منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 خواطر إيمانية ودعوية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

خواطر إيمانية ودعوية Empty
مُساهمةموضوع: خواطر إيمانية ودعوية   خواطر إيمانية ودعوية Emptyالإثنين 17 ديسمبر 2018, 12:48 pm

خواطر إيمانية ودعوية P_1081djsjw1



الكتاب: بارقة أمل.

المؤلف: أ. رضا الجنيدي.

عدد الصفحات: 82.


بارقة أمل
كل دعاء دعوتَه بيقينٍ ستجد ثمرتَه ولو بعد حينٍ، أليس هو القائل: ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]، تمسَّك بالأمل.

https://www.alukah.net/Books/Files/Book_11209/BookFile/bae.pdf



تحميل ملف الكتاب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

خواطر إيمانية ودعوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: خواطر إيمانية ودعوية   خواطر إيمانية ودعوية Emptyالإثنين 17 ديسمبر 2018, 12:49 pm

إشراقة أمل (1)




تمسَّك بالأمل
كل دعاء دعَوْتَه بيقينٍ ستجد ثمرته ولو بعد حين، أليس هو القائل: ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]، تمسَّك بالأمل.
 
افتح أبواب قلبك
افتَحْ أبوابَ قلبِكَ للدُّعاء؛ فاللحظة التي تشتاق إليها اقتربت كثيرًا، لحظة جفاف دَمْعِكَ، وفرحة قلبك التي انتظرتها طويلًا، اللحظة التي ستتحقَّق فيها أمنياتك التي حنيْتَ رأسَكَ ساجِدًا لله، داعيًا بها دائمًا.
أنت أقرب ما تكون للخير والسعادة، ما عليك سوى الدعاء بيقينٍ، ومنه الإجابة؛ فهو الكريم.
انتظر الفرحة قريبًا، فهذا وَعْدٌ إلهيٌّ، فماذا تتوقَّع من ربِّك حين يَعِدُكَ؟ ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60].
 
دعوة صادقة
دعوة صادقة من القلب بإمكانها تغيير قوانين الكون، زكريا أحسن الظنَّ في ربِّه، وقال بيقين: ﴿ وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ﴾ [مريم: 4]، فكانت النتيجة أنْ تغيَّرت قوانين الكون مِنْ أجله لدعوته الصادقة، فالزوجة عاقرٌ انقطع رجاؤها في الإنجاب لعلة جسدية متأصِّلة فيها، ولعوامل الكِبَر التي طرأتْ عليها، والرجل بلَغ من الكِبَرِ عتيًّا حتى اشتعل رأسُه شيبًا، ووهَن منه العَظْمُ الذي هو أقوى ما في جسم الإنسان، وآخر ما يَضعُف في الجسد، وصار في سِنٍّ يستحيل فيها منطقيًّا أن يُنجِب، مع كل ذلك، تأتيه البُشْرى، وهو ما زال في محرابه يتنفَّس رحيقَ الأملِ، وتسري دِماءُ اليقين وحُسْن الظنِّ في عروقه الطاهرة: ﴿ يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى ﴾ [مريم: 7].
 
مهما بدَتْ أحلامُكَ صعبةَ المنال، فدعوةٌ صادقةٌ من القلب تدعوها وأنت ساجدٌ في جوف الليل، يُمكن أنْ تُغيِّر قوانين الكون من أجلك؛ فربُّك كريمٌ واسعُ العطاء، يحبُّ أن يسمع دعاءك الخفي، وأنْ يرى حُسْن ظنِّك فيه، فاجعَل دعاءك قويًّا، واحرِص أن يكون خفيًّا، وردِّد دومًا بيقين: ﴿ وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ﴾ [مريم: 4].
ثق بربِّك وتمسَّك بحبال الأمل، تُزْهِر حياتُك أرْوَع الخيرات.
 
الله قريب
لا تحزَن حين يُحاصرك الصَّمْتُ، وتعجِز سفينة كلماتِكَ عن الإبحار في عالم البشر، فحتى صوت صَمْتِكَ وعجز هَمْسِكَ، وتنهيدات خواطرك الخفيَّة، لن تضيع سُدًى؛ فربُّك أقربُ إليك من حبل الوريد، يعلم ما يُكنُّه صدرُكَ، ويهمس به نَبْضُكَ، يسمع صوت كلماتك الخفيَّة التي لا تستطيع البوح بها لأقرب الأحباب؛ فدَعْ قلبَكَ يناجي ربِّكَ ويُناديه نداءً خفيًّا، وثِقْ أنه ستأتيكَ قريبًا المِنحُ الربانيةُ، ﴿ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ﴾ [هود: 61].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

خواطر إيمانية ودعوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: خواطر إيمانية ودعوية   خواطر إيمانية ودعوية Emptyالإثنين 17 ديسمبر 2018, 12:50 pm

إشراقة أمل (2)

 
سفينة الدعاء
حين تركب سفينة الدعاء، ستجد نفسَكَ يومًا ما على شاطئ الإجابة تنعم بالعطاء، ألم ترَ كيف كثُرت طلبات موسى عليه السلام، فكانت الإجابة الربانية: ﴿ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى ﴾ [طه: 36]؟ حين تدعو بيقين يُستجاب لكَ ولو بعد حين؛ فادْعُ وانتظر تحقيق أمنياتكَ واستعدَّ لأيامٍ كلها أفراح، الفرحة قادمة بإذن الله عمَّا قريب؛ لكنها فقط تحتاج منك لدعاء ويقينٍ.
 
الفرج قادم
حين تُقهر، وعلى أمرك تُغلَب، فارْفَع يديك إلى السماء، أو ضَعْ جبهتَكَ على الأرض، ودَعْ قلبَكَ يصرخ دون حرجٍ: ﴿ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ ﴾ [القمر: 10].

تذكَّر قول الله عز وجل عن نبيِّه نوح: ﴿ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ ﴾ [القمر: 10]، تذكَّر أنَّه حين دعا نوحٌ ربَّه بهذا الدعاء، تغيَّرت قوانين الكون، وجاءه النصر في لمح البصر! ردِّدْها الآن، وانتظر النصر والفرج قريب بإذن الله، النصر قادمٌ، والفرج قادم، لكن ربما يحتاج الأمر منك إلى قوةٍ وإخلاصٍ في الدعاء.
 

رسالة إلى مريض
اشتدَّ المرض، وبلغ الألمُ مداه، وانتشر الوَهَنُ في الجسد حتى حواه!
لا تحزن؛ فكل لحظة ألمٍ، وكل تنهيدة مرضٍ حسناتٌ تُكتَب، وسيئات تُمحى، ودرجات تُرفَع.
 
لا تجزَع، فكلُّ دمعةٍ ذُرِفَت، وكُلُّ شكوى حُبِسَت أمامها خطايا من كتابك مُحِيت؛ فهنيئًا لك طُهرٌ رُزِقتَه، وأجرٌ اكتسبتَه، ودعاء دعوتَه، وقريبًا ترى ثمرتَه؛ فمن أُلهِمَ الدعاء نال بركة إجابته.
 
لا تيئَس من الشفاء، ففي دعاء أيوب عليه السلام طاقةُ أملٍ لكل من تغلغل المرض في جسده واشتدَّ أذاه، ردِّد بيقينٍ ورجاءٍ: ﴿ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 83].

سَلِ الوهَّاب
حين تتقطَّع الأسبابُ، وتُغلَق دونَك الأبوابُ، وتجد نفسَكَ غريقًا في أمواج اليأس.
اهدَأ واستمعْ لصوت طُهْر ونقاء النفس حين تقول لك بكل يقينٍ: سلِ الوهَّاب يَهَبك دون أسباب، سَلِ الوهَّاب يَهبك ما لا يخطُر لك على بالٍ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

خواطر إيمانية ودعوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: خواطر إيمانية ودعوية   خواطر إيمانية ودعوية Emptyالإثنين 17 ديسمبر 2018, 12:50 pm

إشراقة أمل (3)




استغيثوا تُغاثوا
يقول الله عز وجل: ﴿ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ ﴾ [الأنفال: 11]، هل توقفتَ عند هذه الآية، واكتشفتَ أنَّ هذه الرحمة قد مرَّتْ بكَ ذاتَ يومٍ ولم تُدرك معناها حينذاك؟
 
هل شعرت بشيءٍ مِن النُّعاس غلبَكَ رغمًا عنكَ وأنت تمرُّ بمشاعر الخوف أو القَلَق أو الضيق النفسي؛ فكانت النتيجة أنْ تَبَدَّلَ خوفُكَ أمْنًا؟

سبحان مَن جعَل رحمته تزور الخائفين والمهمومين في شكل نُعاسٍ خفيف لطيف يغلبهم؛ فيُخفِّف عنهم وطأة ما يشعُرون به!
 
سبحان من تأتي رَحماتُه لتغمرنا في وقت تضطرب فيه المشاعر الإنسانية، وتحتاج القلوب إلى رحمة عاجلة تمنحها الأمْنَ والثبات، فيجعل الله عز وجل النوم الذي من طبيعته أنَّه يُجافي أعيُن الخائفين، ولا يرتمي سوى في أحضان الآمنين، يجعله يزور الخائفين فيُذهبَ عنهم رجزَ القَلَق ووساوسَ الخوف!
 
فها هم المؤمنون تساورُهم مشاعرُ الخوف والقَلَق قبيل غزوة بدر، فكل مقوِّمات الانتصار وعوامل القوة بمنظور البشر مع عدوِّهم؛ ولكن الدعاء الصادق يُغيِّر قوانين الكون وتوقُّعات البَشَر.
 
لقد بدَّل الله خوفَهم أمْنًا بشيءٍ من النُّعاس غَلَبَهم رغمًا عنهم وهم يستعدُّون للمَلْحَمة الكبرى ويتهيَّؤون لقتال العدُوِّ في مواجهة لم تكن متوقَّعة، ولم يُخطَّط لها، وتبدأ المعجزة بنُعاسٍ خفيفٍ يُهدِّئ القلوب، ثم بانتصار عظيم يُثْلِجُ الصدور.
 
رحمات الله قد تأتينا في هيئة لا نُدرِك معناها، فنمرُّ عليها مرور العابرين الغافلين، ولا نُؤدِّي حقَّ شكرها، لكن الله عز وجل يظلُّ يغمُرنا برحماته رغم غفلتنا؛ فالحمد لله على فيُوضات رحمته، والحمد لله على حكمته.

رحمات الله ستأتينا حتمًا إن تعلَّمْنا كيف نستجلبُها كما استجلَبها النبي صل الله عليه وسلم والصحابة في غزوة بدر.
 
أليست بداية الآية: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ ﴾ [الأنفال: 9] ؟! استغيثوا بصدق وقوة يُستجِب لكم!
 
في جوف الليل حياة
حين ضاقت عليه الأرضُ بما رحبت، وتخلَّى عنه الجميع، ولم يجد معه سوى ألَمه ووجعه، وقلبِه المثقل بالهموم، تذكَّرَ أنَّ له يدًا لم تُرفَع بتضرُّع لخالقها منذُ زمنٍ بعيدٍ، وأنَّ له قلبًا لم يُناجِ ربَّه بعدما تصلَّبَ وغطَّاه الجليد، تذكَّر أنَّ له ربًّا أقرب إليه من حبل الوريد، تذكَّرَ أنَّه سمِعَ صوتًا حنونًا يهمس في أذنه مِن قبل قائلًا له: مهما ضاقَتْ عليكَ الأرضُ بما رحبت لا تيئَس؛ ففي جوف الليل تتَّسِع الحياة، وفي جوف الليل تُلبَّى الأمنيات، عليك فقط أن تُهرول إلى ربِّكَ وتُحسِن المناجاة، تذكَّر كل ذلك حين انتابه الحزن وخيَّم على قلبه اليأس، فتُرى ماذا سيفعل بعدما تذكَّر؟!
 
وأنت ماذا عنك؟
هل ضاقت عليك الأرضُ بما رَحُبت؟
لا تحزن؛ ففي جوف الليل تتَّسِع الحياة، قُمْ وادْعُ ربَّكَ، وانتظر إشراق شمس الهناء؛ فكل دعوة تدعوها في جوف الليل تغسل عنك غبار العناء.
 
ما أقصرَها من مسافة!
المسافة بينك وبين تحقيق أمنياتك تتمثَّل في يدٍ ترفعها بصدق لتدعو ربَّكَ وكُلُّكَ يقينٌ في استجابته، وقَدَمٍ تخطو بها أول خطوة نحو هدفك الضائع وكُلُّكَ يقينٌ في الوصول إليه واستعادته.
 
لا تجلس مكانك وتنتظر تحقيق أحلامك؛ فالانتظار رأسُ مال العاجزين والفاشلين، تمسَّك بالأمل والدعاء وتحرَّك لتصِل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

خواطر إيمانية ودعوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: خواطر إيمانية ودعوية   خواطر إيمانية ودعوية Emptyالإثنين 17 ديسمبر 2018, 12:51 pm

إشراقة أمل (4)

 
سكاكين الأحزان
إذا مزَّقَتْ قلبَكَ سكاكينُ الأحزان، فقُمْ بحياكته بحبال الاستعانة بالرحمن، وردِّد: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87]، ردِّدْها وثِقْ أنَّه لن يتركَكَ وحدَكَ؛ فهو نصيرُ المكروبين، وملاذُ الحائرين، وضَعْ نصب عينيك دومًا: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾ [مريم: 64].

الدعاء إيجابية
في اللحظة التي تُغلَقُ فيها جميعُ الأبواب، وتُسَدُّ فيها جميعُ النوافذ، لا تيئَس، ارفع عينيكَ لأعلى، ستجد أبواب السماء مفتوحةً تنتظر وصول صوتِكَ وارتفاع دعواتك، لتنهمر عليك بإذن الله أمطار الإجابة.
 
الدعاءُ إيجابيةٌ من المؤمن الواثق في عطاء ربِّه، فلا تتخلَّ عنه، ولا تحرِمْ نفسَكَ من خيراته.
 

اشكُرْه يزدْكَ
كل الخير الذي تتمنَّاه، وتنتظر وصوله إليك سالِمًا، ربما يحتاج أنْ تتذكَّر هذه الآية: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7].
استغراقُكَ في عبادة الشكر على ما لديك من نِعمٍ منسية، يُمطرك بوابل مِن المزيد مِن النِّعَم؛ فلا تحرم نفسك مِن بشائر الخير بغفلة القلب عن لذَّة الشكر.
استجلِب نعيمَ الخير بنعيم الشكر.
 
حرِّر قلبك
الحزن يُخيم على قلبك؟
تشعُر بالضَّعْف أمام من تُحِبُّ، ولا يُقدِّر قيمتَك، ولا يعبأ بمشاعرك ونبض قلبك؟
لا تيئَس؛ فبإمكانك استرداد سعادتك حين تعيد الملك لمالكه؛ فالقلب الذي علَّقْتَه يومًا بغير الله فصار ذليلًا لمحبوبه، لن يعرف السلام والهدوء والطُّمأنينة، إلا عندما تُعيدُه صافيًا لخالقه ومالكه.
حرِّر قلبَكَ من قيوده، ينعَمْ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

خواطر إيمانية ودعوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: خواطر إيمانية ودعوية   خواطر إيمانية ودعوية Emptyالإثنين 17 ديسمبر 2018, 12:53 pm

إشراقة أمل (5)




غياب الأحبة
بينك وبينهم حدودٌ وفواصل ومسافات! لا تحزن فالذي جمع يعقوب بيوسف بعد طول غياب قادرٌ على أن يجمعَكَ بهم، ويمحو كل ما اعتراك من ألم وعذاب.
 
تذكَّر
كلَّما أحسنت فأساؤوا إليك، تذكَّر: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾ [الضحى: 5].
كلَّما أعطيت فبخلوا عليك، تذكر: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾ [الضحى: 5].
كلَّما اجتهدت ومع ذلك فشِلت، تذكَّر: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾ [الضحى: 5].

عطاء ربك آتٍ، فانتظره بشوق، واستعد لتزيين أيامك بأنوار السعادة؛ فالكريم إذا أعطى أرضى القلوب وأسعد أيامها، ومحا كلَّ تفاصيل إحباطات العمر الذي مضى.
 
هنيئًا بهذا البعد
لعل الله يُبعد أحدَهم عنك؛ ليُفرغ قلبك لسعادة آتية، وفرحة مُقبلة، فهنيئًا ببُعْدٍ يُحطِّم قيودًا طالما كبَّلتْكَ، ويُحرِّرك مِن أغلال طالما قيَّدَتْكَ.
 
الله حكيم
تحبُّ شيئًا، فيُبعده الله عنك والخير كله في هذا البُعْد، وتكره شيئًا فيُقرِّبه الله إليك، والخير كله في هذا القُرْب.
دَعْ نفسَك لله يفعل فيها ما يشاء، وليكن ما يفعله لك أحبَّ إليك مما تتمنَّاه لنفسك؛ فهو أحكم الحاكمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

خواطر إيمانية ودعوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: خواطر إيمانية ودعوية   خواطر إيمانية ودعوية Emptyالإثنين 17 ديسمبر 2018, 12:54 pm

إشراقة أمل (6)




فِراق الوالدين
حين يغيب أحد والديك أو كلاهما عن الحياة، لا تجعل حياتك لوحة قاتمة؛ فسعادتُكَ تُسعِدهما حتى وهم غائبون عن الحياة.
أرسِل إليهما هداياك، دعواتك، صَدَقاتِك، وكلما اشتقت إليهما، زِدْ من هذا العطاء؛ فهما فيه راغبان، وإليه مشتاقان.
ولسوف يلتقي الأحِبَّة المتَّقون ذات يوم في جنات ونهر، فلا تبتئس ولا تجعل دمعك ينهمر؛ ففي رياض الجنة سيكون اللقاء، وفي نعيم السعادة الأبديَّة، سيُنْسى كلُّ عناء.
 

شريك الحياة
إن فارقتَ شريك الحياة لسوء خلق نزع السكينة من بيتكما، أو لاختلاف طباع أدَّى إلى استحالة الحياة بينكما، فلا تيئَس، وتظن أن السعادة قد أغلقت أبوابها في وجهك؛ فما الانفصال إلَّا تجربة من تجارب العمر، ربما كانت سببًا في تنعُّمِك بحلاوة الشهد بعد تجرُّعك للمرِّ، فما دمت قد حاولت، واجتهدت، وقدر استطاعتك بذلتَ، وما دامت التقوى كانت عنوان أخلاقِكَ، وكنت تُحسن إلى شريك حياتك كما تُحسِن إلى ذاتِكَ، فلا تحزن، وتذكَّر وَعْدَ ربِّكَ لمن أحسن واتَّقى: ﴿ وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 130].


سيمضي الألم
سيمضي الألم ويزول الحزن، وتُفتَح لك صفحة جديدة، تُشرق فيها شمسُ السعادة من أعماق الهموم، فلا تُضيِّع يومَكَ في أحزان حتمًا ستزول؛ فأمر ربك إذا أراده قال له: كن فيكون.
جفِّف دمعَكَ المنهمر، اغسل ذكرياتك المؤلمة بأمطار الأمل، انطلق وغيِّر واقعَكَ المؤلم بجميل الإنجاز والعمل.
 
في بعض الموت حياة
موت بعض الأشياء في حياتك، ربما كان إيذانًا بميلاد أشياء أروع؛ فلا تحزن، ففي بعض الموت حياة لو تعلم.
 
أحببت ولكن
قد يُسلَب منك ما تحب فتصبر وتحتسب؛ فيُعوِّضك الله بما يحبُّ، فيُصبح أحبَّ إليك مما كنت تحبُّ، فتُرزق أجرَ الصبر، وتصل إلى ما ترجو من خير.
اصبروا، فمهما بَدَتْ لكم الأمور مُعتمةً، فلا بُدَّ أن يعقب الليلَ ضوءُ النهار؛ القادم أجمل بإذن الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

خواطر إيمانية ودعوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: خواطر إيمانية ودعوية   خواطر إيمانية ودعوية Emptyالإثنين 17 ديسمبر 2018, 12:55 pm

أمواج الابتلاءات تصنعك



تُرى كم محنة مررْتَ بها أو مرَّتْ بك، فجعلتك تتوارى في قوقعة اليأس والحزن والاستسلام؟

كم ابتلاء أصابك، فقيَّد خطواتك عن الانطلاق في دروب النجاح؟

كم صفعة صفعت قلبك بسبب قسوة من كنتَ لهم يومًا خير رفيق، فجعلتك تفقد ثقتَكَ بمن حولكَ، وتظُنُّ أن الجميع يُشبه في الصفات من باع وقسا وخان؟

كثيرة هي تلك المحن والابتلاءات والصفعات التي جعلت أوراق شجرة بهجتك وعزيمتك تذبل وتتساقط، أليس كذلك؟

لا عليك؛ فذبول الخريف يعقبه نضارةُ الربيع، والصفعات التي أسقطت أوراقَكَ هي نفسها التي ستجعلك أكثر ازدهارًا إن أنت أحسنتَ التعامُل معها.

تتعجَّب من كلماتي، وتظنُّها مجرد عبارات تحفيزية؛ لأنَّ أوراق بهجتك وعزيمتك لم تَعد إليها تلك النضارة التي رحلت عنها منذ أمد بعيد!

أتدري لماذا لم يصافح الربيع أشجار حياتك بعد؟ لأنك لم تتأمَّل الحكمة التي تحويها هذه المحن والآلام، ولم تُحسِن الظنَّ في ربِّك؛ فانكمشتْ إرادة التغيير داخلك بفعل برودة هذا اليأس والاستسلام.

عجبًا لك!
ألم تسمع من قبل هذه المقولة: "البحار الهادئة لا تصنع بحَّارًا ماهرًا"؟
ألم تعلم أنَّ الأمواج العاصفة هي التي تجعلنا نقاوم ونقاوم؛ مما يقوِّي عضلات إرادتنا، ويمنحها القدرة على الاستمرارية والارتقاء؟!
 
هذه حقيقة لا ينكرها لبيب، فكم من ملايين البشر يعيشون ثم يموتون، ولا يضيفون للحياة أية إضافة تستحقُّ أن تُذكَر، لم تزد الحياة بوجودهم شيئًا، ولم تنقص بفِقدانهم شيئًا، ربما لأنهم عاشوا حياةً هادئةً، ليس فيها حركة أمواج الابتلاءات القوية التي تدفعنا للمقاومة حتى آخر رمقٍ.

لا تحزن وتذكَّر أنَّ أمواج الابتلاءات الصعبة كثيرًا ما تصنع القادة والمتميِّزين والعباقرة والمؤثرين، وهي التي تدفعهم إلى شاطئ التألُّق، وقد ازدادوا صلابةً وقوَّةً بعد أن تحلَّوا بالرضا عن أفعال الله عز وجل، ووثقوا بحكمته، هي التي تجعلهم يكتشفون ما بداخلهم من كنوز فريدة وقدرات عديدة.

الابتلاءات تصنعنا، والأمواج العاصفة تنتشلنا من القاع ونحو القمَّة ترفعنا، هذا إن أجدنا التعامُل معها؛ ولكن للأسف فالكثيرون منا لا يتقنون فن قراءة كتاب المحن والابتلاءات، فيُمزِّقون أوراقه بسخط، أو يهملونها ويعيشون حياتهم يُصارعون الحزن واليأس والقنوط، فتلتهمهم وحوشُ الاكتئاب، ويمرُّ بهم العمر وقد غرقوا في بحار العجز، وصاروا من سيئ إلى أسوأ، ثم إذا بهم يتفاجؤون بمن كان يعاني أضعاف ما يعانون قد ارتقى حتى وصل إلى القمَّة، ثم تزادد حسرتهم حينما يتفاجؤون به يوم القيامة وقد نال أجر الصابرين، وارتفع مقامه في أعلى عليِّين، وقد حلَّ رضوان الله عليه، وغمره بلطفٍ بعد أن رضي هو عن أفعال الله بكل حب.
 
تزداد حسرتهم كذلك حينما يتذكَّرون أنهم قد سجَّلوا أسماءهم في قائمة الساخطين، فعاشوا في الحياة الدنيا في أحضان التعاسة والحزن، ووجدوا صحفهم في الآخرة وهي خالية من جميل هذا الأجر.
 
فيا من تضربك أمواجُ المحن بقسوتها، لا تحزن حينما ترى نفسَكَ محاطًا بأمواج صاخبة، فتلك الأمواج ما جاءتك لتقتلك، ولا حاوطتك لتخذلك؛ بل هي محرِّك ووقود يدفعك لإخراج أجمل ما فيك؛ فقاوم واصنَع لنفسك حياةً جديدةً، واملأ قلبك حكمةً وبصيرةً، وقل: مرحبًا بأقدار ربي، فكل أفعال الحكيم خيرٌ.
 
اصنع لنفسك حياةً جديدةً من خلال هذه المحن، واستخرج ما فيها من منحٍ، وفُزْ بسعادة الدنيا وحُسْن ثواب الآخرة، واصبر، وتذكَّر وَعْدَ ربِّك: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

خواطر إيمانية ودعوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: خواطر إيمانية ودعوية   خواطر إيمانية ودعوية Emptyالإثنين 17 ديسمبر 2018, 12:56 pm

بشريات وآيات أمام المحن والابتلاءات



أمام كيد العملاء، وتَخاذُل الأصدقاء، ومكْر الأعداء، جعل الله لنا طريقَ النجاة من مكرهم، وإن زالت منه الجبال؛ ﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾ [إبراهيم: 46].
 
أولاً: قوله تعالى: ﴿ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 6]، في هذه الآية خيرٌ عظيم؛ إذ فيها البِشارة لأهل الإيمان بأن للكرب نهايةً مهما طال أَمدُه، وأن للخطب إزالة مهما اشتد عُوده، وأن الظُلمة تحمل في أحشائها الفجرَ المنتظَر، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن في رَحِم كل ضائقة أجنَّةَ انفراجها ومفتاح حَلِّها، وأن لجميع ما نُعانيه من أزمات حلولاً مناسبة إذا ما توفَّر لها عقل المهندس، ومِبضَع الجرّاح، وعِلم الأستاذ، وإخلاص الجميع!
 
وقد بثَّت هذه الآية: ﴿ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 6] الأملَ في نفوس الصحابة - رضوان الله عليهم - حيث رأوا في تَكرارها توكيدًا لوعد الله - عز وجل - بتحسن الأحوال، فقال ابن مسعود: لو كان العُسْر في جحر، لطلبه اليُسر حتى يدخل عليه، وذكر بعض أهل اللغة أن (العسر) مُعرَّف بـ(أل)، و(يسرًا) مُنكَّر، وأن العرب إذا أعادت ذِكر المعرفة كانت عينَ الأولى، وإذا أعادت النكرة، كانت الثانية غير الأولى، وخرَّجوا على هذا قول ابن عباس: لن يَغلِب عسرٌ يسرين، وفي الآية إشارة بديعة إلى وجود الفرَج في الشدة، مع أن الفرج لا يُزامِن الشدة، وإنما يَعقُبها؛ وذلك لطمأنة ذوي العُسْرة، بقرب انجلاء الكرب، وانكشاف الخَطب.

ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى الاستبشار بهذه الآية، حيث يرى المسلمون الكثير من صُنوف الإحباطات وألوان القهر؛ وإذا بالكثيرين من ضِعاف القلوب وقليلي الإيمان يشعرون بانقطاع الحيلة، والاستسلام للرذيلة، والتوافق مع الظروف والمتغيرات مهما كانت، وانتشار ثقافة الطريق المسدود، والتي تتمثَّل بالشكوى الدائمة من كل شيء؛ من خِذلان الأصدقاء، ومن تآمُر الأعداء، من تركة الآباء والأجداد، ومن تصرفات الأبناء والأحفاد!
 
ثانيًا: هذه الآية تشفي الصدور: ﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 249]، تُسلِّط الآية الكريمة الضوءَ على قضيَّة مُهمَّة في حياتنا، هي قضية الكم والنوع، وعلى العلاقة بينهما؛ ففي القرآن الكريم: حين خرج طالوت لحرب جالوت، خرجت معه الألوف المؤلفة من الجند، ﴿ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ﴾ [البقرة: 249]، هذا هو الكم، فأراد أن يعرف نوعيَّة الرجال الذين سيُقاتِل بهم، فمنعهم من الشرب من النهر، فشرب منه السوادُ الأعظم منهم، ولم ينجح في ذلك الامتحان سوى ثلاثمائة مقاتل، وكان موقف هذه القلة القليلة من جيش جالوت الموقف الذي يتناسب مع نوعيَّتهم، ﴿ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 249]، وهذه الفئة القليلة هي الغالبة؛ لأنها استحقَّت تأييد الله ونَصْره؛ لأنها نصرتْ أمرَه، ونصرت دينه، وختمت الآية: ﴿ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 249]؛ إشارة إلى أن هذه الفئة كانت تتحلَّى بالصبر الضروري لمجالدة العدو.

إن للنوع شأنًا وأي شأن في أوقات الأزمات عامَّة، ومصارعة الأعداء خاصة؛ حتى إن الرجل ليُغالِب العشرةَ من الرجال ﴿ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ﴾ [الأنفال: 65]. وهذه الدنيا دار ابتلاء؛ لأن بني البشر مُحاطون بكل ما من شأنه أن يكون ابتلاءً لهم، فهو كم يتحدى، ويُضايق، وقد يُشوه، ويقتل! ثم إننا نَمتلِك من القدرة والحرية بمقدار ما نُحوِّله من كم إلى نوع، إن أمتنا اليوم لا تُعاني من نقْصٍ في الكم على أي صعيد من الصُّعد، لكنها تُعاني من نَقْص شديد في النوع؛ فنحن اليوم ربع العالم، مليار ونصف، وأراضينا شاسعة، وخيراتنا واسعة، لكن - والحقيقةُ المُرَّة أفضلُ ألف مرة من الوهم المريح - أكثر بلدان العالم الإسلامي مصنَّفة مع البلدان الفقيرة، وكثير من شعوبنا يعيش تحت مستوى الفقر! وأعلى نسبة للأمية موجودة عندنا! أما الوزن الدولي، فنحن جميعًا على الهامش، ومع أن الوَحدة ظلَّت المحور الذي يَجذِب مشاعرنا وثقافتنا، إلا أن حالتنا الراهنة تتَّجِه - للأسف - باستمرار إلى مزيد من التمزق والتفكك، مع أن العالم من حولنا يسير إلى التوحد والاندماج! أما حقوقنا وكرامتنا وأراضينا، فالحال أبلغ من المقال!
 
ثالثًا: قال تعالى: ﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ﴾ [آل عمران: 120]، التركيز هنا على أمرين: الصبر والتقوى في مواجهة مَكْر الأعداء، وكيد العملاء، وخِذلان الأصدقاء!
 
فالأسلوب الصحيح في مواجهة ضغوط الخارج وتحديات الداخل إنما يتمثَّل في التوجه إلى أنفسنا بالإصلاح والتنقية، ولا ريب أن ذلك شاقٌّ على النفس؛ لأن المرء آنذاك ينتقد نفسه، ﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ﴾ [آل عمران: 120]، هذه الآية مَعْلَم بارز في التأصيل لهذا التوجه، كيف؟
 
إن كثيرًا من النصوص تُوجِّهنا نحو الداخل بالنقد والإصلاح والتقويم والتحسين، وإن المُتتبِّع للمنهج القرآني في قَصَص الأمم السابقة، يجد أن ما ذكره القرآن الكريم من أسباب انقراضها، واندثار حضاراتها، لا يعود أبدًا إلى قصور عمراني، أو سوء في إدارة الموارد واستغلالها، بقدر ما يعود إلى قصور داخلي، يتمثَّل في الإعراض عن منهج الله وصدٍّ عن دين الله، ومحاربة رسل الله، وقمع أولياء الله، وهذه الحقيقة بارزة في جميع أخبار الأمم السابقة، فحين حلَّت الهزيمة بالمسلمين في أُحد، قال بعض الصحابة - رضوان الله عليهم -: كيف نُهزَم ونحن جند الله؟! فجاء الجواب القرآني: ﴿ قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ﴾ [آل عمران: 165]؛ فالهزيمة وقعت بسبب خللٍ داخلي، وليس بسبب شراسة الأعداء، وكثرة عددهم وعتادهم؛ فالعدو بَشَر له إمكاناته المحدودة، وله موازناته ومشكلاته، وفي هذا يقول الله - سبحانه وتعالى -: ﴿ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ﴾ [النساء: 104].
 
إن العقوبات الرادعة لا تبني مجتمعًا، وهذه رؤية إسلامية جليَّة، فآيات الأحكام والعقوبات جزء منها لا تُشكِّل أكثر من عُشر آيات القرآن الكريم، أما الباقي، فكان يَستهدِف البناء الإيجابي للإنسان من الداخل.

إن التجرِبة تُعلِّمنا أن كثرة القوانين وتعقيدها تَصُب دائمًا في مصلحة الأقوياء، وتزيد في قيود الضعفاء، وأن البطش لا يحل المشكلات، لكنه قد يؤجِّلها.

إن الآية الكريمة تُعلِّمنا: أن النصر الخاص يَسبِق النصر العام، وأن الأمة المُنتصِرة على أعدائها هي أمة حقَّقت نصرًا داخليًّا أولاً، حقَّق كل واحد من أفرادها نصرًا خاصًّا على صعيده الشخصي قبل كل ذلك، وهذه الحقيقة واضحة في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]، والآيةُ الكريمة: ﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ﴾ [آل عمران: 120] تُوجِّهنا إلى أمرين: الصبر، والتقوى.
 
ويعني الصبر: احتمال المشاق، ومتابعة التكاليف الربانيَّة، مهما تكن الظروف قاسية؛ لأن الصبر نصف النصر، والنصف الثاني يأتي من أخطاء العدو، عِلمًا بأن تحمل المعاناة دون حركة للخلاص من مسبباتها قد يكون ضربًا من اليأس أو العجز أو قِصر النظر أو ضيق الأفق، أما التقوى، فهي نوعٌ من الحصانة الداخلية من التأثر بالظروف السيئة المحيطة؛ إذًا فلا بد من تهذيب الذات وتحسينها والرقي بها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

خواطر إيمانية ودعوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: خواطر إيمانية ودعوية   خواطر إيمانية ودعوية Emptyالإثنين 17 ديسمبر 2018, 12:57 pm


لطف الله تعالى






لا تحسبَنَّ المصائب نهاية النهايات، ولا تُكثِر من اللَّوم وجَلْد الذات، كن مُشْرق التفكير، إيجابيَّ الوجهة، وعمِّر كونك برُوح العطاء، وثمِّن الإنجازات فثمَّ قيمُ النماء، مدَّ يدَكَ للناس بكل أنواع الإحسان، وسيمدُّكَ اللهُ بالتوفيق والرضوان، تعامل مع الناس بمنطق أنك تتعامل معهم لأجل ربِّ الناس، وستفوز دائمًا، ألا فأحسن، وإن لم تلْقَ إحسانًا، وأبشر بالصلاح والفلاح؛ قال العليم الفتاح: ﴿ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الحج: 77].

 

أيها الأخ الكريم، قد تمرُّ بك بعض الظروف الصَّعْبة والأحوال العصيبة، فلا تضجَر منها، ولا تيئَس من زوالها؛ بل ابتهج بها لعلَّها مكفِّرات للذنوب مطهِّرات للقلوب، وانتظر بعدها كرم الربِّ العلي، والتمِس من أحداثها لُطفه الخفي، وتأمَّل قوله تعالى ليوسف عليه السلام بعد كل الابتلاءات التي وقعت له: ﴿ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [يوسف: 100].

 

فهو سبحانه وتعالى عالم بالبواطن والخفايا، فسيختار لك ويلطف بك، يبعد عنك شرًّا، ويُقرِّب لك خيرًا، يُدبِّر لك أمرًا، ولله درُّ القائل:

وكم لله مِن لُطفٍ خَفِيٍّ خواطر إيمانية ودعوية Space
يَدِقُّ خفاه عن فَهْمِ الذَّكي خواطر إيمانية ودعوية Space

وكم يُسْرٍ أتى من بعد عُسْرٍ خواطر إيمانية ودعوية Space
وفرَّجَ لَوعةَ القلب الشَّجي خواطر إيمانية ودعوية Space


 

وختامًا:

يا من بيدِكَ الخير، وأنت على كل شيء قدير، ارزُقنا التيسير، ويسِّر لنا الحظَّ الوفير، اللهم كنْ لنا ولا تكن علينا، ويسِّر سُبُلَ الهدى إلينا، يا ربَّنا يا ولي، الْطُفْ بنا ووفِّر حظَّنا من صُنْعِكَ ولُطْفِكَ.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

خواطر إيمانية ودعوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: خواطر إيمانية ودعوية   خواطر إيمانية ودعوية Emptyالإثنين 17 ديسمبر 2018, 1:00 pm

لطف الله تعالى 

 
الحمد لله اللطيف الخبير؛ عم بلطفه العالمين، وخص به عباده المؤمنين؛ فما من مخلوق إلا وناله من لطف الله تعالى ما صلح به عيشه، وتجاوز محنته وكربه، نحمده سبحانه فهو أهل الحمد كله، وإليه يرجع الأمر كله، علانيته وسره؛ فأهل أن يحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك ﴿ فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ * وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [الزخرف: 84-85] وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ أخبر عن ربه تبارك وتعالى بما يملأ القلوب عبودية له وتعظيما ومحبة وخوفا ورجاء، وما تسكن الأنفس إليه حمدا وشكرا ورضا وتسليما؛ صل الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
 
أما بعد:
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وأنيبوا إليه، وتوكلوا عليه؛ فإن دينه حق، وكتابه حق، ووعده حق ﴿ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴾ [النساء: 122].
 
أيها الناس: حين تتابع الكوارث والنكبات، وتتفاقم الأزمات والمشكلات، وتزداد الأخطار والمخاوف؛ فلا ملجأ إلا إلى الله تعالى، ولا مفزع إلا إلى عبادته سبحانه، ولا سلوان إلا في كتابه عز وجل. وفي كتابه أسماؤه وصفاته وأفعاله التي من أدمن على مطالعتها وفهمها امتلأ قلبه بالإيمان واليقين، فزاد توكله، وتبددت مخاوفه، فواجه الأخطار بعزم وثبات.
 
ومن أسماء الله تعالى اللطيف، ومن صفاته سبحانه لطفه بعباده، وقد كرر ذكره في القرآن؛ ليركن قارئه إلى الله تعالى، ويطمئن للطفه سبحانه مهما عظمت الكروب والشدائد، وازدادت الأخطار والمخاوف؛ ذلك أن علم المؤمن بلطف الله تعالى به يعينه على ذلك كله.
 
ولطفه سبحانه يدور على معنيين عظيمين يحتاجهما المؤمن، وهما: أن علمه سبحانه دقَّ ولطف حتى أدرك السرائر والضمائر والخفايا، والمعنى الثاني: أنه يوصل لعباده المؤمنين مصالحهم، ويدفع عنهم ما أهمهم من أخطارهم بطرق لا يشعرون بها ولا يتوقعونها.وكم في هذين المعنيين من طمأنينة لقلوب المؤمنين، وربط عليها، وتثبيت لها.
 
وفي المعنى الأول آيات عدة تدل على دقة علم الله تعالى ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ * لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 102-103].
 
وفي آية أخرى ﴿ وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك: 13- 14].
 
ولما نهى سبحانه نساء النبي صل الله عليه وسلم عن الخضوع بالقول، وتبرج الجاهلية، وأمرهن بالقول المعروف ختم الآيات بقوله سبحانه ﴿ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ﴾ [الأحزاب: 34] ومنه قول لقمان الحكيم ﴿ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 16].
 
وذات ليلة تسلل النبي صلى الله عليه وسلم برفق من فراش عائشة رضي الله عنها لئلا يوقظها، أراد أن يستغفر لأهل البقيع بأمر من الله تعالى فلحقته عائشة متخفية تنظر ماذا يفعل، فلما انحرف راجعا رجعت عائشة، فأسرع فأسرعت، فهرول فهرولت، فسبقته إلى فراشها كأنها نائمة لكن أنفاسها من الهرولة عالية، فسألها ما بها، فلم تخبره، فقال صل الله عليه وسلم: «لَتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ، فأَخْبَرَتُه وقالت: مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللهُ» رواه مسلم.
 
وأما المعنى الثاني للطفه سبحانه، وهو إيصال المصالح لعباده بحيث لا يشعرون ولا يتوقعون؛ فجاء في قصة يوسف عليه السلام؛ فإنه أُلقي في الجب وهو مظنة الهلكة، ثم بيع عبدا وهذا مظنة الاستمرار في العبودية، وقضاء العمر في خدمة من اشتروه، ثم اتهم بامرأة العزيز فسجن، وهذا مظنة البقاء في السجن إلى الموت؛ لقوة العزيز وتمكنه.
 
ولو نجا يوسف من بعضها لم ينج من جميعها؛ فجب ثم رق ثم سجن، ولكن ألطاف الله عز وجل على غير حسابات البشر؛ إذ جعل ابتلاءات يوسف عليه السلام هي السلم الذي يوصله للمجد والعلياء، والتمكين في الأرض؛ إذ برميه في الجب نقلته القافلة من مكانه في الصحراء إلى المدينة التي بها قصر الملك، وبيعه رقيقا أوصله إلى بيت العزيز، وفتنة امرأة العزيز به أوصلته إلى السجن، وهو العتبة الأخيرة ليصل إلى الملك عن طريق تعبير رؤياه بعد أن عبر للسجينين رؤياهما. وفي هذه السلسلة من الابتلاءات التي يكتنفها لطف الله تعالى ويحيط بها من كل جانب بلغ يوسف عليه السلام المنزلة، وجعل على خزائن الأرض، وجئ بأبويه وإخوته إليه، وبعد أن استعرض يوسف لأبيه ما جرى عليه ختم ذلك بما أخبر الله تعالى عنه أنه قال: ﴿ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [يوسف: 100] فجعل سبحانه ابتلاءات يوسف ممهدات لرفعة منزلته، وعلو مكانته؛ وذلك بلطفه سبحانه بحيث لم يشعر يوسف بذلك، ولا شعر به إخوته الذين مكروا به.
 
ويتجلى لطف الله تعالى أيضا في رزق العباد، فهو سبحانه خلقهم ويرزقهم، ورزقه لعباده بما يحتسبون وما لا يحتسبون، وبما يظنون وما لا يظنون. وما لا يحتسبونه ولا يظنونه من رزق الله تعالى هو من لطفه سبحانه، قدره لهم من حيث لا يشعرون ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾[الحج: 63] وفي آية أخرى ﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﴾ [الشورى: 19] فرزقه سبحانه لعباده من لطفه بهم، وهو يجريه لهم أيضا بلطفه عز وجل.
 
ولو كُشف الغطاءُ عن ألطاف ربنا سبحانه بعباده وبره وصنعه لهم من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون لذابت قلوبهم حبا ًله، وشوقاً إليه، ولخروا شكراً له. ولكن حجب القلوب عن مشاهدة ذلك إخلادها إلى عالم الشهوات، والتعلق بالأسباب، فصدت عن كمال نعيمها، وذلك تقدير العزيز العليم.
 
وحين يتأمل المؤمن اتصاف الله تعالى باللطف فإنه يوقن بدقة علمه سبحانه، وإحاطته بكل شيء صغيرا كان أم كبيرا؛ فيدعوه ذلك لمراقبته عز وجل، ومحاسبة نفسه على كل قول وفعل.
 
ولطف الله تعالى بالعبد يحيط به في كل شئونه وأحيانه، ويسعفه في كل مخاطره، ويؤمنه من كل مخاوفه. ولولا لطف اللطيف الخبير لامتلأت القلوب وحشة وخوفا ورعبا، ولما طابت بالحياة عيشا.
 
ولطف الله تعالى عام وخاص. فالعام يشمل كل خلقه مؤمنهم وكافرهم، برهم وفاجرهم؛ فهو سبحانه خلقهم ويرزقهم ويشفيهم ويعافيهم، ويدفع عنهم؛ لأنه سبحانه ربهم فهو لطيف بهم. ولطف خاص بأهل الإيمان يحيطهم به، ولا يقدر لهم إلا ما هو خير لهم ولو كرهوه؛ لأنه عليم بما يصلحهم، خبير بما ينفعهم. فإذا أصابهم بما يحبون لطف بهم فرزقهم الشكر عليه ليتضاعف أجرهم، ويبارك لهم فيما رزقهم. وإن أصابهم بما يكرهون لطف بهم فأنزل عليهم الصبر والرضا ليوفوا أجرهم بغير حساب ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].
 
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الإيمان واليقين، والرضا والتسليم، وأن يحيطنا بلطفه وعفوه في أمورنا كلها، إنه سميع مجيب.
وأقول قولي هذا...
 
الخطبة الثانية
الحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صل الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واشكروه في النعماء، واصبروا في الضراء، ولا تجزعوا في البلاء؛ فإن الله تعالى لطيف بعباده ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].
 
أيها المسلمون:
حين يصيبُ الناسَ نقص في أرزاقهم، ويتكالب الأعداء عليهم بشتى مللهم، ويحيطون بهم من جميع جوانبهم، ويؤذونهم أشد الأذى في إخوانهم، ويرومون تبديل دينهم، ومسخ شريعتهم، ويهددونهم ويتوعدونهم. وحين يشتد الكرب، ويعظم الخطب؛ فإنه لا غنى لأهل الإيمان عن ملاحظة لطف الله تعالى في كل أمر يقع.
 
فمن لطف الله تعالى انكشاف الأعداء وظهورهم على حقيقتهم، وتجلي آيات القرآن في الكفار والمنافقين وكأنها تتنزل هذه الأيام. والوعي بحقيقة الأعداء هو أول مراحل النصر.
 
ومن لطف الله تعالى ذهاب جميع الأسباب المادية إلا سبب الله تعالى، وانقطاع الحبال إلا حبله؛ فلا حول للعباد ولا قوة إلا به سبحانه في مقابلة بلائهم، ومواجهة أعدائهم، وهذا سبب لطيف من اللطيف الخبير يُرجع الناس لدينهم، ويزيد في إيمانهم وعبادتهم.
وفيها أن الله تعالى بلطفه، وخفاء تقديره على البشر؛ قد يسوق الأعداء بمكرهم وكيدهم إلى هلاكهم ودمارهم من حيث لا يشعرون، كما قد مكر سبحانه بالمكذبين من الأمم السابقة لما مكروا بالرسل وبالمؤمنين.
وما على أهل الإيمان إلا اللجوء لربهم سبحانه، ومراجعة دينهم، وتجديد توبتهم، وملاحظة لطف الله تعالى في كل ما يجري عليهم وعلى أمتهم، وسيبدل الله تعالى حالهم من حيث لا يشعرون، وما ذلك على الله بعزيز.


أيها الناس:
معرفة الله تعالى سبب لتعظيمه ومحبته وعبوديته، فمن لم يعرف الله تعالى حق المعرفة لم يعبده حق عبادته. ومعرفته سبحانه أشرف العلوم وأعلاها؛ لأنها علم بالخالق سبحانه، بينما معارف الدنيا مهما بلغت فهي علم بالخلائق، ولا مقارنة بين معرفة الخالق ومعرفة المخلوق.
 
ومن أسماء الله تعالى الحسنى: اللطيف، ومن أوصافه عز وجل اللطف، وفي أفعاله عز وجل لطف كثير، بل أفعاله كلها لطف، ومن معاني لطفه سبحانه: إيصال البر أو دفع الضر من جهة لا يحتسبها الخلق.
وفي القرآن أمثلة كثيرة على ذلكم اللطف الرباني، ومن ذلك: ما وقع ليوسف عليه السلام؛ فإن جميع الابتلاءات التي أحاطت به كانت سبب العز والتمكين في الأرض. ومن لطف الله تعالى أن خروج يوسف من السجن ليتسنم ذرى العز إنما كان بتعبيره رؤيا السجين الذي اشتغل بعد ذلك في قصر الملك، ثم رؤيا الملك التي عجز عن تأويلها المعبرون، فعبرها يوسف عليه السلام؛ ليخرج بها من ذل السجن، ويحظى بقرب الملك؛ ولذا قال يوسف في ختام قصته ﴿ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ ﴾ [يوسف: 100] فيوصل سبحانه بره وإحسانه إلى العبد من حيث لا يشعر، ويبلغه المنازل العالية بوسائل يكرهها.
 
ولطفه سبحانه في قصة ولادة موسى عليه السلام، وخوف أمه عليه حين ألقته في اليم، ثم اشتاقت إليه؛ فأعاده الله تعالى إليها بأيدي الزبانية الذين يكرهونه ويكرهونها، وبأهون سبب، وهو أن الله تعالى حجب الرضيع عن التقام أي ثدي حتى يزداد جوعه وبكاؤه، فيبحث أهل القصر عمن ترضعه من سائر النساء، وهذا ما كان، فأعيد الرضيع إلى حضن أمه وثديها لتطمئن عليه، وتقر عينا به، فما ألطفه من سبب، وما أعجبه من تدبير، وذلك تقدير العزيز العليم ﴿ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ * فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾[القصص: 12-13].
 
وفي قصة موسى مع الخضر عليهما السلام ألطاف ربانية أجراها الله تعالى على يد الخضر خفيت على كليم الرحمن سبحانه، فاعترض على خرق السفينة لتظهر المصلحة بعد ذلك في خرقها؛ حفاظا عليها من أخذ الملك المغتصب لها. واعترض على قتل الغلام ليظهر بعد ذلك أن موته كان خيرا لوالديه من بقائه. واعترض على بناء الجدار في القرية التي لم يكرمهما أهلها؛ ليبين بعد ذلك أن الجدار يخفي كنزا لغلامين يتيمين كان أبوهما صالحا؛ ولذا ختم الخضر بيانه لهذه التصرفات الصحيحة التي تبدو في الظاهر خاطئة بأنها ألطاف من الله تعالى فقال ﴿ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ﴾ [الكهف: 82].
 
وألطاف الله تعالى في هذه الأمة كثيرة، فمن لطفه تعالى في غزوة بدر أنه قدرها سبحانه بلا ميعاد ﴿ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ﴾ [الأنفال: 42] ومن لطفه سبحانه أن المسلمين كانوا يريدون عير قريش فأعطاهم الله تعالى رقاب كبرائها ورؤسائها بدل العير بلا حساب من الطائفتين ﴿ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [الأنفال: 7- 8] ومن لطفه سبحانه في غزو المسلمين أنه يلقي النوم عليهم قبل معاركهم؛ ليجدد نشاطهم، ويذهب خوفهم، ويربط على قلوبهم، مع أن النوم ضعف في السلم فكيف بالحرب؟! فسبحان من جعله قوة للمؤمنين ﴿ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ ﴾ [الأنفال: 11].
 
وفي غزوة أحد وحين الهزيمة والانكسار والقتل والجراح اغتم المسلمون غما عظيما، فتابع الله تعالى عليهم غما أكبر ينسيهم كل غم سابق، وهو إشاعة مقتل النبي صلى الله عليه وسلم، فكشفت هذه الإشاعة ما قبلها من أنواع الغم وخففتها، ولم يلبث هذا الغم إلا يسيرا من الوقت حتى فرح الصحابة بسلامة النبي صل الله عليه وسلم من القتل، ثم ألقى عليهم النوم ليزيل أثر الغم وفي ذلك يقول الله تعالى ﴿ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ ﴾ [آل عمران: 153-154] فيا له من لطف بالمؤمنين لا يأتي إلا من اللطيف الخبير، حين يجعل الغم المؤقت ثوابا وهو في الأصل عقاب؛ لينسي به غما متعددا دائما كان قبله، ثم يزول الغم الأكبر الذي أنسى ما كان قبله؛ لتتعافى القلوب المؤمنة من همها وغمها، وتدرك لطف الله تعالى بها.
 
ومن لطف الله تعالى بالمؤمنين في صلح الحديبية أن شروطه كانت فيما يظهر مجحفة بحق المؤمنين حتى اغتموا بسبب ذلك واعترضوا، ورأوها دنية في دينهم، ولم يدركوا لطف الله تعالى بهم حين قدر الصلح وهيأ أسبابه، فأنزل فيه سورة الفتح، فكان ما ظنوه ذلا عزا، وما ظنوه ضعفا كان قوة، وما ظنوه تقييدا صار فتحا ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ﴾ [الفتح: 1] حتى قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَفَتْحٌ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ» رواه البخاري. فكان الفتح بعد الصلح بسنة وعشرة أشهر فقط، بعد أن نقض المشركون العقد. فأوصل الله تعالى المؤمنين بالصلح إلى الفتح في مدة وجيزة، وذلك من لطفه الذي خفي عليهم.
 
ولله تعالى ألطاف كثيرة في عباده المؤمنين تخفى عليهم، فيوصل لهم الخير من طرق لا يظنونها، ويدفع عنهم الشر بما يظنونه شرا، وذلك تقدير العزيز العليم، اللطيف الخبير ﴿ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [يوسف: 100].
وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم...
 

الخطبة الثانية
الحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صل الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
 
أما بعد:
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه ﴿ وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [آل عمران: 131- 132].
أيها المسلمون:
لله تعالى ألطاف في عباده المؤمنين أثناء صراعهم مع أعداء الملة والدين، وفي غزوة بني النضير نقض اليهود العهد، فغزاهم النبي صل الله عليه وسلم، فتحصنوا بحصونهم، وأغلقوا عليهم أبوابهم، وهم في دور تكنهم، ومئونتهم حاضرة عندهم، والمؤمنون في العراء يحاصرونهم، ولا مئونة لديهم، فلطف الله تعالى بالمؤمنين، فنزل اليهود عن حصونهم مستسلمين، مع أن جانبهم المادي أقوى من المؤمنين، ولكن الله تعالى ألقى الرعب في قلوبهم﴿ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [الحشر: 2].
 
ومن تأمل ألطاف الرب سبحانه بعباده المؤمنين في القديم والحديث فلن يجزع من تهديد الكفار ووعيدهم، ولن يرهب قوتهم وجمعهم، ولن يخاف مكر المنافقين وغدرهم، ولن يتنازل عن شيء من دينه لأجلهم؛ لعلمه أن لطف الله تعالى يحيط بالمؤمنين ما داموا بدينهم مستمسكين، وأن مكر الكفار وكيدهم عائد عليهم، وأن الله تعالى يأتيهم من حيث لا يحتسبون.
 
فعلى أهل الإيمان واليقين أن يثبتوا على دينهم ولو كثر الناكصون على أعقابهم، المبدلون لدينهم، البائعون لضمائرهم بشيء من الدنيا؛ فإنهم فرطوا في غال لرخيص، واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير. وأعظم النصر وأعلاه أن يلقى المؤمنون ربهم على دينهم ولو كانوا مستضعفين مضامين ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ﴾[آل عمران: 139-141].
وصلوا وسلموا على نبيكم...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

خواطر إيمانية ودعوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: خواطر إيمانية ودعوية   خواطر إيمانية ودعوية Emptyالإثنين 17 ديسمبر 2018, 1:07 pm


منعِم الأمس لن ينساك غدًا



فقَوِّ رجاءك في الكريم






بعض الناس مَنْ لا يرى السعادة إلَّا في استرجاع ذكرياته وماضيه، قد يعجب البعض إذا قيل له: إن لهذا الفعل جانبًا لا يُحمَد مع أن ظاهره شُكْر الله على ما تقدَّم من النِّعَم؛ فهو مُضعِفٌ للتوكُّل، وقد يُبعِد صاحبَه عن كمال الرجاء وحُسْن الظَّنِّ بالله.


ولسان حال بعض هؤلاء - وإن لم يُصرِّحُوا به -: إن النعمة التي عاشها كانت بالأمس فقط، لكنها مُنِعَت اليوم، ولن تعود أبدًا.

سبحان الله! وما أجرأ المخلوق الضعيف على الخالق العظيم! فهل مفاتح خزائن رحمته بأيديهم؟!

وصدق الله ربُّنا ورازِقُنا؛ وهو أصدق القائلين: ﴿ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ ﴾ [ص: 9]، وصدَق رسولُه الصادق الوَعْد الأمين الذي لا ينطِقُ عن الهوى إذ يقول: ((عجبَ ربُّنا من قُنوطِ عبادِه وقُرْبِ غِيَرِه، ينظُرُ إليكم أَزِلِينَ قَنِطِينَ، فَيَظَلُّ يَضْحَكُ يَعْلَمُ أنَّ فَرَجَكم قَرِيبٌ))[1].

 

فما يدريهم؟ لعلَّ الله يُحدِثُ بعد العُسْر يُسْرًا وفَرَجًا وعافية!


يا رب يا كريم، ظنِّي بكَ حَسَنٌ في أمسي، وظنِّي بِكَ حَسَنٌ في يومي، وظنِّي بِكَ أحْسَنُ في غدي، ورجائي بِكَ لن يَخيبَ، وحَسْبي أنت حَسْبي.





[1] أورده ابن تيمية في مجموع الفتاوى: 3 /139: حكم المحدث: حسن. (الدرر السنية).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
خواطر إيمانية ودعوية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه :: خواطر إيمانية ودعوية-
انتقل الى: