جلست أفيري أمام والديها ومدير مدرستها لتدافع عن الاتهامات الموجهة لها بأنها قامت بالتنمر على صديقتها السابقة جيسيكا وكان هذا سبب إقدام جيسيكا على الانتحار. قالت أفيري إنها كانت تمزح معها، والكل في المدرسة يفعل ذلك، يمزح ويلقي بعبارات لا تستهدف إيذاءها ولكن جيسيكا لم تقبل هذا المزاح وهذا ليس ذنب أفيري. حجة المزاح مع الآخرين تبدو معتادة، لكنها سخيفة للغاية، عندما يضايق أحد صديقا له أو أحد إخوته يقول إنه يمزح ولم يتعمد الإيذاء، كلمة المزاح تجعل الأمر أهون وتستبعد شبهة التعمد، لكن الأمر دائما لا يكون مجرد مزاح. تعرف أفيري جيدا أنها تعمدت إيذاء جيسيكا، ولأن الشخص الذي يؤذي هو غالبا شخص تعرض يوما للإيذاء فإننا أمام ضحيتين، الأولى أنهت حياتها، والثانية ستعيش بذنب موت صديقتها مدى الحياة.
يقدم فيلم "A Girl Like Her" معالجة جديدة لتجربة التنمر في المدارس الثانوية من خلال فيلم وثائقي في قالب فيلم درامي، فيصوّر لنا الفيلم على أنه تجربة لمخرجة شابه تقوم بتصوير فيلم وثائقي في مدرسة جنوب بروكديل بالولايات المتحدة الأميركية، والهدف من هذا هو ما يمكننا اعتباره تأكيدا على رسالة الفيلم، فالفيلم يريد أن يقدم حكاية متخيلة عن التنمر، لكنه يريد أن يوهمنا بمدى واقعيتها وبأنها تحدث كل يوم في المجتمع فصوّرها كأنها قصة حقيقية. وهذا ناقوس جديد يدق لينبهنا بأخطار التنمر الذي يتعرض له المراهقون في المدارس.
هذا ليس العمل الوحيد الذي تقدمه منصة نتفليكس عن قضية التنمر، فمنذ إطلاقها وحتى الآن قدمت نتفليكس ما يزيد على 12 عملا عن التنمر يتنوّعون بين الأفلام الروائية، والمسلسلات، وأفلام الرسوم المتحركة، والأفلام الوثائقية، بعضهم من إنتاج نتفليكس والبعض الآخر قامت بشرائه وعرضه على منصتها. وهذا الرقم متوقع أن يزيد بشكل أكبر.
يرتدي بوب أرمسترونج شعرا مستعارا، وتحت ملابسه يربط خصره بمشد، ليس لأنه مهووس بأناقته ومظهره، ولكن لأنه كان يتعرض في صغره للتنمر بشكل دائم لأنه كان زائد الوزن، وهو الآن يعمل مدربا للفتيات المراهقات لتأهيلهنّ للاشتراك في مسابقات ملكات الجمال. يجمع الحظ بينه وبين باتي التي طالما تعرضت للتنمر في المدرسة لأنها زائدة الوزن، مما تسبب في تعاستها وانعزالها، وما كان أمامها سوى الجلوس أمام التلفاز والأكل بشراهة، كانت تكره شكلها وجسدها لأنها اقتنعت بكل ما يقال لها بأنها سمينة وقبيحة. بدأ بوب معها رحلة ليغيّر منها تماما ليؤهّلها للفوز بلقب ملكة جمال، لكن ما مفهوم الجمال الحقيقي الذي يرنو إليه؟
في قالب كوميدي يقدم مسلسل "Insatiable" الصورة الجديدة التي تريد باتي أن تكون عليها لتتجاوز الماضي وتصبح ملكة الجمال الجديدة وتتحدى الجميع بوزن مثالي وخصر مشدود، ليس لأنها تنشد الأفضل لصحتها، ولكنها تريد الانتقام ممن آذوها من قبل، وكذلك بوب المدرب الذي يسعى معها إلى الانتقام من غريمه الأشهر والأوسم منه. عندما وقفت كيلي جين درينك واتر على مسرح "TEDx" سيدني تحدثت عن تجربتها كامرأة بدينة، وأنها قررت أن تواجه عالمها المحيط ليس بخسارة وزنها، ولكن بالتعامل مع مظهرها بشكل عادي، وبإظهار جسدها الذي تشعر بالتصالح معه، تحكي كيلي عن كلمات المدح والإطراء التي تلقتها بعد تنظيمها عرضا راقصا للبدناء، وكيف أن هذا العرض ساعد الكثيرين وشجعهم أكثر على التصالح مع النفس، وعلى جانب آخر تحدثت عن تلقيها تهديدات مجهولة بالقتل فقط لأن العرض الذي قدمته يركز على أجساد البدناء وحياتهم[url=file://01-fs/AJN/AljazeeraNet/Arabic/For All/AjaBlogs/noor/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A7 %D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%85%D8%B1 %D8%B9%D9%84%D9%89 %D9%85%D9%86%D8%B5%D8%A9 %D9%86%D8%AA%D9%81%D9%84%D9%83%D8%B3.docx#_ftn1][size=10][1][/url].[/size]
"خضعت لأول نظام غذائي وأنا في سن الثامنة. منذ الماضي البعيد وأنا أشعر بالجوع ولا أشعر بالشبع إطلاقا.. قضيت فترة مراهقتي كلها وأنا أكره جسدي، كنت موضوع كل تنمر وكل نكتة قاسية"
مسلسل "Insatiable"
لطالما كانت البدانة مجالا للتنمر على الآخرين، والممثلين البدناء أصبحوا مادة خصبة لتقديم محتوى ترفيهي أو كوميدي يسخر من بدانتهم، الأمر متجذر في علاقتنا كبشر بأنفسنا وبنظرتنا الدائمة لمظهرنا، لذلك فإن كل غريب هو مادة للسخرية، وليتجاوز الشخص البدين ذلك أصبح يسخر من نفسه أيضا، ولكن هذا ليس تصالحا مع النفس بقدر ما هو ترسيخ لمبدأ السخرية من الآخر المختلف عنا في المظهر، وأيضا ترسيخ لأن كل بدين هو مادة تصلح للسخرية.
إن معايير الجمال نسبية تماما، تختلف من بلد لبلد ومن ثقافة إلى أخرى، والمؤكد أن البشر أنفسهم هم من وضعوا هذه المعايير، فهي ليست قاعدة كونية محددة يجب أن نسير عليها، لكنها لا تسعى إلى انتشار الجمال بقدر تدمير الإنسان. إن الهوس بالجمال أصبح حالة اجتماعية خطيرة حولت الفرد منا إلى سلعة تقيَّم وفق مطابقتها لمعايير الجمال، وإذا خالفتها أصبحت غير صالح ومنبوذا من الجميع، بل ومحل سخرية وعرضة للتنمر[url=file://01-fs/AJN/AljazeeraNet/Arabic/For All/AjaBlogs/noor/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A7 %D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%85%D8%B1 %D8%B9%D9%84%D9%89 %D9%85%D9%86%D8%B5%D8%A9 %D9%86%D8%AA%D9%81%D9%84%D9%83%D8%B3.docx#_ftn2][size=10][2][/url]، وستتحول في نظرهم بشكل تلقائي إلى شخص قبيح، وللأسف ستقتنع بالأمر، وستنعزل عن محيطك.[/size] إن الشخصيات في كارتون "Freddy Frogface" لا تتميز بالملامح الجميلة والبريئة ومعايير الجمال التي نعتادها في أفلام ديزني وبيكسار، والتي بشكل أو بآخر ترسخ في عقول الأطفال مقاييس زائفة للجمال قد تكون سببا في سخريتهم من بعضهم البعض في الواقع، وهذا جزء من الفكرة التي يقدمها الكارتون الذي يتناول حياة فيكتور الطفل الصغير ذي عشر السنوات الذي يتعرض هو وزملاؤه لمضايقات من فريدي لأنهم ضِعاف البنيان مما يجعلهم فريسة وعرضة للتنمر الدائم، وهذا ما نراه طوال أحداث الفيلم. الفيلم مقتبس من قصة الأطفال "سيرك بينيتو يأتي إلى المدينة" للكاتب الدنماركي أول لوند كيركجارد، ويستهدف الفيلم شريحة أخرى من الجمهور وهم الأطفال، فالمتعرض للتنمر هنا هو طفل صغير، وليس مراهقا كما اعتدنا في أغلب المعالجات الدرامية، وهذا وإن كان هدفا لنتفليكس في زيادة الشريحة العمرية المستهدفة للتوعية ضد التنمر، فإنه قد لا يكون أفضل الحلول. فيكتور هنا لا يواجه المتنمر بل يهرب منه ويجري بسرعة، وعلى الجهة الأخرى فإن فريدي المتنمّر يتعرض للسقوط والحوادث وغيرها من مفارقات، وكل هذه ليست طرقا لنقول بها إن المتنمر يواجه عواقب أفعاله، ولكن بمواجهته بأفعاله السيئة يكون انتصار المتعرض للتنمر.
