.... تابع
وسائل جذب الحشرات
يتطور نبات الأوركيد على مر أجيال عديدة منه ليحاكي في شكله أنثى النحل لتجذب ذكر النحل للنبات باعتباره عامل نقل في عملية التلقيح.
لا يمكن للنباتات أن تنتقل من مكان لآخر، ولذلك فإن العديد من النباتات تعتمد على جذب الحشرات لنقل حبوب اللقاح بين النباتات المنتشرة في أماكن مختلفة. ويطلق على الأزهار التي يتم تلقيحها بواسطة الحشرات حشرية التلقيح ويعني مرادفها في اللغة اللاتينية (محبة الحشرات). ويمكن أن تتحور هذه الأزهار مع الحشرات المسؤولة عن عملية التلقيح من خلال التطور المشترك. تحتوي الأزهار على غدد تسمى الغدد الرحيقية في العديد من الأجزاء التي تجذب الحشرات الباحثة عن الرحيق المغذي لها. تقوم الطيوروالنحل بفضل تمييزها للألوان بالبحث عن الأزهار الملونة. وتحتوي بعض الأزهار على أنماط معينة من الغدد الرحيقية تسمى دلائل الرحيق لتوجيه ناقلات حبوب اللقاح إلى مكان وجود الرحيق. ويمكن رؤية هذه الدلائل فقط في ضوء الأشعة فوق البنفسجية الذي يعد مرئيًا للنحل وبعض الحشرات الأخرى. وتعتمد الأزهار أيضًا على جذب ناقلات حبوب اللقاح من خلال الرائحة وتتميز هذه الروائح بأنها شذية. على الرغم من ذلك، فليس جميع روائح الأزهار عطرة بالنسبة للإنسان، فهناك مجموعة من الأزهار التي يتم تلقيحها بواسطة الحشرات التي تنجذب إلى رائحة اللحم العفن، وهناك بعض الأزهار تشبه في رائحتها الحيوانات الميتة والتي عادةً ما يطلق عليها اسم زهرة الجيفة، مثل زهرة الرفلسيا وزهرة اللوف العملاقة وشجر الباوباو(شجر الببو الفاكهة) الذي ينمو في أمريكا الشمالية. أما الأزهار التي تلقح ليلاً بواسطة الخفافيش والعث، فإن رائحتها تؤثر تأثيرًا كبيرًا في جذب هذه الأنواع من ناقلات حبوب اللقاح، وتتميز معظم هذه الأزهار بلونها الأبيض.
هناك بعض الأزهار التي لا تزال تستخدم أسلوب المحاكاة لجذب ناقلات حبوب اللقاح، مثل فصائل الأوركيد على سبيل المثال، حيث تنتج أزهارًا شبيهة بإناث النحل في اللون والشكل والرائحة. وتنتقل ذكور النحل بين هذه الأزهار بحثًا عن أنثى للتزاوج.
آلية التلقيح
تعتمد آلية التلقيح التي يستخدمها النبات على نوع التلقيح التي يعتمد عليها هذا النبات. ويمكن تقسيم معظم الأزهار إلى مجموعتين كبيرتين من حيث أنواع التلقيح: حشرية التلقيح : وهي الأزهار التي تجذب الحشرات والخفافيش والطيور وأنواع أخرى من الحيوانات لنقل حبوب اللقاح من زهرة إلى أخرى. وعادةً ما تتسم هذه الأزهار ببعض الخصائص المميزة من حيث الشكل ويكون لها ترتيب معين من الأسدية يضمن انتقال حبوب اللقاح إلى الناقل عندما يقف على الزهرة بحثًا عن عامل الجذب فيها (كالرحيق أو اللقاح أو أنثى التزاوج). وفي أثناء سعيها وراء عوامل الجذب هذه من زهرة إلى أخرى في الفصيلة نفسها، تقوم الناقلات بنقل حبوب اللقاح إلى المياسم – المرتبة بدقة واضحة – في جميع الأزهار التي تحط عليها. وتعتمد معظم الأزهار على عملية تقريب بسيطة بين أجزائها لضمان حدوث عملية التلقيح. أما الأزهار الأخرى مثل، السراسينيا وخف السيدة، فإن بنيتها التفصيلية تضمن إتمام عملية التلقيح الخلطي وتلافي عملية التلقيح الذاتي.ريحية التلقيح : وهي الأزهار التي تعتمد على الرياح في نقل حبوب اللقاح من زهرة إلى أخرى مثل الحشائش وشجرة القضبان وعشب الرجيد والقياقب. ونظرًا لعدم حاجتها إلى جذب ناقلات حبوب اللقاح، فإنه لا يشترط أن تكون هذه الأزهار جذابة سواء في الشكل أو اللون أو الرائحة. وبينما تكون حبوب اللقاح في الأزهار حشرية التلقيح كبيرة الحجم ولزجة وغنية بالبروتين (وهو ما يمثل ميزة إضافية لناقلات حبوب اللقاح)، فإن حبوب اللقاح في الأزهار ريحية التلقيح عادةً ما تكون خفيفة للغاية وذي قيمة غذائية قليلة للحشرات التي تتغذى عليه، على الرغم من إمكانية جمعها في أوقات التي يندر فيها انتشار الأزهار. يقوم نحل العسل والنحل الطنان بجمع كميات كبيرة من لقاح نبات الذرة ريحي التلقيح، على الرغم من انخفاض قيمته الغذائية بالنسبة له. تعتمد بعض الأزهار على التلقيح الذاتي وتستخدم الأزهار التي لا تتفتح أبدًا أو تقوم بعمل التلقيح الذاتي قبل تفتح الأزهار. ويطلق على هذا النوع الأزهار غير المتفتحة. ويكثر انتشار الأزهار غير المتفتحة في العديد من فصائل السلفيا أو المريمية وبعض فصائل البنفسج.
العلاقة بين الأزهار وناقلات حبوب اللقاح
تتميز العديد من الأزهار بوجود علاقة قوية بينها وبين واحد أو أكثر من الكائنات الحية التي تساعد في إجراء عملية التلقيح. فعلي سبيل المثال، تقوم العديد من الأزهار بجذب فصيلة واحدة فقط من الحشرات؛ وبالتالي، فإنها تعتمد على هذه الفصيلة في نجاح عملية التكاثر. وعادة ما تعتبر هذه العلاقة القوية مثالاً للتطور المشترك، حيث يعتقد أن كلاً من الزهرة وناقل حبوب اللقاح قد تطورا معًا على مدار فترة زمنية طويلة؛ بحيث يفي كل منهما احتياجات الآخر. جدير بالذكر أن هذه العلاقة القوية تضاعف من الآثار السلبية للانقراض. فانقراض أي طرف في هذه العلاقة قد يؤدي إلى انقراض الطرف الآخر كذلك. وهناك بعض أنواع النباتات معرضة للانقراض بسبب تضاؤل أعداد ناقلات حبوب اللقاح التي تعتمد عليها هذه الأنواع.
عملية الإخصاب وانتشار البذور
تقوم بعض الأزهار التي تحتوي على كل من المياسم والمدقة بالإخصاب الذاتي، وهو ما يزيد من فرص إنتاج البذور ولكنه يحد من التنوع الوراثي. ويتضح ذلك إلى حد بعيد في الأزهار التي تعتمد دومًا على الإخصاب الذاتي، مثل الهندباء البري. وفي المقابل، هناك فصائل عديدة من النباتات تستطيع أن تحول دون إتمام عملية الإخصاب الذاتي. فالأزهار أحادية الجنس سواء المذكرة أو المؤنثة الموجودة على نبات واحد قد لا تظهر أو تنضج في الوقت نفسه، وقد تكون حبوب اللقاح الموجودة في هذا النبات غير قادرة على تخصيب بويضاته. ويشار إلى هذه الخاصية، التي ينتج فيها النبات موادًا كيميائية مضادة لحبوب اللقاح التي يحملها، باسم العقم الذاتي
تطور الأزهار
على الرغم من أن النباتات التي تنمو على اليابسة قد وجدت منذ ما يقرب من 425 مليون عام، فإن أول النباتات التي تكاثرت من خلال عملية تكيف بسيطة من نظراءها المائية كانت البذرة. وفي البحار، يمكن أن تقوم النباتات – وكذلك بعض الحيوانات – بترك نسخ وراثية خاصة بها حتى تطفو على سطح الماء وتنمو في مكان آخر. وهكذا كانت تتكاثر النباتات في البداية. ولكن سرعان ما قامت النباتات بتطوير وسائل يمكنها من خلالها حماية النسخ الخاصة بها كي تتمكن من التعامل مع الأوقات التي يسود فيها الجفاف ومع الظروف القاسية التي تتعرض لها على الأرض أكثر منها في البحر. وقد حازت البذرة على كل هذه الحماية، على الرغم من عدم إنتاجها للأزهار بعد. ويعد نبات كزبرة البئر والصنوبريات من النباتات الأولى التي كانت تحمل البذور. علاوةً على ذلك، فإن تاريخ أقدم حفرية في النباتات الزهرية ـ"أركافركتس لياننجينسيز" ـ يعود إلى نحو 125 مليون عام. وقد اعتقد أن العديد من عاريات البذور المنقرضة، خاصةً أبواغ السرخس، تمثل أسلاف النباتات الزهرية، على الرغم من عدم العثور على دليل حفري يوضح تمامًا كيفية تطور الأزهار. وقد أدى اكتشاف بعض الحفريات محتوية على آثار غير متوقعة لأزهار حديثة نسبيًا إلى افتراض عدم صحة بعض فروض نظرية التطور لدرجة أن "تشارلز داروين" اعتبر هذا الأمر لغز محيرًأ. وتشير حفريات كاسيات البذور التي تم اكتشافها حديثًا مثل "أركافركتس" بالإضافة إلى الاكتشافات الأخرى لحفريات عاريات البذور إلى كيف اكتسبت كاسيات البذور لصفات المميزة لها عبر سلسلة من الخطوات.
يشير تحليل الحمض النوي (تحليل البنيات الجزيئية) في الوقت الحالي أن نبات أمبرولا تريكوبودا الذي عثر عليه على إحدى جزر المحيط الهادئ في "نيوكاليدونيا"، يمثل المجموعة الشقيقة لباقي النباتات الزهرية، كما أن الدراسات الخاصة بعلم دراسة الشكل توضح أن لهذا النبات بعض الخصائص التي تتشابه مع خصائص النباتات الزهرية الأولى.
براعم Amborella
وقد كان الافتراض العام في هذا الصدد يتمثل في أن وظيفة الأزهار كانت منذ البداية استخدام الحيوانات الأخرى في عملية التكاثر. يمكن انتشار حبوب اللقاح الخاصة بالنباتات دون الحاجة إلى الأشكال الجذابة أو الألوان المبهرة. لذا قد تمثل الاستعانة ببعض قدرات النبات عائقًا إلا إذا كان هناك فوائد أخرى من وراء ذلك. ومن الأسباب المفترضة بصدد الظهور المتطور والمفاجئ للأزهار أنها قد تطورت في مكان معزول مثل جزيرة أو سلسلة من الجزر، حيث كانت النباتات الحاملة لهذا الأزهار قادرة على تطوير علاقة متخصصة للغاية مع حيوان معين (كحشرة الدبور على سبيل المثال)؛ وهي الطريقة نفسها التي تتطور بها معظم الفصائل الموجودة في الجزر حاليًا. ويمكن أن تكون هذه العلاقة التكافلية المتمثلة في افتراض حمل الدبور لحبوب اللقاح من نبات لآخر، كما يحدث في حشرة الدبور الخاصة بأشجار التين حاليًا، قد أدت إلى تطوير كل من النبات والحيوانات التي تتغذى عليها لدرجة عالية من التخصيص. ويعتقد أن أسس الوراثة على هذه الجزيرة الافتراضية يمثل مصدر التنوع في النباتات، خاصةً عندما يتعلق الأمر بعمليات التكيف التي لا بد أن يصاحبها أشكال أخرى من التحول. لاحظ أن ضرب مثال الدبور ليس أمرًا عشوائيًا، فالنحل الذي تطور خصيصًا لمناسبة العلاقة التكافلية الموجودة بينه وبين النباتات ينحدر أصله من الدبور. وبالمثل، فإن العديد من الفواكه المستخدمة في تكاثر النبات قد نتجت عن تضخم أجزاء معينة من الزهرة. فثمرة الفاكهة دائمًا ما تعتمد على رغبة الحيوانات في تناولها، ومن ثم نشر البذور التي تحتوي عليها.
على الرغم من أن العديد من هذه العلاقات التكافلية لا يؤهل للانتشار أو للمنافسة على البقاء مع الحيوانات الأخرى غير الموجودة على تلك الجزيرة، فإن الأزهار قد أثبتت في بعض الأحيان أنها وسيلة فعالة للتكاثر والانتشار (بغض النظر عن أصلها الحقيقي) لتصبح الصورة السائدة للنباتات الموجودة على سطح الأرض.
كان يتغذى سكان أمريكا الشمالية الأوائل على نبات "لوماتيوم باري".
على الرغم من وجود بالكاد دليل مادي على وجود هذه الأزهار منذ 130 مليون عام مضت، فإن هناك أدلة عرضية تشير إلى أن تاريخها يعود إلى 250 مليون عام. فقد تم العثور على مادة كيميائية، يطلق عليها "أولينان"، يستخدمها النبات لحماية أزهاره في حفريات النباتات القديمة مثل نبات "جيجانتوبترايد الذي تطور في ذلك الوقت والذي يحمل العديد من خصائص النباتات الزهرية الحديثة على الرغم من أنه لم يكن معروفًا عن هذه النباتات أنها نباتات زهرية، حيث لم يتم العثور سوى على السيقان والأشواك؛ وهو ما يعد من الأمثلة البدائية على عملية التحجر.
قد يكون التشابه بين تركيب الورقة والساق مهمًا للغاية، وذلك لأن الأزهار من الناحية الوراثية تمثل نتيجة عملية تكيف قامت بها المكونات الطبيعية للورقة والساق، حيث يؤدي اتحاد مجموعة من الجينات بشكل طبيعي إلى تكون سوق نامية جديدة ويعتقد أن الأزهار البدائية كانت تتكون من عدد متغير من أجزاء الزهرة، والتي عادةً ما تكون منفصلة عن بعضها على الرغم من وجود علاقة بينها. كما يعتقد أن الأزهار كانت تميل للنمو بشكل حلزوني كي تصبح ثنائية الجنس (بمعنى وجود الأعضاء المؤنثة والذكرية في الزهرة الواحدة) مع سيادة تأثير المبيض (عضو التأنيث). وكلما ارتقت الأزهار، قامت بعض الأنواع بتطوير أجزاء مندمجة ببعضها البعض مع تطوير عدد وشكل معين ومع اتخاذ جنس محدد لكل زهرة أو نبات أو على الأقل تتمتع بـ"مبيض ثانوي" ويستمر تطور الأزهار حتى وقتنا الحالي؛ ومن الجدير بالذكر أن الأزهار الحديثة متأثرة للغاية بفعل الإنسان لدرجة أن العديد منها لا يمكن تلقيحه تلقائيًا. وقد تم استخدام العديد من الأزهار الحديثة المنزلية باعتبارها أعشابًا بسيطة نبتت عند حدوث اضطراب ما في التربة. وبعض هذه الأزهار ينمو مع المحاصيل التي يقوم الإنسان بزراعتها. بل ولم تتوقف أجمل الأزهار عن التطور بسبب جمال شكلها، ولكنها استمرت في التطور بناء على أفعال الإنسان ومرت بالعديد من عمليات التكيف المعينة
الأزهار ودلالاتها الرمزية
تستخدم أزهار الزنبق غالبًا كرمز للحياة أو البعث
من الشائع أن تكون الأزهار موضوع بعض اللوحات الفنية الحالية مثل التي رسمها "أمبروسوس بوستشاريه ذي إلدر".
تصميم لتمثال "جاد" الصيني مزين بالأزهار، "جين ديناستي" (1115-1234)، متحف شنغهاي
يمتلك العديد من الأزهار معاني رمزية مهمة في الثقافة الغربية. وهناك علم متخصص في ربط الأزهار بدلالات معينة يطلق عليه لغة الزهور. ومن بين أشهر الأمثلة على ذلك ما يلي:
تمثل الورود الحمراء رمز للحب والجمال والعاطفة.
أزهار الخشخاش ترمز إلى تقديم التعازي في حالات الوفاة. ففي المملكة المتحدة ونيوزيلندا وأستراليا وكندا، يتم ارتداء أطواق من أزهار الخشخاش الحمراء لإحياء ذكرى الجنود الذين ماتوا في الحرب.
تستخدم أزهار السوسن والزنبق عند دفن شخص ما كرمز للبعث/الحياة". كما أن هذه الأزهار ترتبط بالنجوم (الشمس) كما يرتبط نمو بتلاتها بشروق الشمس.
أزهار أقحوان ترمز إلى البراءة.
أما في الفنون، فتستخدم الأزهار أيضًا عندما يراد وصف أنوثة المرأة كما ورد في أعمال بعض الفنانين مثل "جورجيا أوكيف" و"أموجن كننج هام" و"فيرونيكا رويز دي فيلاسكو" و"جودي شيكاغو"، كما استخدمت الأزهار كذلك في الفن الكلاسيكي الغربي والآسيوي. وتميل معظم الثقافات حول العالم إلى الربط بين الأزهار وبين الأنوثة. يعد التنوع الهائل في أشكال الأزهار وجمالها مصدر إلهام العديد من الشعراء خاصةً العصر الرومانسي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. من أشهر هؤلاء الشعراء "ويليام ووردث ورث" في قصيدته "I Wandered Lonely as a Cloud " وكذلك "ويليام بليك" في قصيدته "Ah! Sun-Flower". ونظرًا لأشكالها المتنوعة والملونة، اعتبرت الأزهار من الموضوعات المفضلة لدى الفنانين التصويريين. وقد كانت اللوحات المرسومة عن الأزهار من أشهر ما قدمه أشهر الرسامين المعروفين حول العالم مثل مجموعة أزهار عباد الشمس التي رسمها "فان جوخ" أو مجموعة أزهار زنبق الماء التي رسمها "مونيه". علاوةً على ذلك، يتم استخدام الأزهار المجففة والمجففة بالتبريد والتي تم حفظها بالضغط في بعض الأعمال الفنية عن الزهور لإضفاء بُعد ثلاثي دائم عليها. لقد كانت "فلورا" إلهة الأزهار والحدائق وفصل الربيع في الحضارة الرومانية القديمة. كما كانت "كلوريس" إلهة الربيع والأزهار والطبيعة في الحضارة الإغريقية. وفي الأساطير الهندوسية، تحظى الأزهار بمكانة مهمة. فعادةً ما كان يتم تصوير "فيشنو"، أحد الآلهة الثلاثة الكبرى في الحضارة الهندوسية، مع زهرة اللوتس. [13] وبعيدًا عن الربط بين الأزهار وبين "فيشنو"، فإن التقاليد الهندوسية تنظر إلى زهرة اللوتس على أن لها أهمية روحانية فعلى سبيل المثال، كان للأزهار دور في الأساطير الهندوسية التي تروي قصص الخلق
استخدامات الأزهار
كان السيدات ينثرن الأزهار على معبد lingam في فاراناسي.
في العصور الحديثة، سعى العديد من الأفراد وراء ابتكار سبل مختلفة لزراعة وشراء واستخدام الأزهار أو العيش في أماكن تحيط بها الأزهار، وذلك بسبب شكلها الرائع ورائحتها الجذابة. وفي مناطق كثيرة من العالم، يتم استخدام الأزهار في العديد من الأحداث والمناسبات التي يمر بها الإنسان في حياته، ومنها على سبيل المثال استخدامها:
عند قدوم مولود جديد أو عند الاحتفال بتعميد الأطفال في الديانة المسيحية.
على هيئة باقة ورد للمرأة أو تعليق وردة واحدة في عروة البذلة بالنسبة للرجل في المناسبات الاجتماعية أو في الإجازات.
كهدايا للتعبير عن الحب والتقدير.
في حفلات الزفاف وتزيين القاعات.
للزينة داخل المنازل.
كهدية تذكارية في الحفلات التي تقام عند وداع شخص ما أو عند عودته من السفر وكهدايا تذكر صاحبها دائمًا بمن أهداها له.
عند إقامة الجنازات وللتعبير عن مواساة الآخرين ومشاطرتهم الأحزان.
كوسيلة للتقرب إلى الآلهة في العصور القديمة. ففي الحضارة الهندوسية، كان تقديم الأزهار كهدايا في المعابد أمرًا شائعًا للغاية.
لذلك، يقوم الكثيرون بزراعة الأزهار حول منازلهم ويخصصون أجزاءً كاملة من المكان الذي يعيشون فيه لزراعة حدائقهم بالزهور وجمع الأزهار البرية أو يقومون بشراء الأزهار من بائعي الأزهار الذين يعتمدون على شبكة متكاملة من الموزعين الذين يتخذون من زراعة الأزهار عملاً تجاريًا. جدير بالذكر أن الفائدة الغذائية التي نحصل عليها من الأزهار أقل بكثير من أجزاء النبات الأخرى (مثل البذور والثمرة والجذور والسيقان والأوراق)، ولكننا في الوقت نفسه، نحصل على العديد من الأطعمة والتوابل من الأزهار. ومن بين الخضروات التي يحتوي نباتها على الأزهار القنبيط الأخضر والقنبيط والخرشوف. كما أن أغلى أنواع التوابل، وهو الزعفران، يتكون من المياسم المجففة لنبات الزعفران. ومن التوابل الأخرى التي تستخلص من الأزهار، القرنفل والكبر. وتستخدم أزهار الجنجل في إضفاء نكهة على الجعة. كما تتم تغذية الدجاج على نبات الآذريون لإضفاء لون أصفر ذهبي على صفار البيض، وهو ما تفضله غالبية المستهلكين. وعادةً ما تستخدم أزهار الهندباء البرية في صناعة الخمور. كذلك، تعد حبوب لقاح التي يجمعها النحل غذاءً صحيًا للكثير من الأشخاص. ويتكون عسل النحل من رحيق الأزهار الذي يعالجه النحل بعد جمعه له، وفي أغلب الأحيان يسمى العسل تبعًا لنوع الزهرة المأخوذ منها الرحيق مثل، عسل البرتقال وعسل القرنفل وعسل الطوبال. ثمة المئات من الأزهار الطازجة التي تصلح للأكل ولكن القليل منها يتم تسويقه كغذاء. عادةً ما تستخدم هذه الأزهار لإضافة لون ونكهة إلى أنواع السلطة المختلفة. كما يتم غمس أزهار نبات القرع في دقيق البقسماط ثم يتم قليها. ومن بين الأزهار التي يمكن أكلها السلبوت الكبير والالأراولة (من فصيلة الأقحوان) والقرنفل وعشب التيفا وصريمة الجَدْي والشيكوريا والقنطريون وعشب القنّا وعباد الشمس. وفي بعض الأحيان، يتم حفظ الأزهار التي تؤكل في السكر مثل الأقحوان والورد وزهرة الثالوث (أحد أنواع زهرة البنفسج). يمكن استخدام الأزهار أيضًا في صناعة الشاي بالأعشاب. حيث يتم خلط الأزهار المجففة مثل الأراولة والورد والياسمين والبابونج بالشاي للاستمتاع بنكهتها وللاستفادة ببعض فوائدها الطبية. وفي بعض الأحيان، يتم خلط هذه الأزهار بأوراق الشاي من أجل إضفاء نكهة عليه.
ملخص لتركيب أجزاء الزهرة
تتركب الزهرة من خمس أجزاء هى :
1. التخت Receptacle :
وهو الجزء المتضخم الذى يوجد فى نهاية العنق وتنتظم عليه الاوراق الزهرية فى محيطات متعاقبة تمثل الكأس والتويج والطلع والمتاع . ويمكن آن تخرج المحيطات الزهرية على التخت من مناطق مختلفة حول المبيض فمثلا عندما يكون التخت مسطحا ويحمل المبيض فى وسطه وتتابع الاجزاء الزهرية الاخرى من حوله فى نفس المستوى تعرف الزهرة فى هذه الحالة بانها محيطية Perigenous اما اذا كان التخت محدبا ويحمل المبيض لأعلى وتخرج الأجزاء الزهرية من أسفله فتكون الزهرة سفلية Hypogenous وعندما يكون التخت مقعرا ويحوى بداخله المبيض ويلتحم به فتخرج الأجزاء الزهرية من قمة التخت إي تقع فى مستوى أعلى من المبيض فتسمى زهرة علوية Epigenous مثل القرع والتفاح .
2. الكـأس Calyx :
وهو المحيط الخارجي للزهرة ويتركب من أوراق صغيرة خضراء تعرف بالسبلات ووظيفتها حماية الأجزاء الداخلية للزهرة،وقد تكون السبلات ملتحمة أو منفصلة وقد تجف السبلات وتسقط بعد تفتح الزهرة مثل زهرة الخشخاش او تبقى مستديمة ملتصقة بالثمرة مثل الطماطم والباذنجان .
3. التويـج Corolla:
يتركب من عدد من الأوراق الملونة وتعرف بالبتلات وقد تكون ملتحمة او سائبة وذات رائحة تجذب الحشرات لاتمام عملية التلقيح . وتتبادل البتلات مع السبلات فى الترتيب على التخت، واذا كانت البتلات مرتبة فى اكثر من محيط فهى تترتب فى محيطات متبادلة، وغالبا يذبل التويج ويسقط بعد تكون الثمرة وفى بعض النباتات لا تتميز المحيطات الخارجية الى كأس وتويج وتكون جميعا متشابهة ويسمى الغلاف الزهرى Perianth مثل ازهار الزنبق الملكى
4 - الطلع
وهو العضو المذكر فى الزهرة ويشتمل على أعضاء التذكير ووظيفته تكوين حبوب اللقاح ويتكون من عد د من الآسدية وتتكون كل سداه من خيط رفيع يعرف بالخيط Filament يتصل بالتخت من اسفل وينتهى بجزء منتفخ يسمى المتك Anther ويتكون المتك من كيس يحتوى كلا منهما بداخله على حبوب اللقاح وعند النضج يتفتح لينثر حبوب اللقاح . وقد تلتتحم الاسدية بخيوطها ومتوكها وتلتحم بالبتلات وتسمى الأسدية فوق بتلية Epipetalous . وقد يكون عدد الاسدية اما مساوى لعدد البتلات او ضعفها.
5. المتاع Gynoecium :
يمثل عضو التأنيث ويتركب من عدد من الأوراق المتحورة تعرف بالكرابل تلتف حافتها لتكوين تجويفاً فى الجزء السفلي ليحتوى على البويضات، ويعرف بالمبيض Ovary أما الجزء العلوى فيعرف بالقلم style وينتهى بالميسم Stigma وهو الجزء المعد لاستقبال حبوب اللقاح .
1. الأجزاء الزهرية المختلفة سائبة .
2. الزهرة منتظمة خاصة البتلات التى تتميز بتماثل فى الشكل والحجم .
3. الزهرة خنثى بها الآسدية والكر ابل .
4. تحمل الآسدية والكر ابل على تخت طويل فى ترتيب حلزونى Spiral .
5. الزهرة سفلية Hypogenous.
6. الزهرة طرفية ومفردة Solitary.
7. الآسدية عريضة ورقية والكرابل كبيرة تفتقر الأقلام والمياسم .
8. البويضات منعكسة ينتج عنها بذور كبيرة تحمل على كرابل .
والأزهار نوعان هما :
زهرة خنثى : وهى التى تحتوى على أعضاء التذكير والتأنيث معا .
زهرة وحيدة الجنس : تحتوى على نوع واحد من أعضاء التناسل فعندما تحمل الطلع تعرف بالزهرة المذكرة وعندما تحمل المتاع تعرف بالزهرة المؤنثة . وعندما يكون توزيع الأعضاء الزهرية منتظما اى يمكن شطر الزهرة الى أكثر من نصفين متماثلين بقطاع طولى تعرف عندئذ بالزهرة المنتظمة و يعبر عن ذلك بالرمز (+) . أما عندما لا يمكن شطر الزهرة إلا الى نصفين متساويين فقط فتسمى حينئذ الزهرة وحيدة التناظر ويعبر عن ذلك بالرمز ( ٪ )
يقصد به كيفية اتصال البويضات بجدار المبيض والأوضاع المشيمية المعروفة :
1. وضع مشيمى حافى (Marginal) :
يتكون المبيض من كر بلة واحدة ، وتخرج البويضات من مكان التحام حافتى الكربلة
مثـال : العائلة البقولية .
2. وضع مشيمى قاعدى (Basal) :
يتكون المبيض من كربلة واحدة أو اكثر وتخرج البويضة من قاعدة المبيض .
مثـال : زهرة عباد الشمس .
3. وضع مشيمى قمى (Apical) :
يتكون المبيض من كربلة واحدة أو اكثر وتخرج بويضة واحدة من قمة المبيض .
مثـال : أزهار العائلة الخيمية .
4. وضع مشيمى جدارى (Parietal ) :
يتكون المبيض من اكثر من كربلة التحمت حوافها مكونة مبيضاً وتخرج البويضات مرتبة فى صفوف على جدار المبيض .
مثـال : أزهار العائلة الصليبية .
5. وضع مشيمى محورى (Axile ) :
يتكون المبيض من اكثر من كربلة واحدة التحمت حوافها فى مركز المبيض وتخرج البويضات مرتبة فى صفوف على المحور الناشئ من تلاقى حواف الكرابل .
مثـال : أزهار العائلة الزنبقية .
6. وضع مشيمى مركزى (Central) :
يشبه الوضع المشيمى المحورى إلا آن حواف الكرابل تتمزق ويظل المبيض محور وسطى يصله من اعلى الى اسفل وتخرج منه البويضات .
مثـال : القرنفل .
7. وضع مشيمى مركزى سائب ( Free central) :
يتكون المبيض من اكثر من كربلة وينمو من قاعدة المبيض محور مركزى ينمو الى اعلى ولا يصل لقمة المبيض .
مثـال : زهرة الربيع .