قصيدة الوصايا العشر - كليب بن ربيعة -
حفظ تاريخ الشعر العربي العديد من الملاحم و الاشعار ، و القصيدة التي وصلتنا هي وصية كليب وائل بن ربيعة التغلبي لشقيقه المهلهل الزير سالم يحثه فيها على الثأر من جساس اخ جليلة بنت مرة احدى شاعرات العرب ، و زوجة كليب و ابنة عمه ، وذلك لعداوة ثارت بينهما بسبب ناقة البسوس خالَةُ جساس التي عرجت لترعى على ارض كليب ، و تسببت هذه الحادثة في اندلاع حرب ثأرية تراجيدية بين بكر و تغلب دامت اربعين سنة ، و قد خلفت هذه الحرب العديد من الاشعار اهمها قصائد الرثاء الشهيرة للزير سالم في اخبه ، و اشعار الجليلة في زوجها واخيه
و الشاعر هو كليب بن ربيعة التغلبي. (440 م - 494 م) حسب الكتب التاريخية ، شقيق المهلهل عدي بن ربيعة التغلبي (الزير سالم)
النص كما يتضح من قراءته مأخوذ من كتب الملاحم و السير الشعبية التي ارخت لمثل هذه الاحداث التي تتراوح بين الحقيقة و الخيال و المبالغة في تأويل الوقائع ، و تسيطر عليه التقريرية و المباشرة ، و به كلمات عامية ، و لا يرقى الى مستوى الشعر الجيد الذي وصلنا من تلك العصور
و قد استلهم الشاعر امل دنقل البيت التاسع من قصيدة كليب ، و نظم قصيدته الشهيرة " لا تصالح :
و البيت يقول :
وتاسع بيت سالم لا تصالح = وان صالحت شكوتك للإله
وصية
كليب الى المهلهل
يقول كليب أبن ربيعه = فدمعي فوق خدي كالقناة
جفاني الدهر ورماني سقيم = فهذا الدهر كم مثلي فناه
خرجت أنا على مهري أسير = فليس معي أنا إلا ألعصاه
فإذا أبن مره جاء خلفي = يريد قتلي وإبليس طغاة
ضربته بعصاي فوق ظهره = تقنطر راح من فوق الو طاه
أتى من خلفه عبد غريب = سريعا أركبه وركب حداه
فا ستعد وجانبي في سرعة = وناره بالحشا زادت لظاه
قال لي دير وجهك بابن عمي = يريد الغدر مني بالقناة
فاحكم طعنه في سريعا = وراح جساس هارب بالفلاة
هديت لك هديه يا مهلهل= عشر أبيات يفهمها لذكاه
وأول بيت أقول أستغفر ألله = اله العرش لا يعبد سواه
وثاني بيت أقول الملك لله = بسط الأرض ولرقع اسماه
وثالث بيت توصى باليتامى = واحفظ العهد ولا تنسأ سواه
ورابع بيت أول الله أكبر = على الغدار لا تنسى أذاه
وخامس بيت جساس غدرني = شوف الجرح يعطيك النباه
وسادس بيت قلت الزير أخي = شديد البأس قهار ألعداه
وسابع بيت سالم كون راجل = بأخذ الثأر لا تعطي ولاه
وثامن بيت سالم لا تخلي = شباب ولا صبي ولا فتاه
وتاسع بيت سالم لا تصالح = وان صالحت شكوتك للإله
وعاشر بيت أن خالفت أمري = أنا وإياك إلى قاضي القضاة