منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 بدء قتال المشركين وبعض الغزوات والسرايا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75783
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

بدء قتال المشركين وبعض الغزوات والسرايا Empty
مُساهمةموضوع: بدء قتال المشركين وبعض الغزوات والسرايا   بدء قتال المشركين وبعض الغزوات والسرايا Emptyالسبت 15 ديسمبر 2018, 8:46 pm

بدء قتال المشركين وبعض الغزوات والسرايا


 بدء قتال المشركين
قال ابن إسحاق ‏:‏ ثم إن رسول الله صل الله عليه وسلم تهيأ لحربه ، قام فيما أمره الله به من جهاد عدوه ، وقتال من أمره الله به ممن يليه من المشركن ، مشركي العرب ، وذلك بعد أن بعثه الله تعلى بثلاث عشرة سنة
غزوة ودان ، وهي أول غزواته عليه الصلاة والسلام
موادعة بني ضمرة و الرجوع من غير حرب
قال ابن إسحاق ‏:‏ حتى بلغ وَدّان ، وهي غزوة الأبواء ، يريد قريشا وبني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ، فوادعته فيها بنو ضمرة ، وكان الذي وادعه منهم عليهم مخَشيّ بن عمرو الضمري ، وكان سيدهم في زمانه ذلك ‏.‏
ثم رجع رسول الله صل الله عليه وسلم إلى المدينة ، ولم يلق كيدا ، فأقام بها بقية صفر ، وصدرا من شهر ربيع الأول ‏.‏ قال ابن هشام ‏:‏ وهي أول غزوة غزاها ‏.‏
سرية عبيدة بن الحارث ، وهي أول راية عقدها عليه الصلاة والسلام
أول سهم رمي به في الإسلام
قال ابن إسحاق ‏:‏ وبعث رسول الله صل الله عليه وسلم ، في مُقامه ذاك بالمدينة عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي في ستين أو ثمانين راكبا من المهاجرين ، ليس فيهم من الأنصار أحد ، فسار حتى بلغ ماء بالحجاز ، بأسفل ثنيِّة المرة ، فلقي بها جمعا عظيما من قريش ، فلم يكن بينهم قتال ، إلا أن سعد بن أبي وقاص قد رمي يومئذ بسهم ، فكان أول سهم رمي به في الإسلام ‏.‏
من فر من المشركين إلى المسلمين في هذه السرية
ثم انصرف القوم عن القوم ، وللمسلمين حامية ‏.‏ وفر من المشركين إلى المسلمين المقداد بن عمرو البهراني ، حليف بني زهرة ، وعتبة بن غزوان بن جابر المازني ، حليف بني نوفل بن عبد مناف ، وكانا مسلمين ، ولكنهما خرجا ليتوصَّلا بالكفار ‏.‏ وكان على القوم عكرمة ابن أبي جهل ‏.‏
قال ابن هشام ‏:‏ حدثني ابن أبي عمرو بن العلاء ، عن أبي عمرو المدني ‏:‏ أنه كان عليهم مِكْرز بن حفص بن الأخيف ، أحد بني معيص بن عامر ابن لؤي بن غالب بن فهر
أول راية في الإسلام كانت لعبيدة
قال ابن إسحاق ‏:‏ فكانت راية عبيدة بن الحارث - فيما بلغني - أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام ، لأحد من المسلمين ‏.‏ وبعض العلماء يزعم أن رسول الله صل الله عليه وسلم بعثه حين أقبل من غزوة الأبواء ، قبل أن يصل إلى المدينة ‏.‏
سرية حمزة إلى سيف البحر
ما فعلته هذه السرية
وبعث في مقامه ذلك ، حمزة بن عبدالمطلب بن هاشم ، إلى سيف البحر ، من ناحية العيص ، في ثلاثين راكبا من المهاجرين ، وليس فيهم من الأنصار أحد ‏.‏ فلقي أبا جهل بن هشام بذلك الساحل في ثلاث مئة راكب من أهل مكة ‏.‏ فحجز بينهم مجديُّ بن عمرو الجهني ‏.‏ وكان موادعا للفريقين جميعا ، فانصرف بعض القوم عن بعض ، ولم يكن بينهم قتال ‏.‏
من قال أن أول راية في الإسلام كانت لحمزة رضي الله عنه ، و شعر حمزة في ذلك
وبعض الناس يقول ‏:‏ كانت راية حمزة أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد من المسلمين ‏.‏ وذلك أن بعثه وبعث عبيدة كانا معا ، فشُبِّه ذلك على الناس ‏.‏ وقد زعموا أن حمزة قد قال في ذلك شعرا يذكر فيه أن رايته أول راية عقدها رسول الله صل الله عليه وسلم ، فإن كان حمزة قد قال ذلك ، فقد صدق إن شاء الله ، لم يكن يقول إلا حقا ، فالله أعلم أي ذلك كان
