حرب الفجار وتزوجة صل الله علية وسلم من خديجة
بسم الله
-شهوده عليه الصلاة والسلام حرب الفجار
1-قال ابن إسحاق: هاجت حرب الفجار (بمعنى المفاجرة كالقتال والمقاتلة وسمي الفجار لان القتال جرى في الشهر الحرام ففروا فيه جميعا) ورسول الله صل الله عليه وسلم ابن عشرين سنة، وإنما سمي يوم الفجار، بما استحل فيه هذان الحيان - كنانة وقيس عيلان - من المحارم بينهم.
وكان قائد قريش وكنانة حرب بن أمية بن عبد شمس وكان الظفر في أول النهار لقيس على كنانة حتى إذا كان وسط النهار كان الظفر لكنانة على قيس : وكان عمره صل الله علية وسلم قد بلغ أربع عشرة سنة - أو خمس عشرة سنة –
2- : وشهد رسول الله صل الله عليه وسلم بعض أيامهم.أخرجه أعمامه معهم وقال رسول الله صل الله عليه وسلم: " كنت أنبل على أعمامي " أي أرد عليهم نبل عدوهم إذا رموهم بها.
3- أن قريشا تحالفوا بعد موت قصي وتنازعوا في الذي كان جعله قصي لابن عبدالدار من السقاية، والرفادة، واللواء، والندوة، والحجابة، ونازعهم فيه بنو عبد مناف.وقامت مع كل طائفة قبائل من قريش وتحالفوا عن النصرة لحزبهم فأحضر أصحاب بني عبد مناف جفنة فيها طيب فوضعوا أيديهم فيها وتحالفوا.فلما قاموا مسحوا أيديهم بأركان البيت.فسموا المطيبين كما تقدم وكان هذا قديما ولكن المراد بهذا الحلف حلف الفضول وكان في دار عبد الله بن جدعان قال رسول الله صل الله عليه وسلم: " لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا لو دعيت به
في الاسلام لاجبت، تحالفوا أن يردوا الفضول على أهلها وألا يعد ظالم مظلوما ".
قالوا: وكان حلف الفضول قبل المبعث بعشرين سنة في شهر ذي القعدة، وكان بعد حرب الفجار بأربعة أشهر.
4-وكان حلف الفضول أكرم حلف سمع به وأشرفه في العرب، وكان أول من تكلم به ودعا إليه الزبير بن عبد المطلب وكان سببه أن رجلا من زبيد قدم مكة ببضاعة فاشتراها منه العاص بن وائل فحبس عنه حقه، فاستعدى عليه الزبيدي الاحلاف عبدالدار ومخزوما وجمحا وسهما وعدي بن كعب فأبوا أن يعينوا على العاص بن وائل وزبروه - أي انتهروه - فلما رأى الزبيدي الشر أوفى على أبي قبيس عند طلوع الشمس - وقريش في أنديتهم حول الكعبة - فنادى بأعلى صوته:بمظلمتة فقام في ذلك الزبير بن عبد المطلب وقال: ما لهذا مترك فاجتمعت هاشم وزهرة وتيم بن مرة في دار عبد الله بن جدعان فصنع لهم طعاما وتحالفوا في ذي القعدة في شهر حرام فتعاقدوا وتعاهدوا بالله ليكونن يدا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يؤدي إليه حقه ما بل بحر صوفة.ثم مشوا إلى العاص بن وائل فانتزعوا منه سلعة الزبيدي فدفعوها إليه. قال رسول الله صل الله عليه وسلم: " لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ولو دعي به في الاسلام لاجبت ".
-تزويجه عليه الصلاة والسلام خديجة بنت خويلد
1-قال ابن إسحاق: وكانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال تستأجر الرجال على مالها مضاربة (المقارضة، حيث كانت خديجة تقارضهم مالها في تجارتهم بشئ تجعل لهم منه).فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه، وعظم أمانته، وكرم أخلاقه بعثت إليه، فعرضت عليه أن يخرج لها في مال تاجرا إلى الشام وتعطيه أفضل ما تعطي غيره من التجار.مع غلام لها يقال له ميسرة، فقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم منها وخرج في مالها ذلك، وخرج معه غلامها ميسرة حتى نزل الشام، فنزل رسول الله صل الله عليه وسلم في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب (نسطورا) من الرهبان، فاطلع الراهب إلى ميسرة.فقال: من هذا الرجل الذي نزل تحت الشجرة ؟ فقال ميسرة هذا رجل من قريش من أهل الحرم فقال له الراهب ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي (يريد بقوله إنه ما نزل تحتها هذه الساعة إلا نبي، ولم يرد ما نزل تحتها قط إلا نبي ; لبعد العهد بالانبياء قبل ذلك) ثم باع رسول الله صل الله عليه وسلم سلعته - يعني تجارته - التي خرج بها واشترى ما أراد أن يشتري.
