جدول (2): نتائج الانتخابات الماليزية للتحالف الحاكم مقابل المعارضة 1959- 2004
جدول (2): نتائج الانتخابات الماليزية للتحالف الحاكم مقابل المعارضة 1959-2004 |
الدورة الانتخابية | السنة | التحالف الحاكم | المعارضة | إجماليالمقاعد |
المقاعد | % المقاعد | % الأصوات | المقاعد | % المقاعد | % الأصوات |
1 | 1959 | 74 | 71.15 | 51.7 | 30 | 28.85 | 48.3 | 104 |
2 | 1964 | 89 | 85.58 | 58.5 | 15 | 14.42 | 41.5 | 104 |
3 | 1969 | 95 | 66 | 49.3 | 49 | 34 | 50.7 | 144 |
4 | 1974 | 135 | 87.66 | 60.7 | 19 | 12.34 | 39.3 | 154 |
5 | 1978 | 130 | 84.42 | 57.2 | 24 | 15.58 | 42.8 | 154 |
6 | 1982 | 132 | 85.71 | 60.5 | 22 | 14.29 | 39.5 | 154 |
7 | 1986 | 148 | 83.62 | 55.8 | 29 | 16.38 | 41.5 | 177 |
8 | 1990 | 127 | 70.55 | 53.4 | 53 | 29.45 | 46.6 | 180 |
9 | 1995 | 162 | 84.38 | 65.2 | 30 | 15.62 | 34.8 | 192 |
10 | 1999 | 148 | 76.68 | 56.5 | 45 | 23.32 | 43.5 | 193 |
11 | 2004 | 198 | 90.41 | 63.9 | 21 | 9.59 | 36.1 | 219 |
12 | 2008 | 140 | 63.06 | 50.27 | 82 | 36.94 | 46.75 | 222 |
كان الدخول في التحالف الحاكم "الجبهة الوطنية" يتم وفق شروط أمنو، وعلى الرغم من أنه تحالفٌ بين شركاء، إلا أنه لم يكن تحالفًا بين أكفاء متساوين؛ إذ ظلت القيادة والريادة بيد أمنو، ومن يعترض أو يثير "المشاكل" فإنه يُطرَد، كما حدث مع الحزب الإسلامي، الذي دخل التحالف سنة 1974 وخرج منه سنة 1977. وقد زودت الجبهة الوطنية حزب أمنو بواجهة للحكم، كما زودت السياسة الماليزية بآلية للتشاور والتمثيل. وكان أكثر ما يميز الأحزاب المنضوية في الجبهة أنها معتدلة في المسائل العرقية، أو تحرص على أن يكون مظهرها كذلك. ولكنها في كل الأحوال كانت راغبة أو مرغمة على الوصول إلى تسويات باعتبارها قوى مشاركة في الحكم(
42).
رابعًا: التجربة الماليزية وما يمكن أن تضيفه للعالم العربي
لا تقدم التجربة السياسية الماليزية وصفة سحرية للمناطق المضطربة في العالم العربي، كما لا تقدم بالضرورة حلولاً مثالية للمناطق التي تعاني من نظمها السياسية أو من اختلالات عرقية وطائفية ومذهبية. والتجربة نفسها لها بيئة نجاحها الخاصة، كما اعترتها بعض جوانب الخلل والقصور. غير أن التجربة الماليزية تقدم حالة استرشادية، يجدر الاستفادة منها، خصوصًا في ضوء التغيرات والثورات التي يشهدها العالم العربي، وبروز الأسئلة المتعلقة بطبيعة النظام السياسي والنظام الانتخابي، والعقد الاجتماعي والدستور والمواطنة وحقوق الأقليات والطوائف، وغيرها من الأسئلة.
ولعل أًبرز مًا يًمكن اًلاستفادة مًنه عًربيًا مًن هًذه اًلتجربة:
1. معادلة "الكل يكسب" وهي معادلة قائمة على توفير شبكة أمان لكافة فئات المجتمع، وعلى ضمان حرياتها وحقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتحقيق عدالة اجتماعية تراعي الأوزان الديموغرافية لفئات المجتمع، دون أن تهضم حقوق الأقليات، كما تركز على المصالح المشتركة، وتحيد عناصر التوتير والتفجير الاجتماعي والسياسي. وهي معادلة قائمة على أن يتنازل الجميع عن بعض ما يرونه حقوقا لهم، في سبيل تحقيق مكاسب أكبر مرتبطة بالاستقرار السياسي والشراكة في بناء الدولة وفي مشاريع التنمية.
2. الاستقرار السياسي القائم على تحالف اللاعبين الكبار وتعاونهم، حيث تحالف أكبر حزب للملايو مع أكبر حزب للصينيين مع أكبر حزب للهنود، وتطور هذا التحالف ليشكل الجبهة الوطنية التي اتسعت ل 14 حزبا، بحيث ضمنت أغلبية مريحة دائمة في مجلس النواب، ومالت هذه الأحزاب إلى التوافق، وحلّ مشاكلها وخلافاتها خلف الأبواب المغلقة، وعدم الدخول في الابتزاز السياسي، والرضا بنصيبها المعقول من "الكعكة".
