الماسونية في الأردنبعد أن راج في الأردن في مطلع السبعينات أن المحفل الماسوني الأردني الذي يترأسه الملك حسين قد بدأ ينسق مع المحفل الماسوني الإسرائيلي لغرض في نفس يعقوب داهمت قوات تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية مبنيين للمحفل الماسوني الأردني ..الأول في جبل عمان والثاني قرب القلعة ... وصادرت القوات المهاجمة جميع الوثائق التي وجدت في خزائن حديدية داخل المبنيين ... وقامت المنظمة بنشر نصوص الوثائق في مجلة فلسطين الثورة ( العدد المزدوج 142 و 143 الصادر في 1\2\1985 ).
كانت الوثائق تتضمن رسائل خطيرة متبادلة بين الملك حسين ورئيس المحافل الماسونية في المنطقة حنا أبو راشد الذي كان يتخذ من بيروت مقرا له ... كما تضمنت الوثائق أسماء جميع أعضاء المحفل الماسوني في الأردن حتى عام 1979 ... وتبين أن كبار رجال الدولة وضباط الجيش ورجال الأعمال فضلا عن رئيس الوزراء بهجت التلهوني كانوا أعضاء في المحفل الماسوني .
رئيس المحافل حنا أبو راشد نشر بعد ذلك صور عن رسالتين تلقاهما من الملك حسين وبهجت التلهوني في عام 1957 ... رسالة الملك حسين كانت تتضمن شكرا لحنا أبو راشد لانه منح الملك لقب " أسمى درجات الماسونية المثالية العالمية " .
يقول الملك :
" حضرة السيد حنا أبو راشد المحترم – بيروت
تلقيت ببالغ السرور والتقدير كتابكم المؤرخ في 14 \6\1957 ومرفقة فشكرت لكم اعظم الشكر نبيل عواطفكم وصادق مشاعركم وأمانيكم . واني إذ أتقبل بالغبطة والابتهاج قراركم الأمثل بمنحي أسمى درجات الماسونية الأخيرة ووضع رسمي في صدر المجلس السامي المثالي العالمي ليطيب لي أن أعرب لكم عن عميق شكري وخالص امتناني وتقديري مع أطيب التمنيات لكم بدوام النجاح في خدمة المثل السامية التي تقصدون لتحقيقها والمبادئ الرفيعة التي تدأبون على نشرها لخير البشر وهداية الإنسانية ... حفظ الله ذاتكم الرفيعة وايدكم بالصحة والسعادة والسؤدد .
في 24 ذي الحجة 1376 الموافق 23 تموز 1957
حسين بن طلال
و قيل يومها إن رئيس الوزراء بهجت التهوني كان حلقة وصل بين المحفل الماسوني والملك حسين وقيل إن الملك جند في عضوية المحفل أثناء دراسته في كلية ساندهيرست في بريطانيا ... وقد نشر حنا أبو راشد في كتابه صورة عن رسالة بهجت التلهوني اليه وفيما يلي نصها :
حضرة الفاضل السيد حنا أبي راشد المحترم – عميد الطرق الماسونية المثالية العالمية والقطب الأعظم – بيروت
السلام عليكم والرحمة :وبعد:فقد تسلمت رسالتكم الرقيقة المؤرخة في 14 \ 6\ 1957 ومرفقه فإنني أشكركم على كريم عواطفكم وجميل مشاعركم الطيبة واني إذ أتقبل بالسرور والتقدير قراركم لانتسابي الى الماسونية ومنحي الدرجة 33 يسرني أن ابعث لكم شكري وامتناني مع أطيب تمنياتي بدوام التوفيق لخدمة المقاصد السامية ... منتهزا هذه الفرصة لاقدم لشخصكم الكريم أجزل تحياتي وتمنياتي القلبية .عمان في 25 \ 7\ 1957المخلص بهجت التلهوني
رئيس الديوان الملكي الهاشميلا يستطيع أي دارس لتاريخ الأردن المعاصر أن يتجاهل تأثير الماسونية العالمية على نظام الحكم وعلى تطور الحياة السياسة في المملكة ... والمدهش أن الوثائق التي كشف عنها تبين أن كبار المسئولين الأردنيين الذين لعبوا أدوارا رئيسية في السياسة الأردنية كانوا أعضاء في المحفل الماسوني وتبين أن رئيس الوزراء سمير الرفاعي كان هو أيضا عضو في المحفل الماسوني وعثر على كتاب تكريم وتعميد الرفاعي في الخزائن الحديدية لمقر المحفل في جبل عمان . كان المحفل الماسوني في الأردن يعرف باسم محفل النصر ... وكان ابرز قادته منير الرفاعي ... وعبد المجيد مرتضى الذي شغل آنذاك منصب وكيل وزارة المواصلات وكان لقبه " القطب الأعظم " وكان من خلال منصبه يشرف على جميع الهواتف في المملكة وبالتالي يتنصت عليها بما في ذلك هواتف الجيش ...ومنهم أيضا صلاح الدين الصلاحي وابراهيم عنز... وتبين أيضا أن عبد الرزاق الحباشنة كان من أهم قادة المحفل ... وكان المطرب توفيق النمري عضوا في المحفل ومكلفا بإحياء ليالي السمر فيه بإشراف أمين سر المحفل المدعو حنا حاطوم ... ووفقا للوثائق التي كشف عنها فان آخر جلسة للمحفل في عمان وقبل مداهمة المقر من قبل الفدائيين الفلسطينيين كانت مخصصة لترفيع خمسة من الإخوان الماسون والاعضاء الخمسة الذين رفعوا هم :
راضي علي المومني
داود يوسف سروجيحنا وديع حناعلي عز الدين بيشةادوارد ريجنالد لدجرعادل عبد القادر الطراونة وفي ختام الحفل تم تنصيب المدعو رجا غندور رئيسا للمحفل والتصويت على قبول عضوية ثلاثة أشخاص هم :
أنور محمد العطار
محمد إسماعيل كامل الاجزجيانطون يعقوب قصير والمثير للدهشة أن معظم رؤساء الوزارة في الأردن كانوا أعضاء في المحفل ... فإلى جانب بهجت التلهوني الذي ظل رئيسا فخريا للمحفل إلى يوم موته نقرأ أسماء مضر بدران واللوزي وعبد المنعم الرفاعي واحمد الطراونة ... ومن المجالية نقرأ أسماء الثالوث عبد الهادي وعبد السلام وعبد الوهاب ... ومن ضباط المخابرات الذين تولوا رئاسة جهاز المخابرات نقرأ أسماء احمد عبيدات وسميح البطيخي ومصطفى القيسي ومحمد رسول الكيلاني ... والمثير للدهشة أن كبار الصحفيين الأردنيين آنذاك كانوا أعضاء في المحفل ومنهم خليل السواحري ورجا عيسى العيسى الذي أسس مع أخيه جريدة الدستور ونقرأ اسم سامي حداد ويعتقد انه الشخص نفسه الذي يعمل في محطة الجزيرة القطرية ويحمل الجنسية الأردنية والإنجليزية ... كما نقرأ أسماء عدد من كبار موظفي وزارة التربية ومن مؤلفي الكتب المدرسية ... واسماء كبار رجال الأعمال مثل أنيس المعشر وتوفيق الطباع وفؤاد الطباع وشفيق التلاوي ومنيب طوقان الذي تحول إلى ملياردير وقيل انه يحمل الآن جنسية سلطنة عمان .... كما نقرأ اسماء والد وعم وجد كريم قعوار السفير الاردني الحالي في واشنطن وصديق الملكة رانيا .
ومع أن المحافل الماسونية في دول الشرق الأوسط كانت موجودة وتمارس نشاطها بالسر والعلن إلى أن تم إغلاق مكاتبها في مصر وسوريا والعراق بعد فتوى من الأزهر إلا أن أعضاء هذه المحافل ظلوا في هذه الدول على هامش الحياة السياسية أما في الأردن فانتشروا في كل مرافق الحياة وسيطروا على القصر ورئاسة الوزارة وجميع أجهزة الدولة ولا يزال المحفل الماسوني في الأردن من انشط الأحزاب السياسية السرية أو التي تعمل في السر ويزيد عدد أعضاء المحفل عن عدة آلاف لا زالوا حتى اليوم يوزعون بيان السكرتير الأعظم الدكتور سيف الدين الكيلاني الذي أعلنه باسم الماسونيين في عام 1964 واعتبر دستورا للحركة الماسونية في الأردن .
موقف الدين والدول العربية
جامعة الدول العربية :
في عام 1979 أصدرت جامعة الدول العربية القرار رقم 2309 والتي نصت على "اعتبار الحركة الماسونية حركة صهيونية، لأنها تعمل بإيحاء منها لتدعيم أباطيل الصهيونية وأهدافها، كما أنها تساعد على تدفق الأموال على إسرائيل من أعضائها الأمر الذي يدعم اقتصادها ومجهودها الحربي ضد الدول العربية" وفي 28 نوفمبر 1984 أصدر الأزهر فتوى كان نصه "أن المسلم لا يمكن أن يكون ماسونياً لأن ارتباطه بالماسونية انسلاخ تدريجي عن شعائر دينة ينتهي بصاحبه إلى الارتداد التام عن دين الله"
هيئة الفتوي بالازهر الشريف
أصدرت لجنة الفتوى بالأزهر بياناً بشأن الماسونية والأندية التابعة لها مثل الليونز والروتاري جاء فيه
" يحرم على المسلمين أن ينتسبوا لأندية هذا شأنها وواجب المسلم ألا يكون إمعة يسير وراء كل داع وناد بل واجبه أن يمتثل لأمر رسول الله صل الله عليه وسلم حيث يقول : " لا يكن أحدكم إمعة يقول : إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم "
وواجب المسلم أن يكون يقظاً لا يغرر به ، وأن يكون للمسلمين أنديتهم الخاصة بهم ، ولها مقاصدها وغاياتها العلنية ، فليس في الإسلام ما نخشاه ولا ما نخفيه والله أعلم )
رئيس الفتوى بالأزهر
عبد الله المنشد
رابطة العالم الاسلامي :
أصدر المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي فتوى أخرى جاء فيها
· - " قد قام أعضاء المجمع بدراسة وافية عن هذه المنظمة الخطيرة ، وطالع ما كتب عنها من قديم وجديد ، وما نشر من وثقائها فيما كتبه ونشره أعضاؤها ، وبعض أقطابها من مؤلفات ، ومن مقالات في المجلات التي تنطق باسمها
- وقد تبين للمجمع بصورة لا تقبل الريب من مجموع ما اطلع عليه من كتابات ونصوص ما يلي
1- أن الماسونية منظمة سرية تخفي تنظيمها تارة وتعلنه تارة ، بحسب ظروف الزمان والمكان ، ولكن مبادئها الحقيقية التي تقوم عليها هي سرية في جميع الأحوال محجوب علمها حتى على أعضائها إلا خواص الخواص الذين يصلون بالتجارب العديدة إلى مراتب عليا فيها
2- أنها تبني صلة أعضائها بعضهم ببعض في جميع بقاع الأرض على أساس ظاهري للتمويه على المغفلين وهو الإخاء والإنساني المزعوم بين جميع الداخلين في تنظيمها دون تمييز بين مختلف العقائد والنحل والمذاهب
3- أنها تجذب الأشخاص إليها ممن يهمها ضمهم إلى تنظيمها بطريق الإغراء بالمنفعة الشخصية ، على أساس أن كل أخ ماسوني مجند في عون كل أخ ماسوني آخر ، في أي بقعة من بقاع الأرض ، يعينه في حاجاته وأهدافه ومشكلاته ، ويؤيده في الأهداف إذا كان من ذوي الطموح السياسي ويعينه إذا وقع في مأزق من المآزق أيا كان على أساس معاونته في الحق لا الباطل . وهذا أعظم إغراء تصطاد به الناس من مختلف المراكز الاجتماعية وتأخذ منهم اشتراكات مالية ذات بال
4- إن الدخول فيه يقوم على أساس احتفال بانتساب عضو جديد تحت مراسم وأشكال رمزية إرهابية لإرهاب العضو إذا خالف تعليماتها والأوامر التي تصدر إليه بطريق التسلسل في الرتبة
5- أن الأعضاء المغفلين يتركون أحراراً في ممارسة عباداتهم الدينية وتستفيد من توجيههم وتكليفهم في الحدود التي يصلحون لها ويبقون في مراتب دنيا ، أما الملاحدة أو المستعدون للإلحاد فترتقي مراتبهم تدريجياً في ضوء التجارب والإمتحانات المتكررة للعضو على حسب استعدادهم لخدمة مخططاتها ومبادئها الخطيرة
6- أنها ذات أهداف سياسية ولها في معظم الانقلابات السياسية والعسكرية والتغييرات الخطيرة ضلع وأصابع ظاهرة أو خفية
7- أنها في أصلها وأساس تنظيمها يهودية الجذور ويهودية الإدارة العليا والعالمية السرية وصهيونية النشاط
8- أنها في أهدافها الحقيقة السرية ضد الأديان جميعها لتهديمها بصورة عامة وتهديم الإسلام بصفة خاصة
9- أنها تحرص على اختيار المنتسبين إليها من ذوي المكانة المالية أو السياسية أو الإجتماعية أو العلمية أو أية مكانة يمكن أن تستغل نفوذاً لأصحابها في مجتمعاتهم ، ولا يهمها انتساب من ليس لهم مكانة يمكن استغلالها ، ولذلك تحرص كل الحرص على ضم الملوك ولرؤساء وكبار موظفي الدولة ونحوهم
10- أنها ذات فروع تأخذ أسماء أخرى تمويهاً وتحويلاً للأنظار لكي تستطيع ممارسة نشاطاتها تحت الأسماء إذا لقيت مقاومة لاسم الماسونية في محيط ما ، وتلك الفروع المستورة بأسماء مختلفة من أبرزها منظمة الروتاري والليونز . إلى غير ذلك من المبادئ والنشاطات الخبيثة التي تتنافى كلياً مع قواعد الإسلام وتناقضه مناقضة كلية
الأهداف العامة للماسونية:
تتلخص اهداف الماسونية فيما يلي:
ويمكن بالإجمال تلخيص أهدافها بالتالي:
1- إنكار وجود اللَّه تبارك وتعالى: "علينا أن نسحق القبيح الفظيع وهو ما يدعونه اللَّه"(5)
2- مناهضة الأديان "لنشتغل بأيد خفية نشيطة، ولننسج الأكفان، التي سوف تدفن جميع الأديان"(6).
3- محاربة رجال الدين "وقد عنينا عناية عظيمة بالحط من كرامة رجال الدين من الأمميين (غير اليهود) في أعين الناس، وبذلك نجحنا في الإضرار برسالتهم التي كان يمكن أن تكون عقبة كؤوداً في طريقنا"(7).
4- نشر الفساد الخلقي "ومن المسيحيين أناس أضلتهم الخمر، وانقلب شبانهم مجانين بالكلاسيكيات والمجون المبكر الذي أغراهم به وكلاؤنا ومعلمونا وخدمنا وقهرماناتنا(
في البيوتات الغنية... ونساؤنا في أماكن لهوهم"(9).
أفكار وأساليب الماسونية:
تسعى الماسونية إلى بث الأفكار المضللة ونشر الفساد الأخلاقي بين الأمم والشعوب، والمحددة بالأمور التالية:
ـ يكفرون باللَّه ورسله وكتبه وبكل الغيبيات ويعتبرون ذلك خزعبلات وخرافات.
ـ يعملون على تقويض الأديان.
ـ العمل على إسقاط الحكومات الشرعية وإلغاء أنظمة الحكم الوطنية في البلاد المختلفة والسيطرة عليها.
ـ إباحة الجنس واستعمال المرأة كوسيلة للسيطرة.
ـ العمل على تقسيم غير اليهود إلى أمم متنابذة تتصارع بشكل دائم.
ـ تسليح هذه الأطراف وتدبير حوادث لتشابكها.
ـ بث سموم النزاع داخل البلد الواحد وإحياء روح الأقليات الطائفية العنصرية.
ـ تهديم المبادىء الأخلاقية والفكرية والدينية ونشر الفوضى والانحلال والإرهاب والإلحاد.
ـ استعمال الرشوة بالمال والجنس مع الجميع وخاصة مع ذوي المناصب الحساسة لضمهم لخدمة الماسونية، والغاية عندهم تبرر الوسيلة.
ـ إحاطة الشخص الذي يقع في حبائلهم بالشباك من كل جانب لإحكام السيطرة عليه وتسييره كما يريدون وهو ينفذ صاغراً كل أوامرهم.
ـ الشخص الذي يلبي رغبتهم في الانضمام إليهم يشترطون عليه التجرد من كل رابط ديني أو أخلاقي أو وطني ويجعل ولاءه خالصاً للماسونية.
ـ إذا تململ الشخص أو عارض في شيء تدبر له فضيحة كبرى وقد يكون مصيره القتل.
ـ كل شخص استفادوا منه ولم تعد به حاجة يعملون على التخلص منه بأية وسيلة ممكنة.
ـ العمل على السيطرة على رؤساء الدول لضمان تنفيذ أهدافهم التدميرية.
ـ السيطرة على الشخصيات البارزة في مختلف الاختصاصات لتكون أعمالهم متكاملة.
ـ السيطرة على أجهزة الدعاية والصحافة والنشر والإعلام واستخدامها كسلاح فتاك شديد الفاعلية.
ـ بث الأخبار المختلفة والأباطيل والدسائس الكاذبة حتى تصبح كأنها حقائق لتحويل عقول الجماهير وطمس الحقائق أمامهم.
ـ دعوة الشباب والشابات إلى الانغماس في الرذيلة وتوفير أسبابها لهم وإباحة الاتصال بالمحارم وتوهين العلاقات الزوجية وتحطيم الرباط الأسري.
ـ الدعوة إلى العقم الاختياري وتحديد النسل لدى المسلمين(12)