إلغاء الأونروا .. نكبة جديدة
نجيب القدومي
لم يتوقع أحد أن يصل العداء عند ترامب في محاربة الفلسطينيين إلى هذا الحد، وأغرب ما في الأمر أن قراراته الفردية التي يتخذها بعداء مكشوف وسافر للقضية الفلسطينية لا تجد ردود الفعل المناسبة لهذه القرارات الخطيرة والتي لو نفذت لكانت اكبر جريمة ترتكب بحقوق الشعوب في العصر الحديث.
ليس من اختصاص ترامب البحث بقضايا اتخذت فيها الأمم المتحدة بمجلس الأمن و الجمعية العامة وعدد من المؤسسات الدولية وبأغلبية مطلقة ولعدة مرات ومنها الحفاظ على القدس كمدينة تحت الاحتلال ولا يجوز اجراء أي تغيير عليها لا جغرافيا ولا سكانيا، ومنها عودة اللاجئين إلى ديارهم التي اخرجوا منها، ومنها انسحاب الكيان الإسرائيلي من الأراضي العربية التي احتلت عام 67 ، ومنها استمرار قيام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بتقديم خدماتها لهؤلاء اللاجئين في الدول المضيفة لحين عودتهم الى بلادهم وهذا كان بإجماع الدول وتعهدت دول العالم بتغطية نفقاته إقرارا بمسؤولية المجتمع الدولي عنهم طالما كانوا لاجئين وينتظرون تنفيذ القرارات العديدة بعودتهم.
ليس من اختصاص ترامب بتحديد من هو اللاجئ وهذا عرفه المجتمع الدولي وهو كل من أخرج من بيته عام 48 واولاده واحفاده الى حين عودتهم الى بيوته وأراضيهم.
إن الرد الطبيعي والسريع على أكثر القرارات تسرعا وعداء وهو تخلي الولايات المتحدة عن التزامها بالمساهمة بموازنة الاونروا نهائيا لإصرارها على الغاء دور الوكالة استجابة للرغبة الاسرائيلية، يكون بمضاعفة مساهمة دول العالم لتغطية العجز وهذا ما بدأت به بعض الدول مشكورة فاستمرار قيام الوكالة بدورها تجاه الفلسطينيين هو اقرار بحقهم بالعودة وبعدها تكون الوكالة قد قامت بواجبها الذي أكدت عليه دول العالم.
وللحقيقة نقول أن الأردن ملكاً وحكومة وشعبا لعب وما زال يلعب دورا محوريا في حشد التأييد السياسي والمالي لتظل الوكالة تقوم بدورها على أكمل وجه بتنسيقها مع القيادة الفلسطينية التي تقوم بدور مماثل، وشهادة حق بجهود السيد بيير كرهينبول المفوض العام للوكالة والذي اتخذ قرار استئناف العام الدراس وارسل رسالة تطمئنن للاجئين الفلسطينيين وللعاملين في وكالة الغوث وأكد فيها أن قرار انهاء دور الوكالة لا يتم عن طريق دولة أو فرد وانما عن طريق دول العالم التي فوضت الوكالة تقديم خدماتها لحين عودة اللاجئين الى ديارهم تنفيذا للقرارات التي اتخذت بهذا الصدد وان ليس من حق أحد أن يحدد من هو اللاجئ وأن الوكالة ستتغلب على موضوع العجز المالي بمزيد من الاتصالات وان كرامة الفلسطيني قبل كل شيء.
هنا اهمس في أذن الاخوة في حماس، الا يتطلب هذا التآمر على تصفية القضية الفلسطينية كما لم يحدث من قبل أن نتمم المصالحة وننهي هذا الانقسام ونتصدى جميعا للإصرار الأمريكي والإسرائيلي على تنفيذ بنود صفقة القرن.
أهمس في اذن شعوب العالم التي وقفت في وجه الصلف الإسرائيلي في حالات اخف من صلفه وصلف الأمريكان هذه الايام لنرى الأعلام الفلسطينية ترفع بسواعد الغيورين من شعوب العالم على احقاق الحق الفلسطيني الذي يصر الكيان الاسرائيلي بدعم أمريكي على مصادرته زورا وبهتانا.
أهمس في اذن كل فلسطيني إلى ضرورة الوقوف جبهة قوية واحدة في وجه أشد مراحل القضية تآمرا والتأكيد على ان القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية وأن شطب وكالة الغوث هو بداية لشطب حق العودة وبذلك نكون قد تعرضنا الان لنكبة ثالثة.