"دائما ما كنت أظن أن المتنمرين هم الأشخاص الذين يضايقونك في المدرسة، لكن عندما نفعلها على الإنترنت لا تدرك حتى إنك تفعلها. فأنت لا يمكنك رؤية الطرف الآخر، ويمكنك أن تقول أو تفعل أي شيء، فلا تشعر أنه أمر مهم أو حقيقي، لكنه يكون حقيقيا إذا كنت الشخص الذي يتعرض للتنمر"
فيلم "Cyberbully"
تساعد آليات وسائل التواصل الاجتماعي على طمس هوية المشتركين فيها، مما يُشكّل مساحة يختبئ فيها المتنمرون ليمارسوا عادات سيئة، مثل إنشاء حسابات مزيفة وإرسال رسائل مجهولة للآخرين تحوي على سباب أو سخرية أو حتى نشر الإشاعات والتهديدات. ربما لم تكن هذه العادات موجودة من قبل، لكن التنمر الإلكتروني يكشف عن الوجه الجبان للمتنمر، والأسوأ أن هذا المتنمر قد يكون أقرب الناس لك، مثل ما حدث مع تايلور في الفيلم التلفزيوني "Cyberbully".
على جانب آخر فإن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل يكون من قِبل الانطوائيين، وأيضا الأشخاص ذوي السمات النرجسية[url=file://01-fs/AJN/AljazeeraNet/Arabic/For All/AjaBlogs/noor/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A7 %D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%85%D8%B1 %D8%B9%D9%84%D9%89 %D9%85%D9%86%D8%B5%D8%A9 %D9%86%D8%AA%D9%81%D9%84%D9%83%D8%B3.docx#_ftn3][size=10][3][/url]، وهذه الشخصيات مع اختبائها في هويات مجهولة على الإنترنت فهذا يعزز من رغباتهم في ممارسة سلوكيات سيئة مع الآخرين. عندما دافع والد الفتاة المتنمرة إلكترونيا على تايلور في فيلم "Cyberbully" قال إن ابنته من حقها أن تقول أي شيء وتعبر عن رأيها فأميركا تدعم الحريات الشخصية، وهذا أسوأ دفاع من الممكن أن يقال عن المتنمرين بأنهم يعبرون بحرية عن آرائهم، لأن هذه الحرية يجب أن تقف عند حدود الآخر، وطالما تجاوزته وبدأت في إيذائه فأنت إذًا متنمر، ولا مناص من الأمر.[/size] تساعد آليات وسائل التواصل على طمس هوية المشتركين فيها، مما يُشكّل مساحة يختبئ فيها المتنمرون ليمارسوا عادات سيئة
[size=17]مواقع التواصل[/size]
"يتضمن التنمر على الإنترنت نشر أو إرسال رسائل إلكترونية (أحيانا دون ذكر الاسم)، بما في ذلك من نصوص وصور ومقاطع فيديو، بهدف مضايقة أو تهديد أو نشر الشائعات عن شخص آخر عبر مجموعة متنوعة من المنصات الرقمية مثل الشبكات الاجتماعية على الإنترنت وغرف الدردشة والمدونات والرسائل الفورية والنصية"
اليونيسيف
قد نلاحظ مؤخرا مع زيادة تفاعل المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة فإن سيلا هائلا من التعليقات السلبية يُلقى عليهم في التعليقات، والبعض يتجاوز الأمر بالشتائم والألفاظ الخارجة، وفي الحقيقة يجهل أصحاب هذه التعليقات أنهم متنمرون، وأنهم في واقع الأمر لو رأوا هؤلاء المشاهير في الحياة العادية لن يخبروهم بآرائهم هذه أو لن يتحدثوا معهم بدرجة السوء نفسها تلك، ولكن هذا يعيدنا إلى صفة الجُبن التي تكسبها مواقع التواصل للمتنمرين الذين يضعون حوائط وحواجز قبل أن يمسكوا هواتفهم ويكتبوا أي تعليقات سلبية. ولهذا يلجأ الكثير من المشاهير، خاصة العرب، على موقع إنستغرام إلى إغلاق التعليقات على بعض صورهم التي يعرفون أنها ستجلب لهم سيلا من الشتائم، هذا لأنهم لم يعودوا يتحملون هذا التنمر، ولعل بعض الهدوء يريحهم من الإيذاء الإلكتروني.
وجهها لم يعد مألوفا فحسب، بل إن شعورا بالألم والحسرة يتسرب بداخلك عندما تراها حتى لو لم تكن تعرفها، وستجد نفسك على دراية بأسباب الحزن الذي يكسو نظرة عينيها إذا كنت تعرف هانا بيكر، فتاة نتفليكس التي أربكت العالم كله مع صدور مسلسل "13 Reasons Why" الذي أصبح النافذة الأشهر لنتفليكس التي تحدثت عن التنمر.
لم يكن مخططا للمسلسل سوى 13 حلقة فقط تسرد فيها أزمة هانا بيكر مع التنمر والذي أدى بها إلى الانتحار، لكن نظرا إلى نجاحه الكبير طالب الجمهور نتفليكس باستمرار المسلسل والتجهيز لأجزاء جديدة، وهو ما لم يكن في الحسبان، ربما لم يكتفِ الجمهور بالحكاية الحزينة والمخجلة لما تعرضت له هانا فأرادوا استكمال المسلسل ليروا الانتقام من المتنمرين، وليعرفوا مصيرهم. في الحقيقة، لم تكن هانا هي الوحيدة في المسلسل التي تعرضت للتنمر، بل إن أغلب أصدقائها تعرضوا له وما زالوا يتعرضون له حتى بعد موتها، وهو ما يؤكد أن التنمر لا يرتبط بشخص بعينه، بل هو فكره شريرة ستظل موجودة طالما لم تتم معاقبة الشخص المؤذي.
تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية عام 2012 إلى أن 803,900 شخص ينتحر سنويا، أي ما يعادل حالة وفاة واحدة كل أربعين ثانية، وأن نسبة كبيرة من المنتحرين هم الشباب من سن 15 إلى 29 سنة، وفي بحثهم عن أسباب انتحار الشباب كان العنف في العلاقات الشخصية واحدا من أسباب إقدامهم على الانتحار[url=file://01-fs/AJN/AljazeeraNet/Arabic/For All/AjaBlogs/noor/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A7 %D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%85%D8%B1 %D8%B9%D9%84%D9%89 %D9%85%D9%86%D8%B5%D8%A9 %D9%86%D8%AA%D9%81%D9%84%D9%83%D8%B3.docx#_ftn4][size=10][4][/url].[/size]
قد نختلف أو نتفق مع الأعمال الفنية التي تحمل رسائل توعوية للجمهور، لكن بالنظر إلى الفئة المستهدفة من جمهور نتفليكس، والشريحة العمرية التي تدور فيها دراما التنمر، نجد أن المراهقين والشباب والأطفال هم المستهدف الأول، وانتشار الأعمال التي تشين التنمر تساعد بشكل أو بآخر في اتساقهم مع الفكرة وتفهّمها وإدراك أخطارها عليهم بعمق، ويعطيهم ضوءا أخضر ليسيروا وراءه ليتغلبوا على ما يتعرضون له من تنمر. لو تذكرنا مكتب المستشار الاجتماعي في مسلسل "13 reason why" سنعرف جيدا معنى الخذلان الحقيقي، فهناك ذهبت هانا بيكر ولم تجد مساعدة، هكذا أشار المسلسل من جديد إلى الدور الذي يجب أن يلعبه المستشار الاجتماعي في المدارس، فلو أنه اهتم أكثر وكان شجاعا أكثر لما فكّرت هانا في الانتحار، وهو ما سنراه في الجزء الثاني من المسلسل حيث قرر المستشار أن يكفر عن ذنبه ويعود من جديد ليلعب دوره في دعم طلاب المدرسة مهما كلفه ذلك من ثمن.
إن التوعية بالتنمر أمر حتمي، يجب أن يبدأ من الأسرة إلى خارجها، وحملات التوعية التي نراها كل يوم على الإنترنت تذكرنا دوما أن هناك خطرا يتعرض له أبناؤنا يجب أن نلتفت له ونعالجه. ستستمر المنظمات المجتمعية في التوعية، وستقدم نتفليكس أعمالا تذكرنا بأنواع مختلفة من التنمر، ولكن هل سنهتم يوما بأن نمنع ممارسة فعل التنمر بدلا من الدعوة فقط إلى التصدي له؟
عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في السبت 22 ديسمبر 2018, 11:33 am عدل 1 مرات
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: التنمر .. أفلام تشرح لك كيف تتلافى آثارها؟ السبت 22 ديسمبر 2018, 10:59 am
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: التنمر .. أفلام تشرح لك كيف تتلافى آثارها؟ السبت 22 ديسمبر 2018, 11:01 am
ظاهرة "التنمر" في المدارس... خطورتها وضرورة مواجهتها
ظاهرة بات العالم كله يشتكي منها ويعاني من ويلاتها , ويبحث المهتمون فيه بالعملية التربوية وبنشأة الأجيال سبل علاجها لخطورتها , وذلك منذ وقت طويل , وتلقى تلك الظاهرة اهتماما غير عادي من المهتمين بقضايا ومشكلات التربية التعليم في جميع أنحاء العالم ، حيث أن هذه المشكلة تعتبر سببا هاما ومؤثرا في تعثر الكثير من الطلاب دراسيا , وقد تدفع بالبعض إلى كُره الدراسة وتركها بالكلية , ألا وهي ظاهرة العنف الشديد في المدارس بين الطلاب والذي بلغ حدا من التوحش لدرجة أن العالم تعامل معه باسم توصيفي جديد وسماه "ظاهرة التنمر" , كدلالة على تحول السلوك الإنساني لسلوك مشابه للسلوك الحيواني في التعامل في الغابة , حيث لا بقاء لضعيف ولا احتكام إلا للغة القوة الوحشية دونما مراعاة لخلق قويم أو لسلوك فاضل .
ولا ينفصل مجتمعنا العربي والإسلامي الآن ولا نستطيع أيضا عزله عن المجتمع العالمي في ظل هذا التقارب الشديد بين الأفكار والمشكلات التي سرعان ما تجوب الكرة الأرضية في دقائق معدودات , وأصبح ما يعانيه الغرب بالذات من مشكلات سلوكية وتربوية ينتقل بالضرورة إلى كل مكان في وقت قصير وتأثير بالغ , وخاصة إن لم ينتبه المربون في الأسر والمدارس على ما تحمله تلك الظواهر السلبية من تداعيات .
تعريف ظاهرة التنمر يمكننا أن نستخلص تعريفا شبه جامع للتنمر من خلال الإطلاع على كتابات المتخصصين الغربيين الذين سبقونا برصد هذه الظاهرة في بلدانهم , فنقول : " إن التنمر هو ذلك السلوك العدواني المتكرر الذي يهدف إلى إيذاء شخص آخر جسديا أو معنويا من قِبل شخص واحد أو عدة أشخاص وذلك بالقول أو الفعل للسيطرة على الضحية وإذلالها ونيل مكتسبات غير شرعية منها" . ربما لا يشعر الكثير من الآباء والأمهات أو حتى من المسئولين التربويين في المدارس بمدى المشكلة التي يقع فيها أبناؤهم أو طلابهم كضحايا للتنمر إلا بعد فترة طويلة نسبيا , وذلك كنتيجة لوقوع هؤلاء الأبناء تحت ضغط شديد وإرهاب مادي أو معنوي لا يسمح لهم حتى بمجرد إظهار الشكوى أو إعلان ما يتعرضون له حتى لا ينالهم مزيد من الأذى على يد هؤلاء المتنمرين . ولا تقتصر تلك المشكلة على صفوف ومدارس البنين فقط – رغم شيوعها النسبي فيهم – إلا أنها موجودة أيضا في مدارس البنات ولكن بحدة وصورة تناسب شخصياتهن , وتكون فيها الفتاة الضحية أكثر تحملا وأكثر استعدادا لكتم ما تعانيه نظرا للطبيعة الأنثوية الضعيفة – في بنات جنسهن جميعا - التي حباهن الله بها . ومخطئ من يتناول بحث الظاهرة حول كونها فقط مشكلة للضحية الواقع عليه الضرر فحسب , فللمشكلة صورتان مؤثرتان تأثيرا شديدا على المجتمعات , فالصورة الأولى - وهي الأَولى بالطبع بالاهتمام وبالعلاج وإيجاد سبل الحل - وهي صورة الضحية التي يقع عليها الفعل الإكراهي المؤلم , لكن الصورة الأخرى وهي صورة الطفل أو مجموعة الطلاب المتنمرين الذين يتخذون صورة العنف سلوكا ثابتا في تعاملاتهم , إنها صورة ضحية آخرى من نوع مغاير ووجوده أشد خطرا على المجتمع من الصورة الأولى , فكلاهما ضحية , وكلاهما يحتاج للعلاج النفسي والسلوكي , وكلاهما لابد من تخليصه من ذلك الضرر , وخاصة أنهما معا يشكلان عنصري بناء الأمة المستقبلي , فالمعتدِي والمعتدَى عليه عضوان أساسيان في كل المجتمعات , وإذا أهملنا الطفل المعتدِي ولم نقومه - تربويا وسلوكيا – سنعرض أطفالا آخرين للوقوع في نفس المشكلة , وسيساهم هذا في استشراء تلك الظاهرة بصورة أكبر في المجتمع , ذلك مع ضرورة صب جل اهتمامنا على الطفل الضحية الذي وقع تحت إهمال الكثيرين .