غزوة بواط
يومها
قال ابن إسحاق ‏:‏ ثم غزا رسول الله صل الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول يريد قريشا ‏.‏
ابن مظعون في المدينة
قال ابن هشام ‏:‏ واستعمل على المدينة السائب بن عثمان بن مظعون ‏.‏
العودة إلى المدينة
قال ابن إسحاق ‏:‏ حتى بلغ بواط ، من ناحية رضوى ، ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا ، فلبث بها بقية شهر ربيع الآخر وبعض جمادى الأولى ‏.‏
غزوة العشيرة
من استعمله صل الله عليه وسلم على المدينة
ثم غزا قريشا ، فاستعمل على المدينة أبا سلمة بن عبدالأسد ، فيما قال ابن هشام ‏.‏
الطريق الذي سلكه صل الله عليه وسلم إلى هذه الغزوة
قال ابن إسحاق ‏:‏ فسلك على نقب بني دينار ، ثم على فيفاء الخبار ، فنزل تحت شجرة ببطحاء ابن أزهر ، يقال لها ‏:‏ ذات الساق ، فصلى عندها ‏.‏ فثمَّ مسجده صلى الاله عليه وسلم ، وصُنع له عندها طعام ، فأكل منه ، وأكل الناس معه ، فموضع أثافي البرمة معلوم هنالك ، واستُقي له من ماء به ، يقال له ‏:‏ المشترب ، ثم ارتحل رسول الله صل الله عليه وسلم فترك الخلائق بيسار ، وسلك شعبة يقال لها ‏:‏ شعبة عبدالله ، وذلك اسمها اليوم ، ثم صب لليسار حتى هبط يليل ، فنزل بمجتمعه ومجتمع الضبوعة ، واستقى من بئر بالضبوعة ، ثم سلك الفرش ‏:‏ فرش ملل ، حتى لقي الطريق بصحيرات اليمام ، ثم اعتدل به الطريق ، حتى نزل العشيرة من بطن ينبع ‏.‏ فأقام بها جمادى الأولى وليالي من جمادى الآخرة ، وادع فيها بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة ، ثم رجع إلى المدينة ، ولم يلق كيدا ‏.‏
تكنيته صل الله عليه وسلم عليا أبا تراب
وفي تلك الغزوة قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام ما قال ‏.‏
قال ابن إسحاق ‏:‏ فحدثني يزيد بن محمد بن خيثم المحاربي ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن محمد بن خيثم أبي يزيد ، عن عمار بن ياسر ، قال ‏:‏ كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة ؛ فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقام بها ؛ رأينا أناسا من بني مدلج يعملون في عين لهم وفي نخل ؛ فقال لي علي بن أبي طالب ‏:‏ يا أبا اليقظان ، هل لك في أن تأتي هؤلاء القوم ، فننظر كيف يعملون ‏؟‏ قال ‏:‏ قلت ‏:‏ إن شئت ؛ قال ‏:‏ فجئناهم ، فنظرنا إلى عملهم ساعة ، ثم غشينا النوم ‏.‏ فانطلقت أنا وعلي حتى اضطجعنا في صور من النخل ، وفي دقعاء من التراب فنمنا ، فوالله ما أهبَّنا إلا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم يحركنا برجله ‏.‏ وقد تترَّبْنا من تلك الدقعاء التي نمنا فيها ، فيومئذ قال رسول الله صل الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب ‏:‏ ما لك يا أبا تراب ‏؟‏ لما يرى عليه من التراب ‏.‏
أشقى رجلين
ثم قال ‏:‏ ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين ‏؟‏ قلنا ‏:‏ بلى ، يا رسول الله ؛ قال ‏:‏ أحيمر ثمود الذي عقر الناقة ، والذي يضربك يا علي على هذه - و وضع يده على قرنه - حتى يَبُلَّ منها هذه ‏.‏ وأخذ بلحيته ‏.‏
قال ابن إسحاق ‏:‏ وقد حدثني بعض أهل العلم ‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما سمَّى عليا أبا تراب ، أنه كان إذا عتب على فاطمة في شيء لم يكلمها ، ولم يقل لها شيئا تكرهه ، إلا أنه يأخذ ترابا فيضعه على رأسه ‏.‏ قال ‏:‏ فكان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا رأى عليه التراب عرف أنه عاتب على فاطمة ، فيقول ‏:‏ ما لك يا أبا تراب ‏؟‏ فالله أعلم أي ذلك كان ‏.‏
سرية سعد بن أبي وقاص
ذهابه إلى الخرار و رجوعه من غير حرب
