفال بسماع القصة.
   
17- يتساءل الأطفال عما تم قراءته.
   
18- يجيب الأطفال على الأسئلة التي تلي القصة.
   
19- يعبر الأطفال عن مشاعرهم تجاه القصة.
   
20- يروي الأطفال قصص من تأليفهم.
   
21- قراءة القصة للطفل يؤدي في نهاية المطاف إلى الطلاقة اللغوية والنبوغ في اللغة وعلومها.
   
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

ادب الاطفال Empty
مُساهمةموضوع: رد: ادب الاطفال   ادب الاطفال Emptyالخميس 05 يوليو 2018, 2:58 pm

القصة وأثرها في بناء شخصية أولادنا
خليصة بنت معطى الله فارس





القصة حكاية على شكل أشخاص وأحداث تتحرك، وهي إما حقيقية، أو رمزية من نسج الخيال.

 

هذه الوسيلة من أهم الوسائل التوجيهية في حياة الإنسان، والنفس الإنسانية تميل إلى سماع القصة؛ لعدة أسباب:

♦️ في القصة انفعال النفس بالمواقف حين يتخيل الإنسان نفسه داخل الحوادث.

♦️ المشاركة الوجدانية لأشخاص القصة، وما يثير ذلك في النفس من مشاعر وأحاسيس.

♦️ ثم إن النفوس تأنس بالاقتداء: (الكلام النظري إذا دعِّم بقصة، أَحبَّه الولد وسهل عليه...).

 

الطفل والقصة:

القصة من أهم الوسائل التربوية في حياة الطفل، تلعب دورًا كبيرًا في شد انتباه الطفل ويقظته الفكرية والعقلية، وتحتل المركز الأول في الأساليب الفكرية المؤثرة في عقل الطفل؛ لِما لها من متعة ولذة، واعتبِر ذلك في القصة التي تقصها للصبي الصغير، تجده مشتاقًا إليها، منتبهًا معها، وتمر عليها الأيام الطوال، فيعيدها لك بأحداثها ونبراتها، وطريقة ذكرها.

 

القصص في القرآن:

ولذلك ورد في القرآن الكريم منها الشيء الكثير؛ لأنه وسيلة إلى هداية النفس وانقيادها إلى الحق والعدل والفلاح والهدى؛ قال الله تعالى: ﴿ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 176]، قال الإمام عبدالرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله -[1]: ﴿ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 176] في ضربِ الأمثال، وفي العِبَر والآيات، فإذا تفكَّروا علِموا، وإذا علِموا عمِلوا".

 

وقال سبحانه وتعالى: ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [يوسف: 3]، وسلك النبيُّ صل الله عليه وسلم هذا المنهج؛ فكان يقص للصحابة الكثير من المواقف والأحداث الماضية، بقَصْد توجيههم وبناء شخصيتهم بهذه الوسيلة.

 

الأسرة والقصة:

القصة لا تنقطع في الأُسرة في جميع مراحل العمر، غير أنها تختلف في الأسلوب والقوة والنوع، والأسرة الناجحة تنتقي قصصها جيدًا، سواء القصة المكتوبة أو المشاهَدة، مع توضيح الأهداف والقِيَم التي يريدون ترسيخها في الطفل، وترجمة ذلك إلى أساليبَ تربويةٍ مناسبة لسن الطفل.

 

ماذا نقص لأطفالنا؟

نحن في عصر كثُرت فيه الأهواء، واختلطت فيه الرايات، فيجب أن تكون قصصنا وحكاياتنا للأطفال تدل على كمال الرفعة والبطولة والتميز؛ ربانية الهدف، إيمانية الإيحاء، تخدم في الطفل العقيدةَ الصحيحة، والخُلق النبيل، والشخصية الإسلامية المتميزة؛ ولذلك فإننا نحكي لأطفالنا ما يقوِّم فيهم تلك الصفات والكمالات:

1- القصص من القرآن الكريم:

قال سبحانه وتعالى: ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [يوسف: 3]، وإذا تأملتَ في قصص القرآن الكريم وجدتها أحسن القصص؛ فهناك قصة آدم عليه السلام وما كان بينه وبين إبليس والملائكة، هناك قصة نوح عليه السلام وما كان من أمره مع قومه وولده، وهناك قصة إبراهيم مع زوجته سارة وهاجر، ومع قومه في مواقف كثيرة، هناك قصة ابنتي شعيب للفتاة المسلمة، هناك قصة ابني آدم للإخوة، قصة الأسباط مع أخيهم يوسف عليه السلام، هناك أصحاب الأخدود ومسيرة الصراع بين التوحيد والكفر، قصة أصحاب الرقيم ومسيرة الصراع بين التوحيد والكفر، قصة أصحاب الفيل، وأصحاب القرية، وقصة سبأ وعاقبة الكفر بأنعُمِ الله، قصة عاد وثمود، ومَدْين قوم شعيب، ومسيرة التكذيب في البشرية، قصة موسى وفرعون وقارون وهامان ومسيرة الطغيان في الأرض، قصة الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه، قصة لقمان مع ولده، قصة صاحب الجنتين.

 

جميع ذلك مذكور في القرآن الكريم بأساليبَ متنوعة من الحوار والسرد والتعقيب، تحقِّق جميعُها مقاصد القصة كاملة، يمكن تبسيطها وتقريبها للولد بأسلوب مشوِّق متميز، فتتحقق الأهداف بإذن الله.

 

2- سيرة النبي صل الله عليه وسلم:

منذ القديم والناس مولَعون بالحديث عن عظمائهم وأصحاب الفضل فيهم، والنبي صلى الله عليه وسلم هو القدوة التي ينبغي أن ترتبط بها شخصية الطفل في الحياة؛ قال الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]، الغرض من دراسة السيرة النبوية ليس مجرد الوقوف على الوقائع التاريخية، ولا سردها للطفل للسمر؛ وإنما الغرض منها: أن يتصور الولد حقيقة الإسلام متجسدة في حياة النبي صل الله عليه وسلم بعد أن فهِمها مبادئَ وقواعدَ مجردة في الذهن.

 

3- القَصص النبوي:

وهي القِصص التي ذكرها النبي صل الله عليه وسلم بقوله: "كان فيمن كان قبلكم"، أو غير ذلك، وهي قصص كثيرة، فيها الفائدة والعبرة والموعظة؛ كقصة جُريج العابد، وقصة الكِفل، وقصة إبراهيم مع سارة والجبار، وقصة الثلاثة الذين آواهم المبيت في الغار، وقصة أصحاب الأخدود، وقصة الأقرع والأبرص والأعمى، وقصة السحابة والفلاَّح، وقصة المقترض ألف دينار والخشبة.

 

جميع هذه القصص ترسخ في الولد القِيم والمبادئ التي نبتغي تنشئته عليها، خاصة إذا قصها المربي بأسلوب مشوِّق وجذاب؛ فإنها حينئذٍ من أقوى الوسائل تأثيرًا في نفس وعقل الولد.

 

4- قصص العظماء والأمجاد:

من الصحابة والتابعين والصالحين والمجدِّدين والفاتحين والنابغين والمتميزين في كل زمان ومكان؛ فإن في سِيَرهم عِبرةً وعظة تحمل المستمع على الاقتداء والتأسي، وتصنع فيه روح المبادرة والانطلاق والتجديد؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100].

 

5- القصص النافع من الأدب الرمزي العام:

وهي القصص التي تكون على لسان الحيوان أو الجماد، ولكنها تدل على حقائق في الحياة والنفوس والعباد، وهي من ضرب المثَل الطيب لأخذ العبرة والعظة.

 

كيف نحكي لأولادنا؟[2]

إن تأثر الولد بالحكاية يتوقف على عوامل عدة:

• وضوح أحداث الحكاية لدى الطفل: فإن الحكاية الغامضة مملَّة وصعبة الحفظ؛ ولذلك يجب ألا يكون في القصة محسنات بديعية، ولا صور بيانية؛ فإن ذهن الطفل غير مستعد لذلك، بل عليك بالبساطة والوضوح، والتركيز على التشويق، بلُغة بسيطة سهلة جذابة.

 

• شدة انفعال الصبي بالقصة يتوقف على أسلوب القصة، وشدة انفعالك أنت بأحداثها؛ فحاوِل تغيير الأسلوب والصوت وطريقة الإلقاء بحسب الأحداث، يجب أن تحسن اختيار الوقفات لشد انتباه الطفل، أدخل الحوار والتكرار والاستفهام بين الحين والحين؛ ليزداد الإقبال والاستيعاب والتشويق، وأحيانًا اقطع القصة ليزداد شوق الطفل إليها، الحاصل أنه من يجيد فن الرواية للأطفال فإنه سيتعايش مع القصة وأحداثها، ويقف على ما فيها من التشويق والإثارة، حتى يتمكن بذلك من بثِّ روح الحكاية في نفوس الأطفال.

 

• التركيز على القِيم المستنبطة من القصة: القاص ينبغي أن يلائم الأحداث للأبعاد التربوية والتعليمية: مثال ذلك: هذه القصة في حسن الجوار والتكافل مع الجار، يتم تقديمها بأسلوب بسيط وممتع، عنوان القصة: "جوار سعيد بن العاص": [أراد جاره بيع داره بمائة ألف درهم، فباعها وقال للمشترين: بكَم تشترون مني جوار سعيد بن العاص؟ فقالوا: وهل يُشترى جوار قط؟! قال: ردُّوا علي داري، لا أبيع، وخذوا مالكم؛ لا أدَعُ جوار رجل إن قعدتُ سأل عني، وإن رآني رحَّب بي، وإن غِبت حفظني، وإن شهدت قرَّبني، وإن سألته قضى حاجتي، وإن لم أسأله بدأني، وإن نابتني نائبة فرج عني، فبلغ ذلك سعيدًا، فبعث إليه بمائة ألف درهم"[3]، انظر كيف تقصها للطفل الصغير مع تبسيط القِيَم الجمالية التي تحتويها؛ لأنها هي المقصودة للتأثير في نفس وعقل الطفل، ولا بأس أن تستعين في هذا بالتحضير والتشاور مع الغير.

 

متى نحكي لأطفالنا؟[4]

ما هي أفضل الأوقات لحكاية القصص للأطفال؟

1- قصة لكل موقف (التربية بالأحداث): تكون القصة أكثر تشويقًا وأعمق تأثيرًا حينما تأتي موافقةً للحالة الشعورية والظروف النفسية التي يمر بها المستمع، مثال ذلك: حين يكون الولد مريضًا نذكر له قصص الصبر والاحتساب، وحين يكثُرُ ضجيجُ الولد على الجار يتم توقيفه لنقصَّ عليه قصة من قصص الإساءة للجار، وجزاء ذلك في الدنيا والآخرة، وحين تنتهي عقوبة الطفل الذي عقَّ أمه برفضه شراء الأغراض من المتجر، نذكر له حكاية الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى الغار، أو قصة الرجل الذي يطوف الكعبة بأمه على ظهره وهو يقول:

إني لها مطيَّة لا أذعر   إذا الرِّكاب نفَرت لا أنفِرُ

ما حملت وأرضعتني أكثر   اللهُ ربي ذو الجلال أكبَرُ

 

ثم قال الرجل: يا بن عمر، أترى أني جزيتها؟ قال: "لا، ولا بطلقة واحدة، ولكنك أحسنت، والله يُثيبك على القليل كثيرًا"[5].

 

2- قصة قبل النوم: إن القصة في هذا الوقت لها أهمية كبرى؛ فإن الطفل في هذا الوقت خاصة يعيش بخياله، ويتصور الأشياء، ويضيف إلى ما هو واقعي شيئًا من الخيال حسبما يتراءى له، ووَفقًا لحالته المعنوية وأحاسيسه الوجدانية، وقد تعمل فيه القصة في النوم، والقصة في هذا الوقت تثبت في ذاكرة الطفل، وتختمر في عقله أثناء النوم، فعلى المربي أن يحسِنَ اختيار قصصِ قبل النوم؛ بالابتعاد عن قصص العنف والحيوانات الخرافية المفزعة، حتى لا ينطبع ذلك في ذاكرة الطفل ويرى كوابيس مفزعة.

 

3- قصة عند الطلب: فإن الطفل حين يطلب قصة، فهو في كامل الاستعداد النفسي والانفعالي لسماعها والتأثر بأحداثها؛ فالطفل حينما يقول لك: "احكِ لي حكاية"، فهي فرصة ثمينة، كأنه يقول لك: "علِّمني خُلقًا، أو لقِّنِّي درسًا"، فلا تكن عن هذا من الغافلين!

 

نموذج لمنهج الحكاية وكيفية ترسيخ أهدافها:

الخُلق الذي نريد ترسيخه: نريد ترسيخ خُلق الصدق والمراقبة في شخصية الطفل.

 

القصة التي نحكيها للولد: ذكر قصة الأقرع والأبرص والأعمى (رواها البخاري ومسلم)، في الوقت المناسب، وبالطريقة المناسبة للسن والقدرات.

 

الحكم التي نبينها له: صِدق الأعمى ومراقبته لله تعالى هو الذي جعله ينال رضوان الله تعالى، وأن يدوم عليه الفضل والخير، وكذبُ غيره هو الذي صيَّره إلى ما كان عليه من الفقر وسوء الحال.

 

المشاركة والمراقبة والمثوبة:

• لنكُنْ صادقين في أقوالنا حتى يدوم علينا الفضل والخير؛ فإن الله يراقبنا.

 

• اختيار حالات ومواقف يتم عبرها امتحان صدق الطفل من كذبه، ومجازاته على ذلك بحسب حاله (وضع دراهم في مكان قريب من الطفل، وضع حلوى الأخ في مكان قريب منه، امتحان الطفل بإيصال أمانة تُعلِمه أنها غير محسوبة وأنت تعلم حسابها).

[1] تيسير الكريم الرحمن (ص272).

[2] أطفالنا: خطة عملية للتربية الجمالية (ص66).

[3] وفَيَات الأعيان؛ لابن خلكان (2 /235).

[4] أطفالنا: خطة عملية للتربية الجمالية (ص 70).

[5] أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (6 /209) وذكر ابن عباس، وهو في صحيح الأدب المفرد برقم (9).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
ادب الاطفال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصص الاطفال..
» الفزع لدى الاطفال
»  كتب في تربية الاطفال
» مجلة الاطفال : 
» بحث عن الخوف عند الاطفال .

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: برامج كمبيوتر :: دروس وتعليم لغات-
انتقل الى: