العيش مع الثعابين أصبح مألوفا أكثر من العيش مع البشر، جملة يقولها الكثير من مربي الزواحف داخل إحدى القرى المصرية.تعد قرية "أبو رواش" من أشهر القرى على مستوى العالم، التي تربي وتصطاد وتصدر الثعابين لمختلف بلدان العالم، فالأطفال والنساء يتعاملون مع الثعابين وكأنها لعبة.
مهنة يعمل بها الجميع وتعد أحد أهم مصادر الرزق في القرية التي يذهب شبابها إلى مختلف محافظات مصر لتحدي صيد أخطر الكائنات المعادية للإنسان.
داخل القرية أصبحت عائلة الحاج طلبة هي الأشهر في عملية الصيد والتصدير وإقامة المعارض منذ نحو 300 سنة حسب تأكيدهم، حيث تضم المزرعة الخاصة بهم عدد من الطيور والحيوانات التي تتواجد عادة بحدائق الحيوانات العامة.
في البداية يقول محمود طلبة الخبير في الزواحف والحيوانات البرية لـ"سبوتنيك"، إن المهنة بها العديد من المخاطر، وخاصة فيما يتعلق بالتعامل مع الثعابين بكل أنواعها خاصة السامة منها، حيث تبلغ أنواع الفصائل المصرية نحو 36 منهم 10 ثعابين سامة و26 غير سامة.
يتابع أنهم يقومون بتوريد الثعابين إلى مراكز الأبحاث العلمية خاصة السامة منها لإجراء التجارب واستخلاص الأمصال.
الأطفال يلعبون بالثعابين
لم يكن غريبا أن يلعب الأطفال بالثعابين في ظل قرية يعمل سكانها بصيد الثعابين والحيوانات البرية، حيث يؤكد أحمد محمد أحد سكان القرية أنه يتم كسر حاجز الخوف عند الأطفال من خلال لعبهم مع الثعابين الصغيرة غير السامة، وأن الآباء يصطحبون أطفالهم في سن السابعة معهم خلال عمليات الصيد، ويمكن للأطفال بعد عمليات تدريب لفترات قصيرة أن يقوموا بعمليات الصيد بمفردهم.
مخاطر وصعوبات
يقول محمود إن بعض الصعوبات تتمثل في عمليات التصدير، خاصة أن العديد من الحيوانات التي تمنع الدولة تصديرها متوافر بكثرة في الصحراء المصرية.
أما فيما يتعلق بمخاطر التعامل مع الثعابين، فيوضح أن التعامل مع الثعابين السامة يمثل خطورة كبيرة على حياة المدربين، خاصة أن العديد منهم توفى على مدار السنوات الماضية نتيجة الخطأ في التعامل مع بعض الفصائل، وعلى رأسها "الكوبرا" وهي توهم الأشخاص بأنها "ماتت" وتتمدد علي الأرض بشكل يوحي بذلك، وحين يقترب منها أحد الأشخاص تقوم بعضه وتلوذ بالفرار، وأحيانا لا نستطيع إسعافهم لقوة سمها وسرعة انتشاره.
الأمصال
يوضح أشرف طلبة أحد أفراد العائلة لـ"سبوتنيك" أن التعامل مع الأمصال في الماضي كان يؤدي إلى الكثير من المشاكل، خاصة في حال حقن الشخص المصاب بلدغة ثعبان بمصل من فصيلة أخرى، أو إن لم يكن الثعبان ساما، ويمكن أن يؤدي إلى وفاة الشخص بدلا من علاجه، وهو ما وقع في مرات سابقة، حيث بات من الضروري معرفة نوع الثعبان الذي لدغ الشخص، الأمر الذي يسهل ويسرع في حقنه بالمصل المناسب، وفي حال عدم معرفته ينتظر المصاب حتى إجراء التحليل لمعرفة نوع السم وتحديد المصل، إلا أنه مؤخرا تغلب الطب على هذه الأزمة، وأعد بعض الأمصال الجاهزة لكافة السموم.
1 / 4
[ltr]© PHOTO / MOHAMED HAMEDA[/ltr]
رجل يربي الزواحف في قرية مصرية
[size]
حلب الثعابينعملية حلب الثعابين حسب أراء الخبراء والمربين في حديثهم إلى سبوتنيك" تتم من خلال لسان الثعبان، حيث توضع مادة من "الجل" داخل بالون أو ملمس يشبه ملمس الإنسان في كأس، وتوضع رأس الثعبان على هذا الملمس، فيعضه ويفرغ نحو 40 %من السم الموجود به، وتتراوح أسعار الأمصال من 5 إلى 15 ألف جنيه لكل جرام، حسب نوع الثعبان، ويمكن لـ 20"ثعبان" إنتاج جرام واحد، والكوبرا تكون أكثر إنتاجا من الثعابين الأخرى، ويستخدم المصل في علاج الجلطات والسيولة بالدم، كما يدخل في الكثير عمليات العلاج.
عمليات الصيدتستخدم عمليات الصيد من المناطق الصحراوية في مصر ومنها صحراء الفيوم وسيناء وأسوان، ويكون الصياد على معرفة بأنواع الثعابين المتواجدة في المنطقة التي يصطاد منها، حتى يمكنه التعامل بحذر، وتعد أخطر أنواع الثعابين في مصر هي الكوبرا السامة، التي يصل طولها نحو 280 سم وهي قاتلة، حيث يمكن أن تقضي على الإنسان في نصف ساعة، إذا لم تقدم الإسعافات الأولية للمصاب، وتنتشر في محافظات الدلتا بشكل عام، وتتميز الكوبرا بأنها ترى فرائسها على هيئة هيكل عظمي والدم سائل يغطيه وتقوم بإفراز السم بحسب حجم الفريسة، فالكمية التي تضخ في الهجوم على فيل غير الكمية التي تفرزها في الهجوم على إنسان.
وتتواجد الطريشة المقرنة، والغريبة السوداء في الفيوم والواحات، والغريبة الحمراء في شمال وجنوب سيناء.
يتابع طلبة أن ثعبان "أبو السيور" والخضاري يتم الحصول عليهما من الساحل الشمالي والبحر المتوسط ، وكذلك أبو العيون والأرقم ويتميز باللون الصحراوى، لتفادي الإمساك به من قبل الطيور الجارحة وهي طبيعة إلهية.
فصائل نادرةبحسب تأكيد العاملين في المجال أن بعض الأنواع أصبحت نادرة ومنها، ثعبان التيتات "وهو يسكن دائما تحت سطح الأرض ويوشك علي الانقراض وهناك صعوبات في الحصول عليه نظرا لعدم ظهوره الكثير، وكذلك الثعبان البرجيلي، "الأرقم البيتي" وهو أحد الأنواع التي تنتشر في المنازل والأماكن المهجورة.
التعامل مع السموميشرح محمود طلبة طريقة التعامل مع السم حال إصابة الإنسان بلدغة من أي ثعبان، حيث يجب على الإنسان أن يقوم بربط الطرف المصاب وتشريحه وكيه في نفس الوقت، كما يمكن أن يوضع الثلج ليساعد في تجلط الدم المصاب بالسم، كما أن الهدوء يساعد على عدم انتشار السم، حيث أن التوتر يؤدي إلى زيادة الدورة الدموية وانتشار السم بطريقة أسرع وهو ما يشكل خطورة على الشخص المصاب.
أعمار الثعابينتصل أعمار الثعابين إلى 30 عاما وتبدأ مرحلة الشيخوخة من سن 25 عاما، ويؤكد أشرف طلبة أن بعضها يلد والآخر يبيض، خاصة أن أشهر الأنواع التي تلد هو "الدساس" الذي يدفن نفسه في الرمل ويقوم بوضع الثعابين الصغيرة بعد شهرين هي مدة الحمل، أما الثعابين التي تبيض تظل نحو 45 يوما ليفقس البيض، وحين نحصل على البيض نضعه في درجات حرارة محددة ونشارة خشب ورمل وبعض المواد التي تحافظ على درجة الرطوبة وتفقس خلال فترة من شهر إلى 45 يوما.
القرود والغزاليؤكد أحمد طلبة أن الغزال والقرود من الكائنات التي يتم التعامل معها بحذر شديد، خاصة أن القرود دائما ما تميل إلى العنف، وكذلك الغزال من الأنواع التي يتم مشاهدتها على بعد دون المساس بها، وهناك الكبش العربي والكبش النوبي، والغزال المصري، وأنهم يقومون بتوريدها إلى الحدائق العام، كما أن النسانيس والطاووس يتم عرضها داخل الأقفاص الخاصة بها.[/size]