2-ثم أقبل قافلا إلى مكة ومعه ميسرة، فكان ميسرة - فيما يزعمون - إذا كانت الهاجرة واشتد الحر، يرى ملكين يظلانه من الشمس وهو يسير على بعيره، فلما قدم مكة على خديجة بمالها باعت ما جاء به، فأضعف أو قريبا، وحدثها ميسرة عن قول الراهب وعما كان يرى من إظلال الملائكة إياه.وكانت خديجة امرأة حازمة شريفة لبيبة، مع ما أراد الله بها من كرامتها.فلما أخبرها ميسرة ما أخبرها بعثت إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فقالت له - فيما يزعمون - يا بن عم أني قد رغبت فيك لقرابتك وسطتك (شرفك ) في قومك وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك، ثم عرضت نفسها عليه، وكانت أوسط نساء قريش نسبا وأعظمهن شرفا وأكثرهن مالا.
كل قومها كان حريصا على ذلك منها لو يقدر عليه، فلما قالت ذلك لرسول الله صل الله عليه وسلم ذكر ذلك لاعمامه، فخرج معه عمه حمزة (يقال إن الذي ينهض معه صل الله عليه وسلم هو أبو طالب، وهو الذي خطب خطبة النكاح.وقيل لعلهما خرجا معا وخطب أبو طالب الخطبة لانه كان أسن من حمزة) حتى دخل على خويلد بن أسد فخطبها إليه فتزوجها عليه الصلاة والسلام.
3-: فأصدقها عشرين بكرة وكانت أول امرأة تزوجها [ رسول الله صل الله عليه وسلم ] ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت.
قال ابن إسحاق: فولدت لرسول الله صل الله عليه وسلم ولده كلهم إلا إبراهيم: القاسم وكان به يكنى، والطيب والطاهر ، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة. أكبرهم القاسم، ثم الطيب، ثم الطاهر.وأكبر بناته رقية ثم زينب، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة .
4- وكان أول من مات من ولده القاسم [ مات بمكة ]، ثم عبد الله.وبلغت خديجة خمسا وستين سنة، ويقال خمسين.وهو أصح.
5-و عن ابن عباس قال ولدت خديجة لرسول الله صل الله عليه وسلم غلامين وأربع نسوة: القاسم، وعبد الله، وفاطمة، وأم كلثوم، وزينب، ورقية.النبوة فماتوا قبل البعثة.وأما بناته فأدركن البعثة ودخلن في الاسلام وهاجرن معه صل الله عليه وسلم
6-قال ابن هشام: وأما إبراهيم فمن ماربة (مارية بنت شمعون (والمارية البقرة الفتية بتخفيف الياء وبالتشديد الملساء.وسبب اهدائها إلى النبي أنه صل الله عليه وسلم
أرسل إلى المقوقس واسمه جريج بن ميناء فقارب المقوقس الاسلام وارسل هدية إلى النبي بغلته دلدل ومارية وقدحا من قوارير) القبطية التي أهداها له المقوقس صاحب اسكندرية
7-قال ابن هشام: وكان عمر رسول الله صل الله عليه وسلم حين تزوج خديجة خمسا وعشرين سنة وكان عمرها إذ ذاك خمسا وثلاثين - وقيل خمسا وعشرين سنة –
- ما كان يشتغل به رسول الله صل الله عليه وسلم قبل أن يتزوج خديجة
1- عن أبي هريرة.قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: " ما بعث الله نبيا إلا راعي غنم " فقال له أصحابه وأنت يارسول الله ؟ قال: " وأنا رعيتها لاهل مكة بالقراريط " رواه البخاري
2-قال ابن إسحاق: وقد كانت خديجة بنت خويلد ذكرت لورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي - وكان ابن عمها، وكان نصرانيا قد تتبع الكتب وعلم من علم الناس ما ذكر لها غلامها من قول الراهب وما كان يرى منه إذ كان الملكان يظلانه - فقال ورقة: لئن كان هذا حقا يا خديجة إن محمدا لنبي هذه الامة، قد عرفت أنه كائن لهذه الامة نبي ينتظر هذا زمانه - أو كما قال - فجعل ورقة يستبطئ الامر ويقول حتى متى ؟
- تجديد قريش بناء الكعبة
1- .والمشهور أن بناء قريش الكعبة بعد تزويج خديجة بعشر سنين ، فإن ظاهر القرآن يقتضي أن إبراهيم أول من بناه مبتدئا وأول من أسسه، وكانت بقعته معظمة قبل ذلك معتنى بها مشرفة في سائر الاعصار والاوقات قال الله تعالى: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين، فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) [ آل عمران: 96 - 97 ]
2-وثبت في الصحيحين عن أبي ذر قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع أول ؟ قال: " المسجد الحرام " قلت ثم أي ؟ قال: " المسجد الاقصى " قلت كم بينهما ؟ قال: " أربعون سنة " ، وإن المسجد الاقصى أسسه اسرائيل وهو يعقب عليه السلام.
3-وفي الصحيحين أن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والارض فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة.
4- وقال أبو داود الطيالسي عن علي بن أبي طالب.قال: لما انهدم البيت بعد جرهم بنته قريش، فلما أرادوا وضع الحجر تشاجروا من يضعه، فاتفقوا أن يضعه أول من يدخل من هذا الباب، فدخل رسول الله صل الله عليه وسلم من باب بني شيبة فأمر بثوب فوضع الحجر في وسطه وأمر كل فخذ أن يأخذوا بطائفة من الثوب فرفعوه وأخذه رسول الله صل الله عليه وسلم فوضعه،