مُحلّل إسرائيليّ: “لا مُستقبل لليهود في فلسطين فهي ليست أرضًا بلا شعب وفق الكذبة التي اخترعتها الصهيونيّة بمكرٍ ويجب توديع الأصدقاء والانتقال لأمريكا أوْ ألمانيا”
October 15, 2018
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
في الفاتح من شهر تشرين الأوّل (أكتوبر) من العام الماضي 2017، دعا الأمين العام لـ”حزب الله” اللبنانيّ حسن نصر الله، اليهود إلى مغادرة فلسطين المحتلّة والعودة إلى البلاد التي جاؤوا منها، حتى لا يكونوا وقودًا لحرب قد تُشعِلها حكومتهم، معتبرًا أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادته لا يعرفون إلى أين يمكن أن تؤدي حربًا كهذه، في حال قرروا إشعالها، على حدّ تعبيره.
وقال نصر الله، في خطابٍ مباشرٍ ألقاه خلال إحياء مراسم عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت، إنّ اليهود تحوّلوا إلى وقود لحربٍ استعماريّةٍ غربيّةٍ ضدّ شعوب المنطقة، وهم اليوم وقود للسياسات الأمريكيّة التي تستهدف هذه الشعوب، كما أكّد، مُضيفًا في الوقت عينه أنّ الحركة الصهيونيّة استغلّت اليهوديّة واليهود من أجل إقامة مشروعٍ احتلاليٍّ في فلسطين والمنطقة خدمة للإنجليز والسياسات الأمريكيّة، طبقًا لأقواله.
علاوةً على ذلك، توجّه نصر الله إلى اليهود بالقول إنّ حكومة نتنياهو تقود شعبكم إلى الدمار والهلاك، مُشدّدًا في نفس الوقت على أنّهم سيدفعون الثمن بسبب السياسات الحمقاء لنتنياهو الذي يحاول جرّ المنطقة إلى حربٍ في كلٍّ من سوريّة ولبنان، مُعتبرًا أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ وقادته لا يعرفون إذا بدأوا الحرب كيف ستنتهي، وهم لا يملكون صورةً صحيحةً عمّا سينتظرهم لو ذهبوا إلى حماقة الحرب، قال الأمين العّام لحزب الله.
على صلةٍ بما سلف، المُتتبع للشأن الإسرائيليّ يجد تشابهًا كبيرًا جدًا بين أقوال نصر الله في الخطاب الأخير وبين مقال الصحافيّ الإسرائيليّ آري شافيط، من صحيفة (هآرتس)، والذي جاء تحت عنوان: إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة، والذي ما زال يقُضّ مضاجع صنّاع القرار في تل أبيب ويؤرقهم جدًا، حيث كتب، وكان ذلك قبل خطاب السيّد نصر الله، كتب أنّه يُمكِن أنْ يكون كلّ شيء ضائعًا، ويمكن أننّا اجتزنا نقطة اللا عودة، ويُمكِن أنّه لم يعُد من المُمكِن إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وتحقيق السلام، ويمكن أنّه لم يعُد بالإمكان إعادة إصلاح الصهيونيّة وإنقاذ الديمقراطيّة وتقسيم البلاد، على حدّ تعبيره.
وتابع المُحلّل الإسرائيليّ قائلاً إنّه إذا كان الوضع كذلك، فإنّه لا طعم للعيش في البلاد، يجب مغادرة البلاد، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه إذا كانت الإسرائيليّة واليهوديّة ليستا عاملين حيويين في الهويّة، وإذا كان هناك جواز سفر أجنبيّ، ليس فقط بالمعنى التقنيّ، بل بالمعنى النفسيّ أيضًا، فقد انتهى الأمر، يجب توديع الأصدقاء والانتقال إلى سان فرانسيسكو أوْ برلين، بحسب تعبيره.
وأردف: مِنْ هناك، من بلاد القوميّة المُتطرّفة الألمانيّة الجديدة، أوْ بلاد القوميّة المُتطرّفة الأمريكيّة الجديدة، يجب النظر بهدوءٍ ومشاهدة دولة إسرائيل وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، مشدّدًا على أنّه يجب أنْ نخطو ثلاث خطوات إلى الوراء، لنُشاهِد الدولة اليهوديّة الديمقراطيّة وهي تغرق.
وضع الصحافيّ الإسرائيليّ إصبعه على الجرح، بل في عين نتنياهو وليبرمان والنازيين الجُدُد، في مُحاولةٍ لإيقاظهم من هذيانهم الصهيونيّ، بقوله إنّ الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته ليسا هما اللذان سيُنهيان الاحتلال، وليست الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبيّ هما اللذان سيوقفان الاستيطان.
وشدّدّ المُحلّل شافيط على أنّ القوّة الوحيدة في العالم القادرة على إنقاذ إسرائيل من نفسها، هم الإسرائيليون أنفسهم، وذلك بابتداع لغة سياسيّة جديدة، تعترف بالواقع، وبأنّ الفلسطينيين متجذّرون في هذه الأرض، ويحثّ على البحث عن الطريق الثالث من أجل البقاء على قيد الحياة هنا، وعدم الموت.
بالإضافة إلى ذلك، أوضح أنّ الإسرائيليين منذ أنْ جاءوا إلى فلسطين، يُدرِكون أنّهم حصيلة كذبةً اخترعتها الحركة الصهيونيّة، استخدمت خلالها كلّ المكر في الشخصيّة اليهوديّة عبر التاريخ، ومن خلال استغلال المحرقة وتضخيمها، استطاعت الحركة أنْ تقنع العالم بأنّ فلسطين هي أرض الميعاد، وأنّ الهيكل المزعوم موجود تحت المسجد الأقصى، وهكذا تحوّل الذئب إلى حَمَلٍ يرضع من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين والأوروبيين، حتى بات وحشًا نوويًا، على حدّ تعبيره، وخلُص إلى القول إنّ الإسرائيليين يُدرِكون أنّ لا مستقبل لهم في فلسطين، فهي ليست أرضًا بلا شعب، كما كذبوا، على حدّ تعبيره.