قال ابن إسحاق ‏:‏ وقد كان بعث رسول الله صل الله عليه وسلم فيما بين ذلك من غزوة سعد بن أبي وقاص ، في ثمانية رهط من المهاجرين ، فخرج حتى بلغ الخرَّار من أرض الحجاز ، ثم رجع ولم يلق كيدا ‏.‏
قال ابن هشام ‏:‏ ذكر بعض أهل العلم أن بعث سعد هذا كان بعد حمزة ‏.‏
غزوة سفوان ، وهي غزوة بدر الأولى
إغارة كرز و الخروج في طلبه
قال ابن إسحاق ‏:‏ ولم يُقم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة حين قدم من غزوة العشيرة إلا ليالي قلائل لا تبلغ العشر ، حتى أغار كرز ابن جابر الفهري على سرح المدينة ، فخرج رسول الله صل الله عليه وسلم في طلبه ، واستعمل على المدينة زيد بن حارثة ، فيما قال ابن هشام ‏.‏
فوات كرز و الرجوع من غير حرب
قال ابن إسحاق ‏:‏ حتى بلغ واديا ، يقال له ‏:‏ سفوان ، من ناحية بدر ، و فاته كرز بن جابر ، فلم يدركه ، وهي غزوة بدر الأولى ‏.‏ ثم رجع رسول الله صل الله عليه وسلم إلى المدينة ، فأقام بها بقية جمادى الآخرة ورجبا وشعبان ‏.‏
سرية عبدالله بن جحش ونزول ‏:‏ ‏(‏ يسألونك عن الشهر الحرام ‏)‏ ‏.‏
بعثه و الكتاب الذي حمله من الرسول صل الله عليه و سلم
وبعث رسول الله صل الله عليه وسلم عبدالله بن جحش بن رئاب الأسدي في رجب ، مقفله من بدر الأولى ، وبعث معه ثمانية رهط من المهاجرين ، ليس فيهم من الأنصار أحد ، وكتب له كتابا وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه ، فيمضي لما أمره به ، ولا يستكره من أصحابه أحدا ‏.‏
أصحاب ابن جحش في هذه السرية
وكان أصحاب عبدالله بن جحش من المهاجرين ، ثم من بني عبد شمس ابن عبد مناف ‏:‏ أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ؛ ومن حلفائهم ‏:‏ عبدالله بن جحش ، وهو أمير القوم ، وعكاشة بن محصن ابن حرثان ، أحد بني أسد بن خزيمة ، حليف لهم ‏.‏
ومن بني نوفل بن عبد مناف ‏:‏ عتبة بن غزوان بن جابر ، حليف لهم ‏.‏
ومن بني زهرة بن كلاب ‏:‏ سعد بن أبي وقاص ‏.‏
ومن بني عدي بن كعب عامر بن ربيعة ، حليف لهم من عنز ابن وائل ، وواقد بن عبدالله بن عبد مناف بن عرين بن ثعلبة ابن يربوع ، أحد بني تميم ، حليف لهم ، وخالد بن البكير ، أحد بني سعد بن ليث ، حليف لهم ‏.‏
ومن بني الحارث بن فهر ‏:‏ سهيل بن بيضاء ‏.‏
ابن جحش يفتح الكتاب
فلما سار عبدالله بن جحش يومين فتح الكتاب ، فنظر فيه فإذا فيه ‏:‏ إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة ، بين مكة والطائف ، فترصد بها قريشا وتعلم لنا من أخبارهم ‏.‏ فلما نظر عبدالله بن جحش في الكتاب ، قال ‏:‏ سمعا وطاعة ؛ ثم قال لأصحابه ‏:‏ قد أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أمضي إلى نخلة ، أرصد بها قريشا ، حتى آتيه منهم بخبر ؛ وقد نهاني أن أستكره أحدا منكم ‏.‏ فمن كان منكم يريد الشهادة ويرغب فيها فلينطلق ، ومن كره ذلك فليرجع ؛ فأما أنا فماض لأمر رسول الله صل الله عليه وسلم ، فمضى ومضى معه أصحابه ، لم يتخلف عنه منهم أحد ‏.‏
من تخلف عن السرية بمعدن وسببه
و سلك على الحجاز ، حتى إذا كان بمعدن ، فوق الفرع ، يقال له ‏:‏ بحران ، أضل سعد بن أبي وقاص ، وعتبة بن غزوان بعيرا لهما ، كانا يعتقبانه ‏.‏ فتخلفا عليه في طلبه ‏.‏ ومضى عبدالله بن جحش وبقية أصحابه حتى نزل بنخلة ‏.‏
السرية تلتقي بتجارة لقريش
فمرت به عير لقريش تحمل زبيبا وأدما ، وتجارة من تجارة قريش ، فيهما عمرو بن الحضرمي ‏.‏
اسم الحضرمي ونسبه
قال ابن هشام ‏:‏ واسم الحضرمي ‏:‏ عبدالله بن عباد ، ويقال ‏:‏ مالك بن عباد أحد الصدف ، واسم الصدف ‏:‏ عمرو بن مالك ، أحد السكون ابن أشرس بن كندة ، ويقال ‏:‏ كنديّ ‏.‏
قال ابن إسحاق ‏:‏ وعثمان بن عبدالله بن المغيرة ، وأخوه نوفل بن عبدالله ، المخزوميان ، والحكم بن كيسان ، مولى هشام بن المغيرة ‏.‏
ما جرى بين الفريقين و ما خلص به ابن جحش
فلما رآهم القوم هابوهم وقد نزلوا قريبا منهم ، فأشرف لهم عكاشة بن محصن ، وكان قد حلق رأسه ، فلما رأوه أمنوا ، وقالوا عُمَّار ، لا بأس عليكم منهم ‏.‏ وتشاور القوم فيهم وذلك في آخر يوم من رجب ، فقال القوم ‏:‏ والله لئن تركتم القوم هذه الليلة ليدخلن الحرم ، فليمتنعن منكم به ، ولئن قتلتموهم لتقتلنهم في الشهر الحرام ؛ فتردد القوم ، وهابوا الإقدام عليهم ، ثم شجعوا أنفسهم عليهم ، وأجمعوا على قتل من قدروا عليه منهم ، وأخذ ما معهم ‏.‏ فرمى واقد بن عبدالله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله ، واستأسر عثمان بن عبدالله ، والحكم بن كيسان ؛ وأفلت لقومَ نوفلُ بن عبدالله فأعجزهم ‏.‏ وأقبل عبدالله ابن جحش وأصحابه بالعير وبالأسيرين ، حتى قدموا على رسول الله صل الله عليه وسلم المدينة ‏.‏
وقد ذكر بعض آل عبدالله بن جحش ‏:‏ أن عبدالله قال لأصحابه ‏:‏ إن لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما غنمنا الخمس - وذلك قبل أن يفرض الله تعالى الخمس من المغانم - فعزل لرسول الله صل الله عليه وسلم خمس العير ، وقسم سائرها بين أصحابه ‏.‏
إنكار الرسول صل الله عليه وسلم قتالهم في الأشهر الحرم
قال ابن إسحاق ‏:‏ فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ؛ قال ‏:‏ ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام ‏.‏ فوقَّف العير والأسيرين ‏.‏ وأبى أن يأخذ من ذلك شيئا ؛ فلما قال ذلك رسول الله صل الله عليه وسلم سُقط في أيدي القوم ، وظنوا أنهم قد هلكوا ، وعنفهم إخوانهم من المسلمين فيما صنعوا ‏.‏ وقالت قريش ‏:‏ قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام ، وسفكوا فيه الدم ، وأخذوا فيه الأموال ، وأسروا فيه الرجال ؛ فقال من يرد عليهم من المسلمين ، ممن كان بمكة ‏:‏ إنما أصابوا ما أصابوا في شعبان ‏.‏
توقع اليهود بالمسلمين الشر
وقالت يهود - تفاءَلُ بذلك على رسول الله صل الله عليه وسلم - عمرو بن الحضرمي قتله واقد بن عبدالله ، عمرو ، عمرت الحرب ؛ والحضرمي ، حضرت الحرب ؛ وواقد بن عبدالله ، وقدت الحرب ‏.‏ فجعل الله ذلك عليهم لا لهم ‏.‏
القرآن يقر ما فعله ابن جحش
فلما أكثر الناس في ذلك ، أنزل الله على رسول الله صل الله عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏ يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه ، قل قتال فيه كبير ، وصد عن سبيل الله وكفر به ، والمسجد الحرام ، وإخراج أهله منه أكبر عند الله ‏)‏ أي إن كنتم قتلتم في الشهر الحرام فقد صدوكم عن سبيل الله مع الكفر به ، وعن المسجد الحرام ، وإخراجكم منه وأنتم أهله ، أكبر عند الله من قتل من قتلتم منهم ‏(‏ والفتنة أكبر من القتل ‏)‏ ‏:‏ أي قد كانوا يفتنون المسلم في دينه ، حتى يردوه إلى الكفر بعد إيمانه ، فذلك أكبر عند الله من القتل ‏(‏ ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ‏)‏ ‏:‏ أي ثم هم مقيمون على أخبث ذلك وأعظمه ، غير تائبين ولا نازعين ‏.‏
فلما نزل القرآن بهذا من الأمر ، وفرج الله تعالى عن المسلمين ما كانوا فيه من الشفق ، قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم العير والأسيرين ، وبعثت إليه قريش في فداء عثمان بن عبدالله والحكم بن كيسان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ لا نُفديكموهما حتى يقدم صاحبانا - يعني سعد بن أبي وقاص ، وعتبة بن غزوان - فإنا نخشاكم عليهما ، فإن تقتلوهما ، نقتل صاحبيكم ‏.‏ فقدم سعد وعتبة ، فأفداهما رسول الله صل الله عليه وسلم منهم ‏.‏
إسلام ابن كيسان و موت عثمان كافرا
فأما الحكم بن كيسان فأسلم فحسن إسلامه ، وأقام عند رسول الله صل الله عله وسلم حتى قُتل يوم بئر معونة شهيدا ‏.‏ وأما عثمان بن عبدالله فلحق بمكة ، فمات بها كافرا ‏.‏
طمع ابن جحش أمير السرية في الأجر وما نزل في ذلك من القرآن
فلما تجلى عن عبدالله بن جحش وأصحابه ما كانوا فيه حين نزل القرآن ، طمعوا في الأجر ، فقالوا ‏:‏ يا رسول الله ، أنطمع أن تكون لنا غزوة نُعطى فيها أجر المجاهدين ‏؟‏ فأنزل الله عز وجل فيهم ‏:‏ ‏(‏ إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله ، والله عفور رحيم ‏)‏ ، فوضعهم الله عز وجل من ذلك على أعظم الرجاء ‏.‏
والحديث في هذا عن الزهري ، ويزيد بن رومان ، عن عروة بن الزبير ‏.‏
إحلال الفيء وقسمه
قال ابن إسحاق ‏:‏ وقد ذكر بعض آل عبدالله بن جحش ‏:‏ أن الله عز وجل قسم الفيء حين أحله ، فجعل أربعة أخماس لمن أفاءه الله ، وخمسا إلى الله ورسوله ، فوقع على ما كان عبدالله بن جحش صنع في تلك العير ‏.‏
أول غنيمة للمسلمين
قال ابن هشام ‏:‏ وهي أول غنيمة غنمها المسلمون ‏.‏ وعمرو بن الحضرمي أول من قتله المسلمون ، وعثمان بن عبدالله ، والحكم بن كيسان أول من أسر المسلمون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75783
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

بدء قتال المشركين وبعض الغزوات والسرايا Empty
مُساهمةموضوع: رد: بدء قتال المشركين وبعض الغزوات والسرايا   بدء قتال المشركين وبعض الغزوات والسرايا Emptyالسبت 15 ديسمبر 2018, 8:51 pm

قصة زينب بنت الرسول وزوجها أبي العاص

 



خروج زينب إلى المدينة وما أصابها عند خروجها 
 تأهبها و إرسال الرسول رجلين ليصحباها
قال ‏‏:‏‏ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ عليه ، أو وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ، أن يخلي سبيل زينب إليه ، أو كان فيما شرط عليه في إطلاقه ، ولم يظهر ذلك منه ولا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعلم ما هو ، إلا أنه لما خرج أبو العاص إلى مكة وخُلِّي سبيله ، بعث رسول الله صل الله عليه وسلم زيد بن حارثة ورجلا من الأنصار مكانه ، فقال ‏‏:‏‏ كونا ببطن يأجج حتى تمر بكما زينب ، فتصحباها حتى تأتياني بها ‏‏.‏‏
فخرجا مكانهما ، وذلك بعد بدر بشهر أو شَيْعِه ، فلما قدم أبو العاص مكة أمرها باللحوق بأبيها ، فخرجت تجهز ‏‏.‏‏
 هند تحاول تعرف أمر زينب
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فحدثني عبدالله بن أبي بكر ، قال ‏‏:‏‏ حُدثت عن زينب أنها قالت ‏‏:‏‏ بينا أنا أتجهز بمكة للحوق بأبي لقيتني هند بنت عتبة ، فقالت ‏‏:‏‏ يا بنت محمد ، ألم يبلغني أنك تريدين اللحوق بأبيك ‏‏؟‏‏ قالت ‏‏:‏‏ فقلت ‏‏:‏‏ ما أردت ذلك ؛ فقالت ‏‏:‏‏ أي ابنة عمي ، لا تفعلي ، إن كانت لك حاجة بمتاع مما يرفق بك في سفرك ، أو بمال تتبلَّغين به إلى أبيك ، فإن عندي حاجتك ، فلا تضطني مني ، فإنه لا يدخل بين النساء ما بين الرجال ‏‏.‏‏
قالت ‏‏:‏‏ والله ما أراها قالت ذلك إلا لتفعل ، قالت ‏‏:‏‏ ولكني خفتها ، فأنكرت أن أكون أريد ذلك ، وتجهزت ‏‏.‏‏
 كنانة يرجع بزينب حتى تهدأ الأصوات ضدها
فلما فرغت بنت رسول الله صل الله عليه وسلم من جهازها قدَّم لها حموها كنانة بن الربيع أخو زوجها بعيرا ، فركبته ، وأخذ قوسه وكنانته ، ثم خرج بها نهارا يقود بها ، وهي في هودج لها ‏‏.‏‏
وتحدث بذلك رجال من قريش ، فخرجوا في طلبها حتى أدركوها بذى طُوى ، فكان أول من سبق إليها هبَّار بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبدالعزى ، والفهري ؛ فروّعها هبار بالرمح وهي في هودجها ، وكانت المرأة حاملا - فيما يزعمون - فلما ريعت طرحت ذا بطنها ، وبرك حموها كنانة ، ونثر كنانته ، ثم قال ‏‏:‏‏ والله لا يدنو مني رجل إلا وضعت فيه سهما ، فتكركر الناس عنه ‏‏.‏‏
وأتى أبو سفيان في جلة من قريش فقال ‏‏:‏‏ أيها الرجل ، كف عنا نبلك حتى نكلمك ، فكف ؛ فأقبل أبو سفيان حتى وقف عليه ، فقال ‏‏:‏‏ إنك لم تصب ، خرجت بالمرأة على رؤوس الناس علانية ، وقد عرفت مصيبتنا ونكبتنا ، وما دخل علينا من محمد ، فيظن الناس إذا خرجت بابنته إليه علانية على رؤوس الناس من بين أظهرنا ، أن ذلك عن ذل أصابنا عن مصيبتنا التي كانت ، وأن ذلك منا ضعف ووهن ، ولعمري ما لنا بحبسها عن أبيها من حاجة ، وما لنا في ذلك من ثُوْرة ، ولكن ارجع بالمرأة ، حتى إذا هدأت الأصوات ، وتحدث الناس أن قد رددناها ، فسُلَّها سرا ، وألحقها بأبيها ؛ قال ‏‏:‏‏ ففعل ‏‏.‏‏
فأقامت ليالي ، حتى إذا هدأت الأصوات خرج بها ليلا حتى أسلمها إلى زيد بن حارثة وصاحبه ، فقدما بها على رسول الله صل الله عليه وسلم ‏‏.‏‏
 شعر لأبي خيثمة في شأن زينب
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فقال عبدالله بن رواحة ، أو أبو خيثمة ، أخو بني سالم بن عوف ، في الذي كان من أمر زينب - قال ابن هشام ‏‏:‏‏ هي لأبي خيثمة - ‏‏:‏‏
أتاني الذي لا يُقدر الناس قدره * لزينب فيهم من عقوق ومأثم
وإخراجها لم يخُز فيها محمد * على مأقط وبيننا عطر منشم
وأمسى أبوسفيان من حلف ضمضم *ومن حربنا في رغم أنف ومندم
قرنَّا ابنه عمرا ومولى يمينه * بذي حَلَق جلد الصلاصل محُكم ‏
فأقسمت لا تنفك منا كتائب * سراة خميس في لهُام مُسوَّمِ
نزوع قريش الكفر حتى نعلَّها * بخاطمة فوق الأنوف بميسم
ننزّلهم أكناف نجد ونخلة * وإن يُتهموا بالخيل والرجل نتهم
يد الدهر حتى لا يعوَّج سِرْبُنا * و نلحقهم آثار عاد وجرهم
ويندم قوم لم يطيعوا محمدا * على أمرهم وأي حين تندُّم
فأبلغ أبا سفيان إما لقيته * لئن أنت لم تخلص سجودا وتسلم
فأبشر بخزي في الحياة معجَّل * وسربال قار خالدا في جهنم
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويروى ‏‏:‏‏ وسربال نار ‏‏.‏‏
الخلاف بين ابن إسحاق و ابن هشام في مولى يمين أبي سفيان
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ومولى يمين أبي سفيان ، الذي يعني ‏‏:‏‏ عامر بن الحضرمي ‏‏:‏‏ كان في الأسارى ، وكان حِلْف الحضرمي إلى حرب بن أمية ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ مولى يمين أبي سفيان ، الذي يعني ‏‏:‏‏ عقبة بن عبدالحارث بن الحضرمي ، فأما عامر بن الحضرمي فقتل يوم بدر ‏‏.‏‏
 شعر هند وكنانة في هجرة زينب
ولما انصرف الذين خرجوا إلى زينب لقيتهم هند بنت عتبة ، فقالت لهم ‏‏:‏‏
أفي السلم أعيار جفاء وغلظة * وفي الحرب أشباه النساء العواركِ
وقال كنانة بن الربيع في أمر زينب ، حين دفعها إلى الرجلين ‏‏:‏‏
عجبت لهبار وأوباش قومه * يريدون إخفاري ببنت محمد
ولست أبالي ما حييت عديدهم * وما استجمعت قبضا يدي بالمهند
 الرسول يستبيح دم هبار الذي روع ابنته زينب
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ حدثني يزيد بن أبي حبيب ، عن بكير بن عبدالله بن الأشج ، عن سليمان بن يسار ، عن أبي إسحاق الدوسي ، عن أبي هريرة ، قال ‏‏:‏‏ بعث رسول الله صل الله عليه وسلم سرية أنا فيها ، فقال لنا ‏‏:‏‏ إن ظفرتم بهبار بن الأسود ، أو الرجل الآخر الذي سبق معه إلى زينب - قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وقد سمى ابن إسحاق الرجل في حديثه ، وقال ‏‏:‏‏ هو نافع بن عبد قيس - فحرقوهما بالنار ‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ فلما كان الغد بعث إلينا ، فقال ‏‏:‏‏ إني كنت أمرتكم بتحريق هذين الرجلين إن أخذتموهما ، ثم رأيت أنه لا ينبغي لأحد أن يعذب بالنار إلا الله ، فإن ظفرتم بهما فاقتلوهما ‏‏.‏‏
 إسلام أبي العاص بن الربيع
المسلمون يستولون على مال لأبي العاص ، وقدومه لاسترداده ، و إجارة زينب له
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وأقام أبو العاص بمكة ، وأقامت زينب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، حين فرق بينهما الإسلام ، حتى إذا كان قبيل الفتح ، خرج أبو العاص تاجرا إلى الشام ، وكان رجلا مأمونا ، بمال له وأموال لرجال من قريش ، أبضعوها معه ، فلما فرغ من تجارته وأقبل قافلا ، لقيته سرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأصابوا ما معه ، وأعجزهم هاربا ، فلما قدمت السرية بما أصابوا من ماله ، أقبل أبوالعاص تحت‏ الليل حتى دخل على زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستجار بها ، فأجارته ، وجاء في طلب ماله ، فلما خرج رسول الله صل الله عليه وسلم إلى الصبح - كما حدثني يزيد بن رومان - فكبر وكبر الناس معه ، صرخت زينب من صُفَّة النساء ‏‏:‏‏ أيها الناس ، إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع
قال ‏‏:‏‏ فلما سلم رسول الله صل الله عليه وسلم من الصلاة أقبل على الناس ، فقال ‏‏:‏‏ أيها الناس ، هل سمعتم ما سمعت ‏‏؟‏‏ قالوا ‏‏:‏‏ نعم ؛ قال ‏‏:‏‏ أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء من ذلك حتى سمعت ما سمعتم ، إنه يجير على المسلمين أدناهم
ثم انصرف رسول الله صل الله عليه وسلم ، فدخل على ابنته ، فقال ‏‏:‏‏ أي بُنيَّة ، أكرمي مثواه ، ولا يخلصن إليك ، فإنك لا تحلين له
 المسلمون يردون على أبي العاص ماله ، وإسلامه بعد ذلك
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني عبدالله بن أبي بكر ‏‏:‏‏ أن رسول الله صل الله عليه وسلم بعث إلى السرية الذين أصابوا مال أبي العاص ، فقال لهم ‏‏:‏‏ إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم ، و قد أصبتم له مالا ، فإن تحسنوا وتردوا عليه الذي له ، فإنا نحب ذلك ، وإن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاء عليكم ، فأنتم أحق به ؛ فقالوا ‏‏:‏‏ يا رسول الله ، بل نرده عليه ، فردوه عليه ، حتى إن الرجل ليأتي بالدلو ، ويأتي الرجل بالشَّنَّة وبالإداوة ، حتى إن أحدهم ليأتي بالشِّظاظ ، حتى ردوا عليه ماله بأسره ، لا يفقد منه شيئا
ثم احتمله إلى مكة ، فأدى إلى كل ذي مال من قريش ماله ، ومن كان أبضع معه ، ثم قال ‏‏:‏‏ يا معشر قريش ، هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه ؛ قالوا ‏‏:‏‏ لا ، فجزاك الله خيرا ، فقد وجدناك وفيا كريما ، قال ‏‏:‏‏ فأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، والله ما منعني من الإسلام عنده إلا تخوف أن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم ، فلما أداها الله إليكم وفرغت منها أسلمت ، ثم خرج حتى قدم على رسول الله صل الله عليه وسلم ‏‏.‏‏
 الرسول يرد زينب إلى أبي العاص
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال ‏‏:‏‏ رد عليه رسول الله صل الله عليه وسلم زينب على النكاح الأول لم يحُدث شيئا بعد ست سنين ‏‏.‏‏
 مثل من أمانة أبي العاص زوج زينب ابنة الرسول صل الله عليه و سلم
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وحدثني أبو عبيدة ‏‏:‏‏ أن أبا العاص بن الربيع لما قدم من الشام ومعه أموال المشركين ، قيل له ‏‏:‏‏ هل لك أن تسلم وتأخذ هذه الأموال ، فإنها أموال المشركين ‏‏؟‏‏ فقال أبو العاص ‏‏:‏‏ بئس ما أبدأ به إسلامي أن أخون أمانتي ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وحدثني عبدالوارث بن سعيد التنوري ، عن داود ‏بن أبي هند ، عن عامر الشعبي ، بنحو من حديث أبي عبيدة ، عن أبي العاص ‏‏.


قال ابن إسحاق : وقد كان في الأسارى أبو العاص بن الربيع بن عبدالعزى بن عبد شمس ، ختن رسول الله صل الله عليه وسلم ، وزوج ابنته زينب .
قال ابن هشام : أسره خراش بن الصمة ، أحد بني حرام .
سبب زواج أبي العاص من زينب
قال ابن إسحاق : وكان أبو العاص من رجال مكة المعدودين : مالا ، وأمانة ، وتجارة ، وكان لهالة بنت خويلد ، وكانت خديحة خالته . فسألت خديجة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزوجه ، وكان رسول الله صل الله عليه وسلم لا يخالفها ، وذلك قبل أن ينزل عليه الوحي ، فزوجه ، وكانت تعده بمنزلة ولدها .
فلما أكرم الله رسول الله صل الله عليه وسلم بنبوته آمنت به خديجة وبناته ، فصدقنه ، وشهدن أن ما جاء به الحق ، و دِنَّ بدينه ، وثبت أبو العاص على شركه .
قريش تشغل الرسول عليه الصلاة والسلام بطلاق بناته من أزواجهن
وكان رسول الله صل الله عليه وسلم قد زوّج عتبة بن أبي لهب رقية ، أو أم كلثوم . فلما بادى قريشا بأمر الله تعالى وبالعداوة ، قالوا : إنكم قد فرَّغتم محمدا من همه ، فردوا عليه بناته ، فاشغلوه بهن .
فمشوا إلى أبي العاص فقالوا له : فارق صاحبتك ونحن نزوجك أي امرأة من قريش شئت ؛ قال : لا والله ، إني لا أفارق صاحبتي ، وما أحب أن لي بامرأتي امرأة من قريش .
وكان رسول الله صل الله عليه وسلم يثني عليه في صهره خيرا ، فيما بلغني . ثم مشوا إلى عتبة بن أبي لهب ، فقالوا له : طلق بنت محمد ونحن نُنكحك أي امرأة من قريش شئت ؛ فقال : إن زوجتموني بنت أبان بن سعيد بن العاص ، أو بنت سعيد بن العاص فارقتها .
فزوجوه بنت سعيد بن العاص وفارقها ، ولم يكن دخل بها ، فأخرجها الله من يده كرامة لها ، وهوانا له ، وخلف عليها عثمان بن عفان بعده .
تحريم زينب على أبي العاص بن الربيع
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحُل بمكة ولا يحرم ، مغلوبا على أمره ؛ وكان الإسلام قد فرق بين زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسلمت وبين أبي العاص بن الربيع ، إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقدر أن يفرق بينهما ، فأقامت معه على إسلامها وهو على شركه ، حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما صارت قريش إلى بدر ، سار فيهم أبو العاص بن الربيع فأصيب في الأسارى يوم بدر ، فكان بالمدينة عند رسول الله صل الله عليه وسلم .
رد المسلمين فدية زينب لأبي العاص
قال ابن إسحاق : وحدثني يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير عن أبيه عباد ، عن عائشة قالت : لما بعث أهل مكة في فداء أُسَرَائهم ، بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أبي العاص بن الربيع بمال ، وبعثت فيه بقلادة لها كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها ؛ قالت : فلما رآها رسول الله صل الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة وقال : إن رأيتم أن تُطْلقوا لها أسيرها ، وتردوا عليها مالها ، فافعلوا ؛ فقالوا : نعم يارسول الله . فأطلقوه ، وردوا عليها الذي لها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
بدء قتال المشركين وبعض الغزوات والسرايا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة العلوم والمعارف :: الموسوعة الإسلامية الشاملة :: موسوعة السيرة النبوية-
انتقل الى: