حقـائق ووقائع مُدهشة عن التاريــخ العــربي
مرة أخــرى أقول أن التاريخ البشـري عموماً والعربي خصـوصاً يعــج بمئــات المواقف والأحداث المُذهلــة التى لا يعرفها الكثيــرون جداً من العــوام ، وتقتصــر فقــط على الذكــر في الكتب الصفــراء الكبيــرة على أرفف المكتبــات ودراسات الباحثيــن المتعمقيــن في التاريــخ..
- اقتباس :
الحقيقــة التى يجب أن يعرفها الجميــع هو أن التاريخ الإنســاني كله مُزوّر وغير دقيق ، لأنه غيــر مُسجّل بالصـوت والصــورة – كمـا يحدث الآن – وخضــع في كل احداثــه ومواقفــه إلى تأويلات مُختلفة إمــا من الرواة أو المؤرخيــن أو الكُتاب ، مما يجعل الوصــول إلى ( الحقيقــة ) المُطلقة تاريخيــاً امراً مُستحيلاً..
ولأن كتبنــا ومدارسنـا وجامعـاتنا – كما ذكرت سابقــاً – لا تفعــل شيئاً سوى ســرد وقائع تاريخيــة عامــة بلا تفاصيــل ، والكثير من التمجيــد والمدح لكل الشخصيــات التاريخيــة تقريباً ، لدرجة الشعــور بأن كل من عاش فى الماضي هو حتماً شخصية عظيمة لمجرد أنه كان حيـاً في هذا الزمن .. وأن الأوغــاد والمجانين والأشرار والحُمقى كُتب عليهم الحشــر في هذا الزمن العجيب الذي نعيشــه ..
رأيت هنـا أن أبدأ معكم في سلسلة نستعرض فيها حقائق تاريخيــة عربيـة ربمـا تبدو غريبة لبعضكم .. ومُدهشة لبعضكم الآخر .. وغير قابلة للتصــديق لأكثــركم !
تحرير القدس .. ثم التفريــط فيهــا !
كلنـا نعرف البطـل العربي المُسلم العظيــم ذي الأصول الكردية ( الملك الناصر صلاح الدين والدنيـا بن أيوب التكريتــي ) المعروف تاريخيــاً بــ ( صلاح الديــن الأيــوبي ) الذي استطــاع تحقيق إنتصـارً تاريخي مؤزر رادعاً ضد الفــرنجة في موقعة حطّيــن ، واستعــادة بيت المقــدس للبيــت العربي فى العام 1187 م بعد أكثــر من 90 عاماً من الاحتلال ، مع الحفــاظ على عالميّتــه وحريــة التعبّــد في الأماكن المقدّســة لكــافة الاديــان السمــاوية..
- اقتباس :
مالا يعــرفه الكثيــرون ، أنه تقريباً بعد مرور 40 عاماً ، وبالتحديد في العام 1229 م .. تنــازل السلطــان الكــامل محمد عن القــدس لتعــود في قبضة الفرنجة مرة أخرى بلا أي قتــال للإمبــراطور فردريــك الألمــاني ، مقــابل الصلــح وعدم شنّ المزيد من الحملات الصليبية على مصـر والشــام..
وبغض النظــر عن كل التحليلات المذكــورة تاريخيــاً ، ان الكـامل كان يسعى لتجنيــب البلاد حرباً صليبية همجيــة أخــرى ، إلا أن الرجــل اتخذ مثالاً تاريخيــاً للضعــف العــربي منذ ذلك الوقت .. لدرجة أن بعض المؤرخيــن المخضـرمين أطلقــوا على الحُكــام العرب الحالييــن لقــب ( الكــوامل )نسبــة لهــذا الملك الذي فرّط في القدس بسهــولة بعد تحريرها بصعــوبة بالغة !
أول بعثــة استكشـافية للآثار المصــرية
في عصر الدولة الأموية .. جاء من يخبــر والي مصر وقتئذ ( عبــد العزيز بن مروان ) ، وهو شقيق الخليفــة الامــوي الشهيــر ( عبد الملك بن مروان ) أن الأهرامات تعــج بكم هائل من الكنوز والذهب والأحجــار الكريمة والمرمر ، وأنه من الضــروري واللازم استكشـافهــا والتنقيـب عنها.
فمـا كان من الوالي أن أمــر مئــات العمّــال بالبدء فى الحفــر والتنقيــب حول الأهرامات ، التى كانت وقتها مطمــورة بكمّ هائل من الرمــال والأتــربة والغبــار ، بشكــل كان يصعب جداً التعــامل معه بأدوات هذا العصــر البسيطة في الحفــر والبناء..
بدأت بالفعــل بوادر هذه الكنــوز بظهــور بعض التماثيل الذهبيــة ووالأعمدة الرخـامية المعروفة في إنشــاءات المصـريين القدمــاء ، فاشتــدت رغبة الوالي فى البحــث وطلب المزيد من العُمــال.. حتى كانت الليلة التى سُمع فيها دوياً هائلاً ، وإنهــار النفق الطويل الذي كان يعمــل فيه العُمــال على رؤوسهم جميعاً ، لسبب غير معلوم حتى يومنــا هذا .. مما جعــل الوالي يأمــر بصرف النظــر عن العمــل حول هذا البنــاء نهائياً ..
يقـول المؤرخ أبو الحسن المسعــودي في كتاب ( مروج الذهــب ) :
وكان ممن يحفر ويعمل وينقل التراب ويبصر ويتحرك ويأمر وينهي نحو ألف رجل فهلكوا جميعاً، فجزع عبد العزيز وقال:
- اقتباس :
هذا ردمٌ عجيب الأمر، ممنوع النَيْل، نعوذ بالله منه !
وأمر جماعة من الناس فطرحوا ما أخرج من التراب على من هلك من الناس، فكان الموضع قبراً لهم
تكررت محاولة البحــث على يد الخليفة العبــاسي ( المأمون ) ، الذي جاء بنفسه شخصيـاً الى مصـر لمبـاشرة التنقيــب والبحــث ، إلا أنها فشلت تماماً هي الأخرى..
يبدو أن لعنــة الفراعنة كــانت سارية في ذلك الوقت أيضــاً !