أشكال ومظاهر التنمر: تتنوع أشكال ومظاهر التنمر في المدارس , والتي تبدأ عادة بتقسيم تلقائي فطري يفعله الأطفال في بداية وجودهم معا وذلك على نحو بدني أو عرقي أو طائفي أو طبقي , ومن ثم يستقطب الطرف الأقوى مجموعة أو ما تسمى " بالشلة " يستميلها لتكون بادرة من بوادر التنمر التي يجب الانتباه لها وتقويمها منذ البداية , ويبدأ التنمر بأشكال المداعبات الخفيفة المرحة التي تسمى " بالمقالب " , وسرعان ما تتحرك باتجاه أفراد معينين يُتخذون كأهداف من خارج الشلة لتتطور على نحو سريع من المداعبة اللطيفة إلى تعمد السخافات والمضايقات وإظهار القدرة والسيطرة والنيل من الضحية ليتم إخضاعه لتلك الشلة , ويتطور الأمر عند البعض في حالات كثيرة إلى العنف الجسدي المتعمد أو الإهانة النفسية المتكررة كوسيلة من وسائل التسلية واللهو واستعراض القوة وإظهار السيطرة , وفي حالات كثيرة وصلت في بعض المدارس ( هي نادرة عندنا كعرب ومسلمين حتى الآن ولم تصل لحد الظاهرة لكنها متفشية جدا في الغرب الآن ) للاعتداء الجنسي الجماعي أو الفردي , واختتمت الظاهرة في الغرب بقيام بعض التلاميذ بإطلاق النار على زملائهم وإصابتهم إصابات شديدة ووصلت لحد القتل , وحملت الأخبار الواردة كثيرا منها والتي وصلت لمستوى تلاميذ المدارس الابتدائية .
وتزداد وسائل التشهير والإيذاء البدني والنفسي لإخضاع الضحية نظرا لما وفرته التقنية الحديثة من وسائل يستطيع المتنمرون فيها التقاط الصور والفيديوهات للضحية في أوقات السيطرة عليهم , ومن ثم يتم تهديدهم بها بنشرها وتبادلها على الهواتف المحمولة أو نشرها على شبكات التواصل الاجتماعي , مما يشكل تهديدا دائما ومستمرا على الضحايا , وخاصة إذا وُجدت فجوة بين الأهل والمربين من جهة وبين علمهم بطبيعة ما يتعرض له أبناؤهم نتيجة الإخفاء المتعمد من الأبناء المتعرضين لتلك المشكلات بسبب الخوف والتهديد . ودائما ما تعتبر الأسرة التي تعلم أن لديها أبناء يتعرضون للتنمر المدرسي , دائما ما تعتبر أن أبناءهم في مشكلة لابد من إيجاد حد وحل لها , بعكس بعض الأسر التي تعلم أن أحد أبنائها أو جميعهم يتعاملون مع أقرانهم بالعنف , فتعتبر بعض تلك الأسر أن ذلك السلوك سلوك ايجابي حميد في أبنائهم , ويعتبرونه دلالة على نبوغ وتفوق أبنائهم في قيادتهم لأقرانهم وقدرتهم على السيطرة على الآخرين مما يحقق لهم تميزا مستقبليا في أي مكان أو أي عمل سيكونون فيه, وبالتالي لا يرحبون بأي تدخل تربوي لتعديله , بل وربما يستخدمون سطواتهم وقدراتهم وإمكانياتهم في تكريس هذا الوضع ومواجهة أي قائم على العملية التربوية من اتخاذ أي وسيلة توجيهية أو عقابية تربوية لردع هؤلاء الأبناء , ويكثر ذلك عندما يكون ذلك الوالد من أهل السطوة أو الثراء أو غيره , ويكثر أيضا وجود ذلك الخلل بشدة في المدارس والجامعات الخاصة التي يعتبر الطالب نفسه أنه الأعلى قيمة وتأثيرا من المربين , فلا يحق لأحد أن يتدخل في تقويمه , لأنه وجوده وأمثاله هو الذي يمكن المدرسة – ماديا - من سداد رواتب القائمين على العملية التربوية , وتكثر أيضا كذلك حينما يكون الطالب من جنسية البلد ويكون المدرس أو القائم على العملية التربوية وافدا , فلا يستطيع مواجهة أي سلوك خارج من طلابه , وبالتالي يفقد المجتمع ركنا هاما من أركان التربية ويهدرها .
ولا يظنن أحد من الآباء أنه حينما يساهم في إيجاد وحش آدمي في بيته ليربيه وليعده ليرهب خصومه به ويواجههم , وحينما لا يعلمه الفارق بين الظلم والعدل عند نيل الحقوق , لا يظنن أنه في مأمن من غدرات هذا الوحش بعد مرور الأيام , فبعد فترة لن يقف أحد حائلا أمام رغبات وأهواء هذا الوحش , فلن يعرف في أهله معروفا ولن ينكر عليهم منكرا , وهذا مُشاهد في حياة الناس مرارا . ربما يحاول البعض أن ينكر وجود التنمر كظاهرة موجودة وخطرة بالفعل , وهذا يمكن تفسيره على أحد سببين , أما أحدهما فبسبب عدم علمه بحقيقة الموقف , وهذا له عذره وعليه البحث والوقوف على حقيقة الأمر , وثانيهما التهوين والتخفيف والتجميل في العرض , فينبغي الأخذ في الاعتبار تلك النذر حتى ولو لم تكن بهذه الدرجة من الوجود – بحسب علم صاحبها أو وجهة نظره – حتى لا ندفن رؤوسنا في الرمال وندعي أن الأمر على ما يرام , فينبغي التفحص والبحث والتقصي والدراسة بكل جدية واهتمام للمشاركة في الحل .
أسباب ساعدت على انتشار التنمر لم يكن استخدام القوة بين الأقران سلوكا جديدا في المدارس , بل يمكن القول بأنه سلوك بشري طبيعي وغريزي بين الناس في كل المجتمعات الإنسانية , ويمكن مواجهته وتقويمه , لكن المشكلة القائمة الآن تكمن في أمرين , أولهما استفحاله وانتشاره وتحوله إلى سلوك مرضي ينذر بخطورة شديدة , وثانيهما عدم مواجهته المواجهة التربوية الرادعة التي تسيطر عليه وتحد من انتشاره وتقلل من آثاره , ولهذا كان لابد من بحث وتقص حول الأسباب التي أدت إلى انتشاره ذلك الانتشار السريع والمريب , فكان منها :
- الألعاب الاليكترونية العنيفة الفاسدة اعتاد كثير من الأبناء على قضاء الساعات الطوال في ممارسة ألعاب اليكترونية عنيفة وفاسدة على أجهزة الحاسب أو الهواتف المحمولة , وهي التي تقوم فكرتها الأساسية والوحيدة على مفاهيم مثل القوة الخارقة وسحق الخصوم واستخدام كافة الأساليب لتحصيل أعلى النقاط والانتصار دون أي هدف تربوي ,و دونما قلق من الأهل على المستقبل النفسي لهؤلاء الأبناء الذين يعتبرون الحياة استكمالا لهذه المباريات , فتقوى عندهم النزعة العدائية لغيرهم فيمارسون بها حياتهم في مدارسهم أو بين معارفهم والمحيطين بهم بنفس الكيفية , وهذا مكمن خطر شديد وينبغي على الأسرة بشكل خاص عدم السماح بتقوقع الأبناء على هذه الألعاب والحد من وجودها , وكذلك على الدولة بشكل عام أن تتدخل وتمنع انتشار تلك الألعاب المخيفة ولو بسلطة القانون لأنها تدمر الأجيال وتفتك بهم فلابد وأن تحاربها كما تحارب دخول المخدرات تماما لشدة خطورتها .
- انتشار أفلام العنف بين أبنائنا بتحليل ما يراه الأطفال والبالغون من أفلام وُجد أن مشاهد العنف في الأفلام قد زادت بصورة مخيفة وأن الأفلام المتخصصة في العنف الشديد مثل أفلام مصاصي الدماء وأفلام القتل الهمجي دون رادع أو حساب ولا عقاب قد تزايدت أيضا بصورة لابد من التصدي لها , فيستهين الطفل أو الشاب بمنظر الدماء ويعتبر أن من يقوم بذلك – كما أوحى إليه الفيلم – هو البطل الشجاع الذي ينبغي تقليده , فيرتدون الأقنعة (الماسكات ) على الوجوه تقليدا لهؤلاء " الأبطال " , ويسعون لشراء ملابس تشبه ملابسهم ويجعلون من صورهم صورا شخصية لحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي , ويحتفظون بصور عديدة لهم في غرفهم , ويتغافل كثير من الأهل عن هذا التقليد الذي يزيد من حدة العنف في المدارس أو الجامعات .
- أفلام الكارتون العنيفة لم تقتصر أفلام العنف على الأفلام الحقيقية التي يمثلها ممثلون بل وصلت لمستوى أفلام الكارتون التي يقضي الطفل أمامها معظم وقته , ويظن الأهل أن أبناءهم في مأمن حيث لا يشاهدون إلا تلك القنوات , والحق أنها اخطر في توصيل تلك الرسالة العنيفة حيث يتقبل الطفل الصغير الأفكار بصورة أسرع من الكبار , وحيث تعتمد أفلام الكارتون على القدرة الخارقة الزائدة والتخييلية عن العمل البشري في تجسيد أثر القوة في التعامل بين أبطال الفيلم , فمصطلحات استخدام السحر وإبادة الخصوم بحركة واحدة واستخدام مقويات ومنشطات والاستعانة بأصحاب القوة الأكبر في المعارك , كل هذه منتشر وبقوة في تلك الأفلام الكارتونية والتي تساهم في إيجاد بيئة فاسدة يتربى خلالها الطفل على استخدام العنف كوسيلة وحيدة لنيل الحقوق أو لبسط السيطرة .
- الخلل التربوي في بعض الأسر تنشغل بعض الأسر عن متابعة أبنائها سلوكيا وتعتبر أن مقياس أدائها لوظيفتها تجاه أبنائها هو تلبية احتياجاتهم المادية من مسكن وملبس ومأكل وأن يدخلوهم أفضل المدارس ويعينوهم في مجال الدراسة والتفوق ويلبون حاجاتهم من المال أو النزهة وغيره من المتطلبات المادية فقط , ويتناسون أن الدور الأهم الواجب عليهم بالنسبة للطفل أو الشاب هو المتابعة التربوية وتقويم السلوك وتعديل الصفات السيئة وتربيتهم التربية الحسنة , وقد يحدث هذا نتيجة انشغال الأب أو الأم أو انشغالهما معا عن أبنائهما مع إلقاء التبعة على غيرهم من المدرسين أو المربيات في البيوت . وربما قد نجد سببا لانحراف الابن أو تشوهه نفسيا نتيجة الخطأ التربوي الواقع من أبويه , لكن ما ذنب الطفل - المعتدى عليه بذلك السلوك المتنمر البشع - الذي يدفع ثمن خطأ تربوي وقعت فيه أسرة غير أسرته عندما أخرجت نموذجا مشوها للمجتمع ليتعدى خطره وضرره لكثيرين لا ذنب لهم ولا لأسرهم ؟
- انتشار قنوات المصارعة الحرة العنيفة لوحظ في الفترة المؤخرة تزايد كبير جدا في قنوات المصارعة الحرة العنيفة جدا التي تستخدم فيها كل الوسائل الغير عادية في الصراع , والتي غالبا ما تنتهي بسيلان دماء أحد المتصارعين أو كليهما في منظر شديد التخلف والعدوانية لتعيد إلى الأذهان مناظر حلبات الصراع التي كانت تقام في المسارح الرومانية في العصور الوسطى التي كانت تنتهي دائما بمقتل أحد المتصارعين من العبيد كوسيلة من وسائل الترفيه البربرية وتقديمهم كطقوس دموية متوحشة لتسبب سعادة مقيتة لهؤلاء المتابعين . والغريب أن جمهورا كبيرا من المتابعين لهذه القنوات من الفتيات في ملاحظة غريبة حول هذه الرياضة التي ظلت فترة كبيرة هواية خاصة من هوايات الشبان لا الشابات , مما أثر كثيرا على السلوك العام للفتيات المتابعات والذي أدى لظهور ظاهرة سميت " بالبويات " , وهن الفتيات المتشبهات بالرجال في سلوكهن وتعاملهن وبالتالي تكونت بذرة لنمو التنمر داخل الأوساط الطلابية للفتيات في المدارس
- العنف الأسري والمجتمعي يُطبع كل إنسان وخاصة في مطلع حياته على ما شاهده من تصرفات داخل بيئته الصغيرة كالأسرة والأهل وكذلك على ما يشاهده يوميا من تصرفات مجتمعية , فمن شاهد أفعالا أو ردود أفعال تتسم بالعنف بين والديه , أو من عاش بنفسه عنفا يمارسه أحد أفراد الأسرة عليه هو شخصيا أو على أي أحد من المتعاملين مع الأسرة كالخدم والمربيات والسائقين , أو من شاهد عنفا مجتمعيا وخاصة في البلاد التي ضعفت فيها القبضة الأمنية نتيجة الثورات وغيرها فانتشرت البلطجة كوسيلة مضمونة لنيل الحقوق أو للاعتداء على الحقوق دون خشية عقاب رادع أو محاسبة فاعلة , فلابد عليه أن يتأثر بما شاهده , وربما يمارسه فعليا إذا سنحت له الفرصة لذلك , وهكذا يجني المجتمع على أبنائه , وأيضا هكذا يساهم الأبوان في إفساد سلوك أبنائهما بدفعهم بصورة عملية في اتباع ذات النهج الذي شاهدوه , وهكذا تجني أسر على أبناء اسر غيرها لا خطا لهم ولا ذنب سوى أن الله لم يمنحهم السطوة العائلية أو الإمكانيات المادية أو لم يمنح أبناءهم القوة البدنية التي يدافعون بها عن أنفسهم في مواجهة ذلك التنمر , أو ربما رباهم آباؤهم على معان سامية مثل كراهية الظلم والظالمين عند القدرة عليه . لابد على الأهل أن يراجعوا أنفسهم جيدا وأن ينتبهوا لأبنائهم ولسلوكياتهم في المدارس أو النوادي وفي كل التجمعات حتى لا يمارس أبناؤهم ذلك السبيل المشين , وكذلك يجب على المربين في المدارس أن يرصدوا تلك الظاهرة ويتابعوها متابعة فعالة وواقعية وصحيحة وواعية حتى يمكنهم اتخاذ الحلول لها في الجانبين , جانب المعتدي وجانب المعتدى عليه . وكذلك يجب على الأسر أن تتابع أبناءها إن وجدوا عليهم علامات مثل عدم الرغبة في الذهاب للمدارس أو تأخر مفاجئ في مستواهم الدراسي أو وجود آلام أو جروح أو إصابات في أجسامهم أو أي انكسار في شخصياتهم أو انزواء نفسي وميل للعزلة حتى في المنزل , فيجب عليهم طمأنة أبنائهم وسؤالهم والاستفسار منهم حول أسباب ذلك باللطف واللين حتى يتبينوا حقيقة تلك الأسباب , فقد يكون أبناؤهم قد تعرضوا للقمع المدرسي أو التنمر من قبل أقرانهم , والأهل غافلون لا يشعرون بذلك , بل قد يهاجم الأهل أبناءهم الضحايا ويتهمونهم بأنهم لا يقومون بواجباتهم الدراسية أو أنهم مدللون لا يتحملون المسئولية , فتكون الآلام مضاعفة على أبنائهم , فيجب عليهم القيام بواجباتهم ولا يُقصِرون متابعة أبنائهم دراسيا فقط على السؤال عن درجاتهم في الامتحانات السنوية أو الدورية.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: التنمر .. أفلام تشرح لك كيف تتلافى آثارها؟ الثلاثاء 24 سبتمبر 2019, 2:36 pm
لماذا يمارس الأطفال التنمر في المدرسة وكيف نواجه ذلك؟ كيلي أواكيس
في سن العاشرة، مرت روبي سام يونغز بتجربة أشعرتها بالعزلة والتشوش والارتباك. ففي آخر أعوام مرحلة الدراسة الابتدائية، انتقلت مع أسرتها من إنجلترا إلى ويلز. هناك وجدت في المدرسة زميلة تتنمر عليها وتسخر من لهجتها، قبل أن تمتد السخرية إلى مظهرها كذلك.
وتتذكر يونغز هذه الفترة بالقول: "كان كل شيء غير مفهوم بالنسبة لي. فقد كنت في مكان جديد لا أعرف فيه أحدا. لم يكن هناك من يحبني، ولم أكن أعرف السبب حقا".
وتقر يونغز، التي تبلغ من العمر الآن 46 عاما، - بأن "التنمر المستمر" الذي تواصل ضدها خلال سنوات دراستها في المرحلة الإعدادية كان له تأثير غير مباشر على حياتها بكل جوانبها، فقد بدأت تدخين السجائر ومعاقرة الخمور في محاولة للتكيف مع هذا الوضع، الذي لم تتقبل وتتفهم الآثار التي خلّفها عليها، سوى في العام الماضي فحسب.
وتقول: "شعرت بأنه لا يوجد من يحبني، لذا لم أحب نفسي".
وتُبرز تجربة هذه السيدة حقيقة مؤلمة مفادها أن الأطفال قد يكونون من بين أكثر المتنمرين ضراوة، برغم كل ما يتصفون به من براءة وقلة خبرة بالحياة. فأفعالهم في هذا السياق، قد تكون قاسية بشدة وعنيفة وصادمة، نظرا لأنها تكون أقل تأثرا بالأمور التي تكبح هذا السلوك والمتمثلة في الأعراف الاجتماعية التي نتعلمها في مراحل لاحقة من الحياة، ونتقيد بها تبعا لذلك. وقد يكون لسلوكيات تنمر مثل هذه تَبِعات على ضحاياها تستمر مدى الحياة.
لكن ما العوامل التي تجعل من طفل ما متنمرا ومستأسدا؟ للإجابة على هذا السؤال بوسعنا الاستعانة برأي دوروثي أسبيليدج، الأستاذة الجامعية في التربية في الولايات المتحدة، التي تقول: "اعتقدنا لوقت طويل للغاية أن هناك نوعا واحدا من المتنمرين، وهو ذاك المتمثل في طفل شديد العدوانية يعاني من مشكلات على صعيد الثقة في النفس وتقدير الذات، وهي المشكلات التي ربما تكون ناجمة عن العيش في منزل يسوده العنف، أو يلقى فيه التجاهل والإهمال". لكن هذا التصور يتغير في الوقت الراهن. وإذا عدنا لتعريف التنمر، الذي يتبناه الباحثون الأكاديميون، فسنجد أنه يقول إن هذا السلوك يمثل "ضربا من العدوان الذي يحدث بين أطراف تتباين في ما بينها في مستويات القوة والسلطة، سواء كانت هذه الأطراف أفرادا أم جماعات". ورغم أن هذا التعريف ربما يعجز عن إيضاح الثمن الفادح الذي يدفعه الضحية، أو الأسباب المعقدة التي تجعل من البشر متنمرين من الأصل، فإن التباين في مستوى القوة - الذي يشير إليه - يظل عاملا حاسما في حدوث سلوك مثل هذا. وتقول أسبيليدج: "يمكن أن تتنمر عليّ وأنت تحظى بشعبية أفتقر أنا لها. لذا يؤدي هذا الفارق في القوة إلى أن يصبح من الصعب عليّ الدفاع عن نفسي". وتضيف أسبيليدج أنه على الرغم من أن وجود أمور مثل العنف المنزلي أو التعرض لسلوكيات عدوانية من جانب الأشقاء لا تزال تمثل أسبابا قد تجعل الأطفال متنمرين، فإن ثمة عوامل أخرى. فالطفل الذي يشب عن الطوق في منزل حافل بالسلوكيات العنيفة، قد لا يصبح بالضرورة متنمرا، إذا كان يتلقى العلم في مدرسة تتبنى برنامجا يكافح التنمر، ويسودها مناخ يدعم تحقيق هذا الهدف. وفي السنوات الأخيرة، أصبحت الصورة التي يكوّنها الباحثون للطلاب الذين يُقْدِمون على سلوكيات التنمر في المدارس أكثر دقة وتحديدا. فقد تم التعرف على أنماط أخرى من هذه السلوكيات ذات طابع أكثر انتهازية ومراوغة، لتُضاف إلى تلك الأنماط التقليدية التي تنطوي على إزعاج أو استئساد فظ وعلني وصريح. وغالبا ما يكون الأطفال، الذين يتبعون تلك الأنماط الميكافيلية، يتحلون بمهارات اجتماعية أفضل من سواهم، كما يكونون غالبا ذوي شخصيات جذابة بل ومحبوبين من جانب معلميهم، وهو أمر يجعلهم بعيدين كل البعد عن الصورة النمطية للمتنمر، التي تفترض أنه عادة ما يكون "غبيا وأحمقا" كذلك. ومن بين الأمور الجوهرية هنا أيضا؛ أن هذه النوعية من الأطفال المتنمرين لا يمارسون هذا السلوك طيلة الوقت، بل يُقْدمون عليه ويحجمون عنه، وفقا لما يلاءم مصالحهم واحتياجاتهم.
وتعزز بعض الدراسات الفكرة القائلة بأن سلوكيات التنمر والاستئساد ترتبط في أغلب الأحيان بمن يمارسها أكثر من ارتباطها بمن يقع ضحية لها. ففي دراسة أُجريت على أطفال المدارس في إيطاليا وإسبانيا، طُلِب من التلاميذ المشاركة في تدريب حمل اسم "التفكير في موقف تنمر من وجهة نظر المتنمر". ومنح الباحثون استبيانا لأفراد العينة لكي يصنفوا زملاءهم من خلاله في خانة من ثلاث؛ "متنمر" أو "ضحية" أو "طرف خارجي" لا علاقة له بالموقف برمته. وتبين أن من صُنِفوا كـ "متنمرين"، كانوا أكثر ميلا إلى التعقيب على موقف التنمر الافتراضي المذكور في الدراسة، بعبارات تركز على كيفية تأثر المتنمر نفسه بهذا الموقف، من قبيل "سأشعر بالرضا لأنني استحوذت على انتباه الأطفال الآخرين"، أو بأخرى تُظهر انعدام تعاطفهم مع الضحية مثل "لا أشعر بالذنب، لأنني لا أفكر في هذا الأمر" من الأصل، أو" لن أكترث بالأمر لأن الضحية لا تعاني" من شيء جراء ذلك. من جهة أخرى، لا يخفى أن التنمر اكتسب أنماطا وأشكالا جديدة خلال السنوات القليلة الماضية. فبرغم أن من سماته الشائعة أنه يمثل سلوكا عدوانيا متكررا، فإن عالم الإنترنت يضفي طابعا ضبابيا على هذا الأمر، بالنظر إلى التأثير المحتمل الذي قد تُخلّفه واقعة تنمر واحدة فحسب، تحدث عبر الشبكة العنكبوتية. وتتساءل أسبيليدج في هذا الإطار: "هل بات من الواجب أن يحدث هذا السلوك أكثر من مرة، في وقت يصل ما ينشره المرء على الإنترنت إلى مليون شخص تقريبا في اللحظة ذاتها؟ الإجابة هي `كلا على الأغلب`".
في واقع الأمر، ثمة أوجه شبه متعددة بين التنمر في المدارس ونظيره الإلكتروني، بقدر جعل بعض الباحثين يذهبون للقول إنهما أصبحا متماثلين بل ويشكلان شيئا واحدا، خاصة أن التلاميذ غالبا ما يستخدمون هواتفهم المحمولة داخل الصفوف الدراسية. ومن بين الباحثين الذين أولوا اهتمامهم لهذه المسألة تحديدا، كالي تزاني-بيبلاسي المُحاضرة في علم النفس الاستقصائي، الذي يُعنى بوصف تصرفات المعتدين وبلورة فهم أفضل للجرائم وطبيعتها. فقد أجرت تزاني-بيبلاسي - التي تعمل في إحدى الجامعات البريطانية - دراسة أظهرت أن الكثير ممن يمارسون التنمر في المدرسة ضد زملائهم، يواصلون في حقيقة الأمر سلوكيات تنمر بدأوها على شبكة الإنترنت. وتقول في هذا الشأن: "ربما يكونون جالسين إلى جوار بعضهم بعضا، لكنهم يفضلون ممارسة التنمر عبر منصات التواصل الاجتماعي، لأن ذلك يكفل لهم أن تُرى تصرفاتهم من جانب عدد أكبر، وأن يراودهم إحساس زائف بالشهرة". إذا ما الذي يجدر بك فعله إذا شعرت بأن طفلك ربما يكون ممن يتنمرون على أقرانه؟ يمثل التعرف على الدوافع الحقيقية، وربما الخفية لذلك، خطوة أولى جيدة على هذا الطريق. وتقول أسبيليدج في هذا الإطار: "إذا قال لي أحدهم إن طفلي ينخرط في هذه السلوكيات، سأقول للطفل `حسنا؛ ما الذي تحصل عليه من وراء ذلك؟ ولِمَ تفعله؟`". وتضيف بالقول: "قد يكون السبب أن طفلك يتلقى العلم في مدرسة، يُتوقع من تلاميذها الإقدام على سلوكيات كهذه". كما يجدر بنا أيضا أن ننظر في ما إذا كانت تصرفاتنا نحن أنفسنا، هي التي تؤثر ربما على تصرفات الطفل. ومن بين أساليب مواجهة مشكلة التنمر في المدارس، استحداث منظومة لدعم التلاميذ الصغار، عبر اختيار زملاء لهم أكبر سنا، ليكونوا مرشدين لهم على صعيد كيفية التصرف بشكل سليم، حينما يلتحقون بالمدرسة للمرة الأولى. مصدر الصورةGETTY IMAGESImage captionيمكن أن يكون لتعرضك للتنمر في فترة الطفولة تَبِعات تستمر طيلة حياتك، وتؤثر على مدى ثقتك في نفسك وتقديرك لذاتك وعلى صحتك العقلية أيضا وتعتبر الباحثة تزاني-بيبلاسي أن من بين مميزات هذا الأسلوب أنه يمنح الفرصة للتلاميذ الأصغر سنا لتعلم السلوكيات الواجب القيام بها من زملائهم الأكبر. لكن ذلك لا يقلل من أهمية أن يسود المدرسة في الوقت نفسه، مناخ عام مناوئ للتنمر. وتشير في هذا الصدد إلى أن "الأمر يقتضي الكثير من المثابرة والاتساق في التصرفات من جانب المعلمين وفريق العاملين عموما في المدرسة، لأن المنظومة لن تؤتي أُكلها دون مشاركة هؤلاء". وتتفق أسبيليدج مع الرأي القائل بأن من بين العناصر الرئيسية في هذا الشأن، وجود علاقة قوية سواء في أوساط المعلمين أو التلاميذ. وتقول: "ما تبين لنا من الدراسة التي قمنا بها، أن نسبة التنمر تقل في المدارس التي تولي اهتماما لمسائل مثل الترابط، وتهتم كذلك بأن تضمن أن كل التلاميذ فيها يشعرون بالانتماء لها". لكن هذا الدعم يغيب في كثير من الأحيان. ففي عام 2014، نشرت أسبيليدج وزملاؤها دراسة جرت على مدار خمس سنوات، وأظهرت نتائجها وجود علاقة مثيرة للقلق بين التنمر والتحرش الجنسي في المدارس. وكشفت الدراسة النقاب عن أن التنمر بالأطفال الصغار يتضمن غالبا إهانات متصلة بالمثلية الجنسية، وهو ما يتطور إلى تحرش جنسي في مراحل دراسية لاحقة. غير أن الأطفال الذين شكلوا أطرافا لتحرش من هذا النوع، سواء كانوا مرتكبيه أو ضحاياه، لم يبد أنهم يدركون مدى خطورة تلك الوقائع، ربما لأن المعلمين لا يتدخلون لمنع حدوثها أو تفاقمها. وتعقب أسبيليدج على ذلك بالقول إن "استمرارية السلوك العدواني وتسلسله المطرد، من تنمر، إلى توجيه اساءات لفظية ذات صلة بالمثلية الجنسية، وصولا إلى العنف الجنسي، وكذلك العنف الذي يحدث عند مواعدة المراهقين بعضهم بعضا، هو حقيقة واقعة". لكن هل يكف الأطفال عن التنمر بمجرد وصولهم إلى طور الرشد وإنهائهم لمراحل الدراسة المختلفة؟ برأي هذه الأستاذة الجامعية في التربية؛ قد يحدث ذلك للبعض منهم بالفعل، أو ربما يجد هؤلاء متنفسا ذا طابع آخر، يمارسون من خلاله سلوكياتهم العدوانية. وتضيف: "بوسعي القول بناء على خبرتي إن بعضا ممن يمارسون التنمر في المدارس يمتهنون وظائف يفيدهم فيها ممارسة هذا النمط من السلوك، سواء كان ذلك عبر العمل ضابطا للشرطة أو أستاذا جامعيا أو محاميا". وبعيدا عن كل ذلك، ربما يكون أكثر ما يبعث على الحزن بشأن التنمر أن تأثيره على ضحيته قد يستمر لعقود طويلة، ما يؤدي إلى تدهور الصحة البدنية والنفسية لها كذلك. وبوسعنا هنا العودة إلى يونغز، تلك السيدة التي بدأنا هذه السطور بالحديث عن تجربتها مع التنمر خلال المرحلة الإعدادية. فهي الآن قد تدربت على أن تصبح خبيرة في مساعدة الناس على تجاوز المواقف المؤلمة والمحزنة. كما أنها تأمل في أن يكون بمقدورها مد يد العون لمن مروا بمعاناة كتلك التي كابدتها، ولحقت بهم خسائر مماثلة. فمن بين الخسائر التي أصابتها جراء التنمر - بحسب قولها - فقدان "الشعور بأنك تعيش حياة عادية، وفقدان الثقة والأمن والأمان". وفي وقت سابق من هذا العام، فوجئت هذه السيدة بتواصل عبر فيسبوك من جانب الفتاة التي كانت أكثر من يستأسد عليها في المدرسة، وذلك للاعتذار لها. غير أن يونغز شعرت بالغضب، قائلة إن هذا الاعتذار لم يُفدها في شيء على الإطلاق على صعيد "تخفيف أي ألم عرضتني هذه الفتاة له. وربما ساعدها الاعتذار، لا أعرف بالضبط". لكن من حيث الجوهر، تعتقد روبي سام يونغز أن الاعتذار - تماما مثله مثل سلوك التنمر الذي خلّف هذا الأثر السلبي الكبير على حياتها - يمثل أهمية ما لمن قدمه أكثر من أهميته بالنسبة لها هي. وتَخْلُصُ للقول: "أشفق عليها لأن بوسعي أن أدرك أنها ربما فعلت ما فعلته، لأنها كانت تواجه مشكلات في المنزل أيضا. غير أنني لا أتفق مع ما قامت به" بطبيعة الحال.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: التنمر .. أفلام تشرح لك كيف تتلافى آثارها؟ الثلاثاء 24 سبتمبر 2019, 2:42 pm
Why children become bullies at school
Bullying behaviour often emerges in childhood, and the consequences for victims can last a lifetime. But what makes a child become a bully?
By Kelly Oakes
16 September 2019
When RubySam Youngz was singled out by a bully at the age of 10 in her last year of primary school, she felt isolated and confused. She’d just moved with her family from England to Wales and the bully honed in on her accent. They then started mocking her appearance. “Nothing really made sense to me,” she says. “I’m in a new place, I don’t really know anyone, no one likes me, and I really do not know why.”
Youngz says the relentless bullying, which continued through secondary school, had a knock-on effect in all areas of her life, and she took up smoking and drinking in an attempt to cope. Now aged 46, it is only in the past year that she has come to terms with the effect that the bullying had on her.
“I felt like ‘no one else likes me, so I don’t like me’,” she says.
Her experience underlines a painful truth. Children, for all their innocence and inexperience of the world, can be some of the most vicious bullies. Their actions, perhaps less hindered by the social norms we learn in later life, can be merciless, violent and shocking. And they can have life-long implications for the victims.
But what makes a child become a bully?
“For the longest time, in the research literature, we thought there was just one type of bully: a highly aggressive kid that had self-esteem issues that may come from a violent home or neglectful home,” says Dorothy Espelage, a professor of education at the University of North Carolina at Chapel Hill. That picture is now changing.
[url][/url]
There are several definitive types of school bully that have been identified by psychologists (Credit: Getty Images)
The definition of bullying that academic researchers have adopted states that it’s a form of aggression between individuals or groups that have different levels of power. It perhaps fails to capture the terrible toll it can have on victims or the complex reasons why people become bullies in the first place. But one key element is the difference in power.
اقتباس :
Researchers’ picture of the typical school bully has become more nuanced in recent years
“It could be that you’re bullying me, and you’re popular, and I’m not popular, and that power differential makes it difficult for me to defend myself,” says Espelage. While domestic violence and sibling aggression are still risk factors for children becoming bullies, they’re not the only reason, she adds. Children who grow up in violent homes but go to a school with an anti-bullying programme and a supportive atmosphere won’t necessarily become bullies.
Researchers’ picture of the typical school bully has become more nuanced in recent years. Aside from the blunt and open aggressor, another more Machiavellian kind of bullying has come to be recognised. Children who fall into this category tend to have better social skills, are often charismatic and liked by teachers – far from the “oafish” stereotype of bullies. Crucially, these children can turn on and off their bullying to suit their needs.
“Socially dominant bullies want to be the leader of the crowd,” says Espelage. “And the way that they do that is to push kids down the hierarchy.”
[url][/url]
Bullying is often more about the bully than the victim, according to studies into how children feel when they bully others (Credit: Getty Images)
Other research backs up this idea that bullying is often more about the bully themselves, rather than their victims. In a study of school children in Italy and Spain, pupils took part in an exercise that entailed thinking about a bullying situation from the point of view of the bully. The researchers also gave the children a questionnaire about their peers to categorise each child as either a bully, a victim or an outsider.
Those who were categorised as bullies by their peers were more likely to respond to the hypothetical bullying incident with statements that focused on how the incident affected the bully themselves (saying things like “I would feel great because I got the attention of other children!”) or statements that showed a lack of empathy (such as “I don’t feel guilty because I don’t think about it” and “I would feel indifferent because the victim doesn’t suffer”).
Bullying has also taken on new forms in recent years. One common characteristic of bullying as previously defined by academics is that the aggression towards the victim is repeated. But the online world is blurring this due to the potential impact that just one instance of cyberbullying can have.
“Does it have to happen more than once, when you’ve posted something that’s gone to a million people?” asks Espelage. “Probably not.”
[url][/url]
Cyberbullying is making some researchers rethink the definition of what it means to bully (Credit: Getty Images)
In fact, there’s such a big crossover between school bullying and cyberbullying that some researchers argue they are becoming one and the same – especially now that children often have their phones with them in class. “In my research it was found that many times school bullies continue the harassment online,” says Calli Tzani-Pepelasi, an investigative psychology lecturer at the University of Huddersfield. “They may be sitting next to each other but prefer to bully each other through social media, as that way their actions can be viewed by more and they feel a false sense of fame.”
So what should you do if you think your child may be bullying other children?
Getting to the bottom of their motivations is a good first step. “If somebody called me and said your child is engaging in these behaviours, I would want to say [to the child], ‘OK, what are you getting from that? Why are you doing this?’,” says Espelage. “It may be that your child... is in a school where that’s what they’re expected to do.”
اقتباس :
It’s worth considering whether your own actions may be influencing your child’s
It’s also worth considering whether your own actions may be influencing your child’s. “For some parents, their interpersonal style may be may be modelling that behaviour,” she says.
One way to address school bullying could be a buddy system designed to foster peer support, where younger students are assigned an older mentee to show them the ropes when they start school.
[url][/url]
Being a victim of bullying in childhood can have life-long effects on a persons self-esteem and mental health (Credit: Getty Images)
“The fact that younger students have the opportunity to model the right behaviour from the older students” is one advantage of such a system, says Tzani-Pepelasi. But having a supportive school environment in general is also important when it comes to tackling bullying. “It takes a lot of persistence, and consistency from the teachers and the school staff in general, as without them the system cannot function,” she says.
Espelage agrees that strong relationships between teachers and among peers are key. “What we know from our research is those schools where they pay attention to the issues of connectedness, making sure every kid feels like they belong in that school, there’s less bullying,” she says.
Often, though, that support isn’t there. In 2014, Espelage and her colleagues published a five-year study showing a worrying link between bullying and sexual harassment in schools. It revealed that bullying among younger children often involves homophobic insults, which then escalates to sexual harassment in later school years.
اقتباس :
Children involved in sexual harassment – both the perpetrators and the victims – often didn’t seem to understand how serious the incidents were
But the children involved in sexual harassment – both the perpetrators and the victims – often didn’t seem to understand how serious the incidents were, perhaps because teachers may not be stepping in to prevent them.
“That continuum of aggression from bullying, to homophobic name-calling, to sexual violence, to teen dating violence is real,” says Espelage.
As for whether kids grow out of bullying once they leave school, Espelage says some may do so – or find a different outlet for their aggression – but not all. “I would argue, based on my experience, that some [school bullies] go into professions in which that type of behaviour works for them, whether that's a police officer, a professor at a university, a lawyer.”
Perhaps saddest of all, however, is that the impact of bullying on victims can last for decades, leading to poorer physical and psychological health. Youngz, who was bullied throughout secondary school, has now trained as a grief recovery specialist, and hopes to be able to help others who have been through similar kinds of loss.
اقتباس :
The bullying was loss of feeling normal, loss of trust, loss of safety and security – RubySam Youngz
“The bullying has been part of that because it was loss of feeling normal, loss of trust, loss of safety and security,” she says.
Her main bully contacted her via Facebook earlier this year to apologise. When she received the message, Youngz felt angry. “It did nothing for me at all personally to relieve any pain that she put me through,” she says. “It might have helped her, I don’t know.”
But when it comes down to it, she thinks the apology – just like the bullying that had such a negative impact on her life – was really more about the bully than about Youngz herself.
“I have compassion towards her because I can understand maybe why she did what she did, because she may have been having troubles at home as well,” she says. “But I’m not agreeing with what she did.”