3. تبني نظام انتخابي يعطي فرصا أكبر للأحزاب والتحالفات الكبيرة في الفوز؛ حيث تم اعتماد النظام البريطاني الذي يعطي مقعدا واحدا لكل دائرة انتخابية، وهو ما يسهّل على التحالفات الفوز بسهولة من خلال تقديم مرشح واحد عنها. وعدم تبني نظام النسبية الذي يفرض مشاركة الأحزاب الصغيرة، وهو وإن كان يعطي تمثيلا شعبيا أكثر مصداقية في البرلمان، إلا أن الأحزاب الكبيرة عادة ما تكون عرضة لابتزازها السياسي عندما تكون غير مالكة لأغلبية المقاعد. وهو ما قد يرفع من أجواء التوتير، ويؤدي لسرعة سقوط الحكومات، وتعطيل برامج التنمية المختلفة.
4. إيجاد رؤى تنموية وإصلاحية طويلة الأمد، تطمئن فئات المجتمع على صحة المسار السياسي والاقتصادي، ولا تحرق المراحل، كما تخرج عن أطر الشعارات الفارغة إلى البرامج العملية الجادة.
لعل بلدانا عربية تعيش حالة من التنوع الطائفي والعرقي كالعراق وسورية ولبنان والبحرين، وإلى حدّ ما في مصر والسودان والمغرب العربي، تجد في معادلة "الكل يكسب" خيارا أفضل لنظمها السياسية، وصمام أمان يمنع مخاطر التفتيت والتشظي، كما أن هذه البلدان هي أحوج ما تكون إلى استقرار سياسي يجمع ما بين تحقيق إرادة الجماهير، واحترام خيار الأغلبية، والتداول السلمي للسلطة، وعدم الخضوع للابتزاز السياسي للأحزاب السياسية الصغيرة، وإعطاء الفرصة الكافية لأحزاب الأغلبية لتنفيذ برامجها.
لقد حقّق الأتراك هذه المعادلة من خلال وضع حدّ أدنى هو 10 % ليتمكن أي حزب من التمثيل في البرلمان؛ واستخدم الماليزيون فكرة التحالفات الواسعة، مع فكرة المقعد الواحد لكل دائرة.
غير أن كل الأفكار الجميلة والأنظمة المثالية لا تقدم ضمانات للنجاح، ما لم توفق الجماهير في اختيار قيادات مخلصة وجادة، تطبق هذه الأفكار بما يتوافق مع بيئتها السياسية والاجتماعية.
خلاصة
نًجح النظام السياسي الماليزي في توفير آلية مناسبة تستوعب الاختلافات الدينية والعرقية في ماليزيا، كما تتعامل بواقعية مع الاختلالات الاقتصادية والاجتماعية السائدة في المجتمع الماليزي. وتمكن الماليزيون من تطوير نموذجهم الذي أدار الاختلاف بالكثير من المهارة، واستفاد من التنوع باعتباره حالة إغناء وإثراء، وليس حالة تضاد وصراع. لم يكن نظامهم مثاليا بالضرورة ولكنه كان ناجحا بما يكفي لتجنيب البلاد الأزمات السياسية والصراعات الدينية والعرقية، وتحقيق نسب تنموية واقتصادية عالية. ويمثل هذا النموذج حالة التعامل الوقعي مع التعقيدات والمتغيرات، دون الجنوح إلى المثالية، وهي حالة تجدر دراستها والاستفادة من معطياتها، حيث توجد أزمات طائفية وعرقية في عالمنا العربي والإسلامي.
محسن صالح- مدير مركز الزيتونة في بيروت، ورئيس قسم التاريخ والحضارة في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا سابقا
المصادر:
1- انظر: Malaysia In Brief,
http://www.tourism.gov.my/about_malaysia/index.php ; and
https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/geos/my.html2- Harold Crouch, Government and Society in Malaysia (Singapore: Talisman Pub., 1996), p. 14
3- Department of Statistics, Malaysia Official Website, "Population and Vital Statistics,"
http://www.statistics.gov.my/portal/download_Buletin_Bulanan/files/BPBM/2012/APR/05_Population.pdf4- Harold Crouch, op. cit., p. 15
5- انظر:
http://www.tourism.gov.my/about_malaysia/?view=culture6- Ibid
7- Official Website, Population And Malaysia Department of Statistics, Housing Census 2000,
http://www.statistics.gov.my/english/census/pressdemo.html8- حول النظام السياسي الماليزي، انظر بالتفصيل: 14 Jayum Anak Jawan, Malaysian Politics and Government (Shah Alam-Malaysia: Karisma Publications, 2003), pp. 62-157
9- 70; and John Funston, "Malaysia Developmental -See Ibid., pp. 62Funston (editor), Government and Politics State Challenged," in John in Southeast Asia (Singapore: Institute of Southeast Asian Studies, 178-2001), pp. 175 .
10- انظر مذكرات تنكو عبد الرحمن. Tunku Abdul Rahman, Lest We Forget (Singapore & Petaling Jaya: Easten Universities Press, 1988 )
11- انظر حول تون رزاق ومختارات من خطاباته وأفكاره:
J. Victor Morias (editor), Strategy for Action: The Selected Speeches Haj (K.L.: The Malaysian -of Tun Haji Abdul Razak bin Hussein AlCentre for Development Studies, Prime Minister's Department, )69Malaysia, 19
12- مقابلة للباحث مع الفريق المتقاعد عبد الغني عزيز) القائد السابق لسلاح الطيران
22 ؛ ومقابلة للباحث مع أ.د. محمد كمال حسن، المدير /8/ الماليزي(، كوالالمبور، 2116
– .22/8/ السابق للجامعة الإسلامية العالمية ماليزيا، كوالالمبور، 2116
13- 25-91; and Crouch, op. cit., pp. 241-Jawan, op. cit., pp. 187
14- انظر حول مهاتير وعدد من إنجازاته:
( . Robin Adshead, Mahathir of Malaysia (U.K.: Hibiscus, 1989
15- انظر بشكل موسع حول رؤى وأفكار مهاتير: موسوعة مهاتير بن محمد )كوالالمبور: دار
.) الفكر، 2114
16- مقابلة للباحث مع مهاتير بن محمد )رئيس وزراء ماليزيا 1981 2113 (، كوالالمبور، -
.24/8/2116
17- ناقش مهاتير بن محمد بالتفصيل ما أسماه "معضلة الملايو"، ومشاكلهم وأسباب مخاوفهم
في كتابه المشهور:
Mahathir bin Mohamad, The Malay Dilemma (Singapore and Kuala 004Lumpur: Times Books International, 2 .)
18- See Crouch, op. cit., p. 17 .
19- .2116/8/ مقابلة للباحث مع مهاتير بن محمد، كوالالمبور، 24
20-Crouch, op. cit., p. 45
21- Crouch, op. cit., p. 45
22- Beng, "Ethnic Relations in Malaysia in Historical & -See Tan Cheenal of Malaysia Sociological Perspectives," Kajian Malaysia: JourStudies, vol. 5, no. 1, 1987; and Raymond L.M. Lee, "The Ethnic Implications of Contemporary Religious Movements & Organizations in Malaysia," Journal of Contemporary South East Asia, vol. 8, no. 1, 1987-1986 .
23- 27-Crouch, op. cit., pp. 26
24- nston, op. cit., p. 178Fu
25- Ibid
26- Ibid .
27- Ibid .
28- Ibid .
29- p. 171 .Ibid .
30- p. 179. Ibid
31- Laporan Ekonomi 2006/2007, Federal Government Budget: Operating and 4.6,pp. and Development Expenditures, Statistical Tables 4.5 32, -
31asury.gov.my/index.php?ch=22&pg=165&ac=1678&la http://www.treng=eng32- انظر: International Peace Research Institute, Military expenditure of Malaysia,
http://milexdata.sipri.org/result.php4; and KL Management Services, Accounting Services Outsourcing in Malaysia, malaysia-2011-
http://www.klmanagement.com.my/blog/budget 33- انظر: Shanti Noor, Islam in Malaysian Foreign Policy (London, 22-1997), pp. 21Routledge
34- .22/8/ مقابلة للباحث مع الفريق المتقاعد عبد الغني عزيز، كوالا لمبور، 2116
35- .2116/8/ مقابلة للباحث مع مهاتير بن محمد، 24
36- Tunku Abdul Aziz, “International Case Study: Stamping out Corruption in Malaysia,” 29.pdf-
http://www.unafei.or.jp/english/pdf/PDF_rms/no56/5637- ations during the Bush Malaysian rel-Pamela Sodhy, “U.S.administration: the political, economic, and security aspects,” Contemporary Southeast Asia, 1/12/2003 .
38- حول إدارة اللعبة الانتخابية في ماليزيا، وسياسات الحكم في ضمان الأغلبية، انظر:
tics in Malaysia: Managing Election in Lim Hong Hai, "Electoral Polia Plural Society "،
files/iez/01361005.pdf; and William Case, -
http://library.fes.de/pdfDemocracy ,"in Edmund Terence Gomez -"Testing Malaysia's Pseudo(editor), The State of Malaysia: Ethnicity, Equity and Reform don: Routledge Curzon, 2004(Lon .)
39- Jawan, op. cit., p. 110 .
40- حول انتخابات سنة 1959 حتى سنة 1999 ، انظر:
Zakaria Haji Ahmad et.al., Trends in Malaysia: Election Assessment (Singapore: Institute of Southeast Asian Studies, 2000), p. 8,
http://www.iseas.edu.sg/t rends120.pdf
وانتخابات سنتي 2114 و 2118 ، انظر:
Results, The Star newspaper, Malaysia, 3/12/1999, –Election 1999
http://thestar.com.my/election/results1999/results.html ; and Election
1Results, The Star, 10/3/2008, –2008
http://thestar.com.my/election/results/results.html41- Graham Brown, "Playing the (non)ethnic card: The electoral system and ethnic voting patterns in Malaysia," Crise Working Paper no. 21, Oxford, April 2005, p. 5 Queen Elizabeth House, University of .
42- Ibid .