رمضان عبدالله شلح
شكراً يا أبو عبد الله يا دكتور رمضان وشفاك الله وأعادك إلى حركتك وشعبك سالماً معافى.
استلم الدكتور رمضان شلح قيادة الأمانة العامة للحركة (عام 1995) في ظروف غاية في الصعوبة
قبل أيام أعلنت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عن إنتخاب أمين عام جديد للحركة هو زياد نخالة خلفاً للدكتور رمضان شلح الذي يعاني منذ فترة متاعب صحية في القلب. وكلا الرجلين لهما في قلبي منزلة كبيرة ولنا بهما صداقة طويلة قاربت الربع قرن منذ المؤسّس الشهيد والصديق فتحي الشقاقي، وهما كما أغلب أبناء حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين يؤمنان وبقوّة بخيار المقاومة ولا وسطية لديهما ولا أوهام لديهما في ما سمّي بالتسوية.
ولعلّ اختيار "أبو طارق" زياد نخالة، يؤكّد ذلك الخيار ويدفع به إلى الأمام تواصلاً مع العقيدة التي قامت عليها حركة الجهاد منذ تأسيسها في مدينة الزقازيق في مصر نهاية السبعينات وحتي انطلاقها العملي في غزة بداية الثمانينات من القرن الماضي؛ عقيدة أن فلسطين هي قضية الأمّة المركزية وأنها لن تتحرّر إلا بالدم وأن رحلة فلسطين للاستقلال الفلسطيني هي رحلة الدم الذي سيهزم السيف، سيف الاحتلال والهيمنة الصهيونية، هكذا فهم الشقاقي القضية وهكذا واصل رمضان شلح رفع رايتها وهكذا أيضاً سيستمر زياد نخالة والمكتب السياسي الجديد للحركة على ذات الدرب، الذي أسماه ذات يوم فتحي الشقاقي درب ذات الشوكة.
الإ أننا في هذا المقام نحتاج إلى وقفة أظنها ضرورية، وهي وقفة وفاء لهذا القائد الذي يعاني الآن من المرض (ونحن نصّدق بيان حركة الجهاد الصادر منذ فترة بأن مرض شلح مرض طبيعي وليس نتيجة تسّمم أو عمل قام به الموساد الإسرائيلي كما أشيع على بعض المواقع المعادية انه واقعياً لا مصلحة للحركة في الانكار) ومن كل قلبي أدعو الله له بالشفاء العاجل، في هذا السياق ومن منطلق العارف بالحركة والصديق لها ولمؤسّسها وقادتها القدامى والجدد، أسجّل ما يلي:
أولاً: لقد استلم الدكتور رمضان شلح قيادة الأمانة العامة للحركة (عام 1995) في ظروف غاية في الصعوبة استلمها وقد تم اغتيال قائدها الفذّ فتحي الشقاقي، وهو فذّ فعلاً بقدراته وشخصيته وثقافته الموسوعية وجاذبيته للشباب، وكان أيضاً قد تم اغتيال العديد من قيادات الصف الأول للحركة ومنهم هاني عابد ومحمود الخواجا، واستلم الحركة وسط محاولات انشقاق من بعض العناصر التي كانت موجودة أثناء تأسيس الشقاقي للحركة، وادّعت أنها من المؤسّسين الكبار الإ أنهم لم يكونوا كذلك بل كانوا من المنشقين والمعوقين الكبار لانطلاق الحركة ووحدتها؛ استلم رمضان شلح الحركة وهي تعاني، وفي أقل من عام واحد أعاد ترتيب البيت ونسج العلاقات الخارجية وبقوة ليس فقط مع محور المقاومة بل حتى إقليميا مع دول، مثل مصر وليبيا وبعض دول الخليج. ليست محسوبة على محور المقاومة، إلا أنه نسج العلاقات الاقليمية من دون أن يتخلّى قيد أنملة عن خيار العمل المسلح وقيادة الانتفاضة، ومن دون أن يورّط حركته في ما تورّطت فيه كل من فتح وحماس من التنقّل بين خيارات التسوية البائسة وخيارات المقاومة، لقد حافظ الرجل بحنكته وثقافته الموسوعية أيضاً، مثله مثل قائده ومعلّمه وصديق عُمره فتحي الشقاقي، على بوصلة المقاومة في اتجاهها الصحيح، اتجاه فلسطين.
ثانياً: إن من يعرف تاريخ رمضان شلح جيداً ومن جلس إليه وحاوره وربطته به أواصر أكبر من أواصر العمل، وكاتب هذه السطور كان كذلك في علاقته بالدكتور رمضان شلح، يدرك الأهمية الكبيرة للرجل في تاريخ حركته، ولا نبالغ وفي تاريخ المقاومة الفلسطينية بإجمال. إن إبن حيّ الشجاعية، أحد أهم أحياء المقاومة في تاريخ غزّة، ولِد في الأول من كانون الثاني/ يناير من عام 1958 لأسرة مجاهدة بدءاً من الأمّ التي كانت تقود بنفسها بعض عمليات المواجهة في الانتفاضات الفلسطينية ولقد شرّفت بلقائها في القاهرة ومن أول نظرة لوجهها وطريقة حديثها وشجاعتها الفطرية، اكتشفت أنني أمام فلسطين عمقاً وإيماناً ووعياً وبالفطرة السليمة التي لم تتلوّث، وتأكّدت لحظتها أن مثل هذه المقاتلة والإنسانة لا يمكن إلا أن تنجب هكذا قائد، مثل رمضان شلح، وهو قائد حفر الصخر ليتعلّم ويقّدم نفسه كأحد أعظم المحلّلين والفاهمين للصراع العربي الصهيوني وأحد أهم الدارسين والمتذوّقين للأدب والشعر الفلسطيني، وأتذكّر هنا كيف أن الشاعر الراحل الكبير محمود درويش عندما طلبت منه صحيفة الاستقلال (وهي صحيفة حركة الجهاد في فلسطين) أن تحاوره قال: لها إذا أردتم الحوار معي فلي شرط واحد وهو أن يكون المحاور ذلك الكاتب الذي يوقّع إسمه في عموده اليومي بـ"محمّد الفاتح" لأنه الأكثر عمقاً وعلماً وفهماً لشعري وللأدب والسياسة في فلسطين، وكان محمّد الفاتح هو الإسم الذي يوقّع به د.رمضان شلح مقالاته في صحيفة الاستقلال!
هكذا كان الرجل الذي نشأ في القطاع ودرس جميع المراحل التعليمية حتى حصل على شهادة الثانوية. ثم سافر إلى مصر لدراسة الاقتصاد في جامعة الزقازيق وحصل على شهادة بكالوريوس في علم الاقتصاد في سنة 1981, بعد ذلك عاد إلى غزّة وعمل أستاذاً للاقتصاد في الجامعة الإسلامية. وعمل وقتها كما تقول سيرة حياته بالدعوة والعمل التنظيمي داخل الحركة الوليدة وقتها، حركة الجهاد، واشتهر بخطبه الجهادية التي أثارت غضب الكيان الإسرائيلي ففرض عليه الإقامة الجبرية ومنعه من العمل في الجامعة. في عام 1986 غادر فلسطين إلى لندن لإكمال الدراسات العليا وحصل على درجة الدكتوراة في الاقتصاد من جامعة درم عام 1990، ثم انتقل من هناك إلى الولايات المتحدة الأميركية وعمل أستاذاً في العلوم السياسية في جامعة تامبا، إحدى جامعات ولاية فلوريدا بين 1993 و1995.
وأسّس وقتها مع رفاق له مركز دراسات مهم هو مركز الإسلام والمستقبل. وعاد من هناك إلى دمشق لينتقل منها إلى فلسطين وليقود الحركة من جديد من داخل قطاع غزة وفقاً لتخطيط وطلب فتحي الشقاقي، إلا أن القدر لم يمهل الشقاقي لينفّذ خطته واستشهد في مالطا يوم 25/10/1995 ليقع أختيار قادة الحركة وقتها على رمضان شلح ليتولّى موقع الأمين العام للحركة خلفاً للشقاقي ولتستمر الحركة معه لأكثر من 23 عاماً قوية مؤثّرة وتتسع عدداً ومؤسسات ونفوذاً داخل فلسطين ولتصبح ليس رقماً صعباً في معادلات السياسة والمقاومة في فلسطين، بل الرقم الصعب والأنبل والأشرف في تلك المعادلات.
ثالثاً:
والسؤال الآن: هل سيستمر زياد نخالة وصحبه على ذات الدرب الذي أسّسه الشقاقي ورمضان شلح أم أنهم سيتغيّرون بسبب من التحولات الكبرى في المنطقة وبسبب من الاختراقات الخطيرة لحركات المقاومة من الجواسيس الصغار الذين تحسبهم مناضلين ومفكّرين فإذ بهم خلايا نائمة مدمّرة لنسيج حركات المقاومة مثلهم مثل آبائهم وذويهم المعروفين بخياناتهم في في فلسطين؟ الإجابة وبشكل قاطع ورغماً عن التحوّلات والاختراقات التي نسمع بها، فإن لدينا اليقين بأن زيادة نخالة القائد الثالث في عُمر حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، سيستمر على نهج الشقاقي وشلح، بل ربما سنشهد بصمته الراديكالية في العديد من المواقف والمواقع، ونحن نعلم أن الحمل ثقيل والمسؤولية كبيرة ولكن تلك الحركة علّمتنا خلال سنوات الصراع أنها وبعد أن تحوّلت في عملها ونضالها إلى أشكال تنظيمية ومؤسّسية قادرة، لن تتراجع أبداً عن هذا المسار، فقط هي تحتاج إلى الفرز والتجديد والتماسك أكثر أمام طوفان التحوّلات الكبري في المنطقة، وأظن أن أبو طارق زياد نخالة، ورفاقه قادرون على ذلك، فهم رفاق درب دكتور رمضان شلح الذي يستحق منا ومنهم ومن كل مَن عرف فضله وجهاده أن نقول له: شكراً يا أبو عبد الله يا دكتور رمضان وشفاك الله وأعادك إلى حركتك وشعبك سالماً معافى.
تفاصيل جديدة حول الوضع الصحي لرمضان شلح
تضاربت الأنباء بشأن الحالة الصحية للأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين رمضان شلح، فبينما تقول الحركة إن حالته "مستقرة"، تتحدث أنباء غير مؤكدة عن دخوله في غيبوبة.
وأكدت "الجهاد الإسلامي" أن وضع شلّح مستقر بعد خضوعه مؤخرا لعملية جراحية في القلب، موضحة أنه يخضع لمراقبة حثيثة، وعبّرت عن شكرها لكل من اهتم بحال أمينها العام.
وطالبت الحركة وسائل الإعلام "بتحري الدقة والتعاطي بمسؤولية في نقل الخبر، والالتزام بما يصدر عن الحركة من بيانات رسمية فقط".
جاء ذلك على خلفية انتشار أنباء غير مؤكدة -نقلا عن مصدر قيل إنه مقرّب من الجهاد الإسلامي- تفيد بدخول شلح في غيبوبة، إثر خضوعه لعملية جراحية بمستشفى "الرسول الأعظم" بالضاحية الجنوبية في بيروت.
وبحسب "قدس برس"، فإن المصدر نفسه قال إن شلح كان قد أصيب بجلطات متتالية نقل على إثرها من دمشق إلى بيروت للمعالجة، بعدما أبدى حزب الله اهتماما كبيرا بذلك، مضيفا أن الحركة بدأت تفكر في إجراء انتخابات لاختيار أمين عام جديد، حيث إن الأطباء أخبروا الحركة أن شلح لن يكون قادرا على ممارسة مهامه حتى لو استفاق من الغيبوبة.
ولم تقف قدس برس عند هذا الحد، بل نقلت عن مصدر فلسطيني قالت إنه محسوب على حركة التحرير الوطني (فتح) أن "المسؤول الأمني بسفارة فلسطين في بيروت رفع تقريرا إلى جهاز المخابرات الفلسطينية في رام الله، أشار فيه إلى وجود شكوك حول إصابة شلح بتسمم".
وتضيف الوكالة أن التقرير الأمني رجّح أن تكون جهتان وراء ذلك التسمم المفترض: إحداهما الموساد والثانية جهاز أمني تابع لدولة إقليمية.
لكن حركة الجهاد نفت صحة الأنباء التي تحدثت عن تسميم أمينها العام، وقالت في بيان لها إن شلح خضع مؤخرا لعملية جراحية في القلب، مؤكدة أن وضعه الصحي مستقر وأنه يخضع لمتابعة طبية.
يشار إلى أن رمضان شلح من مؤسسي حركة الجهاد الإسلامي، وتولى منصب الأمين العام للحركة عام 1995 بعد استشهاد قائدها فتحي الشقاقي.
وفاة أمين عام حركة الجهاد الإسلامي السابق "رمضان شلح"
11:28 PM 6/6/2020
أعلن مساء السبت، عن وفاة الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين رمضان عبدالله شلح، بعد صراع مع المرض خلال السنوات الماضية.
ونعى الرئيس محمود عباس، الأمين العام السابق لحركة الجهاد الاسلامي شلح، وقال: "إننا بفقدان الراحل شلح نكون قد خسرنا قامة وطنية كبيرة"، سائلا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وجراء المرض الذي الم به ابتعد شلح عن العمل السياسي خلال الأعوام المنصرمة، وهو الذي تولى منصب أمين عام حركة الجهاد الإسلامي منذ عام 1995 عقب استشهاد قائدها فتحي الشقاقي، علما أنه أحد مؤسسي الحركة الفلسطينية، ومن أبرز السياسيين الفلسطينيين.
ويأتي خبر وفاة رمضان شلح، عن عمر يناهز 62 عاما، علما أنه من مواليد الأول من شهر فبراير سنة 1958 ميلادي، في حي الشجاعية بمدينة غزة ، حيث نشأ وترعرع هناك في منزل عائلته.
وتلقى رمضان شلح تعليمه الإبتدائي والإعدادي في غزة، كما حصل على شهادة الثانوية العامة التوجيهي في القطاع، قبل أن يتوجه إلى مصر؛ لاكمال تعليمه الجامعي، إذ درس الاقتصاد في جامعة الزقازيق، وتخرج منها سنة 1981 ميلادي.
في عام 1986 غادر شلح فلسطين إلى لندن لإكمال الدراسات العليا، وحصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من بريطانيا عام 1990، ليتنقل بعدها بين عواصم الكويت ولندن ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث عمل أستاذا لدراسات الشرق الأوسط في جامعة "جنوبي فلوريدا" بين عامي 1993 و1995.
وتولى في عام 1995 منصب الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" خلفا للشهيد فتحي الشقاقي الذي اغتاله "الموساد" الإسرائيلي في مالطا.
وخلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، اتهم الاحتلال الإسرائيلي شلح بالمسؤولية المباشرة عن عدد كبير من عمليات "الجهاد" ضد أهداف إسرائيلية، من خلال إعطائه أوامر مباشرة بتنفيذها، وهو الأمر الذي دفع بالاحتلال إلى التعامل معه كقائد عسكري، إلى جانب دوره السياسي.
وفي نهاية عام 2017 أدرج مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي"FBI"، شلح على قائمة المطلوبين لديه، إلى جانب 26 شخصية حول العالم.
وسبق أن أدرجت السلطات الأمريكية شلح على قائمة "الشخصيات الإرهابية" بموجب القانون الأمريكي وصدرت بحقه لائحة تضم 53 تهمة من المحكمة الفيدرالية في المقاطعة الوسطى لولاية فلوريدا عام 2003.
وقامت الإدارة الأمريكية عام 2007 بضمه لبرنامج "مكافآت من أجل العدالة" وعرضت مبلغ 5 ملايين دولار مقابل المساهمة في اعتقاله.