منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 ثنائية الوحي وتفسير الوحي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75853
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ثنائية الوحي وتفسير الوحي Empty
مُساهمةموضوع: ثنائية الوحي وتفسير الوحي   ثنائية الوحي وتفسير الوحي Emptyالجمعة 14 سبتمبر 2018, 9:47 am

ثنائية الوحي وتفسير الوحي


يقف عبدالكريم سروش، في كتابه "الصراطات المستقيمة"، عند مسألة العلاقة بين الوحي وتفسيره. ويقدم بالقول إن القيم بطبيعتها متقاطعة؛ العدل والحرية على سبيل المثال، ويصل الأفراد والمجتمعات في نهاية المطاف إلى الاختيار. وهذا الاختيار لا يقوم على دليل وبرهان، بل على علة وسبب. وما دامت العلل والأسباب باقية، وما دام التعارض مستمراً، فإن التمييز بدوره باق أيضاً ومستمر.
عندما نرى مجتمعنا يتقبّل التعدديّة ببطء، ولا يتفاعل معها بسرعة، فإنّ ذلك بسبب ضعف التيار الفلسفي. يقول سروش: إنّ المعرفة الدينية هي السعي إلى فهم الشريعة. وهذا الفهم يُبنى على افتراضات مسبقة، ويستلزم تأطير الأفهام الجزئية في قوالب مفاهيم ومقولات عامة. وفهم الدين غير مستثنى من هذه القاعدة؛ إنه مسبوق ببعض الافتراضات والمبادئ التصورية والتصديقية، وهي تعتبر من الشروط اللازمة لفهم الدين وتفسير نصوصه ومتونه. هذه التصورات ليست مقدسة أو فوق مستوى النقد؛ إذ يمكننا وضعها على مشرحة النقد، وتعديلها. ولكن هناك أمران لا شك فيهما: وجود هذه التصورات قطعي وغير قابل للاجتناب؛ وهي مستقلة عن عالم التجربة، وتفرض تأثيراتها على نتائج التحقيق والدراسة.
النص بذاته صامت. وبما أنّ تفسير النص جمعي وقائم بمجموعة من المتخصصين؛ فهو موجود وسيّال ومتحوّل ومستقل من فرد إلى آخر من المفسرين، ويشمل الصحيح والسقيم، ويتضمن بعض الأفكار والتصورات المشكوك فيها؛ فالمعرفة الدينية فرع من المعرفة العامة لا أكثر ولا أقل.
ويلخّص سروش فكرته في مبادئ ستة: الدين (الوحي) صامت؛ وعلم الدين أو المعرفة الدينية نسبية تابعة للافتراضات المسبقة؛ وعلم الدين عصري لأنّ الافتراضات عصرية؛ والدين الإلهي صادق ويخلو من التناقضات، ولكن علم الدين لا يكون كذلك بالضرورة؛ والدين قد يكون كاملاً أو شاملاً، وليس كذلك علم الدين؛ والدين إلهي ولكن تفسير الدين بشري ودنيوي تماماً.
التفسير على سبيل المثال، لا يمكن أن يكون إلا معبّراً عن رؤية وخبرات المفسر ومواقفه من جملة من القضايا. إنّ جميع القضايا الدينية يتوقف فهمها على الأفكار والآراء المستوحاة من خارج دائرة الدين. والمفسرون سعوا بصدق، طوال التاريخ الإسلامي، إلى تطهير تفسير القرآن الكريم من مداخلات الأفكار الخارجية. ولكن سعيهم هذا أفضى إلى نتيجة مهمة، وهي أنّ حضور هذه الأفكار في أجواء العمل التفسيري لا يمكن اجتنابه، سواء على مستوى العمل أو على مستوى النظر والمعرفة. وببيان آخر، إنّ عدم إمكان تجنبه في مقام العمل نتيجة لعدم إمكان تجنبه في مقام المعرفة والنظر.
ونجد اليوم سجالات واسعة بين المثقفين والمفكرين حول مسائل الطبّ والسياسة والاقتصاد في الإسلام. ومن النادر أن نجد طرحاً لهذه المسائل في ضوء توقعاتنا من الدين. وهي مسائل لا يمكن حلها والبتّ فيها بالرجوع إلى القرآن والسنة، بل ينبغي تفسير الكتاب والسنة في ضوء هذه التوقعات.
إنّ الاجتهاد الواقعي في الفقه لا يمكن أن يتحقق إلا بعد استيعاب الفلسفة والعلوم والمعطيات خارج الدين؛ الفلسفة والسياسة وعلم الاجتماع.. فهذه الأمور والعلوم هي التي تصبغ توقعات الأفراد في ذلك العصر.
والإحياء الديني في عصرنا الحاضر لا يمكنه أن ينال النجاح والتوفيق إلا بالانفتاح على العلوم الجديدة، والتحولات الفكرية المعاصرة في المجالات المختلفة، أو أن يتفاعل معها من موقع المحاسبة والوعي. ولا يمكن إجراء تغيير إصلاحي من غير معرفة الدين والأفكار البشرية من خارج الدين. ومواجهة الركود الديني تأتي من الفهم والمعرفة خارج الدين. والفكر المتخلف والفهم الماضوي للمسلمين للنصوص المقدسة، هو نتيجة حصيلة التخلف في دائرة الحضارة والثقافة الاجتماعية المعاصرة.
والحجر الأساس في هذه المقاربة أنّ الدين وحي إلهي، ولكنّ المعرفة الدينية بشرية. فالتفسير هو ظنّي متغير، يحتمل الخطأ والصواب، والهوى والتسامح.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75853
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ثنائية الوحي وتفسير الوحي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ثنائية الوحي وتفسير الوحي   ثنائية الوحي وتفسير الوحي Emptyالجمعة 14 سبتمبر 2018, 9:49 am

الكون في منظور الوحي الرباني (2-1)


أسامة شحادة
في المقالات السابقة استعرضنا مركزية الوحي الرباني في مصادر المعرفة، وبيّنا أن الوحي الرباني هو المصدر المعرفي الوحيد لعالم الغيب والتشريع العام للبشرية، وأنه يشمل القرآن الكريم والسنة النبوية، وأن العقل السليم لا يتعارض مع الوحي، بل يتكامل مع معارف الوحي الرباني فيما يدخل في نطاق مقدرة العقل، وأن الوحي الرباني الخاتم برسالة نبيّنا محمد، عليه الصلاة والسلام، وصلنا تاماً واكتمل به الدين، وقد بلّغه النبي، صلى الله عليه وسلم، بلاغاً كاشفاً مبيناً، وعلّمه لأصحابه تعليماً واضحاً لا لبس فيه، وقد تعهد الله عز وجل بحفظ كتابه وسنة نبيه صل الله عليه وسلم.
واليوم نبدأ في مقالات تستعرض المضمون المعرفي للوحي الرباني في مباحث الوجود وهي: الكون، والحياة، والإنسان.   
حيث يقوم مجمل الرؤية الإسلامية المستندة للوحي الرباني في المعرفة على عقيدة التوحيد، وهي تعني توحيد الخالق والإله وهو الله عز وجل وتوحيد جميع الكائنات والموجودات بكونها مخلوقة من قبل الله عز وجل، لقوله تعالى: "الله خالق كل شيء" (الزمر: 62)، وعقيدة التوحيد تشمل توحيد الخالق والإله ورفض كل صور الشرك والوثنية وتعدد الألهة القديمة والحديثة وكل صور الإلحاد ونفي الخالق أو نفي الحكمة والغاية عن وجود الكون، وتشمل توحيد مصدر المعرفة بالوحي الرباني.
وعقيدة التوحيد تشمل توحيد الكائنات بكونها مخلوقة جميعها، ومن قبل خالق واحد، ولغاية واحدة، ولذلك هي تنسجم وتتكامل ولا تتناقض وتتصادم، وأيضا تتكامل المعرفة الناتجة عن الوحي الرباني مع المعارف التي تنتج عن المصادر المخلوقة كالعقل والحس لأنها من مخلوقات الله عز وجل، وبذلك تنسجم العلوم والمعارف ولا تتصارع وتتناقض كما حدث في تاريخ أوربا من صراع الكنيسة والعلماء، بسبب تحريف وتبديل الكتب السماوية السابقة.
ولتفصيل أكثر في مضمون رؤية الوحي الرباني للكون يمكن أن نعدد النقاط التالية:
1- خلْق الله عز وجل للكون أعظم من خلقه للإنسان، قال تعالى: "لَخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون" (غافر: 57)، ولذلك يكرر الوحي الرباني في القرآن الكريم الربط بين خلق الكون وخلق الإنسان "وفي الأرض آيات للموقنين* وفي أنفسكم أفلا تُبصرون" (الذاريات: 20-21)، ولذلك كان التأمل في تفاصيل خلق الكون البديع من أكبر الأدلة على إثبات وجود الله الخالق، وهو أسلوب مستخدم بكثرة في الوحي في إثبات الصانع والخالق "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلِقت* وإلى السماء كيف رُفِعت" (الغاشية: 17-18).
وقد فهم الأعرابي بسهوله هذا المنهج العلمي حين قال: البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، ليل داجٍ، ونهار ساجٍ، وسماء ذات أبراج، أفلا تدل على الصانع الخبير؟!
2- بيّن لنا الله عز وجل في القرآن الكريم خلق الكون، وأن بداية الخلق بكلمة وأمر (كُن)، "بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كُن فيكون" (البقرة: 117). 
ويتفق العلماء على أن أول المخلوقات هو الماء وعرش الرحمن والقلم، على اختلافٍ في ترتيبها، لقوله صل الله عليه وسلم: "كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السماوات والأرض" رواه البخاري.
ثم كان خلق السماوات والأرض، والتي فصل خلقها في الوحي الرباني في عدة آيات منها قوله تعالى: "إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام" (الأعراف: 54)، وبيّن ربنا تفاصيل هذه الأيام الستة فقال تعالى: "قل أئنّكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادًا ذلك رب العالمين* وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين* ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين* فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزيّنا السماء الدنيا بمصابيح وحفظًا ذلك تقدير العزيز العليم" (فصلت: 9-12)، فخلْق الأرض كان في يومين، وخلق الجبال/الرواسي وتقدير الأقوات كان أيضا في يومين فصار مجموعها أربعة أيام، وخلق السموات كان في يومين، وبذلك يكون المجموع ستة أيام.
هذه هي الحقيقة الربانية لخلق الكون بسماواته وأرضه "الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن" (الطلاق: 12)، وكل ما سِوى ذلك من خرافات الأقدمين بتعدد الأرباب أو أن هذا الكون مِن خلق نفسه أو بعض الكائنات أو غيرها من الخرافات، هو من الباطل الذي يدحضه الوحي الرباني ولا يقبله عقل سليم، وكل ما يخالف هذه الرؤية المعرفية الإسلامية هو من أوهام المعاصرين فالزعم بالخلق الذاتي والصدفة والانفجار العظيم هو باطل لا يصح إلا بمقدار ما وافق رؤية الوحي الرباني.
والعلم الحديث اليوم يوافق رؤية الوحي الرباني السابقة والثابتة عبر أجيال البشرية حيث سقطت الخرافات والأوهام بتحسن حالة العلوم ومعرفتها بالدقة والنظام والتكامل والتناسق بين أجزاء الكون الواسع بما يستحيل معه تعدد الصانعين أو كونه جاء نتيجة صدفة عمياء أو من خلق كائنات ضعيفة لا تتصف بالعلم الشامل المحيط والقدرة التامة على كل شيء.   
3- هذا الكون له بدايةٌ بالخلق، وله نهاية بقيام الساعة واليوم الآخر "يوم نطوي السماء كطيّ السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نُعيده وعدًا علينا، إنا كنا فاعلين" (الأنبياء: 104)، وهو بينهم في حالة تمدد واتساع وجريان "والسماء بنيناها بأيدٍ وإنّا لموسعون" (الذاريات: 47)، وينقسم لعالم مشهود معروف وعالم غيب مخفي يظهر بعضه في الدنيا بتقدم العلوم والمعارف كالكهرباء، وبعضه يبقى في حالة غيب في الدنيا ويظهر في الآخرة كالجنة والنار.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
ثنائية الوحي وتفسير الوحي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الدين والحياة :: السيرة النبوية الشريفة-
انتقل الى: