منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 مشروع بريكست

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75517
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مشروع بريكست Empty
مُساهمةموضوع: مشروع بريكست   مشروع بريكست Emptyالأحد 15 يوليو 2018, 6:44 am

مشروع بريكست File
حي المال في لندن

جيفري د. ساكس*

نيويورك - كان تصويت بريكست عبارة عن احتجاج ثلاثي: ضد ارتفاع الهجرة، ضد مدينة المصرفيين في لندن وضد مؤسسات الاتحاد الأوروبي، بهذا الترتيب. وسيكون لذلك عواقب وخيمة.
ومن هذا المنظور قد تتلقى حملة دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة دفعة قوية، وكذلك بالنسبة للسياسيين الشعوبيين الآخرين المناهضين للمهاجرين. ان الخروج من الاٍتحاد الأوروبي سوف يضر بالاقتصاد البريطاني، ويمكن أن يدفع اسكتلندا لمغادرة المملكة المتحدة - ناهيك عن تداعيات انسحاب بريطانيا على مستقبل التكامل الأوروبي.
أضحى بريكست حدثا فاصلا يشير إلى ضرورة خلق نوع جديد من العولمة، والذي من شأنه أن يكون أفضل بكثير من الوضع الذي رفضته صناديق الاقتراع في بريطانيا.
في جوهره، يعكس بريكست ظاهرة منتشرة في البلدان ذات الدخل المرتفع: ارتفاع دعم الأحزاب الشعبوية الذين يشنون حملة صارمة لمنع الهجرة. ويعتقد ما يقرب من نصف السكان في أوروبا والولايات المتحدة، عموما الناخبون من الطبقة العاملة، أن الهجرة هي خارج نطاق السيطرة، مما يشكل تهديدا على النظام العام والمعايير الثقافية.
وفي منتصف حملة بريكست في أيار (مايو)، قيل إن عدد المهاجرين في المملكة المتحدة بلغ 333.000 شخص في عام 2015، وهو عدد أكثر بثلاثة أضعاف من رقم 100.000 مهاجر الذي أعلنته الحكومة في وقت سابق. وجاءت هذه الأخبار على رأس أزمة اللاجئين السوريين، والهجمات الإرهابية من قبل المهاجرين السوريين والأطفال الساخطين للمهاجرين السابقين، وتقارير إعلامية واسعة حول الاعتداءات على النساء والفتيات من قبل المهاجرين في ألمانيا وأماكن أخرى.
وفي الولايات المتحدة، يشكو أنصار ترامب أيضا من المقيمين دون توفرهم على أي وثائق والذين يقدر عددهم بنحو 11 مليون نسمة، معظمهم من أصول اسبانية، فهم يعيشون حياة سلمية ومنتجة، لكن من دون تأشيرات سليمة أو تصاريح العمل. بالنسبة لكثير من أنصار ترامب، فالحقيقة الحاسمة حول الهجوم الذي وقع مؤخرا في أورلاندو هي أن الجاني كان ابن مهاجرين مسلمين من أفغانستان وتصرف بدافع شعور معادي لأمريكا (على الرغم من أن ارتكاب القتل الجماعي بأسلحة آلية هو مع الأسف جد أميركي).
كانت التحذيرات التي تقول أن بريكست سيخفض مستويات الدخل اما مرفوضة تماما، على نحو خاطئ، أو أنها مجرد تهويل، أو تمت مقارنته مع مصلحة المغادرين في السيطرة على الحدود. وقد كان الصراع الضمني للطبقات من العوامل الرئيسية. وقد اعتقد ناخبو "المغادرة" من الطبقة العاملة أن معظم أو كل خسائر الدخل يمكن أن يتحملها الأغنياء، وخصوصا المصرفيون المحتقرين في السوق المالية بمدينة لندن.
وينتقد الأميركيون وول ستريت وسلوكها الجشع والاٍجرامي على الأقل بقدر ما تهاجم الطبقة العاملة البريطانية السوق المالية بمدينة لندن. وهذا أيضا يشير إلى وجود ميزة لحملة ترامب ضد خصمه هيلاري كلينتون في تشرين الثاني (نوفمبر)، والتي يتم تمويل ترشيحها بشكل كبير من قبل وول ستريت. يجب على كلينتون أن تتوخى الحذر وتبعد نفسها عن وول ستريت.
وفي المملكة المتحدة، انضم لهذين التيارين السياسيين القويين - رفض الهجرة والحرب الطبقية - الشعور السائد بأن مؤسسات الاٍتحاد الأوروبي مختلة. وهذا صحيح بالتأكيد. يحتاج المرء فقط للاٍستشهاد بالسنوات الست الماضية لسوء إدارة الأزمة اليونانية من قبل الساسة الأوروبيين الأنانيين. كان الاٍضطراب المستمر في منطقة اليورو، بشكل مفهوم، كاف لتخويف الملايين من الناخبين في المملكة المتحدة.
لقد أصبحت العواقب على المدى القصير لبريكست واضحة بالفعل: لقد انخفض الجنيه الاسترليني إلى أقل مستوى له منذ 31 عاما. وفي المدى القريب، ستواجه مدينة لندن شكوك كبيرة، وفقدان الوظائف، وانهيار المكافآت. وستنخفض قيم العقارات في لندن. ان الآثار المحتملة على المدى البعيد في أوروبا هائلة للغاية - بما في ذلك استقلال اسكتلندا المرجح، واستقلال كاتالونيا المحتمل، وانهيار حرية تنقل الأشخاص في الاتحاد الأوروبي، وتصاعد السياسة المعادية للمهاجرين (بما في ذلك الانتخاب المحتمل لترامب وللفرنسية ماري  لو بين). وقد تعقد بلدان أخرى استفتاءات خاصة بها، والبعض قد يختار المغادرة.
وفي أوروبا، ارتفعت النداءات لمعاقبة بريطانيا - لتحذير الذين يفكرون بنفس الطريقة . وهذه هي السياسة الأوروبية في أغبى حالاتها (كما كان رد الفعل مع اليونان). بدلا من ذلك، ينبغي على ما تبقى من الاتحاد الأوروبي أن يركز على الإخفاقات الواضحة ويصلحها. ان معاقبة بريطانيا - ومنعها من الوصول إلى السوق الواحدة في أوروبا - سيؤدي إلى انهيار مستمر للاتحاد الأوروبي.
فما الذي ينبغي القيام به؟ أود اقتراح عدة تدابير: الحد من مخاطر ثغرات ردود الفعل الكارثية على المدى القصير والتركيز على فوائد الإصلاحات على المدى الطويل.
أولا، ينبغي وقف موجة اللاجئين من خلال إنهاء الحرب السورية على الفور. ويمكن تحقيق ذلك من خلال إنهاء تحالف وكالة المخابرات المركزية العربية مع السعودية لإسقاط بشار الأسد، وبالتالي تمكين الأسد (بدعم من ايران وروسيا) من هزيمة (داعش) واستقرار سوريا (مع نهج مماثل في العراق). ان إدمان أميركا على تغيير النظام (في أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا) هو السبب الرئيسي لأزمة اللاجئين في أوروبا. فمع إنهاء هذا الإدمان، سيتمكن اللاجئون الجدد من العودة إلى بيوتهم.
ثانيا، يجب وقف توسع حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا وجورجيا. ان الحرب الباردة الجديدة مع روسيا هي خطأ آخر مفتعل من قبل الولايات المتحدة مرفوقة بالكثير من السذاجة الأوروبية. ان اغلاق الباب في وجه توسع الناتو سيتيح تخفيف حدة التوتر وتطبيع العلاقات مع روسيا، وتثبيت أوكرانيا، واستعادة التركيز على الاقتصاد والمشروع الأوروبي.
ثالثا، لا ينبغي معاقبة بريطانيا. بدلا من ذلك، يجب على الشرطة الوطنية وحدود الاتحاد الأوروبي وقف المهاجرين غير الشرعيين. هذه ليست كراهية للأجانب أو عنصرية أو تعصب. من المنطق السليم أن تقول البلدان ذات أحكام الرعاية الاجتماعية الأكثر سخاء في العالم (أوروبا الغربية) لا للملايين (في الواقع لمئات الملايين) من المهاجرين. وينطبق الشيء نفسه على الولايات المتحدة.
رابعا، يجب استعادة الشعور بالإنصاف وإعطاء الفرصة للطبقة العاملة الساخطة والتي تم تقويض سبل عيشها بالأزمات المالية والاستعانة بمصادر خارجية للوظائف. وهذا يعني إتباع السياسة الديمقراطية الاٍجتماعية لمواصلة الإنفاق الاجتماعي الوافر للصحة والتعليم والتدريب والتكوين، ودعم الأسرة، والتي سيتم تمويلها عن طريق فرض ضرائب على الأغنياء وإغلاق الملا ذات الضريبية، التي تدمر الإيرادات العامة وتنشر الظلم الاقتصادي. كما يعني أيضا تخفيف عبء الديون على اليونان، وبالتالي إنهاء أزمة منطقة اليورو المستمرة منذ فترة طويلة.
خامسا، ينبغي تركيز الموارد، بما في ذلك المساعدات الإضافية، على التنمية الاٍقتصادية، بدلا من الحرب، في البلدان ذات الدخل المنخفض. ان نسبة الهجرة المطلقة من المناطق الفقيرة والتي تعاني من الصراع أصبحت ساحقة. وبغض النظر عن سياسات الهجرة، إذا تغير المناخ سيتفاقم الفقر المدقع والافتقار إلى المهارات والتعليم وإمكانية التنمية في أفريقيا وأميركا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي، والشرق الأوسط، وآسيا الوسطى.
كل هذا يؤكد على الحاجة إلى الانتقال من استراتيجية الحرب إلى استراتيجية التنمية المستدامة، وخاصة من قبل الولايات المتحدة وأوروبا. فالجدران والأسوار لن توقف الملايين من المهاجرين الفارين من العنف والفقر المدقع والجوع والمرض والجفاف والفيضانات وغيرها من العلل. التعاون العالمي فقط  يستطيع فعل ذلك.
* ساكس أستاذ التنمية المستدامة، وأستاذ السياسات الصحية والإدارة، ومدير معهد الأرض في جامعة كولومبيا. وهو أيضا مدير شبكة حلول التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
حقوق النشر خاصة بـ_ بالتعاون مع "بروجيكت سنديكيت"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75517
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مشروع بريكست Empty
مُساهمةموضوع: رد: مشروع بريكست   مشروع بريكست Emptyالأحد 15 يوليو 2018, 6:46 am

مشروع بريكست في مهب الريح

ورطة ماي: بين قنابل ترامب واستقالات الوزراء

إبراهيم درويش



Jul 14, 2018

مشروع بريكست 14qpt989

«أسبوع في السياسة يعني دهرا» هكذا قال رئيس الوزراء البريطاني هارولد ويلسون الراحل. ولكن أسبوع رئيسة الوزراء تيريزا ماي كان من جهنم. فقد بدأ باستقالات عدد من وزرائها احتجاجا على استراتيجيتها التي توصلت إليها في اجتماع مع فريقها الوزاري في مقرها الريفي «تشيكرز» وحددت فيه معالم حل المشكلة التي تبدو مستعصية ومحلا للتمردات داخل الحكومة والحزب الحاكم وحيرة المواطن البريطاني من «بريكست» أي الطلاق من الاتحاد الأوروبي الذي صوت عليه البريطانيون في حزيران (يونيو) 2016 بهامش قليل ضد دعاة البقاء في المنظومة الأوروبية.
ووجه معضلة ماي أنها تخلت حسب المتمردين عن استراتيجية الخروج الصعب مقابل خروج لين يبقي على بعض العلاقات القانونية والجمركية مع الاتحاد الأوروبي ولا يطلق بريطانيا من عقال القيد الأوروبي الذي بشر به دعاة الخروج مثل وزير الخارجية المستقيل بوريس جونسون.


الضيف الكريه

ولم تتوقف مصاعب ماي عند التمرد داخل وزارتها، بل زادت عليها زيارة ضيف غير مرغوب فيه وهو الرئيس دونالد ترامب الذي حل على بيت السفير الأمريكي في لندن واختفى عن أنظار العامة، في وقت انشغلت فيه المؤسسة البريطانية بفرش البساط الأحمر وفتحت له قصورها من بلينام وساندهيرست وتشيكرز وويندسور، حيث التقى الملكة إليزابيث الثانية وتناول معها الشاي. ولكنه لم يوفر جهده في إهانة المضيفين له والهجوم على ماي ومديح الوزير المستقيل جونسون قائلا إنه مؤهل لتولي الحكومة أفضل من ماي. وهاجم الأخيرة في صحيفة معادية للمشروع الأوروبي «ذا صن» يملكها التايكون روبرت مردوخ حيث زعم «رجل الصفقات الكبرى» أنه كان قادرا على صناعة صفقة مع أوروبا أفضل وأنه حذرها ولم تستمع إليه. وكعادة الرئيس الذي يكذب بالطبيعة نفى كل أقواله وحمل المسؤولية للإعلام «الزائف». وفعل ترامب ما فعل مع القادة الأوروبيين الذين ناقضوا كل ما قاله أثناء قمة الناتو في بروكسيل لكن بريطانيا الغنمة «القاصية» كانت صيدا جيدا لترامب وحول حياة ماي لجحيم حقيقي أو كما وصفت صحيفة «الغارديان» (13/7/2018) كانت زيارة من جهنم، مشيرة إلى أن ترامب هو عدو للاستقرار وعلى رئيسة الوزراء الآن التعلم من أخطائها. فقد فتحت أبواب بلادها متجاهلة شخصية ترامب ومشروعه الشرير، فبعد بلطجته على قادة الناتو جاء وزرع قنبلة في الجدال الجاري حول بريكست. وتعلق «الغارديان» ان الوقاحة التي تميزت بها تصرفات ترامب ليست مهمة في حد ذاتها، بل من ناحية آثارها على علاقة أمريكا مع أوروبا وبريطانيا خاصة، فقد أثبتت الزيارة أن أمريكا لم تعد حليفا يمكن الاعتماد عليه للدفاع عن القيم الليبرالية، وهذا تغير تاريخي. وكان يمكن لماي تجنب هذه الزيارة الكارثية لو لم تسارع ومستشاريها إلى واشنطن في كانون الثاني (يناير) 2017 وهي حاملة دعوة لرئيس لم يمض على دخوله البيت الأبيض سوى أيام ولم يتم التأكد من مصداقيته كحليف بعد. وعليه كان تعجل ماي بمثابة «حماقة مخجلة» وظهر من خلال مواقف الرأي العام حيث أثبتت أحداث الأسبوع الماضي أنه ما كان لزيارة ترامب أن تتم. وكان على ماي أن تفهم منذ البداية أن ترامب ليس حليفا عندما يتعلق الأمر ببريكست. فهو يريد تدمير المنظمات الدولية مثل الناتو والاتحاد الأوروبي ودعم مشروع بريكست على هذا الأساس. ورأى فيه عودة إلى السياسات الأهلية غير الليبرالية والقومية العنصرية. وفهم قادة أوروبا هذه النزعة الميالة لليمين عند ترامب خاصة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل ولكن ماي أصابها العمى. ورغم محاولة ماي الاحتفاظ بعلاقة قريبة مع أوروبا وهو ما أدى إلى مواجهة حافلة مع وزرائها من دعاة الخروج المطلق والنهائي في «تشيكرز» إلا أن ترامب مكرس لخراب الاتحاد الأوروبي أكثر من تطلع بريطانيا لازدهاره. وكانت مقابلته مع «ذا صن» تعبيرا عن كراهيته للاتحاد ودعمه للخروج الصعب واحتقاره ماي واحتفائه بجونسون وعدم استعداده لعقد صفقة تجارية مع بريطانيا وعدائه للمهاجرين. وكان توقيت المقابلة وحقيقة منحها لصحيفة تابعة لمردوخ بمثابة طعنة في الظهر لماي التي تقاتل كي تعيد الاستقرار لحزبها وحكومتها. ولهذا فهو ليس حليفا لبريطانيا بل هو معاد «لمصالحنا وقيمنا» و «تهديد مادي» على حد قول «الغارديان». لأن الرئيس الحقيقي هو الذي لا يحتقر مضيفه وهو في بيته كما يرى ديفيد ليونارد في «نيويورك تايمز» (13/7/2018) فقد خرق كل المعايير الدبلوماسية وتفاخر أنه يستطيع الحصول على صفقة أحسن من أوروبا وهو يعرف أنه لا توجد هناك صفقة حقيقية.

بين بريكست وأوباما كير

وقارن بين هجوم ترامب على بريكست واستراتيجية الجمهوريين للقضاء على مشروع التأمين الصحي أو «أوباما كير» حيث ظلوا يزعمون أن لديهم مشروعا أفضل وأرخص منه بدون أن يقدموا التفاصيل. وهذا ما فعله دعاة الخروج من الاتحاد الأوروبي حيث قاموا أثناء التحضير للاستفتاء عام 2016 ببيع الشعب البريطاني الوهم: أي الحفاظ على منافع التجارة مع القارة الأوروبية والتخلص في الوقت نفسه من القوانين المجحفة لبريطانيا. وكذب دعاة بريكست وبالغوا في تصويرهم لسلبيات البقاء مع أوروبا. ونجحت الاستراتيجية بتصويت نصف البريطانيين أو أكثر على المشروع تماما كما نجح الجمهوريون بالسيطرة على الكونغرس وانتخاب ترامب بناء على رفض «أوباما كير» ولكن عندما حان وقت الجد لم يكن لدى دعاة الخروج استراتيجية طويلة الأمد مثلما لم يكن لدى الجمهوريين برنامج صحي بديل.

آثام الحكومة

إلا أن ترامب ليس مسؤولا عن معضلة بريطانيا قدر ما وجد ماء عكرا ليصطاد فيه ونيرانا ليذكيها بطريقته المعهودة، الكذب ثم التراجع وتجاوز كل الأعراف والتقاليد. فالمشكلة هي من صنع حكومة قررت وضع موضوع العلاقة مع أوروبا ـ وهو في النهاية موضوع أصيل لحزب المحافظين ـ وتحويله لأجندة وطنية من خلال الاستفتاء وتم كل هذا بدون استراتيجية خروج جاهزة قبل الشروع بالأمر كما ترى مجلة «إيكونوميست» (12/7/2018) وواصلت الحكومة البريطانية ارتكاب الأخطاء عندما أعلنت عن استراتيجية الخروج «الورقة البيضاء» بعدما استنفدت ثلاثة أرباع الوقت المخصص لها للتفاوض مع بروكسيل. وكان خروج كل من ديفيد ديفيز مسؤول ملف بريكست وجونسون تعبيرا على حد قول الأخير عن «موت حلم» الخروج نظرا لميل ماي الآن نحو علاقة اقتصادية وقانونية من نوع ما مع الاتحاد الأوروبي. ويبدو ان ماي وفريقها الداعم لخطوتها اكتشفوا ولو متأخرين ضرورة الحصول على صفقة واقعية لكن المشاكل تنتظرهم والمهمة أمامها والاتحاد الأوروبي هو أن لا ينزلق مشروع بريكست نحو الفوضى. ويعد موقف ماي الجديد تحولا جذريا عن السابق الذي استبعدت فيه عضوية في سوق موحدة وحرية حركة العمالة وعدم الانصياع للقضاة الأجانب. وخطتها الجديدة تقوم على البقاء في السوق المشتركة للبضائع ونظام مفتوح للخدمات يعترف به الطرفان. واقترحت مقابل حصولها على هذا أن لا تضارب على المعايير البيئية والاجتماعية للاتحاد ولا دعم الدولة. وتقترح آلية فض نزاعات في المحكمة الأوروبية للعدل وتوافق على بقاء بريطانيا في نظام الجمارك الأوروبية حتى يتم التوصل إلى آلية ذكية لجمع الضريبة (أي البقاء الدائم). وخطة ماي واقعية تعترف بصعوبة المفاوضات مع أن قادة الاتحاد سيدفعون باتجاه تنازلات أخرى، مثل موضوع الحدود مع ايرلندا التي يريدون تسويتها قبل توقيع الاتفاقية. وسيطلب من بريطانيا الموافقة على بقية الشروط المتعلقة بالبقاء في السوق المشتركة مثل السماح بحرية العمالة، كما وسيطلب منها المساهمة في ميزانية الاتحاد. وبهذه الطريقة ستكون النتيجة بريكست لا يلبي طموحات الداعين والرافضين له. ويرفض المتشددون مثل جونسون مقترحات كهذه لأنها تعني موافقة بريطانيا على قوانين الاتحاد دونما أن يكون لها رأي فيها. وهذا صحيح ما سيؤدي إلى مزيد من الاستقالات في الحكومة ولتمرد داخل نواب الصفوف الخلفية في البرلمان. ولا يشعر دعاة البقاء بالفرح، لأن الخطة لن تؤدي لوضع مثل حالة النرويج التي ترتبط بالاتحاد الأوروبي بدون أن يكون لها رأي في طريقة عمله. وستجد ماي صعوبة في تمرير الخطة داخل البرلمان رغم تفضيل معظم النواب الخروج السهل. وربما ساعدها دعاة البقاء والخروج البراغماتيين إلا أن المتشددين قد يحاولون الوقوف أمام الخطة على أمل الحصول على صفقة جديدة أو وقف بريكست بشكل كامل. ويعقد من مهمتها زعيم العمال جيرمي كوربن الذي لم يتقدم بخطته القوية والواضحة للخروج من الاتحاد. والسؤال هو في أي طريق تسير بريطانيا وكيف الخروج من معضلة بريكست؟ وللإجابة على هذا لا تنظر أبدا لمن ورطوا البلد في كل هذا «دعاة الخروج» فلم يتقدموا حتى الآن بخطة حول كيفية الخروج من الاتحاد مع حفاظ بريطانيا على علاقاتها التجارية مع القارة التي تعد أكبر سوق للمنتجات البريطانية. ولم يذكر جونسون ايرلندا في رسالة استقالته، ويبدو أنه وبقية المتشددين قضوا وقتهم في معارضة الاتحاد ونسوا كتابة عقد الطلاق وشروطه. وهنا تحتاج ماي مساعدة من الاتحاد الأوروبي كما تقول «إيكونوميست» ومنحها الغطاء لتسويق خطتها وإلا ستكون التداعيات خطيرة على أوروبا وخارجها في وقت تلوح فيه أمريكا بالتوقف عن دعم الناتو وتقوم فيه روسيا بإثارة المشاكل على حدود القارة. من المفهوم أن بيروقراطيي بروكسيل لا يريدون التنازل لبريطانيا خشية فتح الباب أمام محاولات خروج أخرى، لكن فشل بريكست سيترك آثاره الخطيرة على التعاون الأمني والعسكري والدور البريطاني الواضح فيه. ورغم صعوبة التلاعب بقوانين حرية حركة العمالة إلا أن الاتحاد يمكنه منح ماي «إطار تنقل» وهو الشيء نفسه مثل حرية حركة العمالة. ويجب أن يكون الاتحاد مستعدا لمنح بريطانيا الوقت لكي تخرج بصفقة حال فشلت خطة ماي بالحصول على الأصوات. وقد تلجأ ماي للخروج من مأزق البرلمان للشعب من خلال انتخابات أو استفتاء جديد باستراتيجية واضحة بدلا من الوعود الغامضة المتناقضة التي وضعت أمام الناخب البريطاني.
بدأ الطريق للخروج لكن الأشواك والمعوقات كثيرة. فلو نجت ماي من أي تحد سياسي وهو المقصود من استقالة جونسون الذي اتهم أن دفاعه عن بريكست لم يكن إلا عجلة لمكاسب سياسية شخصية، فقد يجد العمال صعوبة في الحفاظ على مناطقهم الانتخابية وبعد انخفاض الغالبية المطلقة في البرلمان أصبح كل شيء محلا للتكهن حول مصير الخطة الجديدة. وكان هذا واضحا من كلام جيرمي هانت، الذي حل محل جونسون الذي حذر من «شلل بريكست وسيكون مضرا». وأمام تشدد المتمردين ومطالب الاتحاد الأوروبي التي علق أحد مسؤوليه ضاحكا ان الورقة البيضاء، 92 صفحة ليست إلا طلب انضمام لا خروج، تعيش ماي دوامة الخروج وكما يقال «بين حانة ومانة ضاعت لحانا».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75517
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مشروع بريكست Empty
مُساهمةموضوع: رد: مشروع بريكست   مشروع بريكست Emptyالأحد 15 يوليو 2018, 6:47 am

بريكست مرن و1.2 تريليون دولار اتفاقية تجارية مع أمريكا كيف ستجمع ماي بين الأصعبين؟

محمد المذحجي




Jul 14, 2018

مشروع بريكست 14qpt990

لندن ـ «القدس العربي»: دفعت التداعيات السلبية الكبيرة لبريكست حاد بريطانيا إلى اعتماد نسخة معدّلة سُمّيت «بريكست مرن»، وأدى ذلك إلى حدوث زلزال في حكومة تيريزا ماي كاد أن يوصلها إلى حافة الانهيار. وبعد مضي ما يقارب عامين على المفاوضات المستمرة مع بروكسيل، ترى لندن أنه لا يمكنها دفع فاتورة الانسحاب الكامل من الاتحاد الأوروبي فضلاً عن أنها لا تريد أن تخسر الفوائد الاقتصادية التي يمكن أن تجنيها من خلال الحفاظ على جزء من علاقاتها التجارية مع الاتحاد. بالإضافة إلى أن تأجيج «بريكست حاد» لملفي إيرلندا الشمالية وانفصال اسكوتلندا، بات يهدد اللحمة في المملكة المتحدة.
ولم توقف الإدارة الأمريكية منذ أكثر من عام، محاولاتها المتواصلة لتحقيق «بريكست حاد» من خلال عرض اقتراح طموح لعقد اتفاقية تجارية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تصل قيمتها إلى تريليون و200 مليار دولار حسب ما جاء في وسائل إعلام أمريكية.
وكان دونالد ترامب قد اشترط أكثر من مرة فك بريطانيا ارتباطها مع أوروبا بشكل كامل لعقد هذه الصفقة التي من شأنها أن تحدث تحولاً كبيراً في الاقتصاد البريطاني. ما أكده سفير الولايات المتحدة لدى لندن، وودي جونسون، الذي قال إن الرئيس ترامب يريد التوصل لاتفاق تجارة حرة ثنائي مع بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي «في أقرب وقت ممكن»، وإن المسؤولين الأمريكيين يعملون بالفعل على التفاصيل، مضيفاً «سيقوم الرئيس بتحقيق ذلك سريعا لأنني أعلم ان ذلك يعد أولوية بالنسبة له». والولايات المتحدة هي صاحبة أكبر اقتصاد في العالم إذ تبلغ قيمته نحو 20 تريليون و400 مليار دولار أي بنسبة 23 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وبريطانيا هي خامس أكبر اقتصاد في العالم بقيمة نحو تريليوني و900 مليار دولار أي بنسبة 3.3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ورغم أن نصف التبادل التجاري الخارجي لبريطانيا يتم مع الاتحاد الأوروبي، تعد الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري منفرد للمملكة المتحدة تليها ألمانيا وهولندا وفرنسا والصين.
وشن ترامب هجوماً عنيفاً على تيريزا ماي و»بريكست مرن»، محذراً من أن خطة رئيسة الوزراء البريطانية للخروج من الاتحاد الأوروبي قد تقوض فرص إبرام اتفاق للتجارة الحرة بين بريطانيا وأمريكا، مضيفاً أن خطة ماي قد تقتل فرص عقد الصفقة، وهدد الرئيس الأمريكي لندن بأن ذلك يعني أن الولايات المتحدة قد تضطر للتعامل مع الاتحاد الأوروبي وليس مع بريطانيا. واعتبر ترامب «بريكست مرن» بأنه مخالف تماماً لما صوّت عليه الشعب البريطاني، وأكد أنه أخبر تيريزا ماي بكيفية تنفيذ خطة الخروج من الاتحاد الأوروبي، لكن ماي لم توافق عليها.
لكن بعد مضي أقل من 24 ساعة على تلك التصريحات، تراجع ترامب وأعلن دعمه لقرارات رئيسة وزراء بريطانيا بعد الاجتماعات المغلقة التي أجراها مع ماي. وخلال المؤتمر الصحافي المشترك، وصف ترامب علاقات بلاده مع بريطانيا بأنها خاصة جداً. وحاول دعم موقف لندن بوجه بروكسيل، مؤكداً على ثقته بماي وخطتها للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وقال إن بريطانيا حرة مستقلة تشكل نعمة كبيرة للعالم أجمع. وأكد الزعيمان في مؤتمر صحافي مشترك أنهما سيعملان على تعزيز العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وبريطانيا. وأعربت ماي عن أملها في أن التسريع في التوصل إلى اتفاق تجاري طموح مع واشنطن يساهم في تخفيف تأثيرات بريكست، مضيفةً «اتفقنا اليوم على أنه في الوقت الذي تغادر فيه المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي، سنواصل السعي إلى اتفاق طموح للتجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة». ولفتت النظر إلى أن ترامب قبل دعوتها للقيام بزيارة رسمية أخرى لبريطانيا في وقت لاحق من هذا العام.
ويبقى سؤال رئيسي ألا وهو، هل تتمكن تيريزا ماي أن تجمع بين خيارين من الصعب تحقيقهما أي «بريكست مرن» وعقد صفقة تجارية طموحة مع الولايات المتحدة لتجني ثمار كلاهما؟ وبعد طلاقها للاتحاد الأوروبي في آذار/مارس المقبل، ستكون بريطانيا حرة في التفاوض لعقد اتفاقيات تجارية مع دول خارج التكتل الأوروبي، لكنها ستكون محكومة بأي قواعد انتقالية تتفق عليها مع بروكسيل كجزء من بريكست. ولا يتوقع الخبراء أن تستطع لندن أن تمرر ذلك دون صعوبات، كما جاء على لسان ترامب. وأكد الرئيس التنفيذي لمعهد الدراسات الأوروبية، كاريل لانو، أن عقد ترامب أي اتفاق مع لندن تحت ظل استمرار الارتباط الجمركي بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، قد يضعف موقفه داخل الولايات المتحدة، فضلاً على أن ذلك الارتباط يضعف موقف تيريزا ماي في التفاوض على أي صفقات تجارية مقبلة حتى بعد الخروج من الاتحاد، وهو السبب الرئيسي في استقالة بوريس جونسون. وتوقع المحرر الاقتصادي السابق في وكالة «رويترز» للأنباء، آلان ويتلي، أن من الصعب الوصول لاتفاق تجارة حرة بين بريطانيا وأمريكا بسبب تعقيدات بريكست، مشككاً في ذلك تحت ظل انتهاج ترامب سياسة الحرب التجارية وفرض الضرائب على واردات الصلب والألومنيوم. وربط ماتياس بوس، الباحث في الدراسات الأوروبية في جامعة هامبورغ الألمانية، إمكانية عقد صفقة للشراكة التجارية بين واشنطن ولندن، بانسحاب الأخيرة الكامل من المنطقة الجمركية الأوروبية أولاً.
ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين بالفعل أكثر من 200 مليار دولار أي 150 مليار جنيه إسترليني. وفي عام 2015، بلغت قيمة الصادرات الأمريكية من السلع والخدمات إلى بريطانيا نحو 123 مليار و500 مليون دولار، وشهدت زيادة بنسبة 4 في المئة مقارنة بعام 2014، وذلك وفقا لمكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي. وتعتبر الولايات المتحدة أكبر مصدر منفرد للاستثمار الأجنبي المباشر داخل بريطانيا. وتملك كل من بريطانيا والولايات المتحدة استثمارات متبادلة بقيمة تريليون دولار، في اقتصاد كلا البلدين. وتوفر التعاملات التجارية بين البلدين أكثر من مليون وظيفة في كلا البلدين.
ويريد مؤيدو «بريكست حاد» أن تُقطع جميع العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، لتتحرر الأخيرة من القيود وتعقد صفقات وتوافقات ثنائية مع الدول الأوروبية بمعزل عن الاتحاد. بينما تحاول تيريزا ماي أن تجمع بين مؤيدي ومعارضي مغادرة الاتحاد الأوروبي، حتى تضع حداً للانقسام الحاد التي تسببه بريكست في المجتمع البريطاني. ومن خلال «بريكست مرن» تأمل لندن أن تكون لديها رؤية مستقلة بعيداً عن الرؤية الأوروبية فيما يتعلق بقطاع الخدمات لتحصل على فرص أكثر للتنافس التجاري، لأن قطاع الخدمات يعتبر القطاع الرئيسي للحكومة البريطانية. وفي المقابل اقترحت ماي أن الضرائب الجمركية على السلع الأوروبية إذا كانت أكثر من الضرائب المحددة من قبل الاتحاد الأوروبي، فإن بروكسيل من يتخذ القرار حول كيفية تحديد الفارق بين مستوى الضرائب الجمركية.






صفقة ماي وصفاقة ترامب

لعلّ البريطانيين، خاصة أولئك الذين صوّتوا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي والسوق المشتركة، قد تلقوا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمريناً تمهيدياً على ما سيشهدونه من أعراف «العلاقة الخاصة» البريطانية ـ الأمريكية؛ ليس بعد آذار (مارس) 2019، حين سيغادر التاج البريطاني الحاضنة الأوروبية، بل منذ هذه الساعة.
للمرء أن يدع جانباً تلك الإهانات التي أطلقها ترامب، خلال مقابلة صحيفة الـ»صن»، ضدّ مضيفته رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي؛ فهذه رياضة أثيرة لدى الرئيس الأمريكي، خاصة حين تكون ضحيته امرأة (المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، قبل ماي)؛ وخاصة، كذلك، حين تكون الـ»صن» نظيرة «فوكس نيوز» في عرف ترامب. مَنْ يهُنْ يسهل الهوان عليه، كما ذكّرنا أبو الطيب المتنبي، وما دامت ماي قد راهنت على زيارة ترامب وعلّقت عليها الآمال؛ فلها أن تحصد الأشواك بدل الرياحين.
اللافت، في المقابل، أنّ ترامب لم يأت إلى بريطانيا ليبارك طراز الخراب الذي يستهويه شخصياً، أي خروج البلد من اتحاد طوعي مع أوروبا، له ما له وعليه ما عليه، فحسب؛ بل لكي يطلب المزيد من الخراب، وذاك الذي يصنعه بيديه أيضاً. لقد سخر من الحزمة التي توصلت إليها ماي مع حكومتها وحزبها، وعليها سوف تتفاوض مع الاتحاد الأوروبي لتنظيم الخروج؛ وأعلن ـ دون أية لباقة دبلوماسية، والحق يُقال ـ أنه علّم رئيسة وزراء بريطانيا كيف تتفاوض على نحو أفضل، لكنها لم تأخذ برأيه!
أيضاً، لاح أنّ الصفاقة هي الصفة الوحيدة التي يمكن أن يُنعت بها تصريحه بأنّ حزمة ماي ليست ما صوّت عليه البريطانيون المطالبون بالخروج؛ وكأنه، في نهاية المطاف، يطعن في شرعية خيارها، بل يحرّض على التمرد ضدها. وبالفعل، لم يكن إطراؤه لوزير الخارجية المستقيل بوريس جونسون، في أنّ «هذا الرجل الموهوب» يمكن أن يصبح «رئيس وزراء عظيماً»، سوى مباركة لأحد أبرز منافسي ماي على «داوننغ ستريت».
وبين اشتراطاته خلال القمة الطارئة للحلف الأطلسي في بروكسيل، وآرائه التي حملتها الـ»صن» إلى البريطانيين، ورغم تخفيف اللهجة تارة أو التراجع عن فحوى الإهانة طوراً؛ ظلّ ترامب وفياً لاثنين على الأقلّ من المبادئ التي هدت سلوكه طيلة 18 شهراً من توليه رئاسة الولايات المتحدة: أنه رجل أرباح ومكاسب ونهب واحتكار، على طريقة أيّ رجل أعمال سائل اللعاب أبداً؛ وأنه، ثانياً، يكره مواثيق الهيئات الجماعية لصالح الصياغات الفردية والاستفرادية. هكذا كان موقفه من اتفاقية المناخ، ثمّ الاتفاق الغربي مع إيران حول برنامجها النووي، فإجراءات فرض الرسوم الجمركية والتهديد بالانسحاب من منظمة التجارة الدولية، فابتزاز الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي، وصولاً إلى الرغبة المعلنة في تفخيخ الاتحاد الأوروبي تمهيداً لتقويض أركانه…
لم يكن عجيباً، والحال هذه، تصريح ترامب بأنّ القمة التي ستجمعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في هلسنكي يوم غد، هي المحطة «الأسهل» في مشواره الأوروبي؛ قياساً على مشاركته في القمة الأطلسية، وزيارته إلى بريطانيا. الأرجح أنه لم يقصد مظاهرات الاحتجاج الشعبية في بروكسيل، والأخرى العارمة التي احتشدت في شوارع لندن، ضدّ سياساته وشخصه؛ وإنما قصد مقدار التطابق مع بوتين في مبدأ الانفراد والاستفراد، ثمّ عقد الصفقات على أساس شروط التعاقد بين رجل أعمال ورجل المزيج الأوليغارشي المافيوزي.
أخيراً، يقتضي الإنصاف التذكير بأنّ ترامب لم يكن أوّل رئيس أمريكي يتدخل في القرار الوطني البريطاني، إذْ كان باراك أوباما قد حذّر البريطانيين ـ على نقيض ما يفعل خَلَفه اليوم ـ من أنّ مغادرة الاتحاد الأوروبي سوف تضع بريطانيا في «آخر صفّ» الاتفاقيات التجارية مع الولايات المتحدة. الأمر الذي يؤكد أنّ «العلاقة الخاصة» المأثورة ليست، في نهاية المطاف، تعاقداً بين شريكين متساويين تجمعهما «القِيَم» ويقرّبهما التاريخ؛ بل هي أقرب إلى صيغة السيد والتابع، حيث صفاقة الأوّل جزء من الصفقة مع الثاني!


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الأحد 15 يوليو 2018, 6:53 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75517
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مشروع بريكست Empty
مُساهمةموضوع: رد: مشروع بريكست   مشروع بريكست Emptyالأحد 15 يوليو 2018, 6:48 am

ترامب في لندن: توقيت سيء لزيارة غير ودية

شريحة واسعة من البريطانيين تعتبره شخصية سامة

رائد صالحة



Jul 14, 2018

مشروع بريكست 14qpt991
واشنطن ـ «القدس العربي»: واجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استقبالا عدائيا في المملكة المتحدة عندما وصل هناك، الخميس الماضي، إذ انتشرت الاحتجاجات في شوارع لندن على زيارته، وحلق بالون يصوره كطفل غاضب فوق المدينة في مشهد سريالي يلتقط الأجواء الساخطة.
ولاحظ نقاد ترامب ان بريطانيا لم تشهد في تاريخها أي تدفق معارض لرئيس أمريكي، بهذا الحجم، كما حدث أثناء زيارة ترامب الأخيرة، وقالوا ان المعارضة الشعبية البريطانية للرئيس الأسبق جورج بوش كانت ضئيلة مقارنة مع ترامب.
وبعض العداء تجاه ترامب، ينبع من خلافات بريطانية محددة كما أشعل ترامب نفسه فتيل العداء عندما أثار عاصفة إعلامية في بريطانيا بسبب نشره رسائل معادية للمسلمين من ناشط سياسي متطرف في أواخر العام الماضي، كما أشتبك مع عمدة لندن، صادق خان، بعد انتقاده تصريحات أدلى بها العمدة بعد هجوم إرهابي في حزيران/يونيو2017.
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، دافئة في بداية الأمر تجاه ترامب، وكانت أول زعيم عالمي يزوره في البيت الأبيض بعد تنصيبه، ولكنها انتقدت سياسته، بما في ذلك الأمر التنفيذي بحظر السفر من بعض الدول الإسلامية إلى الولايات المتحدة وسياسة زيادة التعريفات الجمركية.
استطلاعات الرأي حول شعبية ترامب في بريطانيا قليلة جدا ومتقطعة ولكنها غير مشجعة بالنسبة إلى الرئيس الأمريكي. وقد أظهر استطلاع جديد للرأي من «بي.ام.جي» هذا الأسبوع، ان 42 في المئة من البريطانيين لديهم اعتقاد بانه لا ينبغي دعوة ترامب إلى البلاد. ووجد الاستطلاع ان 39 في المئة من البريطانيين يرغبون في ان تكون رئيسة الوزراء أكثر صرامة معه.
وأمضى ترامب وقتا قصيرا للغاية في لندن، وقابل الملكة في قلعة وندسور على بعد 20 ميلا من العاصمة بدلا من قصر باكنغهام، وتعليقا على ذلك، قال المؤرخ السياسي جيمس بويس، ان قضية ابعاد ترامب عن العاصمة هي إشارة سيئة عن حجم الاستقبال الذي كانوا يتوقعونه.
وردت الإدارة الأمريكية على مقولة عدم الترحيب بترامب في بريطانيا بالقول ان (هذا الرئيس) يعرف البلاد بطريقة أفضل من جميع الرؤساء السابقين مع الإشارة إلى ان والدة الرئيس الراحلة قد ولدت في اسكتلندا كمقياس لهذه الالفة.
وجاءت زيارة ترامب إلى البلاد في لحظة محمومة بشكل خاص في السياسة البريطانية، حيث تتعرض قيادة ماي إلى الخطر وسط توترات في حزبها بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إذ فشلت محاولة لتجميع حل وسط في الأسبوع الماضي، وأدت إلى سلسلة من الاستقالات.
وكان ترامب متحمسا للبريكست منذ أيام حملته الرئاسية لدرجة توقعه بشكل صادم ان النتيجة ستكون بريكست وبريكست وبريكست، وأصبح نايجل فراج، الذي كان آنذاك زعيما لحزب استقلال المملكة المتحدة، داعما قويا لترامب وما زال.
ولم يظهر ترامب، على الرغم من ذلك، رغبة تذكر في الدخول في تفاصيل مفاوضات بريطانيا حول الشروط التي يجب عليها بموجبها مغادرة الاتحاد الأوروبي، وقبل صعوده على متن السفينة مارين وان، أقر ترامب في البيت الأبيض ان المملكة المتحدة لديها الكثير من ما يحدث، وأشاد بكل من ماي وعدوها اللدود جونسون.
وقال مراقبون ان ترامب لا يؤثر إلا على شريحة ضيقة جدا من الناخبين البريطانيين ولذلك فان قوته محدودة في مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولكن بعض النقاد قالوا انه يتم النظر إليه باعتباره شخصية سامة في الأجواء السياسية.
ولاحظ مراقبون ان مصير رئيسة وزراء بريطانيا مهدد تماما، وهناك توقعات تشير إلى محاولات لطردها من داخل الحزب عبر حجب الثقة، والجريمة التي ارتكبتها، وفقا لأقوال العديد من المحللين الأمريكيين، هي انها حاولت هندسة خروج أكثر ليونة من الاتحاد الأوروبي، وهذا لا يتفق مع الأفكار الشعبوية الوطنية التي يؤمن بها ترامب ورفاقه عبر المحيط. وقال جمهوريون أمريكيون ان زيارة ترامب إلى المملكة المتحدة جاءت في وقت سيء للغاية بالنسبة إلى ماي التي تجري محاولات للتخلص منها.
وقصف ترامب قمة حلف شمال الأطلسي في بلجيكا بتهديدات مع خطاب غير دبلوماسي، كما أدلى ببيانات مشوشة وردد ادعاءات كاذبة، وكرر السياسة نفسها عند زيارته بريطانيا وهو يحمل الكثير من الأفكار المسبقة حول بريكست، حيث قال ساخرا انه ذاهب إلى مكان رائع تحدث فيه الكثير من الاستقالات، ولكن نهجه لم يسر على ما يرام، في الداخل أو في الخارج. وعبر العديد من الجمهوريين في الكونغرس عن قلقهم من تصرفات ترامب في بلجيكا وبريطانيا، وقالوا ان سياسته تضعف الحصن العسكري ضد روسيا. فيما تساءل العديد من الديمقراطيين عما إذا كان ترامب خاضعا لقمته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
واستخدم مساعدو البيت الأبيض مصطلح «العلاقة الخاصة» الذي تمت صياغته لأول مرة للتحالف الأمريكي البريطاني في عام 1946 من قبل ونستون تشرشل. ولكن ترامب استخدم هذا المصطلح بشكل متكرر مع دول أخرى، بما في ذلك فرنسا. وبغض النظر عن العلاقة الخاصة التي يقصدها ترامب مع بريطانيا إلا انها بالتأكيد ليست مع حكومة لا تتفق مع الأفكار اليمينية الشعبوية أو حكومة تحاول الخروج بلباقة من العائلة الأوروبية.







“ترامب” يقتاد “بن سلمان وبن زايد” مكبلين في مظاهرة في لندن! ـ (صور وفيديو) 
مشروع بريكست 1445

انتشرت على مواقع التواصل صور وفيديوهات، خلال المظاهرة الاحتجاجية في لندن ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزيارته إلى بريطانيا، لقطة تمثيلية لشخص يضع قناعا بصورة ترامب وهو يقتاد وهما مكبلين شخصين بقناعي ولي عهد السعودية محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، وأوراق نقدية منثورة في الطريق، في إشارة تعبيرية عن سياسة وسلوك ترامب المتبع مع محمد بن سلمان ومحمد بن زايد.

https://twitter.com/AdnanHmidan/status/1017819339980967937

هكذا جسدوا حال عرباننا في تظاهرة وسط لندن رفضا لترامب ..يا للعار

[rtl]مشروع بريكست 282مشروع بريكست 349[/rtl]


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الأحد 15 يوليو 2018, 6:57 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75517
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مشروع بريكست Empty
مُساهمةموضوع: رد: مشروع بريكست   مشروع بريكست Emptyالأحد 15 يوليو 2018, 6:49 am

بريطانيا بعد بريكست بدون بوصلة استراتيجية ويتيمة الانتماء

د. حسين مجدوبي



Jul 14, 2018

مشروع بريكست 14qpt994

بروكسيل ـ «القدس العربي»: هل تمتلك لندن بوصلة استراتيجية لتحديد مستقبلها بعد بريكست (استفتاء مغادرة الاتحاد الأوروبي الذي جرى في 23 حزيران/يونيو 2016) أم أنها فقدت الرؤية الواضحة لصالح الغموض، ما يجعل التردد والعشوائية يطبع قراراتها في هذا الشأن خاصة بعد وصول دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة.
وتاريخيا، يشهد لبريطانيا أنها الدولة التي نجحت في رسم جزء هام من معالم الخريطة السياسية العالمية بحكم طبيعتها في الماضي كقوة استعمارية لم تكن تغيب عنها الشمس، وبالتالي قامت بتقسيم العالم ومنح الاستقلال وفق أهوائها ومصالحها. في الوقت ذاته، تميزت معاهد الدراسات الاستراتيجية والاستخبارات بصلابة تحاليلها في العلاقات الدولية وهو ما ينعكس إيجابا على القرارات الاستراتيجية للحكومات المتعاقبة في لندن. لكن كل هذه التجربة لم تنفع الآن في تحديد الرؤية المستقبلية بعد بريكست الذي يجب أن يطبق عمليا يوم 29 اذار/مارس 2019، ويعني الطلاق بين الطرفين وفق المادة 50 من قوانين الاتحاد الأوروبي. ويعود هذا أساسا إلى استمرار البحث عن الكيفية الملائمة لفك الارتباط مع الاتحاد الأوروبي، ثم نوعية العلاقات مع الجيران الأوروبيين، وأخيرا: كيف سيكون موقع بريطانيا في الخريطة الدولية خلال العقد المقبل وما يليه؟
لم تنضم بريطانيا إلى العملة الموحدة الأوروبية اليورو، فقد حافظت على عملتها الجنيه الإسترليني. ونظريا فك الارتباط الاقتصادي مع الاتحاد الأوروبي يعتبر عملية ليست بالسهلة ولكنها ليست بالمعقدة. في الوقت ذاته، توجد اتفاقيات بين الاتحاد الأوروبي ودول أوروبية غير عضو مثل سويسرا والنروج قد تكون نموذجا يعتمد عليه. لكن كل هذا لم ولن يساعد بشكل فعال في إيجاد صيغ مناسبة لإعادة تشكيل العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بعد بريكست.
ويوجد تشدد من طرف الاتحاد الأوروبي، فهذا الأخير يعتقد أنه قدم تنازلات تاريخية لبريطانيا لانضمامها إلى الحظيرة الأوروبية على أمل مساهمتها في البناء الأوروبي، واستفادت الشيء الكثير سياسيا واقتصاديا في وقت عمدت لندن إلى نهج سياسة معاكسة بتأخير انطلاق القطار الأوروبي الموحد بسبب الكثير من الاعتراضات على بعض الاتفاقيات. ويكفي أنها لم تنضم إلى اتفاقية العملة الموحدة، كما رفضت الانضمام إلى اتفاقية شينغن التي تقوم على حرية التنقل بين الدول الأعضاء. وكان الاتحاد الأوروبي يرمي من خلال الإجراءين الاقتراب من النموذج الأمريكي القائم على حرية التنقل والعملة الموحدة لخمسين ولاية مع معطيات أخرى بطبيعة الحال نظرا لأن الولايات المتحدة دولة.
وتوجد تيارات بشأن التعامل مع بريكست البريطاني، تيار ينتمي إلى هياكل مؤسسات الاتحاد الأوروبي ويرغب في إذلال لندن نتيجة تخليها عن هذا الاتحاد ويتشدد في فرض إجراءات مثل قطاع الجمارك والضرائب على السلع والمنتوجات البريطانية، وتيار يمثله سياسيون في بعض الدول ومنها فرنسا حيث يطالبون بليونة نسبية حفاظا على المصالح الوطنية ومنها مثلا ما أوردته جريدة «لوفيغارو» أن كل تشدد قد يؤثر سلبا على مصالح باريس التي تستفيد من الميزان التجاري مع لندن.
وسيجد لا محالة الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، بعد مفاوضات شاقة، آليات لتنظيم العلاقات المالية مستقبلا، لكن الأساسي هو نوعية العلاقة السياسية مستقبلا بين الطرفين ثم وضعية بريطانيا في الخريطة العالمية في ظل تغييرات عميقة. الاتفاق حول القضايا المالية ومنها الجمركية وكذلك الاجتماعية وهي وضعية المهاجرين الأوروبيين في بريطانيا ووضعية البريطانيين في دول أوروبا وارد، لكن التفاهم في السياسي سيتراجع، حيث من المرتقب أن تبقى بريطانيا على هامش القرارات الأوروبية الكبرى وخاصة سعي الدول الأوروبية إلى إرساء دفاع سياسي مشترك. وسيساعد خروج بريطانيا على بلورة الاتحاد الأوروبي لسياسة خارجية موحدة، وهي التي افتقدت كثيرا للوحدة بسبب مواقف لندن المعارضة دائما، ومنها ملف العراق خلال العقد الماضي وكيف أحدث فجوة بين لندن وشركائها الرئيســيين في أوروبــا مثل باريس وبرلين.
ورغم متانة العلاقات التاريخية بين لندن وواشنطن، لن تجد بريطانيا تعويضا في الولايات المتحدة للعلاقات التي ستفقدها مع أوروبا بسبب بريكست. ويعود هذا إلى التوجه الآخذ في التبلور وسط الإدارة الأمريكية الرامي إلى الانكماش على الذات الأمريكية في الصناعة والتجارة والقضايا الدولية الكبرى، وهو ما تترجمه قرارات الرئيس الحالي دونالد ترامب من خلال الضغط على الدول الأوروبية في الحلف الأطلسي لكي ترفع من الإنفاق العسكري لتتولى مستقبلا الدفاع عن نفسها، وهي المواقف التي أعرب عنها في قمة هذا التكتل العسكري يومي الأربعاء والخميس من الأسبوع الجاري. كما يترجم ترامب سياسته عبر الرفع من الضرائب على الواردات بما فيها البريطانية.
لقد بررت بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي برغبة جزء هام من الشعب البريطاني التحرر من القيود البيروقراطية للمفوضية الأوروبية التي تكبل الاقتصاد البريطاني، علاوة على عدم تحمل مجيء الأوروبيين للعيش في هذا البلد. وهذه المعطيات صحيحة للغاية، لكن من ضمن الأهداف عير المعلنة وقتها هو رغبة بريطانيا إعادة تموضعها في الخريطة العالمية من خلال تزعم مستعمراتها السابقة سياسيا واقتصاديا للتحول إلى قطب عالمي إلى جانب الكبار مثل روسيا والولايات المتحدة والصين. وهذا هاجس يسيطر على لندن منذ الحرب العالمية الثانية، حيث لا تريد خسارة قطار القوى الكبرى.
لكن لا يمكن لبريطانيا تزعم دول الكومنويلث لبناء قطب قوي مستقبلا، لأن أغلب المستعمرات السابقة تنخرط في اتحادات قارية ولم تعد تستمع كثيرا لتوجيهات لندن مثل الكثير من الدول الأوروبية. ويضاف إلى هذا ان الكثير من الدول تبحث عن صداقات وعلاقات متميزة مع أقطاب كبرى مثل الصين وروسيا، وهذا على حساب مصالح لندن.
لقد كان بريكست فترة أعرب من خلالها جزء هام من الشعب البريطاني عن فرحة كبيرة بشأن استعادة سيادة اعتبروها مفقودة لدى الاتحاد الأوروبي، لكن ما تواجهه بريطانيا الآن هو قضية الانتماء الاستراتيجي. لقد فقدت أوروبا، وهي عاجزة لأسباب منطقية عن تحويل الكومنولث إلى قطب عالمي، بينما الولايات المتحدة بدأت ترسم طريقا مختلفا خاصا بها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75517
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مشروع بريكست Empty
مُساهمةموضوع: رد: مشروع بريكست   مشروع بريكست Emptyالأحد 15 يوليو 2018, 6:51 am

فرنسا: تحذر من عواقب وخيمة وتستعد لمرحلة ما بعد بريكست

آدم جابر



Jul 14, 2018

مشروع بريكست 14qpt993
باريس ـ «القدس العربي»: فضلت حكومات دول الاتحاد الأوروبي، بما فيها السلطة التنفيذية الفرنسية، التزام الصمت بخصوص استقالة ديفيد ديفيز الوزير البريطاني المكلف بشؤون بريكست، وبوريس جونسون وزير الخارجية، يوم الإثنين الماضي، احتجاجا على خطة رئيسة الحكومة تيريزا ماي لإبقاء علاقات اقتصادية وثيقة مع الاتحاد الأوروبي بعد تفعيل بريكست. لكن وسائل إعلام ومراقبين في فرنسا اعتبروا أن استقالة هذين الوزيرين القويين قد تكون بمثابة سلاح ذي حدين فيما يتعلق بالمفاوضات المعقدة الجارية حول بريكست الذي سيتم رسمياً في 29 مارس/آذار 2019.
فعدى تغريدة رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك على تويتر، والتي قال فيها «أتأسف ألا تنقرض فكرة بريكست مع خروج ديفيز وجونسون من الحكومة ولكن، من يدري؟» لم تكن هناك ردود فعل رسمية من الحكومات الأوروبية. ففي فرنسا اكتفى وزير الاقتصاد والمالية برونو لومير، الأربعاء الماضي، بالترحيب بخطة الحكومة البريطانية الخروج من الاتحاد الأوروبي، لكنه حثّ لندن على توضيح نواياها بأسرع وقت في وثيقة رسمية. وقال لومير إن الوقت ينفد بسرعة وأن عدم اليقين الحالي لا يخدم أي طرف، لا سميا عالم الأعمال في بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي. ومع أن تيريزا ماي حصلت قبل أسبوع على دعم حكومتها للمضي قدما في اقتراح فكرة إنشاء «منطقة تجارة حرة» مع الاتحاد الأوروبي بعد بريكست، وهو ما يعد إنجازا داخلياً لها، لكن مراقبين يجدون أنها ستواجه صعوبات في إقناع دول الاتحاد الأوروبي بهذا الموضوع.
وأعلن رئيس الحكومة إدوار فيليب، الثلاثاء، أن فرنسا ستعمل سريعاً على تطبيق إجراءات مالية من أجل تعزيز قدرتها على جذب المؤسسات المالية الراغبة في مغادرة بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي. وعاد فيليب بعد ذلك بيومين ليحذر من مغبة أن الأسوأ لا يزال وراداً، وهو أن يتم بريكست من دون التوصل إلى اتفاق بين الجانبين البريطاني والأوروبي، مؤكدا أن هذا الـ»بريكست» الصعب ستكون له تداعيات وخيمة على الجميع، بمن فيهم بريطانيا ولكن أيضا فرنسا.
وخلافاً للموقف الفرنسي الرسمي، اعتبر مراقبون وصحف فرنسية أن استقالة ديفيد ديفيز وبوريس جونسون الرجلين القويين في الحكومة، تخلص تيريزا ماي من «أصوليي بريكست» في ظل الانقسام أو التهميش الذي يعانيه أصدقاؤهم في الحكومة على غرار ميشيل غوف الصديق السابق لبوريس جونسون الذي يدافع الْيَوْم وبحماسة عن خطة رئيسة الحكومة تيريزا ماي لـ»بريكست سلس» والتي تقترح فيها الإبقاء على علاقات اقتصادية وتجارية وثيقة مع الاتحاد الأوروبي أكثر من أي جهة أخرى. أما فيما يخص وزير بريكست الجديد دومينيك راب، فقد اعتبرت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن دوره سيرتكز أكثر على تهدئة الجناح اليميني داخل حزب المحافظين، حيث إن أولي روبن مستشار رئيسة الوزراء المكلف بأوروبا هو من يتولى وبشكل فعلي المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بشأن بريكست. وأشارت صحيفة «لوموند» إلى أن استقالة الوزيرين قد تشكل بداية النهاية لتيريزا ماي أو نهاية المشاكل بالنسبة لها. لكن محللين سياسيين فرنسيين اعتبروا أنه قبل تسعة أشهر من موعد الخروج الرسمي لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لا تزال تيريزا ماي «واقفة على رجليها» رغم استقالة وزيرين، لكنها لم تخلص بعد من المتمردين داخل عائلتها السياسية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75517
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مشروع بريكست Empty
مُساهمةموضوع: رد: مشروع بريكست   مشروع بريكست Emptyالخميس 15 نوفمبر 2018, 6:19 am

الحكومة البريطانية توافق على “مسودة اتفاق” الخروج من الاتحاد الأوروبي بعد معركة صعبة خاضتها تيريزا ماي للدفاع عنه.. وبارنييه يؤكد: اتّفاق بريكست يجنّب قيام “حدود ماديّة” بين إيرلندا وإيرلندا الشمالية
November 14, 2018

لندن- بروكسل- (أ ف ب): أيدت الحكومة البريطانية الأربعاء مسودة اتفاق بريكست الذي توصلت إليه لندن مع الاتحاد الأوروبي بعدما خاضت رئيسة الوزراء تيريزا ماي معركة صعبة للدفاع عنه في اجتماع مع حكومتها المنقسمة يضع مصيري بريكست ومسيرتها السياسية على المحك.
وخرجت ماي من الاجتماع الذي استمر خمس ساعات وهز سعر الجنيه الإسترليني للإعلان بأنها حظيت بالدعم الكامل منهم للمضي قدما بخطتها بشأن بريكست.
وقالت ماي أمام مقر الحكومة إن “القرار الجماعي للحكومة هو أن عليها الموافقة على مسودة اتفاق الانسحاب”. لكنها أقرت بأنها قد تواجه مقاومة أقوى عندما ينتقل النص المكون من 585 صفحة إلى البرلمان من أجل إقراره الشهر المقبل.
وأدت الشائعات عن استقالات في الحكومة ونوايا في أوساط نواب معارضين للاتحاد الأوروبي في صفوف حزب ماي للإطاحة بها إلى خسارة الجنيه واحد بالمئة من قيمته في إحدى لحظات التذبذب التي شهدها.
بدورها، أقرت رئيسة الوزراء أنها انخرطت في “نقاش محموم” مع أعضاء حكومتها مشيرة إلى “أيام صعبة مقبلة”.
وقالت في إشارة إلى تصويت البرلمان المرتقب إن “هذا قرار سيتم التمعن فيه بشكل مكثف وهكذا يجب أن تجري الأمور وهو أمر مفهوم تماما”.
ومن جانبه، أعلن كبير مفاوضي الاتّحاد الأوروبي ميشال بارنييه الأربعاء أنّه تمّ التوصّل إلى حلّ بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في مشروع الاتّفاق حول بريكست لتجنّب قيام “حدود ماديّة” بين جمهورية إيرلندا، العضو في الاتحاد الأوروبي، وإيرلندا الشمالية، المقاطعة البريطانية.
وتسبّبت قضية الحدود الإيرلندية بتعثّر المفاوضات بين بروكسل ولندن منذ اسابيع.
وصرّح بارنييه في مؤتمر صحافي “لقد توصّلنا معاً إلى حلّ مع المملكة المتحدة لتفادي حدود مادية في جزيرة إيرلندا”.
ويرمي هذا الحلّ إلى الحفاظ على اتفاقات السلام لعام 1998 في إيرلندا، وهو ما كان الطرفان تعهّدا التوصّل اليه عندما بدآ المفاوضات.
وأوضح بارنييه أنّه ستكون هناك “منطقة جمركية واحدة” بين الاتّحاد الأوروبي والمملكة المتحدة تتيح للسلع البريطانية داخلها “دخولا دون رسوم ودون حصص في سوق الدول ال 27”. وعلاوة على ذلك ستبقى مقاطعة إيرلندا الشمالية تابعة لمعايير السوق المشتركة “أساسا لتفادي قيام حدود مادية”.
واعتبر المفاوض الأوروبي أنه تمّ إحراز “تقدّم حاسم” باتّجاه اتفاق يتيح “انسحابا منظّماً” لبريطانيا في 29 آذار/ مارس 2019.
وبناء على ذلك طلب رئيس المفوضية الاوروبية جان-كلود يونكر من رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك استخلاص “هذا التقدّم الحاسم” والإذن بناء عليه بـ”اختتام” مفاوضات خروج لندن.
وإدراكاً منه للصعوبات التي تواجه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في تمرير اتّفاق الطلاق، دعا بارنييه “الجميع” إلى “تحمل مسؤولياته”.
ويطوي اتفاق الإطار هذا صفحة مفاوضات معقدة ومريرة استمرت عاما ونصف العام بهدف إنهاء عضوية استمرت نحو 46 عاما لبريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
ووسط غموض اقتصادي في أعقاب الأزمة المالية العالمية إضافة إلى مخاوف من تدفق المهاجرين، صوت البريطانيون بنسبة 52 مقابل 48 بالمئة في استفتاء في حزيران/ يونيو 2016 على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
واجهت ماي في مجلس العموم في وقت سابق الأربعاء معارضة سواء من جانب من يريد انفصالا تاما عن التكتل أو من أولئك الذين يرون في بريكست كارثة بالنسبة لبريطانيا.
ووصف جيريمي كوربن، زعيم حزب العمال المعارض الذي يسعى لانتخابات مبكرة، عملية المفاوضات برمتها بأنها “مخزية”.
وقال “هذه الحكومة أمضت سنتين في التفاوض على اتفاق سيء سيترك البلاد بين انسحاب ولا انسحاب إلى ما لا نهاية”.
من جانبه انتقد النائب المحافظ بيتر بون، المؤيد البارز لبريكست، رئيسة الوزراء.
وقال مخاطبا ماي “أنت لا تحترمين ما صوت عليه مؤيدو بريكست، واليوم ستخسرين دعم العديد من النواب المحافظين وملايين الناخبين”.
– يبيع البلاد تماما
واحتشد أنصار بريكست ومعارضوه خارج “10 داونينغ ستريت”.
وكانت لوسي هاريس التي أسست تجمع “ليفرز أوف لندن” المؤيد لبريكست بين الحاضرين واعتبرت أن الاتفاق “يبيع البلاد تماما. سنتحول إلى دولة تابعة للاتحاد الأوروبي”.
لكن الأسوأ صدر من الحزب الإيرلندي الشمالي- الحزب الوحدوي الديمقراطي- حليفها الذي لا غنى عنه في الحكومة، إذ هدد بفض الائتلاف في أعقاب التسريبات المتعلقة بترتيبات خاصة بالمقاطعة البريطانية.
وقالت زعيمة الحزب آرلين فوستر إنها تنتظر من ماي أن تطلعها على الاتفاق، محذرة من “العواقب” في حال ثبتت صحة التسريبات بشأن وضع إيرلندا الشمالية.
وقال مسؤول أوروبي لوكالة فرانس برس إن الاتفاق النهائي يتضمن ما أطلق عليه “شبكة أمان” تقضي ببقاء كامل المملكة المتحدة ضمن ترتيبات جمركية مع الاتحاد الأوروبي.
وسيعطي الاتفاق لايرلندا الشمالية وضعا خاصا، ما يعني أنه ستكون هناك حاجة لبعض الحواجز بين ايرلندا الشمالية وباقي أنحاء البلاد.
ولم تلق الترتيبات المتداولة أصداء إيجابية في اسكتلندا حيث شككت حكومتها المؤيدة للاستقلال بمشروع الاتفاق.
وسألت رئيسة حكومة اسكتلندا نيكولا ستورجن عن السبب الذي يسمح لإيرلندا الشمالية بالحصول على وضع خاص يبقيها في السوق الأوروبية الموحدة بينما لا تحصل اسكتلندا على ذلك.
– مهلة قصيرة
وقالت مصادر أوروبية في بروكسل لوكالة فرانس برس إنه إذا حصلت ماي على دعم حكومتها فإن اجتماع سفراء الاتحاد الأوروبي المتزامن يمكن أن يليه اجتماع ثان الجمعة، واجتماع تحضيري لقمة يعقدها وزراء الاتحاد الأوروبي الإثنين.
وتعثرت المفاوضات لأشهر حيث اختلف الطرفان على الكيفية التي يمكن من خلالها تجنب إقامة نقاط حدودية بين مقاطعة إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي، في حال توصلت لندن إلى اتفاق تجارة جديد مع بروكسل.
ويتضمن الاتفاق، وفقا لتقارير، آلية مراجعة يمكن لبريطانيا أن تستخدمها للانسحاب من شبكة الأمان، وهو مطلب أساسي للمحافظين المشككين بمؤسسات الاتحاد الأوروبي.
وحذر زعيم حزب المحافظين السابق وليام هيغ مؤيدي بريكست من أنهم يمكن أن ينسفوا العملية برمتها في حال لم يدعموا خطة ماي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75517
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مشروع بريكست Empty
مُساهمةموضوع: رد: مشروع بريكست   مشروع بريكست Emptyالجمعة 16 نوفمبر 2018, 10:32 am

مشروع بريكست Lon_0.jpg?eq_Hb

حي المال في لندن واثق من إمكانية ترويض البريكست

كثير من المتفائلين في حي المال في لندن يقاومون حالة التشاؤم بشأن مخاطر البريكست على مستقبل المركز المالي ويؤكدون أنه يستند إلى مزايا لن تزعزعها سيناريوهات الطلاق الأوروبي.



لندن- يبدي المسؤولون في مبنى غيلدهال الإداري في قلب لندن سيتي مركز الأعمال في العاصمة البريطانية أسفهم لاستمرار الخسارة البطيئة للوظائف الناجمة عن غموض شروط انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، لكنهم واثقون من أمر واحد وهو أن مدينة الأعمال ستتمكن من الصمود في نهاية المطاف.
يتجه كريستوفر هايوارد مثله مثل قرابة 500 ألف من سكان لندن يوميا إلى مدينة الأعمال للعمل في هذا المركز الحيوي الذي تأسس قبل قرابة ألفي سنة، والذي تنتشر فيه ناطحات سحاب ذات تصاميم حديثة أحدثت ثورة في هذا الحي التاريخي الذي تتواصل فيه ورش البناء والأعمال.
مشروع بريكست Crisكريستوفر هايوارد: لندن تعرف كيف تتكيف مع الظروف وتعالج المشاكل من منظور إيجابي

ولدى خروجه من مترو الأنفاق، يجتاز عددا من الشوارع المشغولة بالمكاتب التجارية ليدخل في زقاق ضيق يعج بالحانات والمطاعم قبل أن يدخل إلى مبنى غيلدهال المهيب الذي يعود بناؤه إلى عدة مئات من السنين.
ولا تزال تتردد بين جدران المبنى أصداء صرخات الخوف عشية الاستفتاء المؤيد الذي أيدت فيه أغلبية بسيطة الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، في تعبير عن الخشية من الانعكاسات الاقتصادية السيئة على الشركات البريطانية.
ويقول هايوارد الذي يرأس لجنة التخطيط المدني في لندن سيتي لوكالة الصحافة الفرنسية لقد “شعرنا بالقلق حينها من خسارة عشرات لا بل مئات الآلاف من الوظائف. ولكن هذا لم يحدث ونحن سنخسر بضعة آلاف على الأكثر” في العاصمة كلها.
ويمثل الموظفون الذين يغادرون لندن سيتي أو حي الأعمال الآخر كناري وارف إلى أوروبا وغيرها نسبة قليلة مقارنة مع نحو 800 ألف موظف في قطاع المال في العاصمة البريطانية من مصارف وشركات تأمين وإدارة محافظ استثمارية وخدمات قانونية واستشارية.
ولا تزال لندن مع نيويورك أهم عاصمتين ماليتين في العالم. وتفيد مؤسسة “زد ين” الاستشارية أن هاتين المدينتين تتقدمان بكثير على هونغ كونغ وسنغافورة وشنغهاي وطوكيو. ويؤكد هايوارد مبتسما أنه “بالنسبة لنا، لا يأتي التحدي الأكبر من المراكز المالية الأوروبية الأخرى بل يأتي من نيويورك وسنغافورة”.
وتقول ماري سيلي غيوم مديرة حي الأعمال في باريس (باري لا ديفانس) إن العواصم الأوروبية التي تتنافس منذ عامين لجذب المرشحين لمغادرة لندن تقف على مسافة منها وهي تعرف أن “فكرة الانتقال الكثيف لمركز الأعمال من لندن إلى مكان آخر على القارة لن يحدث”.
ورغم شبح البريكست فقد تصدرت لندن قائمة مدن الأعمال في جذب الاستثمارات الدولية في مجال العقارات، في الفترة بين منتصف العام الماضي ومنتصف العام الحالي حين استقـطبت نحـو 25 مليار دولار.
ويمثل ذلك الرقم ضعف ما تم ضخه في هونغ كونغ التي حلت في المرتبة الثانية، وفق دراسة أعدتها مؤسسة كوشمان أند ويكفيلد. إذ ارتفعت نفقات المستثمرين الهنود والصينيين واليابانيين فيها بأكثر من 50 في المئة تقريبا. ويقول هايوارد إن “لندن تعد مكاناً آمنا للاستثمار وهذا ينشِّط طلب الشركات التي ترغب في الحصول على موقع في مدينة الأعمال”.
وتكمن واحدة من نقاط القوة في المدينة في معاييرها التنظيمية والضريبية المواتية للشركات في المملكة المتحدة، إضافة إلى وفرة مجموعة كبيرة من المواهب الدولية والجهود المبذولة لتنظيم فعاليات ثقافية وإثراء الحياة الليلية في لندن.
مشروع بريكست Mar_10ماري سيلي غيوم: الانتقال الكثيف لمركز الأعمال من لندن إلى مكان آخر في أوروبا لن يحدث

ويقول مارك روش، مراسل صحيفة لوموند الفرنسية في لندن منذ حوالي ربع قرن وفي كتابه الأخير “بريكست سينجح” إن هذه المزايا ستتحسن وتواصل دعم جاذبية لندن.
ويوضح “عبر بحر المانش (القنال الإنكليزي) ستفرض ضريبة فقط على مداخيل الأجانب الأغنياء الذين قرروا الاستقرار في المملكة المتحدة وليس كل مجمل ثروتهم. نحن نتوقع أن هيئة الضرائب البريطانية ستتعامل مع الضيوف الأثرياء بمزيد من الاحترام بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي”.
ويرجح روش أن “يكون الضغط في مستقبل الأيام أقل على أثرياء الشرق الأدنى أو الروس أو الصينيين الذين استثمروا في العقارات في لندن للتصريح بشأن مصدر أموالهم مما هي عليه الحال اليوم”.
وأيد الكثير من كبار أثرياء بريطانيا الانفصال عن الاتحاد الأوروبي كوسيلة لتجنب وصاية بروكسل على القوانين المحلية البريطانية، تحت عنوان استعادة السيادة.
ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية إلى ستيفن لانسداون، وهو أحد كبار الأثرياء المتحمسين للبريكست، قوله “سيكون للبريكست أثر جيد. وسوف يجبر الجميع على فعل ما نجيد فعله في لندن سيتي”.
ورجل الأعمال البريطاني، لانسداون، مؤسس شركة مالية عملاقة مدرجة في بورصة لندن. وعدا عن المهارات التي توفرها هذه الرئة المالية في المملكة المتحدة والاستخدام العالمي للغة الإنكليزية، فإن لندن لديها خبرة في مواجهة الأزمات والنهوض بعد الحرائق والثورات والحروب.
ويقول كريستوفر هايوارد إن المدينة “شهدت في تاريخها الكثير من التقلبات التي خرجت على الدوام منها لأنها تعرف كيف تتكيف مع الظروف وتعالج المشكلات من منظور إيجابي”.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
مشروع بريكست
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  ما هو اتفاق بريكست؟
» «بريكست» .. الطريق إلى انهيار بريطانيا
» مشروع ملنر 1917
» تعريف مشروع مارشال
»  مشروع "المشرق الجديد"..

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث اقتصادية-
انتقل الى: