منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى،

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، Empty
مُساهمةموضوع: مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى،   مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، Emptyالجمعة 16 نوفمبر 2018, 5:12 am

ماذا لو قرأ الحكام رسائل الموتى؟… مئة سنة بعد نهاية الحرب العالمية الأولى
  واسيني الأعرج

مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، ومات الذين خاضوها كلهم من الطرفين المتقاتلين، ولم يبق منهم أحد.
قبل سنوات احتـــــفل في فرنسا بآخر الملتحين les poilus كما يسمونهم، لغياب كل وسائل الصحة الجسدية. عشرة ملايين منهم سقطوا في الخنادق المظلمة تحت وابل الرصاص الأعمى أو تفحماً بألسنة النار التي ابتدعها الألمان في السنة الثانية من الحرب، أو تحت ضربات المدافع الضخمة القوية التي حرثت الأرض وأبادت كل حياة ممكنة، ولم يبق إلا الجرذان الجائعة التي تأكل البشر، وأعقاب البنادق.
أول حرب يموت فيها الناس بالآلاف في اليوم الواحد، ولم يبق الشيء الكثير منها اليوم إلا بعض الندوب على الأرض التي غزتها النباتات المتوحشة، وحقول المقابر على مرمى البصر التي أغلبها بلا أسماء، وضحايا حرب خاضوها بوطنيات زائدة قبل أن يكتشفوا-وهم على الجبهات-أنها لم تكن حربهم، لكنها حرب إمبراطوريات كانت تحاول عبثاً تأخير ميقات زوالها؛ الإمبراطورية الألمانية المتحالفة مع الإمبراطورية المجرية النمساوية، والإمبراطورية البريطانية بمستعمراتها، والفرنسية بحواشيها المغاربية والإفريقية، والإمبراطورية العثمانية، والإمبراطورية الروسية.
تأتي الذكرى المئوية والبشرية تفتح عيونها كل يوم على حروب جديدة أكثر تدميراً ولكن قوائمها منسية. الاحتلال الأمريكي خلف مقتل أكثر من مليون عراقي في حربه المباشرة، أما حروب الوكالة فالله وحده يعلم عدد القتلى. والتسابق على التسلح الذي أصبح خياراً خطيراً وكبيراً؛ كل دولة تخاف من مثيلاتها، ويصبح الانقضاض على الدول الصغيرة أمراً ممكناً، بل لا حدث.

ماذا لو قرأ حكام اليوم في أمريكا وأوروبا وآسيا وإفريقيا رسائل الجنود البسطاء والفلاحين والشعراء الذين قضوا أربع سنوات على الجبهات قبل موت الكثير منهم وهم ينتظرون نهاية المجزرة؟

من يتحدث اليوم عن قتلى اليمن أو أفغانستان؟ لا أحد يحاسب الآخر، لأن الحروب التي تدور رحاها هناك لا تقاس بالميزان البشري ولا حتى الحيواني. منطق القوة هو الأعلى في عالمنا كما كان ذلك سابقاً. هناك اليوم من الدول التي تملك وحدها ما يكفي لتدمير الكرة الأرضية عشرات المرات.
إسرائيل التي ليست عضواً في نادي الدول النووية ولا تعترف بترسانتها أمام أحد، تصول وتجول مغيرة التاريخ والجغرافية كما يحلو لها، في غياب كلي لأي ردع أو تهديد أممي، ففي مخزونها العسكري آلاف الرؤوس النووية التي تمكنها من تدمير أية دولة عربيه ترفع رأسها، بعد أن اختل نهائياً ميزان القوى لصالح إسرائيل. بل أكثر من ذلك، حيث تحولت إلى مراقب في المنطقة ضد كل من يعمل على امتلاك القنبلة النووية، بتدمير المخططات في بدايات تكونها أو قتل من يقف على رأس البرامج النووية. وتلك الإبادة المنظمة التي مارستها ضد علماء العراق والعرب عموماً والمسلمين من مصريين، وسوريين، وجزائريين وحتى باكستانيين، وإيرانيين، في وقت من الأوقات توضع فيه إسرائيل في صف الدول المارقة وخارج كل قانون دولي.
واضح أن البشرية لم تحفظ أي درس من دروب الحروب المدمرة. يكفي الدول العظمى اليوم، وعلى رأسها أمريكا، والدول الأوروبية وروسيا والصين، تجريد منطقة الشرق الأوسط نهائياً من الأسلحة النووية والكيماوية الفتاكة، لتعيش المنطقة في أمان. ذلك منطق القوة الأحادية العمياء؛ لم تكفِ حربان عالميتان مدمرتان وقنابل نووية سبّبتا دماراً شاملاً غير مسبوق على اليابان لتدرك البشرية أن العنصر البشري والكائنات الحية مهددة بخطر الفناء والانقراض. يكفي لإصبع مجنون أن يضغط على الزر الأحمر لينتهي كل ما شيدته البشرية عبر ملايين السنين. لم تنفع قسوة موت الخنادق وموجات اللحم البشري الذي التصق على المدافع في الحرب العالمية الأولى لتصبح درساً للمستقبل، ولم تكفِ مأساتا هيروشيما ونغازاكي لتتعظ الإنسانية، ولم تكفِ العشرة ملايين التي أحرقتها الحرب عشرات الملايين الذين شرّدتهم ليتساءل أقوياء اليوم: إلى أين نحن نتجه اليوم؟ أي قبر جماعي ينتظر البشرية الجشعة التي خسرت مقومات القيمة واكتفت بالقوة؟!
تحل السنة المئة بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ولا يزال كل شيء يسير بتوقيت المصالح الضيقة والنهب والتقتيل والسرقات الموصوفة والانقلابات والتكميم. من يتأمل المشاهد المتبقية من تلك الرب يفاجأ ويستغرب كيف أن العنصر البشري لا يزال موجوداً حتى اليوم ولم يبَد وهو يتلقى ضرابات المدافع الجديدة التي صنعت لإحداث أكبر دمار في البشر والأرض، أو وهو يركض في شكل مجموعات لا حصر لها بسلاحها وأياديها وبنادقها وسكاكينها، في مذابح غير مسبوقة. وحتى عندما يتخفون في الخنادق فعليهم أن يقوا أنفسهم من السموم بوجوه مكشوفة وقنابل الطائرات العمياء التي تم فجأة اكتشاف مزاياها.
كيفما كان الأمر، فقد انتهت الحرب وأصبحت جزءاً من التاريخ، وأصبح الذين ابتدعوها أو الذين خاضوها مجرد أسماء وأرقام في سجلات المقابر والحفر الجماعية، ولم تبق أمامها إلا أسئلة الحيرة: كيف يمكن تفادي الحروب التي ستكون دماراً مضاعفاً؟ الأمر طبعاً بأيدي سادة هذا العالم، إما أن يسيروا به نحو المزيد من أنسنة الإنسان، أو خيارات الخراب الكلي الذي لن ينجو من نيرانه أحد، بمن فيهم هم أنفسهم، ولن يحميهم أي شيء.
ماذا لو قرأ حكام اليوم في أمريكا وأوروبا وآسيا وإفريقيا رسائل الجنود البسطاء والفلاحين والشعراء الذين قضوا أربع سنوات على الجبهات قبل موت الكثير منهم وهم ينتظرون نهاية المجزرة؟ ربما ظهر لهم كم أن الحرب بشعة! وكم أن قيمة الإنسان تنزل لدرجة التلاشي! وكم أن العزلة قاهرة، والبرد قاس، والصرامة العسكرية تبرد الأطراف، داخل الشكوك والفوضى حيث يمكن للإنسان أن يقتل بلا سبب أو بوشاية انتقامية! ماذا لو قرأ حكام هذا العالم تلك الرسائل، ربما استيقظ الإنسان فيهم أو بقاياه، ونام الحيوان الذي لم يترك وراءه إلا الدمار والعظام والحرائق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، Empty
مُساهمةموضوع: رد: مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى،   مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، Emptyالجمعة 16 نوفمبر 2018, 5:12 am

سيناريوهات لنظام جديد للشرق الأوسط
  بكر صدقي


من زاوية نظر القوى العظمى، تبدو المأساة السورية المديدة مجرد قطعة «بزل» في لوحة مفككة يراد إعادة تركيبها وفقاً لموازين القوى الفاعلة في الإقليم. أضف إلى ذلك أن الجغرافيا السورية نفسها هي لوحة بزل جزئية في اللوحة الأولى، لم يكتمل رصف قطعها بعد، وما العمليات العسكرية والسياسية الجارية، فيها وبشأنها، إلا محاولات للانتهاء من تركيبها، ليتسنى وضعها في مكانها المناسب في لوحة البزل الكبيرة. وتضم هذه الأخيرة، إلى سوريا، لبنان والعراق والأردن واليمن والمنظومة الخليجية معاً، إضافة إلى القسم الآخر الشمال إفريقي المكمل للقسم الآسيوي.
الصراعات الدائرة الآن في هذا الإقليم الكبير هي، أساساً، للسيطرة على، أو المشاركة في، وضع أسس نظام شرق أوسطي جديد يفترض أن يحل محل القديم. ويعود هذا الأخير إلى نهاية الحرب العالمية الثانية، حين انتهى الاستعمار الأوروبي التقليدي لبلدان المنطقة، وتم إنشاء دولة إسرائيل، وتوزعت الدول العظمى مناطق نفوذها. حدثان مفصليان جعلا إعادة النظر في النظام الإقليمي ممكناً وضرورياً من زاوية نظر القوى العظمى، هما الاحتلال الأمريكي للعراق (2003) وموجة ثورات الربيع العربي (2011). بدا التمدد الإقليمي الإيراني كما لو كان عرضاً جانبياً للحدث الأول، تحول، لاحقاً، إلى مشكلة تستوجب الحل لكي يعود النظام القديم إلى استقراره. لكن ما حدث في الواقع هو إفساح المجال أمام إيران لمد نفوذها باطراد، وصولاً إلى إلحاق 4 عواصم عربية وغزة بمركز القرار في طهران. لقد خلخل هذا التمدد أسس النظام الإقليمي، وكان من المحتمل تقبل هذا «التعديل النسبي» في النظام ليستمر في أساسه كما كان في السابق، لولا موجة ثورات الربيع العربي التي أطاحت بالاستقرار المديد للنظام، وجعلت إعادة بنائه على أسس جديدة برنامج عمل القوى العظمى الفاعلة، وبعض القوى الإقليمية الطموحة.
قامت سياسة الولايات المتحدة في عهد باراك أوباما على ترك القوى الإقليمية الكبيرة أو المتوسطة تتصارع فيما بينها على السيطرة على الإقليم، مع مراقبة تلك الصراعات وضبط إيقاعها من بعيد، بدون تورط عملي فيها. وكان رهان أوباما على إيران هو أن تستكمل مشروعها الامبراطوري لتشكل القطب الإقليمي المواجه لإسرائيل ليتحقق التوازن فالاستقرار، وما ينطوي ذلك على اعتبار الدول العربية مجرد موضوع للهيمنة الإقليمية.
جاء انقلاب ترامب على سياسة سلفه في الموقف من إيران، ليتحول من المراهنة على هيمنتها إلى محاولة وقف تمددها وصولاً إلى إعادتها إلى داخل حدودها القومية. وهذا ما يشكل أحد أبرز وجوه السياسة الأمريكية في الإقليم اليوم. أما وجهها الآخر فهو تمكين إسرائيل من خلال ما يسمى بصفقة القرن العربية ـ الإسرائيلية، ومقدمتها إنشاء «ناتو شرق أوسطي» في مواجهة إيران يضم تحالفاً بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.

الصراعات الدائرة الآن في هذا الإقليم الكبير هي، أساساً، للسيطرة على، أو المشاركة في، وضع أسس نظام شرق أوسطي جديد يفترض أن يحل محل القديم

من جهته، نشر عالم الاجتماع والمؤرخ التركي تانر آكجام، قبل أشهر قليلة، مقالة مطولة يقترح فيها قيام تحالف إقليمي ينهي الصراعات في المنطقة ويجلب إليها الاستقرار، تقودها دولتان هما تركيا وإسرائيل! تقوم فكرة أطروحة آكجام المتحدر من تاريخ ماركسي، على أساس أن سبب الصراعات الدائمة في هذا الإقليم إنما هو التدخلات الخارجية التي قد تصنع، من حين لآخر، استقراراً ظاهرياً، لكنها لا تحل مشكلات المنطقة البنيوية. وتدور الصراعات هذه على الهيمنة على المنطقة، وهو ما تفشل أي دولة منفردة في تحقيقه، فتلجأ الدول والمجموعات الإثنية أو الدينية المفتقدة إلى دول، في كل مرة، إلى مساعدة خارجية من دول عظمى، وهو ما يفاقم الصراعات بدلاً من إيجاد حلول لها. في حين أن قيام ائتلاف إقليمي بقيادة تركية ـ إسرائيلية من شأنه أن يحل المشكلات المزمنة ويصنع استقراراً مستداماً، حسب رأيه. ويسوق آكجام عدداً من المسوغات لأطروحته الغريبة، لا يتسع المجال هنا لعرضها أو تلخيصها.
صحيح أن الحكومة التركية لا تتخذ مقترحات آكجام أساساً لسياستها الإقليمية، لكن غرابة الأطروحة جديرة بالتأمل.
وأول ما يخطر في البال، تعليقاً عليها هو أنها مصممة، جزئياً، على ضوء التوجهات الأمريكية الجديدة، وبخاصة فيما يتعلق بدور إسرائيل في المقاربة الترامبية الخاصة بفكرتي «الناتو الشرق أوسطي» و«صفقة القرن». في حين أن ضم تركيا إلى إسرائيل تبدو بعيدة كل البعد عن التوجهات الأمريكية، بل إن السائد، حالياً على الأقل، في العلاقات التركية ـ الأمريكية هو التوتر.
وثاني ما يخطر في البال، بشأن أطروحة آكجام، هو النظرة إلى العالم العربي كمجال هيمنة، أي كطرف ضعيف بحاجة إلى وصاية من قوة هيمنة إقليمية. والحال أن المشهد العربي الراهن لا يكذّب هذه النظرة التي يتشارك فيها الأمريكيون والأوروبيون والروس وإسرائيل وإيران معاً، أي جميع القوى الدولية والإقليمية القادرة على رسم مصائر منطقتنا. لكن تركيا بالذات هي الطرف الأضعف بين القوى القادرة المذكورة، فضلاً عن الضغوط الأمريكية والأوروبية (والروسية من جهة أخرى) التي تتعرض لها للحد من فاعليتها. وربما كان وعي آكجام لهذا الواقع التركي هو الرائز الأساس لأطروحته، أعني إخراج بلده من خانة الضعفاء ومنحه موقع الهيمنة الإقليمية بالاشتراك مع إسرائيل. هذه الشراكة المقترحة هي أيضاً على مقاس حدود القوة التركية. لأن إسرائيل المنبوذة في محيطها الإقليمي، ستبدو كـ»الأخ الأصغر» بالنسبة لتركيا القادمة من إرث امبراطوري عربي ـ إسلامي، ومقبولة أكثر من الجوار العربي بسبب الدين المشترك والثقافة المتقاربة.
القصد من الحديث عن مقالة المفكر التركي هو أن اقليمنا مفتوح، في اللحظة الراهنة، على «الاقتراحات» والسيناريوهات في غياب دولة مركزية عربية تشكل قطب قوة إقليمية يحسب لها حساب في التوازنات الدولية. ومقابل أفول الدور الإيراني المتوقع، بعدما أخذ فرصته كاملة وفشل فشلاً ذريعاً، ثمة فقط إسرائيل وتركيا. أما مصر والسعودية التي ترشحهما امكاناتهما للعب دور مركزي، فنحن نرى، منذ سنوات، كيف فعلت قيادتاهما كل ما من شأنها إضعاف دورهما وتهميش فاعليتهما الإقليمية المحتملة.

كاتب سوري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، Empty
مُساهمةموضوع: رد: مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى،   مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، Emptyالجمعة 04 يناير 2019, 10:11 am

معلومات وأسرار عن الحرب العالمية الأولى!



مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، 1-1

0


الحرب العالمية الأولى واكتشاف البشر كم الحياة قاسية، وكم من البشر لا يستحق هذا اللقب، فقد تناحرت أغلب دول العالم وتصارع القواد بينما مات الجنود وتشردت الأسر والأطفال اللذين شهدوا أهوال الحرب.
وهكذا فقد شهد العالم خلال الربع الأول من القرن العشرين مآساة إنسانية بشعة تمثلت في قيام الحرب العالمية الأولى التي أودت بحياة الملايين من البشر الأبرياء. وقعت الحرب العالمية الأولى نتيجة تزايد الأطماع بين القوى الأوروبية الاستعمارية، فتعارضت مصالحها في مناطق مختلفة، لينتهي المطاف بلجوئها إلى الصراع المسلح لحل النزاعات بينها.
وقد بدأت الحرب في المقام الأول بين دول الحلفاء (فرنسا وبريطانيا وروسيا) من جهة، وألمانيا والإمبراطورية النمساوية المجرية والدولة العثمانية من جهة أخرى، ولكن سرعان ما انضم إلى الفريقين المتحاربين دول أخرى من مختلفة أرجاء العالم.
وقد شهدت الحرب ارتكاب فظائع موهلة بحق البشرية، فقد قتل على إثرها نحو 9 ملايين إنسان بريء، بالغضافة طبعًا إلى الدمار الرهيب الذي لحق ببلدان القارة الأوروبية. وفيما يلي نستعرض أهم 10 معلومات حول الحرب العالمية الأولى:
 

1. صُنّفت الدبابات إلى مذكر ومؤنث:

مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، 00b6ff4db02f73c9965bbb1640f5ecda
في بداية الحرب، صُنفت الدبابات حسب “جنسها”، حيث كانت الدبابات ذات المدافع مذكرة وكانت الدبابات التي حُمّلت بالرشاشات مؤنثة وسميّت الدبابات التي لم تدخل في حيّز التصنيع وبقيت على المخططات بـ “ويلي الصغير – Little Willie”.

2. سببت الحرب اصفرار جلد النساء:

مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، Tmp_4577-LancashireWomenAtWorkWWI-nsillustratedwar01londuoft-1988402006
في الحرب العالمية الأولى انضمت العديد من النساء إلى القوى العاملة، وأولئك اللواتي عملن بتصنيع متفجرات الـ “TNT” أصبح لون جلدهن أصفر نتيجة للتسمم الكيميائي مما أدى لإصابتهن بداء اليرقان.

3. سماع دوي الانفجارات التي وقعت في فرنسا من لندن:

[rtl]مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، Tmp_4577-ww_liquid_fire_train_01-378092493[/rtl]
حفرفريق من الملغمين أنفاق تحت الخنادق التي استخدمها الجنود الألمان للحماية بغرض زرع وتفجير الألغام تحتهم. وهذه الانفجارات دمرت العديد من قوات الجنود الألمان وحققت نجاحًا باهرًا لدرجة أن رئيس الوزراء البريطاني سمع دوي انفجارها وهو في لندن من بعد 226 كم.

4. ولادة “نقانق الحرية” و “كرنب الحرية” و “كلاب الحرية”:

مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، Tmp_4577-During-WW1-the-U.S.-Government-tried-to-rename-hamburgers-as-liberty-sandwiches-to-promote-patriotism.-1205888821
في أمريكا ازدادت الريبة بشأن الألمان لدرجة كبيرة للغاية حيثُ قُتلت كلاب shepherd الألمانية، وغُيّرت أسماء المأكولات السريعة الألمانية إلى أسماء أمريكية، ومن هذه الأسماء الفرانكفورتر والهامبورغر والزَوَرْكروات، حتى أن كلاب الداخهوند سُمّيت باسم أمريكي. هذا وقد مُنع تدريس اللغة الألمانية في المدارس وحُرقت الكتب المكتوبة باللغة الألمانية، وقد كانت اللغة الألمانية ثاني أكثر لغة شيوعًا بعد الإنجليزية قبل الحرب العالمية الأولى في الولايات المتحدة.
 

5. شهدت الحرب العالمية الأولى اكتشافات عديدة ساهمت بتطوير الطب المعاصر:

مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، 1
متأثرًا برؤية الجنود المشوهين من الحرب وهم يخفون وجوههم بالأقنعة، وضع “هارولد غيليز Harold Gillies” أساسيات جراحة التجميل بدءأ باستكشاف طرق ترميم الأوجه المتضررة. وبالإضافة إلى ذلك، أصبح نقل الدم شائعًا لإنقاذ الجنود المصابين مما أسهم بإنشاء أول بنك دم في العالم عام 1917.

6. تأليف قصص الطبيب دوليتل للأطفال Stories Dr. Doolittle:

مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، JR-CL-Doctor-Dolittle
ولدت قصص الطبيب دوليتل للأطفال عندما لم يرغب “هيو لوفتنغ Hugh Lofting’s” بإبلاغ أطفاله أهوال الحرب والاختباء في الخنادق، وبدلًا من ذلك ألّف قصصًا خيالية وأرسلها لعائلته.
مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، Tmp_4577-Armisticeplateinterpreted1-1095339985

7. لوحة سيارة فرانز فريدناند والمصادفة الغريبة:

أشعل موت الدوق الأخرق فرانز فريدناند فتيل الحرب العالمية الأولى عندما اغتيل وزوجته في الـ 28 من حزيران يونيو 1914. والغريب في الموضوع هو لوحة سيارته حملت الرقم A 111 118 والتي يمكن أن تقرأ: هدنة الـ 11 من تشرين الثاني نوفمر 1918 “Armistice 11 November ‘18” ،حيث كانت أول هدنة إبان نهاية الحرب!

8. شارك الأمريكيون الأصليون والأمريكيون من أصول أفريقية في الحرب:

مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، Hith-wwi-native-american-code-talkers-choctaw_code_talkers-800x701-E
مع أنهم لم يحصوا على الجنسية الأمريكية حتى عام 1924، شارك نحو 13 ألف جندي أمريكي أصلي في القتال وأكثر من 200 ألف جندي من أصول أفريقية انضموا للجيش، فقط 11% منهم شاركوا على جبهات القتال ضمن أماكن متعددة.

9. أصغر مقاتل تم السماح له بالانضمام في الحرب كان بعمر الـ 12 عام:

مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، 2-3
قام العديد من الصغار بالسن بتزييف أعمارهم لكي ينضموا للقتال وأصغرهم سنًا كان سيدني لويس بعمر يناهز الـ 12 عامًا.

10. خاض الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون Woodrow Wilson حملته الانتخابية لفترة رئاسية ثانية تحت شعارات معادية لدخول الولايات المتحدة الحرب:

مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، Lead_960-1
“لن يُزج بنا في الحرب” هذا كان شعار ويلسون في حملته الانتخابية لفترة رئاسية ثانية، ولكن بعد فوزه في الانتخابات لم يدم التزامه بشعاره طويلًا حيث أعلن الحرب على ألمانيا بعد عامٍ واحد فقط!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، Empty
مُساهمةموضوع: رد: مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى،   مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، Emptyالجمعة 04 يناير 2019, 10:14 am

في ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى… دعونا نستعد للثالثة!





مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، World-War-3-feature

7


في الحادي عشر من نوفمبر عام 1918 انتهت الحرب العظمى، أو الحرب العالمية الاولى كما تعرف، والتي راح ضحيتها الملايين من الجنود والمدنيين، إنها أحدى أشرس الحروب في التاريخ، وبها تغيرت سياسات الدول بالكامل، أدت إلى اختفاء دول وظهور دول جديدة…
ومن سخرية القدر أن تأتي ذكرى الحرب العالمية الاولى ، في هذه الأجواء التي نعيشها، العالم كله يترقب ما الذي سيحدث بعد فوز ترامب المتطرف، الكل بدأ يقتنع بنشوب حرب عالمية ثالثة قريبًا جدًا، نحن بكل تأكيد وبلا فخر… على شفا خطوة من الحرب العالمية الثالثة!
من خلال الحرب العالمية الاولى يمكننا معرفة ما ستؤول إليه الأمور، من خلال هذه المقاربة البسيطة بين ما حدث وما سيحدث…

لماذا متوقع حدوث حرب عالمية ثالثة؟

مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، World-War-3-feature

بالنظر إلى أجواء ما قبل الحرب العالمية الاولى ، سنعرف الجواب ببساطة، حيث كانت تسود حالة من التنافس بين الدول، سياسيًا واقتصاديًا على كافة الأصعدة، سباق دائم للاستحواذ على أكبر قدر من الأراضي، وهذا كان يخلق حالة من الكراهية بين الدول وبعضها البعض، رغبة كل دولة في السيطرة والهيمنة على الدول الأخرى، مثلما حدث في أزمة البلقان، والصراع الفرنسي الألماني حول الحدود، فضلًا عن تطلع أغلب الأقليات إلى الاستقلال وإنشاء كيان مستقل لها، أيضًا سباق التسلح غير المعلن والتنافس حول لقب صاحب الأسلحة الأكثر، فضلُا عن رغبة كل دولة في فرض سيطرتها الاقتصادية على العالم، كل هذا أدى إلى حالة من التوتر والحنق بين الدول، كأن كل طرف يترقب للطرف الآخر، ينتظر حدوث خطأ واحد ليبدأ الحرب، وقد كان…
جاءت حادثة اغتيال فرانز فرديناند ولي عهد النمسا وزوجته، على يد  طالب صربي أثناء زيارتهما لسراييفو في العام 1914 ، سببًا مباشر لاندلاع الحرب، أو كما نقول كانت هذه الحادثة القشة التي قسمت ظهر البعير، بالرغم من أن ظهر البعير كان محملًا بالكثير، لكن كانت هذه الحادثة التافهة سببًا لقيام حرب طاحنة دمرت العالم أجمع.
ما نعيشه الآن ليس ببعيد عن أجواء الحرب العالمية الاولى ، نفس سباق التسلح، سباق الاستحواذ والسيطرة، سباق الهيمنة على العالم، الهيمنة بكل أشكالها، سباق التمدد والتوسع، سباق السيطرة على البترول، سباق الحفاظ على قيمة الدولار من الانهيار، وها نحن في انتظار تلك القشة التي تدق طبول الحرب، وتجعل الدول تكشف عن وجوهها الحقيقية وتبدأ في التناحر بشكل معلن وصريح…
مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، War-background-Is-Cool-Wallpapers
في الحقيقة هناك ألف قشة ألف سبب وسبب، تجعل من حدوث الحرب أمرًا قريبًا جدًا، أولها ما يحدث في بحر جنوب الصين ، والحرب الباردة التي تدور بين اليابان والصين حول ملكية جزر سيناكو داياويو، والحرب الباردة التي تدور أيضًا بين القوات الأمريكية وقوات الصين، وفي المنطقة ذاتها، ثانيًا ما يحدث في أوكرانيا وحالة الترقب التي يعيشها كلًا من حلف الناتو وروسيا، التي كما ضمت جزيرة القرم لها، فلن تهدأ إلا بضم أوكرانيا بالكامل، وهذا يثير حنق حلف الناتو وأمريكا ويزيد من حالة التوتر، وكلاهما ينتظر خطئًا هيّنًا من الطرف الآخر، خطأ واحد فقط ليدفعهما للمواجهة المباشرة، ثالثًا ما يحدث في سوريا منذ سنوات، حيث تحولت إلى أرض معركة لقوى العالم العظمى، روسيا والصين وإيران من جهة، والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا من جهة أخرى، وكلا الطرفان يزعمان بأن الهدف هو القضاء على داعش، لكن في الحقيقة أن هناك حرب خفية، أو لم تعد خفية لأحد، المغزى منها فرض السيطرة والهيمنة، وكبح الطرف الآخر وسحقه، وما يحدث على أرض سوريا ليس إلا حالة من الإحماء لحرب عالمية وشيكة، يأتي في النهاية فوز ترامب بالانتخابات سببًا آخر يعجَل من حدوث الحرب، فمنذ أن رشح نفسه للانتخابات وقبل حتى أن يضمن فوزه، وهو يتوعد للعرب والمسلمين، ويؤكد على منع دخول المسلمين لأمريكا وطرد اللاجئين، وبث حالة من العبث السياسي والفوضى والعنصرية التي لا تحمد عقباها.

ماذا سنفعل حينها كدول عربية؟

مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، World-War-3-640x400
هناك الكثير لنقوم به في الحقيقة…
الأول: أن نُجَّر في الحرب وننقسم تحت سلطة وسيطرة القوى العظمى، ويتم فرض التجنيد الجبري كما حدث في الحرب العالمية الاولى ، في بعض الدول التي شاركت في الحرب، وكانت تحت سيطرة الدول الأوروبية، وحينها سيتم الزج بالجنود العرب في الصفوف الأولى في الحرب، تمامًا كما حدث في الحرب العالمية الاولى ، أي باختصار سنكون مجرد دمى يتم تحريكها يمينًا ويسارًا دون فهم ما يحدث أو لما يحدث، فقط ننفذ الأوامر.
الثاني: أن نُدك ونُطحن بحكم أن ساحة المعركة هذه المرة هى الأراضي العربية، وفي حالة كنا طرف فاعل في الحرب لا مفعول به، أي في حالة أن تنضم كل دولة عربية لقوة معيّنة وفقًا لانحيازاتها وميولها منذ البداية، وتشارك في الحرب كطرف فاعل.
الثالث: أما إذا كانت شرارة الحرب الأولى، بعيدًا عن المنطقة العربية (لا أعتقد ذلك)، ولن يتم الزج بنا في صفوف المحاربين، لن يبقى سوى أن نحضر بعض المقرمشات ونجلس أمام التلفاز نشاهد العالم وهو ينهار، وننتظر دورنا القادم.

لماذا ستكون هذه الحرب أكثر شراسة من غيرها؟

مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، 1023748077
عندما سألوا أينشتاين عن تصوّره للحرب العالمية الثالثة، والأسلحة المستخدمة فيها، وكيف ستكون الحرب ذاتها، قال: “الثالثة لا أعرف لكن الرابعة أستطيع تصوّرها، ستكون الحرب العالمية الرابعة بالحجارة والعصي.” وهذه إشارة إلى أن العالم سيستنفذ كل الشر في حربه الثالثة، سيقضي على الأخضر واليابس، ستفنى الحضارة الإنسانية ويعود الإنسان البدائي من جديد!
هناك أسباب كثيرة تجعل من الحرب العالمية الثالثة، حرب شرسة أكثر من الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية أيضًا، أبرزها:
الأول: أن الدول العظمى جميعها مشحونة بأكبر قدر ممكن، معظمها تعيش حرب باردة بشكل أو بآخر، تنتظر فقط الشرارة الأولى للبدء، ولا تستغرب قد تكون على أهون سبب، كما حدث في الحرب العالمية الاولى ، بسبب حادثة اغتيال قامت الدنيا ولم تقعد.
الثاني: لأن المنطقة العربية أرض خصبة جدًا لقيام حرب، نزاعات طائفية، تنظيم داعش الإرهابي، تراشق الدول العربية بالإتهامات ببعضها البعض، ربيع عربي انقلب على رؤوسنا جميعًا واستحال خريفًا، أتى على الأخضر واليابس، فضلًا عن التنبؤ بثورة جياع في بعض الدول، وكل هذا يحدث بإشراف ومباركة الدول العظمى، التي ستتخذ أي سبب من كل هذه الأسباب التي تطفح بها المنطقة العربية كحجة لبدء الحرب، هذا إذا لم تقم الدول العربية نفسها بدق طبول الحرب.
الثالث: ما سيجعل هذه الحرب مختلفة عن الحرب العالمية الاولى ،بل وعن كل الحروب السابقة ، هو أن العالم وصل إلى مرحلة من التقدم، جعلته يفقد عقله حرفيًا، بدءًا من الأسلحة النووية المتطورة جدًا، مرورًا بالجيوش الإلكترونية، وليس انتهاءً بالأسلحة الحديثة القادرة على دك الأرض كلها في غمضة عين، لذلك في المرة القادمة عندما يخبرك أحد ما، بأن الحرب العالمية الثالثة ستقضي على العالم، رجاءً لا تتهمه بالجهل والغباء، لا تسخر منه فالرجل على ما يبدو محق تمامًا!
تصور بسيط لما سيحدث
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، Empty
مُساهمةموضوع: رد: مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى،   مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، Emptyالأحد 17 نوفمبر 2019, 5:29 am

مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، %D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%AF




الحرب العالمية الأولى والجنود المسلمون: حكايا منسية وذاكرة منحازة

 قبل أيام من الآن، حلت الذكرى السنوية المئة وواحد لنهاية الحرب العالمية الأولى؛ ففي نهار الحادي عشر من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1918 أعلن أن العدو الألماني وحلفاءه عاجزون عن قبول المعركة، أو رفضها على حد سواء، وفق تعبير أحد المارشالات البريطانية، وهو ما كان يعني في علم المعارك خسارة الحرب.
وبهذه المناسبة، أعاد بعض الباحثين والصحافيين تداول تقرير نشرته «بي بي سي» العام الفائت عن هذه الذكرى؛ فرغم مرور كل تلك الفترة، ما تزال سرديات ويوميات الجنود تظهر بشكل متتالٍ، فاسحة لنا مصدراً جديداً لدراسة تلك الفترة وجوانبها، وكيف وصف المقاتلون العاديون يومياتهم ورؤيتهم للحرب وأخلاقياتها، وتأثير دخول أنواع جديدة من السلاح على سير المعارك، وعلى رؤيتهم لمفهوم قتل العدو، والاعتراف بذلك من عدمه. تقرير «بي بي سي» أشار إلى جانب آخر يتعلق بيوميات الجنود المسلمين المنسية في رواية الحرب العالمية الأولى، وبالأخص رواية اليمين المتطرف المسيحي، الذي يرى أن الإسلام لم يقدم أي شيء يذكر خلال هذه الحرب، سوى التحالف مع الألمان «أعداء» القيم الأوروبية. ووفقا لما ذكره التقرير، فإن الوثائق الجديدة تكشف لنا مشاركة ما يقارب الأربعة ملايين مسلم، إما قاتلوا أو خدموا خلال الحرب، من بينهم 1.5 مليون هندي قاتلوا للدفاع عن بريطانيا.
بعض الباحثين في هذا المجال فسروا إهمال دور هؤلاء الجنود بكون رواية الحرب بقيت تتمركز حول أوروبا، في حين هناك من يربط هذا الغياب أيضا بالتواريخ القومية، التي ظلت في سياق «آلياتها الدفاعية»، وفق تعبير عابد الجابري، تسلط الضوء على فترات معينة، تراها ممثلة لأمجاد الأمة، بينما غرقت أحداث أخرى في النسيان، ومن بينها مشاركة الجنود المسلمين في الحرب العالمية الأولى، كون غالبية هذه البلدان كانت خاضعة للاستعمار، كما وجد ذلك الباحث المغربي إدريس مغرواي في دراسته المهمة «الجنود المغربيون في الجيش الاستعماري.. بين الذاكرة الانتقائية والذاكرة الجمعية»، اذ يرى مغراوي أن مؤرخين مغاربة كبارا كالعروي، درسوا مسألة التجنيد في تاريخ المغرب المعاصر، لكن ما غاب في رواياتهم هو النظر إلى الجنود المغاربة في الجيش الفرنسي كأناس حقيقيين ممثلين في التاريخ. فمع توسع فرنسا الاستعماري، لم تعد قادرة في الاعتماد فحسب على سكانها للشروع في حملات عسكرية، ولذلك كانت عملية تجنيد الرجال من مختلف المجموعات العرقية والتقليدية، غدت تقليداً في الجيش الفرنسي. ومع إعلان الحرب عام 1914 قرر الجنرال ليوتي إرسال خمس كتائب من المغاربة إلى الجبهة الجنوبية. ومن مجموع 5000 جندي قاتلوا في معركة المارن، بقي على قيد الحياة منهم 700 جندي فقط.

مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، %D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%88%D9%84%D9%892

كما تم تشكيل كتائب جديدة، وشاركت قوات المشاة المغربية المعروفة باسم «المغربيون ذوو الشعر» لكثافة شعرهم في حرب الخنادق في معركتي لامارن وايسن في سواسون في يناير/كانون الثاني 1915 وفي فردان 1916 في قرية برويل على الطريق بين باريس وسولسون. وقد عادت فرنسا بعد الحرب العالمية الأولى لتعتمد عليهم مرة ثانية في الحرب العالمية الثانية، حيث بلغت عدد القوات المغربية المشاركة ما يقارب الـ90 ألف جندي في مختلف الوحدات.
وبالعودة إلى تقرير «بي بي سي»، يرى بعض الباحثين أن إعادة الكشف عن دور الجنود المسلمين في الحرب قد تساهم في الحد من حالة الرهاب من الإسلام في أوروبا اليوم، عبر إظهار دور أجداد المسلمين اليوم في الدفاع عن أوروبا وأمنها، وهي فكرة قد تبدو وجيهة، خاصة على صعيد خلق رواية وصور مشتركة بين المسلمين والأوروبيين، مع ذلك، فان ما يلفت النظر في هذه الجهود، أو ربما في تقرير «بي بي سي» هو التركيز على دور الجنود المسلمين الذين شاركوا إلى جانب القوات البريطانية، في حين لا نعثر على أي استفسار حول يوميات الجنود الذين قاتلوا في الجبهة والخنادق الأخرى، إلى جانب ألمانيا والدولة العثمانية، وهي مفارقة قد تعكس صورة أخرى من صور استمرار سيادة السرديات المنقوصة عن هذه الحرب. وفي حين هناك من يربط هذا النسيان بغياب محاولات توثيق كافية من قبل الجنود ليومياتهم في خنادق الأعداء، يرى صموئيل هاينز مؤلف كتاب «حكاية الجند: الحرب والذاكرة والمذكرات في القرن العشرين» أنه قد يعود لاختلاف طبيعة المعارك والأماكن، حتى لو أن الجنود قاتلوا إلى الجانب ذاته (بريطانيا)؛ فبالنسبة للغالبية العظمى، بقيت حكاية الجند تعني قصة السنوات الأربع من القتال على طول شريط ضيق من الأرض، يمتد عبر شمال فرنسا من القناة إلى الحدود السويسرية، بينما نظر للمعارك في غاليبولي، وسالونيكا، وبلاد الرافدين وفلسطين، وسوريا بوصفها «عروضا جانبية» بالقياس إلى الصراع الرئيسي؛ ورغم أن هاينز لا يخفي أن وصف هذه المعارك بالجانبية، وبالتالي عدم توثيقها يعكس تمركزا أوروبيا في رواية الحرب، مع ذلك يعتقد أنها قد تحمل جانباً من الحقيقة. ولتبيان وجهة نظره هذه يعقد مقارنة لامعة بين طبيعة المعارك في أوروبا ومثيلاتها في سوريا في تلك الفترة. فحرب الخنادق المديدة في أوروبا كانت نموذجا للحرب الحديثة، بوصفها دماراً شاملاً، ولا شي إلا إبادة الرجال؛ في حين لو قارنا ذلك بحروب لورانس العرب التي خاضها إلى جانب «دراويش فيصل»، وفق وصف المؤرخ البريطاني جيمس بار يجعلنا ننسى بسهولة أنه خرج من الحرب العالمية نفسها. فالمعارك التي خاضوها كانت في طورها الدرامي حروباً فروسية، خاضوها عبر صحارى مفتوحة، وبدون استعانة كبيرة بأسلحة الحرب الحديثة القوية، التي كانت تفتك على الجانب الآخر بأجساد الجنود والجثث في الخنادق الضيقة الأوروبية. وكان الجنود شأن العديد من الرجال في أوروبا يقاتلون من أجل قضية، مع فارق أنهم يقاتلون إذا راق لهم القتال، ويتركون إذا فقدوا القناعة.

يرى هاينز أنه قد يكون هناك سبب آخر غير مباشر لهذا التهميش يعود لدور الطبقة الوسطى الأوروبية في توثيق يوميات الجنود. فقبل الحرب العالمية الأولى كان الجيش البريطاني يتكون من نخب أرستقراطية، وكانت الحرب ضمن التقليد القديم مهنة للرجال المهذبين

في السياق ذاته يرى هاينز أنه قد يكون هناك سبب آخر غير مباشر لهذا التهميش يعود لدور الطبقة الوسطى الأوروبية في توثيق يوميات الجنود. فقبل الحرب العالمية الأولى كان الجيش البريطاني يتكون من نخب أرستقراطية، وكانت الحرب ضمن التقليد القديم مهنة للرجال المهذبين، ولذلك فقد كانت نظرتهم للحرب في السنة الأولى ذات طابع رومانسي؛ فالمشاركة كانت تعني لهم شيئا من النبالة التي اعتزت بها الأرستقراطية في دورها التقليدي بوصفها طبقة محاربي الأمة، وبينما كانوا يتساقطون، كانت تلك الطبقة تموت هي الأخرى، إذ نعثر مثلاً على أربعة شبان من عائلة مرموقة واحدة، يلقون حتفهم في العام الأول من الحرب فكانوا علامات دالة على الطبقة التي يمثلونها، ما لم يتح لهذه الطبقة كتابة مذكراتهم بشكل كبير.
أما الجيش الجديد الذي جاء بعدهم فقد كان مختلفا. كان تجمعاً كبيراً من الشباب الذين تخرجوا من المدارس أو الجامعات؛ وهؤلاء سيقودون الوحدات الصغيرة، ثم يكتبون مذكراتهم بعد الحرب؛ هناك في الخنادق لم تكن الشجاعة هي التي سيختبرونها وسيكتبون عنها فقط، بل أيضا الواقع الصعب الذي دفعهم لتحمل جزء كبير من يوميات الحرب، ولاختبار الخوف وتطور تقنيات المعارك. كان هاينز في عام 1996 قد أنهى تأليف كتابه، ورغم عدم عثوره على روايات أخرى عن يوميات الجنود المسلمين في الحرب، غير تلك الموجودة في المعارك الجانبية، مع ذلك بقي يدعو لضرورة دمجها في الذاكرة الأوروبية عن الحرب الأولى.
لم تكن معارك جانبية ..
العثور على نوري ياموت
رغم هذا الاعتراف الجزئي بدور الجنود المسلمين في الحرب الأولى، بقي نسيان هذه اليوميات هو السائد (وبالأخص يوميات المشاركين إلى جانب ألمانيا)؛ لكن بعد عشر سنوات من تأليف هذا الكتاب، كان المؤرخ البريطاني يوجين روغان في عام 2005 يقوم بزيارته الأولى لقبر شقيق جده العريف جون مكدونالد الأسكتلندي الذي قتل في معركة غاليبولي عام 1915. وفي أثناء بحثه عن القبر، أخطأ في أحد المنعطفات داخل المقبرة فوجد نفسه أمام نصب نوري ياموت، الذي يخلد القتلى الأتراك في المعركة ذاتها التي قتل فيه جده.
فمع أن وحدة جده كانت قد فقدت 1400 رجلاً وخسر البريطانيون 3800 رجلاً، فإن خسائر العثمانيين بلغت يومها 14 ألف رجل. سيغادر روغان المقبرة مصدوماً كما يخبرنا لاحقاً في مقدمة كتابه «سقوط العثمانيين»، ليقرر بعدها بأيام خوض رحلة البحث في يوميات الجنود العثمانيين المنسية في الحرب العالمية الأولى، داخل الأرشيف العثماني. لن يقتصر جهده على هذا الشأن، وإنما سيصل لاحقاً بعد اطلاعه على عدد من مذكرات الجنود والأطباء، الذين عاشوا تلك الفترة من أن المعارك التي خاضها العثمانيون لم تكن مجرد عرض جانبي لمسارح الحرب الرئيسية في أوروبا، بل خاضوا معارك مؤلمة ومشرفة أحيانا رغم هزيمتهم في النهاية، كما أن طبيعة المعارك لم تكن رومانسية وفق تعبير هاينز، بل كان فكرة إبادة الرجال هي الجاثمة على يوميات المعارك؛ فكرة الإبادة هذه رغم بشاعتها هو ما نعثر عليه مثلا في يوميات طبيب البعثة الأمريكية إدوارد كيس في شتاء عام 1915 في أرضروم، حيث وصف ما شهده في أحد الأيام «زاد عدد الموتى إلى حد أجبر السلطات على حظر دفنهم في النهار، وفي الليل حملت العربات أكداسا منهم عرايا إلى الخنادق، بعد أن نزعت عنهم ملابسهم، لتقوم لاحقا بردم التراب فوقهم .. كان المشهد مرعبا».. وما أقرب اليوم بالأمس في الشرق الأوسط الدامي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
مئة سنة مضت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى،
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث عسكريه-
انتقل الى: