عدد المساهمات : 75765 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: مضناكَ جفاهُ مرقدُه الأربعاء 15 أغسطس 2018 - 10:48
أحمد شوقي - مضناكَ جفاهُ مرقدُه
حظيت قصيدة الحصري القيرواني (يا ليلُ، الصبُّ متى غــده) بشهرة واسعة - و قد أورد الشارحون للقصيدة بأن النداء في "يا ليلُ" ، يعود لليل ، و ليس لليل الصب -. و لعذوبة ابيات هذه القصيدة و جمال معانيها ، تمت معارضتها من قِبَل كثير من الشعراء ، نشر منها بديوان الحصري سبعا وثلاثين معارضة ، تنوعت اغراضها ومواضيعها ، لكن أشهرها معارضة الشاعر أحمد شوقي التي نشرت لاول مرة في مجلة الزهور سنة 1910، و اعاد نشرها مضيفا اليها جملة من الابيات في الجزء الثاني من الشوقيات صفحة 121/122 ،
وقد اورد الباحث الاستاذ نور الدين حمود من تونس في بحث له ان:
- عدد الأبيات المنشورة في عدد الزهور الخامس (14) بيتاً - عدد الأبيات المنشورة في العدد العاشر من مجلة الزهور (19) بيتاً - حذف شوقي من معارضته عندما نشرها في الشوقيات البيت التالي (حسّادي فيه أعذرهمْ = وأحقّ بعذري حُسّدُهُ) - أضاف شوقي تسعة أبيات غزليّة إلى سابقاتها ، و نشرها في الشوقيات ج2، ص121-122. - لم يثبت الأبيات التي مدح بها الأمير وعددها عشرة أبيات - جملة الأبيات في عددي الزهور (34) بيتاً - عدد الأبيات في الشوقيات (27) بيتاً. - غنّى محمّد عبد الوهاب من هذه القصيدة (15) بيتاً فقط. - وورد البيت الخامس خطأ هكذا: ويناجي النجمَ ويُتعبُهُ = ويُقيم الليلَ ويُقعدُهُ - بينما جاء بمجلة الزهور وهو المعنى المستقيم والاقرب الى المنطق هكذا ويناجي النجمَ ويتبعهُ = ويُقيم الليلَ ويُقعدُهُ - وجدت ابيات اخرى لم يضمنها الدارس لبحثه ...
لا يسعني سوى الثناء على الاستاذ نور الدين حمود من تونس على مجهوداته التي اعتمدت عليها هنا
مضناكَ جفاهُ مرقدُه أحمد شوقي
مضناكَ جفاهُ مرقدُه = وبكاهُ ورحَّم عُوَّدُهُ حيرانُ القلبِ معذّبُه = مقروحُ الجفن مسهَّده أودى حرفاً إلا رمقاً = يُبقيه عليك وتُنْفِدهُ يستهوي الوُرق تأوّهُه ُ = ويُذيبُ الصخر تنهّدُه ويناجي النّجم ويتبعُه = ويُقيم الليل ويقعدُه ويعلّم كلّ مطوّقة = شجناً في الدوح تردّده كم مدَّ لطيفك من شرَكٍ = وتأدّب لا يتصيّده فعساك بغُمْضٍ مُسعِفهُ = ولعلّ خيالك مسعدهُ الحسنُ حَلَفْتُ بيُوسُفِهِ = والسورة ِ إنك مفردهُ قد وَدَّ جمالك أو قبساً = حوراءُ الخُلْدِ وأَمْرَدُه وتمنَّت كلٌّ مقطعة ٍ = يدها لو تبعث تشهدهُ جحدت عيناك زكيّ دمي = أكذلك خدّك يجحدُه؟ قد عزّ شهودي إذ رمتا = فأشرتُ لخدّك أُشهِدُه وهممتُ بجيدك أشرِكُه = فأبَى واستكبر أصيدُه وهززت قوامك أعطفهُ = فنبا وتمنّع أملدُهُ سببٌ لرضاك أمهِّدُهُ = ما بال الخصر يعقّدُهُ؟ مولاي وروحي في يده = قد ضيَّعها سلمتْ يدُهُ ناقوسُ القلب يدقّ له = وحنايا الأضلع معبدُه (حسّادي فيه أعذرهمْ = وأحقّ بعذري حُسّدُهُ) بيني في الحبّ وبينك ما = لا يقدر واشٍ يُفسدُهُ ما بال العاذل يفتح لي = باب السلوان وأوصدُه؟ ويقول : تكاد تجنُّ به = فأَقول: وأُوشِكُ أَعْبُده ورُضاب يوعَد كوثره = مقتولُ العشق ومُشهَده وبخال كاد يُحجُّ له = لو كان يقبَّل أسودُه وقوام يروي الغصن له = نسباً والرمحُ يفنّدُهُ (وبخصر أوهن من جَلَدي = وعوادي الهجر تبدّدُهُ) ما خنت هواك ولا خطرت = سلوى بالقلب تبرّده يا "سيف الدولة" عِشْ أبداً = للعصر يهزّك "أحمَدُهُ" ما كان الله مجرّده = لا يقدر خلق يُغمدُهُ سعدت بقدومك مصر ضحى = وتلاقى الأوجُ وفرقدُهُ يا مصرُ سماؤك جوهرة = وثراكِ بحار عسجدُهُ والنيلُ حياة دافقة = ونعيمٌ عذبٌ موردُهُ والملك سعيد حاضره = لكِ في الدنيا حرّ غدُهُ والعصرُ إليك تقرّبُه = وإلى حاميك تودّدُهُ والشرق رقيّك مظهره = وحضارة جيلك سؤدُدُهُ لسريرك بين أسرته = أعلى التاريخ وأمجدُهُ بعلوّ الهمّة نرجعُهُ = وبنشر العلم نجدّدُهُ
الرئيسية 
البوابة 
