منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 موسوعة السيرة النبوية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75783
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

موسوعة السيرة النبوية Empty
مُساهمةموضوع: موسوعة السيرة النبوية   موسوعة السيرة النبوية Emptyالخميس 29 نوفمبر 2018, 6:44 pm

موسوعة السيرة النبوية






ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وللمتخصصين يمكنهم تحميل جميع كتب السيرة



[*]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75783
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

موسوعة السيرة النبوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة السيرة النبوية   موسوعة السيرة النبوية Emptyالسبت 15 ديسمبر 2018, 9:47 am

مقدمة وتعريف




السيرة في اللغة: مشتقة من مادة "س ي ر"، وهو أصل يدل علي مُضيّ وجريان، فالسَّيْر: الذهابُ في الأرض، ليلاً أو نهاراً. يقال: سار، يسير، سيرَاً، وتِسيَارًا، ومسيراً، وسيرةً، وسيرورة.
والفعل «سار» يكون لازماً ومتعدياً، فمن اللازم قوله تعالى: ]أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ[ (الحج: 46) ونحوه في القرآن كثير.
ويتعدى الفعل بنفسه، وبالباء، وبالهمزة، وبالتضعيف، فالمتعدي بنفسه مثل قول الهذلي:
فلا تجزعنَّ من سنة أنت سِرتَها               فأولُ راضٍ سنةً من يسيرها
يقول: أنت جعلتها سائرةً في الناس .
والمتعدي بالباء مثل قوله تعالى [ فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بَأَهْلِهِ ] (القصص: 29).
والمتعدي بالهمزة مثل: أسرت الدابة، يقال: سِرْتُ الدابة: إذا ركبتها، وإذا أردتُ بها المرعى قلت: أَسَرْتُها إلى الكلأ، وهو أن يرسلوا فيها الرُّعْيان، ويقيموا هم.
والمتعدي بالتضعيف مثل قوله تعالى: [ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ ] (يونس: 22) يقال: سيَّره من بلده: إذا أخرجه وأجْلاه. وتسيَّر جلدُه: تقشَّر. وتَسَايَرَ عن وجهه الغضب: زال.
والسَّيْر: من الجلد، معروفٌ، سُمِّي بذلك لامتداده، كأنه يجري، والسَّيْرَة - بفتح السين -: الضَّرْبُ من السَّيْر، والسُّيَرة - علي وزن هُمزَة: - الكثير السير.
 والسَّيَّارة: الجماعة أو القافلة السائرة، ومنه قوله تعالى: [وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ] (يوسف: 19 ).
والسِّيرة - بالكسر - لها عدة معان:
فالسِّيرة: الهيئةُ والحالة، كما في قوله تعالى: [سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأولي] (طه: 21) أى نعيدها إلى حالها التي تُعرَف قبل ذلك، والتي كانت عليها من كونها عوداً.
والسِّيرة: الميرة، ومنه الاستيار: يعنى الامتيار.
والسِّيرة: الطريقة، يقال: سار الوإلى في الرعية سيرةً حسنة، وأحسن السَّيْر بهم ([1]).
واستعمال السِّيرة بمعنى الطريقة هو الغالب في استعمال العرب، ومن ذلك:
1- ما رواه أبو وائل شقيق بن سلمة قال: قلت لعبد الرحمن بن عوف رضي اللّه عنه: كيف بايعتم عثمان، وتركتم عليّا رضي اللّه عنه؟ قال: «ما ذنبي؟ قد بدأتُ بعلي، فقلت: أبايُعك علي كتاب اللّه، وسنة رسوله r، وسيرة أبى بكر وعمر رضي اللّه عنهما. قال: فقال: فيما استطعت. قال: ثم عرضتها على عثمان رضي اللّه عنه،  فقبلها»([2]).
2- وما رواه عبد بن خير قال: قام علي رضي اللّه عنه علي المنبر، فذكر رسولَ اللّه صلي الله عليه وسلم، فقال: «فقبض رسولُ اللّه صلي الله عليه وسلم، واستُخلف أبو بكر رضي اللّه عنه، فعمل بعمله، وسار بسيرته، حتى قبضه اللّه عز وجل، ثم استُخلف عمر رضي الله  عنه علي ذلك، فعمل بعملهما، وسار بسيرتهما، حتى قبضه اللّه عز وجل علي ذلك »([3]).
وقد فُسِّرت السيرة في هذا النص في رواية أخرى بالسنة، وهى الطريقة:
3- فعن عبد بن خير قال: سمعت عليّا رضي اللّه عنه يقول: «قبض الله نبيهصلي الله عليه وسلم علي خير ما قُبض عليه نبيٌّ من الأنبياء عليهم السلام، ثم استُخلف  أبو بكر رضي الله  عنه، فعمل بعمل رسول اللّه صلي الله عليه وسلم وسنة نبيه، وعمر رضي اللّه، عنه كذلك » ([4]).
4 - ومن ذلك ما رواه عُمَيْر بن إسحاق قال: «لَمَنْ أدركتُ من أصحاب رسول اللّه صلي الله عليه وسلم أكثر مما سبقنى منهم، فما رأيتُ قوماً أيسر سيرةً، ولا أقلَّ تشديدًا منهم» ([5]).
ومن هذا المعنى أخذت «السيرة النبوية ».
قال الزبيدى: «قال شيخنا: والسيرة النبوية، وكتب السير، مأخوذة من السيرة بمعنى الطريقة، وأدخل فيها الغزوات وغير ذلك إلحاقاً أو تاويلاً»([6]).
وجمع النسفي بين هذه المعاني، فقال: «السيرة: الحالة التي يكون عليها الإنسان، غريزية كانت، أو مكتسبةً، وهى في الأصل فِعْلَةٌ من السَّيْر، كالرّكْبة من الركوب، ثم استعملت بمعني الحالة والطريقة» ([7]).
وسيَّر سيرة: حدث أحاديث الأوائل ([8]).
من خلال ما سبق يمكن القول:
إن السيرة تعني تتبُّع أحوال شخصٍ ما، أو جماعةٍ ما، ومعرفة طريقته، ورسم صورةٍ واضحةٍ تفصيليةٍ لجميع شئون حياته.
أما في اصطلاح علماء المسلمين فإن السيرة تعنى: ذكر أنباء النبي محمد صلي الله عليه وسلم وأحواله، وما يتصل بحياته من ميلاده إلى وفاته، وما يتصل بذلك من إرهاصات ودلائل ومعجزات قبل الميلاد، أو بعد الوفاة.
ويطلق العلماء علي أبواب الجهاد «أبواب السير»؛ لأنها مُتَلَقَّاةٌ من أحوال رسول الله  صلي الله عليه وسلم في غزواته([9]).
علاقة السيرة بالمغازي:
المغازي: جمع مغزى، وهى مشتقة من غزا يغزو غزواً، وأصل الغزو: طلب الشىء وقصده، يقال: غزا العدو يغزوهم: أي سار إلى قتالهم وانتهابهم أو خرج إلى محاربتهم. ومغزى الكلام: مقصده، وغزوِي كذا: أي قصدي وإرادتي كذا. وما مغزاك؟ أي ما قصدك وما مطلبك؟.
والمغزى أو المغزاة أصلها: غزاة، والميم زائدة، أي الغزوة.
وقال ثعلب: إذا قيل: غزاة، فهو عمل سنة، وإذا قيل: غزوة، فهى المرة الواحدة من الغزو.
والمغازي: مناقب الغزاة. وتطلق علي مواضع الغزو، وقد تكون الغزو نفسه ([10]).
والمقصود بالمغازي في اصطلاح علماء المسلمين: ما وقع من قصد النبي r الكفار بنفسه، أو بجيش من قبَله، سواء كان هذا القصد إلى بلاد الكفار، أو إلى الأماكن التي حلُّوها حتى دخلَ، مثل أحد والخندق ([11]).
وعلي ذلك فإن بين السيرة والمغازي عموما وخصوصا، بمعنى أن السيرة أعم، والمغازي أخص.
ومع ذلك فربما أطلق بعض العلماء اسم المغازي علي السيرة، من باب إطلاق اسم الجزء علي الكل، فيقال مثلاً: مغازي محمد بن إسحاق، أو مغازي موسى بن عقبة، ونحو ذلك.
علاقة السيرة بالتاريخ الإسلامي:
التأريخ هو: تعريف الوقت، والتوريخ مثله، تقول: أرَّخت، وورّخت. ومعنى تعريف الوقت: تعيين وقت لينسب إلىه زمانٌ، سواء أكان ماضياً أو مستقبلاً ([12]).
والتاريخ الإسلامي: هو التاريخ الذي يبدأ من بداية الإسلام، أي منذ بعثة النبي r، غير أنه من باب اكتمال الموضوع يمتد البحث إلى حياة رسول اللّه صلي الله عليه وسلم قبل البعثة، ثم يستمر التاريخ الإسلامي إلى قيام الساعة إن شاء اللّه تعالى.
وعلي ذلك فإن بين السيرة والتاريخ خصوصا وعموما، فالسيرة أخص والتاريخ الإسلامي أعم.
علاقة السيرة بالسنة:
السنة في اللغة: الطريقة المتبعة أو المعتادة، حسنة كانت أو غير حسنة، مأخوذة من سنّ الأمر: أى بيّنه، وسنّ الطريقة: أى سار فيها، يقال: سنَّ سنةً حسنةَ، أى طرَّق أو ابتدأ طريقة حسنة.
وسنة النبي صلي الله عليه وسلم: طريقته كان يتحراها، وسنة اللّه تعالى: قد تُقال لطريقة حكمته وطريقة طاعته([13]).
وإذا أطلق لفظة السنة انصرف إلى السنة النبوية المطهرة.
وهى في اصطلاح المحدثين تعني: ما أُثر عن النبي صلي الله عليه وسلم من قول أو فعلٍ  أو تقرير، أو صفةٍ  خَلقيةٍ أو خلقية، سواء أكان ذلك قبل البعثة أم بعدها([14]).
وعلي ذلك فعلاقة السيرة بالسنة علاقة عموم وخصوص وجهي، فتجتمعان في أشياء، وتنفرد كل منهما بأشياء.
فتجتمعان في بيان صفاته صلي الله عليه وسلم ودلائل نبوته وأحداث حياته، وما شابه ذلك .
وتنفرد السنة بأحاديث الأحكام، والأقوال التي لا تتعلق بحادثة معينة، كالمواعظ والحض علي الفضائل والآداب، وأحاديث البيوع والتجارات والربا، وما شابه ذلك.
وتنفرد السيرة بتواريخ الأحداث ومواقعها، وأعداد شهودها، والحديث عن إلإرهاصات التي سبقت المولد، وأحداث الميلاد، والحديث عن خدمه وفرسه، وما شابه ذلك ([15]).
علي أن طريقة كتابة كل من السيرة والسنة كانت متشابهة لدى الرواد الأوائل من كتاب السِّير، من حيث التزام الإسناد غالبا في الروايات المدوَّنة، مع اختلاف واضح بين الطريقتين في سوق هذا الإسناد. فكُتَّاب السير كانوا غالبا ما يجمعون طرق وأسانيد الرواية أو القصة، ويدخلون الكلام بعضه في بعض، ولا يفردون كلام كل راوٍ، أو متن كل إسناد علي حدة، بخلاف المحدثين الذين كتبوا السنة، ويمكن أن ترى هذا واضحا في مغازى الواقدى، وسيرة ابن إسحاق، وطبقات ابن سعد، و غير ها.
موضوع السيرة:
كما سبق فإن السيرة تتناول حياة خير الخلق صلي الله عليه وسلم، التي لا حدث في هذه الدنيا أعظم منها علي الإطلاق.
ولا شك أن دراسة تلك الحياة المباركة تتصل أوثق اتصال بدراسة انتشار الدين القيم، والرسالة الخاتمة التي جاء بها، وجاهد في سبيلها حتى أتم اللّه النعمة وكمل الدين، ودخل الناس في دين اللّه أفواجاً.
كما تتصل أوثق اتصال بدراسة حياة الرجال الذين ربَّاهم علي عينه، وفتح اللّه له بهم الأفاق، فكانوا خير أمة أخرجت للناس، بشهادة القرآن والسنة، ثم بشهادة التاريخ المسطور.
الفوائد العشرة لدراسة السيرة:
تتميز السيرة النبوية المباركة عن سائر أحداث التاريخ بأنها تتصل بحياة أعظم البشر علي الإطلاق، وخاتم النبيين، الذي أرسله ربه رحمة للعالمين، فكان النموذج الكامل للإنسانية والأسوة الحسنة للبشرية، علي اختلاف أجناسها وطبقاتها، في صناعة الحياة السعيدة الكريمة، وكانت حياته r التطبيق العملي الواضح للمبادئ التي دعا إلىها، والرسالة التي جاء بها، سواء في ذات نفسه، أو فيمن رباهم من صحابته أفضل القرون وأسعد وأكمل الأجيال.
ومن ثَمَّ فدراسة حياته وسيرته فيها في كل موقف درس للأمة، بل للبشرية، ونموذج يحتذِي به من أراد لنفسه ولأمته وللدنيا كلها الخير.
وهاك بعض الفوائد التي يجتنيها الدارس لهذه السيرة العطرة:
1- دراسة السيرة تضع أيدينا علي المفتاح الصحيح لفهم شخصية رسول اللّه r، من خلال معرفة أحداث حياته، والظروف التي عاش فيها، فندرك معنى قول اللّه عز وجل له [قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَراً رَّسُولاً] (الإسراء: 93)، ونعلم أنه لم يكن مجرد إنسان عبقريٍّ ساعده ذكاؤه علي أن يتبوأ هذا المقام الأسمى في التاريخ الإنساني بعامة والعربى بخاصة، كما يحاول المستشرقون وغيرهم تصويره صلي الله عليه وسلم ، وندرك أن عظمته جاءت من كونه بشرًا مؤيَّداً بوحي السماء، كما قال تعالى: [ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إلي ] (الكهف: 110، فصلت: 6).
2 - تعيننا دراسة السيرة علي فهم كتاب اللّه تعالى، إذ أن كثيراً من حوادث السيرة تكشف أسباب نزول الأيات، وظروف وملابسات نزولها، والمقاصد التربوية لها.
3 - دراسة السيرة عبادة الله سبحانه، فالمسلم مكلَّف بالاقتداء برسولِ اللّه صلي الله عليه وسلم، امتثالاً لقوله عز وجل [ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَإلىوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ] (الأحزاب: 21) ولا يمكن الاقتداء والتأسِّي إلا بدراسة السيرة للوقوف علي منهجه صلي الله عليه وسلم وطريقته في كل شأن من شئون حياته صلي الله عليه وسلم، حتى يكون الاتباع علي بينةٍ وبصيرة، ومعلوم أن مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
4 - تساعدنا دراسة السيرة علي تقصِّي جوانب العظمة والكمال في شخص رسول اللّه صلي الله عليه وسلم، ويرحم الله الإمام ابن حزم الأندلسي إذ يقول: «فهذه السيرة العظيمة لمحمد صلي الله عليه وسلم لمن تدبرَّها تقتضي تصديقه ضرورة، وتشهد له بأنه رسول اللّه حقا، فلو لم تكن له معجزة غير سيرته لكفي»([16]).
ولا شك أن وقوفنا علي هذه الحقائق يملأ القلوب حبّاً له r وتوقيراً وتعظيما، فتقدمه النفوس علي ذواتها وأهليها وأموالها، وتراه أولي بها منها، كما قال تعالى: [ النَّبِيُّ أَوْلي بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ] (الأحزاب: 6).
ومن المعلوم أن إيمان المؤمن لا يتم ولا يكمل إلا بمحبته صلي الله عليه وسلم وتقديمه علي النفس والأهل والمال.
5- تضع دراسة السيرة أمام الداعية أعظم نموذج واقعي لطرق التعليم والتربية والتوجيه التي تناسب كل الفئات والطبقات , وتنقل للدارس صورةً عمليةً واضحةً للحقائق المجرَدة والمثل العليا التي نادى بها الإسلام، وتقف الباحث علي كثير من الأحكام الفقهية، والحِكَم والأسرار التربوية، وهذا زادٌ لاغنى عنه لكل مسلم، فضلاً عن أن يكون داعيَة.
6- تضع دراسة السيرة أمام كل قائد في أى ميدان أصول القيادة الصحيحة، وطرائق السياسة الواعية الرشيدة، وأسس التعامل السليم مع المرءوسين، بما يحفظ وحدة الصف، ويحقق الثقة بين أفراده، ويؤدي إلى أفضل النتائج علي كل المستويات.
7 - تساعدنا دراسة السيرة علي تجميع أكبر قدرٍ من الثقافة والمعارف الإسلامية الصحيحة، سواء في العقيدة، أو في الأحكام، أو في الأخلاق والفضائل والآداب ومعاشرة أصناف الخلق.
8 - دراسة السيرة المطهَّرة المباركة تورث القلوب طمانينةً، وتملأ النفوس ثقةً ويقينا بنصر الله، واعتزازاً بجنابه سبحانه، وأملاً في علوّ الحق وزهوق الباطل. وهذا الأمل قوة نفسية عظيمة تمثل سرّ النصر، وهو أصل إلىقظة الروحية التي تنهض بالأمة إلى المعالى.
والأمة لم تكن في يوم من الأيام أحوج منها في هذه الأيام إلى التعرُّف علي أسباب النصر، وعلي طرق إنهاض الأمل في النفوس، وإيقاظ القوى الروحية فيها، حتى تكسب معركتها ضد خصومها الكُثْر، الذين يتربصون بالإسلام وأهله الدوائر، في كافة الميادين سياسيّاً وعسكرياً وفكريّاً واقتصادياً وأخلاقياً وإجتماعياً.
9- من خلال دراسة السيرة يمكن التعرُّف علي المقوِّمات أو المؤهِّلات التي أهَّلت جيل الصحابة الطيِّب المبارك لقيادة البشرية، ومنهج النبي صلي الله عليه وسلم في تربيتهم، مما يدعو إلى حبّ هذا الجيل واتخاذه مثلاً أعلي للأمة.
 10- لا شك أن للصحبة أثراً كبيراً في نفس الإنسان وفي طباعه، والعيش مع سيرة شخصٍ ما لون من ألوان صحبته، وهذا له أعظم الأثر، ومن ثَمَّ كانت معايشة السيرة الزكية للنبى صلي الله عليه وسلم ولصحابته الكرام ذات أثر بالغ في زيادة الإيمان وتقويته، فضلاً عن الإمتاع الروحى والنفسى المتحقق من دراسة تلك السيرة المباركة.
وفي الأخير أنقل ما قاله الإمام الحافظ ابن شهاب الزهرى رحمه اللّه، إذ يقول: « في علم المغازي علم الآخرة والدنيا » ([17]).


........................................................................


([1])  انظر: معجم مقايس اللغة 3/120- 121، الصحاح 2/691، المفردات فى غريب القرآن صـ247، مجمل اللغة 1/480، القاموص المحيط 2/ 6 5، لسان العرب 4/389 ,390، غراس الأساس لابن حجر صـ 47 2، تاج العروس 3/386 - 388. وانظر: تفسير ابن كثير 5/274 طبعة الشعب، وتفسير النسفى 3/ 51.
([2])  أخرجه عبد اللّه بن أحمد فى زوائده فى المسند 1/75، وفى الإسناد: سفيان بن وكيع ضعفه غير واحد من العلماء.  
([3])   أخرجه أحمد 1/128 بإسناد حسن.
([4])  أخرجه أحمد في نفس الموضع بإسنادحسن.  
([5])  أخرجه الدارمي في المقدمة، باب: كراهة الفتيا 1/63 (126) وابن سعد في الطبقات الكبرى  7/220, وابن أبي شيبة 14/17وأبو داود في الزهد ص370- 371(409) وأ بو نعيم في الحلية 2/114, والبيهقي في الشعب 3/266(1018) ورجال الإسناد ثقات , وعمير بن إسحاق مقبول من الثالثة .
([6])  تاج العررس 3/ 388.
([7])  تفسير النسفى 3/1 5، وانظر: المفردات صـ 247.
([8])    (5) لسان العرب 4/390،.القاموس المحيط 2/ 56.
([9])  انظر: فتح الباري  6/ 4 13.
([10])  انظر: معجم مقايس اللغة 4/423، الصحاح 6/ 2446، المفردات صـ 360، لسان العرب 15/123-124، غراس الأساس صـ 331، تاج العروص 10/ 365.
([11])  انظر: فتح الباري  7/279، وسبل الهدى والرشاد 4/24.  
([12])  انظر:فتح الباري  7/268، الصحاح 1/ 419 دراسات فقهية للدكتور نزيه حماد صـ 162.
([13])   انظر: القاموس المحيط 4/237، أساس البلاغة صـ 462، تاج العروس 9/244، المفردات صـ 245.
([14])  انظر فى ذلك: فتح الباري  فى أول كتاب: الاعتصام 13/207، وبداية المجتهد لابن رشد 1/15، وهدى السارى 10/ 297، وكتاب اصطلاحات الفنون للتهانوى 2/14، و 4/53، والسنة قبل التدوين ص16، والسنة ومكانتها فى التشريع الإسلامى ص47، وأفعال الرسول ودلاللها على الأحكام الشرعية1/18، و غير ها.
([15])  انظر أيضا: السيرة النبوية دراسة موثقة تحليلية، للدكتور عبد المهدى بن عبد الهادى ص8 - 9.
([16])  الفصل فى الملل والنحل 2/190.
([17])  الجامع الأخلاق الراوى وإَ اب السامع 2/287 (1647).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75783
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

موسوعة السيرة النبوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة السيرة النبوية   موسوعة السيرة النبوية Emptyالسبت 15 ديسمبر 2018, 9:49 am

السيرة النبوية فى سطور


حياته صل الله عليه وسلم من مولده إلى بعثته
نَسَبُه صل الله عليه وسلم:‏
الرسول صل الله عليه وسلم هو: (محمــد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشــم ابن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مُرة بن كعب بن لُؤَيّ بن غالب بن فِهر بن مالك ابن النَّضر بن كِنانة بن خُزيمة بن مُدركة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان) (رواه البخاري) ، وعدنان من ولد إسماعيل الذبيح بن إبراهيم عليهما السلام.‏
وأبوه: عبد الله بن عبد المطلب، كان أجمل قريش (قبيلة قريش) وأحب شبابها إليها، عاش طاهرًا كريمًا حتى تزوج بآمنة بنت وهب أم الرسول صل الله عليه وسلم.‏
وأمّه: آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وزهرة هو أخو قصي بن كلاب جد الرسول صل الله عليه وسلم، وكان أبوها سيد بني زهرة.‏
وجدّه: عبد المطلب بن هاشم، هو سيد قبيلة قريش، أعطته رياستها لخصاله الوافرة، وقوة إرادته، وعزيمته على فعل الخير لكل الناس، وقد اشتهر بحفر بئر (زمزم) التي تسقي الناس بمكة المكرمة إلى يومنا هذا.‏
مولده صل الله عليه وسلم:‏
ولد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الاثنين، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، من عــام الفيل، وقصة أصحاب الفيل معروفة ذكرها القرآن الكريم في سورة الفيل(1ـ5)، وذلك أن أبرهة ملك اليمن أراد أن يهدم الكعبة (بيت الله الحرام في مكة) فساق إليها جيشًا عظيمًا ومعهم فيل، فردّ الله كيدهم وحفظ الكعبة، ورسول الله صل الله عليه وسلم لا يزال جنينًا في بطن أمه التي رأت حين وضعته نورًا خرج منها أضاءت منه قصور بُصرى من أرض الشام.‏
ومات أبوه عبد الله، وهو لا يزال جنينًا في بطن أمـــه، فلما ولد كان في حجر جده عبد المطلب يرعاه وينظر حاجته هو وأمه.‏
مرضعاته صل الله عليه وسلم:‏
جاءت نسوة من بني سعد بن بكر يطلبن أطفالاً يرضعنهم، فكان الرضيع المبارك من نصيب حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، واسم زوجها أبو كبشة، ودرّت البركات على أهل ذاك البيت الذين أرضعوه مدة وجوده بينهم، وقد مكث فيهم ما يربو على أربع سنوات.‏
وقد صحّ أن ثويبة -مولاة أبي لهب- أرضعته قبل أن تذهب به حليمة السعدية.‏
معجزة شق صدره صل الله عليه وسلم:‏
وقعت هذه المعجزة للنبي صل الله عليه وسلم مرتين، الأولى في بادية بني سعد وهو عند مرضعته حليمة، وكان في الرابعة من عمره.‏
وقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك: (أن رسول الله صل الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأَمه -أي جمعه وضم بعضه إلى بعض- ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمّه -يعني ظِئْره أي مرضعته- فقالوا: إن محمدًا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس: وقد كنتُ أرى أثر المخيط في صدره) .‏
وأما المرة الثانية التي وقعت فيها تلك المعجزة فقد كانت في ليلة الإسراء كما روى ذلك البخاري ومسلم .‏
وفاة آمنة أُمّه صل الله عليه وسلم:‏
خافت حليمة وزوجها على محمد صل الله عليه وسلم بعد حادثة شق الصدر، فعادا به إلى أُمِّه آمنة، فمكث عندها إلى أن بلغ ست سنين، ثم خرجت به إلى المدينة إلى أخواله بني عدي بن النجار، تزورهم به، ومعها أم أيمن تحضنه، فأقامت عندهم شهرًا ثم رجعت به إلى مكة فتوفيت بالأبواء (قرية على يمين الطريق المتجه إلى مكة المكرمة من المدينة المنورة).‏
رعاية جّده عبد المطلب له صل الله عليه وسلم:‏
ترك يُتم النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه أبلغ الأثر، إذ وُلد يتيم الأب وماتت أمُّه وهو ابن ست سنين، فلما توفيت ضمّه جدُّه عبد المطلب إليه ورقّ عليه رِقةً لم يرقها على ولده، وقرّبه وأدناه، وإن قومًا من بني مدلج قالوا لعبد المطلب: احتفظ به، فإنّا لم نر قدمًا أشبه بالقدم التي في المقام منه (هي أثر إبراهيم عليه السلام في المقام الإبراهيمي بجوار الكعبة)، فقال عبد المطلب لأبي طالب: اسمع ما يقول هؤلاء، فكان أبو طالب يحتفظ به. فلما حضرت عبدَ المطلب الوفاةُ أوصى أبا طالب بحفظه. ومات عبد المطلب فدفن بالحَجون (جبل بأعلى مكة)، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة، ولمحمد يومئذ ثماني سنين، ولا شك أن محمدًا صل الله عليه وسلم أحسَّ بفقدان جده عبد المطلب لما كان يَحْبُوه به من العطف والرعاية.‏
كفالة عمه أبي طالب له صل الله عليه وسلم:‏
أوصى عبد المطلب ابنه أبا طالب بحفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ورعايته، فلما توفي عبد المطلب ضم أبو طالب رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فكـان معــه، وكان أبو طالب لا مال له، وكان يحبّ محمدًا صلى الله عليه وسلم حبًّا شديدًا لا يحبه ولده، وكـان لا ينام إلا إلى جنبه، ويخرج فيخرج معه، وكان يخصه بالطعام، وكان إذا أكل عيال أبي طالب جميعًا أو فرادى لم يشبعوا، وإذا أكل معهم رسول الله صل الله عليه وسلم شبعوا، فيقول أبو طالب: إنك لمبارك.‏
ومما يدل على شدة محبة أبي طالب إياه، صحبته له في رحلته إلى الشام، ويبدو أنه في فترة حضانة أبي طالب له ساعده محمد صل الله عليه وسلم في رعي غنمه، وقد ثبت في البخاري ومسلم أنه عمل على رعيها لأهل مكة، مقابل قراريط. ‏
ولعل ضيق حال أبي طالب هو الذي دفع محمدًا صلى الله عليه وسلم إلى العمل لمساعدته. ورعـي الغنم فيه دربة لرسول الله صل الله عليه وسلم على رعاية البشر فيما بعد، فقد أَلِفَ العمـل والكفاح منذ طفولته، واعتاد أن يهتم بما حوله، ويبذل العون للآخرين، وربما يذكرنا رعيه للغنم بأحاديثه التي تحث على الإحسان للحيوان.‏
زواجه صل الله عليه وسلم من خديجة بنت خويلد رضي الله عنها:‏
لما بلغ رسول الله صل الله عليه وسلم خمسًا وعشرين سنة، تزوج خديجة بنت خويلد، وهي من سيدات قريش، ومن فضليات النساء، وكانت أرملة توفي زوجها أبو هالة، وكانت إذ ذاك في الأربعين من عمرها، وقيل في الثامنة والعشرين، وكانت امرأة تاجرة، تستأجر الرجال في مالها، وتضاربهم بشيء تجعله لهم.‏
وخديجة رضي الله عنها أول امرأة يتزوجها الرسول صل الله عليه وسلم، ولم يتزوج عليها في حياتها، وولدت له كل ولده إلا إبراهيم، فولدت القاسم وعبد الله (الملقب بالطيب والطاهر)، وثلاث بنات هن: أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية. أما إبراهيم فقد ولدته مارية القبطية التي أهداها له مقوقس مصر.‏
وقد مات القاسم وعبد الله قبل الإسلام، أما البنات فأدركن الإسلام وأسلمن رضي الله عنهن، وتوفيت خديجة رضي الله عنها قبل هجرة النبي صل الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين.‏
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني عليها، ويظهر محبتها وتأثره لدى ذكرها بعد وفاتها، فقد كانت لها مواقف عظيمة في الإسلام، وفي نصرة الرسول صل الله عليه وسلم والإيمان به.‏
مظاهر من حفظ الله عز وجل لرسوله صل الله عليه وسلم قبل بعثته:‏
‏ 1 - حفظه صغيرًا بداية من إرضاعه واصطفائه من أوسط النسب وأشرفه، وولادته من نكاح صحيح وليس من سفاح باطل.
‏ 2 - كفالة جده عبد المطلب -وهو سيد قريش- له طفلاً إلى أن بلغ الثامنة من عمره وتوفي جدّه، فانتقل إلى كفالة عمه أبي طالب -وهو سيد قريش أيضًا- وفـي ذلك ما فيه من المنعة. والتاريخ يحدّث بحب عبد المطلب وأبي طالب الشديد للرسول صل الله عليه وسلم.
‏ 3 - حفظه شابًا من أن يقع فيما يقع فيه الشباب من الفحش والخنا، والأدلة على ذلك كثيرة منثورة في كتب السيرة، وقد اشتهر صل الله عليه وسلم بين قومه وهو شاب بالصدق والأمانة.
‏ 4 - حفظ قلبه طاهرًا فلم يعبد إلهًا غير الله عز وجل، ولم يسجد لصنم، ولم يتمسح بوثن، ولم يحلف بغير الله، هذا مع بغضه الشديد لآلهة قومه (اللات والعُزّى وغيرهما).
‏ 5 - إعداده إعدادًا معصومًا من نزغ الشيطان ونفثه، وحفظ باطنه صحيحًا، وقد تجلى هذا في حادثة شق الصدر الأولى والثانية.
وجملة القول: إن الله تعالى هيأ لرسوله صل الله عليه وسلم من الحفظ والرعاية ما جعله جديرًا بتلقي الرسالة الخاتمة لهداية البشر.‏
البشارات برسالته صل الله عليه وسلم:‏
جاءت في القرآن الكريم بشارة عيسى عليه السلام لقومه ببعثة محمد صل الله عليه وسلم، قال الله عز وجل: (وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقًا لما بين يديَّ من التوراة ومبشرًا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين) (الصف:6).‏
وجاءت في إنجيل برنابا عبارات مصرحة باسم النبي صل الله عليه وسلم، مثل العبارة: (163/7: أجاب التلاميذ: يا معلم! مَن عسى أن يكون ذلك الرجل الذي تتكلم عنه، الذي سيأتي إلى العالم، أجاب يسوع بابتهاجِ قلبٍ: إنه محمد رسول الله).‏
وتكررت مثل هذه العبارات في إنجيل برنابا (حرمت الكنسية تداوله في آخر القرن الخامس الميلادي وهو الآن مطبوع) ، وكذلك في إنجيل لوقا (2/14) بلفظ: (أحمد)، وفي إنجيل يوحنا جاءت البشارة بلفظ: (الفار قليط)، ومعناها الحامد أو الحمّاد أو أحمد.‏
وفي التوراة كان الإخبار والتبشير بنبوته صل الله عليه وسلم، ولكن يد التحريف طالتها، قال الله عز وجل: (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل والقرآن، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم) (الأعراف:157).‏
قال ابن تيمية (في الجواب الصحيح) : (والأخبار بمعرفة أهل الكتاب بصفة محمد صل الله عليه وسلم عندهم في الكتب المتقدمة متواترة عنهم). هذا عدا ما كانت تحدث به يهود، ورهبان النصارى، والعرب وكثير من الأمم بأن نبيًا قد اقترب زمانه وآن أوانه.‏
والبشارات برسالته صل الله عليه وسلم كثيرة، يضيق المقام عن حصرها، وتلتمس في مظانها.‏
أسماؤه صل الله عليه وسلم: ‏
ومن أسمائه صل الله عليه وسلم : محمد , أحمد , الماحي . الذي يمحو الله به الكفر، والحاشر الذي يحشر الناس على عقبيه ، والعاقب الذي ليس بعده نبي ، ونبي التوبة ، وسماه الله تعالى رؤوفا رحيماً.‏
صفته صل الله عليه وسلم:‏
كان صل الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ، ولا بالقصير ، ولا بالأبيض الأمهق (أي ليس شديد البياض) ، ولا الآدم (الأسمر) ، ولا بالجعد القطط (لم يكن ذا شعر ملتو قصير) ، ولا السبط (المسترسل)، رَجَل الشعر (بين البسط والجعد) ، أزهر اللون (أبيض مشرق) ، مشرباً بحمرة في بياض ساطع ، كأن وجهه القمر حسناً ، ضخم الكراديس (المفاصل) ، أوطف الأشفار (طول شعر الجفنين) ، أدعج العينين (شديد سوادها وبياضها مع اتساعها) ، في بياضهما عروق حمر رقاق ، حسن الثغر ، واسع الفم ، حسن الأنف ، إذا مشى كأنه يتكفأ (يندفع إلى الأمام) ، إذا التفت التفت بجميعه، كثير النظر إلى الأرض ، ضخم اليدين لينهما، قليل لحم العقبين، كث اللحية واسعها، أسود الشعر، ليس لرجليه أخمص (باطن القدم)، إذا طوّل شعره فإلى شحمة أذنيه (أسفلها)، وإذا قصّره فإلى أنصاف أذنيه، لم يبلغ شيب رأسه ولحيته عشرين شيبه وكان على نُغض (العظم الرقيق) كتفه الأيسر خاتم النبوة كأنه بيضة حمام، لونه لون جسده، عليه خيلان (جمع خال وهي الشامة)، ومن فوقه شعرات .‏
شهوده صل الله عليه وسلم بنيان الكعبة: ‏
لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمساً وثلاثين سنة شهد بنيان الكعبة، وتراضت قريش بحكمه فيها ، وكانوا قد اختلفوا فيمن يضع الحجر الأسود مكانه فاتفقوا على أن يحكم بينهم أول داخل يدخل المسجد، فدخل رسول الله صل الله عليه وسلم فقالوا: هذا الأمين ، فقال: هلموا ثوباً ، فوضع الحجر فيه وقال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من نواحيه وارفعوه جميعاً ، ثم أخذ الحجر بيده فوضعه في مكانه




المرحلة المكية
من بعثته صل الله عليه وسلم إلى هجرته إلى المدينة ‏
بدأ الوحي: ‏
عن عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها قالت: أول ما بُدِئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلاّ جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبّب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنّث فيه - أي يتعبّد - الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ، قال ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطّني - أي ضمّني ضماً شديداً - حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطّني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ، فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطّني الثالثة، ثم أرسلني فقال: (اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم.) (العلق/ 1-3)، فرجع رسول الله صل الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال: زمّلوني زمّلوني - أي ضعوا عليّ غطاءً - ، فزمّلوه حتى ذهب عنه الروع - يعني الخوف -، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي، فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكلّ -أي المريض المتعب -، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق - يعني الموت -. ‏
فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى، ابن عم خديجة، وكان امرءاً تنصّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ماشاء الله أن يكتب، وكان شيخاً كبيراً قد عمي، فقالت له خديجة: يا ابن العم اسمع من ابن أخيك . فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى ، فقال له ورقة: هذا النّاموس الذي نزّل الله على موسى - يعني جبريل عليه السلام-، يا ليتني فيها جذعٌ - أي شاب -، ليتني أكون حيًّا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: أو مخرجي هم؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً، ثم لم ينشب - يلبث - ورقة أن توفي، وفتر الوحي - أي انقطع فترة -.(رواه البخاري ومسلم).‏
تتابع نزول الوحي وكيفيته :‏
‎‎ استمر الرسول صل الله عليه وسلم في تعبده في غار حراء، فعاد الوحي وكان أول ما نزل بعد فترة انقطاعه الأولى قوله تعالى: (يا أيها المدثر). ثم أبطأ الوحي عدة ليال فقال المشركون: قد ودّع محمداً ربُّه، فأنزل الله عز وجل (والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى) (الضحى/ 1-3). ‏
وكان الرسول صل الله عليه وسلم حريصاً على حفظ القرآن فيحرك لسانه به، فنزلت الآية: (لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه) (القيامة/9).‏
‏ وقد كان يأتيه الوحي مثل صلصلة الجرس - وهو أشد الوحي عليه - فيفصم عنه وقد وعى عنه ما قال، وأحياناً كان يأتيه الملك على هيئة رجل فيكلمه فيعي ما يقول. والمشهور أن نزول الوحي استغرق ثلاثاً وعشرين سنة منها ثلاثة عشر عاماً بمكة، وعشر سنين بالمدينة.
أوائل المسلمين إسلاماً:‏
كانت خديجة رضي الله عنها أول من آمن، ثم آمن من الصبيان عليّ رضي الله عنه، ثم آمن من الرجال أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وزيد بن حارثة، وبلال بن رباح، وسعد بن أبي وقاص، وعثمان بن عفان ، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وخالد بن سعيد بن العاص، وعبد الله بن مسعود، وخباب بن الأرت، وعمار بن ياسر، وعمرو بن عبسة السلمي، وأبو ذر الغفاري، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح، وعثمان بن مظعون، وسعيد بن زيد، وأسماء بنت أبي بكر، وفاطمة بنت الخطاب، وخلق آخرون، ثم عمر بن الخطاب الذي قيل إن الله أتم به أربعين من الصحابة، وقبله أسلم حمزة بن عبد المطلب عمّ الرسول صل الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة ، وأسلم أيضاً المقداد بن الأسود ولكنه كان يكتم إيمانه، رضي الله عنهم أجمعين. ‏
وأسلم الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه، ودعا قومه إلى الإسلام ولقي منهم صدوداً ، فطلب من رسول الله صل الله عليه وسلم أن يدعو عليهم، ولكن الرسول دعا لهم بالهداية، فهداهم الله وجاءت دوس مسلمة لله ورسوله بعد عدة سنوات . ‏
استماع الجن للقرآن وإسلامهم
‏ انطلق قوم من الجن - بعد أن حيل بين الجن وبين خبر السماء - نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنخلة - مكان على مسيرة ليلة من مكة - وهو عامد إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن تسمّعوا له، فقالوا هذا الذي حال بينكم وبين خب السماء، فهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا: (إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً..])(الجنّ/ 1-2 )، وأوحى الله عز وجل إلى رسوله صلى الله عليه وسلم قولهم هذا، وقد دعا الجنُّ رسول الله صل الله عليه وسلم بعد هذه الحادثة، وذهب وقرأ عليهم القرآن ، ثم عاد وأرى أصحابه آثارهم ونيرانهم. ‏
الدعوة السرّيّة إلى الإسلام ‏
بدأ رسول الله صل الله عليه وسلم يدعو إلى الإسلام، من أول ما أنزلت عليه النبوة ثلاث سنين مستخفياً، ثم أُمر بإظهار الدعوة بنزول قول الله عز وجل: (وأنذر عشيرتك الأقربين) (الشعراء/ 214). ‏
صبره صل الله عليه وسلم هو وأصحابه على إيذاء المشركين
جاهرت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعداوة والأذى، وكان عمه أبو طالب يمنعهم مع بقائه على دين قومه، في حين أن عمه أبا لهب كان أشد قومه وأولهم إيذاءً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، واشتركت بطون قريش ورجال منها في إيذائه كذلك، واشتدوا في هذا الإيذاء، يعذبون من لا منعة - حماية - عنده ويؤذون من لا يقدرون على عذابه، والإسلام على هذا ينتشر في الرجال والنساء، ولقي أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم من العذاب أمراً عظيماً، ورزقهم الله تعالى على ذلك من الصبر أمراً عظيماً .‏
بعض مظاهر أذى قريش للمسلمين:
‏1- الضرر المادي والسب العلني:
ومن ذلك وضعهم بقايا الحيوانات ودماءها ومشيمتها - غشاء رقيق يحيط بالجنين- بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد. وقد خنق عقبة بن أبي معيط رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي في فناء مكة، وكانت قريش تسبّ الرسول صلى الله عليه وسلم وتقول له مذمم - من الذم وهو عكس الحمد -، وتسبّ القرآن ومن أنزله ومن جاء به، وقد اجتمعت قريش لقتل الرسول صل الله عليه وسلم مما كان سبباً مباشراً للهجرة إلى المدينة . ‏
ومن أذى المشركين للمسلمين طعن أبي جهل للسيدة سمية أم عمار بن ياسر بحربة في فرجها فقتلها، وطرحهم لبلال بن رباح على الرمضاء في حر مكة، وإلقاؤهم صخرة عظيمة على بطنه بعد أن ألبسوه درعاً من الحديد في الحرّ الشديد. ‏
‏2- السخرية والاستهزاء والضرر النفسي:
وهذا من الأساليب التي اتبعتها قريش في الإيذاء، حيث اتهموا الرسول صل الله عليه وسلم بالكذب وبالسحر وبالكهانة، ووضعوا في عنق بلال بن رباح حبلاً وأسلموه للصبيان ليطوفوا به شعاب مكة وهو يقول : أحد أحد، وغير ذلك من الأمثلة التي تبين مدى استهزائهم بالمسلمين .
‏3- الحصار الاقتصادي والاجتماعي:
لم يمنع الإيذاء البدني والنفسي الناس عن الدخول في الإسلام فتعاقد كفّار قريش على بني هاشم وبني المطلب - وهم بطن النبي صلى الله عليه وسلم من قريش - ألا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يكلموهم ولا يجالسوهم، وكتبوا في ذلك صحيفة، وحصروهم في شعب أبي طالب مدة طويلة (قيل ثلاث سنوات أو أقل) وقد كان الحصار كاملاً بمعنى الكلمة، وذلك حتى يسلموا رسول الله صل الله عليه وسلم للقتل، ولكن الله عصمه رغم البلاء والشدة. ‏
هجرة المسلمين الأولى والثانية إلى الحبشة
حينما اشتد البلاء والفتنة والإيذاء على المسلمين في مكة، قال لهم رسول الله صل الله عليه وسلم: "إن بأرض الحبشة ملكاً لا يظلم أحد عنده، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً مما أنتم فيه" (رواه البخاري). ‏
فخرج المسلمون حتى نزلوا بالحبشة فأكرمهم النجاشي وأمّنهم، وكان أول من هاجر من المسلمين عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتبعه جمع من كبار الصحابة، وكانت الهجرة الأولى سنة خمس من مبعث الرسول صل الله عليه وسلم، وعدد الذين هاجروا فيها أحد عشر رجلاً وأربع نسوة.‏
وأما الثانية فكان عدد الذين هاجروا فيها اثنين وثمانين رجلاً وثماني عشرة امرأة، وأبناؤهم ، وسببها أن المهاجرين الأوائل سمعوا بإسلام قريش فعاد بعضهم ومنهم عثمان بن عفان وزوجته فلم يجدوا قريشاً أسلمت، ووجدوا المسلمين في بلاء عظيم وشدة، فهاجروا مرة أخرى ومعهم هذا العدد الكبير. ‏
وقد أرسلت قريش في أثرهم عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة بهدايا إلى النجاشي ليردّ المسلمين، ولكن هيهات فقد أسلم النجاشي وأبى أن يردّهم، بل أعطاهم الأمان في أرضه وأقرّهم على دينهم، وردّ رسل قريش لم ينالوا شيئاً. ‏
وفاة أبي طالب وخديجة رضي الله عنها
ما إن أعز الله الإسلام بعمر بن الخطاب، وحمزة بن عبد المطلب، وخروج بني هاشم من شعب أبي طالب، حتى توفي أبو طالب في أواخر العام العاشر من البعثة. وبموته فقد الرسول صلى الله عليه وسلم سنداً كبيراً، لم يجد من يقوم مقامه من بني هاشم، ولذلك بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل ليطلب نصرتها، ورحل إلى الطائف لأجل تلك النصرة ولكنها لم تحدث . فقد خذله أهل الطائف وسلطوا عليه صبيانهم فقذفوه بالحصى حتى أدموا قدميه واستهزءوا به كثيراً ولكن هذا لم يجعله ييأس صل الله عليه وسلم . ‏
وتوفيت خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها في نفس العام، ففقد الرسول صل الله عليه وسلم سنداً ثانياً من داخل كيانه الأسري. ‏
الإسراء والمعراج
في تلك الظروف الصعبة كانت المواساة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بحادثة الإسراء والمعراج، يقول الله عز وجل: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) (الإسراء/ 1). وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: "كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: "فرج سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيماناً فأفرغه في صدري ثم أطبقه، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا.."، وفي رواية لمسلم: "أتيت بالبراق - وهو دابة - أبيض طويل ، فوق الحمار، ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه، قال: فركبته حتى أتيت بيت المقدس، قال فربطته بالحلقة التي يربط بها الأنبياء، قال ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت، فجاءني جبريل -عليه السلام- بإناء من خمر وإناء من لبن، فاخترت اللبن، فقال جبريل: اخترت الفطرة، قال ثم عرج بنا إلى السماء..". ‏
وقصة الإسراء والمعراج مبسوطة في الصحاح ، وقد لقي صل الله عليه وسلم في معراجه الأنبياء آدم، ويوسف، وإدريس، وعيسى، ويحيي، وهارون، وموسى، وإبراهيم، عليهم السلام، وسمع صريف الأقلام، وفرضت عليه الصلاة، ثم رفع إلى سدرة المنتهى، ثم رفع له البيت المعمور في السماء السابعة، ورأى نهر الكوثر وأنهار الجنة ورأى جبريل عليه السلام على هيئته، ورأى أقواماً يعذبون على جرائمهم . ‏
ورغم أن حادثة الإسراء والمعراج كانت مواساة وتطميناً للرسول صل الله عليه وسلم إلا أنها كانت فتنة لبعض المسلمين وللكافرين ممن لم يصدقوا بها، وجمهور العلماء على أن الإسراء كان يقظة بالروح وبالجسد.‏
بيعة العقبة الأولى
كان رسول الله صل الله عليه وسلم يعرض نفسه في موسم الحج على القبائل، فتعرض لستة نفر من الخزرج سنة 11 من النبوة، منهم أسعد بن زرارة، وعقبة بن عامر، وجابر بن عبد الله، ودعاهم إلى الإسلام وإلى معاونته في تبليغ رسالة ربه، فآمنوا به وصدقوه ووعدوه المقابلة في الموسم القابل ، وهذه بداية إسلام الأنصار. ‏
فلما كان الموسم التالي سنة 12 من النبوة أتوا، ويقول عبادة بن الصامت: "كنا اثني عشر رجلاً في العقبة الأولى، فبايعنا رسول الله صل الله عليه وسلم علي بيعة النساء أن لا نشرك بالله شيئاً ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف، فمن وفّى فله الجنة، ومن غش من ذلك شيئاً فأمره إلى الله، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له" (رواه البخاري ومسلم).‏
وعاد الأنصار إلى المدينة ومعهم مصعب بن عمير، يعلمهم الإسلام ويفقههم في الدين ويقرئهم القرآن.‏
بيعة العقبة الثانية
قدم وفد الأنصار في موسم الحج في السنة الثالثة عشر من النبوة، واجتمع منهم في الشعب عند العقبة ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتان، وجاءهم الرسول صل الله عليه وسلم ومعه عمه العباس - وكان لا يزال على دين قومه - وكان العباس هو أول المتكلمين في هذا الاجتماع قال: يا معشر الخزرج إن محمداً منا حيث قد علمتم، وقد منعناه من قومنا من هو على مثل رأينا فيه، فهو في عز من قومه ومنعة بلده، وإنه قد أبى إلا الانحياز إليكم واللحوق بكم، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه، ومانعوه ممن خالفه، فأنتم وما تحملتم من ذلك، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم فمن الآن فدعوه، فإنه في عز ومنعة من قومه وبلده. ‏
قال كعب بن مالك الأنصاري: فقلنا له: قد سمعنا ما قلت، فتكلم يا رسول الله، فخذ لنفسك ولربك ما أحببت..، وهذا الجواب من الأنصار يدل على تصميمهم وشجاعتهم وإيمانهم وإخلاصهم في تحمل هذه المسؤولية العظيمة. ‏
وتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم إلى الله ورغبهم في الإسلام، وقال: أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم، فبايعوه وتمت البيعة، وعاد الأنصار إلى المدينة يترقبون هجرة الرسول صل الله عليه وسلم بعد أن جعل عليهم اثني عشر نقيباً. ‏
هجرته صل الله عليه وسلم إلى المدينة
قوي جانب المسلمين بعد بيعة العقبة الثانية، وأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم يحث المؤمنين على الهجرة إلى يثرب، ويثرب هي دار الهجرة التي أريها الرسول صلى الله عليه وسلم في منامه، وكثر دخول الأوس والخزرج - قبيلتان من يثرب المدينة - في الإسلام، وبعد إذن رسول الله صل الله عليه وسلم للمؤمنين بالهجرة خرج المسلمون أرسالاً - جماعات وفرادى - رغم كل العقبات والصعاب التي وضعتها قريش واعترضت بها المهاجرين. ‏
وكان أول من هاجر من مكة إلى المدينة أبو سلمة بن عبد الأسد، ومن أوائل من هاجروا مصعب بن عمير، وعبد الله بن أم مكتوم، وبلال بن رباح، وسعد بن أبي وقاص، وعمار بن ياسر، وعمر بن الخطاب في عشرين من الصحابة، وتبعهم كبار الصحابة وصغارهم بعد ذلك، ولم يبق بمكة إلا رسول الله صل الله عليه وسلم، وعلي بن أبي طالب، وأبي بكر الصديق، ومن حبس كرهاً.‏‏
معالم من هجرة الرسول صل الله عليه وسلم إلى المدينة

  • ‏ اعتزمت قريش قتل النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل: (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك. ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين) (الأنفال/30)، ولكن قريشاً فشلت في عزمها، ففي هذه الساعة الحرجة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعي بن أبي طالب: نم على فراشي، وتسجّ - أي تغطّ - ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه، فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم، ثم خرج الرسول صل الله عليه وسلم من بينهم - أي من بين الكفار الذين اجتمعوا ببابه وعلى رأسهم أبو جهل - سالماً بإذن الله .‏

  • ‏ رتب رسول الله صل الله عليه وسلم وأبو بكر للهجرة، وأعدّا لها عدتها ووضعا لها خطتها، وانطلقا إلى غار ثور.

  • ‏ علف أبو بكر راحلتين كانتا عنده أربعة أشهر، ودفع بهما إلى الدليل - عبد الله بن أريقط- وكان على دين الكفار، وواعده غار ثور بعد ثلاث ليال بالراحلتين، وأما أسماء بنت أبي بكر - ذات النطاقين - فكانت تأتيهما بالطعام، وكان عبد الله بن أبي بكر يبيت عندهما ويعو قبيل الصبح، فيصبح مع قريش بمكة كبائت فيها، فيتسمع لهما الأخبار، وأما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر فكان يرعى غنماً يريحها عليهما ساعة من العشاء، فيأخذان منها حـاجتهما من اللبن، (البخاري، باب هجرة النبي صل الله عليه وسلم )‏

  • ‏ انطلق الركب المبارك، رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر والدليل وعامر بن فهيرة، فأخذوا طريق السواحل ، وكانت قريش قد رصدت جائزة لمن يدل على محمد أو يأتي به، فلحقهم سراقة بن مالك بن جُعشم، طمعاً في الجائزة فلما قرب منهم عثرت فرسه، ثم ساخت يداها في الرض حتى بلغتا الركبتين، ورأى غباراً ساطعاً إلى السماء مثل الدخان، فنادى بالأمان، فقال له الرسول صل الله عليه وسلم: أخف عنّا، وكتب له كتاباً بالأمان. ولقيا الزبير بن العوام قافلاً من تجارة بالشام فكساهما الزبير ثياب بياض.‏

  • ‏ كان المسلمون بالمدينة يغدون كل غداة إلى الحرّة، ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يردّهم حرّ الظهيرة، فرآه يهودي فقال بأعلى صوته: يا معاشر العرب هذا جدّكم الذي تنتظرون، فصار المسلمون إلى السلاح، فتلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل إن عدد الذين استقبلوه خمسمائة من الأنصار، فأحاطوا بالرسول صلى الله عليه وسلم وبأبي بكر، وأهل المدينة يتنادون: جاء نبي الله، جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم، وصعد الرجال والنساء فوق البيوت، وتفرق الغلمان في الطرق ينادون، يا محمد يا رسول الله، يا محمد يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الصحابي البراء بن عازب: ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله صل الله عليه وسلم. ‏

  • ‏ كان وصول رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين من شهر ربيع الأول، ولبث في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، وأسس المسجد الذي أُسس على التقوى - مسجد قباء - وصلّى فيه، ثم ركب راحلته، فسار يمشي معه الناس حتى بركت عند مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقل: هذا إن شاء الله المنزل، ثم بناه رسول الله صل الله عليه وسلم مسجداً









... يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75783
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

موسوعة السيرة النبوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة السيرة النبوية   موسوعة السيرة النبوية Emptyالسبت 15 ديسمبر 2018, 9:53 am

... تابع
السيرة النبوية فى سطور




حياته صل الله عليه وسلم من مولده إلى بعثته
نَسَبُه صل الله عليه وسلم:‏


المرحلة المدنية
يمكن تقسيم المرحلة المدنية إلى ثلاث فترات: ‏

  • ‏1- فترة أثيرت فيها القلاقل والفتن من الداخل، وزحف الأعداء من الخارج لاستئصال المسلمين، وتنتهي هذه الفترة عند صلح الحديبية في سنة ست من الهجرة.

  • ‏2- فترة الهدنة مع المشركين وتنتهي بفتح مكة سنة ثمان للهجرة، وفيها كانت دعوة الملوك إلى الإسلام.

  • ‏3- فترة دخول الناس في دين الله أفواجاً، وتمتد هذه الفترة إلى انتهاء حياة الرسول صل الله عليه وسلم، سنة إحدى عشرة للهجرة.


أولاً: فترة القلاقل والفتن (1هـ -6هـ)‏
الوضع في المدينة عند الهجرة:
تمثل الهجرة تحولاً ضخماً لإقامة مجتمع جديد في بلد آمن، ولذلك كانت الهجرة قبل الفتح - فتح مكة- فرضاً على كل مسلم قادر، ليسهم في بناء هذا الوطن الجديد، ومن هنا نرى أهمية التأريخ للإسلام بالهجرة ذلك الحدث العظيم. ‏
أما مجتمع المدينة الجديد فقد كان يتألف من ثلاث فئات: ‏

  • ‏1- من المسلمين المهاجرين الذين هاجروا مع الرسول صل الله عليه وسلم، والأنصار الذين آووا ونصروا.

  • ‏2- ومن المشركين الذين لم يؤمنوا بعد من قبائل المدينة.

  • ‏3- ومن اليهود، وكان في يثرب منهم ثلاث قبائل، بنو قينقاع، وبنو النّضير، وبنو قريظة.


وكانت تواجه الرسول صل الله عليه وسلم عدة قضايا في بداية الهجرة وفي تلك الفترة بالذات منها: ‏

  • ‏1- تكوين مجتمع إسلامي بالمدينة يمثل الدعوة الإٍسلامية ويتكامل فيه التشريع والتقنين والتربية، وتنهض فيه الحضارة والعمران والاقتصاد والسياسة ومسائل السلم والحرب.

  • ‏2- دعوة مشركي المدينة إلى الإسلام، وإيجاد صيغة للتعايش معهم حتى يدخلوا في الإسلام ويكفّوا أيديهم عن الكيد للمسلمين.

  • ‏3- مواجهة دسائس ومؤامرات اليهود وعتّوهم وفسادهم وعداوتهم لرسول الله صل الله عليه وسلم وللمسلمين.

  • ‏4- الإعداد والتجهيز للقوى المناوئة للإسلام خارج المدينة وعلى رأسها قريش، فحالة الحرب واقعة يقيناً بين هؤلاء الطغاة من أهل مكة وبين المسلمين في وطنهم الجديد.


بناء مجتمع جديد:
‏1- بناء المسجد النبوي:
‎‎ كانت أول خطوة في هذا السبيل هي بناء المسجد النبوي كما تقدم، وبنى الرسول صل الله عليه وسلم بيوتاً إلى جانبه، هي حجرات أزواجه التي انتقل إليها فيما بعد، وقد كان المسجد جامعة للإسلام، ومنتدى للتشاور وحلّ النزاعات، وقاعدة لإدارة المجتمع وشؤونه المتعددة، كنى لفقراء المهاجرين. ‏
‏2- المؤاخاة بين المسلمين:
‎‎ ومن أهم الأعمال في سبيل بناء المجتمع الجديد المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، يقول ابن القيم: ثم آخى رسول الله صل الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار في دار أنس بن مالك، وكانوا تسعين رجلاً، نصفهم من المهاجرين، ونصفهم من الأنصار، آخى بينهم على المساواة، ويتوارثون بعد الموت دون ذوي الأرحام، إلى حين وقعة بدر، فلما أنزل الله عزّ وجلّ (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض) (الأنفال/ 75) رد التوارث، وبقي عقد الأخوة. ‏
ومعنى هذا الإخاء أن تذوب عصبيات الجاهلية، فلا حمية إلا للإسلام، وأن تسقط فوارق النسب واللون والوطن، فلا يتقدم أحد أو يتأخر إلا بمروءته وتقواه، وقد جعل الرسول صل الله عليه وسلم هذه الأخوة عقداً نافذاً، لا لفظاً فارغاً، وعملاً يرتبط بالدماء والأموال، لا تحية تثرثر بها الألسنة ولا يقوم لها أثر. ‏
‎‎ وكانت عواطف الإيثار والمواساة والمؤانسة تمتزج في هذه الأخوة، وتملأ المجتمع الجديد بأروع الأمثال.
‏3- ميثاق التحالف الإسلامي:
أضاف الرسول صل الله عليه وسلم بهذا الميثاق لبنة مهمة إلى بناء المجتمع الجديد، فقد أزالت هذه الخطوة ما كان من ضغائن الجاهلية، والنزاعات القبلية، وفيما يلي نصوص الميثاق: ‏
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب من محمد النبي( صل الله عليه وسلم) بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم، وجاهد معهم: ‏

  • ‏1- أنهم أمة واحدة من دون الناس.

  • ‏2- المهاجرون من قريش على ربعتهم (الحال التي هم عليها) يتعاقلون بينهم (يدفعون ديّاتهم بعضهم مع بعض) وهم يفدون عانيهم ( أسيرهم) بالمعروف، والقسط بين المؤمنين، وكل قبيلة من الأنصار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم (ديّاتهم) الأولى، وكل طائفة منهم تفدى عانيها بالعروف والقسط بين المؤمنين. ‏

  • ‏ 3- وأن المؤمنين لا يتركون مُفَرّجاً (مُثقلاً بالدين) بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل.

  • ‏4- وأن المؤمنين المتقين على من بغى منهم، أو ابتغى دسيعة ( عطية) ظلم أو إثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين.

  • ‏5- وأن أيديهم عليه جميعاً ولو كان ولد أحدهم.

  • ‏6- ولا يُقتل مؤمن في كافر، ولا يُنصر كافر على مسلم.

  • ‏7- وأن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم.

  • ‏8- وأن من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة، غير مظلومين ولا متناصرين عليهم.

  • ‏9- وإن سِلم المؤمنين واحدة، لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على سواء وعدل بينهم.

  • ‏10- وأن المؤمنين يبيء - يرجع ويحتمل - بعضهم على بعض بما ينالهم في سبيل الله.

  • ‏11- وأنه لا يجير مشرك مالاً لقريش ولا نفساً، ولا يحول دونه على مؤمن.

  • ‏12- وأنه من اعتبط مؤمناً (قتله بدون سبب) قتلاً عن بينة فإنه قود ( يقتل به) إلا أن يرضى ولي المقتول، وأن المؤمنين عليه كافة، ولا يحل لهم إلا قيام عليه.

  • ‏13- وأنه لا يحل لمؤمن أن ينصر محدثاً - من أحدث منكراً غير معتاد - ولا يؤويه، وأنه من نصره أو آواه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة، ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل (أي لا يشارك في تصريف الأمور ولا في الشهادة عليها).

  • ‏14- وأنكم مهما اختلفتم فيه من شيء، فإن مردّه إلى الله عز وجل وإلى محمد صل الله عليه وسلم.


وهكذا أرسى الرسول صل الله عليه وسلم قواعد المجتمع الجديد في المدينة على أسس راسخة ومبادئ شامخة، من مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال. ‏
‏4- المعاهدة مع اليهود:
كان لابد - لتأمين سلامة المجتمع الجديد - من تنظيم العلاقة بغير المسلمين في هذا المجتمع، فكانت هذه المعاهدة مع اليهود، وأهم بنودها: ‏

  • ‏1- إن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، مواليهم وأنفسهم، وكذلك لغير بني عوف من اليهود.

  • ‏2- وإن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم.

  • ‏3- وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة.

  • ‏4- وإن بينهم النصح والنصيحة، والبر دون الإثم.

  • ‏5- وإنه لا يأثم امرؤ بحليفه (أي أن يكون التعاون بينهم على البر دون الإثم).

  • ‏6- وإن النصر للمظلوم.

  • ‏7- وإن اليهود يتفقون مع المؤمنين ماداموا محاربين.

  • ‏8- وإن يثرب حرام جوفها (داخلها) لأهل هذه الصحيفة.

  • ‏9- وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده، فإن مردّه إلى الله عز وجل وإلى محمد رسول الله صل الله عليه وسلم.

  • ‏10- وإنه لا تُجَار -من الجوار- قريش ولا من نصرها.

  • ‏11- وإن بينهم النصر على من دهم يثرب .. على كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قبلهم.

  • ‏12- وإنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم.


وبهذه المعاهدة قامت دولة المدينة الإسلامية الراشدة تحت قيادة الرسول الأعظم صل الله عليه وسلم. ‏
بداية الجهاد المسلح:
لم تنقطع قريش عن تهديد المسلمين بعد الهجرة، بل استمرت في هذا التهديد والاستفزاز للمسلمين عموماً، وللأنصار على وجه الخصوص ولمشركي المدينة، وكانت رسالة قريش للمدنيين من المشركين حاسمة في هذا، قالوا: إنكم آويتم صاحبنا، وإنا نقسم بالله لتقاتلنه أو لتخرجنه أو لنسيرن إليكم بأجمعنا، حتى نقتل مقاتلتكم، ونستبيح نساءكم. ‏
أما رسالتهم للمهاجرين فتقول: لا يغرنكم أنكم أفلتمونا إلى يثرب، سنأتيكم فنستأصلكم ونبيد خضراءكم في عقر داركم. ‏
وفي هذه الظروف الخطيرة نزل الإذن بالقتال، قال تعالىSadأُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير) الحج/39، وقال تعالى: (الذين إن مكنّاهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) الحج/41، والإذن بالقتال كان لإزاحة الباطل وإقامة الشعائر. ‏
الغزوات والسرايا قبل بدر:
كان لهذه الغزوات والسرايا أهداف منها: ‏

  • ‏1- الاستكشاف والتعرف على الطرق المحيطة بالمدينة، والمسالك المؤدية إلى مكة.

  • ‏2- عقد المعاهدات مع القبائل التي تسكن حول هذه الطرق.

  • ‏3- إشعار مشركي يثرب ويهودها وأعراب البادية بقوة المسلمين.

  • ‏4- إشعار قريش بالخطر على تجارتها ومصالحها.


وهذه السرايا والغزوات هي : ‏

  • ‏1- سرية سيف البحر في السنة الأولى للهجرة، وكان على رأسها حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.

  • ‏2- سرية رابغ في السنة الأولى للهجرة، وكان على رأسها عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنه.

  • ‏3- سرية الخرّار في السنة الأولى للهجرة، وكان على رأسها سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.

  • ‏4- غزوة الأبواء أو ودّان في السنة الثانية للهجرة، وقادها الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه، وهي أول غزوة غزاها صل الله عليه وسلم، وكان حامل اللواء فيها حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.

  • ‏5- غزوة بواط في السنة الثانية للهجرة، وقادها الرسول صل الله عليه وسلم بنفسه.

  • ‏6- غزوة سفوان في السنة الثانية للهجرة، وقادها الرسول صل الله عليه وسلم بنفسه، وتسمى هذه الغزوة بدر الأولى.

  • ‏7- غزوة ذي العشيرة في السنة الثانية للهجرة، وقادها الرسول صل الله عليه وسلم بنفسه.

  • ‏8- سرية نخلة في السنة الثانية للهجرة، وكان على رأسها عبد الله بن جحش في اثني عشر من المهاجرين، وقد قتلوا عمرو بن الحضرمي وهو أول قتيل في الإسلام، وأسروا عثمان بن عبد الله بن المغيرة، والحكم بن كيسان مولى بني المغيرة، وهما أول أسيرين في الإسلام، وعادوا باعير بعد أن عزلوا الخمس وهو أول خمس في الإسلام، وكان ذلك في رجب الشهر الحرام، وأنكر الرسول صلى الله عليه وسلم ما فعلوه، حتى نزل الوحي (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه، قل قتال فيه كبير، وصدٌّ عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام، وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل) ( البقرة/217)، فأطلق الرسول صل الله عليه وسلم الأسيرين، وأدّى دية المقتول إلى أوليائه. ‏


نزول فرضية القتال:
في تلك الفترة بعد سرية عبد الله بن جحش، فرض الله تعالى القتال، ونزلت في ذلك آيات، قال تعالى: ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) (البقرة/190). ‏
وإيجاب القتال والحث عليه، والأمر بالاستعداد له، هو عين ما كانت تقتضيه تلك الفترة، وفي تلك الأيام في السنة الثانية للهجرة أمر الله عزّ وجل بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام في إشارة إلى بداية دور جديد




‏غزوة بدر الكبرى
سبب الغزوة:‏
رجوع عير قريش من الشام محملة بثروات طائلة، وإرادة الرسول صل الله عليه وسلم أن يوجه ضربة عسكرية وسياسية واقتصادية قاصمة لقريش إذا فقدت هذه الثروة. ‏
الجيش الإسلامي في بدر:‏
استعد رسول الله صل الله عليه وسلم للخروج ومعه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً، وكان معهم فَرَسان وسبعون بعيراً يتعاقبون عليها، ودفع لواء القيادة العامة إلى مصعب بن عمير القرشي العبدري. ‏
وقسم الجيش إلى كتيبتين: ‏

  • ‏1- كتيبة المهاجرين وأعطى لواءها علي بن أبي طالب.

  • ‏2- كتيبة الأنصار وأعطى لواءها سعد بن معاذ.


وجعل على قيادة الميمنة الزبير بن العوام، وعلى الميسرة المقداد بن عمرو، وجعل على الساقة قيس بن أبي صعصعة، أما القيادة العليا فكانت له صل الله عليه وسلم، وانطلق الجيش يطلب عير قريش. ‏
جيش المشركين في بدر:‏
علم أبو سفيان - وكان على عير قريش - بخروج المسلمين إليه فأرسل إلى قريش يستنفرها، فتحفز الناس سراعاً ولم يتخلف من أشرافهم سوى أبي لهب، وكان قوام هذا الجيش نحو ألف وثلاثمائة مقاتل، وكان معهم مائة فرس وستمائة درع، وجمال كثيرة، وقائدهم العام أبو جهل بن هشام.
وخرج هذا الجيش بعدّته وعتاده، واتجه إلى الشمال، وعندما علم المشركون بنجاة قوافلهم بعد أن توجه بها أبو سفيان ناحية الساحل، همّ الجيش بالرجوع، ولكن أبا جهل أبى إلا أن يَرِد بدراً، فعاد ثلاثمائة من بني زهرة وانطلق الباقون. ‏
الجيشان في المواجهة:‏
تحرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيشه ليسبق المشركين إلى ماء بدر، وأخذ برأي الحباب بن المنذر في النزول على أدنى ماء من جيش مكة حيث يشرب المسلمون ولا يشرب المشركون، وبنى المسلمون عريشاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم كمقر للقيادة، بناء على مشورة سعد بن معاذ رضي الله عنه الذي قاد فرقة من شباب الأنصار يحرسون النبي صل الله عليه وسلم في عريشه. ‏
وكان قد أنزل الله مطراً فكان على المشركين وابلاً شديداً منعهم من التقدم، وكان على المسلمين طهوراً أذهب عنهم رجس الشيطان، ووطّأ به الأرض، وصلّب به الرمل وثبّت به الأقدام ومهّد به المنزل وربط به على قلوبهم. ‏
وغشّاهم النعاس فأخذوا قسطهم من الراحة، قال الله عز وجل: (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماءً ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام) الأنفال/11، وكان هذا في رمضان من السنة الثانية للهجرة. ‏
أما جيش المشركين فكان بالعدوة القصوى وكانوا ينزلون إلى وادي بدر دون أن يصيبوا الماء، وقامت معارضة من داخلهم تنادي بالعودة وترك المسلمين والقتال ولكنها ذهبت دون جدوى. ‏
‎‎ واصطف الجيشان وعدّل الرسول صلى الله عليه وسلم صفوف جيشه، وأصدر أوامره إلى أصحابه أن لا يبدءوا القتال حتى يتلقون الأمر، ودخل إلى العريش فاستقبل القبلة ودعا: "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آتني ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبدي الأرض". وأنزل الله عز وجل: (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين) (الأنفال/ 9)، وخرج رسول الله صل الله عليه وسلم من العريش وهو يردد الآية الكريمة: (سيهزم الجمع ويولون الدبر) (القمر/45).‏
‏ وعلى صعيد المشركين وقف أبو جهل يستفتح: "اللهم أينا كان أحب إليك وأرضى عندك فانصره اليوم"، وفي ذلك نزل قول الله تعالى: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم، وإن تعودوا نعد، ولن تغني عنكم فئتكم شيئاً ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين ) ( الأنفال/ 19). ‏
بداية القتال في بدر وانتصار المسلمين:‏
بدأ القتال بمبارزات فردية حيث تقدم عتبة بن ربيعة وابنه الوليد وأخوه شيبة طالبين المبارزة، فانتدب لهم شباب من الأنصار فرفضوا مبارزتهم وطلبوا مبارزة بني قومهم، فأمر الرسول صل الله عليه وسلم حمزة وعلياً وعبيدة بن الحارث بمبارزتهم، وتمكن حمزة من قتل عتبة ثم قتل عليّ شيبة، وأما عبيدة فقد تصدى للوليد وجرح كل منهما الآخر، فعاونه حمزة وعلي فقتلوا الوليد واحتملا عبيدة إلى معسكر المسلمين. ‏
‎‎ أثرت نتيجة المبارزة في المشركين وبدءوا الهجوم، فرماهم المسلمون بالنبل، ورمى رسول الله صل الله عليه وسلم الحصى في وجوه المشركين، والتقى الجيشان في ملحمة قتل فيها سبعون من المشركين، على رأسهم أبو جهل فرعون هذه الأمة، وأمية بن خلف رأس الكفر، وأُسر سبعون وانتصر المسلمون بفضل الله عز وجل، قال تعالى: ( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون) (آل عمران/ 123).‏
‏ ومما روي في كتب السيرة أن النبي صل الله عليه وسلم خفق خفقة في العريش ثم انتبه، فقال: أبشر يا أبا بكر أتاك نصر الله، هذا جبريل معتجر بعمامة (أي لفّها على رأسه) آخذ بعنان فرسه يقوده على ثنايا النّقع (الماء المتجمع في الغدير) أتاك نصر الله وعِدَتُه (وعده). وقد ثبت في القرآن والسنة مشاركة الملائكة في القتال يوم بدر. ‏
وفرّ المشركون لا يلوون على شيء تاركين غنائم كثيرة في ميدان المعركة، وأمر الرسول صل الله عليه وسلم بسحب قتلى المشركين إلى آبار ببدر فأُلقوا فيها، وأقام ببدر ثلاثة أيام ودفن شهداء المسلمين فيها وهم أربعة عشر شهيداً. ‏
الأسرى والغنائم ‏
‎‎ استشار الرسول صل الله عليه وسلم أبا بكر وعمر فيما يصنع بالأسرى، فأشار أبو بكر بأخذ الفدية منهم، وعلل ذلك بقوله: " فتكون لنا قوة على الكفار فعسى الله أن يهديهم للإسلام"، وأشار عمر بن الخطاب بقتلهم "فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها".
ومال النبي صل الله عليه وسلم إلى رأي أبي بكر بقبول الفدية، وقبلها فعلاً، فنزلت الآية موافقة لرأي عمر، قال تعالى: (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم) (الأنفال/ 67). ‏
‎‎ أما الغنائم فلم يكن فيها حكم للشرع فنزل قول الله عز وجل: (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول) (الأنفال/ 1)، وقوله تعالى: (واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل) (الأنفال/ 41)، فأخرج الرسول صلى لله عليه وسلم الخمس من الغنيمة ثم قسمها بين المقاتلين. ‏
غزوة بدر في التاريخ:‏
لقد كانت موقعة بدر- رغم صغر حجمها - فاصلة في تاريخ الإسلام، لذلك سماها الله عز وجل في كتابه "يوم الفرقان"، لأنه فرق بها بين الحق والباطل، وقد استحق المقاتلون ببدر أن ينالوا التقدير الكبير الذي صار يلازم كلمة "البدري"، وفي البخاري: "جاء جبريل إلى النبي صل الله عليه وسلم فقال: "ما تعدّون أهل بدر فيكم؟ قال: أفضل المسلمين، قال: وكذلك من شهد بدراً من الملائكة"، وخلاصة القول أن بدراً كانت بداية لمرحلة جديدة من السيادة والاستعلاء والعزة للإسلام والمسلمين. ‏
في أعقاب بدر:‏
حدثت في أعقاب بدر عدة غزوات صغيرة، ولكن لم يحدث فيها قتال، إما لفرار المشركين أو عدم تلاقي الفريقين أو غير ذلك، ومنها:‏

  • ‏ 1- غزوة قرقرة الكُذر .

  • ‏ 2- غزوة السويق.

  • ‏ 3- غزوة ذي أمر.

  • ‏ 4- غزوة بحران.

  • ‏ 5- غزوة القرَدَة.




غزوة أحـــد
‏ أين ومتى كانت ولماذا؟
‎‎ وقعت غزوة أحد عند جبل أحد في شمال المدينة، وكانت في شوال في السنة الثالثة للهجرة، ومن أسبابها أن قريشاً أرادت الثأر لقتلاها في بدر، كما أرادت إنقاذ طرق التجارة إلى الشام من سيطرة المسلمين، واستعادة مكانتها عند العرب بعد أن زعزعتها موقعة بدر
جيش المشركين: ‏
‎‎ بلغ عدد جيش المشركين ثلاثة آلاف رجل، ومعهم مائتا فرس جعلوا على ميمنتها خالد بن الوليد، وعلى ميسرتها عكرمة بن أبي جهل، وكان منهم سبعمائة دارع، وشاركت في هذا الجيش قريش ومن أطاعها من كنانة وتهامة.
الرسول صل الله عليه وسلم يستشير أصحابه:‏
‎‎ شاور الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه في البقاء في المدينة والتحصن فيها أو الخروج لملاقاة جيش قريش، وكان الرسول صل الله عليه وسلم يرى عدم الخروج، ولكن أصحابه رأوا الخروج فأمضى لهم رأيهم تأصيلاً لمبدأ الشورى، وعملاً بقول الله عز وجل: (وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله) آل عمران/ 159.‏
ولما عدلوا عن رأيهم إلى رأيه في البقاء في المدينة، رفض صل الله عليه وسلم وعزم على الخروج، ليعلمهم عدم التردد بعد العزيمة والشروع في التنفيذ.‏
جيش المسلمين :‏
‎‎ ارتفعت الراية تتقدم ثلاثة ألوية، لواء المهاجرين يحمله مصعب بن عمير، فلما قتل حمله علي بن أبي طالب، ولواء الأوس يحمله أسيد بن حضير، ولواء الخزرج يحمله الحباب بن المنذر، واجتمع تحت الألوية ألف من المسلمين والمتظاهرين بالإسلام، ومعهم فرسان فقط ومائة دارع ولبس الرسول صل الله عليه وسلم درعين ليعلمنا الأخذ بالأسباب .‏
انسحاب المنافقين من جيش المسلمين:‏
‎‎ خرج الجيش الإسلامي إلى أحد مخترقاً الجانب الغربي من الحرة الشرقية، حيث انسحب المنافق عبد الله بن أبي بن سلول بثلاثمائة من المنافقين، وبذلك تميز المؤمنون من المنافقين، قال الله تعالى: (وما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطي آل عمران/179. ‏
المواجهة بين الجيشين:‏
‎‎ نظم الرسول صل الله عليه وسلم الجيش ورد صغار السن، وهم أربعة عشر صبياً منهم عبد الله بن عمر، وجعل صفوف الجيش تواجه المدينة وظهورها إلى أحد، وجعل خمسين من الرماة بقيادة عبد الله بن جبير فوق جبل "عينين" المقابل لأحد، لحماية المسلمين من الخلف، وقال لهم: و رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا، وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا مكانكم) رواه البخاري.‏
‎‎ وتقدم جيش قريش وهو يواجه أحد وظهره إلى المدينة، واشتد القتال بين الجيشين وتراجع المشركون أمام بطولة المسلمين الذين شقوا هام المشركين، واستشهد الأبطال: أبو دجانة، وحمزة بن عبد المطلب، ومصعب بن عمير رضي الله عنهم، ورأى الرماة انتصار المسلمين فتركوا مواقعهم يطلبون الغنيمة ظناً منهم أن المعركة حسمت لصالح المسلمين .‏
‎‎ وهنا بدأ التحول من النصر إلى الهزيمة، فقد التف خالد بن الوليد على رأس خيالة المشركين بجيش المسلمين من الخلف وطوق المشركون المسلمين، وأخذ المسلمون يتساقطون شهداء، وشاع بينهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قتل فتفرق المسلمون، وبقى حوله سبعة من الأنصار رشيان، فاستشهد السبعة وبقي طلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص يدافعان عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد أصيب الرسول صل الله عليه وسلم في هذه المعركة فكسرت رباعيته، وشج في وجهه حتى سال الدم منه .‏
نتائج المعركة:‏
‎‎ أصيب رسول الله صل الله عليه وسلم - كما تقدم - واستشهد من المسلمين سبعون ولم يؤسر أحد، وقتل من قريش اثنان وعشرون رجلاً، وأسر منهم أبو عزة الشاعر، فقتل صبراً لاشتراكه قبل ذلك في قتال المسلمين ببدر
‎‎ وصبر المسلمون على هذه المصيبة، وأنزل الله عزل وجل: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) آل عمران/169




غزوة حمراء الأسد
أمر الرسول صلى الله عليه وسلم الجيش الذي شهد أحداً أن يخرج لمطاردة جيش قريش إلى حمراء الأسد رغم إصابة الكثيرين منهم بجراح، وسارع سبعون من الصحابة بالانضمام إليهم، فصار العدد ستمائة وثلاثين، وعلى رأسهم الرسول صل الله عليه وسلم وقد مدحهم القرآن فقال: (الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم) آل عمران/ 172.‏
‎‎ وكان أبو سفيان ينوي التوجه بالمشركين إلى المدينة لاستئصال المسلمين فلما علم بخروجهم إلى حمراء الأسد انصرفوا عائدين إلى مكة، وعلموا بقدرة المسلمين على الدفاع ورد العدوان رغم ما أصابهم

غزوة بدر الموعد
‎‎ كانت سنة أربع للهجرة، حيث خرج الرسول صل الله عليه وسلم بألف وخمسمائة من أصحابه ومعه عشرة أفراس، وحمل لواءه علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى بدر حسب الموعد المحدد بعد أحد، وانتظر المسلمون ثمانية أيام ببدر، ولكن أحداً من المشركين لم يأت
‎‎ وكان أبو سفيان قد خرج بألفين من المشركين ومعهم خمسون فرساً فلما وصلوا مر الظهران عادوا بحجة إن العام جدب، وبذلك تحققت للمسلمين هيبتهم بين قبائل الجزيرة، وواصل المسلمون إرسال سراياهم إلى مختلف الأنحاء حتى كانت غزوة بني المصطلق.


غزوة بني المصطلق (المريسيع)‏
‎‎ بنو المصطلق بطن من قبيلة خزاعة، يسكنون بين المدينة ومكة، والمُريسيع بضم الميم: ماء لبني خزاعة، وقد خرج إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم سنة خمس للهجرة بعدما زادت عداوتهم للمسلمين، في نحو سبعمائة مقاتل فأغار عليهم وهم غارّون (أي غافلون) فقتل من قتل منهم وسبى النساء والذرية، وكانت جويرية بنت الحارث من هذا السبي فتزوجها الرسول صل الله عليه وسلم، وأطلق المسلمون السبي إكراماً لها.‏
‎‎ وفي رجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الغزوة، قال عبد الله بن أبي بن سلول: "لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل"، وتبرأ عبد الله بن عبد الله بن أبي من أبيه، وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله أنت والله الأعز وهو الأذل"، نع أباه من دخول المدينة حتى يأذن له النبي الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال: يا رسول الله مرني أن أقتله، فأخبره الرسول صل الله عليه وسلم أنه لن يسيء إلى أبيه.‏
‎‎ وفي رجوعه أيضاً كان حديث الإفك، الذي أطلقه المنافقون على السيدة عائشة زوج النبي الرسول صل الله عليه وسلم لما تخلفت عن الجيش، ولكن الله تعالى أنزل براءتها في نحو عشرين آية من آيات سورة النور


غزوة الخندق ( الأحزاب)‏
‎‎ كانت في السنة الخامسة للهجرة بعد أن أجلى الرسول صل الله عليه وسلم يهود بني قينقاع وبني النضير عن المدينة، فتحالف هؤلاء مع قرش وباقي الأحزاب ضد المسلمين، وبقيت قريظة في المدينة تظهر الولاء للمسلمين وتبطن العداوة والبغضاء لهم
‎‎ واجتمعت القبائل في مر الظهران وانطلقوا إلى المدينة، وما أن علم المسلمون حتى اجتمعوا للشورى، فأشار سلمان الفارسي على رسول الله صل الله عليه وسلم بحفر الخندق في شمال المدينة، ليشكل حاجزاً يمنع الالتحام بين الغزاة وبين المسلمين، ويمنع اقتحام المدينة، وير للمسلمين موقعاً دفاعياً جيداً يمكنهم من رشق الغزاة بالسهام من وراء الخندق، الذي يبلغ طوله خمسة آلاف ذراع، وعرضه تسعة أذرع، وعمقه من سبعة إلى تسعة أذرع، وتم حفره في ستة أيام رغم الجوع والبرد.‏
‎‎ وفي حفر الخندق حدثت آيات ودروس كثيرة تحكي عن منظومة الإيمان التي كان يعيشها المسلمون مع رسولهم صل الله عليه وسلم، لذا لم يعبئوا وهم ثلاثة آلاف مقاتل في هذه الغزوة أن يكون عدد المشركين عشرة آلاف مقاتل، وأن تكون قريظة قد نكثت عهدها معهم
‎‎ وقد صور القرآن حال المسلمين فقال: (إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذا زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا - هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً ) الأحزاب/ 10-11
الحصار والرحيل:‏
‎‎ فوجئت قريش بالخندق، وكلما هموا باقتحامه أمطرهم المسلمون بالسهام، واشتد الحصار وطال أربعاً وعشرين ليلة لم يكن فيها حرب إلا الرمي بالنبال، ولكن هجمات المشركين لم تنقطع، واستشهد من المسلمين ثمانية منهم سعد بن معاذ رضي الله عنه
‎‎ وكان طول الحصار سبباً في إضعاف معنويات المشركين، وأرسل الله ريح الصبا فاقتلعت خيامهم وكفأت قدورهم وأطفأت نيرانهم ودفنت رحالهم، فنادى فيهم أبو سفيان بالرحيل، وهكذا انفض الأحزاب عن المدينة فتنفس المسلمون الصعداء، (ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرًا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قوياً عزيزاً) الأحزاب/ 25.


غزوة بني قريظة
‎‎ وهنا انطلق الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة، فحاصرهم خمساً وعشرين ليلة، ورضوا بأن يحكم فيهم سعد بن معاذ (وهو على فراش الموت قبل أن يستشهد)، فحكم بأن تُقتل الرجال وتُقسّم الأموال وتُسبى الذراري والنساء، فقال له رسول الله صل الله عليه وسلم: (لقد حكمت فيهم بحكم الله). ‏
‎‎ وإلى هذا الحد تنتهي فترة الفتن والقلاقل، ليدخل الرسول صل الله عليه وسلم والمسلمون فترة جديدة تبدأ بصلح الحديبية

فترة الهدنة مع المشركين (6هـ - 8هـ)‏
غزوة الحديبية
‎‎ خرج الرسول صل الله عليه وسلم إلى الحديبية، في يوم الاثنين مستهل ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة قاصداً العمرة، ونظراً لتوقع الشر من قريش فقد أخذ المسلمون سلاحهم معهم، وبلغ عدد المسلمين في الحديبية ألفاً وأربعمائة رجل. وقد صلى المسلمون بذي الحليفة ورموا بالعمرة وساقوا الهدي (سبعين بدنة).‏
وعندما سمعت قريش بمسيرتهم جمعت الجموع لصدهم عن دخول مكة، وخرج خالد بن الوليد على رأس خيالة قريش لملاقاة المسلمين، ولكن الرسول صل الله عليه وسلم غير طريق جيشه تجنباً للقتال، ثم عدل عن دخول مكة فنزل على بئر قليلة الماء، فاشتكى المسلمون العطش، فانتزع سهماً من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيها، فما زال يجيش بالماء حتى صدروا عنه، وهذه معجزة تكثير الماء في تلك الغزوة.‏
بيعة الرضوان:‏
‎‎ أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان رسولاً إلى قريش - بعد عدة مراسلات - فأبلغهم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وأنهم يريدون العمرة، وأخرت قريش عثمان فحسب المسلمون أنها قتلته، فدعا رسول الله صل الله عليه وسلم أصحابه للبيعة تحت الشجرة، فبايعوه جميعاً - إلا أحد المنافقين - وكانت البيعة على الموت.‏
‏ وقد أثنى رسول الله صل الله عليه وسلم على المبايعين فقال: (أنتم خير أهل الأرض) رواه البخاري، ونزل القرآن برضوان الله على أهل البيعة، قال تعالى: ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذا يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكنية عليهم وأثابهم فتحاً قريباً الفتح/ 18.‏
صلح الحديبية:‏
‎‎ أرسلت قريش عدة رسل كان آخرهم سهيل بن عمرو، ليفاوض الرسول صل الله عليه وسلم، فكان صلح الحديبية نتيجة هذه المفاوضات، وهذه بعض بنوده

  • ‏ 1- أن يعود محمد صل الله عليه وسلم للطواف بالبيت في العام المقبل، وتخرج قريش من مكة فيدخلها بأصحابه، ويقيموا فيها ثلاثة أيام بسلاح الراكب فقط.

  • ‏ 2- وأن لا يأتي رجل من قريش مسلماً - بغير إذن وليه - إلى الرسول صل الله عليه وسلم إلا ردّه إلى مكة.

  • ‏ 3- وأن من أتى قريشاً ممن مع رسول الله صل الله عليه وسلم لم يردّوه.

  • ‏ 4- أن يكون بين الطرفين صدر نقي من الغل والخداع، ينطوي على الوفاء بالصلح.

  • ‏ 5- أنه من أحب أن يدخل عهد محمد صل الله عليه وسلم دخل فيه -وقد دخلت فيه خزاعة- ومن أحب أن يدخل عهد قريش دخل فيه -وقد دخلت فيه بنو بكر- .

  • ‏ 6- وضع الحرب (هدنة) لمدة عشر سنين.


وهكذا تم الصلح وتمت الهدنة، وقد رفض بعض المسلمون هذا الصلح وأظهروا غضبهم، ومنهم عمر بن الخطاب، ولكن لما علموا أنه أمر الله لم يكن منهم إلا التسليم، وعاد المسلمون إلى المدينة بعد أن نحروا الهدي وتحللوا من العمرة وأقاموا في الحديبية عشرين يوماً.‏
رسائل النبي صل الله عليه وسلم إلى الملوك والأمراء:
لا شك أن مكاتبة الملوك خارج جزيرة العرب تعبير عن عالمية الرسالة، قال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) الأنبياء/ 107. ومن هذا المنطلق أرسل النبي صل الله عليه وسلم دحية بن خليفة الكلبي، إلى قيصر وعبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى، وعمرو بن أمية الضمري إلى نجاشي الحبشة، وحاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس حاكم مصر، وسليط بن عمرو العامري إلى هوذة بن علي الحنفي في اليمامة، وذلك بين عامي ستة وسبعة للهجرة.‏
‏ نص كتاب الرسول صل الله عليه وسلم إلى هرقل:
‎‎ بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أدعوك بدعاية (دعوة) الإسلام، فأسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين (أي الفلاحين) و(يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم إلا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضناً بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) آل عمران/64، رواه البخاري.‏
ويلاحظ أن الكتاب صريح في الدعوة إلى الإيمان بالإسلام وبنبوة محمد صل الله عليه وسلم، وهكذا كانت باقي الكتب الموجهة إلى الملوك والأمراء. ‏
تأديب الأعراب:‏
‎‎ لم تخل فترة صلح الحديبية من أحداث شغب قام بها الأعراب، لكنها لم تؤثر على تفرغ المسلمين للدعوة ونشر الإسلام، ومن هذه الأحداث

  • ‏ 1. غزوة ذات القرد.

  • ‏ 2. قصة عُكل وعُرينة.

  • ‏ 3. غزوة ذات الرِّقاع. وقد سميت كذلك لأنهم لفوا في أرجلهم الخرق بعد أن تنقبت خفافهم، وكان لكل ستة منهم بعير يتعاقبونه، وقد اقترب فيها المسلمون من جموع غطفان دون أن يقع قتال بينهم.


عمرة القضاء:‏
‎‎ كانت في ذي العقدة من السنة السابعة للهجرة، حيث خرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة -حسب الاتفاق مع قريش في الحديبية-، وقد بلغ عدد من شهدها ألفين سوى النساء والصبيان، فيهم الذين شهدوا الحديبية، وطاف المسلمون بالكعبة، وأظهروا من القوة والجلد ما جعل قراً تتعجب من قوتهم، ولما انتهت الأيام الثلاثة -حسب الاتفاق- خرج الرسول صل الله عليه وسلم عائداً إلى المدينة، وأنزل الله في هذه العمرة قوله تعالى: (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحاً قريباً) الفتح/27.‏


.... يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75783
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

موسوعة السيرة النبوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة السيرة النبوية   موسوعة السيرة النبوية Emptyالسبت 15 ديسمبر 2018, 9:54 am

.... تابع
... تابع
السيرة النبوية فى سطور




حياته صل الله عليه وسلم من مولده إلى بعثته
نَسَبُه صل الله عليه وسلم:‏


غزوة مؤتة
‎‎ كانت في السنة الثامنة للهجرة في جمادى الأولى، حيث بعث الرسول صل الله عليه وسلم جيشاً قوامه ثلاثة آلاف مقاتل إلى الشام، وعين زيد بن حارثة أميراً عليه فإن أصيب فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب فعبد الله بن رواحة، وأما الأعداء فكانوا مائة ألف من الروم، ومائة ألف أخرى من نصارى العرب.‏
‎‎ والتحم الجيشان في مؤتة، وكانت ملحمة استشهد فيها القادة الثلاثة، واختار المسلمون خالد بن الوليد قائداً فأعاد تنظيم الجيش وبدل الميسرة بالميمنة وجعل قسماً من الجيش يتقدمون من الخلف وكأنهم أمداد جديدة، وتم الانسحاب المنظم وظهرت عبقرية خالد العسكرية، وكانت الخسائر في الانسحاب ثلاثة عشر شهيداً، مع إيلام الأعداء قتلاً وتجريحاً حتى انكسرت تسعة أسياف في يد خالد بن الوليد رضي الله عنه.‏
ومن معجزات الرسول صل الله عليه وسلم أنه أخبر أصحابه باستشهاد القادة الثلاثة وعيناه تذرفان، وأخبر باستلام خالد الراية، ولا شك أن المسلمين أفادوا دروساً وخبرات عظيمة من هذا اللقاء الأول مع الروم.‏
غزوة ذات السلاسل ‏
‎‎ بعد عودة المسلمين من مؤتة، جهّز النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً بقيادة عمرو بن العاص إلى ذات السلاسل، قريباً من ديار قضاعة، فتقدم عمرو على رأس ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار، واستعان ببعض فروع قضاعة، وأمده الرسول صل الله عليه وسلم بمائتين من المهاجرين والأنصار فيهم أبو بكر وعمر وعليهم أبو عبيدة بن الجراح، وتوغل الجيش في ديار قضاعة التي هربت وتفرقت. وقد أعادت هذه الغزوة للمسلمين هيبتهم بعد مؤتة


فتـح مكـــة
السبب المباشر وراء الفتح:‏
‎‎ استمرت هدنة الحديبية نحو السبعة عشر أو الثمانية عشر شهراً، ثم نقضت قريش الهدنة حيث أعانت حلفاءها بني بكر ضد خزاعة حلفاء المسلمين على ماء الوتير قريباً من مكة، فاستنصرت خزاعة بالمسلمين، وبذلك بطلت المعاهدة، وكان ذلك سبباً مباشراً لفتح مكة
التجهيز للفتح في الطريق إلى فتح مكة:‏
‎‎ أمر الرسول صل الله عليه وسلم أصحابه بالتجهّز للغزو، ولم يعلمهم بوجهته تكتماً لأمر الفتح، واستنفر القبائل التي حول المدينة، وقد بلغ عدد جيش المسلمين عشرة آلاف مقاتل، ولم يتخلف من المهاجرين والأنصار أحد
‎‎ وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة في رمضان سنة ثمان للهجرة، واستخلف عليها أبا رهم كلثوم بن حصين الغفاري، وفي الطريق أسلم عدد من زعماء قريش منهم أبو سفيان بن الحارث - ابن عم رسول الله صل الله عليه وسلم - وعبد الله بن أبي أمية- أخو أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها - وكان العباس بن عبد المطلب قد أسلم قبل فتح خيبر ولكنه لم يهاجر إلى المدينة.‏
‎‎ وفي مر الظهران عسكر المسلمون، وخفيت أخبارهم عن قريش حتى ظنت قريش أن هذا الجيش جيش خزاعة، وفي هذه الأثناء صحب العباس - عم الرسول صلى الله عليه وسلم - أبا سفيان ليقابل الرسول صلى الله عليه وسلم فدعاه الرسول صل الله عليه وسلم إلى الإسلام فتردد أبو سفيان وعاد في اليوم الثاني فأسلم، واستعرض أبو سفيان جيش المسلمين وقوتهم ثم قال للعباس: لقد أصبح ملك بن أخيك اليوم عظيماً. فقال العباس: ويحك يا أبا سفيان إنها النبوة، قال: فنِعمَ ذا. ومضى أبو سفيان إلى مكة فأخبر قريشاً بقوة المسلمين ونهاهم عن المقاومة.‏
إتمام الفتح:‏
‎‎ في مر الظهران قرر النبي صل الله عليه وسلم الزحف على مكة، فعين القادة وقسم الجيش إلى ميمنة وميسرة وقلب، فكان خالد بن الوليد على الميمنة، وكان الزبير بن العوام على الميسرة، وأبو عبيدة على الرجالة (المشاة)
‎‎ وأما قريش فقد جمعت جموعاً من قبائل شتى ومن أتباعها لحرب المسلمين، فأمر الرسول صل الله عليه وسلم بقتالهم، وأمر قادة جيشه ألا يقاتلوا إلا من يقاتلهم وأعلن الأمان للناس سوى أربعة من الرجال وامرأتين أباح دماءهم
‎‎ ودخلت جيوش المسلمين حتى انتهت إلى الصفا في التاسع عشر من رمضان سنة ثمان للهجرة، ودخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة من أعلاها من جهة كداء، ودخل خالد بن الوليد من أسفلها، وكانت المقاومة يسيرة، وبلغ عدد الشهداء ثلاثة، وعدد قتلى المشركين قريباً من أربعة ورين، ونادى رسول الله صل الله عليه وسلم: (من دخل دار أبي سفيان فهو آمن) .‏
‎‎ وأعلن الرسول صل الله عليه وسلم وقف القتال عصر أول يوم من الفتح، وأصدر عفواً عاماً عن أهل مكة: (ما تظنون أني فاعل بكم؟ فقالوا: خيراً أخ كريم وابن أخ كريم، فقال: لا تثريب عليكم، اليوم يغفر الله لكم) رواه أبو عبيد. وفي رواية أحمد قال: (نصبر ولا نعاقب). هذا العفو حفظ الأنفس من القتل أو السبي وأبقى الأموال والأراضي بيد أصحابها، وهذا خاص بمكة لقدسيتها وحرمتها.‏
تطهير مكة من الشرك والأوثان :‏
‎‎ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم خاشعاً يقرأ سورة الفتح وهو على راحلته، وطاف بالكعبة، وبيّن حرمة مكة وأنها لا تغزى بعد الفتح، وأمر بتحطيم الأصنام وتطهير البيت الحرام منها، وكان عددها ستين وثلاثمائة من الأنصاب، وشارك في ذلك بيده الشريفة، وهو يقرأ: (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) الإسراء/ 81. ومحا الصور التي كانت بالكعبة، ثم دخل صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين، وأعطى عثمان بن طلحة مفتاح الكعبة، وبعد تطهير الكعبة من مظاهر الوثنية، أمر رسول الله صل الله عليه وسلم خالد بن الوليد فذهب إلى نخلة وهدم العزى (من آلهة المشركين)، وأرسل عمرو بن العاص فهدم سواعاً صنم هذيل، وأرسل سعد بن زيد الأشهلي إلى مناة (أحد الآلهة) فهدمها، وبذلك أزيلت مراكز الوثنية.‏
‎‎ ونتيجة لفتح مكة، تحول ثقل معسكر الشرك من قريش إلى قبيلتي هوازن وثقيف، اللتين سارعتا لملء الفراغ وقيادة المشركين لحرب الإسلام، فكانت غزوة حنين وحصار الطائف


فترة دخول الناس في دين الله أفواجا (8هـ - 11هـ)‏
‎‎ تم فتح مكة ودانت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وعرف العرب أن لا طاقة لهم بحرب رسول الله صل الله عليه وسلم ولا عداوته، فدخلوا في دين الله أفواجاً، خاصة بعد غزوة حنين التي كانت عقب فتح مكة مباشرة
غـزوة حنين
‎‎ كانت غزوة حنين بين قبيلة هوازن -وثقيف فرع منها- التي حشدت عشرين ألفاً معهم الأموال والنساء والأبناء تحت قيادة مالك بن عوف النصري، وبين المسلمين الذين لم يمض على فتحهم لمكة سوى نصف شهر، فكانوا مستعدين تماماً وبدءوا التحرك باتجاه حنين في الخامس من شوال،صلوا إليها في مساء العاشر من شوال، وكان عدد جيش المسلمين عشرة آلاف مقاتل، انضم إليهم ألفان من أهل مكة من مسلمة الفتح الذين سموا بالطلقاء (أي الذين أطلقهم رسول الله صل الله عليه وسلم وعفا عنهم يوم الفتح)، وقد كان لهؤلاء الطلقاء تأثير سلبي على سير المعركة.
سير المعركة في غزوة حنين:‏
‎‎ سبقت هوازن المسلمين إلى وادي حنين، ورتبوا صفوفهم ووضعوا خطتهم، وتقدم خيالة المسلمين بقيادة خالد بن الوليد، وبقية صفوف الجيش، وتراجعت هوازن في بداية القتال لكنها عادت فرشقت المسلمين بالسهام الكثيفة بصورة دقيقة، ففر الطلقاء والأعراب وبقية الجيش، ولم يبقى حول الرسول صل الله عليه وسلم إلا فئة قليلة صمدت بصموده حتى نادى عليه الصلاة والسلام: (أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب)، وأمر العباس فنادى في الناس، فتجمع لديه مائة أو أقل، ثم أخذ المهاجرون والأنصار بالعودة وهم يرددون لبيك لبيك، واشتد القتال من جديد، قال الله تعالى: (ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفروا) التوبة/ 26.‏
ولم تصمد هوازن طويلاً فقد فرت من الميدان، وبلغ قتلى هوازن اثنين وسبعين قتيلاً في الميدان، وثلاثمائة قتيل خلال الفرار والهزيمة، وعدد آخر من القتلى، وأما السبي فقد بلغ ستة آلاف، وبلغت الغنائم مبلغاً عظيماً. أما المسلون فقد بلغ عدد الشهداء أربعة، وأصيب عدد من الصحابة بجروح.‏
حصار الطائف:‏
‎‎ انطلق المسلمون إلى الطائف -التي تحصن فيها مالك بن عوف ومن بقي من هوازن- فحاصروها بضع عشرة ليلة، واشتد الحصار واستشهد اثنا عشر رجلاً من المسلمين مقابل ثلاثة قتلى فقط من المشركين، ودعا الرسول صل الله عليه وسلم لثقيف بقوله: (اللهم اهد ثقيفاً) رواه الترمذي .‏
‎‎ وفك الرسول صلى الله عليه وسلم الحصار وعاد إلى الجعرانة حيث ترك غنائم حنين، فقسمها مراعياً تأليف قلوب الطلقاء والأعراب، وجاء وفد هوازن يعلن إسلامها فأعاد إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم السبي ورضيت نفوسهم بذلك، وجاء وفد ثقيف بعد ذلك يعلن إسلام ثقيف، فأل الرسول صل الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب، والمغيرة بن شعبة الثقفي معهم إلى الطائف ليهدما (اللات) -وهي الصنم الذي كانوا يعبدونه- فهدماها، وبذلك انتهت أسطورة اللات التي عبدت طويلاً من دون الله تعالى.‏
غزوة تبوك
‎‎ وقعت هذه الغزوة في رجب من عام تسع للهجرة، وفيها تحول المسلمون إلى الجهاد خارج الجزيرة بعد أن دانت الجزيرة للإسلام، وقد سارع الصحابة بتجهيز الجيش الذي سمى جيش العسرة -نظراً للضائقة الاقتصادية التي مر بها المسلمون- ، في حين تخلف المنافقون عنها وكانوا يقون: لا تنفروا في الحر.‏
‎‎ وقد بلغ عدد جيش تبوك أكثر من ثلاثين ألفاً، وهذا أكبر جيش قاده الرسول صل الله عليه وسلم في حياته، وقد تخلف ثلاثة من الصحابة -وهم كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال ابن أمية- عن الجيش بدون عذر، وقصة تخلفهم وتوبتهم مشهورة في القرآن الكريم وكتب السيرة لسنة.‏
العودة من تبوك:‏
‎‎ لم يقع قتال مع الروم في هذه الغزوة، وآثر حكام المدن الصلح على الجزية، وقد مكث الجيش عشرين ليلة ثم عاد إلى المدينة، وجاء المنافقون المتخلفون عن الغزوة فاعتذروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبل منهم واستغفر لهم وبايعهم إلا ثلاثة سبق الإشارة إليهم، وكعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية، وامتنع عنهم الرسول صل الله عليه وسلم، وقاطعهم المسلمون إلى أن نزلت توبتهم في القرآن.‏
ومن نتائج هذه الغزوة أنها وطدت سلطان الإسلام في شمال الجزيرة العربية ومهدت لفتوح الشام فيما بعد .‏
عـام الوفـود
‎‎ سمى العام التاسع للهجرة بعام الوفود، حيث بدأت وفود القبائل العربية في التوافد على المدينة لإعلان إسلامهم ومبايعة الرسول صل الله عليه وسلم، وقد ذكر كتاب السيرة أن عدد الوفود بلغ ستين وفداً، ذكر منها البخاري وفد تميم، ووفد عبد القيس، ووفد بني حنيفة، ووفد نجران الذي لم يسلم ورضي بالجزية، ووفد الأشعريين وأهل اليمن، ووفد دوس، ووفد طيء، وعدي بن حاتم الطائي، وغير ذلك.‏
حج أبي بكر بالناس عام 9 هــ ‏
‎‎ لم يحج الرسول صلى الله عليه وسلم عام الفتح ولكنه اعتمر فقط ، وأمّر أبا بكر على الحج، فخرج في ذي الحجة إلى مكة على رأس ثلاثمائة من الصحابة ومعهم عشرون بدنة، ونزلت سورة براءة (التوبة) يوم النحر، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم علياً برسالة إلى الناس يوم حج مفادها: (لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يحج بعد العام مشرك، ومن كان بينه وبين رسول الله صل الله عليه وسلم عهد فعهده إلى مدته) رواه أحمد، وهذه مفاصلة مع المشركين آن أوانها بعد اثنين وعشرين عاماً من الدعوة والنبوة والوحي.‏
حجــة الــوداع
‎‎ أعلن النبي صل الله عليه وسلم عزمه على الحج في العام العاشر، فتقاطر الناس من أرجاء الجزيرة العربية للحج معه، وخرج من المدينة لخمس بقين من ذي القعدة. ولما وقف في عرفة نزل قول الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) المائدة/3.‏
وقد تعلّم المسلمون مناسك الحج من النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الحجة المباركة، التي بلغ عدد المسلمين فيها أربعين ألفاً، حيث استمعوا إلى خطبة الوداع التي ألقاها الرسول صل الله عليه وسلم في عرفات في وسط أيام التشريق، وجاء فيها:‏
‏(إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا في بلدكم هذا ،ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدميّ هاتين موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، وربا الجاهلية موضوع وأول رباً أضع ربانا: ربا عباس بن عد المطلب فإنه موضوع كله. واتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، وإن لكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف. وإني قد تركت فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به، كتاب الله، وأنتم تُسألون عني، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك وأديت ونصحت لأمتك، وقضيت الذي عليك، فقال: بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكثها إلى الناس: اللهم اشهد اللهم اشهد) رواه مسلم. ‏
‎‎ وفي بعض خطبه في منى قال صلى الله عليه وسلم: (لا ترجعوا من بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض) رواه البخاري، وقد حفلت هذه الخطب بالأحكام والتوجيهات، وذلك لأن الرسول صل الله عليه وسلم كان يودع الناس.
تجهيز جيش أسامة
‎‎ بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في تجهيز جيش إلى الشام، بعد عودته من حجة الوداع بشهرين أو أكثر، وجعل عليه أسامة بن زيد بن حارثة، وأمره أن يتوجه إلى البلقاء وفلسطين، فتجهز الناس وفيهم المهاجرون والأنصار وكان معهم أبو بكر وعمر، وبلغ عددهم ثلاثة آلاف، ون هذه الحملة تأخرت بسبب مرض الرسول صل الله عليه وسلم.


وفاة الرسول صل الله عليه وسلم
‎‎ ألمّ المرض بالرسول صلى الله عليه وسلم بعد عودته من حجة الوداع بحوالي ثلاثة أشهر، وكان بدء شكواه في بيت ميمونة أم المؤمنين، وصح في البخاري أيضاً أن شكواه ابتدأت منذ العام السابع عقب فتح خيبر بعد أن تناول قطعة من شاة مسمومة قدمتها له زوجة سلام بن مشكم اليهودية، رغم أنه لفظها ولم يبتلعها لكن السم أثر عليه. وقد طلب صلى الله عليه وسلم من زوجاته أن يمرّض في بيت عائشة أم المؤمنين، فكانت تقرأ المعوذتين وتمسح عليه بيده هو صل الله عليه وسلم لبركتها.‏
‎‎ ولما أثقله المرض ومنعه من الخروج للصلاة بالناس قال: (مروا أبا بكر فليصل بالناس، وراجعته السيدة عائشة رضي الله عنها، لئلا يتشاءم الناس بأبيها، فقالت: إن أبا بكر رجل رقيق ضعيف الصوت كثير البكاء إذا قرأ القرآن. فأصرّ على ذلك، فمضى أبو بكر يصلي بهم) رواه ن كثير في البداية والنهاية.‏
‎‎ وخرج النبي صل الله عليه وسلم يتوكأ على العباس وعليّ، فصلّى بالناس وخطبهم، وأثنى في خطابه على أبي بكر رضي الله عنه وبين فضله، وأشار إلى تخيير الله له بين الدنيا والآخرة واختياره الآخرة، قال: (إن عبداً عرضت عليه الدنيا وزينتها فاختار الآخرة، ففطن أبو ب إلى أنه يقصد نفسه فبكى، وتعجب الناس منه إذ لم يدركوا ما فطن له) رواه أحمد.‏
‎‎ وعندما حضره الموت كان مستنداً إلى صدر عائشة وكان يدخل يده في إناء الماء فيمسح وجهه -من شدة الحمى- ويقول: ( لا إله إلا الله، إن للموت سكرات) رواه البخاري. وأخذته صل الله عليه وسلم بحة وهو يقول: (مع الذين أنعم الله عليهم)، ويقول: (اللهم في الرفيق الأعلى فعرفت عائشة أنه يُخير وأنه يختار الرفيق الأعلى) رواه البخاري.‏
ودخلت عليه فاطمة فقالت: واكرب أباه، فقال لها: (ليس على أبيك كرب بعد اليوم)، ودعاها (فأسرّ إليها بشيء فبكت، ثم دعاها فأسرّ إليها بشيء فضحكت). رواه البخاري. وأخبرت رضي الله عنها -بعد وفاته- أنه صل الله عليه وسلم أخبرها أنه يموت فبكت، وأخبرها بأنها أول أهله لحوقاً به فضحكت.‏
‎‎ وقبض صلى الله عليه وسلم حين اشتد الضحى -ورأسه في حجر عائشة- في يوم الاثنين، في الثاني عشر من ربيع الأول من العام الحادي عشر للهجرة، ودخل أبو بكر رضي الله عنه، وكان غائباً في السنح، فكشف عن وجه النبي صل الله عليه وسلم، وأخذ يقبله، وخرج إلى الناس، وهم ن منكر ومصدق من هول الموقف، فقال: أما بعد من كان منكم يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت، قال الله تعالى: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً، وسيجزي الله الشاكرين)، فسكن الناس وجلس عمر رضي الله عنه على الأرض لا تحمله قدماه، وكأنهم لم يسمعوا الآية إلا تلك الساعة (رواه البخاري).‏
وبكت فاطمة رضي الله عنها أباها صل الله عليه وسلم، وهي تقول:‏

  • ‎‎ يا أبتاه أجاب ربا دعاه

  • ‎‎ يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه

  • ‎‎ يا أبتاه إلى جبريل ننعاه


‎‎ وانتهت حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم تنته رسالته، فهي خالدة إلى يوم الدين، ولم تنقطع أمته فالخير فيها إلى يوم يبعثون، وصل الله وسلم وبارك على نبيه الصادق الوعد الأمين، والحمد الله رب العالمين


‏شمائله صل الله عليه وسلم
الشمائل: الخصال الحميدة والطبائع الحسنة، وأضاف إليها بعض العلماء الصفات الخِلقية الظاهرة، وجعلها تابعة لأخلاقه صل الله عليه وسلم، وبناء على ذلك فكتب الشمائل تضم أمرين: ‏
الأول: الصفات الخِلقية:‏
‎‎ فقد وهب الله سبحانه وتعالى لرسوله محمداً صل الله عليه وسلم من كمال الخِلقة، وجمال الصورة، وقوة العقل وصحة الفهم، وفصاحة اللسان وقوة الحواس والأعضاء، واعتدال الحركات، وشرف النسب ما بلغ به حدّ العظمة، وقد تقدم الحديث عن بعض تلك الصفات.
الثاني: الصفات الخُلقية:‏
‎‎ الرسول صلى الله عليه وسلم هو الإنسان الكامل، والقدوة المطلقة، فقد كان عليه الصلاة والسلام يتحلى بالأخلاق الحميدة والآداب الشريفة، وقد بلغ حد الكمال والاعتدال فيها، حتى أثنى عليه الله سبحانه بقوله: (وإنك لعلى خلق عظيم) القلم/4، وقالت عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم: (كان خلقه القرآن)، وهذا تصديق قوله صل الله عليه وسلم: (إن الله بعثني لأتمم مكارم الأخلاق، وأكمل محاسن الأفعال).‏
‎‎ وقد جمع الرسول صل الله عليه وسلم المكارم كلها، ولا غرابة في هذا، فالله سبحانه وتعالى يقول: (وعلّمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً) النساء/ 113، فإذا كان الله عز وجل هو الذي علمه وأدبه، فلا بد أن يكون المتعلم على أكمل وأتم وأحسن ما يكون التع.‏
‎‎ ولذلك لم تعرف لنبينا صل الله عليه وسلم زلة، ولا حُفظت عنه هفوة، وكان لا يزيد مع الإيذاء إلا صبراً، ولا مع إسراف الجاهل إلا حلماً، وكان كما تقول عائشة رضي الله عنها، لا ينتقم لنفسه أبداً، بل كان يدعو: (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)، وموقفه يوم فتح مكة مع المشركين يدل على هذا، فقد عفا عنهم، وقال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء).‏
‎‎ وهذه بعض صفاته التي كان يتحلى بها صل الله عليه وسلم:

  • ‏1- حلمه وعفوه.

  • 2- جوده وسماحته.

  • 3- شجاعته

  • ‏4- حياؤه.

  • 5- حسن عشرته وأدبه.

  • 6- شفقته ورأفته.

  • ‏7- وفاؤه وحسن عهده.

  • 8- تواضعه مع علو منصبه.

  • 9- عدله وأمانته

  • ‏10- وقاره.

  • 11- زهده.

  • 12- خوفه من ربه وطاعته له.


‎‎ وسيرته عليه الصلاة والسلام حافلة بالأمثلة والشواهد على ذلك، وقد حرص العلماء على إفراد شمائله وأخلاقه صل الله عليه وسلم بالدراسة والتأليف، وذلك لما لها من أهمية خاصة بالنسبة للمسلم. فمعرفة شمائله عليه الصلاة والسلام وسيلة إلى امتلاء القلب بمحبته وتعظي، وذلك وسيلة إلى تعظيم شريعته واتباع هديه وسنته. ومن أقدم ما ألف في الشمائل كتاب الشمائل للإمام الترمذي رحمه الله تعالى.‏
‏فضل الصلاة على رسول الله صل الله عليه وسلم.
قال تعالى: ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صّلوا عليه وسلموا تسليماً) الأحزاب/ 56، والصلاة من الله تعالى معناها الرحمة وزيادة الإحسان، وهي من الملائكة استغفار، ومن البشر دعاء، لذا فإنه يحصل للنبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصلاة من الرحمة وزيادة الإحسان والاستغفار والدعاء ما هو أهل له صل الله عليه وسلم.‏
‎‎ وقد بيّنت السنة الفائدة العظيمة والفضل الكبير الذي ينتظر من يصلي على الرسول الله صلى الله عليه وسلم، من رفع الدرجات والترقي في مراتب الكمال. روى الإمام مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أنه سمع رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: (من صلى عليّ صلاة صلّى الله عليه بها عشراً)، ومن السنّة أن يجمع المسلم بين الصلاة والسلام.‏
‎‎ ولذلك كان الحث على الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لأن في ذلك علو منزلة لمن يأتي بها يوم القيامة، ورضاً من الله تبارك وتعالى عن قائلها. وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم من لا يصلى عليه بالبخل، فإن ترك الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم عنوان للشح، ودليل خبث النفس وسوء الطوية.‏
‏ والصيغة المختارة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ما جاء في حديث مسلم عن أبي هريرة: (قولوا: اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد)، وتستحب الصلاة والتبريك على أزواجه وذريته صل الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75783
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

موسوعة السيرة النبوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة السيرة النبوية   موسوعة السيرة النبوية Emptyالسبت 15 ديسمبر 2018, 9:57 am

نسبه الشريف



: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، واسم عبد المطلب : شيبة بن هاشم واسم هاشم : عمرو بن عبد مناف واسم عبد مناف : المغيرة بن قصي ، ( واسم قصي : زيد ) بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة ، واسم مدركة : عامر بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن ( أد ، ويقال ) : أدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم - خليل الرحمن - بن تارح ، وهو آزر بن ناحور بن ساروغ بن راعو بن فالخ  بن عيبر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ ، وهو إدريس النبي فيما يزعمون والله أعلم ، وكان أول بني آدم أعطى النبوة ، وخط بالقلم - ابن يرد بن مهليل بن قينن بن يانش بن شيث بن آدم صل الله عليه وسلم


سياق النسب من ولد إسماعيل عليه السلام
قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ تقول العرب ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ هاجر وآجر فيبدلون الألف من الهاء كما قالوا ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ هراق الماء ، وأراق الماء وغيره ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وهاجر من أهل مصر‏‏‏‏‏.‏‏
حديث الوصاة بأهل مصر وسببها
قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ حدثنا عبدالله بن وهب عن عبدالله بن لهيعة تعالى عمر مولى غفرة أن رسول الله صل الله عليه وسلم ،قال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏الله الله في أهل الذمة، أهل المدرة السوداء السحم الجعاد ، فإن لهم نسبا وصهرا ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
قال عمر مولى غفرة ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ نسبهم ، أن أم إسماعيل النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وصهرهم ، أن رسول الله صل الله عليه وآله وسلم تسرر فيهم ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
قال ابن لهيعة ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ أم إسماعيل ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ هاجر من أم العرب ، قرية كانت أمام الفرما من مصر‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ ‏‏‏وأم إبراهيم ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ مارية سرية النبي ، صل الله عليه وسلم ، التي أهداها له المقوقس من حفن من كورة أنصنا ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ حدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري أن عبدالرحمن بن عبدالله بن كعب بن مالك الأنصاري ، ثم السلمي حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ إذا فتحتم مصر فاستوصوا بأهلها خيرا ، فإن لهم ذمة ورحما ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ فقلت لمحمد بن مسلم الزهري ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ما الرحم التي ذكر رسول الله صل الله عليه وسلم لهم ‏‏‏‏‏؟‏‏‏‏‏ فقال‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ كانت هاجر أم إسماعيل منهم
 أصل العرب
قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ فالعرب كلها من ولد إسماعيل وقحطان ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وبعض أهل اليمن يقول ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ قحطان من ولد إسماعيل ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ ويقول ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ إسماعيل أبو العرب كلها‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح ، وثمود وجديس ابنا عابر بن إرم بن سام بن نوح ، وطسم وعملاق وأميم بنو لاوذ بن سام بن نوح ، عرب كلهم ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ فولد نابت بن إسماعيل ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ يشجب بن نابت ، فولد يشجب‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ يعرب بن يشجب ، فولد يعرب ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ تيرح بن يعرب ، فولد تيرح ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ناحور بن تيرح ، فولد ناحور ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ مقوم بن ناحور، فولد مقوم ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ أدد بن مقوم ، فولد أدد ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ عدنان بن أدد‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏قال ابن هشام‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ويقال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ عدنان بن أد‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ ‏‏‏
 أولاد عدنان
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ فمن عدنان تفرقت القبائل من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، فولد عدنان رجلين ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ معد بن عدنان ، وعك بن عدنان ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
 موطن عك
قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ فصارت عك في دار اليمن ، وذلك أن عكا تزوج في الأشعريين فأقام فيهم ، فصارت الدار واللغة واحدة ، والأشعريون بنو أشعر بن نبت بن أدد بن زيد بن هميسع بن عمرو بن عريب بن يشجب ابن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، ويقال‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ أشعر ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ نبت بن أدد ؛ ويقال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ أشعر ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ابن مالك ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ ومالك‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ مذحج بن أدد بن زيد بن هميسع ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ ويقال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ أشعر ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ابن سبأ بن يشجب ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
وأنشدني أبو محرز خلف الأحمر وأبو عبيدة ، لعباس بن مرداس ،أحد بني سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، يفخر بعك ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏
وعك بن عدنان الذين تقلبوا * بغسان حتى طردوا كل مطرد
وهذا البيت في قصيدة له ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وغسان ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ماء بسد مأرب باليمن،كان شربا لولد مازن بن الأسد بن الغوث فسموا به ؛ ويقال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ غسان ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ماء بالمشلل قريب من الجحفة ، والذين شربوا منه تحزبوا فسموا به قبائل من ولد مازن ابن الأسد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ ‏‏‏
 ذكر نسب الأنصار
قال حسان بن ثابت الأنصاري - والأنصار بنو الأوس والخزرج - ، ابني حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرىء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأسد بن الغوث ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏
إما سألت فإنا معشر نجب * الأسد نسبتنا والماء غسان
وهذا البيت في أبيات له‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏‏‏‏
فقالت اليمن ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ وبعض عك ، وهم الذين بخراسان منهم ، عك بن عدنان بن عبدالله بن الأسد بن الغوث؛ ويقال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ عدثان بن الديث بن عبدالله بن الأسد بن الغوث ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
 أولاد معد
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ فولد معد بن عدنان أربعة نفر ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ نزار بن معد ، وقضاعة بن معد ، وكان قضاعة بكر معد الذي به يكنى فيما يزعمون، وقنص بن معد ، وإياد بن معد ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
فأما قضاعة فتيامنت إلى حمير بن سبأ - وكان اسم سبأ عبد شمس ، وإنما سمي سبأ ، لأنه أول من سبى في العرب - ابن يشجب بن يعرب بن قحطان ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
 قضاعة
قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ فقالت اليمن ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ وقضاعة ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ قضاعة بن مالك بن حمير‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وقال عمرو بن مرة الجهني ، وجهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏
نحن بنو الشيخ الهجان الأزهر * قضاعة بن مالك بن حمير
النسب المعروف غير المنكر * في الحجر المنقوش تحت المنبر
قنص بن معد ،ونسب النعمان بن المنذر
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ وأما قنص بن معد فهلكت بقيتهم - فيما يزعم نساب معد - وكان منهم النعمان بن المنذر ملك الحيرة ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ حدثني محمد بن مسلم بن عبدالله بن شهاب الزهري‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ أن النعمان بن المنذر كان من ولد قُنُص بن معد ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ويقال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ قَنَص ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ وحدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس ، عن ‏‏‏‏‏(‏‏‏‏‏شيخ من الأنصار من بني زريق أنه حدثه ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين أُتي بسيف النعمان بن المنذر ، دعا جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي - وكان جبير من أنسب قريش لقريش وللعرب قاطبة ، وكان يقول ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ إنما أخذت النسب من أبي بكر الصديق رضى الله عنه ، وكان أبو بكر الصديق أنسب العرب - فسلحه إياه ، ثم قال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ممن كان يا جبير ، النعمان بن المنذر ‏‏‏‏‏؟‏‏‏‏‏ فقال ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ كان من أشلاء قنص بن معد ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ فأما سائر العرب فيزعمون أنه كان رجلا من لخم ، من ولد ربيعة بن نصر ، فالله أعلم أي ذلك كان ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
 نسب لخم بن عدى
قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ لخم‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ابن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن هميسع بن عمرو بن عريب بن يشجب بن زيد بن كهلان بن سبأ ؛ ويقال‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ لخم‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ابن عدي بن عمرو بن سبأ ؛ ويقال‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ‏‏‏ربيعة بن نصر بن أبي حارثة بن عمرو بن عامر ، وكان تخلف باليمن بعد خروج عمرو بن عامر من اليمن ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
 أمر عمرو بن عامر في خروجه من اليمن وقصة سد مأرب
وكان سبب خروج عمرو بن عامر من اليمن - فيما حدثني أبو زيد الأنصاري - أنه رأى جرذا يحفر في سد مأرب ، الذي كان يحبس عليهم الماء ، فيصرفونه حيث شاءوا من أرضهم ، فعلم أنه لا بقاء للسد على ذلك ، فاعتزم على النقلة من اليمن ، فكادَ قومَه، فأمر أصغر ولده إذا أغلظ له ولطمه أن يقوم إليه فيلطمه ، ففعل ابنه ما أمره به ؛ فقال عمرو ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ لا أقيم ببلد لطم وجهي فيه أصغر ولدي، وعرض أمواله ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ فقال أشراف من أشراف اليمن ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ اغتنموا غضبة عمرو ، فاشتروا منه أمواله‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وانتقل في ولده وولد ولده ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وقالت الأزد ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ لا نتخلف عن عمرو بن عامر ، فباعوا أموالهم ، وخرجوا معه، فساروا حتى نزلوا بلاد عك مجتازين يرتادون البلدان ، فحاربتهم عك ، فكانت حربهم سجالا ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ ففي ذلك قال عباس بن مرداس ‏‏‏البيت الذي كتبنا ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ ثم ارتحلوا عنهم فتفرقوا في البلدان ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ فنزل آل جفنة بن عمرو بن عامر الشام ، ونزلت الأوس والخزرج يثرب ، ونزلت خزاعة مَرّا، ونزلت أزد السراة السراة ، ونزلت أزد عمان عمان ، ثم أرسل الله تعالى على السد السيل فهدمه ، ففيه أنزل الله تبارك وتعالى على رسوله محمد صل الله عليه وسلم‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏(‏‏‏‏‏ لقد كان لسبأ في مسكنهم آية ، جنتان عن يمين وشمال ، كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ، فأعرضوا ، فأرسلنا عليهم سيل العرم‏‏‏‏‏)‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ والعرم ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ السد ، واحدته ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ عرمة ، فيما حدثني أبو عبيدة ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
قال الأعشى ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ أعشى بني قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن هنب بن أفصى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏ ويقال أفصى بن دعمي بن جديلة ؛ واسم الأعشى ،ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة ‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏
وفي ذاك للمؤتسي أسوة * ومأرب عفى عليها العرم
رخام بنته لهم حمير * إذا جاء مواره لم يرم
فأروى الزروع وأعنابها * على سعة ماؤهم إذ قسم
فصاروا أيادي ما يقدرو * ن منه على شرب طفل فطم
وهذه الأبيات في قصيدة له ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏
وقال أمية بن أبي الصلت الثقفي - واسم ثقيف قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان‏‏‏‏‏:‏‏‏‏‏
من سبأ الحاضرين مأرب إذ * يبنون من دون سيله العرما
وهذا البيت في قصيدة له ‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وتروى للنابغة الجعدي ، واسمه قيس بن عبدالله أحد بني جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن‏‏‏‏‏.‏‏‏‏‏ وهو حديث طويل ، منعني من استقصائه ما ذكرت من الاختصار


 نسب خزاعة
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وخزاعة تقول ‏‏‏:‏‏‏ نحن بنو عمرو بن عامر ، من اليمن ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وتقول خزاعة ‏‏‏:‏‏‏ نحن بنو عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرىء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأسد بن الغوث ؛ وخندف أمها ، فيما حدثني أبو عبيدة وغيره من أهل العلم ‏‏‏.‏‏‏ ويقال خزاعة ‏‏‏:‏‏‏بنو حارثة بن عمرو بن عامر ، وإنما سميت خزاعة لأنهم تخزعوا من ولد عمرو بن عامر ، حين أقبلوا من اليمن يريدون الشام ، فنزلوا بمر الظهران فأقاموا بها ‏‏‏.‏‏‏
قال عون بن أيوب الأنصاري أحد بني عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة من الخزرج في الإسلام ‏‏‏:‏‏‏
فلما هبطنا بطن مر تخزعت * خزاعة منا في خيول كراكر
حمت كل واد من تهامة واحتمت * بصم القنا والمرهفات البواتر
وهذان البيتان في قصيدة له ‏‏‏.‏‏‏
وقال أبو المطهر إسماعيل بن رافع الأنصاري ، أحد بني حارثة بن الحارث ابن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس ‏‏‏.‏‏‏
فلما هبطنا بطن مكة أحمدت * خزاعة دار الآكل المتحامل
فحلت أكاريسا وشتت قنابلا * على كل حي بين نجد وساحل
نفوا جرهما عن بطن مكة واحتبوا * بعز خزاعي شديد الكواهل
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وهذه الأبيات في قصيدة له ، وأنا إن شاء الله أذكر نفيها جرهما في موضعه ‏‏‏.‏‏‏
 أولاد مدركة وخزيمة
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فولد مدركة بن إلياس رجلين ‏‏‏:‏‏‏ خزيمة بن مدركة ، وهُذيل بن مدركة ؛ وأمهما امرأة من قضاعة ‏‏‏.‏‏‏ فولد خزيمة بن مدركة أربعة نفر ‏‏‏:‏‏‏ كنانة بن خزيمة ، وأسد بن خزيمة ، وأسدة بن خزيمة ، والهُون بن خزيمة ، فأم كنانة عوانة بنت سعد بن قيس عيلان بن مضر ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ ويقال الهَون بن خزيمة ‏‏‏.‏‏‏
 أولاد كنانة وأمهاتهم
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فولد كنانة بن خزيمة أربعة نفر ‏‏‏:‏‏‏ النضر بن كنانة ، ومالك بن كنانة ، وعبد مناة بن كنانة ، وملكان بن كنانة ‏‏‏.‏‏‏ فأم النضر برة بنت مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر ، وسائر بنيه لامرأة أخرى ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ أم النضر ومالك وملكان ‏‏‏:‏‏‏ برة بنت مر ؛ وأم عبد مناة ‏‏‏:‏‏‏ هالة بنت سويد بن الغطريف من أزد شنوءة ‏‏‏.‏‏‏ وشنوءة ‏‏‏:‏‏‏ عبدالله بن كعب بن عبدالله بن مالك بن نضر بن الأسد بن الغوث ، وإنما سموا شنوءة ، لشنآن كان بينهم ‏‏‏.‏‏‏ والشنآن ‏‏‏:‏‏‏ البغض ‏‏‏.‏‏‏ ‏‏
 من يطلق عليه لقب قرشي
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ النضر ‏‏‏:‏‏‏ قريش ، فمن كان من ولده فهو قرشي ، ومن لم يكن من ولده فليس بقرشي ‏‏‏.‏‏‏ قال جرير بن عطية أحد بني كليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم يمدح هشام بن عبدالملك بن مروان ‏‏‏:‏‏‏
فما الأم التي ولدت قريشا * بمقرفة النجار ولا عقيم
وما قرم بأنجب من أبيكم * وما خال بأكرم من تميم
يعني برة بنت مر أخت تميم بن مر ، أم النضر ‏‏‏.‏‏‏ وهذان البيتان في قصيدة له ‏‏‏.‏‏‏
لماذا سميت قريش باسمها
ويقال فهر بن مالك ‏‏‏:‏‏‏ قريش فمن كان من ولده فهو قرشي ، ومن لم يكن من ولده فليس بقرشي ‏‏‏.‏‏‏ وإنما سميت قريش قريشا من التقرش ، والتقرش ‏‏‏:‏‏‏ التجارة والاكتساب ‏‏‏.‏‏‏ قال رؤبة بن العجاج ‏‏‏:‏‏‏
قد كان يغنيهم عن الشغوش * والخشل من تساقط القروش
شحم ومحض ليس بالمغشوش *
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ والشغوش ‏‏‏:‏‏‏ قمح ، يسمى الشغوش ‏‏‏.‏‏‏ والخشل ‏‏‏:‏‏‏ رءوس الخلأخيل والأسورة ونحوه ‏‏‏.‏‏‏ والقروش ‏‏‏:‏‏‏ التجارة والاكتساب ‏‏‏.‏‏‏ يقول ‏‏‏:‏‏‏ قد كان يغنيهم عن هذا شحم ومحض ، والمحض ‏‏‏:‏‏‏ اللبن الحليب الخالص
وهذه الأبيات في أرجوزة له ‏‏‏.‏‏‏ وقال أبو جلدة اليشكري ، ويشكر بن بكر بن وائل ‏‏‏:‏‏‏
إخوة قرشوا الذنوب علينا * في حديث من عمرنا وقديم
وهذا البيت في أبيات له ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ ويقال ‏‏‏:‏‏‏ إنما سميت قريش قريشا لتجمعها من بعد تفرقها ، ويقال للتجمع ‏‏‏:‏‏‏ التقرش ‏‏‏.‏‏‏
 أولاد النضر وأمهاتهم
فولد النضر بن كنانة رجلين ‏‏‏:‏‏‏ مالك بن النضر ، ويخلد بن النضر ؛ فأم مالك ‏‏‏:‏‏‏ عاتكة بنت عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان ، ولا أدري أهي أم يخلد أم لا ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ والصلت بن النضر - فيما قال أبو عمرو المدني - وأمهم جميعا بنت سعد بن ظرب العداوني ‏‏‏.‏‏‏ وعدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان ‏‏‏.‏‏‏
قال كثير بن عبدالرحمن ، وهو كثير عزة أحد بني مليح بن عمرو ، من خزاعة ‏‏‏:‏‏‏
أليس أبي بالصلت أم ليس إخوتي * لكل هجان من بني النضر أزهرا
رأيت ثياب العصب مختلط السدى * بنا وبهم والحضرمي المخصرا
فإن لم تكونوا من بني النضر فاتركوا * أراكا بأذناب الفوائج أخضرا
قال ‏‏‏:‏‏‏ وهذه الأبيات في قصيدة له ‏‏‏.‏‏‏
والذين يُعْزَوْن إلى الصلت بن النضر من خزاعة ، بنو مُلَيْح بن عمرو ، رهط كثير عزة ‏‏‏.‏‏‏
أولاد مالك بن النضر وأمهاتهم
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فولد مالك بن النضر فهر بن مالك ، وأمه جندلة بنت الحارث بن مُضاض الجرهمي ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وليس بابن مضاض الأكبر ‏‏‏.‏‏‏
 أولاد فهر و أمهاتهم
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فولد فهر بن مالك أربعة نفر ‏‏‏:‏‏‏ غالب بن فهر ، ومحارب بن فهر ، والحارث بن فهر ، وأسد بن فهر ، وأمهم ليلى بنت سعد بن هذيل بن مدركة ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وجندلة بنت فهر ، وهي أم يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ، وأمها ليلى بنت سعد ‏‏‏.‏‏‏ قال جرير بن عطية بن الخطفي - واسم الخطفي حذيفة بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع بن حنظلة - ‏‏‏:‏‏‏
وإذا غضبت رمى ورائي بالحصى * أبناء جندلة كخير الجندل
وهذا البيت في قصيدة له ‏‏‏.‏‏‏
 أولاد غالب وأمهاتهم
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فولد غالب بن فهر رجلين ‏‏‏:‏‏‏ لؤي بن غالب ، وتيم بن غالب ؛ وأمهما سلمى بنت عمرو الخزاعي ‏‏‏.‏‏‏ وتيم بن غالب ‏‏‏:‏‏‏ الذين يقال لهم بنو الأدرم ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وقيس بن غالب ، وأمه سلمى بنت كعب بن عمرو الخزاعي ، وهي أم لؤي وتيم ابني غالب ‏‏‏.‏‏‏


.....يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75783
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

موسوعة السيرة النبوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة السيرة النبوية   موسوعة السيرة النبوية Emptyالسبت 15 ديسمبر 2018, 9:59 am

.... تابع
نسبه الشريف



 أولاد لؤي وأمهاتهم
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فولد لؤي بن غالب أربعة نفر ‏‏‏:‏‏‏ كعب بن لؤي ، وعامر بن لؤي ، وسامة بن لؤي ، وعوف بن لؤي ؛ فأم كعب وعامر وسامة ‏‏‏:‏‏‏ ماوية بنت كعب بن القين بن جسر ، من قضاعة ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ ويقال ‏‏‏:‏‏‏ والحارث بن لؤي ‏‏‏:‏‏‏ وهم جشم بن الحارث ، في هزان من ربيعة ‏‏‏.‏‏‏
قال جرير ‏‏‏:‏‏‏
بني جشم لستم لهزان فانتموا * لأعلى الروابي من لؤي بن غالب
ولا تنكحوا في آل ضور نساءكم * ولا في شكيس بئس مثوى الغرائب
وسعد بن لؤي ، وهم بنانة ‏‏‏:‏‏‏ في شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ، من ربيعة ‏‏‏.‏‏‏
وبنانة ‏‏‏:‏‏‏ حاضنة لهم من بني القين بن جسر بن شيع الله ، ويقال سيع الله ، ابن الأسد بن وبرة بن ثعلبة بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة ‏‏‏.‏‏‏ ويقال ‏‏‏:‏‏‏ بنت النمر بن قاسط ، من ربيعة ‏‏‏.‏‏‏ ويقال ‏‏‏:‏‏‏ بنت جرم بن ربان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة ‏‏‏.‏‏‏
وخزيمة بن لؤي بن غالب ، وهم عائذة في شيبان بن ثعلبة ‏‏‏.‏‏‏ وعائذة ‏‏‏:‏‏‏ امرأة من اليمن ، وهي أم بني عبيد بن خزيمة بن لؤي ‏‏‏.‏‏‏
وأم بني لؤي كلهم إلا عامر بن لؤي ‏‏‏:‏‏‏ ماوية بنت كعب بن القين بن جسر ‏‏‏.‏‏‏ وأم عامر بن لؤي ‏‏‏:‏‏‏ مخشية بنت شيبان بن محارب بن فهر ؛ ويقال ‏‏‏:‏‏‏ ليلى بنت شيبان بن محارب بن فهر ‏‏‏.‏‏‏ ‏‏
أمر سامة بن لؤي
هروبه من أخيه وموته
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فأما سامة بن لؤي فخرج إلى عمان ، وكان بها ‏‏‏.‏‏‏ ويزعمون أن عامر بن لؤي أخرجه ، وذلك أنه كان بينهما شيء ففقأ سامة عين عامر ، فأخافه عامر ، فخرج إلى عمان ‏‏‏.‏‏‏
فيزعمون أن سامة بن لؤي بينا هو يسير على ناقته ، إذ وضعت رأسها ترتع ، فأخذت حية بمشفرها فهصرتها حتى وقعت الناقة لشقها ، ثم نهشت سامة فقتلته ‏‏‏.‏‏‏ فقال سامة حين أحس بالموت فيما يزعمون ‏‏‏:‏‏‏
عين فابكي لسامة بن لؤي * علقت ساق سامة العلاقه
لا أرى مثل سامة بن لؤي * يوم حلوا به قتيلا لناقه
بلغا عامرا وكعبا رسولا * أن نفسي إليهما مشتاقه
إن تكن في عمان داري فإني * غالبي ، خرجت من غير فاقه
رب كأس هرقت يا ابن لؤي * حذر الموت لم تكن مهراقه
رمت دفع الحتوف يا ابن لؤي * ما لمن رام ذاك بالحتف طاقه
وخروس السرى تركت رديا * بعد جد وجدة ورشاقه
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وبلغني أن بعض ولده أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتسب إلى سامة بن لؤي ، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم ‏‏‏:‏‏‏ آلشاعر ‏‏‏؟‏‏‏ فقال له بعض أصحابه ‏‏‏:‏‏‏ كأنك يا رسول الله أردت قوله ‏‏‏:‏‏‏
رب كأس هرقت يا ابن لؤي * حذر الموت لم تكن مهراقه
قال ‏‏‏:‏‏‏ أجل ‏‏‏.‏‏‏
أمر عوف بن لؤي ونقلته
سبب انتمائه إلى غطفان
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وأما عوف بن لؤي فإنه خرج - فيما يزعمون - في ركب من قريش ، حتى إذا كان بأرض غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان ، أُبطىء به ، فانطلق من كان معه من قومه ، فأتاه ثعلبة بن سعد ، وهو أخوه في نسب بني ذبيان - ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان ‏‏‏.‏‏‏ وعوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان - فحبسه ‏‏‏.‏‏‏ وزوجه والتاطه وأخاه ‏‏‏.‏‏‏ فشاع نسبه في بن ذبيان ‏‏‏.‏‏‏ وثعلبة - فيما يزعمون - الذي يقول لعوف حين أبطىء به فتركه قومه ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏
احبس علي ابن لؤي جملكْ * تركك القوم ولا منزل لكْ
مكانة مرة
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، أو محمد بن عبدالرحمن بن عبدالله بن حصين ‏‏‏:‏‏‏
أن عمر بن الخطاب قال ‏‏‏:‏‏‏ لو كنت مدعيا حيا من العرب ، أو ملحقهم بنا لادعيت بني مرة بن عوف ، إنا لنعرف فيهم الأشباه مع ما نعرف من موقع ذلك الرجل حيث وقع ، يعني عوف بن لؤي ‏‏‏.‏‏‏
 نسب مرة
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فهو في نسب غطفان ‏‏‏:‏‏‏ مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان ‏‏‏.‏‏‏ وهم يقولون إذا ذكر لهم هذا النسب ‏‏‏:‏‏‏ ما ننكره وما نجحده ، وإنه لأحب النسب إلينا ‏‏‏.‏‏‏
وقال الحارث بن ظالم بن جذيمة بن يربوع - قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ أحد بني مرة بن عوف - حين هرب من النعمان بن المنذر فلحق بقريش ‏‏‏:‏‏‏
فما قومي بثعلبة بن سعد * ولا بفزراة الشعر الرقابا
وقومي ، إن سألت ، بنو لؤي * بمكة علموا مضر الضرابا
سفهنا باتباع بني بغيض * وترك الأقربين لنا انتسابا
سفاهة مخلف لما تروى * هراق الماء واتبع السرابا
فلو طووعت عمرك كنت فيهم * وما ألفيت أنتجع السحابا
وخش رواحة القرشي رحلي * بناجية ولم يطلب ثوابا ‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ هذا ما أنشدني أبو عبيد منها ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فقال الحصين بن الحمام المري ، ثم أحد بني سهم بن مرة ، يرد على الحارث بن ظالم ، وينتمي إلى غطفان ‏‏‏:‏‏‏
ألا لستم منا ولسنا إليكم * برئنا إليكم من لؤي بن غالب
أقمنا على عز الحجاز وأنتم * بمعتلج البطحاء بين الأخاشب
يعني قريشا ‏‏‏.‏‏‏ ثم ندم الحصين على ما قال ، وعرف ما قال الحارث بن ظالم فانتمى إلى قريش وأكذب نفسه ، فقال ‏‏‏:‏‏‏
ندمت على قول مضى كنت قلته * تبينت فيه أنه قول كاذب
فليت لساني كان نصفين منهما * بكيم ونصف عند مجرى الكواكب
أبونا كناني بمكة قبره * بمعتلج البطحاء بين الأخاشب
لنا الربع من بيت الحرام وراثة * وربع البطاح عند دار ابن حاطب
أي أن بني لؤي كانوا أربعة ‏‏‏:‏‏‏ كعبا ، وعامرا ،وسامة ،وعوفا ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وحدثني من لا أتهم ‏‏‏:‏‏‏
أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لرجال من بني مرة ‏‏‏:‏‏‏ إن شئتم أن ترجعوا إلى نسبكم فارجعوا اليه ‏‏‏.‏‏‏
 أشراف مرة
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وكان القوم أشرافا في غطفان ، ‏‏هم سادتهم وقادتهم ‏‏‏.‏‏‏ منهم ‏‏‏:‏‏‏ هرم بن سنان بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة ، وخارجة بن سنان بن أبي حارثة ، والحارث بن عوف ، والحصين بن الحمام ، وهاشم بن حرملة الذي يقول له القائل ‏‏‏:‏‏‏
أحيا أباه هاشم بن حرملهْ * يوم الهباآت ويوم اليعملهْ
ترى الملوك عنده مغربله * يقتل ذا الذنب ومن لا ذنب له
هاشم بن حرملة ، و عامر الخصفي
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ أنشدني أبو عبيدة هذه الأبيات لعامر الخصفي ، خصفة بن قيس بن عيلان ‏‏‏:‏‏‏
أحيا أباه هاشم بن حرمله * يوم الهباآت ويوم اليعمله
ترى الملوك عنده مغربله * يقتل ذا الذنب ومن لا ذنب له
ورمحه للوالدات مثكلهْ *
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وحدثني أن هاشما قال لعامر ‏‏‏:‏‏‏ قل في بيتا جيدا أثبك عليه ؛ فقال عامر البيت الأول ، فلم يعجب هاشما ‏‏‏:‏‏‏ ثم قال الثاني ، فلم يعجبه ،؛ ثم قال الثالث ، فلم يعجبه ؛ فلما قال الرابع ‏‏‏:‏‏‏
يقتل ذا الذنب ومن لا ذنب له *
أعجبه ، فأثابه عليه ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وذلك الذي أراد الكميت بن زيد في قوله ‏‏‏:‏‏‏
وهاشم مرة المفني ملوكا * بلا ذنب إليه ومذنبينا
وهذا البيت في قصيدة له ‏‏‏.‏‏‏ وقول عامر يوم الهباآت عن غير أبي عبيدة ‏‏‏.‏‏‏
 مرة و البسل
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ قوم لهم صيت وذكر في غطفان وقيس كلها ، فأقاموا على نسبهم ، وفيهم كان البَسْل ‏‏‏.‏‏‏
أمر البسل
تعريف البسل
والبسل - فيما يزعمون - نسيئهم ثمانية أشهر حرم ، لهم من كل سنة من بين العرب قد عرفت ذلك لهم العرب لا ينكرونه ولا يدفعونه ، يسيرون به إلى أي بلاد العرب شاءوا ، لا يخافون منهم شيئا ‏‏‏.‏‏‏
قال زهير بن أبي سلمى ، يعني بني مرة ‏‏‏:‏‏‏
نسب زهير بن أبي سلمى
- قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ زهير أحد بني مزينة بن أد بن طابخة بن اليا س بن مضر ، ويقال زهير بن أبي سلمى من غطفان ، ويقال ‏‏‏:‏‏‏ حليف في غطفان -
تأمل فإن تقو المروراة منهم * وداراتها لا تقو منهم إذا نخل
بلاد بها نادمتهم وألفتهم * فإن تقويا منهم فإنهم بسل
أي حرام ، يقول ‏‏‏:‏‏‏ ساروا في حرمهم ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وهذان البيتان في قصيدة له ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وقال أعشى بن قيس بن ثعلبة ‏‏‏:‏‏‏
أجارتكم بسل علينا محرم * وجارتنا حل لكم وحليلها
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وهذا البيت في قصيدة له ‏‏‏.‏‏‏
 أولاد كعب وأمهم
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فولد كعب بن لؤي ثلاثة نفر ‏‏‏:‏‏‏ مرة بن كعب ، وعدي بن كعب ، وهصيص بن كعب ‏‏‏.‏‏‏ وأمهم وحشية بنت شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النضر ‏‏‏.‏‏‏ ‏‏
 أولاد مرة وأمهاتهم
فولد مرة بن كعب ثلاثة نفر ‏‏‏:‏‏‏ كلاب بن مرة ، وتيم بن مرة ، ويقظة بن مرة ‏‏‏.‏‏‏
فأم كلاب ‏‏‏:‏‏‏ هند بنت سرير بن ثعلبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة ‏‏‏.‏‏‏ وأم يقظة ‏‏‏:‏‏‏ البارقية ، امرأة من بارق ، من الأسد من اليمن ‏‏‏.‏‏‏ ويقال ‏‏‏:‏‏‏ هي أم تيم ‏‏‏.‏‏‏ ويقال ‏‏‏:‏‏‏ تيم لهند بنت سرير أم كلاب ‏‏‏.‏‏‏
 نسب بارق
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ بارق ‏‏‏:‏‏‏ بنو عدي بن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة ابن امرىء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأسد بن الغوث ، وهم في شنوءة ‏‏‏.‏‏‏ قال الكميت بن زيد ‏‏‏:‏‏‏
وأزد شتوءة اندرءوا علينا * بجم يحسبون لها قرونا
فما قلنا لبارق قد أسأتم * وما قلنا لبارق أعتبونا
قال ‏‏‏:‏‏‏ وهذان البيتان في قصيدة له ‏‏‏.‏‏‏ وإنما سموا ببارق ، لأنهم تبعوا البرق ‏‏‏.‏‏‏
 ولدا كلاب وأمهما
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فولدكلاب بن مرة رجلين ‏‏‏:‏‏‏ قصي بن كلاب ، وزهرة بن كلاب ‏‏‏.‏‏‏ وأمهما فاطمة بنت سعد بن سيل أحد بنى الجدرة ، من جعثمة الأزد ، من اليمن ، حلفاء في بنى الديل بن بكر بن عبد مناف بن كنانة ‏‏‏.‏‏‏
 نسب جعثمة
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ ويقال ‏‏‏:‏‏‏ جعثمة الأسد ،وجعثمة الأزد ؛ وهو جعثمة بن يشكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران بن الحارث بن كعب بن عبدالله بن مالك بن نصر بن الأسد بن الغوث ، ويقال ‏‏‏:‏‏‏ جعثمة بن يشكر بن مبشر بن صعب بن نصر بن زهران بن الأسد بن الغوث ‏‏‏.‏‏‏
وإنما سموا الجدرة ، لأن عامر بن عمرو بن جعثمة تزوج بنت الحارث بن مضاض الجرهمي ، وكانت جرهم أصحاب الكعبة ‏‏‏.‏‏‏ فبنى للكعبة جدارا ، فسمى عامر بذلك الجادر ؛ فقيل لولده ‏‏‏:‏‏‏ الجدرة لذلك ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ ولسعد بن سَيَل يقول الشاعر ‏‏‏:‏‏‏
ما نرى في الناس شخصا واحدا * من علمناه كسعد بن سيلْ ‏‏
فارسا أضبط فيه عسرة * وإذا ما واقف القرن نزل
فارسا يستدرج الخيل كما استدرج * الحر القطامي الحجل
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ قوله ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏ كما استدرج الحر ‏‏‏)‏‏‏ عن بعض أهل العلم بالشعر ‏‏‏.‏‏‏
 نعم بنت كلاب وأمها ووالداها
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ ونعم بنت كلاب ، وهي أم سعد وسُعيد ابني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي ، وأمها فاطمة بنت سعد بن سيل ‏‏‏.‏‏‏
 أولاد قصي وأمهم
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فولد قصي بن كلاب أربعة نفر وامرأتين ‏‏‏:‏‏‏ عبد مناف بن قصي ، وعبدالدار بن قصي ، وعبدالعزى بن قصي ، وعبد قصي بن قصي ، وتخمر بنت قصي ، وبرة بنت قصي ، وأمهم ‏‏‏:‏‏‏ حُبيّ بنت حليل بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعي ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ ويقال ‏‏‏:‏‏‏ حبشية بن سلول ‏‏‏.‏‏‏
 أولاد عبد مناف وأمهاتهم
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فولد عبد مناف - واسمه المغيرة بن قصي - أربعة نفر ‏‏‏:‏‏‏ هاشم بن عبد مناف ، وعبد شمس بن عبد مناف ، والمطلب بن عبد مناف ، وأمهم عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة ، ونوفل بن عبد مناف ، وأمه واقدة بنت عمرو المازنية ، مازن بن منصور بن عكرمة ‏‏‏.‏‏‏
 نسب عتبة بن غزوان
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ فبهذا النسب خالفهم عتبة بن غزوان بن جابر بن وهب ابن نسيب بن مالك بن الحارث بن مازن بن منصور بن عكرمة ‏‏‏.‏‏‏
عود إلى أولاد عبد مناف
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وأبو عمرو ، وتماضر ، وقلابة ، وحية ، وريطة ، وأم الأخثم ، وأم سفيان ‏‏‏:‏‏‏ بنو عبد مناف ‏‏‏.‏‏‏
فأم أبي عمرو ‏‏‏:‏‏‏ ريطة ، امرأة من ثقيف ؛ وأم سائر النساء ‏‏‏:‏‏‏ عاتكة بنت مرة بن هلال ، أم هاشم بن عبد مناف ؛ وأمها صفية بنت حوزة بن عمرو بن سلول بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ؛ وأم صفية ‏‏‏:‏‏‏ بنت عائذ الله بن سعد العشيرة بن مذحج ‏‏‏.‏‏‏
 أولاد هاشم وأمهاتهم
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ فولد هاشم بن عبد مناف أربعة نفر ، وخمسة نسوة ‏‏‏:‏‏‏ عبدالمطلب بن هاشم ، وأسد بن هاشم ، وأبا صيفي بن هاشم ، ونضلة بن هاشم ، والشفاء ، وخالدة ، وضعيفة ، ورقية ، وحية ‏‏‏.‏‏‏ فأم عبدالمطلب ورقية ‏‏‏:‏‏‏ سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن حرام بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ‏‏‏.‏‏‏ واسم النجار ‏‏‏:‏‏‏ تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر ‏‏‏.‏‏‏
وأمها ‏‏‏:‏‏‏ عميرة بنت صخر بن حبيب بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجار ‏‏‏.‏‏‏ وأم عميرة ‏‏‏:‏‏‏ سلمى بنت عبدالأشهل النجارية ‏‏‏.‏‏‏
وأم أسد ‏‏‏:‏‏‏ قيلة بنت عامر بن مالك الخزاعي ‏‏‏.‏‏‏
وأم أبي صيفي وحية ‏‏‏:‏‏‏ هند بنت عمرو بن ثعلبة الخزرجية ‏‏‏.‏‏‏
وأم نضلة والشفاء ‏‏‏:‏‏‏ امرأة من قضاعة ‏‏‏.‏‏‏
وأم خالدة وضعيفة ‏‏‏:‏‏‏ واقدة بنت أبي عدي المازنية


أولاد عبدالمطلب بن هاشم
أولاد عبدالمطلب وامهاتهم
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ فولد عبدالمطلب بن هاشم عشرة نفر وست نسوة ‏‏‏:‏‏‏ العباس ، وحمزة ، وعبدالله ، وأبا طالب - واسمه عبد مناف - والزبير ، والحارث ، وحجلا ، والمقوم ، وضرارا ، وأبا لهب - واسمه عبدالعزى - وصفية ، وأم حكيم البيضاء ، وعاتكة ، وأميمة ، وأروى ، و برة ‏‏‏.‏‏‏ ‏‏
فأم العباس وضرار ‏‏‏:‏‏‏ نتيلة بنت جناب بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عامر - وهو الضحيان - بن سعد بن الخزرج بن تيم اللات بن النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار ‏‏‏.‏‏‏ ويقال ‏‏‏:‏‏‏ أفصى بن دعمي بن جديلة ‏‏‏.‏‏‏
وأم حمزة والمقوم وحجل ، وكان يلقب بالغيداق لكثرة خيره ، وسعة ماله ، وصفية ‏‏‏:‏‏‏ هالة بنت وهيب بن عبد مناة بن زهرة بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي ‏‏‏.‏‏‏
وأم عبدالله ، وأبي طالب ، والزبير ، وجميع النساء غير صفية ‏‏‏:‏‏‏ فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ‏‏‏.‏‏‏
وأمها ‏‏‏:‏‏‏ صخرة بنت عبد بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ‏‏‏.‏‏‏
وأم صخرة ‏‏‏:‏‏‏ تخمر بنت عبد بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ‏‏‏.‏‏‏
وأم الحارث بن عبدالمطلب ‏‏‏:‏‏‏ سمراء بنت جندب بن جحير بن رئاب بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة ‏‏‏.‏‏‏
وأم أبي لهب ‏‏‏:‏‏‏ لُبنى بنت هاجر بن عبد مناف بن ضاطر بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعي ‏‏‏.‏‏‏
 أم رسول الله صل الله عليه وسلم وأمهاتها
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ فولد عبدالله بن عبدالمطلب رسول الله صل الله عليه وسلم سيد ولد آدم ، محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب ، صلوات الله وسلامة ورحمته وبركاته عليه وعلى آله ‏‏‏.‏‏‏
وأمه ‏‏‏:‏‏‏ آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ‏‏‏.‏‏‏
وأمها ‏‏‏:‏‏‏ برة بنت عبدالعزى بن عثمان بن عبدالدار بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ‏‏‏.‏‏‏
وأم برة ‏‏‏:‏‏‏ أم حبيب بنت أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ‏‏‏.‏‏‏
وأم أم حبيب ‏‏‏:‏‏‏ برة بنت عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ فرسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف ولد آدم حسبا ، وأفضلهم نسبا من قبل أبيه وأمه صل الله عليه وسلم ‏‏‏.‏‏‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
موسوعة السيرة النبوية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة العلوم والمعارف :: الموسوعة الإسلامية الشاملة :: موسوعة السيرة النبوية-
انتقل الى: